تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٩

قرأت عليّ الجوهريّ ، عن محمّد بن العبّاس قال حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد. قال قلت ليحيى بن معين : حجاج بن محمّد عن عقبة بن سنان ، من عقبة هذا؟ قال : هذا عقبة بن سنان كان كاتبا ببغداد ، وقال حجاج أعطاني عقبة كتابا أخذه من ابن شبث عن عمر بن عبد العزيز طويل ، ثم قال يحيى : أيش عندك؟ قلت : حجاج عن عقبة بن سنان حديث طويل كلام أكثم ابن صيفي. قال : من حدثكم؟ قلت : حدّثنا به سنيد.

٦٧١٠ ـ عقبة بن مكرم ، أبو عبد الملك العمّيّ البصريّ :

قدم بغداد وحدث بها عن محمّد بن جعفر غندر ، ومحمّد بن أبي عدي ، وسلم ابن قتيبة ، وعون بن عمارة ، ويعقوب الحضرمي ، وأبي بكر الحنفيّ ، وغيرهم. روى عنه مسلم بن الحجّاج في صحيحه ، وعبيد العجل ، وأحمد بن عليّ الخراز ، وعبد الله ابن أحمد بن حنبل ، وعليّ بن إسحاق بن زاطيا ، وأبو القاسم البغوي ، ويحيى بن صاعد.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدّثنا عقبة بن مكرم العمّيّ ـ ببغداد ـ حدّثنا عبد الله بن حرب الليثي ، حدثني أبو عبيدة معمر بن المثنّى. قال ابن صاعد : ثم خرجنا إلى البصرة سنة خمسين ومائتين فحدثناه أبو حاتم السجستاني سهل بن محمّد ، حدّثنا أبو عبيدة معمر بن المثنّى قال : حدثني رؤبة بن العجاج ، حدثني أبي قال : سألت أبا هريرة ما يقول في الحداء :

طاف الخيالان فهاجا سقما

خيال تكنّى وخيال تكتّما

قامت تريك رهبة أن تصرما

ساقا بخنداة وكعبا أدرما

فقال أبو هريرة : كان يحدي بنحو هذا ـ أو بمثل هذا ـ مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلا يعيبه.

__________________

٦٧١٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٩٨٨ (٢٠ / ٢٢٣). علل أحمد : ١ / ١١٤ ، وتاريخ البخاري الكبير :٦ / الترجمة ٢٩١٨ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ٣٨٠ ، والكنى لمسلم ، الورقة ٧٩ ، وسؤالات الآجرى : ٤ / الورقة ١٢ ، والمعرفة والتاريخ : ١ / ٢٣٥ و ٢ / ١٠٠ ، ١٢٠ ، ٢٦٤ ، ٢٦٩ ، ٢٧٢ ، ٢٧٤ ، ٢٧٦ ، ٢٧٧ ، ٦١٠ ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ١٧٦٥ ، وثقات ابن حبان : ٨ / ٥٠٠ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٣٩ ، وتسمية شيوخ أبى داود للغسانى ، الورقة ٨٢ ب ، والجمع لابن القيسراني : ١ / ٣٨٢ ، والمعجم المشتمل : الترجمة ٦١٢ ، والمنتظم لابن الجوزي : ١١ / ٣٠٩ ، وسير أعلام النبلاء : ١٢ / ١٧٨ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٣٩٠٣ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٤٦ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٧٣ (أحمد الثالث : ٢٩١٧ / ٧) ، ـ

٢٦١

أخبرني عبد العزيز بن عليّ الأزجي ، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد الفقيه ـ فيما أجاز لنا ـ أخبرنا أبو بكر الخلال ، أخبرنا الحسن بن عبد الوهّاب قال حدّثنا الفضل بن زياد قال سمعت أبا عبد الله قال له ابنه عبد الله : قد قدم رجل من البصرة عنده كتب غندر ـ يعني عقبة بن مكرم ـ فقال أبو عبد الله : ما أعلم أحدا كتب الكتب غيرنا ، كنا أخذنا من عليّ كتبه ، وإنما كان انتخاب فأخذنا كتب الشيخ فكنا ننسخها. وقال الخلال : سمعت عبد الله بن أحمد. قال قال أبي : لم يسمع هذا الكتاب ـ يعني حديث شعبة ـ من غندر إلا أنا ، ويحيى ، وخلف ، وهيثم الزمراتي (١) وصدقة المروزيّ قال : وكنا نزولا في دار إنسان يقال له الرزي ، فقال لنا اذهبوا بابني معكم فلا أدري سمع الكتاب كله أو بعضه.

أخبرني محمّد بن أبي على الأصبهانيّ ، أخبرنا الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال وسمعته ـ يعني أبا داود ـ يقول : عقبة بن مكرم العمّيّ ثقة ثقة من ثقات الناس ، فوق بندار في الثقة عندي.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن المظفّر. قال قال عبد الله بن محمّد البغوي.

وأخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع. قال : مات عقبة بن مكرم البصريّ سنة ثلاث وأربعين ـ يعني ومائتين ـ زاد بن قانع : بالبصرة.

ذكر من اسمه عمران

٦٧١١ ـ عمران بن محمّد بن سعيد بن المسيب بن حزن ، القرشيّ المديني :

أخبرني الحسين بن عليّ الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير ، حدّثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي ،

__________________

ـ ونهاية السئول ، الورقة ٤٤٦ ، وتهذيب التهذيب : ٧ / ٢٥٠ ، والتقريب : ٢ / ٢٨ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٤٩٠٧ ، وشذرات الذهب : ٢ / ١٠٤.

(١) هكذا في الأصول.

٦٧١١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٤٩٩ (٢٢ / ٣٤٨). وتاريخ البخاري الكبير : ٦ / الترجمة ٢٨٧١ ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ١٦٩٣ ، وثقات ابن حبان : ٨ / ٤٩٧ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١١٥ ، وتهذيب التهذيب : ٨ / ١٣٧ ، والتقريب : ٢ / ٨٤ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٤٣٨.

٢٦٢

حدّثنا عمران بن محمّد بن سعيد بن المسيب ـ ببغداد ـ أخبرني أبي محمّد بن سعيد عن أبيه سعيد بن المسيب حديثا ذكره. كذا قال أحمد بن زهير ولم يسق الحديث.

٦٧١٢ ـ عمران بن سوار بن لاحق ، اللاحقي :

ذكر الحاكم أبو عبد الله بن البيع أنه سكن بنيسابور وحدث عن إسماعيل بن عياش ، وشريك بن عبد الله ، وهشيم ، ومروان بن معاوية. وحديثه عند الخراسانيين.

أخبرنا الحسين بن محمّد أخو الخلال ، أخبرنا أبو نصر محمّد بن أحمد الإسماعيلي ، أخبرني أبو عمر محمّد بن العباس بن الفضل بن محمّد بن إبراهيم بن أزهر التّميميّ الخزاز ـ بجرجان ـ حدّثنا عمران بن سوار البغداديّ ، حدّثنا عثمان بن عبد الرّحمن ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا عليّ أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة» (١).

٦٧١٣ ـ عمران بن موسى بن فضالة ، أبو الفتح ـ ويقال : أبو القاسم ـ البغداديّ :

حدث عن إسحاق بن شاهين الواسطيّ ، وإسحاق بن وهب الجمجمي ، ومحمّد ابن عزيز الأيلي ، وبندار ، ومحمّد بن المثنّى ، ومحمّد بن المصفى الحمصيّ ، وأحمد بن عبد الرّحيم البرتي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني ، وأبو محمّد بن السقاء الواسطيّ ، وذكر أنهما سمعا منه بالموصل. وكان عمران ناسكا تاركا للدنيا ، وكان ثقة ، وسكن الموصل فنسب إليها ، وبلغني أنه مات بها في سنة سبع وثلاثمائة.

٦٧١٤ ـ عمران بن موسى بن يعقوب ، أبو موسى الفرغاني :

قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن عبد الصّمد بن الفضل البلخي. روى عنه عليّ ابن عمر السّكّري.

أخبرنا عليّ بن أبي عليّ ، حدّثنا عليّ بن عمر الحربي ، حدّثنا أبو موسى عمران بن موسى بن يعقوب ـ قدم علينا من خراسان حاجّا ـ حدّثنا عبد الصّمد بن الفضل البلخي ، حدّثنا النضر بن سلمة المكي ، حدّثنا عبد الله بن نافع المدني عن عبد الله بن العلاء الأنصاريّ عن محمّد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطّاب ،

__________________

(١) ٦٧١٢ ـ انظر الحديث في : كنز العمال ٣٦٤٦٨. والأحاديث الضعيفة ٣٥٢.

٢٦٣

قال : دخلت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المسجد والمؤذن يؤذن ، فعدل إلى النساء فقال لهن : «قلن مثل ما يقول ، فإن لكن بكل حرف ألفي حسنة» قال : قلت : يا رسول الله هذا للنساء ، فما للرجال؟ قال «لهم الضعف يا ابن الخطّاب» (١).

* * *

ذكر من اسمه عفان

٦٧١٥ ـ عفّان بن مسلم ، أبو عثمان الصّفّار البصريّ :

مولى عزرة بن ثابت الأنصاريّ سكن بغداد وحدث بها عن شعبة ، والحمادين ، وسليمان بن المغيرة ، وهمام بن يحيى ، والأسود بن شيبان ، وغيرهم. روى عنه أحمد ابن حنبل ، وعبيد الله القواريري ، ويحيى بن معين ، وأبو خيثمة ، وخلف بن سالم ، والحسن بن محمّد بن الصباح الزعفراني ، ومحمّد بن سعد كاتب الواقدي ، وقتيبة بن سعيد ، وعليّ بن المديني ، ومحمّد بن عبيد الله بن نمير ، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة ، وأبو كريب محمّد بن العلاء ، ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ في صحيحه ، وجعفر بن محمّد بن شاكر الصّائغ ، وعبد الله بن الحسن الهاشميّ ، والحسن بن

__________________

(١) ٦٧١٤ ـ انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ٣٩٥. وكنز العمال ٢١٠١١.

٦٧١٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٩٦٤ (٢٠ / ١٦٠) وطبقات بن سعد : ٧ / ٢٩٨ ، ٣٣٦ ، وتاريخ الدوري : ٢ / ٤٠٧ ـ ٤٠٨ ، والدارمي : ٢٠ ، وابن طهمان : الترجمة ٣٧٩ ، ٣٩٢ ، ٤٠٤ ، وابن محرز ، الورقة ٣٩ ، وطبقات خليفة : ٢٢٨ ، وتاريخه : ٤٧٦ ، وعلل ابن المديني : ٩٨ ، وعلل أحمد : ١١٤ ، ٣٦٧ ، ٣٧٨ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٧ / الترجمة ٣٣١ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ٣٤٢ ، وسؤالات الآجرى : ٤ / الورقة ٣ و ٧ و ٥ / الورقة ٧ ، والكنى لمسلم ، الورقة ٧٢ ، والمعارف لابن قتيبة : ٥٢٤ ، وثقات العجلى ، الورقة ٣٨ ، والترمذي : ٢ / ٢٦٤ حديث ٤٠٩ ، والمعرفة والتاريخ : (انظر الفهرس) ، وتاريخ أبى زرعة الدمشقي : الترجمة ١١٨٥ ، وتاريخ واسط : ١٢١ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٦٥ ، وثقات ابن حبان : ٨ / ٥٢٢ ، والكندي : ٥٠٥ ، والكامل لابن عدى : ٢ / الورقة ٣٣٣ ، وسنن الدارقطنيّ : ٢ / ٢٨٣ ، وسؤالات البرقاني ، الورقة ١٣ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٤٣ ، ورجال البخاري للباجى : ١٤٨ ، والسابق واللاحق : ٢٨٢ ، وإكمال ابن ماكولا : ٦ / ٢٢٠ ، والجمع لابن القيسراني : ١ / ٤٠٧ ، والمعجم المشتمل : الترجمة ٦١٠ ، والمنتظم لابن الجوزي : ١١ / ٦٠. ومعجم البلدان :١ / ٣٨٧ ، و ٣ / ٣١١ ، والكامل في التاريخ : ٦ / ٤٥٤ ، وسير أعلام النبلاء : ١٠ / ٢٤٢ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٣٨٨١ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٥٦٧٨ ، والعبر : (انظر الفهرس) ، وتذكرة الحفاظ : ٣٧٩ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٤٣ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٣٨ (أيا صوفيا : ٣٠٠٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٤٥ ، وشرح علل الترمذي لابن رجب : ٣٧١ ، وتهذيب التهذيب : ٧ / ٢٣٠ ـ ٢٣٥ ، والتقريب : ٢ / ٢٥ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٢٨٨٥ ، وشذرات الذهب : ٢ / ٤٧.

٢٦٤

سالم السواق ، وعبد الله بن أحمد الدورقي ، وإبراهيم بن إسحاق ، وإسحاق بن الحسن الحربيان وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرّازيان.

وقال أبو حاتم : هو ثقة إمام.

أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : سمعت عفّان ـ يوم الخميس لثمان عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة عشر ومائتين ـ يقول : أنا في ست وسبعين سنة ، كأنه ولد في سنة أربع وثلاثين ومائة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : عفّان بن مسلم الصّفّار يكنى أبا عثمان ، بصري ثقة ثبت صاحب سنة. وكان على مسائل معاذ بن معاذ ، فجعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف عن تعديل رجل فلا يقول عدل ولا غير عدل ، قالوا : قف عنه فلا تقل فيه شيئا فأبى ، وقال : لا أبطل حقا من الحقوق ، وكان يذهب برقاع المسائل إلى الموضع البعيد يسأل ، فجاء يوما إلى معاذ بالرقاع ، وقد تلطخت بالناطف ، فقال له : أي شيء ذا؟ قال له : إني أذهب إلى الموضع البعيد فيصيبني الجوع ، فأخذت ناطفا جعلته في كمي أكلته.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ـ قراءة ـ أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي ، حدّثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزيّ قال : سمعت أبا حفص عمرو بن عليّ قال : جاءني عفّان في نصف النهار فقال لي : عندك شيء نأكله؟ فما وجدت في منزلي خبزا ولا دقيقا ، ولا شيئا يشترى به ، فقلت : إن عندي سويق شعير ، فقال لي : أخرجه ، فأخرجت له من ذلك السويق فأكل أكلا جيدا ، فقال : ألا أخبرك بأعجوبة؟ شهد فلان وفلان عند القاضي ـ والقاضي يومئذ معاذ بن معاذ العنبري ـ بأربعة آلاف دينار على رجل ، فأمرني أن أسأل عنهما ، فجاءني صاحب الدنانير فقال لي : لك من هذا المال الذي لي على هذا الرجل نصفه ـ وهو ألفا دينار ـ وتعدل شاهدي ، فقلت : استجيب لك ـ وشهوده عندنا غير مستورين ـ قال : وكان عفّان على مسألة معاذ بن معاذ. قال : وقيل لمعاذ : ما تصنع بعفان وهو رجل مغفل لا يحسن قبيله من دبيره؟ فسكت. فوجهه يوما في مسألة فذهب يسأل عنهم وجعل كتاب المسألة في كمه ، فمر بأصحاب القبيط فاشتهى من

٢٦٥

ذلك القبيط ، فاشترى منه وجعله في كمه فوق كتاب المسألة ولم يشعر ، فجاء إلى معاذ بن معاذ فأخرج كتاب المسألة ليدفعه إلى معاذ وذلك القبيط قد اختلط بذلك الكتاب ، قال : فضحك وقال من يلومني على عفّان.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق. قال : حضرت أبا عبد الله أحمد ويحيى بن معين عند عفّان بعد ما دعاه إسحاق بن إبراهيم للمحنة ـ وكان أول من امتحن من الناس عفّان ـ فسأله يحيى بن معين من الغد بعد ما امتحن ـ وأبو عبد الله حاضر ونحن معه ـ فقال له يحيى : يا أبا عثمان أخبرنا بما قال لك إسحاق بن إبراهيم وما رددت عليه. فقال عفّان ليحيى : يا أبا زكريا لم أسود وجهك ولا وجوه أصحابك ـ يعني بذلك أني لم أجب ـ فقال له : فكيف كان؟ قال : دعاني إسحاق بن إبراهيم ، فلما دخلت عليه قرأ على الكتاب الذي كتب به المأمون ، من أرض الجزيرة من الرقة ، فإذا فيه امتحن عفّان وادعه إلى أن يقول القرآن كذا وكذا ، فان قال ذلك فأقره على أمره ، وإن لم يجبك إلى ما كتبت به إليك فاقطع عنه الذي يجري عليه ـ وكان المأمون يجري على عفّان خمسمائة درهم كل شهر ـ قال عفّان : فلما قرأ الكتاب قال لي إسحاق بن إبراهيم ما تقول؟ قال عفّان : فقرأت عليه : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ) [الإخلاص ١ ، ٢] حتى ختمتها. فقلت مخلوق هذا؟ فقال لي إسحاق بن إبراهيم : يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول إنك إن لم تجبه إلى الذي يدعوك إليه يقطع عنك ما يجرى عليك ، وإن قطع عنك أمير المؤمنين قطعنا عنك نحن أيضا. فقلت له : يقول الله تعالى : (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) [الذاريات ٢٢] قال : فسكت عني إسحاق وانصرفت ، فسر بذلك أبو عبد الله ويحيى ومن حضر من أصحابنا.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّار ـ بهمذان ـ حدّثنا أبو الفضل صالح بن أحمد التّميميّ الحافظ قال سمعت القاسم بن أبي صالح يقول سمعت إبراهيم ـ يعني ابن الحسين بن ديزيل ـ يقول : لما دعى عفّان للمحنة كنت آخذا بلجام حماره. فلما حضر عرض عليه القول فامتنع أن يجيب ، فقيل له يحبس عطاؤك ـ قال وكان يعطي في كل شهر ألف درهم ـ فقال : (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) [الذاريات ٢٢] قال : فلما رجع إلى داره عذلوه نساؤه ومن في داره ـ قال : وكان في داره نحو أربعين إنسانا ـ قال فدق عليه داق الباب ، فدخل عليه رجل

٢٦٦

شبهته بسمان ـ أو زيات ـ ومعه كيس فيه ألف درهم. فقال : يا أبا عثمان ثبتك الله كما ثبت الدين ، وهذا في كل شهر.

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي ـ بنيسابور ـ أخبرنا أبو محمّد حاجب بن أحمد الطوسي ، حدّثنا عبد الرّحيم بن منيب. قال قال عفّان : اختلفت أنا وفلان إلى حمّاد بن سلمة سنة لا نكتب شيئا ، وسألناه الاملاء ، فلما أعياه دعا بنا إلى منزله. قال : ويحكم تسألون على الناس ، قلنا : ألا نكتب الإملاء؟ فأملى علينا بعد ذلك.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي ، حدّثنا ابن حبان قال وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ سألت أبا زكريا ـ يعني يحيى ابن معين ـ قلت : إذا اختلف أبو الوليد وعفان في حديث عن حمّاد بن سلمة فالقول قول من هو؟ قال : القول قول عفّان ، قلت : فإن اختلفوا في حديث عن شعبة؟ قال : القول قول عفّان، قلت : وفي كلى شيء؟ قال : نعم عفّان أثبت منه وأكيس ، وأبو الوليد ثقة ثبت. قلت : فأبو نعيم الأحول فيما حدث به ، وعفان فيما حدث به ، من أثبت؟ قال : عفّان أثبت.

أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : وذكر له ـ يعني يحيى بن معين ـ عفّان وثبته ، فقال : قد أخذت عليه خطأ في غير حديث.

أخبرنا البرقاني قال سمعت أبا حامد أحمد بن الحسين الحاكم يقول سمعت عمر ابن أحمد الجوهريّ يقول سمعت جعفر بن محمّد الصّائغ يقول : اجتمع عليّ بن المديني ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل ، وعفان بن مسلم فقال عفّان : ثلاثة يضعفون في ثلاثة ، عليّ بن المديني في حمّاد بن زيد وأحمد بن حنبل في إبراهيم بن سعد ، وأبو بكر بن أبي شيبة في شريك. قال عليّ بن المديني : ورابع معهم. قال : من ذاك؟ قال عفّان في شعبة. قال عمر بن أحمد : وكل هؤلاء أقوياء ليس فيهم ضعيف ، ولكن قال هذا على وجه المزاح.

أخبرنا أبو الحسين بن الفضل وأبو عليّ بن شاذان. قالا : أخبرنا محمّد بن أحمد ابن الحسن الصواف ، حدّثنا إسحاق بن الحسن قال سمعت أحمد بن حنبل يقول :

٢٦٧

ما رأيت الألفاظ في كتاب أحد من أصحاب شعبة أكثر منها عند عفّان ـ يعني أنبأنا ، وأخبرنا ، وسمعت ، وحدّثنا ـ شعبة ـ وقال ابن شاذان : يعني شعبة.

أخبرني عليّ بن الحسن الدّقّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عمر بن محمّد ابن شعيب الصابوني ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سألت أبا عبد الله عن عفّان فقال : عفّان ، وحبان ، وبهز ، هؤلاء المتثبتون. قال قال عفّان : كنت أوقف شعبة على الأخبار ، قلت له : فإذا اختلفوا في الحديث يرجع إلى من منهم؟ قال : إلى قول عفّان ، هو في نفسي أكبر وبهز أيضا ، إلا أن عفّان أضبط للأسامي ، ثم حبان.

أخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي محمّد بن ماسى حدثكم أحمد بن أبي عوف ، حدّثنا حسن بن عليّ الحلواني قال سمعت يحيى بن معين يقول : كان عفّان وبهز وحبان يختلفون إلي ، فكان عفّان أضبط القوم للحديث ، وأمكرهم ، وعملت عليهم مرة في شيء ، فما فطن لي أحد منهم إلا عفّان.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ قال سمعت أبا داود يقول : عفّان أثبت من حبان ـ كان عفّان وحبان وبهز يطلبون.

حدّثنا محمّد بن عليّ الصوري ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر المصري ، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد ، حدّثنا حسّان بن الحسن المجاشعي قال سمعت عليا ـ يعني بن المديني ـ يقول قال عفّان : ما سمعت من أحد حديثا إلا عرضته عليه ، غير شعبة ، فإنه لم يمكنني أن أعرض عليه وذكر عنده عفّان فقال : كيف أذكر رجلا يشك في حرف فيضرب على خمسة أسطر. وسمعت عليا يقول قال عبد الرّحمن : أتينا أبا عوانة فقال من على الباب؟ فقلنا عفّان وبهز وحبان ، فقال : هؤلاء بلاء من البلاء ، قد سمعوا يريدون أن يعرضوا.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان. قال قال أبو طالب : سمعت أبا عبد الله قال : كان عفّان يسمع بالغداة ، ويعرض بالعشي.

أخبرنا البرقاني قال : قرئ على أبي إسحاق المزكى ـ وأنا أسمع ـ حدثكم السّرّاج ، حدّثنا الحسن بن محمّد الزعفراني قال قلت لأحمد بن حنبل : من تابع عفانا على حديث كذا وكذا؟ قال : وعفان يحتاج أن يتابعه أحد ـ أو كما قال ـ

٢٦٨

أخبرني عبد العزيز بن عليّ الأزجي ، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الفقيه ـ فيما أجاز لنا ـ أخبرنا أبو بكر الخلال ، أخبرني الحسن بن عبد الوهّاب ، حدّثنا الفضل بن زياد قال : سمعت أبا عبد الله يقول : من يفلت من التصحيف!! كان يحيى بن سعيد يشكل الحرف إذا كان شديدا وغير ذاك لا ، وكان هؤلاء أصحاب الشكل عفّان وبهز وحبان.

أخبرنا عليّ بن الحسين ـ صاحب العباسي ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسي ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال : سئل يحيى بن معين عن عفّان وبهز أيهما كان أوثق؟ فقال كلاهما ثقتان ، فقيل له : إن ابن المديني يزعم أن عفّان أصح الرجلين ، فقال : كانا جميعا ثقتين صدوقين.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال حدثني جدي قال سمعت يحيى بن معين يقول : أصحاب الحديث خمسة ، مالك ، وابن جريج ، والثوري ، وشعبة ، وعفان.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عباس بن محمّد قال سمعت يحيى بن معين يقول : كان عفّان أثبت من زيد بن الحباب فيما رويا ، وكان عفّان والله أثبت من أبي نعيم في حمّاد بن سلمة.

كتب إلى عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقيّ ـ وحدثنيه محمّد بن أحمد بن أبي الصقر الخطيب بالأنبار عنه ـ قال : أخبرنا خيثمة بن سليمان ، حدّثنا أبو العبّاس النّسائيّ.

وأخبرنا البرقاني قال قرئ على عمر بن نوح البجلي ـ وأنا أسمع ـ حدثكم محمّد ابن أحمد البوراني ، حدّثنا محمّد بن العبّاس النّسائيّ قال : سألت يحيى بن معين قلت : من أثبت ، عبد الرّحمن بن مهدي أو عفّان؟ قال : كان عبد الرّحمن أحفظ لحديثه وحديث الناس ، ولم يكن من رجال عفّان في الكتاب ، وكان عفّان أسن منه بسنتين ، وقال خيثمة بسنين.

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي ، حدّثنا عبد الرّحيم بن منيب. قال قال عفّان : اختلف يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي في حديث ، فبعثوا إلي فقال عبد الرّحمن أقول شيئا وتسأل عفّان!!

٢٦٩

فقال يحيى : ما أحد أكره إليّ أن يخالفني من عفّان ، قال وخالفتهما ، فنظر يحيى في كتابه فوجد الأمر على ما قلت.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن عليّ بن الهيثم المقرئ ، حدّثنا يزيد الباد، أخبرنا عبيد الله بن عمر. قال قال لي يحيى بن سعيد : ما أحد يخالفني في الحديث أشد عليّ من عفّان.

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عليّ السوذرجاني ـ بأصبهان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن عليّ بن بحر ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن عليّ. قال : رأيت يحيى يوما حدث بحديث عبد الله بن بكر بن عبد الله عن الحسن في مسجد الجامع في الوصية ، فقال له عفّان : ليس هو هكذا ، فلما كان من الغد أتيت يحيى فقال : هو كما قال عفّان ، ولقد سألت الله ألا يكون عندي على خلاف ما قال عفّان.

انبأنا ابن الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد ، حدّثنا ابن حبان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ قال أبو زكريا : كان يحيى بن سعيد إذا تابعه عفّان على شيء ثبت عليه وإن كان خطأ ، وإذا خالفه عفّان في حديث عن حمّاد رجع عنه يحيى لا يحدث به أصلا.

قرأت في سماع شيخنا غالب بن عليّ الرّازي من أحمد بن محمّد بن عمر الأصبهانيّ قال : حدّثنا أحمد بن جعفر بن محمّد المنادي ، حدّثنا إبراهيم بن نصر الكندي قال : سمعت حسنا الزعفراني يقول : رأيت يحيى بن معين يعرض على عفّان ما سمعه من يحيى بن سعيد القطّان. وقال إبراهيم سمعت الحسن بن عبد الرّحمن المقرئ يقول سمعت المعيطي يقول : عفّان أثبت من يحيى بن سعيد القطّان. وقال إبراهيم : سمعت أبا عبد الله محمّد بن عبد الرّحمن بن فهم قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عفّان أثبت من عبد الرّحمن بن مهدي. وقال أيضا : سمعت يحيى بن معين يقول : ما أخطأ عفّان قط إلا مرة في حديث أنا لقنته إياه ، فأستغفر الله. قال ابن فهم : وما سمعت يحيى بن معين يستغفر الله قط إلا ذلك اليوم. وقال إبراهيم : سمعت خلف بن سالم يقول : ما رأيت أحدا يحسن الحديث إلا رجلين ، بهز بن أسد ، وعفان ابن مسلم.

٢٧٠

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي. قال : كان عفّان ثقة ثبتا. متقنا صحيح الكتاب قليل الخطأ والسقط.

أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : عفّان بن مسلم بصري ثقة من خيار المسلمين.

أخبرنا العتيقي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال سمعت إبراهيم الحربي يقول : قال لي أبو خيثمة : كتبت أنا ويحيى بن معين عند عفّان ، فقال لي كيف تجدك؟ كيف كنت في سفرك؟ بر الله حجك. فقلت له ما كنت حاجّا العام ، قال ما شككت أنك حاج. ثم قلت له كيف تجدك يا [أبا] (١) عثمان؟ قال بخير ، الجارية تقول لي أنت مصدع وأنا في عافية ، فقلت له أيش أكلت اليوم؟ فقال أكلت اليوم أكلة رز وليس أحتاج إلى شيء إلى غد ، أو بالعشي آكل أخرى وتكفيني لغد ، أو بعدها آكل أخرى تكفيني لبعد غد. قال إبراهيم : فلما كان بالعشي جئت إليه فنظرت إليه كما حكى أبو خيثمة. فقال له إنسان إن يحيى يقول إنك قد اختلطت ، فقال : لعن الله يحيى ، أرجو أن يمتعنى الله بعقلي حتى أموت. قال إبراهيم : الخرف يكون ساعة خرفا ، وساعة عقلا.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال سمعت أبي ويحيى بن معين يقولان : أنكرنا عفّان في صفر لأيام خلون منه سنة تسع عشرة ومائتين ، ومات عفّان بعد أيام. قال أبو بكر : توفى عفّان ببغداد.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ. قال : عفّان بن مسلم سكن بغداد مات في شهر ربيع سنة عشرين ومائتين ـ أو قبلها.

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قال : مات عفّان بن مسلم سنة عشرين ومائتين.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٧١

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد. قال : سنة عشرين ومائتين فيها مات عفّان بن مسلم الفقيه ، وصلّى عليه عاصم بن عليّ بن عاصم.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ قال سمعت أبا داود يقول : مات عفّان سنة عشرين ببغداد وشهدت جنازته.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، حدّثنا أبو غالب عليّ بن أحمد بن النضر. قال : مات أبو نعيم وعفان في سنة تسع عشرة.

قلت : أما أبو نعيم فصحيح موته في سنة تسع عشرة ، وأما عفّان ففي سنة عشرين.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن عفّان بن مسلم مات في سنة تسع عشرة ومائتين وله خمس وثمانون سنة ، قال ويقال : سنة عشرين وهو أصح.

٦٧١٦ ـ عفّان بن مخلد ، أبو عثمان البلخي :

قدم بغداد وحدث بها عن عمر بن هارون ، ويحيى بن يمان ، ووكيع بن الجرّاح. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا قال حدّثنا عفّان بن مخلد البلخي ، حدّثنا وكيع ، حدّثنا أبو الأشهب عن قتادة. قال قال لقمان لابنه : أي بني اعتزل الشر كما يعتزلك فإن الشر للشر خلق.

أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل الورّاق ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد قال حدّثنا موسى بن إسحاق الخطمي ، حدّثنا عفّان ابن مخلد ـ أبو عثمان البلخي سنة ست وعشرين ببغداد في الجزيرة ـ حدّثنا يحيى بن يمان بحديث ذكره.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن المظفّر قال قال عبد الله بن محمّد البغوي : مات عفّان بن مخلد الخراسانيّ سنة ست وعشرين ومائتين بطريق مكة.

٢٧٢

٦٧١٧ ـ عفّان بن سليمان بن أيّوب ، أبو الحسن التاجر :

سكن مصر وشهد بها عند الحكام فقبلت شهادته ، وكان من أهل الخير والصلاح ، وله وقوف معروفة بمصر على أصحاب الحديث ، وعلى أولاد العشرة من الصحابة رضي‌الله‌عنهم.

حدّثنا الصوري ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : عفّان بن سليمان يكنى أبا الحسن من أهل بغداد ، قدم مصر وكان تاجرا واسع الأمر ، وكان من أهل الصيانة ، قبل قوله عند القضاة قبل موته بيسير ، وقد حكى عنه ، توفى بمصر في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.

ذكر من اسمه عياش

٦٧١٨ ـ عياش بن تميم ، السّكّري :

حدث عن مخلد بن مالك السلمسيني. روى عنه محمّد بن مخلد ، وأبو القاسم الطبراني. وكان ثقة.

أخبرنا محمّد بن عليّ بن الفتح ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا عياش بن تميم السّكّري.

وأخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني ، حدّثنا عياش بن تميم السّكّري البغداديّ ، حدّثنا مخلد بن مالك ، حدّثنا مخلد بن يزيد عن مسعر ، عن سليمان الشّيبانيّ ، عن عبد الله بن أبي أوفى. قال : نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية. قال الطبراني : لم يروه عن مسعر إلا مخلد.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : ومات بالكرخ من الجانب الغربي عياش بن تميم السّكّري في ذي القعدة سنة تسع وثمانين.

__________________

٦٧١٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٦٤.

٢٧٣

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن نافع : أن عياش بن تميم السّكّري مات في سنة تسعين ومائتين.

٦٧١٩ ـ عياش بن محمّد بن عيسى ، الجوهريّ :

حدث عن يحيى بن أيّوب المقابري وداود بن رشيد ، وأحمد بن حنبل ، وسريج بن يونس. روى عنه عليّ بن محمّد المصري ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وسليمان الطبراني ، وأبو بكر بن الجعابي ، والإسماعيلي وكان ثقة.

أخبرنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، أخبرنا عياش بن محمّد الجوهريّ ، حدّثنا يحيى بن أيّوب ، حدّثنا حميد الرواسي ، حدّثنا الأعمش ، عن طلحة بن مصرف ، عن عبد الرّحمن بن عوسجة ، عن البراء أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الدعاء هو العبادة» وقرأ (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (١).

قرأت في كتاب محمّد بن مخلد ـ بخطه ـ : سنة تسع وتسعين ومائتين فيها مات عياش بن محمّد بن عيسى الصّائغ في جمادى الآخرة.

٦٧٢٠ ـ عياش بن الحسن بن عياش ، أبو القاسم يعرف بابن الخزري :

سمع عبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوريّ ، والقاضي المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد ، وعبد الرحمن بن أحمد بن ثابت البزّاز ، وأبا بكر بن الأنباريّ ، ومحمّد بن الحسين الزعفراني. روى عنه الدار قطني ، وحدثنا عنه عمر بن إبراهيم الفقيه ، وأبو بكر بن بشران ، وعبد الكريم بن محمّد المحامليّ ، وغيرهم. وكان ثقة.

أخبرنا العتيقي ، حدّثنا عياش بن الحسن بن عياش ـ أبو القاسم الخزري ـ حدّثنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوريّ ـ إملاء ـ حدّثنا يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا عبد الله بن وهب ، أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمسح على خفيه مرات.

قال أبو بكر النّيسابوريّ : رواه عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن بكير عن الزبرقان عن أبي سلمة عن جعفر.

__________________

٦٧١٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٢٧.

) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٣٨٢٧. ومسند أحمد ٤ / ٢٦٧ ، ٢٧١ ، ٢٧٦. والمستدرك ١ / ٤٩٠ وفتح الباري ١ / ٤٩.

٢٧٤

ذكر من اسمه عمارة

٦٧٢١ ـ عمارة بن حمزة ، مولى بني هاشم :

وهو من ولد عكرمة مولى ابن عباس. وقيل هو عمارة بن حمزة بن مالك بن يزيد ابن عبد الله بن يزيد بن عبد الله ، مولى العبّاس بن عبد المطّلب. كان أحد الكتاب البلغاء ، وكان أتيه الناس حتى ضرب بتيهه المثل ، فقيل : أتيه من عمارة. وكان سخيا جوادا. وإليه تنسب دار عمارة ببغداد.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكي ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلاد قال : قال إبراهيم بن داود : استأذن قوم على عمارة بن حمزة ليشفعوا إليه في برّ قوم أصابتهم حاجة ، وكان قد قام عن مجلسه ، فأخبره حاجبه بحاجتهم فأمر لهم بمائة ألف درهم ، فاجتمعوا إليه ليدخلوا إليه للشكر له. فقال له حاجبه. فقال : أقرئهم سلامي وقل لهم إني رفعت عنكم ذل المسألة فلا أحملكم مئونة الشكر.

أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ وعمر بن محمّد بن عبيد الله المؤدّب قالا : أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، حدّثنا القاضي الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد ، حدثني هارون بن محمّد بن إسماعيل القرشيّ ، أخبرني عبد الله بن أبي أيّوب المكي قال : بعث أبو أيّوب المكي بعض ولده إلى عمارة بن حمزة ، فأدخله الحاجب ، قال : ثم أدناني إلى ستر مسبل ، فقال : ادخل ، فدخلت فإذا هو مضطجع محول وجهه إلى الحائط ، فقال لي الحاجب : سلم ، فسلمت فلم يرد علىّ ، فقال الحاجب : اذكر حاجتك ، فقلت : لعله نائم ، قال : لا ، اذكر حاجتك ، فقلت له : جعلني الله فداك أخوك يقرئك السلام ويذكر دينا بهظني وستر وجهي ، ولولاه لكنت مكان رسولي ، فسل أمير المؤمنين قضاءه عني فقال : وكم دين أبيك؟ قلت : ثلاثمائة ألف درهم ، قال : وفي مثل هذا أكلم أمير المؤمنين؟! يا غلام احملها معه ، وما التفت إلىّ ولا كلمني بغير هذا.

وقال ابن أبي سعد : حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن سليمان

__________________

٦٧٢١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٧٩.

٢٧٥

الهاشميّ قال : حدثني محمّد بن سلام قال : حدثني الفضل بن الربيع قال : كان أبي يأمرني بملازمة عمارة بن حمزة ، قال فاعتل عمارة ـ وكان المهديّ سيئ الرأي فيه ـ فقال له أبي يوما : يا أمير المؤمنين ، مولاك عمارة عليل ، وقد أفضى إلى بيع فرشه وكسوته ، فقال : غفلت عنه يوما وما كنت أظن بلغ هذه الحال ، احمل إليه خمسمائة ألف درهم يا ربيع ، وأعلمه أن له عندي بعدها ما يحب. قال فحملها إلىّ من ساعته ، وقال لي اذهب بها إلى عمك. وقل له أخوك يقرئك السلام ويقول : أذكرت أمير المؤمنين أمرك ، فاعتذر من غفلته عنك ، وأمر لك بهذه الدراهم ، وقال لك عندي بعدها ما تحب قال : فأتيته ووجهه إلى الحائط ، فسلمت فقال لي من أنت؟ فقلت ابن أخيك الفضل بن الربيع ، فقال مرحبا بك. فأبلغته الرسالة فقال : قد كان طال لزومك لنا ، وقد كنا نحب أن نكافيك على ذلك ولم يمكنا قبل هذا الوقت انصرف بها فهي لك. قال : فهبته أن أرد عليه ، فتركت البغال على بابه ، وانصرفت إلى أبي فأعلمته الخبر ، فقال لي : يا بني خذها بارك الله لك ، عمارة ليس ممن يرادّ ، فكان أول مال ملكته.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم ، حدّثنا محمّد بن العبّاس عن أبيه عن الأصمعي قال : قال الفضل بن يحيى : حل على أبي من مال الأهواز للرشيد ثلاثة آلاف ألف درهم فأرسل إليه : إن أنت حملت ما وجب عليك ـ وهو ثلاثة آلاف ألف درهم ـ في يومنا هذا وقت العصر ، وإلا أنفذت إليك من يجيئني برأسك. قال : فقال لي : يا بني قد ترى ما نحن فيه والله ما عند أبيك عشرها ، وإن لم أحملها فقد طل دم أبيك ، فامض إلى عمارة بن حمزة ، فسله أن يقرضنا ذلك بعد أن تحدثه الحديث ، فإن فعل وإلا فليس غير القتل. قال فمضيت إليه ، فسمع كلامي وأعرض عني ولم يجبني ، فانصرفت من بين يديه فلم أصل إلى منزلي إلا وقد سبقني المال ، فلما كان بعد ذلك وتحصل المال قال لي أبي امض إلى هذا الكريم واحمل المال بين يديك ، واشكره على فعله ، قال : فحملته ومضيت إليه فشكرته ، وسألته أن يأمر بقبض المال ، فقال لي كالمغضب : أتظن كنت قسطارا لأبيك؟. اذهب فهو لك. قال فذهبت به إلى أبي وعرفته ما جرى ، فقال لي : يا بني والله ما تسمح نفسي لك بذلك ، ولكن خذ ألف ألف درهم ، واترك ألفي ألف درهم.

٢٧٦

٦٧٢٢ ـ عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن عطية ، الخطفي الشّاعر :

من أهل البصرة واسم الخطفي حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن نزار بن معد ابن عدنان. كان عمارة واسع العلم ، غزير الأدب ، وقدم بغداد فأخذ أهلها عنه. وروى عنه أبو العيناء محمّد بن القاسم ، وأبو العبّاس المبرد.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن أحمد المقرئ ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم ، حدّثنا محمّد بن يزيد بن عبد الأكبر قال : قدم عمارة بن عقيل إلى بغداد فاجتمع الناس إليه ، وكتبوا شعره ، وسمعوا منه ، وعرضوا عليه الأشعار ، وذكر خبرا طويلا.

أخبرنا الأمير أبو محمّد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله ، حدّثنا أحمد بن منصور السّكّري ، حدّثنا أبو عبد الله بن عرفة ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يزيد المبرد الأزديّ قال : كنا عند عمارة بن عقيل. قال : ألا أعجبكم! مرت بي امرأة متخفرة ، فلما قربت مني سفرت ، ثم قالت : يا شيخ ، ألا يعجبك الملاح؟ فقلت : بلى وأنشدت هذين البيتين :

ويعجبني الملاح وكل دل

ولكن لا أراك من الملاح

وكل مليحة كالبدر تبدو

إذا سفرت وأنت من القباح

وقال عمارة بن عقيل : كنت امرأ دميما داهيا ، فتزوجت امرأة حسنا رعناء ليكون أولادي في جمالها ودهائي ، فجاءوا في رعونتها وفي دمامتي.

أخبرنا عليّ بن أبي عليّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : أنشدني نهشل بن دارم قال: أنشدني أحمد الربعي لعمارة بن عقيل :

ما ضرني حسد اللئام ولم يزل

ذو الفضل يحسده ذوو النقصان

يا بؤس قوم ليس جرم عدوهم

إلا تظاهر نعمة الرحمن

٦٧٢٣ ـ عمارة بن هارون بن الحسن بن إسحاق بن عمارة بن حمزة بن مالك ، مولى بني هاشم :

حدث عن محمّد بن بشّار بندار ، وأزهر بن جميل ، ومحمّد بن مسكين اليمامي ، وأحمد بن سعد الزّهريّ. روى عنه مخلد بن جعفر.

٢٧٧

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، أخبرنا مخلد بن جعفر الدّقّاق ، حدّثنا عمارة بن هارون بن الحسن بن إسحاق بن عمارة بن حمزة بن مالك بن يزيد بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله مولى العبّاس بن عبد المطّلب ، حدّثنا أزهر بن جميل مولى بني هاشم ، حدّثنا خالد بن الحارث عن شعبة عن السدي : (تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف ١٠١] قال : اشتاق العبد الصالح إلى ربه عزوجل.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن عمارة بن هارون مات في سنة ثلاثمائة.

ذكر من اسمه عنبسة

٦٧٤٢ ـ عنبسة بن عبد الواحد بن أمية بن عبد الله بن سعيد بن العاص ، القرشيّ الأمويّ :

من أهل الكوفة قدم بغداد وحدث بها عن عبد الملك بن عمير ، ويونس بن عبيد ، وهشام بن عروة ، وأبي شيبة الخراسانيّ ، وعوف الأعرابي ، ومالك بن مغول ، وصالح ابن أبي الأخضر ، وسعيد الجريري ، وغيرهم. روى عنه ابن ابنه محمّد بن عبد الواحد ابن عنبسة ، ومحمّد بن عيسى بن الطباع ، ومحمّد بن بكّار بن الريان ، وعبد الله بن عمر بن أبان ، وأبو همّام السكوني ، والحسن بن عرفة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يوسف الصياد ، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد ، حدّثنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن بكّار ، حدّثنا عنبسة بن عبد الواحد القرشيّ ، حدّثنا محمّد بن يعقوب عن أبي النضر عن جابر بن عبد الله قال : خرج

__________________

٦٧٢٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٥٣٧ (٢٢ / ٤١٩). وطبقات ابن سعد : ٧ / ٣٢٦ ، وتاريخ الدوري : ٢ / ٤٥٨ ، وابن طهمان ، الترجمة ٢٨١ ، وابن محرز ٥٤٥ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٦ / الترجمة ١٦٣ ، والكنى لمسلم ، الورقة ٣١ ، وتاريخ واسط : ١٤٤ ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ٢٢٤٢ ، وثقات ابن حبان : ٧ / ٢٨٨ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٤٣٧٠ ، وتذهيب التهذيب : ٣ : الورقة ١١٩ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٢٠ (أيا صوفيا ٣٠٠٦) ونهاية السئول ، الورقة ٢٨٤ ، وتهذيب التهذيب : ٨ / ١٦١ ـ ١٦٢ ، والتقريب : ٢ / ٨٨ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٤٧٩.

٢٧٨

علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ليلة من رمضان والناس يصلون. فقال : «لا يجهر بعضكم على بعض ، فإن ذلك يؤذي المصلي» (١).

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا الحسين بن هارون الضّبّي ، أخبرنا محمّد بن عمر الجعابي قال : حدثني إسحاق بن موسى ـ هو الرملي ـ قال : سمعت أبا داود يقول : عنبسة بن عبد الواحد ـ سألت يحيى بن معين عنه؟ فقال : كان هاهنا عندنا ببغداد ، وقلما أخذ أصحابنا عنه.

أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال يحيى بن معين.

وأخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عنبسة بن عبد الواحد القرشيّ الأعور ثقة. زاد إبراهيم : قال يحيى : قد كتبت عنه.

أخبرني الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عنبسة بن عبد الواحد الكوفيّ ثقة.

أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ ـ بالبصرة ـ حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن عمرو اللّؤلؤيّ.

وأخبرني أبو محمّد الحسن بن عليّ بن أحمد بن بشّار السابوري الشاهد ـ بالبصرة أيضا ـ أخبرنا محمّد بن بكر بن محمّد بن عبد الرّزّاق التمار قال : حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث ، حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا عنبسة بن عبد الواحد القرشيّ قال : أبو جعفر كنا نقول إنه من الأبدال ، قبل أن نسمع أن الأبدال من الموالي.

٦٧٢٥ ـ عنبسة بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن أمية ، أبو خالد القرشيّ الأمويّ الكوفيّ :

أخو محمّد ، ويحيى ، وعبد الله ، وأبان بني سعيد ، سكن بغداد وحدث بها عن ابن

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٣٦ ، ٦٧ ، ١٢٩ ، ٤ / ٣٤٤. وكشف الخفا ٢ / ٥١٧.

٦٧٢٥ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٦٥١٠.

٢٧٩

المبارك ، وكان يتولى القضاء بالري. روى عنه ابن أخيه سعيد بن يحيى ، ومحمّد بن حسّان الأزرق ، وعلي بن عمرو بن الحارث الأنصاريّ.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، أخبرنا محمّد ابن إسحاق السّرّاج ، حدّثنا محمّد بن حسّان الأزرق ، حدّثنا عنبسة بن سعيد ـ أبو خالد الأمويّ ـ حدّثنا ابن المبارك عن عمر بن سلمة قال : أخبرني أبي قال : قال لي جابر : زارني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقمت إلى عنز لي لأذبحها ، فسمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثغوتها قال : «يا جابر لا تقطع درّا ولا نسلا» (١) قلت : يا رسول الله إنما هي عقود علفناها الرطب والبلح حتى سمنت.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا الكوكبي محمّد بن القاسم ، حدّثنا إبراهيم بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : وعنبسة بن سعيد صاحب عبد الله بن المبارك ليس به بأس ، كان هاهنا وكان قاضي الري. قلت ليحيى : كتبت عنه شيئا؟ قال لا ، وكان راوية عن ابن المبارك.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : وعنبسة أخو يحيى بن سعيد ثقة.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : عنبسة بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص يكنى أبا خالد ، وكان ثقة صاحب حديث ، وقدم بغداد فأقام بها وسمع منه البغداديون.

أخبرنا البرقاني قال : قلت لأبي الحسن الدار قطني ، فعنبسة بن سعيد الأمويّ؟ فقال : هذا أخو يحيى ومحمّد بن عبد الله وعبيد الله وأبان كلهم ثقات.

أخبرنا أبو نعيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكي ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت العبّاس بن محمّد يقول : مات عنبسة بن سعيد قبل عبد الله ـ يعني أخاه ـ بعد المائتين ، وكان عبد الله أسن منه ، مات عنبسة وهو شاب.

قلت : وكانت وفاة عبد الله أخيه بعد سنة ثلاث ومائتين.

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ٣٩٦.

٢٨٠