تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٩

أخبرنا أحمد بن عبد الله المحامليّ قال : وجدت في كتاب جدي الحسن بن إسماعيل ـ بخط يده ـ حدّثنا عليّ بن عبد المؤمن بن عليّ الزعفراني ، حدّثنا وكيع عن مسعر عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي [بن حراش] (١) عن ربعي عن حذيفة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقتدوا باللذين من بعدي ـ وأشار إلى أبي بكر وعمر ـ واهتدوا بهدي عمار ، وإذا حدثكم ابن أم عبد فصدقوه» (٢).

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال : قال لي أبو حاتم قال لي عبد المؤمن بن عليّ : سمع ابني من عبد السّلام بن حرب معي فجهدت أنا بعلي بن عبد المؤمن بعد ما قال لي أبو حاتم هذا أن يخرج إلىّ عن عبد السّلام شيئا فأبى ونحى نحو أنه كان صغيرا ، وكان يثقل عليه الحديث جدّا ، وكان ينشط إلىّ وإلى صالح جزرة في أوقات.

وقال لي أبو زرعة : لما مات عبد المؤمن بن عليّ حضرت جنازته وكنت أؤدب لعلي ابنه ، فكنت لا ألتفت إلا وأرى إما رافضيا ، وإما مبتدعا ، وإما بلية ، فما زلت حتى صليت عليه وانصرفت.

٦٣٨٣ ـ عليّ بن عمرو بن الحارث بن سهل بن يحيى بن عبّاد ، أبو هبيرة الأنصاريّ :

حدث عن يحيى بن سعيد الأمويّ ، ومحمّد بن أبي عدي ، وسفيان بن عيينة ، وأبي معاوية ، والهيثم بن عدي ، والأصمعي. روى عنه الحسن بن عليل العنزي ، وأبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي ، ووكيع القاضي ، ومحمّد بن مخلد ، ويعقوب بن أحمد الجصاص ، ومحمّد بن القاسم بن بنت كعب.

وقال ابن أبي حاتم : سمعت منه مع أبي ومحله الصدق.

أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا عليّ بن عمرو ، حدّثنا

__________________

(١) ٦٣٨٢ ـ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٦٦٢ ، ٣٨٠٥. وسنن ابن ماجة ٩٧. ومسند أحمد ٥ / ٣٨٢ ، ٢٨٥ ، ٣٩٩ ، ٤٠١ ، ٤٠٢. وصحيح ابن حبان ٢١٩٣.

٦٣٨٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤١١٣ (٢١ / ٧٩). والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ١٠٩٦ ، وثقات ابن حبان : ٨ / ٢٧٣ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٦٤٢ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٤٠٠٧ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٧١ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٥٤ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٥٥ ، وتهذيب التهذيب : ٧ / ٣٦٧ ـ ٣٦٨ ، والتقريب ٢ / ٤٢ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٠٢٧.

٢١

يحيى بن سعيد الأمويّ عن الأعمش عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب وغيره عن خباب عن عبد الله بن مسعود قال : شكونا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الصّلاة بالهاجرة ، فلم يشكنا.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن عليّ بن عمرو الأنصاريّ مات في سنة خمس وخمسين ومائتين.

قلت : هذا عندي خطأ ، والصواب : ما أخبرني الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا محمّد بن مخلد العطّار قال : مات عليّ بن عمرو الأنصاريّ سنة ستين ـ يعني ومائتين ـ في المحرم.

٦٣٨٤ ـ عليّ بن عمرو بن سهل ، أبو الحسن الحريري :

حدث عن أبي عروبة الحراني وأحمد بن عمير بن جوصا الدّمشقيّ ، ومحمّد بن عبد الله بن عبد السلام ، المعروف بمكحول البيروتي ، وأحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي. حدّثنا عنه الخلال ، والبرقاني ، وأحمد بن عمر بن روح النهرواني ، والتنوخي.

حدثني التنوخي قال : وجدت بخط أبي سألت عليّ بن عمرو الحريري : في أي سنة ولدت؟ فقال : بعد التسعين ومائتين. إما بسنتين ، أو ثلاث.

أخبرني أحمد بن عليّ التوزي ، أخبرنا محمّد بن أبي الفوارس قال : كان عليّ بن عمرو الحريري جميل الأمر ، ثقة مستورا ، حسن المذهب.

أخبرنا العتيقي قال : سنة ثمانين وثلاثمائة فيها توفي عليّ بن عمرو الحريري ـ جارنا في شهر ربيع الأول فجأة وهو يصلي ، وكان ثقة.

قال لي الخلال : مات عليّ بن عمرو الحريري فجأة سلخ صفر سنة ثمانين وثلاثمائة.

٦٣٨٥ ـ عليّ بن العبّاس ، الدّوريّ ـ ويقال : المروزيّ :

حدث عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي. روى عنه أبو عبيد القاسم بن إسماعيل المحامليّ.

أخبرنا البرقاني ، حدثني محمّد بن إسماعيل الورّاق ، حدّثنا أبو عبيد المحامليّ ،

__________________

٦٣٨٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٤٦.

٢٢

حدّثنا عليّ بن العبّاس الدّوريّ ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ، حدّثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن مجاهد عن رافع بن خديج : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن الحقل (١).

٦٣٨٦ ـ عليّ بن العبّاس بن واضح. أبو الحسن المعروف بالنسائي :

سمع سعيد بن سليمان ، ويحيى بن إسماعيل الواسطيين ، وعفان بن مسلم ، وأحمد ابن عبد الله بن يونس الكوفيّ. روى عنه محمّد بن مخلد العطّار ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وكان ثقة.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا عليّ بن العبّاس النّسائيّ ، حدّثنا سعيد بن سليمان ، حدّثنا خالد عن مغيرة عن إبراهيم عن عليّ قال : ما تركتها منذ سمعتها. فقال له الأشعث : ولا ليلة صفين؟ فقال عليّ : ولا ليلة صفين.

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا عليّ بن العبّاس ، حدّثنا سعيد ، حدّثنا خالد عن سهل عن أبيه عن أبي هريرة عن فاطمة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه.

قلت : يريد التسبيح ثلاثا وثلاثين و [التحميد] (١) أربعا وثلاثين و [التكبير] (٢) ثلاثا وثلاثين.

قرأت في كتاب محمّد بن مخلد الدّوريّ ـ بخطه ـ سنة أربع وسبعين ومائتين ، فيها مات عليّ بن العبّاس بن واضح النّسائيّ في آخر شهر ربيع الآخر.

٦٣٨٧ ـ عليّ بن العبّاس بن جريج ، أبو الحسن ، مولى عبيد الله بن عيسى بن جعفر يعرف بابن الرّوميّ :

أحد الشعراء المكثرين المجودين في الغزل ، والمديح ، والهجاء ، والأوصاف. روى عنه غير واحد من أهل الأدب.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن جعفر الخالع ، أخبرني أبو الحسين عليّ بن جعفر الحمداني قال : كنت في غلمان دار القاسم بن عبيد الوزير ، فدخل يوما القاسم

__________________

(١) ٦٣٨٥ ـ آخر الجزء الثالث والثمانين من تجزئة المؤلف.

(١) ٦٣٨٦ ـ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٦٣٨٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٦٤.

٢٣

داره راجعا من ركوبه ، وكان في جملة حاشيته حينئذ رجل أراه يدخل الدار كثيرا وينادمه ، وكان متدرعا متعمما ، فالتفت القاسم إلى الرجل فقال له : يا أبا الحسن ، أمل الأبيات على كاتب يكتبها بخطه وهاتها ، فأملى على كاتب كتب عنده ثلاثة أبيات وهي :

ما أنس لا أنس خبازا مررت به

يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر

ما بين رؤيتها في كفه كرة

وبين رؤيتها قوراء كالقمر

إلا بمقدار ما تنداح دائحة

في حومة الماء يرمي فيه بالحجر

وقال للكاتب : اكتب تنداح دائحة ، وتندار دائرة ، فسألت عنه لأعرفه فقيل لي : هذا ابن الرّوميّ.

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل ، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال : أنشدني عليّ بن العبّاس بن الرّوميّ لنفسه ـ وكتب بها إلى بعض إخوانه ، وقد قدم من سفر فتأخر عن السلام عليه :

يا من أؤمل دون كل كريم

وتحب نفسي دون كل حميم

أخرت تسليمي عليك كراهة

لزحام من يلقاك للتسليم

وذكرت قسمتك التحفي بينهم

عند اللقاء كفعل كل كريم

فنفست ذاك عليهم وأردته

من دونهم وحدي بغير قسيم

فصبرت عنك إلى انحسار غمارهم

والقلب نحوك دائم التحويم

صبر امرئ يعطي المودة حقها

لا صبر مذموم الحفاظ لئيم

والسعي نحوك بعد ذاك فريضة

وقضاء حقك واجب التقديم

فاعذر فداك الناس غير مدافع

عن طيب خيمك فهو أطيب خيم

ومتى استربت بخلة معوجة

فتتبع العوجاء بالتقويم

أخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفار ، حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الخزاعيّ ـ وهو ابن أخي دعبل بن عليّ ـ قال : أنشدنا عليّ بن العبّاس بن جريج الرّوميّ لنفسه :

ومهفهف تمت محاسنه

حتى تجاوز منية النفس

ترنو الكئوس إلى مراشفه

وتجول بين أنامل خمس

فكأنه والكأس في يده

قمر يقبل عارض الشمس

٢٤

أخبرنا الخالع ، أخبرنا عليّ بن جعفر الحمداني قال : أنشدني ابن الرّوميّ وقال : ما سبقني إلى هذا المعنى أحد :

إذا دام للمرء الشباب وأخلقت

محاسنه ظن السواد خضابا

فكيف يظن الشيخ أن خضابه

يظن سوادا أو يخال شبابا؟

أخبرني الحسين بن محمّد ـ أخو الخلال ـ أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الشطي ـ بجرجان ـ أخبرنا أبو بكر الشذاني قال : حدثني جحظة قال : كنت مع ابن الرّوميّ في سمارية ، فرأينا أبا رياح على دار ابن طاهر. فقلت له : صف هذه الشرفات وأبا رياح ، فقال :

ترى شرفاتها مثل العذارى

خرجن لنزهة فقعدن صفا

عليهن الرقيب أبو رياح

فليس لخوفه يبدين حرفا

أخبرني عليّ بن أيّوب القمي ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني الصولي ، حدثني عليّ بن العبّاس قال : كان البحتري معي جالسا ، فسلم علينا ابن عيسى بن المنصور فقال لي : من هذا؟ فقلت هذا ابن عيسى بن المنصور الذي يقول ابن الرّوميّ في أبيه :

يقتر عِيسَى على نفسه

وليس بباق ولا خالد

فلو يستطيع لتقتيره

تنفس من منخر واحد

فقال لي : أفّ وتفّ ، هذا من خاطر الجن لا من خاطر الإنس ، ووثب ومضى.

أخبرنا الخالع ، أخبرنا عليّ بن جعفر الحمداني قال : أنشدني بن الرّوميّ في عيسى ابن موسى بن المتوكل :

يفتر عِيسَى على نفسه

وذكر هذين البيتين. كذا قال في عيسى بن موسى بن المتوكل ، والله أعلم.

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا الحسن بن أحمد بن السري ، حدّثنا عليّ بن العبّاس النوبختي قال : بلغني أن أبا الحسن عليّ بن العبّاس بن جريج الرّوميّ عليل فمضيت إليه لأعوده. أو قال : جئت ابن الرّوميّ فرأيته عليلا قبل موته بيوم فقلت له : أي شيء خبرك؟ فقال : أيش خبر من يموت؟ فقلت : كلا ، أرى سحنتك صافية حسنة ، فقال : هكذا من يموت يكون قبل ذاك حسن الوجه بيوم فقلت : يعافى الله. فقال : خذ حديثي فإن لم يقطع على أن أموت

٢٥

في هذه العلة فاصنع ما شئت ، أحببت أن أسكن في مدينة أبي جعفر ، فشاورت صديقا لي يكنى أبا الفضل ـ وهو مشتق من الأفضال ـ فقال لي إذا عبرت القنطرة فخذ على يدك اليمنى ـ وهو مشتق من اليمن ـ واسأل عن سكة النعيمية ـ وهو مشتق من النعيم ـ وعن دار ابن المعافى ـ وهو مشتق من العافية ـ فخالفت لشؤمي واقتراب أجلي ، فشاورت صديقا يقال له جعفر ـ وهو مشتق من الجوع والفرار ـ فقال لي إذا عبرت القنطرة فخذ يسرة ـ وهو مشتق من العسر ـ واسأل عن سكة العبّاس ـ وهو مشتق من العبوس ـ واسكن في دار قليب ـ وهو مشتق من الانقلاب ـ فقد انقلبت بي الدنيا كما ترى وأعظم ما عليّ ، يجتمع في هذه السدرة في داري في كل يوم العصافير يصيحون في وجهي سيق سيق. فإنا في السياق ، فعاودته من الغد فإذا هو قد مات.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح ومحمّد بن الحسين بن محمّد النهروانيان ـ قال أحمد أخبرنا وقال محمّد حدّثنا ـ المعافى بن زكريا ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزديّ قال : رأيت عليّ بن العبّاس بن جريج الرّوميّ يجود بنفسه ، فقلت له : ما حالك؟ فأنشد :

غلط الطبيب على غلطة مورد

عجزت موارده عن الإصدار

والناس يلحون الطبيب وإنما

خطأ الطبيب إصابة المقدار

أخبرنا الحسن بن عليّ بن عبد الله المقرئ ، حدّثنا محمّد بن جعفر التّميميّ الكوفيّ قال : حدثني أبو بكر محمّد بن زيد الرملي وأبو محمّد الدّقّاق قالا : حدّثنا أبو عثمان الناجم الشّاعر قال : دخلت على ابن الرّوميّ في اليوم الذي توفي فيه فلما قمت للانصراف قال لي:

أبا عثمان أنت حُمَيد قومك

وجودك للعشيرة دون لومك

تزود من أخيك فما أراه

يراك ولا تراه بعد يومك

أخبرني التنوخي قال : قال المرزباني : قيل إن ابن الرّوميّ مات في سنة ثلاث وثمانين ، وقيل في سنة أربع وثمانين ومائتين.

٦٣٨٨ ـ عليّ بن العبّاس بن الفضل ، أبو الحسن ، يعرف بالهروي :

كان يسكن درب رياح وحدث عن الحسن بن محمّد الزعفراني ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وجعفر الصّائغ. روى عنه الدار قطني ، ويوسف بن عمر القواس ، وابن الثلاج.

٢٦

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن عليّ بن العبّاس الطيالسي مات في شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. وذكر غيره : أنه مات يوم الخميس ودفن يوم الجمعة لثمان بقين من شهر ربيع الآخر ، ودفن في الشونيزية.

٦٣٨٩ ـ عليّ بن العبّاس بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، أبو الحسن العلوي القزويني :

قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن أحمد بن الحسن بن ماجة ، وحفص بن عمرو بن حفص الشّيبانيّ الحافظ ، وعلي بن عمر بن أبي خالد الصيدلاني ، وعلي بن إبراهيم بن سلامة القزوينيين ، ومحمّد بن أحمد بن عليّ بن أسد البردعي.

حدّثنا عنه الأزهري وقال : قدم علينا في سنة نيف وثمانين وثلاثمائة. وأفادني عنه أبو عبد الله بن بكير ، وكان هذا العلوي حافظا.

٦٣٩٠ ـ عليّ بن العبّاس بن عثمان بن سعدويه ، أبو الحسن البرداني (١) الشاهد :

حدث عن أبي سعيد بن الأعرابي نزيل مكة ، وأحمد بن إبراهيم الموصلي صاحب عليّ بن حرب ، وعن إسحاق بن أحمد الكاذي ، وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي ، ومحمّد بن عبد الله بن علم الصّفّار.

وحدثنا عنه العتيقي وسألته عنه فقال : صالح. وحدثنا عنه الخلال وقال : سمعت منه ببغداد.

٦٣٩١ ـ عليّ بن عبد الملك بن عبد ربّه ، أبو الحسن الطائي :

حدث عن أبيه ، وعن بشر بن الوليد القاضي. روى عنه أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وأبو بكر بن الجعابي.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، أخبرنا عليّ بن عبد الملك الطائي ، حدّثنا بشر بن الوليد ، حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الكافر يلجمه العرق يوم القيامة حتى يقول أرحني ولو إلى النار» (١).

__________________

(١) ٦٣٩٠ ـ البردانى : هذه النسبة إلى بردان ، وهي قرية من قرى بغداد (الأنساب ٢ / ١٣٥).

(١) ٦٣٩١ ـ انظر الحديث في : كنز العمال ٣٨٩٢٥. ومسند الديلمي ٤٩٤٢.

٢٧

٦٣٩٢ ـ عليّ بن عبد الملك بن شبانة ، أبو الحسن الدينوري :

قدم بغداد وحدث بها عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد الرّازي ، وأبي الحسن بن فراس المكي. كتبت عنه وكان صدوقا.

أخبرنا ابن شبانة ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عليّ بن فراس ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن إبراهيم الديبلي ، حدّثنا الحسين بن الحسن المروزيّ ، حدّثنا ابن المبارك ، أخبرنا حيوة بن شريح ، حدثني شرحبيل بن شريك عن أبي عبد الرّحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره» (١).

مات ابن شبانة ـ على ما بلغنا ـ بشهرزور في سنة ثلاثين وأربعمائة.

٦٣٩٣ ـ عليّ بن عبد الصّمد ، أبو الحسن الطيالسي يعرف بعلان ما غمه :

حدث عن مسروق بن المرزبان ، وأبي معمر الهذلي ، وعبيد الله القواريري ، وخالد بن يوسف السمتي ، ومحمّد بن يزيد الرؤاسي. روى عنه محمّد بن عبد الملك التاريخي ، وأحمد بن كامل ، وعبد الباقي بن قانع القاضيان ، وإسماعيل بن عليّ الخطبي ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وكان ثقة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا عليّ بن عبد الصّمد ، حدّثنا مسروق قال : حدّثنا شريك عن ابن عون عن الشعبي عن النّعمان ابن بشير قال : نحلني أبي نحلا ، فأبت أمي حتى يشهد لي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقال : «أكل ولدك نحلت كما نحلت هذا؟» قال : لا ، قال : «فاني لا أشهد على أثرة» (١).

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن عليّ بن عبد الصّمد الطيالسي مات في سنة ثمان وثمانين ومائتين.

وقرأت في كتاب محمّد بن مخلد ـ بخطه ـ سنة تسع وثمانين ومائتين : فيها مات علان بن عبد الصمد الطيالسي في شعبان.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل قال : توفي أبو الحسن علان بن

__________________

(١) ٦٣٩٢ ـ انظر الحديث في : سنن الترمذي ١٩٤٤. ومسند أحمد ٢ / ١٦٨. وسنن الدارمي ٢ / ٢١٥. والمستدرك ١ / ٤٤٣ ، ٢ / ١٠١ ، ٤ / ١٦٤.

٦٣٩٣ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٢٠٦. وصحيح مسلم ، كتاب الهبات ٩ / ١٠ ، ١١. وفتح الباري ٥ / ٢١١.

٢٨

عبد الصّمد الطيالسي ـ يلقب ما غمه ـ في يوم الاثنين لثلاث مضين من شعبان سنة تسع وثمانين ومائتين ، وكان كثير الحديث قليل المروءة.

٦٣٩٤ ـ عليّ بن عثمان بن عبيدة ، الفزاريّ :

حدث عن مسعود بن يزيد الموصلي. روى عنه أبو القاسم الطبراني.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا عليّ بن عثمان بن عبيدة الفزاريّ البغداديّ ، حدّثنا مسعود بن يزيد الموصلي ، حدّثنا عبد الله بن خراش عن قاسط بن الحارث عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من شرب الخمر حتى يموت ، حرمت عليه في الآخرة» (١).

قال سليمان : لم يروه عن قاسط بهذا اللفظ إلا عبد الله بن خراش الحوشبي.

٦٣٩٥ ـ عليّ بن عبد الحميد بن عبد الله بن سليمان ، أبو الحسن الغضائري:

سكن حلب وحدث بها عن أبي إبراهيم الترجماني ، وعبد الله بن معاوية الجمحيّ ، وعبيد الله القواريري ، ومحمّد بن أبي عمر العدني ، وعبد الأعلى بن حمّاد ، وبشر بن الوليد ، ومجاهد بن موسى ، ومحمّد بن عبد الأعلى الصنعاني ، وعباس العنبري ، وأحمد بن منيع ، وهارون بن عبد الله الحمال. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني فقال : حدّثنا عليّ بن عبد الحميد الغضائري البغداديّ. وروى عنه غيره جماعة من الغرباء ، وكان ثقة.

أخبرنا أحمد بن عبد الواحد الدّمشقيّ ـ بها ـ أخبرني جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان السلمي ، حدّثنا أحمد بن عاصم البزّاز ـ بالفسطاط ـ حدّثنا عليّ بن عبد الحميد البغداديّ ـ بحلب ـ أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا عليّ بن الحسين بن بندار الأدمي ـ بمصر ـ حدّثنا عليّ بن عبد الحميد الغضائري قال : سمعت من العدني في سنة ثمان وثلاثين ومائتين ، وتوفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين. وتوفي أحمد بن حنبل سنة أربعين ، وكنت فيمن حضر جنازته وصلّى عليه في يوم الجمعة بعد أن تناذر به الناس أياما. وهارون بن عبد الله بن مروان البزّاز وكان يلقب الحمال سنة ثلاث وأربعين ومائتين.

__________________

(١) ٦٣٩٤ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٧ / ١٣٥. ومسند أحمد ٢ / ١٩ ، ٣٥. وفتح الباري ١٠ / ٣٠.

٦٣٩٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٥١.

٢٩

قلت : وهم الغضائري في ذكر وفاة العدني بن أبي عمر ، وأحمد جميعا ، وأصاب في وفاة هارون. أما ابن أبي عمر فمات في سنة ثلاث وأربعين وأما أحمد فمات في سنة إحدى وأربعين ومائتين.

أخبرنا أبو طالب يحيى بن عليّ الدسكري ـ بحلوان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ـ بأصبهان ـ قال : سمعت عليّ بن الحميد الغضائري ـ بحلب يقول : سمعت السري السقطي ـ ودققت عليه الباب ـ فقام إلى عضادتي الباب فسمعته يقول : اللهم اشغل من شغلني عنك بك. قال ابن المقرئ ـ وزادني بعض أصحابنا عنه ـ أنه قال : وكان من بركة دعائه أني حججت أربعين حجة على رجلي من حلب ذاهبا وراجعا.

بلغني أن عليّ بن عبد الحميد مات في شوال من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.

٦٣٩٦ ـ عليّ بن عبد العزيز ، الضرير الصّوفيّ :

ذكره أبو عبد الرّحمن السلمي في «تاريخ الصوفية».

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري ، أخبرنا محمّد بن الحسين السلمي قال : عليّ بن عبد العزيز الضرير البغداديّ يكنى أبا الحسن ـ أو أبا الحسين ـ من قدماء مشايخهم ، صحب سهل بن عبد الله التستري.

٦٣٩٧ ـ (١) عليّ بن عبد العزيز بن مردك (١) بن أحمد بن سندويه بن مهران ابن أحمد ، أبو الحسن البرذعي البزّاز :

نسبه أبو عبد الله بن بكير ، سكن بغداد وحدث بها عن عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازي ، ونصر بن منصور الأردبيلي ، ومحمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، وعبد الله بن محمّد بن أبي سعيد البزّاز ، وغيرهم. أخبرنا عنه العتيقي ، والحسين بن جعفر السلماسي ، وعبد العزيز بن عليّ الأزجي ، والحسن بن عليّ الجوهريّ. والقاضيان الصيمري والتنوخي ، وغيرهم. وكان ثقة.

سمعت القاضي أبا عبد الله الصيمري يقول : كان عليّ بن عبد العزيز بن مردك أحد الصالحين ، ترك الدنيا عن مقدرة واشتغل بالعبادة. قال : وكان أحد الباعة الكبار ببغداد فاعتزل الناس ولزم المسجد ، وأريد على الشهادة فامتنع من ذلك.

__________________

٦٣٩٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٩٣.

(١) في كوبريلى : «ابن مدرك» في جميع المواضع.

٣٠

أخبرنا العتيقي والتنوخي وابن التوزي قالوا : توفي عليّ بن عبد العزيز بن مردك البرذعي في السادس عشر من المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. زاد التنوخي وابن التوزي : يوم الجمعة.

٦٣٩٨ ـ عليّ بن عبد العزيز بن الحسن بن محمّد بن هارون بن عصام بن رزيق بن محمّد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب ، أبو الحسن الطاهري :

كان يسكن بدكان الأبناء ، وحدث عن ابن مالك القطيعي ، وأحمد بن جعفر بن مسلم ، ويحيى بن وصيف الخواص ، وعمر بن نوح البجلي ، وأبي عبد الله الشماخي الهرويّ ، وعبيد الله بن العبّاس الشطوي ، وأبي بحر بن كوثر البربهاري ، وعيسى بن حامد الرخجي ، ومحمّد بن الحسن اليقطيني ، ومحمّد بن عبد الله بن بخيت العكبريّ ، ومخلد بن جعفر الدّقّاق ، وعليّ بن عبد الله بن المغيرة ، وعبيد الله بن أبي سمرة البغوي ، وأبي الحسن بن لؤلؤ ، ومحمّد بن المظفّر ، وعثمان بن عمر بن خفيف الدراج ، وأبي بكر الأبهري ، وعبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ. كتبنا عنه وكان دينا صالحا ، ثقة صادقا.

مات في ليلة الأربعاء لأربع وعشرين ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة وأربعمائة ، ودفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب حرب.

٦٣٩٩ ـ عليّ بن عبد العزيز بن إبراهيم بن بيان بن داود ، أبو الحسن المعروف بابن حاجب النّعمان :

كاتب القادر بالله ، ذكر أنه سمع من أحمد بن سلمان النّجّاد ، وأبي بكر الشّافعيّ ، وأبي بكر بن مقسم المقرئ ، ومحمّد بن جعفر بن الهيثم الأنباريّ. وكان له لسان وعارضة وبلاغة ، ولم يكن في دينه بذاك.

أخبرنا البرقاني قال : أنشدنا الرئيس أبو الحسن عليّ بن عبد العزيز قال : أنشدنا أبو بكر أحمد بن سلمان النّجّاد قال : أنشدنا هلال بن العلاء الرّقيّ لنفسه :

سيبلي لسان كان يعرب لفظه

فيا ليته في وقفة العرض يسلم

وما ينفع الإعراب إن لم يكن تقي

وما ضر ذا تقوى لسان معجم

سمعت التنوخي يقول : ولد أبو الحسن بن حاجب النّعمان في سنة أربعين

__________________

٦٣٩٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢١٠.

٣١

وثلاثمائة ، ومات في يوم الجمعة الثاني عشر من رجب سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ودفن في داره ببركة زلزل ، ثم نقل تابوته إلى مقابر قريش فدفن بها في ليلة الجمعة الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة خمس وعشرين وأربعمائة.

٦٤٠٠ ـ عليّ بن عبد الرّحمن بن عيسى بن زيد بن ماتي ، أبو الحسن الكاتب، مولى زيد بن عليّ بن الحسين :

من أهل الكوفة قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري ، وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي ، وإبراهيم بن عبد الله القصار ، والحسين بن الحكم الحبري، ومحمّد بن منصور المرادي ، وأبي جعفر مطين. روى عنه الدار قطني ، وحدثنا عنه ابن رزقويه، وابن الفضل القطّان ، وأبو الحسن بن الحمامي المقرئ ، وأبو عليّ بن شاذان ، وكان ثقة.

أخبرنا ابن الفضل وابن شاذان ـ قال ابن الفضل حدّثنا وقال ابن شاذان أخبرنا ـ عليّ بن عبد الرّحمن بن عيسى بن ماتي ، حدّثنا أحمد بن حازم ، أخبرنا جعفر بن عون عن مسلم الملائي عن أنس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتبع الجنازة ويجيب دعوة العبد ، ويركب الحمار.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : سأل أبي أبا الحسين بن ماتي ـ وأنا أسمع ـ فقال له: في أي سنة ولدت؟ فقال أبو الحسين : في أول سنة تسع وأربعين ومائتين. قال الحسن: وتوفي ابن ماتي في شهر ربيع الأول من سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.

[أخبرنا ابن الفضل. قال : توفي عليّ بن عبد الرّحمن الكوفيّ ببغداد للنصف من شهر ربيع الأول من سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ، وحمل إلى الكوفة] (١).

٦٤٠١ ـ عليّ بن عبد الرّحمن بن وهبان ، أبو الحسن القصار :

حدث عن محمّد بن إسماعيل الورّاق. كتبت عنه وما علمت من حاله إلا خيرا.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبد الرّحمن بن وهبان القصار ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن العبّاس ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي ، حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، حدّثنا مخلد بن يزيد الحراني عن الأوزاعي عن القاسم بن مخيمرة.

__________________

٦٤٠٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١١٦.

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٣٢

قال : أتى أبو موسى الأشعري النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقدح نبيذ ينش. فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اضرب بهذا الحائط ، فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر» (١).

قلت : ليس عندي عن أبي الحسن القصار غير هذا الحديث.

٦٤٠٢ ـ عليّ بن عبد الرّحمن بن الحسن بن عليّ بن الحسن ، أبو القاسم المعروف بابن عليّك النّيسابوريّ :

قدم بغداد وحدث بها عن محمّد بن الحسين بن داود العلوي ، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني ، وأبي الطّيّب سهل بن محمّد الصعلوكي ، وأبي طاهر [محمّد بن محمّد] (١) بن محسن الزيادي ، وأبي عبد الله بن البيع الحافظ ، وأبي عبد الرّحمن السلمي ، وحمزة بن عبد العزيز المهلبي ، وعبد الرحمن بن محمّد البالوي. كتبت عنه وكان صدوقا.

أخبرني أبو القاسم بن عليّك ـ في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ـ قال أخبرنا محمّد ابن الحسين بن داود بن عليّ العلوي الحسني ـ بنيسابور ـ أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال البزّاز ، حدّثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ، حدثني أبي ، حدثني إبراهيم بن طهمان عن الحجّاج عن يونس عن ثابت البناني عن أبي رافع عن أبي هريرة : أن رجلا كان يتتبع قذى المسجد فيلقطه ففقده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «ما فعل فلان»؟ يعني ، فقيل مات ، قال : فانطلق بمن شاء الله من أصحابه فأمرهم فصفوا [على قبره] (٢) ، ثم تقدم فصلى عليه بهم.

٦٤٠٣ ـ عليّ بن عمر بن نصر ، أبو الحسن الدّقّاق :

سمع أبا القاسم البغوي ، وأبا محمّد بن صاعد ، وأبا عروبة الحراني ، ومكحولا البيروتي ، وعليّ بن محمّد بن سليمان المصري ، وطبقتهم. وانتقل إلى خراسان فسكنها وحدث بها فحصل حديثه عند أهلها. روى عنه الحاكم أبو عبد الله بن البيع النّيسابوريّ.

أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ عن أبي عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ

__________________

(١) ٦٤٠١ ـ انظر الحديث في : سنن أبي داود ٣٧١٦. وسنن النسائي ، كتاب الأشربة باب ٢٥. وسنن ابن ماجة ٣٤٠٩.

(١) ٦٤٠٢ ـ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٣٣

النّيسابوريّ قال : عليّ بن عمر بن نصر الدّقّاق أبو الحسن البغداديّ ـ وكان يحفظ ـ نزل نيسابور سنين ، ثم سكن في آخر عمره مرو الروذ ، توفي في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة بمرو الروذ.

٦٤٠٤ ـ عليّ بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النّعمان بن دينار ابن عبد الله ، أبو الحسن الحافظ الدار قطني :

سمع أبا القاسم البغوي ، وأبا بكر بن أبي داود ، ويحيى بن صاعد ، وبدر بن الهيثم القاضي ، وأحمد بن إسحاق بن البهلول ، وعبد الوهّاب بن أبي حيّة ، والفضل بن أحمد الزبيدي ، وأبا عمر محمّد بن يوسف القاضي ، وأحمد بن القاسم أخا أبي اللّيث الفرائضي ، وأبا سعيد العدوي ، ويوسف بن يعقوب النّيسابوريّ ، وأبا حامد بن هارون الحضرمي ، وسعيد بن محمّد أخا زبير الحافظ ، ومحمّد بن نوح الجنديسابوري ، وأحمد بن عيسى بن السكين البلدي ، وإسماعيل بن العبّاس الورّاق ، وإبراهيم بن حمّاد القاضي ، وعبد الله بن محمّد بن سعيد الجمال ، وأبا طالب أحمد ابن نصر الحافظ ، وخلقا كثيرا من هذه الطبقة ومن بعدهم. حدّثنا عنه أبو نعيم الأصبهانيّ ، وأبو بكر البرقاني ، وأبو القاسم بن بشران ، وحمزة بن محمّد بن طاهر ، والأزهري ، والخلال ، والجوهري والتنوخي ، وعبد العزيز الأزجي ، وأبو بكر بن بشران ، والعتيقي ، والقاضي أبو الطّيّب الطبري ، وجماعة غيرهم.

وكان فريد عصره ، وقريع دهره ، ونسيج وحده ، وإمام وقته. انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث ، وأسماء الرجال وأحوال الرواة ، مع الصدق والأمانة ، والفقه والعدالة، وقبول الشهادة ، وصحة الاعتقاد ، وسلامة المذهب ، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث ، منها القراءات فإن له فيها كتابا مختصرا موجزا جمع الأصول في أبواب عقدها أول الكتاب.

وسمعت بعض من يعتني بعلوم القرآن يقول : لم يسبق أبو الحسن إلى طريقته التي سلكها في عقد الأبواب المقدمة في أول القراءات ، وصار القراء بعده يسلكون طريقته في تصانيفهم ، ويحذون حذوه ، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء ، فإن كتاب السنن الذي صنفه دل على أنه كان ممن اعتنى بالفقه ، لأنه لا يقدر على جمع ما تضمن ذلك الكتاب إلا من تقدمت معرفته بالاختلاف في الأحكام. وبلغني أنه درس فقه الشّافعيّ على أبي سعيد الاصطخري ، وقيل بل درس الفقه على صاحب لأبي سعيد ، وكتب

٣٤

الحديث عن أبي سعيد نفسه. ومنها أيضا المعرفة بالأدب والشعر ، وقيل إنه كان يحفظ دواوين جماعة من الشعراء.

وسمعت حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق يقول : كان أبو الحسن الدار قطني يحفظ ديوان السيد الحميري في جملة ما يحفظ من الشعر. فنسب إلى التشيع لذلك. وحدثني الأزهري : أن أبا الحسن لما دخل مصر كان بها شيخ علوي من أهل مدينة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقال له مسلم بن عبيد الله ، وكان عنده كتاب النسب عن الخضر بن داود عن الزّبير بن بكّار ، وكان مسلم أحد الموصوفين بالفصاحة المطبوعين على العربية ، فسأل الناس أبا الحسن أن يقرأ عليه كتاب النسب ورغبوا في سماعه بقراءته ، فأجابهم إلى ذلك. واجتمع في المجلس من كان بمصر من أهل العلم والأدب والفضل ، فحرصوا على أن يحفظوا على أبي الحسن لحنة ، أو يظفروا منه بسقطة ، فلم يقدروا على ذلك. حتى جعل مسلم يعجب ويقول له : وعربية أيضا!

حدّثنا محمّد بن عليّ الصوري قال : سمعت أبا محمّد رجاء بن محمّد بن عيسى الأنصاريّ المعدّل يقول : سألت أبا الحسن الدار قطني فقلت له : رأى الشيخ مثل نفسه؟ فقال لي : قال الله تعالى : (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ) [النجم ٥٢] فقلت له : لم أرد هذا ، وإنما أردت أن أعلمه لأقول رأيت شيخا لم ير مثله ، فقال لي : إن كان في فن واحد فقد رأيت من هو أفضل مني ، وأما من اجتمع فيه ما اجتمع فيّ فلا.

حدثني أبو الوليد سليمان بن خلف الأندلسي قال : سمعت أبا ذر الهرويّ يقول : سمعت الحاكم أبا عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ ـ وسئل عن الدار قطني ـ فقال : ما رأى مثل نفسه. قال لي الأزهري : كان الدار قطني ذكيّا إذا ذوكر شيئا من العلم أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر ، ولقد حدثني محمّد بن طلحة النعالي أنه حضر مع أبي الحسن في دعوة عند بعض الناس ليلة ، فجرى شيء من ذكر الأكلة ، فاندفع أبو الحسن يورد أخبار الأكلة وحكاياتهم ونوادرهم حتى قطع ليلته ـ أو أكثرها ـ بذلك.

سمعت القاضي أبا الطّيّب طاهر بن عبد الله الطبري يقول : كان الدار قطني أمير المؤمنين في الحديث ، وما رأيت حافظا ورد بغداد إلا مضى إليه ، وسلم له. يعني فسلم له التقدمة في الحفظ ، وعلو المنزلة في العلم.

٣٥

حدثني الصوري قال : سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ ـ بمصر ـ يقول : أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثة ؛ عليّ بن المديني في وقته ، وموسى بن هارون في وقته ، وعلي بن عمر الدار قطني في وقته.

أخبرنا البرقاني قال : كنت أسمع عبد الغني بن سعيد الحافظ كثيرا إذا حكى عن أبي الحسن الدار قطني شيئا يقول : قال أستاذي ، وسمعت أستاذي. فقلت له في ذلك فقال : وهل تعلمنا هذين الحرفين من العلم إلا من أبي الحسن الدار قطني. قال لنا البرقاني : وما رأيت بعد الدار قطني أحفظ من عبد الغني بن سعيد.

حدّثنا الأزهري قال : بلغني أن الدار قطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصّفّار ، فجلس ينسخ جزءا كان معه وإسماعيل يملى. فقال له بعض الحاضرين : لا يصح سماعك وأنت تنسخ! فقال له الدار قطني : فهمي للإملاء خلاف فهمك ، ثم قال : تحفظ كم أملى الشيخ من حديث إلى الآن؟ فقال : لا ، فقال الدار قطني : أملى ثمانية عشر حديثا. فعدت الأحاديث فوجدت كما قال. ثم قال أبو الحسن : الحديث الأول منها عن فلان عن فلان ، ومتنه كذا. والحديث الثاني عن فلان عن فلان ، ومتنه كذا. ولم يزل يذكر أسانيد الأحاديث ومتونها على ترتيبها في الإملاء حتى أتى على آخرها ، فتعجب الناس منه ـ أو كما قال ـ.

أخبرنا البرقاني قال : سمعت أبا الحسن الدار قطني يقول : كتبت ببغداد من أحاديث السوداني أحاديث تفرد بها ، ثم مضيت إلى الكوفة لأسمع منه ، فجئت إليه وعنده أبو العبّاس بن عقدة فدفعت إليه الأحاديث في ورقة ، فنظر فيها أبو العبّاس ثم رمى بها واستنكرها وأبى أن يقرأها وقال : هؤلاء البغداديون يجيئونا بما لا نعرفه. قال أبو الحسن : ثم قرأ أبو العبّاس عليه فمضى في جملة ما قرأه حديث منها ، فقلت له : هذا الحديث من جملة الأحاديث ، ثم مضى آخر ، فقلت : وهذا أيضا من جملتها ، ثم مضى ثالث فقلت : وهذا أيضا منها ، وانصرفت وانقطعت عن العود إلى المجلس لحمى نالتني فبينما أنا في الموضع الذي كنت نزلته إذا أنا بداق يدق على الباب ، فقلت : من هذا؟ فقال : ابن سعيد ، فخرجت وإذا بأبي العبّاس ، فوقعت في صدره أقبله ، وقلت : يا سيدي لم تجشمت المجيء؟ فقال : ما عرفناك إلا بعد انصرافك ، وجعل يعتذر إلى ثم قال : ما الذي أخرك عن الحضور؟ فذكرت له أني حممت. فقال : تحضر المجلس لتقرأ ما أحببت ، فكنت بعد إذا حضرت أكرمني ورفعني في المجلس ـ أو كما قال ـ.

٣٦

سألت البرقاني قلت له : هل كان أبو الحسن الدار قطني يملى عليك العلل من حفظه؟ فقال : نعم ، ثم شرح لي قصة جمع العلل. فقال : كان أبو منصور بن الكرخي يريد أن يصنف مسندا معلما ، فكان يدفع أصوله إلى الدار قطني فيعلم له على الأحاديث المعللة ، ثم يدفعها أبو منصور إلى الوراقين فينقلون كل حديث منها في رقعة ، فإذا أردت تعليق الدار قطني على الأحاديث نظر فيها أبو الحسن ثم أملى على الكلام من حفظه فيقول : حديث الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود الحديث الفلاني ، اتفق فلان وفلان على روايته. وخالفهما فلان ، ويذكر جميع ما في ذلك الحديث. فأكتب كلامه في رقعة مفردة ، وكنت أقول له : لم تنظر قبل إملائك الكلام في الأحاديث؟ فقال : أتذكر ما في حفظي بنظري. ثم مات أبو منصور والعلل في الرقاع ، فقلت لأبي الحسن بعد سنين من موته ـ إني قد عزمت أن أنقل الرقاع إلى الأجزاء وأرتبها على المسند ، فأذن لي في ذلك وقرأتها عليه من كتابي ونقلها الناس من نسختي.

قال أبو بكر البرقاني : وكنت أكثر ذكر الدار قطني والثناء عليه بحضرة أبي مسلم بن مهران الحافظ ، فقال لي أبو مسلم : أراك تفرط في وصفه بالحفظ ، فتسأله عن حديث الرضراض عن ابن مسعود؟ فجئت إلى أبي الحسن وسألته عنه فقال : ليس هذا من مسائلك ، وإنما قد وضعت عليه. فقلت له : نعم ، فقال من الذي وضعك على هذه المسألة؟ فقلت : لا يمكنني أن أسميه ، فقال : لا أجيبك أو تذكره لي ، فأخبرته فأملى على أبو الحسن حديث الرضراض باختلاف وجوهه ، وذكر خطأ البخاريّ فيه ، فألحقته بالعلل ونقلته إليها ـ أو كما قال ـ.

سمعت القاضي أبا الطّيّب الطبري يقول : حضرت أبا الحسن الدار قطني وقد قرأت عليه الأحاديث التي جمعها في الوضوء من مس الذكر فقال : لو كان أحمد بن حنبل حاضرا لاستفاد هذه الأحاديث.

حدثني الخلال قال : كنت في مجلس بعض شيوخ الحديث ـ سماه الخلال وأنسيته ـ وقد حضره أبو الحسين بن المظفّر والقاضي أبو الحسن الجراحي وأبو الحسن الدار قطني وغيرهم من أهل العلم ، فحلت الصّلاة ، فكان الدار قطني إمام الجماعة ، وهناك شيوخ أكبر أسنانا منه فلم يقدم أحد غيره.

٣٧

قال الخلال : وغاب مستملي أبي الحسن الدار قطني في بعض مجالسه فاستمليت عليه ، فروى حديث عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمرها أن تقول «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» فقلت : اللهم إنك عفو ـ وخففت الواو ـ فأنكر ذلك وقال : عفوّ ، بتشديد الواو.

حدثني الصوري قال سمعت رجاء بن محمّد الأنصاريّ يقول : كنا عند الدار قطني يوما والقارئ يقرأ عليه وهو قائم يصلي نافلة ، فمر حديث فيه ذكر نسير ابن ذعلوق ، فقال القارئ كشير بن ذعلوق ، فقال الدار قطني : سبحان الله ، فقال القارئ بشير بن ذعلوق فقال الدار قطني : سبحان الله ، فقال القارئ يسير بن ذعلوق ، فقال الدار قطني : (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ) [القلم ١] فقال القارئ نسير بن ذعلوق ومر في قراءته ـ أو كما قال ـ.

حدثني حمزة بن محمّد بن طاهر قال : كنت عند أبي الحسن الدار قطني وهو قائم يتنفل ، فقرأ عليه أبو عبد الله بن الكاتب حديثا لعمرو بن شعيب فقال : عمرو بن سعيد ، فقال أبو الحسن : سبحان الله ، فأعاد الإسناد وقال عمرو بن سعيد ، ووقف ، فتلا أبو الحسن : (يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا) [هود ٨٧] فقال ابن الكاتب : عمرو بن شعيب.

حدثني الأزهري قال : رأيت محمّد بن أبي الفوارس ـ وقد سأل أبا الحسن الدار قطني ـ عن علة حديث أو اسم فيه فأجابه ، ثم قال له : يا أبا الفتح ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيري.

قرأت بخط حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق في أبي الحسن الدار قطني :

جعلناك فيما بيننا ورسولنا

وسيطا فلم تظلم ولم تتحوب

فأنت الذي لو لاك لم يعرف الورى

 ـ ولو جهدوا ـ ما صادق من مكذب

حدثني العتيقي قال : حضرت أبا الحسن الدار قطني ـ وقد جاءه أبو الحسين البيضاوي ببعض الغرباء وسأله أن يقرأ له شيئا ـ فامتنع ، واعتل ببعض العلل ، فقال هذا غريب ، وسأله أن يملى عليه أحاديث ، فأملى عليه أبو الحسن من حفظه مجلسا يزيد عدد أحاديثه على العشرة متون ، جميعها : «نعم الشيء الهدية أمام الحاجة» وانصرف الرجل ، ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئا ، فقربه وأملى عليه من حفظه بضعة عشر حديثا متون جميعها : «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه».

٣٨

سمعت عبد الملك بن محمّد بن عبد الله بن بشران يقول : ولد الدار قطني في سنة ست وثلاثمائة.

حدّثنا أبو الحسن بن الفضل قال : قال لي الدار قطني : في المحرم سنة خمس وثمانين وثلاثمائة في يوم جمعة ، يا أبا الحسن ، اليوم دخلت في السنة التي توفي لي ثمانين.

قال ابن الفضل : وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة.

حدثني عبد العزيز بن عليّ الأزجي قال : توفي الدار قطني يوم الأربعاء لثمان خلون من ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.

أخبرنا العتيقي قال : سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، توفي أبو الحسن الدار قطني يوم الأربعاء الثاني من ذي القعدة ، ومولده سنة خمس وثلاثمائة.

وقال لي العتيقي مرة أخرى : توفي الدار قطني ليلة الأربعاء ودفن يوم الأربعاء الثامن من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وقد بلغ ثمانين سنة وخمسة أيام. وقوله الأول هو الصحيح، وقد ذكر مثله محمّد بن أبي الفوارس. ودفن أبو الحسن في مقبرة باب الدير ، قريبا من قبر معروف الكرخي.

حدثني أبو نصر عليّ بن هبة الله بن عليّ بن جعفر بن ماكولا قال : رأيت في المنام ليلة من ليالي شهر رمضان كأني أسأل عن حال أبي الحسن الدار قطني في الآخرة وما آل إليه أمره ، فقيل لي : ذاك يدعى في الجنة الإمام.

٦٤٠٥ ـ عليّ بن عمر بن محمّد بن الحسن بن شاذان بن إبراهيم بن إسحاق ابن عليّ بن إسحاق ، أبو الحسن الحميري :

أصله ناقلة من حضرموت إلى ختل ، ويعرف بالسّكّري ، وبالصّيرفيّ ، وبالكيال ، وبالحربي. سمع أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصّوفيّ ، وعلي بن الحسين بن حبان ، وجعفر بن أحمد بن محمّد بن الصباح الجرجرائي ، وعليّ بن سراج المصري ، وهيثم ابن خلف الدّوريّ ، وعلي بن إسحاق بن زاطيا ، ومحمّد بن صالح بن ذريح ، والحسن بن الطّيّب الشجاعي ، وأبا صخرة الشّاميّ ، وعبّاد بن عليّ السيريني ، ومحمّد ابن محمّد الباغندي ، وأبا خبيب البرتي ، ومكي بن عبدان النّيسابوريّ ، وشعيب بن محمّد الذراع ، وأبا القاسم البغوي ، وعيسى بن سليمان القرشيّ. حدّثنا عنه القاضي

__________________

٦٤٠٥ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٥٨٩٨.

٣٩

أبو الطّيّب الطبري ، ومحمّد بن عليّ بن مخلد والأزهري ، والخلال ، والعتيقي ، والتنوخي ، وعبد العزيز الأزجي ، ومحمّد بن أحمد بن حسنون النرسي ، وخلق يطول ذكرهم.

وقال لنا التنوخي : سمعت عليّ بن عمر السّكّري يقول : ولدت في سنة ست وتسعين ومائتين ، وأول سماعي الحديث في سنة ثلاث وثلاثمائة من أحمد بن الحسن ابن عبد الجبّار الصّوفيّ.

حدثني الأزجي قال : سألت عليّ بن عمر السّكّري عن مولده. فقال : مولدي مستهل المحرم سنة ست وتسعين ومائتين.

سمعت البرقاني يقول : عليّ بن عمر الختلي الحربي كان لا يساوي شيئا.

سألت الأزهري عن السّكّري فقال : صدوق كان سماعه في كتب أخيه ، لكن بعض أصحاب الحديث قرأ عليه شيئا منها لم يكن فيه سماعه ، وألحق فيه السماع ، وجاء آخرون فحكوا الإلحاق وأنكروه ، وأما الشيخ فكان في نفسه ثقة.

سمعت عبد العزيز الأزجي ذكر الحربي عليّ بن عمر فقال : كان صحيح السماع ، ولما أضر قرأ عليه بعض طلبة الحديث شيئا لم يكن فيه سماعه ولا ذنب له في ذلك.

قال الأزجي : وسمعت منه هو صحيح البصر ـ أو كما قال ـ.

حدثني الخلال وابن التوزي قالا : مات أبو الحسن السّكّري الحربي في سنة ست وثمانين وثلاثمائة. قال ابن التوزي : ليلة السبت لثلاث بقين من شوال.

أخبرنا العتيقي قال : سنة ست وثمانين وثلاثمائة فيها توفي عليّ بن عمر السّكّري الحربي في شوال ، وكان أكثر سماعه في كتب أخيه بخطه ، ومولده في المحرم سنة ست وتسعين ومائتين. حدث قديما وأملى في جامع المنصور ، وذهب بصره في آخر عمره ، وكان ثقة مأمونا.

٦٤٠٦ ـ عليّ بن عمر بن أحمد ، أبو الحسن الفقيه المالكيّ المعروف بابن القصار :

سمع عليّ بن الفضل الستوري السامري. حدّثنا عنه القاضي أبو الحسين بن المهتدي بالله الخطيب ، وكان ثقة.

٤٠