تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٩

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي ، حدّثنا عبد الله بن سليمان عن عبد الله بن أحمد قال : كان أبي يحدثنا عن عمرو بن عبيد ، وربما قال رجل لا يسميه ، ثم تركه بعد ذلك فكان لا يحدث عنه.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا الحسين بن عليّ التّميميّ النّيسابوريّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا الميموني قال : وسمعته ـ يعني أبا عبد الله أحمد بن حنبل ـ يقول : ما كان عمرو بن عبيد بأهل أن يحدث عنه.

قرأنا على الجوهريّ عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : قال رجل ليحيى بن معين : إن يحيى بن سعيد قال : لأن أحدث عن عمرو بن عبيد أحب إلىّ من أن أحدث عن أبي هلال الراسبي. فقال يحيى بن معين : عمرو بن عبيد ليس بشيء ، رجل سوء ، وأبو هلال صدوق.

أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، أخبرنا محمّد بن المظفّر ، أخبرنا عليّ بن أحمد ابن سليمان المصري ، حدّثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن عمرو بن عبيد ـ الذي روى عن الحسن ـ فقال : لا يكتب حديثه.

أخبرنا عبيد الله بن عمر ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الحسن بن أحمد قال : قرئ على العبّاس ابن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عمرو بن عبيد البصريّ ليس بشيء.

حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن عليّ الكتاني ـ بدمشق ـ حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي الإمام ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : عمرو بن عبيد غير ثقة ضال.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ـ وكيل دعلج ـ حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : عمرو بن عبيد بن باب أبو عثمان بصري ، متروك الحديث.

أخبرنا أحمد بن عليّ بن يزداد القارئ ، أخبرنا زيد بن رفاعة الهاشميّ ، حدثني أبي ، حدّثنا أبو كامل الجحدري ، حدثني أبي الحسين بن فضيل (٩) قال : قال رجل

__________________

(٩) هكذا في الأصلين ، وفي الخلاصة أن اسم أبى كامل هو : الفضل بن حسين بن طلحة.

١٨١

لعمرو ابن عبيد : يا أبا عثمان ، إني لأرحمك مما يقول الناس فيك. قال : يا ابن أخي أسمعتني أقول فيهم شيئا؟ قال : لا! قال : فإياهم فارحم. وراسله واحد بما يكره ، فقال لمبلغه : قل له إن الموت يجمعنا ، والقيامة تضمنا ، والله يحكم بيننا.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : عمرو بن عبيد بن باب البصريّ أبو عثمان مولى بني تميم من أبناء فارس ، تركه يحيى بن سعيد القطّان.

قال لي محمّد بن المثنّى عن قريش بن أنس : مات سنة ثلاث ـ أو اثنتين ـ وأربعين ومائة ، في طريق مكة.

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : ومات عمرو بن عبيد بن باب ، مولى بني تميم ، وكان من أبناء فارس سنة اثنتين ـ ويقال ثلاث ـ وأربعين ومائة.

أخبرنا البرقاني ، حدثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك الأدمي ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي ، حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي قال : عمرو بن عبيد بن باب مات بطريق مكة سنة ثلاث وأربعين ومائة ، وكان قدريا ، وكان داعية ، تركه أهل النقل ومن كان يميز الأثر من أهل البصرة. وروى عنه الغرباء ، وكان له سمت وإظهار زهد ، فرووا عنه وظنوا به خيرا ، وقد روى عنه شعبة حديثين ثم تركه.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبيد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا أحمد بن خليل ، حدّثنا موسى بن هلال العبديّ قال : مات عمرو بن عبيد سنة أربع وأربعين ومائة في طريق مكة.

وقال يعقوب : قال أبو نعيم : مات عمرو بن عبيد في سنة أربع وأربعين ومائة.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن أحمد المفيد ، أخبرنا محمّد ابن معاذ الهرويّ ، حدّثنا أبو داود سليمان بن معبد السنجي قال : قال الهيثم بن عدي : وعمرو بن عبيد ـ مولى بني تميم بن نصر ـ توفي في سنة أربع وأربعين ومائة.

حدّثنا عبد العزيز بن عليّ الأزجي ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص ، حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السّكّري قال : دفع إلى أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد ابن المغيرة الصّيرفيّ كتابا وأخبرني عن أبيه أنه بخط أبي عبيد ـ القاسم بن سلام ـ وتأليفه وأنه سمعه من أبيه فنسخته وقرأته عليه.

١٨٢

قال : حدثني أبي قال حدثني أبو عبيد قال : سنة أربع وأربعين ومائة فيها مات عمرو بن عبيد.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا أبو الحسن الدار قطني ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد ، حدّثنا محمّد بن عمر الواقدي قال : سنة أربع وأربعين ومائة فيها مات عمرو بن عبيد.

أخبرنا أبو خازم محمّد بن الحسين بن محمّد الفراء ، أخبرنا الحسين بن عليّ بن أبي أسامة الحلبي ، حدّثنا أبو عمران موسى بن القاسم بن الأشيب ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : عمرو بن عبيد بن باب ـ مولى لبني تميم ـ يكنى أبا عثمان توفي سنة أربع وأربعين ومائة ، ودفن بمران ـ على ليال من مكة على طريق البصرة.

قلت : وقيل إن عمرا وواصل بن عطاء ولدا جميعا في سنة ثمانين. فذكر أبو محمّد ابن قتيبة في كتاب المعارف أن أبا جعفر المنصور رثى عمرو بن عبيد فقال :

صلى الإله عليك من متوسد

قبرا مررت به على مران

قبر تضمن مؤمنا متحنفا

صدق الإله ودان بالقرآن

فلو ان هذا الدهر أبقى صالحا

أبقى لنا حقا أبا عثمان

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبيّ وأبو عليّ بن الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : قال أبي: مات عمرو بن عبيد سنة ثمان وأربعين.

أخبرني عبد الله بن أبي الحسين بن بشران الشاهد ، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ اليقطيني ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي شيخ ـ بكفرتوثا ـ حدّثنا جعفر بن محمّد بن فضيل الراسبي ، حدّثنا إسماعيل بن مسلمة ـ وهو أخو القعنبي ـ قال : رأيت الحسن بن أبي جعفر بعبادان في المنام ، فقال لي : أيّوب ويونس بن عبيد في الجنة ، قلت : فعمرو بن عبيد؟ قال : في النار ، ثم رأيته الليلة الثانية فقال لي : أيّوب ويونس في الجنة ، قلت : فعمرو بن عبيد؟ قال : في النار ، ثم رأيته الليلة الثالثة فقال لي : أيّوب ويونس في الجنة ، قلت : فعمرو بن عبيد؟ قال : في النار ، كم أقول لك؟.

١٨٣

٦٦٥٣ ـ عمرو بن ميمون بن مهران ، أبو عبد الله الجزري :

سمع أباه ، وسليمان بن يسار ، وعمر بن عبد العزيز بن مروان. روى عنه سفيان الثوري ، وزهير بن معاوية ، وشريك بن عبد الله ، وعبد الله بن المبارك ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، وبشر بن المفضل ، ويزيد بن هارون ، ومحمّد بن بشر العبديّ ، وغيرهم. وكان ثقة. ذكر يحيى بن معين أنه نزل بغداد.

أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب ـ بأصبهان ـ أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيان ، حدّثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازيّ ، حدّثنا خليفة بن خياط.

وأخبرنا أبو خازم بن الفراء ، أخبرنا الحسين بن عليّ بن أبي أسامة الحلبي ، حدّثنا أبو عمران موسى بن القاسم بن الأشيب ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا محمّد ابن سعد قالا : قال الهيثم بن عدي أخبرنا عمرو بن ميمون بن مهران قال : قلت لأبي : ممن أنت؟ قال : كان أبي مكاتبا لبني نصر بن معاوية فعتق ، وكنت مملوكا لامرأة من الأزد من ثمالة ، يقال لها أم نمر ، فأعتقتني. هذا آخر حديث خليفة ، وزاد ابن سعد : فلم أزل بالكوفة إلى أن كان هيج الجماجم. فتحولت إلى الجزيرة.

أخبرنا الأزهري والحسن بن محمّد بن عمر النرسي قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن جامع الدهان ، حدّثنا أبو عليّ محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحراني ، حدّثنا عبد الملك الميموني قال : حدثت أبا عبد الله بن حنبل ، قلت : حدثني أبي قال : لما رأيت قدر عمي عند أبي جعفر ، قلت : يا عم ، لو سألت أمير المؤمنين أبا جعفر أن يقطعك قطيعة؟ قال فسكت عني ، قال فلما ألححت عليه قال : يا بني إنك لتسألني أن أسأله شيئا قد ابتدأني به هو غير مرة ، ولقد قال لي يوما : يا أبا عبد

__________________

٦٦٥٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٤٥٧ (٢٢ / ٢٥٤). وطبقات ابن سعد : ٧ / ٤٨٢ ، وتاريخ الدوري : ٢ / ٤٥٥ ، وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٤٩١ ، وابن محرز ، الترجمة ٤٧٥ ، وطبقات خليفة : ٣٢٠ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٦ / الترجمة ٢٦٦٠ ، وتاريخه الصغير : ١ / ١٦٤ ، و ٢٤٣ ، والكنى لمسلم الورقة ٥٩ ، وتاريخ أبى زرعة الدمشقي : ٦٢٣ ، ٦٢٤ ، ٦٤٨ ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ١٤٢٣ ، وثقات ابن حبان : ٧ / ٢٢٤ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٣٠ ، والجمع لابن القيسراني : ١ / ٣٦٩ ، والكامل في التاريخ : ٥ / ٥٧٢ ، وسير أعلام النبلاء : ٦ / ٣٤٦ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٤٣٠١ ، والعبر : ١ / ٢٠٤ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١١ ، وتاريخ الإسلام : ٦ / ١١٠ ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٧٨ ، وتهذيب التهذيب : ٨ / ١٠٨ ـ ١٠٩ ، والتقريب : ٢ / ٨٠ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٣٩٣ ، وشذرات الذهب : ١ / ٢١٦. والمنتظم ٨ / ٩٣.

١٨٤

الله إني أريد أن أقطعك قطيعة وأجعلها لك طيبة ، وإن أحبابي من أهلي وولدي يسألوني ذلك ، فآبى عليهم فما يمنعك أن تقبلها؟ قال قلت : يا أمير المؤمنين إني رأيت هم الرجل على قدر انتشار صيته ، وإني يكفيني من همي ما أحاطت به داري ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني فعل ، قال : قد فعلت. فقال ابن حنبل : أعده عليّ ، قال : فأعدته عليه حتى حفظه.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي ، حدّثنا عليّ بن الحسين بن حبان قال : وجدت في كتاب أبي عن أبي زكريا يحيى بن معين قال : عمرو بن ميمون بن مهران كان بالرقة ، وكان هاهنا ببغداد.

أخبرني العتيقي ، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرمي ، أخبرني محمّد بن يعقوب الأصم أن العبّاس بن محمّد بن حاتم حدثهم قال : سمعت يحيى يقول : عمرو بن ميمون كان جزريا نزل بغداد.

أخبرنا الأزهري والنرسي قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن جامع ، حدّثنا أبو عليّ محمّد بن سعيد الحراني ، حدّثنا الميموني قال : سمعت أبي يصف عمرو بن ميمون بالقرآن والنحو ، وقال : عندنا مصحف من كتابه. وسمعت أبي يقول : ما برى إلا قلمين ، فما غيرهما حتى فرغ منه ، أو هذا المعنى إن شاء الله تعالى. قال : وسمعت أبي يقول : وجه ـ يعني ميمونا ـ عمرا ابنه إلى عمر بن عبد العزيز يستعفيه من ولاية الجزيرة فلم يعفه. وولى عمروا البريد ، وهو ابن نيف وعشرين سنة.

أخبرنا الأزهري والنرسي قالا : أخبرنا ابن جامع ، حدّثنا أبو عليّ الحراني قال : سمعت الميموني يقول : سمعت أبي يقول : سمعت عمي يقول : لو علمت أنه بقي على حرف من السنة باليمن لأتيتها. وقال أبو عليّ : حدّثنا الميموني ، حدثني أبي قال : كان عمي عمرو يعطش ، فما يستسقى من أحد ماء حتى يشربه من بيته. ويقول : كل معروف صدقة ، وما أحب أن يتصدق عليّ. وقال : حدّثنا الميموني ، حدّثنا أبي قال : ما سمعت عمرا اغتاب أحدا قط ـ أو قال عابه ـ ولقد ذكر عنده يوما رجل فلم ير فيه شيئا يذكره به ـ يعني من الخير ـ فقال : إنه لحسن الأكل.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألت يحيى بن معين عن عمرو بن ميمون الجزري فقال : ثقة.

١٨٥

أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الغازي ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : عمرو بن ميمون بن مهران شيخ صدوق.

أخبرنا أبو خازم بن الفراء ، أخبرنا الحسين بن عليّ الحلبي ، حدّثنا أبو عمران موسى بن القاسم بن الأشيب ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : عمرو بن ميمون بن مهران كان ينزل الرقة. قال الواقدي مات سنة خمس وأربعين ومائة.

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ ، حدّثنا خليفة بن خياط قال : عمرو بن ميمون بن مهران نزل الرقة ، مات سنة خمس وأربعين ومائة.

أخبرنا أحمد بن عليّ البادا وأبو بكر البرقاني ، وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، وأبو القاسم التنوخي قالوا : أخبرنا محمّد بن عبد الله الأبهري ، أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمّد الحراني قال : عمرو بن ميمون بن مهران ، قال لي هلال بن العلاء : مات بالرقة ، وكان يؤدب بحصن مسلمة قال : وذكر لي شيوخ الحصن أنه روى القرآن عن أبيه عن أبي عبد الرّحمن السلمي وعن يحيى بن وثاب ، وكنيته أبو عبد الله ، وفي رواية غيره أنه مات سنة خمس وأربعين ومائة.

قلت : وذكر ابن أخيه عبد الحميد أن وفاته كانت بالكوفة.

كذلك أخبرنا الأزهري والنرسي قالا : حدّثنا ابن جامع ، حدّثنا أبو عليّ محمّد بن سعيد ، حدّثنا الميموني ، حدّثنا أبي قال : سمعت عمي عمرا يقول ـ وكان بالكوفة ـ بلغني أنه يحشر من ظهرها سبعون ألفا يدخلون الجنة بلا حساب ، فأحب أني أموت بها فمات ودفناه بها.

وقال أبو عليّ : سمعت عبد الملك بن عبد الحميد الميموني يقول : مات عمرو بن ميمون ـ أظنه ـ سنة ثمان وأربعين ومائة ، وكنيته أبو عبد الله.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم قال : حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : قال لي موسى بن عمر بن عمرو بن ميمون بن مهران : مات عمرو أبو عبد الله سنة أربعين ومائة.

١٨٦

٦٦٥٤ ـ عمرو بن جميع ، أبو عثمان :

قاضي حلوان. حدث عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ وسليمان الأعمش ، وليث بن أبي سليم ، وجويبر بن سعيد. روى عنه أبو إبراهيم الترجماني ، وسريج بن يونس ، وأبو عمرو الدّوريّ ، وغيرهم. وكان يروي المناكير عن المشاهير ، والموضوعات عن الأثبات.

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المقرئ ، حدّثنا الحسن بن سعيد الأدمي ـ بالموصل ـ حدّثنا محمّد بن محمود الصيدلاني ، حدّثنا أبو إبراهيم الترجماني ، حدّثنا عمرو بن جميع عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز له العرش» (١).

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا العبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : شيخ يقال له عمرو بن جميع كان بغداديا وقع إلى حلوان ليس بثقة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عمرو بن جميع صاحب الأعمش وصاحب ليث بن أبي سليم كان يحدث في المسجد وكان كذّابا خبيثا يقال له الحلواني وكان قاضي حلوان.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : باب من يرغب عن الرواية عنهم ، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم منهم الحسن بن عمارة ، وعمرو بن جميع ، كان قاضي حلوان.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : عمرو بن جميع متروك الحديث ، كان وقع إلى حلوان.

وأخبرنا البرقاني ، حدثني محمّد بن أحمد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي ، حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي قال : عمرو بن جميع كان قاضي حلوان ، وكان ببغداد جارا لخلف بن سالم. قال يحيى بن معين : كان كذّابا ليس بثقة ولا مأمون.

__________________

٦٦٥٤ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٦٣٤٥.

) انظر الحديث في : الفوائد المجموعة ١٣٩. وكشف الخفا ١ / ٣٦١ ، ٢ / ٤٨٢. وتنزيه الشريعة ٢ / ٢٠٢. واللآلئ المصنوعة ٢ / ٩٨. والأحاديث الضعيفة ٧٣١.

١٨٧

قلت : روى عباس الدّوريّ عن يحيى بن معين أن جار خلف بن سالم يقال له عمرو ابن مجمع ـ أو ابن جميع ـ وأنه لم يكن به بأس ، وهو غير عمرو بن جميع قاضي حلوان.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا أبو الحسن الدار قطني قال : عمرو بن جميع متروك الحديث.

٦٦٥٥ ـ عمرو بن محمّد بن عمرو بن معاذ ، أبو محمّد الأنصاريّ :

حدث عن هند بنت سعيد بن أبي سعيد الخدري. روى عنه سعيد بن محمّد الجرمي وقال : لقيته ببغداد. وحدث عنه أيضا يحيى بن معين.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن المظفّر بن عبد الرّحمن المصري ـ ببدر بعد حجنا ونحن عائدون إلى المدينة ـ قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس بمصر ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عثمان بن شبيب الرّازي ، حدّثنا أبو زرعة الرّازي ، حدّثنا سعيد بن محمّد الجرمي قال : حدّثنا عمرو بن محمّد بن عمرو بن معاذ الأنصاريّ ـ أبو محمّد ، لقيته ببغداد في ربض الأنصار ـ قال : حدثتنا هند ابنة سعيد بن أبي سعيد الخدري عن عمتها قالت : جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عائدا لأبي سعيد الخدري ، فقدمنا إليه ذراع شاة فأكل منها ، وحضرت الصّلاة فدعا بماء فتمضمض وقام فصلى.

كتب إلىّ عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقيّ يذكر أن خيثمة بن سليمان القرشيّ حدثهم قال : حدّثنا أحمد بن زهير بن حرب ، حدّثنا عمرو بن معاذ الأنصاريّ الشّاعر ـ ولم يكن يحدث غير هذا الحديث ـ.

وأخبرني الصيمري ـ قراءة ـ حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، أخبرنا أحمد بن زهير ، حدّثنا عمرو بن محمّد بن عمرو بن معاذ الأنصاريّ قال : سمعت هند بنت سعيد بن أبي سعيد الخدري عن عمتها قالت : جاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عائدا لأبي سعيد الخدري فقدمنا إليه ذراع شاة ، فأكل منها وحضرت الصّلاة ، ثم قام وصلّى ولم يتوضأ.

٦٦٥٦ ـ عمرو بن الأزهر ، أبو سعيد العتكي :

بصري الأصل سكن واسطا ثم انتقل إلى بغداد في آخر عمره فأوطنها. وحدث بها عن يونس بن عبيد ، وبهز بن حكيم وهشام بن حسّان. روى عنه أحمد بن البراء والد أبي الحسن ، والحسين بن سيار الحراني.

__________________

٦٦٥٦ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٦٣٢٨.

١٨٨

أخبرنا ابن الفضل ، حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : عمرو بن الأزهر يقال العتكي نزل بغداد يرمى بالكذب ، رماه أبو سعيد الحدّاد بالكذب.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ومحمّد بن الحسين بن الفضل قالا : أخبرنا دعلج ابن أحمد ، حدّثنا ـ وفي حديث ابن الفضل أخبرنا ـ أحمد بن عليّ الأبار ، حدّثنا مجاهد بن موسى قال : قال أبو سعيد الحدّاد : كان عمرو بن الأزهر يكذب مجاوبة ، قلت كيف يكذب مجاوبة؟ قال قالوا له تعرف في الحائك يأخذ الخيوط شيئا؟ فقال حدّثنا هشام عن الحسن. قال : الخيوط بالدقيق. وقيل له في الحجام يرى الرجل محاجمه؟ فقال : حدّثنا هشام عن الحسن. قال لا أكثر الله في المسلمين مثله.

وقال الأبار حدّثنا عليّ بن شوكر قال سمعت أحمد ابن حنبل يقول : كان عمرو ابن الأزهر يضع الحديث.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثني أبي حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا العبّاس ابن محمّد قال سمعت يحيى بن معين يقول : عمرو بن الأزهر كان بواسط وهو بصري ضعيف.

حدّثنا عبد العزيز أحمد الكتاني ، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم ابن يعقوب الجوزجاني قال : عمرو بن الأزهر غير ثقة.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي. قال : عمرو بن الأزهر متروك الحديث.

٦٦٥٧ ـ عمرو بن مجمع بن سليمان ، أبو المنذر السكوني الكندي :

من أهل الكوفة سكن بغداد وحدث بها عن هشام بن عروة ، وإسماعيل بن أبي خالد ، ويونس بن خباب ، وإبراهيم الهجري. روى عنه زكريا بن عدي ، وأحمد بن حنبل ، ومحمّد بن هشام المروزيّ ، وأبو سعيد الأشج ، وحميد بن الربيع ، وغيرهم.

أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ ـ بالبصرة ـ أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد الأثرم ـ في سنة ثلاثين وثلاثمائة ـ حدّثنا حميد بن

__________________

٦٦٥٧ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٦٤٤٠.

١٨٩

الربيع ، حدّثنا عمرو بن مجمع ـ أبو المنذر سنة ثمانين ومائة ـ حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن البراء بن عازب قال : أومأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيده قبل اليمن. وقال: «ألا إن الإيمان يمان ، والحكمة يمانية ، والقسوة وغلظ القلوب [هاهنا] (١)» ثم أومأ بيده قبل المشرق وقال : «القسوة وغلظ القلوب من الفدادين ، في ربيعة ومضر ، عند أصول أذناب الإبل ، حيث يطلع قرن الشيطان» (٢).

قال أبو الحسن حميد بن الربيع وهو خطأ ، إنما هو عن أبي مسعود.

أخبرنا محمّد بن عليّ بن الفتح قال : قال لنا الدار قطني : تفرد به عمرو بن مجمع عن إسماعيل عن قيس عن البراء.

قلت : ورواه الحفاظ عن إسماعيل عن قيس عن أبي مسعود وعقبة بن عمرو عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم منهم شعبة ، وابن عيينة ، وعبد الله بن إدريس وأبو أسامة ، وعبد الله بن نمير ، ويحيى بن سعيد القطّان ، ومعتمر بن سليمان ، وقولهم هو الصواب.

أخبرنا الحسن بن عليّ التّميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدّثنا عمرو بن مجمع ـ أبو المنذر الكندي ـ أخبرنا إبراهيم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يبلى كل عظم من ابن آدم إلا عجب الذنب وفيه يركب الخلق يوم القيامة» (٣).

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي ، حدّثنا ابن حبان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ قال أبو زكريا ـ يعني يحيى ابن معين ـ أبو المنذر شيخ كان ينزل دار الدقيق يحدث عن يونس بن خباب ، ليس حديثه بشيء.

٦٦٥٨ ـ عمرو بن عثمان بن قنبر ، أبو بشر المعروف بسيبويه النّحويّ :

من أهل البصرة ، كان يطلب الآثار والفقه ، ثم صحب الخليل بن أحمد ، فبرع في النحو ، وورد بغداد وجرت بينه وبين الكسائي وأصحابه مناظرة. قد شرحناها فيما تقدم من كتابنا هذا (١).

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٥٤١. وصحيح البخاري ٤ / ٢١٧ ، ٥ / ٢١٩. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان ٨٩ ، ٩٠. وفتح الباري ٨ / ٩٩.

(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٦ / ١٥٨. ومسند أحمد ٢ / ٤٩٩.

٦٦٥٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ٥٣ ـ ٥٦.

(١) راجع الترجمة رقم ٦٥٤٤ (على بن المبارك)

١٩٠

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد بن عليّ البزّاز ، أخبرنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني الصولي وعبد الله بن جعفر قالا : حدّثنا محمّد بن يزيد النّحويّ قال : أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر مولى لبني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة (٢) بن خالد بن مالك بن أدد قال المرزباني وحدثني محمّد بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن يزيد المبرد قال : سيبويه يكنى أبا بشر وأبا الحسن ، وهو من موالي بني الحارث بن كعب. قال المرزباني : ويقال : هو مولى آل الربيع بن زياد الحارثي. وتفسير سيبويه ، بالفارسية رائحة التفاح.

أخبرنا العتيقي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب قال : وسمعته ـ يعني إبراهيم الحربي ـ يقول : سمى سيبويه سيبويه ، لأن وجنتيه كانتا كأنهما تفاحة.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ قال : قال محمّد بن جعفر بن هارون التّميميّ : كان سيبويه في أول أيامه يعجبه الفقهاء وأهل الحديث ، وكان يستملى على حمّاد بن سلمة ، فلحن في حرف فعابه حمّاد ، فأنف من ذلك ولزم الخليل ـ وكان من أهل فارس من البيضا ومنشؤه بالبصرة واسمه عمرو بن عثمان بن قنبر وكنيته أبو بشر ، وسيبويه لقب وتفسيره ريح التفاح ، لأن سيب التفاحة ، وويه الريح ، وكانت والدته ترقصه وهو صغير بذلك.

أخبرني التنوخي ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي ، حدّثنا أبو سعد داود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول ، حدّثنا حمّاد ابن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد عن نصر بن عليّ قال : برّز من أصحاب الخليل أربعة، عمرو بن عثمان أبو بشر المعروف بسيبويه ، والنضر بن شميل ، وعلي ابن نصر ، ومؤرج السدوسي.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد بن عليّ ، أخبرنا المرزباني ، أخبرنا أبو بكر الجرجاني ، حدّثنا محمّد بن يزيد قال : كان سيبويه وحماد بن سلمة أكثر في النحو من النضر بن شميل والأخفش ، وكان النضر أعلم الأربعة باللغة والحديث.

قرأت بخط القاضي أبي بكر بن الجعابي ـ وأخبرناه الصيمري ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن عليّ الصّيرفيّ ، حدّثنا ابن الجعابي ، حدّثنا الفضل ـ هو ابن الحباب ـ عن ابن

__________________

(٢) هكذا في الأصلين.

١٩١

سلام قال : كان سيبويه النّحويّ مولى بني الحارث بن كعب غاية الخلق في النحو ، وكتابه هو الإمام فيه. وكان الأخفش أخذ عنه وكان أفهم الناس في النحو.

أنبأني القاضي أبو عبد الله محمّد بن سلامة بن جعفر القضاعي المصري ، أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن خرزاذ النجيرمي ، أخبرنا أبو الحسين عليّ بن أحمد المهلبي ، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن الروذباري ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الملك التاريخي قال : حدثني المروزيّ ـ يعني محمّد بن يحيى ابن سليمان ـ عن الجاحظ قال : أردت الخروج إلى محمّد بن عبد الملك ففكرت في شيء أهديه له ، فلم أجد شيئا أشرف من كتاب سيبويه. فقلت له : أردت أن أهدي لك شيئا ففكرت فإذا كل شيء عندك ، فلم أر أشرف من هذا الكتاب ، وهذا كتاب اشتريته من ميراث الفراء. فقال : والله ما أهديت إلى شيئا أحب إلىّ منه. قال التاريخي : وحدثني ابن الأعلم حدّثنا محمّد بن سلام قال : كان سيبويه النّحويّ جالسا في حلقة بالبصرة فتذاكرنا شيئا من حديث قتادة ، فذكر حديثا غريبا ، وقال : لم يرو هذا إلا سعيد بن أبي العروبة. فقال له بعض ولد جعفر : ما هاتان الزيادتان يا أبا بشر؟ قال : هكذا يقال لأن العروبة يوم الجمعة. فمن قال عروبة فقد أخطأ.

قال ابن سلام : فذكرت ذلك ليونس : فقال أصاب ، لله دره.

وقال التاريخي : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال : سمعت ابن عائشة يقول : كنا نجلس مع سيبويه النّحويّ في المسجد وكان شابا جميلا نظيفا قد تعلق من كل علم بسبب ، وضرب في كل أدب بسهم مع حداثة سنه وبراعته في النحو ، فبينا نحن عنده ذات يوم إذ هبت ريح أطارت الورق. فقال لبعض أهل الحلقة : انظر أي ريح هي ، وكان على منارة المسجد تمثال فرس ، فنظر ثم عاد فقال : ما ثبت الفرس على شيء. فقال سيبويه : العرب تقول في مثل هذا قد تذاءبت الريح وتذأبت أي فعلت فعل الذئب ، وذلك أن يجيء من هاهنا وهاهنا ليختل ، فيتوهم الناظر أنه عدة ذئاب.

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطبري ، وأحمد بن عمر بن روح قالا : حدّثنا المعافى ابن زكريا ، حدّثنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرني أبو الحسن بن كيسان قال : سهرت ليلة أدرس قال ثم نمت فرأيت جماعة من الجن يتذاكرون بالفقه ، والحديث ، والحساب ، والنحو ، والشعر ، قال : قلت : أفيكم علماء؟ قالوا : نعم! قال : فقلت ـ من همى بالنحو ـ إلى من تميلون من النحويين؟ قالوا : إلى سيبويه. قال أبو عمر : فحدثت

١٩٢

بها أبا موسى ـ وكان يغيظه لحسد كان بينهما ـ فقال لي أبو موسى : إنما مالوا إليه لأن سيبويه من الجن.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن الحسن ، حدّثنا ثعلب عن سلمة قال : لما دخل سيبويه من البصرة إلى مدينة السلام ، أتى حلقة الكسائي وفيها غلمانه الفراء ، وهشام ، ونحوهما ، فقال الفراء للكسائي : لا تكلمه ودعنا وإياه ، فإن العامة لا تعرف ما يجري بينكما وتغليبها بالظاهر ، فدعنا وإياه ، فلما جلس سيبويه سأل عن مسائل والفراء يجيب ثم قال له الفراء : ما تقول في قول الشّاعر :

تمت بقربي الزينبين كلاهما

إليك وقربي خالد وسعيد

فلحق سيبويه حيرة السؤال ، وقال : أريد أمضي لحاجة وأدخل ، فلما خرج قال الفراء لأهل الحلقة قد جاء وقت الانصراف فقوموا بنا فقاموا ، فخرج سيبويه فذكر علة البيت ، فرجع فوجدهم قد انصرفوا.

أخبرنا هلال بن المحسن الكاتب ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن الجرّاح الخزاز.

وأخبرنا محمّد بن عليّ الورّاق قال : حدّثنا المعافى بن زكريا قالا : حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباريّ ، أخبرنا أبو بكر مؤدب ولد الكيس بن المتوكل ، حدّثنا أبو بكر العبديّ النّحويّ قال : لما قدم سيبويه إلى بغداد فناظر الكسائي وأصحابه ، فلم يظهر عليهم ، سأل من يبذل من الملوك ويرغب في النحو؟ فقيل له : طلحة بن طاهر ، فشخص إليه إلى خراسان ، فلما انتهى إلى ساوة مرض مرضه الذي مات فيه ، فتمثل عند الموت :

يؤمل دنيا لتبقى له

فوافى المنية دون الأمل

حثيثا يروي أصول الفسي

ل فعاش الفسيل ومات الرجل

أخبرنا عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم الواسطيّ ، أخبرنا أبو محمّد الحسن بن عليّ بن المتوكل ، أخبرنا أبو الحسن المدائنيّ قال : قال أبو عمرو بن يزيد : احتضر سيبويه النّحويّ ، فوضع رأسه في حجر أخيه فأغمي عليه ، قال : فدمعت عين أخيه فأفاق فرآه يبكي فقال :

وكنا جميعا ، فرق الدهر بيننا

إلى الأمد الأقصى ، فمن يأمن الدهرا؟

١٩٣

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار. وأخبرنا محمّد بن عبد الواحد بن عليّ ، أخبرنا المرزباني قالا : حدّثنا عبد الباقي بن قانع قال : مات سيبويه النّحويّ بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة.

قال المرزباني : وهذا غلط قبيح ، لأن سيبويه بقي بعد هذا مدة طويلة. وقال المرزباني: حدّثنا ابن دريد قال : مات سيبويه بشيراز وقبره بها.

قلت : وذكر بعض أهل العلم أنه مات في سنة ثمانين ومائة ، وقرئ على ظهر كتاب لأحمد بن سعيد الدّمشقيّ ، مات سيبويه سنة أربع وتسعين ومائة.

قلت : ويقال إن سنه كانت اثنتين وثلاثين سنة.

٦٦٥٩ ـ عمرو بن الهيثم بن قطن بن كعب ، أبو قطن القطعي البصريّ :

قدم بغداد وحدث بها عن شعبة ، وهشام الدستوائي ، ويونس بن أبي إسحاق ، والمسعودي. روى عنه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وأبو ثور الكلبي ، وعمرو النّاقد ، وإبراهيم بن دينار ، وحسين الكرابيسي وغيرهم.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيّوب العبادانيّ ، حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصباح الزعفراني ، حدّثنا أبو قطن ، حدّثنا هشام عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان عن ثوبان أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إني لبعقر حوضي أذود عنه الناس لأهل اليمن بعصاي حتى يرفضوا عنه» قال قيل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما سعته؟ قال : «من مقامي إلى عمان ، يصب (١) فيه ميزابان يمدانه من الجنة ، أحدهما من فضة ، والآخر من ذهب» (٢).

__________________

٦٦٥٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٤٦٦ (٢٢ / ٢٨٠). وطبقات ابن سعد : ٧ / ٣٣٧ ، وتاريخ الدوري : ٤٥٥ ، وابن محرز ، الترجمة ٢٥٨ ، وعلل أحمد : ١ / ٨٧ ، ١٠٧ ، ١٣٩ ، ١٥٨ ، ٣٧٥ ، ١١٠ ، ٢١٧ ، ٢٤٩ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٦ / الترجمة ٢٧٠٣ ، والمعرفة ليعقوب : ١ / ٤٤١ ، ٧٢٨ ، و ٢ / ٢٣٨ ، ٢٨٤ ، و ٣ / ٢١٣ ، وتاريخ أبى زرعة الدمشقي : ٢٩٢ ، ٦١٢ ، ٦٦٥ ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ١٤٨٠ ، وثقات ابن حبان : ٨ / ٤٨٤ ، وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٨٥٧ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٣١ ، والجمع لابن القيسراني : ١ / ٣٧٤ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٤٣٠٩ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١١٢ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٣٩٨ (أيا صوفيا ٣٠٠٦) ، وغاية النهاية : ٦٠٣ ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٧٩ ، وتهذيب التهذيب : ٨ / ١١٤ ـ ١١٥ ، والتقريب : ٢ / ٨٠ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٤٠٢. والمنتظم ١٠ / ٧٠.

(١) في النسختين : «يفت»

) انظر الحديث في : صحيح مسلم ١٧٩٩. ومسند أحمد ٥ / ٢٨١.

١٩٤

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن شعبة المروزيّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن محبوب قال : قال أبو عيسى الترمذي : أبو قطن عمرو بن الهيثم بصري نزل بغداد.

أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، أخبرنا الربيع بن سليمان قال : قال الشّافعيّ : عمرو بن الهيثم ثقة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الصواف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : قال أبي : قال أبو قطن ـ وكان ثبتا ـ ما أعرت كتابي أحدا قط.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد قيل له : أبو قطن؟ قال : ما كان به بأس.

أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبريّ ، حدثني محمّد بن أيّوب بن المعافى قال : سمعت إبراهيم الحربي يقول : حدّثنا أحمد يوما عن أبي قطن فقال له رجل : إن هذا بعد ما رجع من عندكم إلى البصرة تكلم بالقدر وناظر عليه ، فقال أحمد : نحن نحدث عن القدرية ، لو فتشت أهل البصرة وجدت ثلثهم قدرية.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن الحسن السّمسار ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن عبد الله المديني قال : سمعت أبي يقول : أخبرني ابن برداد أن أبا قطن قدري.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول.

وأخبرنا الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى يقول : أبو قطن ثقة.

حدّثنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحامليّ قال : وجدت في كتاب جدي ـ بخط يده ـ حدّثنا محمّد بن محمّد بن أبي عون ، حدّثنا أبو قطن عن شعبة

١٩٥

عن قتادة عن خلاس عن أبي رافع عن أبي هريرة قال : أظنه رفعه قال : «لو يعلمون ما في الصف الأول كانت قرعة» (٣).

أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سألت أبا عليّ صالح بن محمّد عن حديث أبي قطن عن شعبة عن قتادة عن خلاس عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم «لو يعلمون ما في الصف المقدم لكانت قرعة» فقال أبو عليّ : هذا حديث خطأ ، حدّثنا به أبو ثور ويحيى بن معين عن أبي قطن ، ولم يرفعه أحد إلا أبو قطن. فقلت : ما الصحيح؟ فقال عن أبي هريرة نفسه. فسألت أبا عليّ عن أبي قطن ثقة؟ فقال : ثقة.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد ، أخبرنا الواقدي قال : مات أبو قطن عمرو بن الهيثم المحدث بالبصرة لأربع ليال ـ يعني من شعبان سنة ثمان وتسعين ومائة ـ وهو ابن سبع وسبعين سنة.

٦٦٦٠ ـ عمرو بن عبد الغفّار بن عمرو ، الفقيمي الكوفيّ :

قدم بغداد وحدث بها عن الحسن بن عمرو الفقيمي ـ وهو عمه ـ وعن هشام بن عروة ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وسليمان الأعمش ، وجعفر الأحمر ، وهاشم بن الربيد ، ونصير بن أبي الأشعث. روى عنه قتيبة بن سعيد ، وأبو مسعود أحمد بن الفرات ، وإبراهيم بن مالك البزّاز ، ومحمّد بن عليّ بن خلف العطّار ، والحسن بن مكرم ، ويحيى بن أبي طالب ، وغيرهم.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا الحسن بن مكرم ، حدّثنا عمرو بن عبد الغفّار عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : لان أعض على جمر الغضا أحب إلىّ من أن أقرأ خلف الإمام.

أخبرنا القاضي أبو حامد أحمد بن محمّد بن أبي عمرو الاستوائي ، أخبرنا أبو

__________________

) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٨٤. وصحيح مسلم ، كتاب الصلاة باب ٢٨. وفتح الباري / ٢٠٨.

٦٦٦٠ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٦٤٠٣.

١٩٦

أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ ـ بنيسابور ـ أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن عفير بن محمّد بن سهل بن أبي حثمة الأنصاريّ ـ ببغداد ـ حدّثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات ، حدّثنا عمرو بن عبد الغفّار ـ ببغداد ـ حدّثنا الحسن بن عمرو عن منذر الثوري عن ابن الحنفيّة عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله»

قيل له : طعنت على أبيك؟ قال : إني لم أفعل إن الناس انطلقوا إلى أبي فبايعوه طائعين غير مكرهين ، فنكث ناكث فقاتله ، بغى باغ فقاتله ، ومرق مارق فقاتله. قال أبو أحمد : غريب من حديث الحسن بن عمرو عن منذر لا أعلم حدث به غير ابن أخيه عمرو بن عبد الغفّار.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : الفقيمي كوفي نزل بغداد متروك وقد رأيته.

أخبرنا عليّ بن محمّد السّمسار ، أخبرنا عبد الله بن عثمان ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : سمعت أبي يقول : عمرو بن عبد الغفّار كان رافضيّا ، رميت بحديثه ، وقد كتبت عنه شيئا.

وقال في موضع آخر : كان رافضيا فتركته للرفض. وكان ابن داود يثني عليه.

حدّثنا أبو الفرج الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن موسى بن حمّاد عن أبي السري عن هشام بن الكلبي قال : وفي سنة اثنتين ومائتين مات عمرو بن عبد الغفّار الفقيمي.

٦٦٦١ ـ عمرو بن عاصم بن عبيد الله بن الوازع ، أبو عثمان الكلابي البصريّ:

قدم بغداد وحدث بها عن حمّاد بن سلمة ، وهمام بن يحيى ، وعمران بن داود القطّان. روى عنه أحمد بن حنبل ، وعليّ بن المديني ، وبندار بن بشّار ، وأحمد بن منصور الرمادي ، ومحمّد بن أحمد بن الجنيد ، ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ في صحيحه وغيرهم.

__________________

٦٦٦١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٣٩٠ (٢٢ / ٨٧). وطبقات ابن سعد : ٧ / ٣٠٥ ، وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٦٤٣ ، وعلل أحمد : ١ / ٢١٨ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٦ / الترجمة ٢٦٢٠ ، وتاريخه ـ

١٩٧

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا محمّد بن عمر الجعابي قال : قال أحمد بن حنبل : سمعت من عمرو بن عاصم ببغداد حديث جندب عن حذيفة «لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه» (١) ذكره عبد الله بن أحمد عن أبيه.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ـ يعني ليحيى ابن معين ـ فعمرو بن عاصم الكلابي؟ فقال : أراه كان صدوقا.

أخبرني الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سئل يحيى بن معين عن عمرو بن عاصم فقال : ثقة.

أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : عمرو بن عاصم الكلابي يكنى أبا عثمان وكان ثقة.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود عن عمرو بن عاصم الكلابي فقال : لا أنشط لحديثه. قال : وسألت أبا داود عن عمرو بن عاصم والحوضي في همّام؟ فقدم الحوضي وقال : قال بندار : لو لا فرقي من آل عمرو بن عاصم لتركت حديثه.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد.

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي.

__________________

ـ الصغير : ٢ / ٣٢٧ ، والكنى لمسلم ، الورقة ٧٢ ، وسؤالات الآجرى لأبى داود : ٣ / ٢٣٦ ، والمعرفة ليعقوب : ١ / ٣٤٥ ، ٤٩٠ ، ٥٠٣ ، و ٢ / ٣٣ ، ٤٣ ، ٧٠ ، ٧٧ ، ٨٢ ، ٩٠ ، والكنى للدولابي : ٢ / ٢٦ ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ١٣٨١ ، وثقات ابن حبان : ٨ / ٤٨١ ، وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٨٦٨ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٢٩ ، والجمع لابن القيسراني : ١ / ٣٦٧ ، والمعجم المشتمل الترجمة ٦٨٥ ، وسير أعلام النبلاء : ١٠ / ٢٥٦ ، وتذكرة الحفاظ : ١ / ٣٩٢ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٤٢٤٠ ، والعبر : ١ / ٣٦٤ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٤٦٧٠ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٠٢ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٦٣٩١ ، ومن تكلم فيه وهو موثق ، الورقة ٢٦ ، وشرح علل الترمذي لابن رجب : ٣٢٦ ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٧٣ ، وتهذيب التهذيب : ٨ / ٥٨ ـ ٥٩ ، والتقريب : ٢ / ٧٢ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٣٢٠ ، وشذرات الذهب : ٢ / ٢٩.

١٩٨

وأخبرنا الأزهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي ، حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى قالوا : سنة ثلاث عشرة ومائتين فيها مات عمرو بن عاصم ـ زاد ابن سعد ، الكلابي بالبصرة ـ في غرة جمادى الآخرة.

٦٦٦٢ ـ عمرو بن مسعدة بن سعيد بن صول بن صول ، أبو الفضل :

وهو ابن عم إبراهيم بن العبّاس بن محمّد بن صول بن صول ، وكان أحد كتاب المأمون ، أسند الحديث عن أمير المؤمنين المأمون.

أخبرنا عبيد الله بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي وعلي بن أبي عليّ البصريّ والحسن بن عليّ الجوهريّ قالوا : أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن الشخير ، حدّثنا أحمد ابن إسحاق الملحمي ، حدثني عمارة بن وثيمة ـ أبو رفاعة ـ حدّثنا عليّ بن محمّد بن شبيب عن عمرو بن مسعدة قال : سمعت المأمون أمير المؤمنين يقول : حدثني أبي عن أبيه عن عمه عبد الصّمد بن عليّ بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم» (١).

أخبرني الأزهري ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : ومات عمرو بن مسعدة في هذه السنة بأذنة ـ يعني سنة سبع عشرة ومائتين ـ قال : وكان لعمرو بن مسعدة منزلان بمدينة السلام ، أحدهما بحضرة طاق الحراني ، والحراني هو إبراهيم بن ذكوان. ومنزل آخر فوق الجسر ، وهو المعروف بساباط عمرو بن مسعدة.

٦٦٦٣ ـ عمرو بن محمّد بن الحسن ، الزمن المعروف بالأعسم :

بصري سكن بغداد وحدث بها عن حسام بن مصك ، وقيس بن الربيع ، وفضيل ابن مرزوق ، وسليمان بن أرقم ، وفليح بن سليمان ، وإسماعيل بن عياش. روى عنه بنان بن الحسين السّمسار ، وعلي بن الحسين بن أشكاب ، ورجاء بن الجارود.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٢٥٤. وسنن ابن ماجة ٤٠١٦. والمعجم الكبير ١٢ م ٤٠٩. ومجمع الزوائد ٧ / ١٧٤. وكشف الخفا ٢ / ٥٢٤.

٦٦٦٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٦ ـ ١٤.

) انظر الحديث في : المعجم الكبير ١٠ / ٣٤٤ ، ٣٤٥. ومجمع الزوائد ٨ / ١٠٦. ومصنف عبد الرازق ١٧٩٦٣. وكشف الخفا ٢ / ٨٢. والفوائد المجموعة ١٣٧. والأحاديث الصحيحة ١٤٤٦ ، ١٤٤٧.

٦٦٦٣ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٦٤٤١.

١٩٩

والعباس بن أبي طالب ، ومقاتل بن صالح المطرز ، وموسى بن نصر البزّاز ، وزكريا بن يحيى النّاقد.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا أبو يحيى النّاقد ، حدّثنا عمرو بن محمّد الزمن البصريّ. وحدثنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي ـ إملاء ـ حدّثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي.

وأخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، حدّثنا أبو عثمان سعيد بن عجب الأنباريّ ، حدّثنا بنان بن الحسين السّمسار ، حدّثنا عمرو بن محمّد الأعسم ، حدّثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن المراجيح وأمر بقطعها. هذا لفظ حديث بنان. وقال أبو يحيى : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر بقطع المراجيح.

أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ قال : قال لنا الدار قطني : عمرو بن محمّد الأعسم منكر الحديث.

وأخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو الحسن الدار قطني قال : عمرو بن محمّد الزمن يعرف بالأعسم بغدادي كان ضعيفا كثير الوهم.

٦٦٦٤ ـ عمرو بن زياد ، الباهلي :

مولى لهم بغدادي قدم الري. روى عن مالك بن أنس ، وأبي المليح الرّقيّ.

ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل. وقال سألت أبي عنه فقال : قدم الري فرأيته ووعظته ، فجعل يتغافل ، كأنه لا يسمع ، كان يضع الحديث. قدم قزوين فحدثهم بأحاديث منكرة ، أنكر عليه الطنافسي ، وقدم الأهواز فقال : أنا يحيى بن معين هربت من المحنة ، فجعل يحدثهم ويأخذ منهم فأعطوه مالا ، وخرج إلى خراسان وقال أنا من ولد عمر ، وخرج إلى قزوين ـ وكان على قزوين رجل باهلي ـ فقال أنا باهلي ، وكان كذّابا أفاكا كتبت عنه ثم رميت به.

٦٦٦٥ ـ عمرو بن الصباح بن صبيح ، أبو حفص الضرير المقرئ :

قرأ على أبي عمر حفص بن سليمان صاحب عاصم بن أبي النجود ، وكان يقرئ ببغداد في مسجد الصحابة بالقرب من قنطرة العتيقة. روى عنه الحسن بن المبارك الأنماطيّ وغيره.

__________________

٦٦٦٤ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٦٣٧٠.

٢٠٠