تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٩

١
٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

٦٣٥٠ ـ عليّ بن عبد الله بن إبراهيم ، البغداديّ :

حدث عن حجاج بن محمّد الأعور. روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ في كتابه الصحيح.

أخبرنا محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا محمّد النّيسابوريّ قال : قرأت بخط أبي عبد الله المستملي سمعت البخاريّ وحدث عن عليّ بن إبراهيم البغداديّ ، فسئل عنه فقال : متقن.

٦٣٥١ ـ عليّ بن عبد الله بن موسى ، أبو الحسن القراطيسي :

حدث عن يزيد بن هارون ، ويحيى بن إسحاق السيلحيني. روى عنه القاضي المحامليّ ، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق التنوخي.

أخبرني الخلال ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن صالح الذارع قال : حدّثنا يوسف بن يعقوب الأزرق التنوخي ، حدّثنا عليّ بن عبد الله القراطيسي ، حدّثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من لا يرحم لا يرحم» (١).

٦٣٥٢ ـ عليّ بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة بن شريح ، القاضي :

من أهل الكوفة سكن بغداد وحدث بها عن أبيه. روى عنه أحمد بن عليّ الأبار ،

__________________

٦٣٥٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٠٩٥ (٢٠ / ٥٢٠). والجمع لابن القيسراني : ١ / ٣٥٦ ، والمعجم المشتمل : الترجمة ٦٣٦ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٣٩٩٢ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٤٢٩٣ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٦٧ ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٥٤ ، وتهذيب التهذيب : ٧ / ٣٤٩ ، والتقريب : ٢ / ٣٩ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٠٠٧.

(١) ٦٣٥١ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ٩ ، ١٢. وصحيح مسلم ، كتاب الفضائل ٦٥. وفتح الباري ١٠ / ٤٢٦ ، ٤٣٨.

٦٣٥٢ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٥٨٧٥.

٣

ومحمّد بن خلف وكيع القاضي ، وأحمد بن محمّد بن يزيد الزعفراني ، ومحمّد بن مخلد.

وذكر وكيع أن عليّ بن عبد الله أملى عليه فقال : شريح القاضي بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش. وقال هشام بن الكلبي : شريح القاضي ابن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية ابن ثور بن مرتع بن كندة ، وليس بالكوفة من بني الرائش غيره ، وسائرهم بهجر وحضرموت ، وقال لم يقدم الكوفة منهم غير شريح.

قلت : وكندة هو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا عليّ بن عبد الله بن معاوية بن شريح قال : حدّثنا أبي عن أبيه عن معاوية بن شريح عن ميسرة عن شريح عن عليّ قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» (١).

وروى عليّ بن عبد الله بهذا الإسناد عن أبيه : أن امرأة تقدمت إلى شريح فقالت : إن لي إحليلا ولي فرج ، وساق الحديث ، وفيه : أنه أمر بعدّ أضلاعها وقال : إن عدد أضلاع الرجل من الجانب الأيمن ثمانية عشر ضلعا ، ومن الجانب الأيسر سبعة عشر ضلعا.

فقال ابن أبي حاتم الرّازي في كتاب «الجرح والتعديل» سمعت أبي يقول : كتبت هذا الحديث لأسمعه من عليّ بن عبد الله ، فلما تدبرته فإذا هو شبيه الموضوع ، فلم أسمعه على العمد.

٦٣٥٣ ـ عليّ بن عبد الله بن عيسى بن محمّد ، أبو الحسن البغداديّ :

حدث عن الحسن بن عرفة. وروى عن عبد الله بن عدي الجرجاني ، وذكر أنه سمع منه بدمشق.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٧٦٨. وسنن ابن ماجة ١١٨. ومسند أحمد ٣ / ٣ ، ٦٢ ، ٦٤ ، ٨٢. والمستدرك ٣ / ١٦٦ ، ١٦٧.

٤

٦٣٥٤ ـ عليّ بن عبد الله بن عبد البر، أبو الحسن الورّاق يعرف بالفرغاني :

حدث عن أبي حاتم الرّازي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. روى عنه القاضي الجراحي ، ومحمّد بن المظفّر ، وأبو يعلى الطوسي الورّاق ، وابن شاهين ، ويوسف القواس.

حدّثنا البرقاني قال : قرأت على أبي يعلى الورّاق ـ وهو عثمان بن الحسن الطوسي ـ حدثكم عليّ بن عبد الله بن عبد البر ، ورّاق ثقة.

حدّثنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه قال : مات عليّ بن عبد الله الفرغاني في رجب سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.

٦٣٥٥ ـ عليّ بن عبد الله بن عمر ، أبو الحسن ، يعرف بابن البازيار :

حدث عن إبراهيم بن عبد الله القصار ، ونجيح بن إبراهيم الكوفيين ، وسليمان بن المعافى بن سليمان. روى عنه الدار قطني ، وأحمد بن الفرج بن الحجّاج.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو الحسن الدار قطني ، أخبرنا عليّ بن عبد الله بن عمر البازيار بغدادي ثقة.

قلت : ذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.

٦٣٥٦ ـ عليّ بن عبد الله الهرويّ :

قدم بغداد وحدث بها عن عثمان بن سعيد الدارمي. روى عنه أبو أحمد الغطريفي الجرجاني.

سمعت أبا نعيم الحافظ يقول : سمعت أبا أحمد محمّد بن أحمد الغطريفي يقول : سمعت عليّ بن عبد الله الهرويّ ـ كهلا كان معنا ببغداد يحفظ ـ قال : سمعت عثمان ابن سعيد يقول : سمعت النفيلي يقول : سمعت زهيرا يقول : سمعت يحيى بن سعيد يقول : سمعت أبا بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم يقول : سمعت عمر بن عبد العزيز يقول : سمعت أبا بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام يقول : سمعت أبا هريرة يقول : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من أدرك ماله بعينه عند رجل ، أو إنسان قد أفلس ، فهو أحق به من غيره»(١).

__________________

(١) ٦٣٥٦ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٥٥ ، ١٥٦. وصحيح مسلم ، كتاب المساقاة ٢٢. وفتح الباري ٥ / ٦٢.

٥

٦٣٥٧ ـ عليّ بن عبد الله بن سليمان بن مطر ، أبو عبد الله العطّار صاحب الحكيمي :

حدث عن عليّ بن حرب ، وعباس الدّوريّ. روى عنه عبد الله بن عثمان بن يحيى الدّقّاق ، وأبو القاسم بن الثلاج.

وذكر ابن الثلاج أنه حدثهم في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة في شارع عبد الصّمد.

٦٣٥٨ ـ عليّ بن عبد الله بن إبراهيم بن يزيد ، أبو الحسن الديباجي الستري(١):

ذكر ابن الثلاج أنه حدثهم في الكرخ بدرب الزعفراني عن موسى بن الحسن الجلاجلي.

وذكر أبو الفتح بن مسرور أنه حدثهم عن الكديمي ، وقال : كان ثقة.

٦٣٥٩ ـ عليّ بن عبد الله بن عليّ بن هشام بن معن ، أبو الحسن الفارسي :

سمع الحسين بن عمر بن أبي الأحوص ، وأحمد بن محمّد بن يوسف بن شاهين ، وعبد الله بن ناجية ، وموسى بن سهل الجوني ، وأحمد بن سهل الأشناني ، ويموت بن المزرع العبديّ ، وزكريا بن يحيى الساجي ، وعبد الرحمن بن أحمد بن محمّد بن رشدين المصري. حدّثنا عنه ابنه محمّد وكان ثقة ستيرا ، دينا عالما بالفرائض وقسمة المواريث ، ومسكنه بدرب الزعفراني.

سألت ابنه محمّدا عن وفاته فقال : مات في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ، ذكر غيره أنه دفن في داره بدرب الزعفراني.

٦٣٦٠ ـ عليّ بن عبد الله بن الفضل بن العبّاس بن محمّد ، أبو الحسن البغداديّ :

نزل مصر وحدث بها عن عبد الله بن محمّد بن سوار ، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص الكوفيين ، وموسى بن هارون بن برطق المكاري ، وموسى بن عبد الله المقرئ ، وأبي خليفة الجمحيّ ، وأحمد بن محمّد البراثي ، وجعفر الفريابي ، وعبد الله

__________________

(١) ٦٣٥٨ ـ الستري : هذه النسبة لمن يحمل أستار الكعبة إليها (الأنساب ٧ / ٤٠).

٦

ابن ناجية ، وعليّ بن محمّد بن عون البزّاز ، وعبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، وزكريا الساجي ، وأبي معشر الدارمي ، وأبي مكيل محمّد بن عبد العزيز الغلابي ، ومحمّد بن صالح بن ذريح العكبريّ ، وعليّ بن أحمد بن الحسين العجلي ، ويعقوب بن إبراهيم ابن حسّان الأنماطيّ ، ومحمود بن محمّد الواسطيّ. انتقى عليه الدارقطني وسمع منه ، وروى عنه وكان ثقة.

بلغني أنه مات في ليلة الخميس الخامس من شعبان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.

٦٣٦١ ـ عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد الله بن العبّاس بن المغيرة ، أبو محمّد الجوهريّ :

حدث عن جعفر الفريابي ، ومحمّد بن إبراهيم بن أبان السّرّاج ، وعبد الله بن ناجية ، وقاسم المطرز ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأبي القاسم البغوي ، وأحمد بن سعيد الدّمشقيّ. حدّثنا عنه محمّد بن أبي الفوارس ، وعليّ بن عبد العزيز الطاهري ، ومحمّد بن جعفر بن علان وأحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، ومحمّد بن عبد الواحد بن رزمة وغيرهم.

قال ابن أبي الفوارس : توفي عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد الله بن العبّاس بن المغيرة الجوهريّ يوم الثلاثاء لأربع خلون من شوال سنة خمس وستين وثلاثمائة ، وكان مولده سنة تسعين ومائتين ، وفيه تساهل شديد.

٦٣٦٢ ـ عليّ بن عبد الله بن محمّد بن عبيد ، أبو الحسن الزجاج الشاهد :

حدث عن حبشون بن موسى الخلال ، وأحمد بن عليّ بن العلاء الجوزجاني. حدّثنا عنه التنوخي.

أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي ، حدثني أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن محمّد ابن عبيد الزجاج الشاهد ، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن عليّ بن العلاء الجوزجاني ، حدّثنا عليّ بن مسلم الطوسي ، حدّثنا محمّد بن بكر البرساني عن ابن جريج عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : عرضت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا ابن أربع عشرة ، فلم يجزني ولم يرني بلغت ، وعرضت عليه وأنا ابن خمس عشرة فأجازني.

قال لي التنوخي : سمعت ابن عبيد يقول : ولدت في شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائتين.

__________________

٦٣٦٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢١.

٧

ومات في سنة تسعين ـ أو إحدى وتسعين ـ وثلاثمائة ، الشك من التنوخي. قال : وكان نبيلا فاضلا ، من قراء القرآن. قرأ على أبي العبّاس أحمد بن سهل الأشناني.

وقال أحمد بن عليّ التوزي : توفي أبو الحسن بن عبيد الزجاج الشاهد في يوم الأحد لست بقين من رجب سنة تسعين وثلاثمائة ، وكان مولده في شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائتين.

أخبرنا العتيقي قال : سنة تسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو الحسن بن عبيد الزجاج الشاهد يوم الأحد ، ودفن يوم الاثنين الخامس والعشرين من رجب ، ومولده سنة أربع وتسعين ـ يعني ومائتين ـ سمع على الكبر ، وحدث بشيء يسير ، ثقة مأمون.

قلت : القول الأول في مولده أصح.

٦٣٦٣ ـ عليّ بن عبد الله بن الفرج ، المكتب :

من أهل البردان. حدث عن محمّد بن محمود السّرّاج الأصم ، ونهشل بن دارم الدارمي. روى عنه أبو الفتح محمّد بن الحسين العطّار المعروف بقطيط.

أخبرنا أبو الفتح قطيط ، حدّثنا عليّ بن عبد الله بن الفرج المكتب البرداني ـ إملاء من حفظه بالبردان ـ حدّثنا محمّد بن محمود السّرّاج الأصم ، حدّثنا أحمد بن المقدام ـ أبو الأشعث العجلي ـ حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيّوب السختياني عن محمّد بن سيرين عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الأمناء عند الله ثلاثة ، جبريل ، وأنا ، ومعاوية» (١).

هذا الحديث بهذا الإسناد باطل ، ورجاله كلهم ثقات ، والحمل فيه على البرداني.

وقال لي قطيط : كان هذا البرداني رجلا صالحا ، وكان يلقب مصطبانس ، فسألته عن لقبه فقال : كنت أصلي بقوم التراويح في شهر رمضان ، فسمع قراءتي قوم من النصارى فاستحسنوها وقالوا : كأنّ قراءة هذا الرجل قراءة مصطبانس ـ يشيرون إلى قس لهم ـ فلقبني الناس بذلك.

قلت : وحديثه عن نهشل بن دارم قد ذكرته في ترجمة أحمد بن أبي سليمان القواريري وهو أيضا باطل بإسناده لم يأته فيه ـ فيما أعلمه ـ غير البرداني وليس بشيء ، والله يغفر لنا وله.

__________________

(١) ٦٣٦٣ ـ انظر الحديث في : الموضوعات ٢ / ١٧. واللآلئ المصنوعة ١ / ٢١٦. وميزان الاعتدال ٥٠٨ ، ٥٨٧٧. وتنزيه الشريعة ٢ / ٤ ، ٢٠.

٨

٦٣٦٤ ـ عليّ بن عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن محمّد بن داود بن عيسى بن موسى بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، أبو الحسن الهاشميّ :

سمع محمّد بن عمرو بن البختري الرّزّاز ، وأبا عمرو بن السماك ، وموسى بن إسماعيل بن إسحاق القاضي ، وعبد العزيز بن محمّد بن إبراهيم بن الواثق بالله وأبا بكر الشّافعيّ ، وأبا عليّ الطوماري. كتبنا عنه وكان ثقة يسكن باب البصرة ، وكان قد شهد وتولى قضاء مدينة المنصور ، ومات في يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة خمس عشرة وأربعمائة ، ودفن بباب حرب ، وكنت إذ ذاك غائبا عن بغداد في رحلتي إلى خراسان.

٦٣٦٥ ـ عليّ بن عبد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، أبو القاسم العلوي المعروف بابن الشبيه :

سمع محمّد بن المظفّر. كتبت عنه وكان صدوقا دينا ، حسن الاعتقاد يورق بالأجرة ويأكل من كسب يده ، ويواسي الفقراء من كسبه.

أخبرنا أبو القاسم بن الشبيه ، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ ، أخبرنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا زكريا المحاربي ، حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، حدّثنا عليّ بن هاشم عن فضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى الحسن ابن عليّ فقال: «اللهم إني أحبه ، وأحب من يحبه» (١).

سألته عن مولده فقال : ولدت في ليلة عيد الأضحى من سنة ستين وثلاثمائة.

ومات في العشر الأول من رجب سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.

٦٣٦٦ ـ عليّ بن أبي هاشم بن الطبراخ :

واسم أبي هاشم عبيد الله. حدث عن عبد الوارث بن سعيد ، وحماد بن زيد ، وإبراهيم بن سعد ، وشريك بن عبد الله ، وأبي معشر المديني ، وأيوب بن جابر ،

__________________

٦٣٦٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٣٢١.

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٥ / ٣٣ ، ٧ / ٢٠٥. وصحيح مسلم ١٨٨٢. وفتح الباري ٧ / ٩٤ ، ١٠ / ٣٣٢.

٦٣٦٦ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤١٤٩ (٢١ / ١٧١). والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ١٠٦٨ ، والمعجم ـ

٩

وهشيم ، ومعتمر ، وإسماعيل بن علية ، وكان كاتب إسماعيل. روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ في صحيحه ، وإسحاق بن الحسن الحربي ، وأحمد بن عليّ الخراز ، وأحمد بن عليّ البر بهاري ، وخلف بن عمرو العكبريّ.

وقال ابن أبي حاتم : كتب أبي عنه بالري وببغداد. قال وسمعت أبي يقول : ما علمته إلا صدوقا ، وقف في القرآن فترك الناس حديثه.

أخبرنا أحمد بن عليّ البادا ، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد العطّار ، حدّثنا إسحاق الحربي ، حدّثنا عليّ بن أبي هاشم ، حدّثنا شريك عن شعبة وهمام عن قتادة عن أبي مجلز عن حذيفة قال : لعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من يجلس وسط الحلقة.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : استخلى بي رجل فقال لي : إن عليّ بن طبراخ ثقة كتبت عنه؟ فقلت : نعم هو ثقة. قال يحيى : قلت : هذا فرقا من ابن أبي دؤاد ، وليس بثقة.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي ، أخبرنا عليّ بن الحسين بن حبان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ سألت أبا زكريا قلت : عليّ بن طبراخ تعرفونه بطلب الحديث؟ فقال : نعم! وكان من أخص الناس بإسماعيل ، وكان كاتبه ، وكان معه بالبصرة ، ويدخل عليه منزله بالليل والنهار [قلت] (١) إنهم يقولون أنهم لم يعرفوه على باب إسماعيل؟ فقال : من يقول هذا؟! بلى كان من أخص الناس بإسماعيل ، ورأيت كتبه عن إسماعيل قبل موت إسماعيل بدهر.

أخبرني عليّ بن محمّد المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد ابن عمر الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : سمعت أبي يقول : ما زلنا نعرف أن ابن طبراخ كتب كتب إسماعيل ثم قال : ما يسوى شيئا ومن رأى رأى هؤلاء فليس أروي عنه شيئا.

__________________

ـ المشتمل : الترجمة ٦٥٦ ، والجمع لابن القيسراني : ١ / ٣٥٧ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٤٠٣٨ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٤٢٨٦ ، ٤٣٥٤ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٥٩٦١ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٧٥ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٠٧ (أيا صوفيا : ٣٠٠٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٥٨ ، وتهذيب التهذيب : ٧ / ٤٩٣ ـ ٣٩٤ ، والتقريب : ٢ / ٤٥ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٠٦٢.

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٠

٦٣٦٧ ـ عليّ بن عبيد الله بن عبد الغفّار ، أبو الحسن اللغوي المعروف بالسمسماني :

سمع أبا بكر بن شاذان ، وأبا الفضل بن المأمون. كتبت عنه وكان صدوقا. ومات في يوم الأربعاء لأربع خلون من المحرم سنة خمس عشرة وأربعمائة.

٦٣٦٨ ـ عليّ بن عبيد الله بن محمّد ، أبو الحسن الكرخي :

قريب الدار قطني. حدث عن أبي بكر الشّافعيّ. حدثني عنه عبد العزيز بن عليّ الأزجي. وكان حيّا سنة ثمان عشرة وأربعمائة ، وكان ثقة.

٦٣٦٩ ـ عليّ بن عبيد الله بن عليّ بن محمّد بن القاسم ، أبو طاهر البزوري(١):

سمع ابن مالك القطيعي ، ومحمّد بن إسماعيل الورّاق. كتبت عنه وكان مستورا صدوقا يسكن درب الزرادين ، بالقرب من نهر الدجاج.

أخبرني أبو طاهر البزوري ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن يونس القرشيّ ، حدّثنا المعلّى بن الفضل ، حدّثنا سلمي بن عبد الله بن كعب عن الشعبي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قال الله تعالى ، ابن آدم إنك ما ذكرتني شكرتني ، وما نسيتني كفرتني».

سألته عن مولده فقال : في ذي الحجة من سنة اثنتين وستين وثلاثمائة ، قال وسمّعني مؤدبي من ابن مالك ، وكتب لي الإملاء بخطه ، ومات في يوم الأحد السابع من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.

٦٣٧٠ ـ عليّ بن عيسى ، الكوفيّ :

نزل بغداد وحدث بها عن خلاد بن عيسى العبديّ. روى عنه يعقوب بن إسحاق البيهسي المؤدّب. وكان عليّ بن عيسى كاتب عكرمة بن طارق السرخسي لما تقلد القضاء ببغداد.

أخبرني عليّ بن أحمد الرّزّاز ، حدثني عثمان بن أحمد الدّقّاق ، أخبرنا أبو الحسن

__________________

(١) ٦٣٦٩ ـ البزوري : هذه النسبة إلى البزور ، وهي جمع البزر (الأنساب ٢ / ١٩٨)

٦٣٧٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤١١٩ (٢١ / ٨٩). ونهاية السئول ، الورقة ٢٥٥. وتهذيب التهذيب ٧ / ٣٧٠. والتقريب ٢ / ٤٢.

١١

يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم المخرمي ، حدّثنا عليّ بن عيسى الكوفيّ ـ كاتب عكرمة القاضي ـ حدّثنا خلاد بن عيسى العبديّ عن ثابت عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الاقتصاد نصف العيش ، وحسن الخلق نصف الدين» (١).

٦٣٧١ ـ عليّ بن عيسى ، المخرمي :

حدث عن محمّد بن فضيل بن غزوان ، وحفص بن غياث ، وهشيم بن بشير. روى عنه عباس بن محمّد الدّوريّ ، وصالح جزرة ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، والحسن بن محمي ، وأبو القاسم البغوي.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز والحسن بن محمّد بن محمي قالا : حدّثنا عليّ بن عيسى المخرمي ، حدّثنا محمّد بن فضيل ، حدّثنا أبي عن محمّد بن جحادة عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تسيل عنق من النار ـ وقال ابن محمي في حديثه ـ يخرج عنق من النار يوم القيامة يقول إن لي ثلاثة ، كل جبار عتيد ، من جعل مع الله إلها آخر ، ومن قتل نفسا بغير نفس» (١) لفظ ابن منيع.

وقال ابن محمي في حديثه ـ وذكر الحديث ـ رواه يحيى بن صاعد عن عباس الدّوريّ عن عليّ بن عيسى.

أخبرنا البرقاني قال : قال محمّد بن العبّاس الضّبّي الهرويّ ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه ، أخبرنا أبو عليّ صالح بن محمّد قال : عليّ بن عيسى المخرمي ثقة.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، حدّثنا محمّد بن المظفّر ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، حدّثنا عليّ بن عيسى المخرمي سنة إحدى وثلاثين ومائتين ، وفيها مات.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن المظفّر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : مات عليّ بن عيسى المخرمي في ربيع الأول من سنة ثلاث وثلاثين ـ يعني ومائتين ـ.

__________________

(١) انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ٨ / ١٦٥. وكنز العمال ٥٤٣٣.

٦٣٧١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤١١٨ (٢١ / ٨٨). وتذهيب التهذيب ٣ / الورقة ٧٢. ونهاية السئول ، الورقة ٢٥٥. وتهذيب التهذيب ٧ / ٣٧٠. والتقريب ٢ / ٤٢. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٥٠٣٢.

(١) انظر الحديث في : الكامل ، لابن عدى ٣ / ١٠٧.

١٢

٦٣٧٢ ـ عليّ بن عيسى البغداديّ :

حدث عن محمّد بن مصعب القرقساني. روى عنه محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس الهرويّ السامي.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الغوزمي ، حدّثنا أبو جعفر السامي ، حدّثنا عليّ بن عيسى البغداديّ ، حدّثنا محمّد بن مصعب ، حدّثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «لا تجمعوا بين الزهو ، والرطب ، والتمر ، وانتبذوا كل واحد على حدته» (١).

قال أبو جعفر : هذا حديث غريب ، ولم يروه إلا محمّد بن مصعب عن الأوزاعي وهو خطأ ، وصوابه يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. حدث محمّد بن إسحاق بن خزيمة عن عليّ بن عيسى البغداديّ عن عبد الوهّاب بن عطاء ، ولست أدري أهو شيخ السامي أم غيره ، والله أعلم.

٦٣٧٣ ـ عليّ بن عيسى الكراجكي :

حدث عن حجين بن المثنّى ، وشبابة بن سوار ، وقبيصة بن عقبة ، وهيثم بن خارجة ، ويعقوب بن حميد بن كاسب. روى عنه إبراهيم بن عبد الله بن أيّوب المخرمي ، وإبراهيم بن موسى بن الرواس ، وعلي بن الحسن بن قحطبة ، وعبد الملك بن أحمد الدّقّاق ، والقاضي المحامليّ. وما علمت من حاله إلا خيرا.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن أبان الرواس ، حدّثنا عليّ بن عيسى الكراجكي ، حدّثنا قبيصة بن عقبة قال : حدّثنا سفيان ـ يعني الثوري ـ عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن صلة بن زفر عن حذيفة قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول في ركوعه «سبحان ربي العظيم» وفي سجوده «سبحان ربي الأعلى» (١).

__________________

(١) ٦٣٧٢ ـ انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٣٣٩٧. والسنن الكبرى ٨ / ٢٨٦. ومصنف ابن أبى شيبة ٧ / ٥٤٢.

٦٣٧٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤١١٧ (٢١ / ٨٧). وثقات ابن حبان : ٨ / ٤٧٤ ، وأنساب السمعاني: ١٠ / ٣٧٣ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٦٤٤ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٤٠٠٩ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٧٢ ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٥٥ ، وتهذيب التهذيب : ٧ / ٣٦٩ ـ ٣٧٠ ، والتقريب : ٢ / ٤٢ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٠٣١.

(١) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

١٣

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا القاضي أبو الحسين عيسى بن حامد الرخجي ، حدثني جدي ـ يعني محمّد بن الحسن القنبيطي ـ قال : ومات عليّ ابن عيسى الكراجكي سنة سبع وأربعين ومائتين.

٦٣٧٤ ـ عليّ بن عيسى ، أبو الحسن المعروف بعلوية النقال :

حدث عن عليّ بن عاصم. روى عنه محمّد بن موسى الدولابي.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ ، حدّثنا محمّد بن موسى الحافظ ، حدّثنا محمّد بن موسى الدولابي ، حدّثنا علوية أبو الحسن ، حدّثنا عليّ بن عاصم ، حدّثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا داود بن أبي هند عن عامر الشعبي عن ابن عباس في قول الله تعالى : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) [الفرقان ٧٢] قال : أعياد المشركين ، يعني لا يشهدون الشعانين وغير ذلك.

أخبرني أبو الفرج الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا محمّد بن مخلد قال : ومات علوية النقال سنة تسع وخمسين. زاد غيره عن ابن مخلد : وفي ذي القعدة.

٦٣٧٥ ـ عليّ بن عيسى بن فيروز ، أبو الحسن الكلوذاني :

حدث عن بشر بن الحارث أحمد بن أبي الحواريّ. روى عنه محمّد بن عمر بن غالب الجعفي.

أخبرنا أبو سعد الماليني ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا العبّاس أحمد بن منصور يقول : سمعت أبا عبد الله محمّد بن عمر بن الفضل يقول : سمعت أبا الحسن عليّ بن عيسى بن فيروز الكلوذاني يقول : سمعت بشر بن الحارث الحافي يقول : سمعت المعافى بن عمران يقول: سمعت الثوري يقول : سمعت الأعمش يقول : سمعت أبا صالح يقول : سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لو أهدي إليّ كراع لقبلت ، ولو دعيت إلى ذراع لأجبت» (١).

٦٣٧٦ ـ عليّ بن عيسى بن داود بن الجرّاح ، أبو الحسن :

وزير المقتدر بالله ، والقاهر بالله. سمع أحمد بن بديل الكوفيّ ، والحسن بن محمّد

__________________

(١) ٦٣٧٥ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٢٠ ، ٧ / ٣٢. وسنن الترمذي ١٣٣٨. ومسند أحمد ٢ / ٤٧٩ ، ٤٨١ ، ٥١٢. وفتح الباري ٥ / ١٩٩ ، ٩ / ٢٤٦.

٦٣٧٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٥٦.

١٤

الزعفراني ، وحميد بن الربيع وعمر بن شبة. روى عنه ابنه عيسى ، وسليمان بن أحمد الطبراني ، والقاضي أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله بن بجير الذهلي. وكان صدوقا دينا فاضلا عفيفا في ولايته ، محمودا في وزارته. كان كثير البر والمعروف ، وقراءة القرآن ، والصلاة والصيام ، يحب أهل العلم. ويكثر مجالستهم ومذاكرتهم. وأصله من الفرس ، وكان داود جده من دير قنيّ وكان من وجوه الكتاب ، وكذلك أبوه عيسى ، ولم يزل عليّ بن عيسى من حداثته معروفا بالستر والصيانة ، والصلاح والديانة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن عليّ الجوهريّ ، حدّثنا عيسى بن عليّ بن عيسى الوزير ـ إملاء ـ حدثني أبي عليّ بن عيسى ، حدّثنا أحمد بن بديل ، حدّثنا ابن فضيل ، أخبرنا عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : ما رأيت قوما خيرا من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ما سألوه إلا بضعة عشر مسألة حتى قبض ، كلهن من القرآن ، فمنهن : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ) [البقرة ٢١٧] ، و (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) [البقرة ٢١٩] و (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى) [البقرة ٢٢٠] و (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) [البقرة ٢٢٢] ما كانوا يسألون إلا عما ينفعهم.

أخبرنا عليّ بن المحسن التنوخي ، حدّثنا أبي ، حدثني القاضي أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن ـ المعروف بابن قريعة ـ وأبو محمّد عبد الله بن محمّد بن داسة البصريّ قالا : حدّثنا أبو سهل بن زياد القطّان ـ صاحب عليّ بن عيسى ـ قال : كنت مع عليّ ابن عيسى لما نفي إلى مكة ، فدخلنا في حر شديد ، وقد كدنا نتلف ، قال : فطاف عليّ ابن عيسى وسعى وجاء ، فألقى نفسه ، وهو كالميت من الحر ، والتعب ، وقلق قلقا شديدا. وقال : أشتهي على الله شربة ماء مثلوج ، فقلت له : سيدنا ـ أيده الله ـ يعلم أن هذا مما لا يوجد بهذا المكان. فقال : هو كما قلت ، ولكن نفسي ضاقت عن غير هذا القول ، فاستروحت إلى المنى ، قال : وخرجت من عنده فرجعت إلى المسجد الحرام ، فما استقررت فيه حتى نشأت سحابة وكثفت ، فبرقت ورعدت رعدا متصلا شديدا ، ثم جاءت بمطر يسير ، وبرد كثير ، فبادرت إلى الغلمان ، فقلت : اجمعوا ، قال : فجمعنا منه شيئا عظيما ، وملأنا منه جرارا كثيرة ، وجمع أهل مكة منه شيئا عظيما ، قال : وكان عليّ بن عيسى صائما ، فلما كان وقت المغرب خرج إلى المسجد الحرام ليصلي المغرب ، فقلت له : أنت والله مقبل والنكبة زائلة ، وهذه علامات الإقبال ، فاشرب الثلج

١٥

كما طلبت ، قال : وجئته إلى المسجد بأقداح مملوءة من أصناف الأسوقة والأشربة ، مكبوسة بالبرد ، قال : فأقبل يسقي ذلك من يقرب منه من الصوفية ، والمجاورين في المسجد الحرام والضعفاء ، ويستزيد ، ونحن نأتيه بما عندنا من ذلك ، وأقول له : أشرب ، فيقول حتى يشرب الناس ، فخبأت مقدار خمسة أرطال ، وقلت له : لم يبق شيء ، فقال : الحمد لله ، ليتني كنت تمنيت المغفرة بدلا من تمني الثلج فلعلي كنت أجاب ، فلما دخل البيت حلفت عليه أن يشرب منه وما زلت أداريه حتى شرب منه بقليل سويق ، وتقوّقت ليلته بباقيه.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، حدثني أحمد بن يزيد الطوسي قال : سمعت الحسين بن الحسن بن أيّوب يقول : دخل شاعر على عليّ ابن عيسى الوزير بعد أن ردت الوزارة إليه فأنشأ يقول :

بحسبك أني لا أرى لك عائبا

سوى حاسد ، والحاسدون كثير

وأنك مثل الغيث ، أما سحابه

فمزن ، وأما ماؤه فطهور

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ قال : أنشدنا القاضي أبو عبد الله بن أبي جعفر قال : أنشدني أبي أنشدني الوزير أبو الحسن عليّ بن عيسى لنفسه :

فمن كان عني سائلا بشماتة

لما نابني ، أو شامتا غير سائل

فقد أبرزت مني الخطوب ابن حرة

صبورا على أهوال تلك الزلازل

حدّثنا الحسن بن عليّ الجوهريّ ، حدّثنا عيسى بن عليّ بن عيسى الوزير قال : حضر أبو الحسين عمر بن أبي عمر القاضي ، فرأى أبي عليه ثوبا فاستحسنه ، فأدخل يده فيه يستشفه ، وقال : بكم اشترى القاضي هذا الثوب؟ فقال بسبعين دينارا ، فقال أبي : لكني لم ألبس ثوبا قط يزيد ثمنه على ما بين ستة دنانير إلى سبعة. فقال أبو الحسين : ذاك لأن الوزير يجمل الثياب ، ونحن نتجمل بلبس الثياب.

أخبرني الأزهري قال : قال لي أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه قال لي ابن كامل القاضي : سمعت عليّ بن عيسى الوزير يقول : كسبت سبعمائة ألف دينار ، أخرجت منها في هذه الوجوه ـ يعني وجوه البر ـ ستمائة ألف وثمانين ألفا.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن عليّ بن عيسى الوزير مات في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.

١٦

وقال لي هلال بن المحسن : مات عليّ بن عيسى الوزير يوم الجمعة لليلة بقيت من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ، وكان مولده في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين ومائتين.

٦٣٧٧ ـ عليّ بن عيسى بن عليّ بن عبد الله ، أبو الحسن النّحويّ المعروف بالرماني :

حدث عن أبي بكر بن دريد ، وأبي بكر بن السّرّاج. حدّثنا عنه التنوخي ، والجوهري، وهلال بن المحسن الكاتب. وكان من أهل المعرفة ، مفننا في علوم كثيرة ، من الفقه والقرآن ، والنحو ، واللغة ، والكلام على مذهب المعتزلة.

أخبرنا التنوخي ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عيسى بن عليّ الرماني ، حدّثنا ابن دريد، أخبرنا العكلي قال : حدثني شيخ من أهل البصرة قال : رأيت محمّد بن واسع الأزديّ ـ بسوق مرو ـ يعرض حمارا ، فقال له رجل : يا أبا عبد الله أترضاه لي؟ قال : لو رضيته لما بعته.

حدثني أحمد بن عليّ التوزي قال : كان مولد عليّ بن عيسى الرماني في سنة ست وتسعين ومائتين.

أخبرنا الأزهري والقاضيان أبو العلاء الواسطيّ ، وأبو القاسم التنوخي ، وابن التوزي قالوا : توفي عليّ بن عيسى الرماني في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. قال الأزهري : في جمادى الأولى ، وقال التنوخي وابن التوزي : في ليلة الأحد الحادي عشر من جمادى الأولى.

٦٣٧٨ ـ عليّ بن عيسى بن سليمان بن محمّد بن سليمان بن أبان بن أصفروخ ، أبو الحسن النفري المعروف بالسّكّري الشّاعر :

أصله من نفر وهي بلد على النرس من بلاد الفرس ، وكان مولد عليّ بن عيسى ببغداد يوم الخميس لخمس خلون من صفر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ، وصحب القاضي أبا بكر محمّد بن الطّيّب الأشعري ، ودرس عليه الكلام ، وكان يحفظ القرآن والقراءات ، وكان متفننا في الأدب ، وله ديوان شعر كبير ، وكله ـ إلا اليسير منه ـ في مدح الصحابة والرد على الرافضة ، والنقض على شعرائهم ، وتوفي يوم الثلاثاء سلخ

__________________

٦٣٧٧ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٥٩٠٤.

١٧

شعبان من سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، ودفن من الغد في مقبرة باب الدير التي فيها قبر معروف الكرخي.

٦٣٧٩ ـ عليّ بن عيسى بن الفرج بن صالح ، أبو الحسن الربعي النّحويّ :

صاحب أبي عليّ الفارسي ، درس ببغداد الأدب على أبي سعيد السيرافي ، وخرج إلى شيراز ، فدرس بها على أبي عليّ الفارسي مدة طويلة ، ثم عاد إلى بغداد ، فلم يزل مقيما بها إلى آخر عمره.

سمعت عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ يقول : خرج عليّ بن عيسى الربعي إلى فارس ، وأقام عليّ أبي عليّ النّحويّ عشرين سنة يدرس النحو فقال أبو عليّ : ما بقي له شيء يحتاج أن يسأل عنه.

سمعت التنوخي يقول : كان أبو عليّ يقول سمعت ابن أبي زيد ـ وكان ابن أخت أبي عليّ الفارسي النّحويّ ـ يقول : قولوا لعلي البغداديّ : لو سرت من الشرق إلى الغرب لم تجد أنحى منك.

كان مولد عليّ بن عيسى في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، ومات في ليلة السبت لعشر بقين من المحرم سنة عشرين وأربعمائة.

٦٣٨٠ ـ عليّ بن عبيدة ، أبو الحسن الكاتب المعروف بالريحاني :

كان أحد البلغاء الفصحاء ، وافر الأدب ، كثير الفضل ، مليح اللفظ ، حسن العبارة ، وله كتب حسان في الحكم والأمثال ، وكان له اختصاص بالمأمون ، وكان يرمي بالزندقة. روى عنه أحمد بن أبي طاهر ، وغيره.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى ، أخبرنا عبد الله بن محمّد ابن أبي سعيد ، حدّثنا أحمد بن أبي طاهر ، حدّثنا عليّ بن عبيدة الريحاني قال : التقى أخوان يتوادان ، فقال أحدهما لصاحبه : كيف ودك لي؟ فقال : حبك متوشج بفؤادي ، وذكرك سمير سهادي ، فقال الآخر : أما أنا فأوجز في وصفي ، ما أحب أن يقع على سواك طرفي.

قال ابن أبي طاهر : وكنت عنده يوما ـ يعني عند عليّ بن عبيدة ـ فورد عليه

__________________

٦٣٨٠ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٥٨٨٨. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٤٥.

١٨

كتاب أم محمّد ابنة المأمون ، فكتب جواب الكتاب ، ثم أعطاني القرطاس فقال اقطعه ، فقلت : ومالك لا تقطعه أنت؟ فقال : ما قطعت شيئا قط.

أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي ، أخبرنا أحمد بن نصر الذارع ، حدّثنا محمّد بن خلف ، حدّثنا أحمد بن أبي طاهر قال : قال عليّ بن عبيدة الريحاني : المودة مستفادة.

أخبرنا أبو بشر محمّد بن عمر الوكيل ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني ، حدثني أحمد بن محمّد الجوهريّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي الذيال قال : قلت لأبي الحسن ـ عليّ بن عبيدة الريحاني : «القول «زر غبّا تزدد حبّا» ، فقال لي : يا أبا عليّ ، هذا مثل للعامة ، يجفو عن الخاصة.

قال الحكيم : بكثرة زيادة الثقة يجوز المقة. قال ابن أبي الذيال فحدثت إبراهيم بن الجنيد فقال : أحسن والله ، وكتبه عني.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت أحمد بن الفتح قال : سمعت عليّ بن عبيدة الريحاني يقول : لو لا لهب من الحرص ينشأ في القلوب ، ولا يملك الاعتبار إطفاء توقده ، ما كان في الدنيا عوض من يوم يضيع فيها ، يمكن فيه العمل الصالح.

٦٣٨١ ـ عليّ بن عبدة بن قتيبة بن شريك بن حبيب ، أبو الحسن التّميميّ المكتب :

كان يسكن بالجانب الشرقي في مربعة الخرسي ، وحدث عن إسماعيل بن علية ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وأبي عبّاد يحيى بن عبّاد ، وخالد بن عمرو الكوفيّ. روى عنه أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي ، والقاضي المحامليّ ، وجعفر بن محمّد بن عبدويه البراني ، ومحمّد بن المسيب الأرغياني.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عليّ بن عمر الدار قطني ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل ـ سنة ست عشرة وثلاثمائة ، من كتابه ولم أسمعه إلا منه ـ حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عبدة ، حدّثنا يحيى بن سعيد القطّان عن ابن أبي ذئب عن محمّد بن المنكدر عن جابر قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله ليتجلى للناس عامة ، ويتجلى لأبي بكر خاصة» (١).

__________________

٦٣٨١ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٥٨٨٦.

(١) انظر الحديث في : الجامع الكبير ٥٠٥٥. وكنز العمال ٣٢٦٢٩. والدر المنثور ٦ / ٢٩١.

١٩

قلت : قد رواه أبو حامد الحضرمي أيضا عن عليّ بن عبدة.

أخبرناه القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ ، حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري. وأخبرناه أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد بن صالح الأبهري قالا : حدّثنا محمّد بن هارون الحضرمي ، حدّثنا عليّ بن عبدة ـ زاد الأبهري ـ المكتب ، ثم اتفقا ـ قال : حدّثنا يحيى بن سعيد ـ زاد الأبهري القطّان ، ثم اتفقا ـ عن ابن أبي ذئب قال : حدثني محمّد بن المنكدر ـ وفي حديث المعافى عن محمّد بن المنكدر ـ عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله يتجلى للناس عامة ، ولأبي بكر خاصة» (٢).

وهكذا رواه محمّد بن المسيب عن ابن عبدة ، وهو باطل ، ولا أعلم رواه عن جابر ولا عن ابن المنكدر ولا عن ابن أبي ذئب ، ولا عن يحيى بن سعيد ، غير عليّ ابن عبدة ، إلا ما :

أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله السّرّاج ـ بنيسابور ـ أخبرنا أبو حامد أحمد بن عليّ بن حسنويه المقرئ ، حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفّان ، حدّثنا يحيى بن أبي بكير ، حدّثنا ابن أبي ذئب عن محمّد بن المنكدر عن جابر قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله يتجلى للمؤمنين عامة ، ويتجلى لأبي بكر خاصة».

وهذا أيضا باطل والحمل فيه على أبي حامد بن حسنويه ، فإنه لم يكن ثقة. ونرى أن أبا حامد وقع إليه حديث عليّ بن عبدة ، فركبه على هذا الإسناد مع أنا لا نعلم أن الحسن بن عليّ بن عفّان سمع من يحيى بن أبي بكير شيئا ، والله أعلم.

حدثني الأزهري قال : قال أبو الحسن الدار قطني : عليّ بن عبدة يضع الحديث.

وأخبرنا البرقاني عن الدار قطني قال : عليّ بن عبدة متروك.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن أبا الحسن عليّ بن عبدة التّميميّ مات في سنة سبع وخمسين ومائتين.

٦٣٨٢ ـ عليّ بن عبد المؤمن بن عليّ ، أبو الحسن الزعفراني الكوفيّ :

نزيل الري. قدم بغداد وحدث بها عن أبي بكر بن عياش ، ومحمّد بن فضيل ، وعبد الرحمن المحاربي ، ووكيع ، وعبد الله بن نمير. روى عنه القاضي المحامليّ وغيره.

وقال ابن أبي حاتم : كتبت عنه وهو صدوق.

__________________

(٢) انظر الحديث السابق.

٢٠