تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٩

ذكر من اسمه عمرو

٦٦٥٠ ـ عمرو بن سلمة بن الخرب ، الهمدانيّ :

من أهل الكوفة. سمع عليّ بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وسليمان بن ربيعة. روى عنه ابنه يحيى ، والشعبي ، ويزيد بن أبي زياد ، وكان ممن حضر حرب الخوارج بالنهروان ، وورد المدائن.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ـ بها ـ حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن سلمة الكهيلي الكوفيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، حدّثنا عبد الله بن عمر بن أبان ، حدّثنا عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمدانيّ قال : سمعت أبي يحدث عن أبيه عمرو بن سلمة الهمدانيّ عن عبد الله : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حدّثنا : «أن قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم؟» (١) قال : رأينا عامة أصحاب تلك الحلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : قال لي أحمد : حدّثنا أبو نعيم قال : مات عمرو بن حريث وعمرو بن سلمة سنة خمس وثمانين ودفنا في يوم.

وذكر يحيى بن معين أن عمرو بن سلمة بن الخرب ليس هو والد يحيى بن عمرو ابن سلمة ، بل هو آخر. وقال : في أهل الكوفة رجلان كل واحد منهما يقال له عمرو ابن سلمة ، والله أعلم.

قلت : وفي البصريين عمرو بن سلمة أبو يزيد (٢) الجرمي أدرك زمان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويختلف في لقائه إياه ، وله حديث يرويه عنه أبو قلابة الجرمي ، وعاصم الأحول ، وأيوب السختياني ، ومسعر بن حبيب.

٦٦٥١ ـ عمرو بن قيس ، أبو عبد الله الملائي الكوفيّ :

سمع عكرمة مولى ابن عباس والمنهال بن عمرو ، وعمرو بن مرة ، وأبا إسحاق

__________________

(١) ٦٦٥٠ ـ انظر الحديث في : التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٣٣٧. والكنى للدولابي ٢ / ٨٧.

(٢) في الخلاصة : «أبو بريد»

٦٦٥١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٤٣٦ (٢٢ / ٢٠٠). والمنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٩٨. وابن محرز عن ـ

١٦١

السبيعي ، وعبد الرحمن بن سعيد بن وهب ، وفراتا القزاز ، ومحمّد بن جحادة ، وجبلة ابن سحيم ، وحماد بن أبي سليمان وعون بن أبي جحيفة ، والحر بن الصباح ، وزبيدا اليامي ، وعاصم بن أبي النجود ، وعمارة بن غزية ، وثوير بن أبي فاختة. روى عنه سفيان الثوري ، وأبو خالد الأحمر ، والحكم بن بشير بن سليمان وقيل : إنه قدم بغداد وبها كانت وفاته.

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا محمّد بن الحسين الفارسي قال : قال عبد الرّحمن بن أبي حاتم : حدّثنا عبد الملك بن أبي عبد الرّحمن المقرئ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن الحكم بن بشير بن سليمان ، حدّثنا أبي قال : رأيت سفيان يجيء إلى عمرو ابن قيس يجلس بين يديه ينظر إليه لا يكاد يصرف بصره عنه ، أظنه يحتسب في ذلك.

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب ابن سفيان ، حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا سفيان عن عمرو بن قيس الملائي كوفي ثقة.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف، أخبرنا عبد الله بن أحمد ـ إجازة ـ قال : سألت أبي عن عمرو بن قيس الملائي فقال : ثقة.

ثم قال : حدّثنا عبد الرّزّاق ، أخبرنا سفيان الثوري ـ وكان إذا ذكر عمرو بن قيس افتن فيه ـ فأثنى.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحسين الأصبهانيّ ـ يعرف بالفيج بهمذان ـ حدّثنا أحمد بن عبدان الشّيرازيّ ، حدّثنا محمّد بن جعفر ـ أبو عبد الله التمار ـ حدّثنا يحيى بن يونس ، حدثني سليمان بن حرب قال : حدثني عبد الرّحمن بن مهدي قال : قدم سفيان البصرة وحماد بن سلمة يحدث ، قال : فقال له إني لأشبهك بشيخ صالح

__________________

ـ ابن معين ، الترجمة ٥٦٦ ، وتاريخ خليفة : ٧٠ ، وعلل أحمد : ٥٣ ، ١٥٠ ، ١٨٠ ، ٣٥٥ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٦ / الترجمة ٢٦٤٧ ، والكنى لمسلم ، الورقة ٥٩ ، وثقات العجلى ، الورقة ٤٢ ، والمعرفة ليعقوب : ٢ / ٢٠ ، ٦٩٨ ، و ٣ / ٢٣٩ ، والترمذي (٣٤١٢) ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ١٤٠٦ ، وثقات ابن حبان : ٧ / ٢٢١ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٣٠ ، وموضح أوهام الجمع والتفريق : ٢٩٣ ، والجمع لابن القيسراني : ١ / ٣٧٣ ، وسير أعلام النبلاء : ٦ / ٢٥٠ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٤٢٨٢ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٠٨ ، وتاريخ الإسلام : ٦ / ١١٠ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٦٤٢٧ ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٧٦ ، وتهذيب التهذيب : ٨ / ٩٢ ـ ٩٣ ، والتقريب : ٢ / ٧٧ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٣٥٧.

١٦٢

كان عندنا ، أشبهك بعمرو بن قيس الملائي ، قال أبو زكريا : ويقال إنه كان من الأبدال.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي قال : حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : وعمرو بن قيس الملائي كوفي ثقة من كبار الكوفيين ، متعبد. وكان سفيان يأتيه يسلم عليه يتبرك به ، وكان يبيع الملاء. كان إذا نظر إلى أهل السوق مكسدين قال : إني لأرحم هؤلاء المساكين ، لو أن أحدهم إذا كسد في الدنيا ذكر الله ، تمنى يوم القيامة أنه كان أكثر أهل الدنيا كسادا.

وقال أبو مسلم : حدثني أبي عن أبيه عبد الله قال : جاءت امرأة إلى عمرو بن قيس بثوب ، فقالت : يا أبا عبد الله اشتر هذا الثوب ، واعلم أن غزله ضعيف قال : فكان إذا جاءه إنسان فعرضه عليه فقال : إن صاحبته أخبرتني أنه كان في غزله ضعف ، حتى جاءه رجل فاشتراه ، قال : قد أبرأناك منه.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبار ، حدّثنا يوسف الصّفّار ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأسديّ قال : سمعت أبا خالد الأحمر يقول : سمعت عمرو بن قيس الملائي يقول : إذا بلغك شيء من الخير فاعمل به ولو مرة تكن من أهله.

أخبرني عليّ بن الحسن بن محمّد الدّقّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصابوني ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : وسمعته ـ يعني أبا عبد الله أحمد بن حنبل ـ يقول : عمرو بن قيس الملائي ثقة.

أخبرنا عليّ بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي ، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن أبي الدنيا ، حدثني محمّد بن الحسين ، حدّثنا عمر بن حفص بن غياث ، حدثني أبي قال : لما احتضر عمرو بن قيس الملائي بكي ، فقال له أصحابه : علام تبكي؟ من الدنيا ، فو الله لقد كنت تبقى منغص العيش أيام حياتك!! فقال : والله ما أبكي على الدنيا ، إنما أبكي خوفا أن أحرم من الآخرة.

أخبرني هبة الله ابن الحسن الطبري ، أخبرنا عبيد الله بن أحمد ـ هو المقرئ ـ أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا أبو العبّاس عيسى بن إسحاق السائح ، حدّثنا أبي ، حدّثنا أبو خالد قال : لما مات عمرو بن قيس الملائي ، رأوا الصحراء مملوءة رجالا عليهم ثياب

١٦٣

بياض ، فلما صلّى عليه ودفن لم ير في الصحراء أحد ، فبلغ ذلك أبا جعفر ، فقال لابن سيرين وابن أبي ليلى : ما منعكما أن تذكرا هذا الرجل لي؟ فقالا : كان يسألنا أن لا نذكره لك.

أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، أخبرنا محمّد بن المظفّر ، أخبرنا عليّ بن أحمد بن سليمان المصري ، أخبرنا أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يحيى بن معين قال : عمرو بن قيس الملائي ثقة.

قرأت على البرقاني عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ابن عون خير من عمرو بن قيس الملائي ، وعمرو بن قيس رجل صالح مات هاهنا ـ يعني ببغداد ـ زعموا كان راجعا من الجبل.

قلت : ذكر أبو داود السجستاني أن عمرا مات بسجستان.

أخبرني العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سمعت أبا داود يقول : عمرو بن قيس الملائي مات بسجستان.

٦٦٥٢ ـ عمرو بن عبيد بن باب ، أبو عثمان :

وباب من سبى فارس مولى لآل عرادة قوم (١) من بلعدوية من حنظلة تميم. كان

__________________

٦٦٥٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٤٠٦ (٢٢ / ١٢٣). وطبقات ابن سعد : ٧ / ٢٧٣ ، وتاريخ الدوري : ٢ / ٤٤٩ ، وعلل أحمد : ١ / ١٣٢ ، ١٥٢ ، ٣٨٤ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٦ / الترجمة ٢٦٠٨ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ٥٨ ، ٧١ ، وضعفاؤه الصغير ، الترجمة ٢٦٢ ، وأحوال الرجال للجوزجاني ، الترجمة ١٦٩ ، وسؤالات الآجرى لأبى داود : ٣ / ٣٠٩ ، و ٤ / الورقة ٣ ، و ٥ / الورقة ٤٦ ، والمعرفة ليعقوب : ١ / ١٢٨ ، و ٢ / ١٢٦ ، ٢٦٠ ، ٢٦١ ، ٢٦٢ ، ٢٦٣ ، و ٣ / ٣٦٥ ، ٣٩٠ ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي : ٤٦٨ ، وضعفاء النسائي ، الترجمة ٤٤٥ ، وضعفاء العقيلي ، الترجمة ١٥٤ ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ١٣٦٥ ، والمراسيل : ١٤٨ ، والمجروحين لابن حبان : ٢ / ٦٩ ، والكامل لابن عدى : ٢ / الورقة ٢٢٢ ، وكشف الأستار (٥٥٧) ، وضعفاء الدارقطنيّ ، الترجمة ٤٠١ ، وضعفاء أبى نعيم ، الترجمة ١٦٤ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٢٠ ، وسير أعلام النبلاء : ٦ / ١٠٤ ، والعبر : ١ / ١٩٣ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٠٤ ، وتاريخ الإسلام : ٦ / ١٠٧ ، وجامع التحصيل ، الترجمة ٥٧٧ ، وغاية النهاية : ٦٠٢ ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٧٤ ، وتهذيب التهذيب : ٨ / ٧٠ ـ ٧٥ ، والتقريب : ٢ / ٧٤ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٣٣٧ ، وشذرات الذهب : ١ / ٢١٠. والمنتظم ٨ / ١٦٦.

(١) تحرف في المطبوعة إلى «قدم».

١٦٤

عمرو يسكن البصرة وجالس الحسن البصريّ وحفظ عنه ، واشتهر بصحبته ، ثم أزاله واصل بن عطاء عن مذهب أهل السنة. فقال بالقدر ، ودعا إليه واعتزل أصحاب الحسن ، وكان له سمت (٢) وإظهار زهد ، ويقال إنه قدم بغداد على أبي جعفر المنصور ، وقيل إنه اجتمع مع المنصور بغير بغداد ، والله أعلم ، إلا أنا نذكره على ما روى لنا في ذلك.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : وعبيد أبو عمرو كان نسّاجا ، ثم تحول شرطيّا للحجاج ، وهو من سبى سجستان.

أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن عليّ الصيمري ، حدّثنا محمّد بن عمران ابن موسى الكاتب ، أخبرني عليّ بن هارون ، أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه عن عقبة بن هارون قال : دخل عمرو بن عبيد على أبي جعفر المنصور ـ وعنده المهديّ بعد أن بايع له ببغداد ـ فقال : يا أبا عثمان عظني. فقال : إن هذا الأمر الذي أصبح في يدك لو بقي في يد غيرك ممن كان قبلك لم يصل إليك ، فأحذرك ليلة تمخض بيوم لا ليلة بعده ، وأنشد :

يا أيهذا الذي قد غره الأمل

ودون ما يأمل التنغيص والأجل

ألا ترى أنما الدنيا وزينتها

كمنزل الركب حلوا ثمت ارتحلوا

حتوفها رصد ، وعيشها نكد

وصفوها كدر ، وملكها دول

تظل تفزع بالروعات ساكنها

فما يسوغ له لين ولا جذل

كأنه للمنايا والردى غرض

تظل فيه بنات الدهر تنتضل

تديره ـ ما أدارته ـ دوائرها

منها المصيب ومنها المخطئ الزلل

والنفس هاربة والموت يرصدها

فكل عثرة رجل عندها جلل

والمرء يسعى بما يسعى لوارثه

والقبر وارث ما يسعى له الرجل

قال : فبكى المنصور.

وأخبرني الصيمري وعليّ بن أيّوب القمي قال الصيمري : حدّثنا وقال الآخر : أخبرنا أبو عبد الله المرزباني ، أخبرنا محمّد بن الحسن بن دريد ، حدّثنا أبو عليّ عسل ابن ذكوان العسكري ـ بعسكر مكرم ـ قال : حدثني بعض أهل الأدب عن صالح بن سليمان عن الفضل بن يعقوب بن عبد الرّحمن بن عياش بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب.

__________________

(٢) في المطبوعة : «وكان له سمعة».

١٦٥

قال المرزباني : وحدثني أبو الحسين عبد الواحد بن محمّد الخصيبيّ وأحمد بن محمّد المكي قالا : حدّثنا أبو العيناء محمّد بن القاسم ، حدثني الفضل بن يعقوب الهاشميّ ثم الربعي قال : حدّثنا عمي إسحاق بن الفضل قال : بينا أنا على باب المنصور. قال المرزباني وحدثني عبد الله بن مرزوق ، حدّثنا محمّد بن زكريا الغلابي ، حدّثنا رجاء بن سلمة ، حدّثنا عبد الله بن إسحاق الهاشميّ عن أبيه إسحاق بن الفضل قال : إني لعلى باب المنصور ـ وإلى جنبي عمارة بن حمزة ، إذ طلع عمرو بن عبيد على حمار ، فنزل عن حماره ونجل (٣) البساط برجله وجلس دونه ، فالتفت إلىّ عمارة فقال : لا تزال بصرتكم ترمينا منها بأحمق ، فما فصل كلامه من فيه ، حتى خرج الربيع وهو يقول : أبو عثمان عمرو بن عبيد ، قال : فو الله ما دل على نفسه حتى أرشد إليه ، فأتكأه يده ثم قال له : أجب أمير المؤمنين ، جعلني الله فداك ، فمر متوكئا عليه ، فالتفتّ إلى عمارة فقلت إن الرجل الذي قد استحمقت قد دعى وتركنا. فقال : كثيرا ما يكون مثل هذا ، فأطال اللبث ثم خرج الربيع وعمرو متوكئ عليه ، وهو يقول : يا غلام حمار أبي عثمان ، فما برح حتى أقره على سرجه ، وضم إليه نشر ثوبه واستودعه الله. فأقبل عمارة على الربيع. فقال : لقد فعلتم اليوم بهذا الرجل فعلا لو فعلتموه بولي عهدكم لكنتم قد قضيتم حقه ، قال : فما غاب عنك والله مما فعله أمير المؤمنين أكثر وأعجب! قال : فإن اتسع لك الحديث فحدثنا ، فقال : ما هو إلا أن سمع أمير المؤمنين بمكانه ، فما أمهل حتى أمر بمجلس ففرش لبودا ، ثم انتقل هو والمهدي ، وعلى المهديّ سواده وسيفه ، ثم أذن له ، فلما دخل سلم عليه بالخلافة فرد عليه ، وما زال يدنيه حتى أتكأه فخذه ، وتحفى به ثم سأله عن نفسه وعن عياله فسماهم رجلا رجلا ، وامرأة امرأة ، ثم قال : يا أبا عثمان عظني ، فقال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (وَالْفَجْرِ. وَلَيالٍ عَشْرٍ. وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ. وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ. هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ. أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ. إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ. الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ. وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ. وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ. الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ. فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ. إِنَّ رَبَّكَ) يا أبا جعفر (لَبِالْمِرْصادِ) [الفجر ١ ـ ١٤] قال : فبكى بكاء شديدا كأنه لم يسمع تلك الآيات إلا تلك الساعة ، وقال : زدني. فقال : إن الله قد أعطاك الدنيا بأسرها ، فاشتر

__________________

(٣) بهامش الصميصاطية : «النجل» بفتح النون وسكون الجيم «الرمي».

١٦٦

نفسك منه ببعضها ، واعلم أن هذا الأمر الذي صار إليك إنما كان في يد من كان قبلك ، ثم أفضى إليك ، وكذلك يخرج منك إلى من هو بعدك ، وإني أحذرك ليلة تمخض صبيحتها عن يوم القيامة. قال : فبكى والله أشد من بكائه الأول ، حتى جف جفناه ، فقال له سليمان بن مجالد : رفقا بأمير المؤمنين قد أتعبته منذ اليوم. فقال له عمرو : بمثلك ضاع الأمر وانتشر ، لا أبا لك ، وما ذا خفت على أمير المؤمنين أن بكى من خشية الله؟! فقال له أمير المؤمنين : يا أبا عثمان أعني بأصحابك أستعن بهم ، قال : أظهر الحق يتبعك أهله ، قال : بلغني أن محمّد بن عبد الله بن حسن بن حسن ـ وقال ابن دريد إن عبد الله بن حسن ـ كتب إليك كتابا ، قال : قد جاءني كتاب يشبه أن يكون كتابه ، قال : فبم أجبته؟ قال : أوليس قد عرفت رأيي في السيف أيام كنت تختلف إلينا ، إني لا أراه ، قال : أجل لكن تحلف لي ليطمئن قلبي ، قال : لئن كذبتك تقية ، لأحلفن لك تقية. قال : والله والله أنت الصادق البر ، قد أمرت لك بعشرة آلاف درهم تستعين بها على سفرك وزمانك ، قال : لا حاجة لي فيها. قال : والله لتأخذنها ، قال : والله لا أخذتها. فقال له المهديّ : يحلف أمير المؤمنين وتحلف؟! فترك المهديّ وأقبل على المنصور فقال : من هذا الفتى؟ فقال : هذا ابني محمّد ، وهو المهديّ ولي العهد. قال : والله لقد أسميته اسما ما استحقه عمله ، وألبسته لبوسا ما هو من لبوس الأبرار ، ولقد مهدت له أمرا ما يكون به أشغل ما يكون عنه ، ثم التفت إلى المهديّ ، فقال : يا ابن أخي إذا حلف أبوك حلف عمك ، لأن أباك أقدر على الكفارة من عمك. ثم قال [المنصور] : يا أبا عثمان هل من حاجة؟ قال : نعم! قال : وما هي؟ قال : لا تبعث إلىّ حتى آتيك. قال : إذا لا نلتقي ، قال عن حاجتي سألتني قال : فاستحفظه الله وودعه ونهض ، فلما ولى أمدّه بصره وهو يقول :

كلكم يمشي رويد

كلكم يطلب صيد

غير عمرو بن عبيد

أخبرني الصيمري ، حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى ، أخبرني أبو ذر القراطيسي ، حدّثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أبو نعيم قال : حدثني عبد السّلام بن حرب قال : قدم أبو جعفر المنصور البصرة ، فنزل عند الجسر الأكبر ، فبعث إلى عمرو بن عبيد ، فجاءه ، فأمر له بمال ، فأبى أن يقبله ، فقال المنصور : والله لتقبلنه ، فقال لا والله لا أقبله ، فقال له المهديّ : يحلف عليك أمير المؤمنين لتقبلنه فتحلف أن لا

١٦٧

تقبله؟! فقال : أمير المؤمنين أقوى على كفارة اليمين من عمك. فقال له المنصور : يا أبا عثمان سل حاجتك. فقال : أسألك أن لا تدعوني حتى آتيك. ولا تعطيني حتى أسألك. قال : يا أبا عثمان علمت أني جعلت هذا ولي عهد؟ قال : يا أمير المؤمنين يأتيه الأمر يوم يأتيه وأنت مشغول. قال يا أبا عثمان ذكرنا ، قال : أذكرك ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة. وروى أن هذه القصة كانت بالكوفة ، وأن هناك اجتمع المنصور وعمرو بن عبيد ، وروى أنهما اجتمعا في هذه القصة بنهر ميمون ، وقيل ببغداد ، والله أعلم.

وإذ قد ذكرنا عمرو بن عبيد في هذه الكتاب فنحن نسوق ما انتهت إلينا الروايات به من قول أهل العلم فيه.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا أبو بكر الحميدي قال : قال سفيان : رأى الحسن أيّوب فقال : هذا سيد شباب أهل البصرة ، قال ورأى عمرو بن عبيد يوما ، فقال : هذا سيد شباب أهل البصرة ، إن لم يحدث.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي ، حدّثنا فهد بن حيان القيسي. وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، وابن الفضل قالا : أخبرنا دعلج بن أحمد قال : حدّثنا ـ وفي حديث ابن الفضل أخبرنا ـ أحمد بن عليّ الأبار ، حدّثنا الحسن بن عليّ ، حدّثنا فهد بن حيان ، حدّثنا سعيد بن راشد المازني قال : سمعت الحسن يقول : سيد شباب البصرة أيّوب ، وأوعى علمهم قتادة ، ونعم الفتى عمرو بن عبيد إن لم يحدث. هذا لفظ دعلج ، وزاد قال : وأحدث والله أعظم الحدث.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن حسنون النرسي ، أخبرنا عليّ بن عمر الحربي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، حدّثنا معاذ بن معاذ قال : سمعت عمرو بن عبيد يقول : إن كانت : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) [المسد ١] في اللوح المحفوظ فما لله على ابن آدم حجة.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي ، وأبو عليّ بن الصواف ، وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا : حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي قال : حدّثنا معاذ قال : كنت عند عمرو بن عبيد.

١٦٨

وأخبرنا ابن الفضل ـ واللفظ له أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدثني أبو بشر ـ وهو بكر بن خلف ـ حدّثنا معاذ بن معاذ قال : كنت جالسا عند عمرو بن عبيد ، فأتاه رجل يقال له عثمان أخو السمري ، فقال : يا أبا عثمان سمعت والله اليوم بالكفر ، فقال : لا تعجل بالكفر ، وما سمعت؟ قال : سمعت هاشما الأوقصي يقول : إن (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) [المسد ١] وقوله : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) [المدثر ١١] ، (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ) [المدثر ٢٦] إن هذا ليس في أم الكتاب ، والله تعالى يقول : (حم. وَالْكِتابِ الْمُبِينِ. إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) [الزخرف ١ ـ ٤] فما الكفر إلا هذا يا أبا عثمان؟ فسكت عمرو هنية ، ثم أقبل علىّ فقال : والله لو كان القول كما يقول ما كان على أبي لهب من لوم ، ولا على الوحيد من لوم. قال : يقول عثمان ذاك؟ هذا والله الدين يا أبا عثمان. قال معاذ : فدخل بالإسلام وخرج بالكفر ، أو كما قال.

أخبرنا عبد الرّحمن بن عبيد الله الحربي ، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثنا أبو هاشم ـ زياد بن أيّوب ـ حدّثنا سعيد بن عامر قال : سمعت أبا بحر البكراوي قال : قال رجل لعمرو بن عبيد ـ وقرأ عنده هذه الآية : (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ. فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) [البروج ٢١ ، ٢٢] ـ فقال له : أخبرني عن (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) كانت في اللوح المحفوظ؟ فقال : ليس هكذا كانت ، قال وكيف كانت؟ فقال : تبت يدا من عمل بمثل ما عمل أبو لهب ، فقال له الرجل : هكذا ينبغي أن تقرأ إذا قمنا إلى الصّلاة ، فغضب عمرو. فتركه حتى سكن ، ثم قال له : يا أبا عثمان ، أخبرني عن (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) كانت في اللوح المحفوظ؟ فقال ليس هكذا كانت. قال فكيف كانت؟ قال: تبت يدا من عمل بمثل ما عمل أبو لهب ، قال : فردد عليه ، فقال عمرو : إن علم الله ليس بشيطان ، إن علم الله لا يضر ولا ينفع.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبا عامر عبد الوهّاب بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسال يقول : سمعت أبي يقول : سمعت مسبح بن حاتم البصريّ يقول : سمعت عبيد الله بن معاذ العنبري يقول : سمعت أبي يقول : سمعت عمرو بن عبيد يقول ـ وذكر حديث الصادق المصدوق ـ فقال : لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذبته ، ولو سمعت زيد بن وهب يقول هذا ما أجبته ، ولو سمعت عبد الله بن

١٦٩

مسعود يقول هذا ما قبلته ، ولو سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول هذا لرددته ، ولو سمعت الله تعالى يقول هذا لقلت له : ليس على هذا أخذت ميثاقنا.

أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال : سمعت جعفر بن محمّد بن الحسن يقول : سمعت عمرو بن عليّ يقول : سمعت معاذ بن معاذ ـ وذكر قصة عمرو بن عبيد إن كانت (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) في اللوح المحفوظ فما على أبي لهب من لوم ، قال أبو حفص ـ يعني عمرو بن عليّ ـ فذكرته لوكيع بن الجرّاح فقال : من قال هذا القول استتيب ، فإن تاب وإلا ضربت عنقه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، والحسن بن أبي بكر قالا : حدّثنا أحمد بن سليمان بن أيّوب العبادانيّ.

وأخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار قالا : حدّثنا محمّد بن عبد الملك ـ قال الصّفّار : ابن مروان الواسطيّ ، وقال العبادانيّ : الدقيقي ـ حدّثنا سعيد بن عامر ، حدّثنا حرب بن ميمون عن خويل ختن شعبة بن الحجّاج قال : كنت عند يونس بن عبيد ، فجاء رجل فقال يا أبا عبد الله ، تنهانا عن مجالسة عمرو بن عبيد؟ وقد دخل عليه ابنك قبل ، فقال : ابني؟ قال نعم ، فتغيظ يونس ، فلم أبرح حتى جاء ابنه ، فقال : يا بني قد عرفت رأيي في عمرو ثم تدخل عليه؟ فجعل يعتذر قال : كان معي فلان فقال : يونس أنهاك عن الزنا ، والسرقة ، وشرب الخمر ، فلأن تلقي الله بهن أحب من أن تلقاه برأي عمرو وأصحابه. وقال الصّفّار : وأصحاب عمرو ـ يعني القدرية ـ قال سعيد بن عامر : ما رأينا رجلا قط كان أفضل منه ـ يعني يونس ـ قال سعيد بن عامر: وأهل البصرة على ذا ، واللفظ للعباداني.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهانيّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدّثنا أبو غالب عليّ بن أحمد بن النضر ، حدّثنا محمّد بن السمت البصريّ ، حدّثنا سعيد بن عامر أن يونس بن عبيد وقف ومعه ابنه على عمرو ابن عبيد قال : فأقبل على ابنه فقال له : يا بني أنهاك عن السرقة ، وأنهاك عن الزنا ، وأنهاك عن شرب الخمر ، والله لأن تلقي الله بهن خير من أن تلقاه برأي هذا وأصحابه ـ يشير إلى عمرو بن عبيد ـ قال : فقال عمرو : ليت القيامة قامت بي وبك الساعة ، فقال يونس بن عبيد : (يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها) [الشورى ١٨].

١٧٠

كتب إلى عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقيّ ـ وحدثناه عبد العزيز بن أبي طاهر عنه ـ قال أخبرنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله البجلي ، حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو قال : سمعت أبا مسهر يقول : سمعت عيسى بن يونس يقول : سلم عمرو بن عبيد على ابن عون فلم يرد عليه ، وجلس إليه فقام عنه.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي ، وأبو عليّ بن الصواف ، وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا : أخبرنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدّثنا معاذ ابن معاذ ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ـ يعني ابن علية ـ قال : جاءني عبد العزيز الدباغ ـ يعني ابن المختار ـ وقال لي : إني قد أنكرت وجه ابن عون ، فلا أدري ما شأنه؟ قال فذهبت معه إلى ابن عون فقلت : يا أبا عون ، ما شأن عبد العزيز؟ قال أخبرني قتيبة صاحب الحرير أنه رآه يمشي مع عمرو بن عبيد في السوق ، قال : فقال عبد العزيز إنما سألته عن شيء ، والله ما أحب رأيه. قال وتسأله أيضا؟

أخبرنا عبد الرّحمن بن عبد الله الحربي ، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبو سعيد الأشج ، حدّثنا الهيثم بن عبيد الله ، حدّثنا حمّاد ابن زيد قال : كنت مع أيّوب ويونس وابن عون وغيرهم ، فمر بهم عمرو بن عبيد ، فسلم عليهم ووقف ، وقفة فما ردوا عليه ، ثم جاز فما ذكروه.

وقال عبد الله بن أحمد : حدثني أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا سعيد بن عامر ، حدّثنا سلام بن أبي مطيع قال : قال سعيد لأيوب : يا أبا بكر إن عمرو بن عبيد قد رجع عن قوله ، قال سلام وكان الناس قد قالوا ذلك تلك الأيام أنه قد رجع ، قال انه لم يرجع ، قالها غير مرة. ثم قال أيّوب ما سمعت إلى قوله ـ يعني في الحديث ـ «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم على فوقه ، إنه لا يرجع أبدا» (٤).

أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عليّ بن محمّد المصري ، حدّثنا نصر بن عمار التنيسي ، حدّثنا إبراهيم بن موسى الرّازي عن محمّد بن ثور عن معمر قال : كان أيّوب إذا ذكر عمرو بن عبيد قال ما فعل المقيت ، ما فعل المقيت.

أخبرنا [بن] (٥) الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، أخبرنا يعقوب ، حدّثنا

__________________

(٤) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٧١

سليمان ، حدّثنا سلام بن أبي مطيع قال : قال لي أيّوب كيف تثق بحديث رجل لا تثق بدينه؟ ـ يعني عمرو بن عبيد ـ وقال يعقوب قال سليمان بن حرب : حدّثنا حمّاد بن زيد قال : جلس عمرو بن عبيد وشبيب بن شيبة ليلة يتخاصمون إلى طلوع الفجر ، قال : فما صلوا ليلتئذ ركعتين ، قال : وجعل عمرو يقول هيه أبا معمر؟ هيه أبا معمر.

أخبرنا الهيثم بن محمّد الخراط ـ بأصبهان ـ أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي قال : بلغني عن ابن عيينة. قال : قدم أيّوب وعمرو بن عبيد مكة فطاف أيّوب حتى أصبح ، وخاصم عمرو حتى أصبح.

أخبرنا أبو الحسن محمّد عبد الواحد بن عليّ البزّاز ، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف ، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي ، حدّثنا العبّاس بن الفرج ـ هو الرياشي ـ حدّثنا الأصمعي قال : قيل لأيوب إن فلانا قال : آتى عمرو بن عبيد أجد عنده شيئا غامضا. قال : من الغامض أفر.

أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال حدثني شيخ. قال قيل لعبيد بن باب أبي عمرو بن عبيد ـ وكان من حرس السجن ـ إن ابنك يختلف إلى الحسن ، ولعله أن يكون ، قال وأي خير يكون من ابني ، وقد أصبحت أمه من غلول ، وأنا أبوه؟

حدثني الأزهري ، حدّثنا عليّ بن محمّد الورّاق ، حدّثنا أبو يزيد خالد بن النضر ـ بالبصرة ـ حدّثنا نصر بن عليّ ، حدّثنا الأصمعي ، حدّثنا أبو عوانة. قال : ما رأيت عمرو بن عبيد قط ولا جالسته إلا مرة واحدة ، فتكلم وطول ، ثم قال : لو نزل ملك من السماء ما زادكم على هذا.

أخبرنا عبد الله بن أحمد الأصبهانيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال : حدّثنا معاذ بن المثنّى ، حدّثنا محمّد بن المنهال ، حدّثنا يزيد بن زريع ، حدّثنا أبو عوانة ـ غير مرة ـ قال : شهدت عمرو بن عبيد ـ وأتاه واصل الغزّال ، قال : وكان خطيب القوم ـ يعني المعتزلة ـ فقال عمرو : تكلم يا أبا حذيفة ، فخطب فأبلغ ، قال ثم سكت ، فقال عمرو : ترون لو أن ملكا من الملائكة ـ أو نبيّا من الأنبياء ـ كان يزيد على هذا؟

وأخبرنا عبد الله ، حدّثنا الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن بشر بن مطر ، حدّثنا سوار بن عبد الله ، حدّثنا الأصمعي عبد الملك بن قريب. قال : جاء عمرو بن عبيد إلى أبي عمرو بن العلاء ، فقال : يا أبا عمرو يخلف الله وعده؟ قال : لا! قال : أفرأيت إن وعده

١٧٢

على عمل عقابا يخلف وعده؟ فقال أبو عمرو بن العلاء : من العجمة أتيت يا أبا عثمان ، إن الوعد غير الوعيد إن العرب لا تعد خلفا ولا عارا. إن تعد شرا ثم لا تفعله ، ترى إن ذاك كرما وفضلا ، إنما الخلف أن تعد خيرا ثم لا تفعله ، قال : فأوجدني هذا في كلام العرب. قال أما سمعت إلى قول الأول :

لا يرهب ابن العم ما عشت صولتي

ولا أختشي من خشية المتهدد

وإني وإن أوعدته أو وعدته

لمخلف إيعادي ومنجز موعدي

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثني عليّ بن عبد الله بن جعفر المديني. قال : قال يحيى بن سعيد : كان عمرو بن عبيد يقول : في حديث سمرة «ثلاث سكتات» قال يحيى فقلت له عن سمرة ، فقال ما يصنع بسمرة ، فعل الله بسمرة. وقال عليّ في موضع آخر سمعته يقول ، قلت لعمرو في حديث السكتتين عن سمرة ، قال : ما أرجو بسمرة؟ فعل الله بسمرة.

حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن عليّ السوذرجاني ـ بأصبهان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن عليّ بن بحر ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن عليّ قال سمعت يحيى يقول : قلت لعمرو بن عبيد : كيف حديث الحسن عن سمرة ـ يعني في السكتتين في التكبير ـ فقال : ما نصنع بسمرة ، قبح الله سمرة.

وأخبرنا السوذرجاني ، أخبرنا ابن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن عليّ بن بحر.

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر ـ واللفظ له ـ أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ، حدّثنا الحسن بن عليل. قالا : حدّثنا عمرو بن عليّ قال سمعت معاذ بن معاذ يقول : قلت لعمرو بن عبيد : كيف حديث الحسن أن عثمان ورّث امرأة عبد الرّحمن بعد انقضاء العدة؟ فقال : إن عثمان لم يكن [صاحب] (٦) سنة.

أخبرنا عبد الله بن أحمد الأصبهانيّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا عبيد بن عبد الواحد البزّار ، أخبرنا نعيم بن حمّاد ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ابن دينار ، عن جابر بن عبد الله. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يخرج قوم من النار بعد ما

__________________

(٦) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٧٣

امتحشوا فيدخلون الجنة» فقال عمرو بن دينار قال عبيد بن عمير قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة» قال : فقال له رجل : يا أبا عاصم ما هذا الحديث الذي تحدث به؟ قال : فقال عبيد بن عمير : إياك أعني يا علج ، فلو لم أسمعه من ثلاثين رجلا من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما حدثته. قال سفيان : فقدم علينا عمرو ابن عبيد ومعه رجل تابع له على هواه فدخل عمرو بن عبيد الحجر يصلى فيه ، وخرج صاحبه على عمرو بن دينار وهو يحدث هذا عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال فرجع إلى عمرو بن عبيد فقال له : يا ضال ، أما كنت تخبرنا أنه لا يخرج أحد من النار؟ قال : بلى! قال فهو ذا عمرو بن دينار يذكر أنه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة» قال : فقال عمرو بن عبيد : هذا له معنى لا تعرفه ، قال : فقال الرجل : وأى معنى يكون لهذا؟ قال : ثم قلب ثوبه من يومه وفارقه.

أخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي محمّد بن ماسى حدثكم محمّد بن عبدوس ، حدّثنا أبو معمر ، حدّثنا سفيان : قال قال لي عمرو بن عبيد : أليس قد نهاك أبوك عن مجالستي؟ قال قلت نعم! قال : وكان لعمرو بن عبيد ابن أخ يجالسه يقال له فضالة ، وكان مخالفا له ، فضرب عمرو على فخذه وقال : يا فضالة حتى متى أنت على ضلالة؟ قال سفيان : وكان هو والله على الضلالة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ومحمّد بن عمر النرسي. قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن غالب ، حدّثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل ، حدّثنا بكر بن حمدان قال : سمعت عمرو بن عبيد يقول : لا يعفى عن اللص دون السلطان. قال فحدثته بحديث صفوان بن أمية فقال لي : أتحلف بالله الذي لا إله إلا هو أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاله؟ فقلت : تحلف بالله الذي لا إله إلا هو أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يقله؟ قال : فحلف ، قال : فأتيت ابن عون فحدثته ، فلما عظمت الحلقة قال : يا بكر حدث القوم.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا سليمان بن حرب قال : حدّثنا بكر قال : جلست إلى عمرو بن عبيد في أصحاب البصريّ فقال : لا يعفي عن السارق قال فقلت : أين حديث صفوان؟ فقال لي : تحلف أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال هذا؟ قال فقلت فتحلف أنت أنه لم يقل؟ فحلف بالله أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يقل : قال فذكرت ذلك لابن عون ، قال فكان بعد ذلك يقول يا بني حدث القوم.

١٧٤

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت هارون بن سليمان الأصبهانيّ قال : سمعت أبا حفص ـ يعني الفلاس ـ قال سمعت الأفطس يقول : سمعت عمرو بن عبيد يقول : لو أن عليّا وعثمان وطلحة والزبير شهدوا عندي على شراك نعل ما أجزته.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي ، حدّثنا الحسن بن عليل ، حدّثنا عمرو بن عليّ قال : سمعت عبد الله بن سلمة الأفطس يقول : سمعت عمرو بن عبيد يقول : والله لو شهد عندي عليّ ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير على سواك ما أجزته.

أخبرنا عبد الله بن أحمد الأصبهانيّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا معاذ بن المثنّى ، حدّثنا محمّد بن المنهال ، حدّثنا يزيد بن زريع ، حدّثنا أبو عوانة قال : لقيت ذات يوم رجلا من المعتزلة من أصحاب عمرو بن عبيد ، قال : فقلت : أيما خير ، عمرو بن عبيد ، أو قتادة؟ قال : عمرو ، قال قلت له : أيما خير ، عمرو أو الحسن؟ قال عمرو ، قال : قلت أيما خير ، عمرو أو ابن عمر؟ قال : هاه هاه ـ ووقف.

وأخبرنا عبد الله ، حدّثنا الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن غانم ، حدّثنا هدبة ، حدثني حزم ، حدّثنا عاصم الأحول قال : جلست إلى قتادة فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه ، فقلت له : يا أبا الخطّاب إني أرى العلماء يقع بعضهم في بعض! فقال : يا أحول ، أولا تدري أن الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي لها أن تذكر حتى تحذر؟ قال فجئت من عند قتادة وأنا مهتم بقوله في عمرو بن عبيد ، وما رأيت من نسك عمرو بن عبيد ، فوضعت رأسي في نصف النهار ، فإذا أنا بعمرو بن عبيد في النوم والمصحف في حجره ، وهو يحك آية من كتاب الله ، فقلت : سبحان الله تحك آية من كتاب الله؟ فقال : إني سأعيدها ، فتركته حتى حكها فقلت له : أعدها ، فقال : لا أستطيع.

أخبرنا الحسين بن يوسف بن الإسكاف وعبد الرحمن بن عبيد الله الحربي قالا : حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، حدثني الحسن بن عبد الرّحمن بن العريان عن ابن عون عن ثابت البناني.

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق ، حدّثنا الحسن بن عليل ، حدّثنا عمرو بن عليّ ، حدّثنا موسى بن إسماعيل عن سليمان بن المغيرة عن ثابت

١٧٥

قال : رأيت عمرو بن عبيد في المنام وهو يحك المصحف ، فقلت : ما تصنع؟ قال : أثبت مكانه خيرا منه. وفي حديث سليمان بن المغيرة ـ يحك آية من المصحف ، فقلت له ، قال أجعل مكانها خيرا منها.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد بن عليّ البزّاز ، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف ، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي ، حدّثنا العبّاس بن الفضل ، حدّثنا الأصمعي عن حمّاد بن زيد قال : مررت أنا وجرير بن حازم بأبي عمرو بن العلاء ، فدفع إلى جرير رقعة ، فنظر فيها ، فقال له : ينبغي لصاحب هذه أن يسلسل. قال : فقال : هذه رقعة عمرو بن عبيد.

أخبرنا عبد الرّحمن الحربي ، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدثني محمّد بن عبد الله المخرمي.

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا محمّد بن عبد الله المخرمي ، حدّثنا زكريا بن عدي ، حدّثنا ابن المبارك عن معمر قال : ما عددت عمرا عاقلا قط.

أخبرنا عبد الرّحمن الحربي ، حدّثنا أحمد بن سلمان وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي وأبو عليّ بن الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدّثنا عفّان ، حدّثنا ـ وفي حديث سلمان حدثني ـ همّام ، حدّثنا مطر قال : لقيني عمرو بن عبيد فقال : والله اني وإياك لعلى أمر واحد ، قال : وكذب والله ، إنما عنى على الأرض. قال وقال مطر : والله ما أصدقه في شيء.

حدّثنا عبد الله بن أحمد بن عليّ السوذرجاني ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم القطّان ، حدّثنا أبو عليّ الداركي ، حدّثنا محمّد بن حميد ، حدّثنا حكام بن سلم عن أبي جعفر الخراسانيّ قال : كنت مع مطر الورّاق ، فانتهينا إلى عمرو بن عبيد. فقال مطر : يا عمرو إلى متى تضل؟

أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدّل ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا عمرو بن عاصم ، حدثني جدي عبيد الله بن الوازع ابن ثور قال لأيوب السختياني : يا أبا بكر ، إن عمرو بن عبيد حدث عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قنت حتى مات ، ويحدث به عن يزيد الرقاشي عن أنس؟ قال أيّوب : كذب عمرو على الحسن.

١٧٦

حدثني حميد بن هلال عن أبي الأحوص قال : قال عبد الله : إن الله أعاننا على الكذابين بالنسيان.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا أحمد بن حنبل ، حدّثنا عفّان ، حدّثنا حمّاد بن سلمة قال : كان حميد من أكفهم عنه ، قال فجاء ذاك يوم إلى حميد ، قال فحدثنا حميد بحديث ، قال : فقال عمرو كان الحسن يقوله. قال فقال لي حميد : لا تأخذ عن هذا شيئا ، فإن هذا يكذب على الحسن ، كان يأتي الحسن بعد ما أسن فيقول يا أبا سعيد ، أليس تقول كذا وكذا للشيء الذي ليس من قوله فيقول الشيخ برأسه هكذا.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر قال : حدّثنا يعقوب ، حدّثنا سليمان ابن حرب.

وأخبرني عبد الرّحمن الحربي ، حدّثنا أحمد بن سلمان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدّثنا سليمان بن حرب ، حدّثنا حمّاد بن زيد قال : قيل لأيوب إن عمرا روى عن الحسن قال : لا يجلد السكران من النبيذ؟ فقال : كذب ، أنا سمعت الحسن يقول يجلد السكران من النبيذ لفظ ابن حنبل.

وقال عبد الله بن أحمد حدثني أحمد ـ وهو ابن إبراهيم الدورقي ـ حدثني أبو داود عن حمّاد بن زيد قال : كنا نذكر عمرا عند أيّوب وما يروى عن الحسن ، فيقول كذب.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن المظفّر ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق المعمري ، حدّثنا محمّد ـ هو ابن المثنّى ـ حدّثنا مسلم بن إبراهيم قال : سمعت حمّاد بن زيد يقول : سمعت أيّوب يقول : ما زلنا نضعف عمرو بن عبيد.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ قال : قال أبو حفص عمرو بن عليّ سمعت معاذ بن معاذ يقول : قلت لعوف إن عمرو بن عبيد حدّثنا عن الحسن أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من حمل علينا السلاح فليس منا» (٧)

فقال : كذب عمرو ، ولكنه أراد أن يجوز هذا إلى كلامه الخبيث.

__________________

) ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٩ / ٥ ، ٦٢ ، وصحيح مسلم ، كتاب المقدمة ٢٢ ، والإيمان ١٦١ ، ١٦٣ ، ١٦٤. وفتح الباري ١٢ / ١٩٢ ، ١٣ / ٢٣.

١٧٧

أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي ، حدّثنا فهد بن حيان ، حدّثنا سليمان بن المغيرة القيسي عن يحيى البكاء قال : شهدت الحسن تأتيه مسائل من قبل عمرو بن عبيد فلا ينظر فيها ، فأقول : إنه مكذوب عليه فلا ينظر فيه.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق ، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ ، حدّثنا أبو بكر الأثرم ، حدّثنا سليمان بن حرب ، حدّثنا حمّاد بن زيد قال : قيل لأيوب إن عمرو بن عبيد روى عن الحسن أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا رأيتم معاوية على المنبر فاقتلوه» (٨). فقال : كذب عمرو.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر وأحمد بن عبد الله بن الحسين المحامليّ قالا : أخبرنا محمّد بن أحمد بن مالك الاسكافي ، حدّثنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم بن حمّاد القاضي ، حدّثنا خالد بن خداش ، حدّثنا بكر بن حمدان الرفاء قال : قيل لابن عون : إن عمرو بن عبيد يقول عن الحسن كذا وكذا. قال ابن عون : مالنا ولعمرو ، عمرو يكذب على الحسن.

حدّثنا العتيقي ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدثني جدي قال : سمعت سعيد بن عامر ـ وذكر عنده عمرو بن عبيد في شيء قاله ـ قال فقال : كذب ، وكان من الكذابين الآثمين ، وذكر سعيد يوما رجلا لم يسمه. فقال : كان المسكين بارا بأمه ، ولكنه كان مبتدعا ، فقيل له عمرو بن عبيد هو يا أبا محمّد؟ فقال : لا ولا كرامة لعمرو. كان عمرو أقل من ذاك وأرذل.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدثني محمّد بن هارون ـ أبو نشيط ـ حدثني نعيم ـ يعني ابن حمّاد ـ قال : حدثني أبو داود عن شعبة عن يونس قال : كان عمرو يكذب في الحديث.

قال نعيم : وسمعت ابن عيينة ـ مرارا ـ يقول : حدثني عمرو وكان كذّابا.

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرّزّاز ، حدّثنا هيثم بن خلف الدّوريّ ، حدّثنا محمود بن غيلان قال : سألت قريش بن أنس عن حديث من حديث عمرو بن عبيد فقال : وما تصنع به؟ فو الله لكف من تراب خير من عمرو بن عبيد.

__________________

) ـ انظر الحديث في : ميزان الاعتدال ٥٠٤٤ ، ٤١٤٩ ، ٢١٧٨. ولسان الميزان ٢ / ١٠٣٧. والكامل لابن عدى ٦ / ٢٤١٦ ، ٢ / ٥٦٩ ، ٦٢٧.

١٧٨

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الله القطّان ، حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا قريش بن أنس. وأخبرنا أبو الحسين زيد بن جعفر بن الحسين العلوي المحمّدي ، حدّثنا عليّ بن محمّد بن موسى التمار ـ بالبصرة ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن بحر العطّار ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ، حدّثنا قريش بن أنس قال : سمعت عمرو بن عبيد يقول : يؤتي بي يوم القيامة ، فأقام بين يدي الله تعالى ، فيقول لي : لم قلت إن القاتل في النار؟ فأقول أنت قلته ، ثم تلا هذه الآية : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ) [النساء ٩٣] حتى فرغ من الآية ، قلت له ـ وما في البيت أصغر مني ـ أرأيت إن قال لك فإني قد قلت (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) [النساء ٤٨ ، ١١٦] من أين علمت أنت أني لا أشاء أن أغفر لهذا؟ فما رد علىّ شيئا ، واللفظ للعلوي.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلال ، حدّثنا عبد الواحد بن عليّ اللحياني ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن عيسى الورّاق ، حدّثنا محمّد بن عليّ الجوزجاني ، حدّثنا هدبة ، حدّثنا سلام بن أبي مطيع قال : لأنا أرجي للحجاج بن يوسف مني لعمرو بن عبيد ، إن الحجّاج بن يوسف إنما قتل الناس على الدنيا ، وإن عمرو بن عبيد أحدث بدعة ، فقتل الناس بعضهم بعضا.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سمعت الحسن بن الربيع يقول : كنا نسمع الحديث من عبد الوارث ، فإذا أقيمت الصّلاة ذهبنا فلم نصل خلفه ، قال : وقيل لابن المبارك : كيف رويت عن عبد الوارث وتركت عمرو بن عبيد؟ قال : إن عمرا كان داعيا.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي قال : سمعت يوسف بن يعقوب السوسي يقول : سمعت محمّد بن إبراهيم البوسنجي يقول : سمعت كامل بن طلحة يقول قلت لحماد بن سلمة : كيف رويت عن الناس وتركت عمرو بن عبيد؟ قال : إني رأيت ـ يعني في المنام ـ الناس يوم الجمعة وهم يصلون للقبلة ، ورأيت عمرو بن عبيد وهو يصلي لغير القبلة وحده ، فعلمت أنه على بدعة ، فتركت حديثه.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا يوسف بن محمّد الصيدلاني ، حدّثنا محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي ، حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، حدّثنا نعيم قال : سمعت معاذ بن

١٧٩

معاذ يصيح في مسجد البصرة ، يقول ليحيى بن سعيد القطّان : أما تتقي الله تروي عن عمرو بن عبيد وقد سمعته يقول : لو كانت (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) في اللوح المحفوظ لم يكن لله على العباد حجة؟

قلت : قد ترك يحيى القطّان الرواية عن عمرو بن عبيد بأخرة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن عليّ قال : كان عمرو بن عبيد قدريا ، يرى الاعتزال والقدر ، ترك حديثه. وروى عنه ابن جريج ، وشعبة ، وحدث عنه يحيى بن سعيد ، ثم تركه. روى عنه عبد الوارث ، وسفيان بن عيينة ، وسفيان بن حسين.

أخبرنا عبد الله بن أحمد السوذرجاني ، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد ابن الحسن بن عليّ بن بحر ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن عليّ قال : وكان يحيى حدّثنا عن عمرو بن عبيد ثم تركه.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال: وسألته ـ يعني محمّد بن عبد الله بن عمار ـ عن رواية يحيى بن سعيد عن عمرو بن عبيد ، وقلت له : إن بندارا أخبرنا عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن عبيد بغير حديث. فقال : قد تركه بعد.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن الحسن الحربي ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن عبد الله المديني قال : سمعت أبي يقول : سمعت معاذ بن معاذ ـ وذكر عمرو بن عبيد ـ فقال له إنسان ـ يكنى أبا هاشم ـ يا أبا المثنّى من هذا؟ قال : من لا يقبل منه ، ولا يؤخذ عنه ، عمرو بن عبيد. قال عبد الله : وسألت أبي عن عمرو بن عبيد ، فقلت له : ليس بشيء لا يكتب حديثه؟ فأومأ برأسه ، أي نعم! فقلت : قوم يرمون بالقدر إلا أنهم لا يدعون إليه ، ولا يأتون في حديثهم بشيء منكر ، مثل قتادة ، وهشام الدستوائي ، وسعيد بن أبي عروبة ، وأبي هلال ، وعبد الوارث ، وسلام بن مسكين؟ فقال : هؤلاء الثقات.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن النضر العطّار ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة قال : سمعت عليّا ـ يعني ابن المديني ـ وذكر عمرو بن عبيد ـ فقال : ليس بشيء ، ولا نرى الرواية عنه.

١٨٠