تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١١

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١١

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٣

أخبرني عبيد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريا : عبد الحميد بن بهرام ثقة ، عنده كتاب عن شهر بن حوشب.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : عبد الحميد بن بهرام لا بأس به.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد ابن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود عن عبد الحميد بن بهرام المدائنيّ فقال : ثقة.

أخبرنا البرقاني قال : قال محمّد بن العبّاس العصمي : حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه الحافظ ، أخبرنا أبو عليّ صالح بن محمّد الأسديّ قال : عبد الحميد بن بهرام مدائني بزار ليس بشيء ، يروي عن شهر ، عنده صحيفة عنه منكرة ، ولا أعلم أنه روى عن أحد غير شهر إلا عن عاصم الأحول حديثا واحدا في الدعاء.

قلت : الحمل في تلك الصحيفة ـ التي ذكر صالح أنها منكرة ـ على شهر لا على عبد الحميد.

وقد قال ابن أبي حاتم الرّازي : سألت أبي عن عبد الحميد فقال : هو في شهر بن حوشب مثل اللّيث بن سعد في سعيد المقبريّ ، قلت : ما تقول فيه؟ قال : ليس به بأس ، أحاديثه عن شهر صحاح لا أعلم روى عن شهر بن حوشب أحاديث أحسن منها.

ولا أكثر منها ، قلت : يحتج به؟ قال : لا ولا بشهر بن حوشب ولكن يكتب حديثه.

٥٧٤٢ ـ عبد الحميد بن سليمان ، أبو عمر الخزاعيّ :

وهو أخو فليح مديني يسكن بغداد وحدث بها عن أبي حازم ، ومحمّد بن عجلان ، وعبد الله بن عون ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة. روى عنه داود بن مهران الدباغ ، وسعد بن سليمان الواسطيّ وإسحاق بن كعب الهاشميّ ، وأبو إبراهيم الترجماني ، ومحمّد بن سليمان لوين.

أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا عمر بن محمّد بن عليّ النّاقد ، أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، حدّثنا أبو إبراهيم الترجماني ، حدّثنا

__________________

٥٧٤٢ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٤٧٧٧.

٦١

عبد الحميد بن سليمان أخو فليح عن محمّد بن عجلان عن ابن وثيمة (١) النصري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ، فإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» (٢).

حدّثنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت العبّاس بن محمّد الدّوريّ يقول : سمعت يحيى بن معين يقول :

وأخبرنا الحسين بن عليّ الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى يقول : عبد الحميد ـ أخو فليح ـ ليس بشيء.

أخبرني السّكّري ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي عن يحيى بن معين قال : عبد الحميد بن سليمان لا يكتب حديثه.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد بن حسنويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : حدّثنا سليمان بن الأشعث السجزي قال : قلت لأحمد بن حنبل : عبد الحميد بن سليمان هو أخو فليح؟ قال : نعم! قلت لأحمد : فليح أليس أكبر منه؟ قال بلى بكثير ، قلت لأحمد : كيف حديث عبد الحميد؟ قال : لا أدري ، إلا أنه ما كان أرى به بأسا وكان مكفوفا ، وكان ينزل مدينة أبي جعفر.

أخبرنا أبو نعيم ، حدّثنا موسى بن إبراهيم بن النضر ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سألت عليا عن فليح بن سليمان فقال : كان فليح وأخوه عبد الحميد ضعيفين.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : سمعت أبي يقول : عبد الحميد بن سليمان أخو فليح بن سليمان ليس بشيء. روى عن أبي حازم أحاديث منكرة ، وكان هشيم يحدث عنه ـ يعني عبد الحميد ـ.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : باب من يرغب عن الرواية عنهم ، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم ، منهم عبد الحميد بن سليمان أخو فليح.

__________________

(١) على هامش الأصل : «اسمه : زفر النصري الدّمشقيّ».

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١٠٨٠. ومصنف عبد الرّزّاق ١٠٣٢٥. والسنن الكبرى ٧ / ٨٢.

٦٢

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد ابن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود عن عبد الحميد أخي فليح فقال : غير ثقة.

حدّثنا البرقاني قال : قال محمّد بن العبّاس العصمي ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه ، أخبرنا أبو عليّ صالح بن محمّد الأسديّ قال : عبد الحميد بن سليمان ضعيف الحديث ، وفليح أحسن حالا منه ، وهو أيضا ضعيف.

سمعت إبراهيم بن عبد الله الهرويّ قال : كان عبد الحميد بن سليمان أخو فليح مخنثا.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : عبد الحميد بن سليمان أخو فليح ضعيف.

٥٧٤٣ ـ عبد الحميد بن عبد العزيز ، أبو خازم القاضي الحنفيّ :

أصله من البصرة وسكن بغداد وحدث بها شيئا يسيرا عن محمّد بن بشّار بندار ، ومحمّد بن المثنّى العنزي ، وشعيب بن أيّوب الصريفيني. روى عنه مكرم بن أحمد القاضي ، وغيره وكان ثقة.

وذكر لي الحسين بن عليّ الصيمري أنه ولى القضاء بالشام ، والكوفة ، والكرخ من مدينة السلام. قال : وكان عبيد الله بن سليمان خاطبه في بيع ضيعة ليتيم تجاور بعض ضياعه فكتب إليه : إن رأى الوزير ـ أعزه الله ـ أن يجعلني أحد رجلين إما رجلا صين الحكم به ، أو صين الحكم عنه. والسلام.

أخبرنا الحسن بن محمّد الخلال ، أخبرنا محمّد بن المظفّر ، حدّثنا أبو بكر مكرم ابن أحمد بن محمّد بن مكرم وأبو محمّد عبد الله بن أحمد قالا : حدّثنا أبو خازم عبد الحميد بن عبد العزيز ، حدّثنا شعيب بن أيّوب ، حدّثنا الحسن بن زياد اللّؤلؤيّ ، حدّثنا أبو حنيفة عن محارب بن دثار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «شاهد الزور لا تزول قدماه حتى تجب له النار» (١).

أخبرنا عليّ بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : استقضى المعتضد بالله على الشرقية ـ سنة ثلاث وثمانين ومائتين ـ أبا خازم عبد الحميد بن عبد العزيز ،

__________________

(١) ٥٧٤٣ ـ انظر الحديث في : المستدرك ٤ / ٩٨. والسنن الكبرى للبيهقي ١٠ / ١٢٢. ومجمع الزوائد ١٠ / ٣٣٦. وحلية الأولياء ٧ / ٢٦٤. والكامل لابن عدي ٦ / ٢١٤٩.

٦٣

وكان رجلا دينا ورعا ، عالما بمذهب أهل العراق ، والفرائض والحساب ، والذرع والقسمة ، حسن العلم بالجبر والمقابلة ، وحساب الدور وغامض الوصايا ، والمناسخات ، قدوة في العلم بصناعة الحكم ، ومباشرة الخصوم وأحذق الناس بعمل المحاضر والسجلات ، والإقرارات. أخذ العلم عن هلال بن يحيى الرّازي ، وكان هذا أحد فقهاء الدنيا من أهل العراق ، وأخذ عن بكر العمّيّ ومحمود الأنصاريّ. ثم صحب عبد الرّحمن بن نائل بن نجيح ومحمّد بن شجاع حتى كان جماعة يفضلونه على هؤلاء ، فأما عقله فلا نعلم أحدا رآه فقال إنه رأى أعقل منه.

ولقد حدثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن مابنداذ عن حامد بن العبّاس عن عبيد الله بن سليمان بن وهب قال : ما رأيت رجلا أعقل من الموفق ، وأبي خازم القاضي ، وأما الحساب فإن أبا الحسين عبد الواحد بن محمّد الخصيبيّ أخبرني قال : قال لي أبو برزة الحاسب : لا أعرف في الدنيا أحسب من أبي خازم قال : وقال ابن حبيب الزارع : كنا ونحن أحداث مع أبي خازم فكنا نتعمده قاضيا ، ونتقدم إليه في الخصومات ، فما مضت الأيام والليالي حتى صار قاضيا ، وصرنا ذرّاعة. قال أبو الحسين : وبلغ من شدته في الحكم أن المعتضد وجه إليه بطريف المخلدي ، فقال له : إن على الضبعي بيع وكان للمعتضد ، ولغيره مال ، وقد بلغني أن غرماءه أثبتوا عندك ، وقد قسطت لهم من ماله ، فاجعلنا كأحدهم. فقال له أبو خازم : قل له : أمير المؤمنين ـ أطال الله بقاءه ـ ذاكر لما قال لي وقت قلدني أنه قد أخرج الأمر من عنقه ، وجعله في عنقي ، ولا يجوز لي أن أحكم في مال رجل لمدع إلا ببينة ، فرجع إليه طريف فأخبره ، فقال قل له : فلان وفلان يشهدان ـ يعني لرجلين جليلين كانا في ذلك الوقت ـ فقال : يشهدان عندي وأسأل عنهما ، فإن زكيا قبلت شهادتهما ، وإلا أمضيت ما قد ثبت عندي ، فامتنع أولئك من الشهادة فزعا ، ولم يدفع إلى المعتضد شيئا.

أخبرني التنوخي ، أخبرنا أبي قال : حدثني أبو الحسين عليّ بن هشام بن عبد الله الكاتب البغداديّ ـ المعروف أبوه بأبي قيراط ـ قال : حدّثنا أبي قال : حدثني وكيع القاضي قال : كنت أتقلد لأبي خازم وقوفا في أيام المعتضد ، منها وقوف الحسن بن سهل فلما استكثر المعتضد من عمارة القصر المعروف بالحسنى أدخل إليه بعض وقوف الحسن بن سهل التي كانت في يدي ومجاورة للقصر ، وبلغت السنة آخرها وقد جبيت ما لها إلا ما أخذه المعتضد ، فجئت إلى أبي خازم فعرفته اجتماع مال

٦٤

السنة ، واستأذنته في قسمته في سبله وعلى أهل الوقف ، فقال لي : فهل جبيت ما على أمير المؤمنين؟ فقلت له : ومن يجسر على مطالبة الخليفة؟! فقال : والله لا قسمت الارتفاع أو تأخذ ما عليه ، والله لئن لم يزح العلة لا وليت له عملا ، ثم قال : امض إليه الساعة وطالبه ، فقلت : من يوصلني؟ فقال : امض إلى صافي الحرمي وقل له إنك رسولي أنفذتك في مهم ، فإذا وصلت فعرفه ما قلت لك ، فجئت ، فقلت لصافي ذلك ، فأوصلني ، وكان آخر النهار ، فلما مثلت بين يدي الخليفة ظن أن أمرا عظيما قد حدث ، وقال : هيه قل ، كأنه متشوف ، فقلت له : إني ألى لعبد الحميد ـ قاضي أمير المؤمنين ـ وقوف الحسن بن سهل ، وفيها ما قد أدخله أمير المؤمنين إلى قصره ، ولما جبيت مال هذه السنة امتنع من تفرقته إلى أن أجبي ما على أمير المؤمنين ، وأنفذني الساعة قاصدا بهذا السبب ، وأمرني أن أقول إني حضرت في مهم لأصل (٢) ، قال فسكت ساعة مفكرا ثم قال : أصاب عبد الحميد ، يا صافي هات الصندوق ، قال فأحضره صندوقا لطيفا ، فقال : كم يجب لك؟ فقلت : الذي جبيت عام أول من ارتفاع هذه العقارات أربعمائة دينار ، قال : كيف حذقك بالنقد والوزن؟ قلت : أعرفها ، قال هاتوا ميزانا ، فجاءوا بميزان حراني حسن عليه حلية ذهب وأخرج من الصندوق دنانير عينا فوزن منها أربعمائة دينار ، فوزنتها بالميزان وقبضتها وانصرفت إلى أبي خازم بالخبر فقال : أضفها إلى ما اجتمع من الوقف عندك وفرقه في غد في سبله ، ولا تؤخر ذلك ، ففعلت ذلك. فكثر شكر الناس لأبي خازم بهذا السبب وإقدامه على الخليفة بمثل ذلك ، وشكرهم للمعتضد في إنصافه.

أخبرنا التنوخي ، حدّثنا أبي قال : حدثني أبو الفرج طاهر بن محمّد الصالحي قال : حدثني القاضي أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله بن نصر قال : بلغني أن أبا خازم القاضي جلس في الشرقية وهو قاضيها للحكم ، فارتفع إليه خصمان ، فاجترأ أحدهما بحضرته بما أوجب التأديب ، فأمر بتأديبه وأدب فمات في الحال ، فكتب إلى المعتضد من المجلس : اعلم أمير المؤمنين ـ أطال الله بقاءه ـ أن خصمين حضراني فاجترأ أحدهما بما أوجب عليه معه الأدب عندي ، فأمرت بتأديبه فأدب فمات ، فإذا كان المراد به مصلحة المسلمين فمات في الأدب فالدية واجبة في بيت مال المسلمين ، فإن رأى أمير المؤمنين ـ أطال الله بقاءه ـ أن يأمر بحمل الدية إلىّ لأحملها إلى ورثته

__________________

(٢) من هنا حتى نهاية الأبيات التي بآخر الترجمة سقط من النسخة الصميصاطية.

٦٥

فعل. قال فعاد الجواب إليه بأنا قد أمرنا بحمل الدية إليك ، وحمل إليه عشرة آلاف درهم ، فأحضر ورثة المتوفي ودفعها إليهم.

قال التنوخي : وحدثنا أبو عبد الله المرزباني ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن شهاب عن أبي خازم القاضي بهذا الخبر.

أخبرني عليّ بن أبي عليّ المعدّل ، حدثني أبي قال : حدثني القاضي أبو بكر محمّد ابن عبد الرّحمن بن أحمد بن مروان قال : حدثني مكرم بن بكر ـ وكان من فضلاء الرجال وعلمائهم ـ قال : كنت في مجلس أبي خازم القاضي ، فتقدم رجل شيخ ، ومعه غلام حدث ، فادعى الشيخ عليه ألف دينار عينا دينا ، فقال له : ما تقول؟ فأقر ، فقال للشيخ : ما تشاء؟ قال : حبسه ، فقال : للغلام قد سمعت ، فهل لك في أن تنقده البعض وتسأله إنظارك؟ فقال لا ، فقال الشيخ إن رأى القاضي أن يحبسه ، قال فتفرس أبو خازم فيهما ساعة ثم قال : تلازما إلى أن أنظر بينكما في مجلس آخر قال : فقلت لأبي خازم ـ وكانت بيننا أنسة ـ لم أخر القاضي حبسه؟ فقال : ويحك إني أعرف في أكثر الأحوال في وجه الخصوم وجه المحق من المبطل ، وقد صارت لي بذلك دربة لا تكاد تخطئ وقد وقع لي أن سماحة هذا بالإقرار هي عن بلية وأمر يبعد من الحق ، وليس في تلازمهما بطلان حق ، ولعل ينكشف لي من أمرهما ما أكون معه على وثيقة مما أحكم به بينهما ، أما رأيت قلة تعاصيهما في المناظرة ، وقلة اختلافهما ، وسكون طباعهما ، مع عظم المال ، وما جرت عادة الأحداث بفرط التورع حتى يقر مثل هذا طوعا عجلا بمثل هذا المال. قال فنحن كذلك نتحدث إذ استؤذن على أبي خازم لبعض وجوه الكرخ من مياسير التجار ، فأذن له فدخل فسلم وسبب لكلامه فأحسن ، ثم قال : قد بليت بابن لي حدث يتقاين ويتلف كل ما يظفر به من مالي في القيان عند فلان المقين ، فإذا منعته مالي احتال بحيل تضطرني إلى التزام غرم له ، وإن عددت ذلك طال ، وأقربه أنه قد نصب المقين اليوم ليطالبه بألف دينار عينا دينا حالا ، وبلغني أنه تقدم إلى القاضي فيقر له بها فيحبس ، وأقع مع أمه فيما ينغص عيشي إلى أن أزن لك عنه للمقين فإذا قبضه المقين حاسبه به من الجذور ولما سمعت بذلك بادرت إلى القاضي لأشرح له الأمر فيداويه بما يشكره الله له ، فجئت فوجدتهما على الباب قال : فحين سمع أبو خازم ذلك تبسم ، وقال لي : كيف رأيت؟ قال : فقلت : لهذا ومثله فضل الله القاضي ، وجعلت أدعو له ، فقال : علىّ بالغلام والشيخ ، فدخلا فأرهب أبو

٦٦

خازم الشيخ ووعظ الغلام ، قال فأقر الشيخ بأن الصورة كما بلغ القاضي وأنه لا شيء له عليه ، وأخذ الرجل بيد ابنه وانصرفوا.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ قال : أنشدنا أبو محمّد بن داد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن يزداد الكاتب قال : أنشدني أبو خازم القاضي :

أذل ، فأكرم به من مذل

ومن شادن لدمي يستحل

إذا ما تعزز قابلته

بذل ، وذلك جهد المقل

قال عليّ بن عمر : زادني فيه أحمد بن أبي طاهر الكسائي الفقيه :

وأسلمت خدي له خاضعا

ولو لا ملاحته لم أذل

قال عليّ بن عمر : أبو خازم القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز قاضي مدينة السلام وغيرها ، كان عراقي المذهب وكان عفيفا ورعا فيما بلغني.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : مات أبو خازم القاضي واسمه عبد الحميد بن عبد العزيز في جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل قال : مات أبو خازم عبد الحميد بن عبد العزيز القاضي على الكرخ من مدينة السلام في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين ومائتين ، ولم يغير شيبه وكان تقيا.

٥٧٤٤ ـ عبد الحميد بن محمّد بن الحسين بن عبد الله ، أبو أحمد السّمسار ، يعرف بغلام ابن درستويه :

وهو بلخي الأصل. سمع عثمان بن أبي شيبة ، ومحمّد بن سليمان لوينا ، وإبراهيم ابن سعيد الجوهريّ ، وسوار بن عبد الله العنبري ، والحسن بن عرفة العبديّ. روى عنه محمّد بن إسحاق القطيعي ، وعمر بن محمّد بن سبنك ، ويوسف بن عمر القواس ، ومحمّد بن عليّ بن الفضل بن نجاح ، وأبو العبّاس محمّد بن نصر بن مكرم ، وأبو القاسم بن الثّلّاج أحاديث مستقيمة ، إلا ان ابن مكرم قال : هو عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن عبد الرّحيم بن محمّد بن الحسين.

أخبرني الخلال ، حدّثنا يوسف بن عمر القواس ، حدّثنا عبد الحميد بن محمّد المعروف بغلام ابن درستويه ، حدّثنا عثمان ـ هو ابن أبي شيبة ـ حدّثنا جرير بن عبد

٦٧

الحميد عن ليث عن عبد الرّحمن بن القاسم عن القاسم بن محمّد عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا افتتح الصّلاة جالسا ركع جالسا.

قرأت في كتاب ابن الثّلّاج بخطه : توفي أبو أحمد عبد الحميد بن محمّد غلام ابن درستويه في جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة ، وكان بأذنه ثقل. ذكر غيره أنه توفي يوم الخميس سلخ جمادى الآخرة.

٥٧٤٥ ـ عبد الحميد بن سلمان ، أبو عبد الرّحمن الورّاق الواسطيّ :

نزل بغداد وحدث بها عن محمّد بن أحمد بن زيد المزاري ، وشعيب بن أيّوب الصريفيني ، وجعفر بن محمّد الورّاق. روى عنه أبو يعلى عثمان بن الحسن الطوسي ، ومحمّد بن إسماعيل الورّاق ، والدارقطني ، وابن شاهين ، وابن الثّلّاج ، وكان ثقة يفهم الحديث.

أخبرنا التنوخي قال : قال لنا أبو بكر بن شاذان. وأخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار، حدّثنا ابن قانع قالا : توفي عبد الحميد الورّاق في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة زاد ابن قانع: في شوال.

٥٧٤٦ ـ عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن الحسين ، أبو الحسين القاضي النّيسابوريّ :

ذكر ابن الثّلّاج أنه قدم بغداد حاجّا في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وحدثهم عن محمّد بن حمدويه ، وحاتم بن محبوب المروزيين.

ذكر من اسمه عبد الأعلى

٥٧٤٧ ـ عبد الأعلى بن أبي المساور ، أبو مسعود الجرّار:

مولى بني زهرة. أصله كوفي وكان يسكن المدائن ، وقدم بغداد وحدث بها عن نافع مولى ابن عمر ، وعامر الشعبي ، وحماد بن أبي سليمان. روى عنه وكيع بن الجرّاح ، ويزيد بن هارون وعبد الصّمد بن النّعمان ، وصالح بن مالك الخوارزمي ، وغيرهم.

__________________

٥٧٤٧ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٦٩٠ (١٦ / ٣٦٦). وتاريخ الدّوريّ ٢ / ٣٣٩. والدارمي ٦١٩. وابن الجنيد ٢٩. وابن محرز ٤٤ ، ٦٦. وسؤالات ابن أبي شيبة ، الترجمة ٣٣. والتاريخ الكبير ـ

٦٨

حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدّقّاق ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا عبد الله بن روح ، حدّثنا شبابة بن سوار ، حدّثنا عبد الأعلى بن أبي المساور قال : سمعت الشعبي يقول : سمعت عدي بن حاتم يقول : لما قدمت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يا عدي بن حاتم ، أسلم تسلم» قلت : ما الإسلام؟ قال : «أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وتشهد أني رسول الله ، وتؤمن بالأقدار كلها ، خيرها وشرها ، حلوها ومرها» (١).

قرأت في كتاب محمّد بن عبد الملك التاريخي ـ بخطه ـ حدثني الحسين بن محمّد الفهمي ، حدّثنا عليّ بن الجعد ، حدّثنا عبد الأعلى بن أبي المساور قال : دخلت الديوان في خلافة المهديّ ، وأبو عبيد الله جالس في صدر الديوان ، فسلمت فرد علىّ ، وما هش إلى ولا حفل بي ، فجلست إلى بعض كتابه فقلت حدّثنا الشعبي ، فسمعني أبو عبيد الله ، فقال لي رأيت الشعبي؟ قلت نعم! ورأيت أبا بردة بن أبي موسى ، وهو خير من الشعبي. فقال لي : ارتفع ارتفع ، كتمتنا نفسك ، حتى كدت أن تلحقنا ذما لا ترخصه المعاذير ، ثم أقبل علىّ واشتغل بي حتى فرغت من حاجتي ، وانصرفت بشكره.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا الحسين بن هارون الضّبّي ، أخبرنا محمّد بن عمر الحافظ ، حدّثنا إسحاق بن موسى الرملي ، حدّثنا أبو داود قال : سمعت يحيى بن معين يقول : قدم أبو مسعود الجرّار ـ وهو عبد الأعلى ـ فنزل في المخرم ، فكتبوا عنه ولم ندركه نحن ، كان عنده عن الشعبي ، ونافع ، وغيرهما قلت : كيف هو؟ قال : أرجو أن يكون صالحا. روى غير واحد عن يحيى بن معين الطعن عليه وسوء القول فيه.

أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : سألت يحيى عن شيخ حدّثنا عنه يزيد بن هارون يقال له عبد الأعلى بن أبي المساور ، حدث عن حمّاد؟ فقال : ليس بثقة.

__________________

ـ للبخاري ٦ / الترجمة ١٧٥٣ ، ١٧٥٦. والصغير ٢ / ١٧١. والضعفاء الصغير ، الترجمة ٢٣٢. والضعفاء للنسائي ، الترجمة ٣٨٠. والعقيلي ، الورقة ١٢٨. والجرح والتعديل ٦ / الترجمة ١٣٥. وعلل ابن أبي حاتم ٢٦٧١. والمجروحين ٢ / ١٥٦ ، ١٥٧. والكامل لابن عدي ٢ / الورقة ٣١٠. وضعفاء الدارقطني ، الترجمة ٣٤٧. وضعفاء أبي نعيم ، الترجمة ١٢٨. وموضح أوهام الجمع ٢ / ٢٤٨. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٠٢. والكاشف ٢ / الترجمة ٣١١٨. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٢٣٦٥. والمغني ١ / الترجمة ٣٤٤٩. وميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٤٧٣١. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٩٦. ونهاية السئول ، الورقة ١٩٤. وتهذيب التهذيب ٦ / ٩٨. والتقريب ١ / ٤٦٥. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٣٩٥٥.

(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٨٧. ومسند أحمد ٤ / ٢٥٧ ، ٣٧٨. والمستدرك ٤ / ٥١٨ ، ٥١٩. ومجمع الزوائد ٧ / ١٩٩ ، ٩ / ٤٠٣. وصحيح ابن حبان ٢٢٨٠.

٦٩

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عبد الأعلى ابن أبي المساور أبو مسعود الجرّار ليس بشيء كذاب.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا العبّاس ابن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عبد الأعلى بن أبي المساور ليس بشيء.

أخبرنا أبو نعيم ، حدّثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطّار ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : وسألت عليا عن عبد الأعلى بن أبي المساور فقال : ضعيف ليس بشيء.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ ، حدّثنا الحسين بن إدريس قال : سمعت ابن عمار يقول : عبد الأعلى بن أبي المساور ضعيف. وقال مرة أخرى : عبد الأعلى بن أبي المساور كان جرارا ، قلت : هو ثقة؟ قال : لا ، ليس هو بحجة.

أخبرنا ابن الفضل ، حدّثنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، أخبرني محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي قال : سمعت محمّد بن إسماعيل البخاريّ يقول : عبد الأعلى بن أبي المساور الكوفيّ منكر الحديث.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : وسالت أبا داود عن عبد الأعلى بن أبي المساور فقال : ليس بشيء، وذكره في أهل المدائن.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : عبد الأعلى بن أبي المساور متروك الحديث.

٥٧٤٨ ـ عبد الأعلى بن عبيد الله بن محمّد بن صفوان بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي بن خلف ، الجمحيّ المكي :

كان من أشراف قريش ، وأهل الفضل منهم ، والعلم والأدب ، وتولى قضاء مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أيام المهديّ بعد موت أبيه عبيد الله بن محمّد وقدم بغداد.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدّثنا الزّبير بن بكّار ، حدّثني خالد بن وضّاح ، حدثني عبد الأعلى بن عبيد الله بن

٧٠

محمّد بن صفوان الجمحيّ قال : حملت دينا بعسكر المهديّ ، فركب المهديّ يوما بين أبي عبيد الله ومر بن بزيع ، وأنا وراءه في موكبه على برذون قطوف. فقال : ما أنسب بيت قالته العرب؟ فقال أبو عبيد الله قول امرئ القيس :

وما ذرفت عيناك إلا لتضربي

بسهميك في أعشار قلب مقتل

قال : هذا أعرابي قح. فقال عمر بن بزيع : قول كثير :

أريد لأنسى ذكرها فكأنما

تمثل لي ليلى بكل سبيل

قال : وما هذا بشيء ، وما له يريد أن ينسى ذكرها حتى تمثل له؟! فقلت : يا أمير المؤمنين عندي حاجتك ـ جعلني الله فداك ـ قال : الحق ، قلت لا لحاق لي ، ليس ذاك في دابتي ، قال : احملوه على دابة ، قلت هذا أول الفتح ، فحملت عليها فلحقته ، فقال ما عندك؟ قلت قول الأحوص :

إذا قلت إني مشتف بلقائها

فحم التلاقي بيننا ـ زادنا سقما

قال : أحسن والله ، اقضوا عنه دينه ، فقضى عني ديني.

٥٧٤٩ ـ عبد الأعلى بن سليمان ، أبو عبد الرّحمن الزّرّاد العبديّ :

سمع هشام بن حسّان وهشام الدستوائي ، وغالبا القطّان ، وصالحا المري. روى عنه أبو قدامة عبد الله بن سعيد السرخسي ، وأحمد بن يحيى بن مالك السوسي ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وعلي بن حرب الطائي ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، وأبو البختري عبد الله بن محمّد العنبري ، ومحمّد بن سعد العوفي.

أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ ـ بالبصرة ـ حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد الأثرم ، حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالك السوسي ، حدّثنا عبد الأعلى بن سليمان ، حدّثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس بن مالك قال : صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومع أبي بكر ، ومع عمر ، ومع عثمان ، كلهم يستفتح الصّلاة بالحمد لله رب العالمين.

حدّثنا محمّد بن عليّ الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الرّحمن عبد الأعلى ابن سليمان بغدادي.

٧١

٥٧٥٠ ـ عبد الأعلى بن مسهر ، أبو مسهر الدّمشقيّ الغسّانيّ :

من أنفسهم. سمع سعيد بن عبد العزيز التنوخي ، ويحيى بن حمزة الحضرمي ، ومالك بن أنس ، وعبد الله بن العلاء بن زبر. روى عنه يحيى بن معين ، ومحمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، وغير واحد من الأئمة. وكان من أعلم الناس بالمغازي وأيام الناس ، حمله المأمون إلى بغداد في أيام المحنة ، فحبسه بها إلى أن مات.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم قال : ولد أبو مسهر في صفر سنة أربعين ومائة. وقال رأيت الأوزاعي ، ورأيت ابن جابر ، وجلست معه.

أخبرنا الخضر بن عبد الله بن كامل المري ـ بدمشق ـ أخبرنا عقيل بن عبيد الله بن عبدان الصّفّار ، حدّثنا أبو الميمون بن راشد ، حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو قال : قال أبو مسهر : ولد لي والأوزاعي حيّ ، وجالست سعيد بن عبد العزيز ثنتي عشرة سنة ، قال : وما كان أحد من أصحابي أحفظ لحديثه مني ، غير أني نسيت.

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، أخبرنا عليّ بن أحمد بن عليّ الورّاق المصيصي قال : قال أبو عبد الله أحمد بن الخليل الكندي. قال المأمون لأبي مسهر : يا أبا مسهر ، والله لأحبسنك في أقصى عملي ، أو تقول القرآن مخلوق ، تريد تعمل للسفياني؟ فقال أبو مسهر : يا أمير المؤمنين القرآن كلام الله غير مخلوق.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : أبو مسهر الغسّانيّ كان أشخص من دمشق إلى عبد الله بن هارون وهو بالرقة ، فسأله عن القرآن فقال هو كلام الله ، وأبى أن يقول مخلوق فدعا له بالسيف والنطع ليضرب عنقه ، فلما رأى ذلك قال مخلوق ، فتركه من القتل وقال أما إنك لو قلت ذلك قبل أن أدعو لك بالسيف لقبلت

__________________

٥٧٥٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٦٩١ (١٦ / ٣٦٩ ـ ٣٧٩). والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٧. وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٧٣. وعلل أحمد ١ / ١٩٩ ، ٣٧٩. والتاريخ الكبير للبخاري ٦ / ترجمة ١٧٥١. والصغير ٢ / ٣٩٩. وسؤالات الآجري لأبي داود ٥ / الورقة ٢١. وثقات العجلي ، الورقة ٣٢. والجرح والتعديل ٦ / الترجمة ١٥٣. وثقات ابن حبان ٨ / ٤٠٨. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٠٠٦. والجمع ١ / ٣٣١. والأنساب ٩ / ١٤٨. وسير النبلاء ١٠ / ٢٢٨. والكاشف ٢ / ترجمة ٣١١٩. والعبر ٢ / ٢٧. وتذكرة الحفاظ ٣٨١. وتهذيب التهذيب ٦ / ٩٨ ـ ١٠١. والتقريب ١ / ٤٦٥. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٣٩٥٩.

٧٢

منك ورددتك إلى بلادك وأهلك ، ولكنك تخرج الآن فتقول : قلت ذلك فرقا من القتل ، أشخصوه إلى بغداد ، فاحبسوه بها حتى يموت ، فأشخص من الرقة إلى بغداد في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان عشرة ومائتين ، فحبس قبل إسحاق بن إبراهيم ، فلم يلبث في الحبس إلا يسيرا حتى مات فيه في غرة رجب سنة ثماني عشرة ومائتين ، فأخرج ليدفن فشهده قوم كثير من أهل بغداد.

حدّثنا يحيى بن عليّ الدسكري ، حدّثنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن العبّاس الدّمشقيّ قال : سمعت أبا زرعة يقول : سمعت أبا مسهر يقول : كتب إلى أحمد بن حنبل من العراق أن أكتب إليه بحديث أم حبيبة ـ يعني حديث مكحول عن عنبسة عن أم حبيبة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وآله وسلم «من مس فرجه فليتوضأ».

كتب إلى عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقيّ يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم.

وأخبرنا البرقاني ـ قراءة ـ أخبرنا محمّد بن عثمان القاضي ، حدّثنا أبو الميمون البجلي أخبرهم عبد الرّحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي ـ بدمشق ـ حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري قال : قال لي أحمد بن حنبل : كان عندكم ثلاثة ، أصحاب حديث ، مروان ، والوليد ، وأبو مسهر.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس ، حدّثنا سليمان بن الأشعث السجزي قال : سمعت أحمد يقول : رحم الله أبا مسهر ما كان أثبته ، وجعل يطريه.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد قال : حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا بكر بن زنجويه قال : سمعت أبا مسهر يقول : عرامة الصبي في صغره زيادة في عقله في كبره.

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا عليّ بن محمّد بن عمر ، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال : سألت أبي عن أبي مسهر فقال : ثقة ، وما رأيت ممن كتبنا عنه أفصح من أبي مسهر ، وما رأيت أحدا في كورة من الكور أعظم قدرا ولا أجل عند أهلها من أبي مسهر بدمشق ، وكنت أرى أبا مسهر إذا خرج إلى المسجد اصطف الناس يسلمون عليه ويقبلون يده.

أخبرنا أحمد بن عبد الواحد الدّمشقيّ ـ بها ـ أخبرنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان السلمي ، أخبرنا أحمد بن عليّ بن الحسن البصريّ قال : سمعت أبا

٧٣

داود سليمان بن الأشعث ـ وقيل له إن أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر كان متكبرا في نفسه ـ فقال : كان من ثقات الناس ، رحم الله أبا مسهر ، لقد كان من الإسلام بمكان ، حمل على المحنة فأبى ، وحمل على السيف فمد رأسه ، وجرد السيف فأبى أن يجيب ، فلما رأوا ذلك منه حمل إلى السجن فمات.

أخبرني الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر دمشقي ثقة.

أخبرنا هبة الله الطبري ، أخبرنا عليّ بن محمّد بن عمر ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن ، حدّثنا أبي ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواريّ قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ما رأيت منذ خرجت من بلادي أحدا أشبه بالمشيخة الذين أدركتهم من أبي مسهر والذي يحدث وفي البلد أولى بالتحديث منه فهو أحمق.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ومحمّد بن عبد الواحد الأكبر ـ قال حمزة حدّثنا وقال الآخر أخبرنا ـ الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر شامي ثقة.

أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الله التّميميّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الذهبي قال : سمعت أحمد بن نصر بن بجير يقول : سمعت أبا محمّد عليّ بن نفيل يقول : قلت لأبي مسهر كتب إليّ الحسن بن عليّ بن عياش يقرئك السلام ، فأنشدني أبو مسهر :

فلا بعدي يغير حال ودي

عن العهد القديم ولا اقترابي

ولا عند الرخاء بطرت يوما

ولا في فاقتي دنست ثيابي

كماء المزن بالعسل المصفى

أكون وتارة سلعا بصاب

كتب إليّ عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقيّ وحدثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصّوفيّ عنه قال : أخبرنا أبو الميمون البجلي ، حدّثنا أبو زرعة ، حدّثنا عبد الملك بن الأصبغ قال : سمعت مروان يقول : أين أنا من أبي مسهر؟ وكان سعيد بن عبد العزيز يسند أبا مسهر معه في صدر المجلس ، وأنا بين يدي سعيد بن عبد العزيز في طيلساني

٧٤

عشرين رقعة ، وسمعت أبا مسهر يقول : قال سعيد بن عبد العزيز : ما رأيت أحسن مسألة منك ـ بعد سليمان بن موسى.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سنة ثمان عشرة ومائتين فيها مات أبو مسهر ، ومولده سنة أربعين ومائة.

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : مات أبو مسهر ببغداد سنة ثمان عشرة ومائتين.

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت الجوهريّ يقول : رأيت أبا مسهر عبد الأعلى ببغداد وكان أبيض الرأس واللحية ، وكان لا يخضب ، حبس في المحنة حتى مات ببغداد في الحبس ، في رجب سنة ثمان عشرة.

أخبرني الحسن بن أبي بكر قال : كتب إلى محمّد بن إبراهيم الجوري أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال : حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّي قال : حدثني أبو حسّان الزيادي قال : سنة ثمان عشرة ومائتين فيها مات أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّانيّ من أهل دمشق ، مات ببغداد في يوم الأربعاء ليومين مضيا من رجب وهو ابن تسع وسبعين سنة ، ودفن بباب التبن.

٥٧٥١ ـ عبد الأعلى بن حمّاد ، أبو يحيى الباهلي البصريّ المعروف بالنرسي :

ونرس لقب لجده لقبته به النبط ، وكان اسمه نصرا فقالوا نرس ، سكن عبد الأعلى بغداد مدة وحدث بها عن مالك بن أنس ، وحماد بن سلمة ، ووهب بن خالد ، وعبد الجبّار بن الورد ، وحماد بن زيد ، ويزيد بن زريع ، ومعتمر بن سليمان. روى عنه أبو يحيى صاعقة ، والبخاري ، ومسلم في صحيحيهما ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وموسى بن هارون ، ومحمّد بن عبدوس بن كامل ، وعلي بن الحسن بن بيان المقرئ ، والحسن بن عليّ المعمري ، وهيثم بن خلف الدّوريّ ، وأبو خبيب البرتي ، وأبو القاسم البغوي ، وغيرهم.

__________________

٥٧٥١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٦٨٣ (١٦ / ٣٤٨ ـ ٣٥٢). والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢٥٦. والتاريخ الكبير للبخاري ٦ / ترجمة ١٧٥٢. والصغير ٢ / ٣٦٨. والجرح والتعديل ٦ / الترجمة ١٥٤. وثقات ابن حبان ٨ / ٤٠٩. والجمع ١ / ٣٣١. والمعجم المشتمل ، ترجمة ٥١٦. والكامل في التاريخ ٧ / ٦٦. وسير النبلاء ١١ / ٢٨. والعبر ١ / ٤٢٤. والكاشف ٢ / ترجمة ٣١١٣. وتذكرة الحفاظ ٢ / ٤٦٧. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٩٥. ونهاية السئول ، الورقة ١٩٤. ـ

٧٥

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، حدّثنا يحيى بن الشبل الحنيني ، أخبرنا أبو حفص عمر بن أبي غيلان.

وأخبرنا التنوخي ، حدّثنا أحمد بن يوسف الأزرق ، حدّثنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثّقفيّ ، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد النرسي ـ في مدينة أبي جعفر سنة أربع وثلاثين ومائتين.

وأخبرني الحسين بن جعفر السلماسي ـ واللفظ لحديثه ـ أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الحرقي ، حدّثنا الهيثم بن خلف الدّوريّ ـ أبو محمّد ـ حدّثنا عبد الأعلى ، حدّثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة. عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى ، فأرصد الله له على مدرجته ملكا ، فلما أتى عليه. قال : أين تريد؟ قال : أردت أخا لي في هذه القرية ، فقال : هل له من نعمة تربّها؟ قال : لا ، غير أني أحبه في الله. قال : فإني رسول الله إليك ، إن الله قد أحبك كما أحببته فيه» (١).

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ ومحمّد بن عبد الله الشّيبانيّ قالا : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريا ـ أبو سعيد ـ حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد النرسي قال : قدمت على المتوكل بسر من رأى فدخلت عليه يوما فقال لي : يا أبا يحيى ، قد كنا هممنا لك بأمر ، فتدافعت الأيام به ، فقلت : يا أمير المؤمنين سمعت مسلم بن خالد المكي يقول : سمعت جعفر بن محمّد يقول : من لم يشكر الهمة لم يشكر النعمة. وأنشدته :

لأشكرنك معروفا هممت به

إن اهتمامك بالمعروف معروف

ولا أذمك إن لم يمضه قدر

فالشيء بالقدر المحتوم مصروف

فجذب الدواة فكتبها. ثم قال : ينجز لأبي يحيى ما كنا هممنا له به ، وهو كذا ، ويضعف لخبره هذا ، واللفظ للشيباني. ولم يذكر المقرئ حديث جعفر بن محمّد.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : وسمعته ـ يعني يحيى بن معين ـ يقول : النرسيان ثقتان.

__________________

ـ وتهذيب التهذيب ٦ / ٩٣ ، ٩٤. والتقريب ١ / ٤٦٤. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٣٩٤٨. وشذرات الذهب ٢ / ٨٨.

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب البر والصلة ٣٨. ومسند أحمد ٢ / ٤٦٢.

٧٦

وقرأنا على الجوهريّ عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم ابن الجنيد قال : سمعت يحيى يقول : عباس النرسي والآخر ـ يعني عبد الأعلى بن حمّاد النرسي ـ لا بأس بهما ، كانوا كتابا. هم من ولد نرس. قالوا : ما نحب أن ننسب ، قلت ليحيى : من نرس؟ قال : بعض كتاب العجم.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي ، أخبرني أبو أحمد عليّ بن محمّد الحبيبي قال : وسألته ـ يعني صالح بن محمّد جزرة ـ عن عبد الأعلى بن حمّاد النرسي فقال : صدوق.

حدثني محمّد بن يوسف النّيسابوريّ ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ـ بمصر ـ أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، أخبرني أبي قال : أبو يحيى عبد الأعلى بن حمّاد النرسي ليس به بأس.

أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الغازي ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : عبد الأعلى بن حمّاد صدوق.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : ومات عبد الأعلى بن حمّاد النرسي سنة سبع وثلاثين ومائتين.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن المظفّر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : مات عبد الأعلى بن حمّاد النرسي بالبصرة سنة سبع وثلاثين. وقد كتبت عنه.

٥٧٥٢ ـ عبد الأعلى بن أبي بكر عبد الله بن أبي داود ، السّجستاني ، واسمه : سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن عمرو بن عمران الأزديّ ، وكنية عبد الأعلى : أبو أحمد :

حدث عن أبيه. كتب عنه أحمد بن عثمان بن برصالا البلدي ، وغيره.

وذكر لي محمّد بن عليّ الصوري أن عبد الأعلى عاش إلى سنة سبعين وثلاثمائة.

٧٧

ذكر من اسمه عبد الكريم

٥٧٥٣ ـ عبد الكريم بن الهيثم بن زياد بن عمران ، أبو يحيى القطّان :

من أهل دير العاقول. سافر إلى بغداد ، وواسط ، والبصرة والكوفة ، والشام ، ومصر ، وسمع مسلم بن إبراهيم الأزديّ ، وسليمان بن حرب ، وإبراهيم بن بشّار ، وأبا نعيم الفضل بن دكين ، وأبا الوليد الطيالسي ، ومسددا ، وأبا عمر الحوضي ، وأحمد بن عبد الله بن يونس ، وعمرو بن عون ، ومحمد بن عيسى بن الطباع ، وأبا بكر الحميدي وأبا اليمان الحمصيّ ، وأبا توبة الربيع بن نافع ، وإبراهيم بن مهدي المصيصي ، ومحمّد بن أبي نعيم الواسطيّ ، وإبراهيم بن منذر الحزامي ، وحجاج بن إبراهيم المصري ، وأحمد بن صالح ، ويحيى بن الحماني ، وأبا سلمة التبوذكي ، وحيوة ابن شريح المصري ، وإبراهيم بن محمّد الشّافعيّ. وأقام عبد الكريم ببغداد دهرا طويلا ، وحدث بها حديثا كثيرا. روى عنه أبو إسماعيل الترمذي ، وموسى بن هارون الحافظ ، وقاسم بن زكريا المطرّز ، وعبد الله بن محمّد البغوي ، ويحيى بن صاعد ، والقاضي المحامليّ ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، ومحمّد بن عمرو الرّزّاز ، وأبو عمرو بن السماك ، وحمزة بن محمّد الدهقان ، وأبو سهل بن زياد القطّان، في آخرين ، وكان ثقة ثبتا.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله القطّان ، حدّثنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل ، حدّثنا عبد الكريم ، حدّثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب عن الزّهريّ قال : حدثني محمّد بن عبد الرّحمن بن ماعز العامري أن سفيان بن عبد الله الثّقفيّ قال : قلت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا رسول الله حدثني أمرا أعتصم به ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قل ربي الله ثم استقم» قال : قلت يا رسول الله ما أكثر ما تخاف علىّ؟ قال : فأخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بلسان نفسه ثم قال : «هذا» (١).

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي

__________________

٥٧٥٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٠١.

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٤١٠. وسنن ابن ماجة ٣٩٧٢. ومسند أحمد ٣ / ٤١٣. ومسند الدارمي ٢ / ٢٩٨. والمستدرك ٤ / ٣١٣. وصحيح ابن حبان ٢٥٤٣. والسنة لابن أبي عاصم ١ / ١٥.

٧٨

ـ وأنا أسمع ـ قال : وجاءنا الخبر بموت أبي يحيى عبد الكريم بن الهيثم الدير الدّيرعاقوليّ ـ صاحب أبي اليمان ـ مات لخمس خلون من شعبان سنة ثمان وسبعين.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : مات عبد الكريم بن الهيثم القطّان بدير العاقول في يوم الخميس لإحدى عشرة بقيت من شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين ، وكتبنا عنه ببغداد في غير قدمة ، وكان يخضب بالحناء ، وكان ثقة مأمونا.

٥٧٥٤ ـ عبد الكريم أمير المؤمنين الطائع لله بن الفضل المطيع لله بن جعفر المقتدر بالله بن المعتضد بالله ، يكنى أبا بكر:

وأمه أم ولد اسمها عتب ، أدركت خلافته ، وبايع المطيع لله ابنه الطائع بالخلافة بعد أن خلع المطيع نفسه طائعا غير مكره.

فأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي قال : خلع المطيع نفسه غير مستكره فيما صح عندي ، وولى ابنه الأكبر المكنى أبا بكر واسمه عبد الكريم الطائع لله وكان سنه يوم ولى فيما بلغني ثمانية وأربعين سنة ، وأمه أم ولد اسمها عتب ، أدركت أيامه. أخبرنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان قال : تقلد الطائع لله ـ أبو بكر عبد الكريم بن المطيع ـ يوم الأربعاء الثالث عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وقبض عليه لإحدى عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، وكانت مدة خلافته سبع عشرة سنة ، وتسعة أشهر ، وخمسة أيام ، ورأيت الطائع لله مربوعا كبير الأنف ، وكان أبيض أشقر حسن الجسم.

قال لنا أبو القاسم بن شاهين : قبض على الطائع لله في يوم السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.

حدثني التنوخي قال : توفي الطائع لله في ليلة عيد الفطر سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة ، وصلى عليه القادر بالله في داره ، وحضرته ، وكبر عليه خمسا ، ثم حمل إلى الرصافة فدفن في تربته ، وكان مولده في سنة سبع عشرة وثلاثمائة.

حدثني هلال بن المحسن قال : توفي الطائع لله وقت العصر من يوم الثلاثاء يوم عيد الفطر سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة ، ودفن ليلا.

__________________

٥٧٥٤ ـ انظر : فوات الوفيات ٢ / ٣. ونكت الهميان ١٩٦. والكامل لابن الأثير ٨ / ٢١٠ ، ٩ / ٢٧ ، ٦١. وتاريخ الخميس ٢ / ٣٥٤ ، ٣٥٦. والنبراس ١٢٤. والأعلام ٤ / ٥٣.

٧٩

٥٧٥٥ ـ عبد الكريم بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن محمّد بن العبّاس ، أبو غانم الهمذانيّ المؤدّب الشّيرازيّ :

وهو أخو شيخنا محمّد بن عمر ، سكن بغداد وحدث بها عن أحمد بن قانع القاضي، وحبيب بن الحسن القزاز ، وعبد الخالق بن أبي روبا ، وأحمد بن يوسف بن خلاد ، وأبي عليّ بن الصواف.

حدثني عليّ الأزهري وسألته عنه فقال : كان من أهل الفضل والسنة مشهورا بذلك ، وكان ثقة.

٥٧٥٦ ـ عبد الكريم بن محمّد بن عبيد الله ، أبو القاسم الخلال :

حدث عن أبي بكر بن مالك القطيعي ، سمع منه أبو طاهر بن الأشناني الدّقّاق.

٥٧٥٧ ـ عبد الكريم بن عليّ بن أبي الحسن محمّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون ، أبو تمّام الهاشميّ :

وهو أخو عبد الصّمد أبي الغنائم وكان الأكبر ، سمع أبا نصر محمّد بن أحمد بن موسى الملاحمي. سمعنا منه كتاب «القراءة خلف الإمام» تصنيف البخاريّ وكان ثقة ، وسمعته يقول : ولدت في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.

أخبرنا أبو تمّام بن المأمون ، أخبرنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى الملاحمي البخاريّ ـ قدم علينا ـ أخبرنا محمود بن إسحاق بن محمود الخزاعيّ ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ قال : قال لنا محمّد بن يوسف : حدّثنا سفيان عن سليمان الشّيبانيّ عن جواب التّيميّ عن يزيد بن شريك قال : سألت عمر : أقرأ خلف الإمام؟ قال : نعم! قلت : وإن قرأت يا أمير المؤمنين؟ قال وإن قرأت.

مات في ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاثين وأربعمائة ، ودفن صبيحة تلك الليلة.

٥٧٥٨ ـ عبد الكريم بن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن موسى ، أبو منصور المطرّز :

وهو أخو أبي الحسن محمّد ، أصبهاني الأصل كان يسكن ناحية شارع العتابيين ، وحدث عن عليّ بن محمّد بن أحمد بن كيسان النّحويّ. كتبنا عنه وكان صدوقا.

٨٠