تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١١

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١١

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٣

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : عبد الصّمد بن النّعمان أبو محمّد البزّاز سكن بغداد ثقة.

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قا : سمعت محمّد بن غالب قال : عبد الصّمد بن النّعمان خراساني نزل بغداد ، كان يخضب بالحناء ، شديد الخضاب. مات سنة ست عشرة ومائتين.

٥٧١٥ ـ عبد الصّمد بن يزيد ، أبو عبد الله الصّائغ المعروف بمردويه :

خادم الفضيل بن عياض ، سمع فضيلا ، وسفيان بن عيينة ، ويحيى بن سليم الطائفي، وأزهر بن سعد السمان ، وشقيق بن إبراهيم البلخي. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ، وموسى بن هارون ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأهوازيّ ـ قراءة عليه ، وثبتني فيه بعض أصحابنا عنه ـ قال : حدثني أبي ، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، حدّثنا عبد الصّمد بن يزيد مردويه الصّائغ قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : إذا أحب الله عبدا أكثر غمه ، وإذا أبغض عبدا أوسع عليه دنياه.

بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سألت يحيى بن معين عن مردويه الصّائغ فقال : لا بأس به ، ليس ممن يكذب.

أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب ، حدّثنا الحسين بن فهم قال : مردويه الصّائغ كان ثقة من أهل السنة والورع ، وقد كتب الناس عنه.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن المظفّر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : سنة خمس وثلاثين فيها مات مردويه الصّائغ.

أخبرني الحسين بن عليّ الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسين الرّازي ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : مات عبد الرّحمن بن صالح ومردويه الصّائغ يوم الاثنين آخر يوم من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين.

__________________

٥٧١٥ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٥٠٨١.

٤١

٥٧١٦ ـ عبد الصّمد بن موسى بن محمّد بن إبراهيم الإمام بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس ، الهاشميّ :

حدث عن أبيه موسى ، وعميه إبراهيم وعبد الوهّاب ابني محمّد ، وعلي بن عاصم ، والحسن بن فضالة ، وغيرهم. روى عنه ابنه إبراهيم وكان منزله بسر من رأى ، وولى إمارة الموسم وإقامة الحج في خلافة جعفر المتوكل سنة ثلاث وأربعين ، وأربع وأربعين ، وخمس وأربعين ، ومائتين.

٥٧١٧ ـ عبد الصّمد بن حميد ، الطّوابيقيّ (١) :

حدث عن عبد الوهّاب بن الحكم الورّاق. روى عنه محمّد بن مخلد الدّوريّ ، وذكر أنه مات يوم الثلاثاء لست خلون من شوال سنة إحدى وتسعين ومائتين.

٥٧١٨ ـ عبد الصّمد بن عليّ بن محمّد بن مكرم بن حسّان ، أبو الحسين الوكيل المعروف بالطّستي :

وهو ابن أخي الحسن بن مكرم ، سمع أحمد بن عبيد الله النرسي ، ودبيس بن سلام القصباني ، ومسلم بن عيسى الصّفّار ، والحارث بن أبي أسامة ، وحامد بن سهل الثغري ، ومحمّد بن غالب التمتام ، وإبراهيم الحربي ، وعلي بن الحسن بن بيان المقرئ ، وأحمد بن عليّ البربهاري ، وأبا بكر بن أبي الدنيا ، وجنيد بن حكيم الدّقّاق ، والحسن ابن العبّاس الرّازي. حدّثنا عنه ابن رزقويه ، وأبو القاسم بن المنذر القاضي ، ومحمّد بن عبيد الله الحنائي، وأحمد بن عمر الدّلّال ، وأبو الحسين بن بشران ، وعلي بن أحمد الرّزّاز ، وأبو عليّ بن شاذان ، وكان ثقة.

سمعت البرقاني ذكره فأثنى عليه وحثنا على كتب حديثه.

حدّثنا أبو الحسين بن الفضل القطّان قال : توفي عبد الصّمد بن عليّ الطّستي يوم الاثنين لثلاث عشرة خلون من شعبان من سنة ست وأربعين وثلاثمائة.

قلت : وذكر أن مولده كان في سنة ست وستين ومائتين.

__________________

(١) ٥٧١٧ ـ الطّوابيقيّ : هذه النسبة إلى «الطوابيق» وهي الآجرّ الكبير الذي يفرش في صحن الدار وعملها (الأنساب ٨ / ٢٥٩).

٥٧١٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١١١.

٤٢

٥٧١٩ ـ عبد الصّمد بن الحسين بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد بن درهم ، أبو الحسن الأزديّ :

ولد ببغداد في سنة أربع وتسعين ومائتين وانتقل إلى مصر ، فسكنها وحدث بها عن أبي عمر محمّد بن جعفر القتات الكوفيّ. سمع منه أبو الفتح بن مسرور البلخي.

وذكر ـ فيما قرأت بخطه ـ أنه توفي بمصر لليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة. قال : وكان ثقة.

٥٧٢٠ ـ عبد الصّمد بن محمّد بن عبد الله ، أبو محمّد البخاريّ :

قدم بغداد وحدث بها عن مكحول البيروتي ، ومحمّد بن شعيب الطبري ، ومحمّد ابن الفضل الفريابي ، ومحمّد بن محمّد بن حاتم السجستاني ، والهيثم بن كليب الشّاشي ، وأبي العبّاس الأصم النّيسابوريّ ، وعبد الله بن الحسن بن بندار الأصبهانيّ ، وإبراهيم بن عليّ الهجيمي البصريّ. حدثني عنه محمّد بن عمر بن بكير المقرئ.

أخبرني ابن بكير ، أخبرنا أبو محمّد عبد الصّمد بن محمّد بن عبد الله البخاريّ ـ ببغداد ـ حدّثنا الهيثم بن كليب الشّاشي ، حدّثنا عيسى بن أحمد ، حدّثنا وهب ، حدّثنا سفيان عن أبي سعيد عن الحسن قال : قدم ابن أبي طالب ـ يعني عقيلا ـ البصرة فتزوج امرأة فقالوا بالرفاء والبنين فقال : لا تقولوا ذلك ، فإن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهانا عن ذلك وأمرنا أن نقول «بارك الله لك ، وبارك عليك» (١).

قرأت بخط أبي عبد الله الغنجار الحافظ البخاريّ : توفي أبو محمّد عبد الصّمد بن محمّد البخاريّ بالدينور سنة ثمان وستين وثلاثمائة.

٥٧٢١ ـ عبد الصّمد بن عبد الرّحمن ، أبو سهل الفقيه المروزيّ :

قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن الحسين بن الحسن النضري ، ومحمّد بن زكريا العذافري ، أما النضري فيروي عن عباس الدّوريّ ، وأما العذافري فيروي عن إسحاق ابن إبراهيم الدبري ، وعلي بن عبد العزيز البغوي. حدثني عنه العتيقي.

أخبرنا العتيقي ، حدّثنا أبو سهل عبد الصّمد بن عبد الرّحمن الفقيه المروزيّ ـ قدم علينا حاجّا في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ـ حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن النضري، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ بحديث ذكره.

__________________

(١) ٥٧٢٠ ـ انظر الحديث في : سنن الترمذي ١٠٩١. وسنن أبي داود ١٣٢٠. وسنن ابن ماجة ٧٠٨. ومسند أحمد ٣ / ٤٥١. والمستدرك ٢ / ١٨٣.

٤٣

٥٧٢٢ ـ عبد الصّمد بن أحمد بن خنبش بن القاسم بن عبد الملك بن سليمان بن عبد الملك بن حفص ، أبو القاسم الخولانيّ الحمصيّ :

ورد بغداد وأقام بها مدة طويلة ، وحدث بها عن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ، وأحمد بن بهزاد السيرافي. حدثني عنه الأزهري ، والتنوخي.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا عبد الصّمد بن أحمد بن خنبش ـ شيخ كان يحضر معنا عند أبي بكر بن شاذان ـ حدّثنا خيثمة بن سليمان ، حدّثنا ابن أبي غرزة ، حدّثنا قبيصة بن عقبة السوائي عن سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو الحضرمي عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اطلبوا الخير عند حسان الوجوه» (١).

أخبرنا التنوخي قال : ذكر لنا عبد الصّمد بن أحمد بن خنبش الخولانيّ النّحويّ أن مولده بحمص في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. قال التنوخي : وسمعنا منه في شوال سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.

٥٧٢٣ ـ عبد الصّمد بن عمر بن محمّد بن إسحاق ، أبو القاسم الواعظ :

روى عن أحمد بن سلمان النّجّاد. حدثني عنه عبد العزيز الأزجي ، والقاضي أبو عبد الله الصيمري ، وكان ثقة صالحا زاهدا ، آمرا بالمعروف ، ناهيا عن المنكر ، وإليه تنسب الطائفة المعروفة بأصحاب عبد الصّمد.

حدثني الأزجي قال : قرأت على عبد الصّمد بن عمر بن محمّد بن إسحاق الواعظ الصّوفيّ حدثكم أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، حدّثنا أبو ظفر ، حدّثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن اليهود ليحسدونكم على السلام والتأمين» (١).

حدثني الصيمري قال : كان عند عبد الصّمد جزء عن النّجّاد ، فأخذت من أبي بكر بن البقال نسخة ومضيت أنا وأبو يعلى بن المأمون إليه ، فسلمنا عليه وسألناه أن يحضرنا في المسجد لنسمع الجزء منه ، وسبقناه إلى المسجد ، فدخل وسلم وصلى ركعتين ، ثم جاء فجلس بين أيدينا ، فقلت له : إنما حضرنا لنسمع منك فإن رأيت أن ترتفع إلى صدر المجلس ، فقال : هذا ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأشار إلى ابن المأمون ـ وأنت رجل من أهل العلم وما كنت لأرتفع عليكما في المجلس.

__________________

(١) ٥٧٢٢ ـ انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٨ / ١٩٤. والموضوعات ٢ / ١٥٩ ، ١٦٠ ، ١٦١ ، ١٦٢. والدرر المنتثرة ٣٩. والكامل لابن عدي ٣ / ١١٣٨. واللآلئ المصنوعة ٢ / ٤١.

(١) ٥٧٢٣ ـ انظر الحديث في : الأحاديث الصحيحة ٦٩٢. وكنز العمال ٦٠١٤.

٤٤

حدثني عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ قال : جاء رجل إلى عبد الصّمد بمائة دينار ليدفعها إليه ، فقال أنا غني عنها ولست بمحتاج إليها ، قال : ففرقها على أصحابك هؤلاء، فقال : ضعها على الأرض ففعل ، ثم قال عبد الصّمد للجماعة : من احتاج منكم إلى شيء فليأخذ على قدر حاجته ، فتوزعتها الجماعة على صفات مختلفة في القلة والكثرة ، ولم يمسها هو بيده ، ثم جاءه ابنه بعد ساعة فطلب منه شيئا ، فقال له : اذهب إلى البقال فخذ عليّ منه ربع رطل تمر. حدثني التنوخي قال : كنت يوم الجمعة في جامع المنصور والخطيب على المنبر ، وعلى يساري عليّ بن طلحة البصريّ ، فمددت عيني فرأيت عبد الصّمد بالقرب مني ، فهممت بالنهوض إليه ـ وكان صديقا لي ـ فاحتشمت من القيام في مثل ذلك الوقت مع قرب قيام الصّلاة ، فقام ومشى نحوي ، فقمت إليه فقال لي : اجلس أيها القاضي فليس إليك قصدت ، ولا لك أردت بمجيئي ، أنا هذا أردت وإليه قصدت ـ يعني ابن طلحة ـ وذاك أن نفسي تأباه وتكرهه ، فأردت أن أذلها بقصده ، وأخالف إرادتها وشهوتها ، فجئته وقصدته ، قال : فقام ابن طلحة إليه وقبل رأسه ، وعاد عبد الصّمد إلى موضعه.

قال التنوخي : وحدثني من حضر عبد الصّمد ـ وقد احتضر ـ فدخلت عليه أم الحسن بنت القاضي أبي محمّد بن الاكفاني ـ وكانت أحد من يقوم بأمره ويراعيه ـ فقالت له : أسألك وأقسم عليك إلا سألتني حاجة ، فقال : لها نعم ، كوني لهبيّة ـ يعني ابنته ـ بعد موتي كما أنت لها في حياتي ، فقالت : أفعل ، ثم أمسك ساعة وقال : أستغفر الله وكررها ، الله خير لها منك.

حدّثنا الخلال والعتيقي وأحمد بن عليّ بن التوزي قالوا : سنة سبع وتسعين وثلاثمائة فيها مات عبد الصّمد الواعظ قال العتيقي : في ذي الحجة. وقال الخلال : في آخر ذي الحجة ، وقال ابن التوزي في يوم الثلاثاء لسبع بقين من ذي الحجة.

٥٧٢٤ ـ عبد الصّمد بن الحسن بن سلام ، أبو القاسم البزّاز :

سمع أحمد بن سلمان النّجّاد. حدثني عنه أبو طاهر محمّد بن أحمد الأشناني ، وكان شيخا صالحا صدوقا. مات في شهر رمضان سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.

٥٧٢٥ ـ عبد الصّمد بن محمّد بن عبد الله بن هارون ، أبو الفضل المعروف بابن الفقاعيّ :

سمع ابن مالك القطيعي ، وأبا بكر بن إسماعيل الورّاق ، ومحمّد بن إبراهيم بن

__________________

٥٧٢٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٣٠٣.

٤٥

نيطرا العاقولي ، وأبا عليّ بن حمكان الفقيه. كتبت عنه وكان صدوقا يسكن بدرب حبيب قريبا من دار القطن ، ثم تولى الخطابة بالرخّجيّة ، وهي قرية على نحو فرسخ من بغداد وراء باب الأزج ، وسكن هذه القرية إلى حين وفاته.

أخبرني أبو الفضل عبد الصّمد بن محمّد الخطيب ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ـ إملاء في سنة سبع وستين وثلاثمائة ـ قال : حدّثنا أبو عبد الرّحمن عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدّثنا يحيى ـ يعني ابن سعيد ـ عن حميد عن أنس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «دخلت الجنة فإذا أنا بنهر حافتاه خيام اللؤلؤ ، فضربت بيدي في مجرى الماء فإذا مسك أذفر ، قلت : يا جبريل ما هذا؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك عزوجل»(١).

سألت أبا الفضل عن مولده فقال : في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ، وكان عنده عن ابن مالك مجلس واحد ، وعن ابن إسماعيل أمالي كثيرة ، ومات بالرخجية لثلاث بقين من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ، ودفن بها.

٥٧٢٦ ـ عبد الصّمد بن محمّد بن محمّد بن نصر بن أحمد بن محمّد بن مكرم ، أبو الخطّاب :

سمع أبا حفص بن الزيات ، ومحمّد بن عبد الله الأبهري ، وأبا القاسم بن سويد. كتبت عنه وكان صدوقا ينزل بدرب المجوسي في جوار ابن شاذان.

أخبرنا أبو الخطّاب بن مكرم ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد بن صالح الأبهري قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن يحيى بن رزين العطّار ـ بحمص ـ حدّثنا هشام بن عمار قال : حدّثنا الربيع بن بدر ، حدثني أبي عن أبيه عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اثنان فما فوقهما جماعة» (١).

سألت أبا الخطّاب عن مولده فقال : في سنة ست وستين وثلاثمائة. ومات في يوم الجمعة السابع عشر من شوال سنة أربعين وأربعمائة ، ودفن من الغد.

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ١٠٣ ، ١١٥ ، ٢٦٣. والمستدرك ١ / ٨٠. وإتحاف السادة المتقين ١٠ / ٤٩٨. وتفسير ابن كثير ٨ / ٥٢٠. والدر المنثور ٦ / ٤٠٣.

(١) ٥٧٢٦ ـ انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٩٧٢. والسنن الكبرى للبيهقي ٣ / ٦٩. وكشف الخفا ١ / ٤٧. ومجمع الزوائد ٢ / ٤٥.

٤٦

٥٧٢٧ ـ عبد الصّمد بن عليّ بن محمّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون ، أبو الغنائم الهاشميّ :

سمع عليّ بن عمر السّكّري ، وأبا الحسن الدارقطني ، وأبا القاسم بن حبابة ، وأبا نصر الملاحمي البخاريّ. كتبت عنه وكان صدوقا يسكن قصر عيسى بن عليّ.

وسمعت أبا تمّام عبد الكريم بن عليّ بن محمّد بن الحسين بن المأمون يقول : ولد أخي أبو الغنائم في سنة ست وسبعين وثلاثمائة.

[قال شجاع الذهلي : ومات أبو الغنائم بن المأمون في يوم الأربعاء السابع عشر من شوال سنة خمس وستين وأربعمائة ودفن من الغد في مقبرة باب حرب] (١).

ذكر من اسمه عبد السّلام

٥٧٢٨ ـ عبد السّلام بن صالح بن سليمان بن أيّوب بن ميسرة ، أبو الصّلت الهرويّ :

مولى عبد الرّحمن بن سمرة القرشيّ ، نسبه أحمد بن سيار المروزيّ. رحل في الحديث إلى البصرة ، والكوفة ، والحجاز ، واليمن ، وسمع حمّاد بن زيد ، ومالك بن أنس وعبد الوارث بن سعيد ، وجعفر بن سليمان ، وشريك بن عبد الله ، وعبد الله بن إدريس ، وعبّاد بن العوّام ، وأبا معاوية الضرير ، ومعتمر بن سليمان التّيميّ ، وسفيان بن

__________________

(١) ٥٧٢٧ ـ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٥٧٢٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٤٢١ (١٨ / ٧٣). وابن الجنيد ٢٥ ، ٣٢. وابن محرز ، الترجمة ٢٤١. وأحوال الرجال للجوزجاني ، الترجمة ٣٧٩. والمعرفة والتاريخ ٣ / ٧٧. وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٢٩. والجرح والتعديل ٦ / الترجمة ٢٥٧. والمجروحين لابن حبان ٢ / ١٥١. والكامل لابن عدي ٢ / الورقة ٣١٥. وسنن الدارقطني ١ / ١١٠. والضعفاء لأبي نعيم الأصبهانيّ ، الترجمة ١٤٠. والسابق واللاحق ٨٥. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ٩٧. وسير أعلام النبلاء ١١ / ٤٤٦. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٤١٣. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٢٥٢٧. والمغني ٢ / الترجمة ٣٦٩٤. وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٥٠٥١. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٢٣٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٥١ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٥ ، ٥١. ونهاية السئول ، الورقة ٢١٤. والكشف الحثيث ، الترجمة ٤٤٠. وتهذيب التهذيب ٦ / ٣١٩ ـ ٣٢٢. والتقريب ١ / ٥٠٦. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٣٢١.

٤٧

عيينة ، وعبد الرّزّاق بن همّام. وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه من أهلها أحمد بن منصور الرمادي ، وعباس بن محمّد الدّوريّ ، وإسحاق بن الحسين الحربي ، ومحمّد ابن عليّ المعروف بفستقة ، والحسن بن علوية القطّان ، وعلي بن أحمد بن النضر الأزديّ. وغيرهم.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو الحسين عبد الله بن إبراهيم بن بيان الزبيبي ، حدّثنا الحسن بن علوية القطّان ، حدّثنا أبو الصّلت الهرويّ ـ عبد السّلام بن صالح ـ حدّثنا عبد الله بن نمير ، حدّثنا سفيان ، حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن زيد بن تبيع عن حذيفة قال : ذكرت الإمارة أو الخلافة عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «إن وليتموها أبا بكر وجدتموه ضعيفا في بدنه ، قويا في أمر الله ، وإن وليتموها عمر وجدتموه قويا في أمر الله ، قويا في بدنه ، وإن وليتموها عليّا وجدتموه هاديا مهديّا يسلك بكم على الطريق المستقيم» (١).

قال البرقاني : رواه عبد الرّزّاق وابن هراسة عن الثوري ، لم يذكرا شريكا. حدّثنا أبو نعيم الحافظ ـ من حفظه ، وأنا سألته ـ قال : حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا معاذ بن المثنّى ومحمّد بن عليّ فستقة. قالا : حدّثنا أبو الصّلت الهرويّ ، حدّثنا عليّ بن موسى الرضا ، حدّثنا أبي موسى بن جعفر ، حدّثنا أبي جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الإيمان معرفة بالقلب ، وقول باللسان وعمل بالأركان» (٢).

قرأت على الحسن بن أبي القاسم عن أبي سعيد أحمد بن محمّد بن رميح النسوي قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام يقول : سمعت أحمد بن سيار بن أيّوب يقول : أبو الصّلت عبد السّلام بن صالح الهرويّ ذكر لنا أنه من موالي عبد الرّحمن بن سمرة ، وقد لقى وجالس الناس ، ورحل في الحديث ، وكان صاحب قشاف (٣) ، وهو من آحاد المعدودين في الزهد ، قدم مرو أيام المأمون يريد التوجه إلى

__________________

(١) انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ٢٥١. والمستدرك ٣ / ١٤٢. وكنز العمال ٣٣٠٧٥ ، ٣٦٧١٠.

(٢) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٦٥. وتنزيه الشريعة ١ / ١٥١. واللآلئ المصنوعة ١ / ١٨. وأمالي الشجري ١ / ١٠ ، ٢٤. والموضوعات ١ / ١٢٨.

(٣) في المطبوعة : «وكان صاحب قشافة» والتصحيح من تهذيب الكمال.

٤٨

الغزو فأدخل على المأمون فلما سمع كلامه جعله من الخاصة من إخوانه ، وحبسه عنده إلى أن خرج معه إلى الغزو ، فلم يزل عنده مكرما إلى أن أراد إظهار كلام جهم وقول القرآن مخلوق ، وجمع بينه وبين بشر المريسي وسأله أن يكلمه وكان عبد السّلام يرد على أهل الأهواء من المرجئة والجهمية ، والزنادقة ، والقدرية وكلم بشر المريسي غير مرة بين يدي المأمون مع غيره من أهل الكلام ، كل ذلك كان الظفر له ، وكان يعرف بكلام الشيعة ، وناظرته في ذلك لأستخرج ما عنده فلم أره يفرط (٤) ، ورأيته يقدم أبا بكر وعمر ، ويترحم على عليّ وعثمان ، ولا يذكر أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا بالجميل ، وسمعته يقول : هذا مذهبي الذي أدين الله به ، إلا أن ثم أحاديث يرويها في المثالب.

وسألت إسحاق بن إبراهيم عن تلك الأحاديث وهي أحاديث مروية نحو ما جاء في أبي موسى ، وما روى في معاوية فقال : هذه أحاديث قد رويت ، قلت : فتكره كتابتها وروايتها ، والرواية عمن يرويها؟ فقال : أما من يرويها على طريق المعرفة فلا أكره ذلك ، وأما من يرويها ديانة ويريد عيب القوم فإني لا أرى الرواية عنه.

أخبرنا محمّد بن عمر بن القاسم النرسي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي ، حدّثنا عبد السّلام بن صالح ـ يعني الهرويّ ـ حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا مدينة العلم وعلى بابها» (٥).

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا الحسين بن عليّ التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروزيّ قال : وسئل أبو عبد الله عن أبي الصّلت فقال : روى أحاديث مناكير. قيل له : روى حديث مجاهد عن عليّ «أنا مدينة العلم وعلي بابها» قال : ما سمعنا بهذا ، قيل له هذا الذي تنكر عليه؟ قال : غير هذا ، أما هذا فما سمعنا به. وروى عن عبد الرّزّاق أحاديث لا نعرفها ولم نسمعها. قيل لأبي عبد الله : قد كان عند عبد الرّزّاق من هذه الأحاديث الردية؟ قال : لم أسمع منها شيئا.

أخبرني عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي. وأخبرنا عبد الغفّار بن محمّد بن

__________________

(٤) في المطبوعة : «فلم أره يفرق» والتصحيح من تهذيب الكمال.

(٥) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٤٩

جعفر المؤدّب ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عمر بن الحسن بن عليّ بن مالك قال: سمعت أبي يقول : سألت يحيى بن معين عن أبي الصّلت الهرويّ فقال : ثقة صدوق إلا أنه يتشيع.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سألت يحيى بن معين عن أبي الصّلت الهرويّ فقال : قد سمع وما أعرفه بالكذب ، قلت : فحديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس؟ قال : ما سمعت به قط ، وما بلغني إلا عنه. وقال مرة أخرى : سمعت يحيى ـ وذكر أبا الصّلت الهرويّ فقال : لم يكن أبو الصّلت عندنا من أهل الكذب ، وهذه الأحاديث التي يرويها ما نعرفها.

أخبرنا البرقاني قال : قرئ على محمّد بن عبد الله بن خميرويه وأنا أسمع ـ أخبركم يحيى بن أحمد بن زياد وقال : سألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن حديث أبي معاوية الذي رواه عبد السّلام الهرويّ عنه عن الأعمش ، حديث ابن عباس ، فأنكره جدّا.

أخبرنا عليّ بن الحسين ـ صاحب العباسي ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسي ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال: وسألت يحيى بن معين عن أبي الصّلت فقال : ما أعرفه ، قلت له : إنه يروي حديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس «أنا مدينة العلم وعلي بابها» فقال : ما هذا الحديث بشيء.

قلت : أحسب عبد الخالق سأل يحيى بن معين عن حال أبي الصّلت قديما ولم يكن يحيى إذ ذاك يعرفه ، ثم عرفه بعد. فأجاب إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن حاله ، وأما حديث الأعمش فإن أبا الصّلت كان يرويه عن أبي معاوية عنه فأنكره أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين من حديث أبي معاوية ، ثم بحث يحيى عنه فوجد غير أبي الصّلت قد رواه عن أبي معاوية.

فأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أبو بكر مكرم بن أحمد بن مكرم القاضي ، حدّثنا القاسم بن عبد الرّحمن الأنباريّ ، حدّثنا أبو الصّلت الهرويّ ، حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت بابه».

قال القاسم : سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث فقال : هو صحيح.

٥٠

قلت : أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية وليس بباطل ، إذ قد رواه غير واحد عنه.

أخبرنا محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت العبّاس بن محمّد الدّوريّ يقول : سمعت يحيى بن معين يوثق أبا الصّلت عبد السّلام بن صالح ، فقلت ـ أو قيل له ـ إنه حدث عن أبي معاوية عن الأعمش «أنا مدينة العلم وعلي بابها» فقال : ما تريدون من هذا المسكين؟! أليس قد حدث به محمّد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية ، هذا أو نحوه.

قرأت على البرقاني عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سألت يحيى بن معين عن أبي الصّلت عبد السّلام بن صالح الهرويّ ، فقال : ليس ممن يكذب ، فقيل له في حديث أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس «أنا مدينة العلم وعلي بابها»؟ فقال : هو من حديث أبي معاوية.

أخبرني ابن نمير قال : حدث به أبو معاوية قديما ثم كف عنه ، وكان أبو الصّلت رجلا موسرا ، يطلب هذه الأحاديث ويكرم المشايخ ، وكانوا يحدثونه بها. أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سألت أبا عليّ صالح بن محمّد عن أبي الصّلت الهرويّ فقال : رأيت يحيى بن معين يحسن القول فيه ، ورأيت يحيى بن معين عنده وسئل عن هذا الحديث الذي روى عن أبي معاوية حديث عليّ «أنا مدينة العلم وعلي بابها» فقال : رواه أيضا الفيدي ، قلت ما اسمه؟ قال محمّد بن جعفر.

قلت : وقد ضعف جماعة من الأئمة أبا الصّلت وتكلموا فيه بغير هذا الحديث.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا القاضي أبو الحسن عليّ بن محمّد بن جعفر المالكيّ ، حدّثنا القاضي أبو حازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان ـ ببيروت ـ أخبرنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشعراني وحدثنا عبد العزيز بن أحمد بن عليّ الكتاني ـ لفظا بدمشق ـ وعبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار قالا : حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : كان أبو الصّلت الهرويّ زائغا عن الحق ، مائلا عن القصد ، سمعت

٥١

من حدثني عن بعض الأئمة أنه قال فيه هو أكذب من روث حمار الدجال ، وكان قديما متلوثا في الأقذار.

حدّثنا الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ـ بمصر ـ أخبرنا عبد الكريم ابن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، أخبرني أبي قال : أبو الصّلت الهرويّ ليس بثقة.

أخبرني البرقاني ، حدثني محمّد بن أحمد بن محمّد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي ، حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي قال : عبد السّلام بن صالح أبو الصّلت الهرويّ يحدث بمناكير ، وهو عندهم ضعيف.

أخبرنا البرقاني قال : ذكر أبو الصّلت عبد السّلام بن صالح الهرويّ عند أبي الحسن الدارقطني فقال أبو الحسن : ـ وأنا أسمع ـ كان خبيثا رافضيا. قال لي دعلج : إنه سمع أبا سعد الزاهد الهرويّ ـ وقيل له : ما تقول في عبد السّلام بن صالح؟ فقال : نعيم بن الهيصم ثقة ، فقيل : إنما سألناك عن عبد السّلام فقال : نعيم ثقة ، لم يزد على هذا.

وقال أبو الحسن : روى عن جعفر بن محمّد الحديث عن آبائه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «الإيمان إقرار بالقول ، وعمل بالجوارح» الحديث ، وهو متهم بوضعه لم يحدث به إلا من سرقه منه ، فهو الابتداء في هذا الحديث.

وحكى لنا أبو الحسن أنه سمعه يقول : كلب للعلوية خير من جميع بني أمية ، فقيل : فيهم عثمان؟ فقال : فيهم عثمان.

قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات ـ بخطه ـ حدّثنا محمّد بن العبّاس الضّبّي الهرويّ ، حدّثنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن ياسين قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن عبد الرّحمن الشّاميّ يقول : مات عبد السّلام أبو الصّلت يوم الأربعاء لست بقين من شوال سنة ست وثلاثين ومائتين.

٥٧٢٩ ـ عبد السّلام بن عبد الرّحمن بن صخر بن عبد الرّحمن بن وابصة بن معبد ، أبو الفضل الأسديّ الرّقيّ :

سمع أباه. روى عنه محمّد بن إسحاق الصاغاني ، وأبو الأصبغ محمّد بن

__________________

٥٧٢٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٤٢٣ (١٨ / ٨٤). وثقات ابن حبان ٨ / ٤٢٨. والقضاة لوكيع ٣ / ٢٧٧. وتسمية شيوخ أبي داود للغساني ، الورقة ٨٥. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٥٤٩. ـ

٥٢

عبد الرّحمن القرقساني ، وأحمد بن عليّ الأبار ، وأبو عروبة الحراني. وكان قاضي الرقة ، ثم ولى القضاء ببغداد في أيام المتوكل.

فأخبرنا عليّ بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : عزل المتوكل عبيد الله بن أحمد بن غالب في سنة أربع وثلاثين ومائتين واستقضى عبد السّلام بن عبد الرّحمن بن صخر ويعرف بالوابصي ، وكان قبل ذلك على قضاء الرقة ، وبعد أن صرف عن بغداد ولى قضاء الرقة أيضا ، وكان رجلا جميل الطريقة ، وكان أهل بغداد قد ضجوا من أصحاب ابن أبي دؤاد وقالوا بعد أن عزل عبيد الله بن أحمد بن غالب : لا يلي علينا إلا من نرضى به ، فكتب المتوكل العهد مطلقا ليس عليه اسم واحد ، وأنفذه من سر من رأى مع يعقوب قوصرة أحد الحجاب الكبار ، وقال : أحضر عبد السّلام والشيوخ واقرأ العهد ، فإن رضوا به قاضيا فوقع على العهد اسمه ، فقدم قوصرة ففعل ذلك ، فصاح الناس : ما نريد غير الوابصي ، فوقع في الكتاب اسمه وحكم من وقته في الرصافة.

ذكر ابن كامل القاضي أن عبد السّلام كان يتولى القضاء ببغداد ، فصرفه يحيى بن أكثم ، ثم كتب المتوكل عهدا مطلقا بالقضاء وساق نحو ما ذكر طلحة ، والظاهر من هذا أن الوابصي ولى قضاء بغداد مرتين.

أخبرنا بذلك الحسن بن أبي بكر ـ قراءة عليه ـ عن أحمد بن كامل قال : كان عبد السّلام بن عبد الرحمن الأسدي الوابصي على قضاء بغداد ، وكان عفيفا ، فصرفه يحيى بن أكثم في أيام المتوكل.

فأخبرني أبو عبد الله المباركي أن المتوكل قال ليحيى : لم صرفت الوابصي؟ فذكر له شيئا أراه ضعفه في الفقه ، قال فكتب المتوكل إلى أهل بغداد كتابا ، وكتب عهدا منه ولم يسم القاضي فيه ، وأنفذهما مع يعقوب قوصرة ، وأمره أن يحضر الجامع ببغداد ويحضر الناس ويسألهم عن الوابصي ، فإن رضوا به وقع اسمه في العهد ودفعه إليه قال فوافى يعقوب وجمع الناس إلى جامع الرصافة قال : فرأيتهم يدخلون الجامع كدخولهم يوم الجمعة من كثرة الناس ثم قرأ عليهم كتاب المتوكل والوابصي حاضر ،

__________________

ـ والكاشف ٢ / الترجمة ٣٤١٥. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٢٣٨. ونهاية السئول ، الورقة ٢١٤. وتهذيب التهذيب ٦ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣. والتقريب ١ / ٥٠٦. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٣٢٢.

٥٣

وفيه مسألتهم عن الوابصي فأجمعوا على الرضى به ، فسلم إليه العهد على القضاء فقبله فقيل له : ادع الخصوم ، فدعى له بمن له حاجة فحضر خصمان ، فنظر في أمرهما ثم قام فصار إلى منزله ، ولم ينظر بعد ذلك.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المعدّل ، أخبرنا الحارث بن محمّد قال : سنة خمس وثلاثين ومائتين فيها ولى القضاء ببغداد عبد السّلام بن عبد الرّحمن بن صخر ، وهو من ولد وابصة بن معبد ، وعزل عبد السّلام سنة سبع وثلاثين ومائتين.

أخبرنا عليّ بن طلحة بن محمّد المقرئ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله أن عمه عبد الرّحمن بن يحيى بن خاقان سأل أحمد بن محمّد بن حنبل عن عبد السّلام الرّقيّ قاضي الجزيرة فأحسن القول فيه وقال : ما بلغني عنه إلا خير.

أخبرنا أحمد بن عليّ البادا وأبو بكر البرقاني وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد الفارسي وعلي بن أبي عليّ المعدّل قالوا : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد ابن صالح الأبهري ، أخبرنا أبو عروبة الحراني.

وأخبرنا أبو القاسم الأزهري والحسن بن محمّد بن عمر النرسي قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد الدهان ، حدّثنا أبو عليّ محمّد بن سعيد الحراني قال : مات عبد السّلام بن عبد الرّحمن بن صخر القاضي بالرقة في سنة سبع ، وقال أبو عليّ : سنة تسع وأربعين ومائتين.

٥٧٣٠ ـ عبد السّلام بن شاكر بن سعيد :

حدث عن هوذة بن خليفة البكراوي. روى عنه أبو عبد الله الحكيمي.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا عبد السّلام بن شاكر بن سعيد ، حدّثنا هوذة بن خليفة ، حدّثنا خالي قال : سمعت الحسن يقول : ذهبت الدنيا بحال مالها ، وبقيت الأعمال قلائد في أعناق القوم.

٥٧٣١ ـ عبد السّلام بن محمّد بن شاكر ، أبو يحيى العنبري :

وهو أخو أبي البختري. حدث عن عبادة بن موسى البصريّ ، ومحمّد بن عثمان العاصمي ، وعبد الله بن صالح بن مسلم العجلي. روى عنه الحكيمي أيضا ، وأحمد ابن محمّد بن أبي سعيد الدّوريّ ، وكان ثقة. وذكره الدارقطني فقال : لا بأس به.

٥٤

أخبرنا إبراهيم بن مخلد ، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي ، حدّثنا عبد السّلام بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن عثمان العاصمي ، حدّثنا محمّد بن يزيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن طريف قال : توفي أخي عمير بن طريف ، فأصغيت إلى القبر وسمعت صوت أخي ـ صوتا ضعيفا أعرفه ـ وهو يقول : ربي الله ، فقال له الآخر فما دينك؟ فقال : الإسلام!

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن أبا يحيى عبد السّلام بن محمّد بن شاكر مات في ذي القعدة من سنة سبعين ومائتين قبل أخيه أبي البختري بشهر.

٥٧٣٢ ـ عبد السّلام بن عصام بن الحكم بن عيسى بن زياد بن عبد الرّحمن ، أبو المعافى العكبريّ الشّيبانيّ :

حدث عن داود بن حمّاد بن فرافصة البلخي. روى عنه ابن أخيه أبو معشر عبد الكريم بن عبد الوهّاب بن عصام.

٥٧٣٣ ـ عبد السّلام بن سهل بن عيسى ، أبو عليّ السّكّري :

سكن مصر وحدث بها عن يحيى بن الحماني ، وعبيد الله القواريري ، ومحمّد بن عبد الله الأرزّيّ ، والفضل بن سحيت. روى عنه أبو الحسن بن شنبوذ المقرئ ، ومحمّد بن ملاق العثماني ، وأبو طالب أحمد بن نصر الحافظ ، وأبو القاسم الطبراني ، وغير واحد من المصريين.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا عبد السّلام بن سهل السّكّري البغداديّ ـ بمصر ـ حدّثنا محمّد بن عبد الله الأرزّيّ، حدّثنا أبو تميلة يحيى بن واضح عن أبي ظبية الخراسانيّ قال : حدّثنا أبو مجلز عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من لبس الحرير وشرب في الفضة ، فليس منا ، ومن خبب امرأة على زوجها ، أو عبدا على مواليه ، فليس منا» (١).

قال سليمان : لا يروي عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به أبو تميلة.

حدّثنا الصوري ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأرزّيّ ، حدّثنا عبد الواحد بن

__________________

٥٧٣٣ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٥٠٤٩. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٢٢.

(١) انظر الحديث في : حلية الأولياء ٣ / ١١٤. ومجمع الزوائد ٤ / ٣٣٢ ، ٥ / ٧٧. والترغيب والترهيب ٣ / ١٢٧.

٥٥

محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : عبد السّلام بن سهل بن عيسى السّكّري يكنى أبا عليّ بغدادي قدم مصر وحدث بها ، وكان من نبلاء الناس وأهل الصدق تغير في آخر أيامه.

توفي بمصر في يوم الأحد لعشر خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين ومائتين.

٥٧٣٤ ـ عبد السّلام بن إدريس بن سهل ، أبو محمّد :

حدث عن حميد بن الربيع اللخمي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وذكر أنه سمع منه ببغداد (١).

٥٧٣٥ ـ عبد السّلام بن محمّد بن عبد الوهّاب بن سلام بن خالد بن حمران ابن أبّان ، مولى عثمان بن عفّان ، وهو : أبو هاشم بن أبي عليّ الجبائي المتكلم :

شيخ المعتزلة ومصنف الكتب على مذاهبهم ، سكن بغداد إلى حين وفاته.

أخبرنا التنوخي قال : سمعت أبا الحسن أحمد بن يوسف الأزرق يقول : سمعت أبا هاشم الجبائي يقول : سألني بعض أصحابنا عن مسألة فأجبته عنها ، فقال لي يا أبا هاشم لا تظنني لم أكن أعرف هذا ، فقلت له : الصاحي بموضع رجلي السكران ، أعرف من السكران بموضع رجلي نفسه. يعني أن العالم أعلم بمقدار ما يحسنه الجاهل ، من الجاهل بقدر ما يحسن.

وحدثني التنوخي عن أبي الحسن أحمد بن يوسف الأزرق قال : قال لي أبو هاشم عبد السّلام بن محمّد بن عبد الوهّاب الجبائي : ولدت في سنة سبع وسبعين ومائتين ، وولد ـ أبي أبو عليّ ـ سنة خمس وثلاثين ومائتين.

ومات في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة.

قال أبو الحسن : ومات أبو هاشم في رجب أو في شعبان ـ سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ببغداد ، وتوليت دفنه في مقابر باب البستان من الجانب الشرقي.

حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر أن أبا هاشم بن أبي عليّ الجبائي مات ببغداد في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.

__________________

(١) ٥٧٣٤ ـ آخر الجزء السادس والتسعين من تجزئة المصنف.

٥٧٣٥ ـ انظر : وفيات الأعيان ١ / ٢٩٢. والبداية والنهاية ١١ / ١٧٦. وميزان الاعتدال ٢ / ١٣١. والأعلام ٤ / ٧. والمقريزي ٢ / ٣٤٨.

٥٦

أخبرنا عليّ بن أبي عليّ عن أبيه قال : حدثني أبو عليّ الحسن بن سهل بن عبد الله الإيذجي القاضي قال : لما توفي أبو هاشم الجبائي ببغداد اجتمعنا فئة لندفنه ، فحملناه إلى مقابر الخيزران في يوم مطير ، ولم يعلم بموته أكثر الناس فكنا جميعة في الجنازة ، فبينا نحن ندفنه إذ حملت جنازة أخرى ومعها جميعة عرفتهم بالأدب ، فقلت لهم : جنازة من هذه؟ فقالوا : جنازة أبي بكر بن دريد ، فذكرت حديث الرّشيد لما دفن محمّد بن الحسن والكسائي بالري في يوم واحد ، قال : وكان هذا في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ، فأخبرت أصحابنا بالخبر ، وبكينا على الكلام والعربية طويلا ثم افترقنا.

قلت : الصحيح أن أبا هشام مات في سنة إحدى وعشرين ، وفيها مات ابن دريد بغير شك.

وذكر لي هلال بن المحسن أن أبا هاشم مات في ليلة السبت الثالث والعشرين من رجب سنة إحدى وعشرين ، قال وكان عمره ستا وأربعين سنة وثمانية أشهر وواحدا وعشرين يوما.

٥٧٣٦ ـ عبد السّلام بن محمّد بن أبي موسى ، أبو القاسم المخرمي الصّوفيّ :

سافر الكثير ولقى الشيوخ من أهل الحديث والصوفية ، وسكن مكة وحدث بها عن أبي بكر بن أبي داود ، وأبي عروبة الحراني ، وزيد بن عبد العزيز الموصلي ، وأبي الحسن بن جوصا الدّمشقيّ ، وأحمد بن عبد الوارث الموصلي ، وأحمد بن محمّد بن أبي شيخ الرافقي ، وأقرانهم. ولقى من شيوخ الصوفية : محمّد بن عليّ الكتاني ، وأبا عليّ الروبهاري ، ونحوهما حدّثنا عنه أبو نعيم الأصبهانيّ وكان ثقة.

أخبرنا أبو نعيم ، حدّثنا عبد السّلام بن محمّد البغداديّ الصّوفيّ نزيل مكة ـ بها ـ حدّثنا أحمد بن عمير ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، حدّثنا أبو أسامة ، حدّثنا مسعر ابن كدام عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب ، ثم ليسجد سجدتي السهو»(١).

بلغني عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن زكريا النسوي قال : عبد السّلام بن محمّد أبو القاسم البغداديّ شيخ الحرم في وقته ، جمع بين علم الشريعة وعلم الحقيقة ، والفتوة وحسن الخلق ، وأقام بمكة سنين ، وبها مات سنة أربع وستين وثلاثمائة.

__________________

٥٧٣٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٤٠.

) انظر الحديث في : صحيح البخاريّ ١ / ١١١. وصحيح مسلم ، كتاب المساجد ٨٩ ، ٩٠. وفتح الباري ١ / ٥٠٤.

٥٧

٥٧٣٧ ـ عبد السّلام بن أحمد بن جعفر ، أبو طاهر البيع :

سمع أبا حامد محمّد بن هارون الحضرمي ، وأبا بكر عبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوريّ. حدثني عنه أبو الفرج الحسين بن عليّ الطناجيري ، وذكر لي أنه كان يبيع الدقيق في قطيعة أم جعفر ، وأنه كان يسكن هناك.

٥٧٣٨ ـ عبد السّلام بن عليّ بن محمّد بن عمر بن مهران ، أبو أحمد المؤدّب المعروف بالجداع :

حدث عن أبي بكر النّيسابوريّ ، وابن مجاهد المقرئ ، وأبي مزاحم الخاقاني ، وعمر ابن أحمد الدربي ، والقاضي المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد. حدّثنا عنه الأزهري ، والعتيقي ، والأزجي ، وغيرهم.

سمعت البرقاني يقول : عبد السّلام المعلم صدوق.

أخبرنا العتيقي قال : سنة أربع وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو أحمد المعلم عبد السّلام بن عليّ المعروف بالجداع ثقة مأمون ، توفي يوم الأربعاء العاشر من رجب وكان ينزل نهر طابق.

أخبرني الأزهري وأبو نصر محمّد بن عليّ بن أحمد الرّزّاز قالا : توفي أبو أحمد عبد السّلام بن عليّ المؤدّب في يوم الأربعاء لعشر خلون من رجب سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.

قال الأزهري : ودفن من يومه في مقبرة معروف. وقال الرّزّاز : وكان ينزل في درب الآجر من نهر طابق.

٥٧٣٩ ـ عبد السّلام بن الحسين بن محمّد ، أبو أحمد البصريّ اللغوي :

سكن بغداد وحدث بها عن محمّد بن إسحاق بن عبّاد التمار ، وجماعة من البصريين. حدثني عنه عبد العزيز الأزجي وغيره. وكان صدوقا عالما ، أديبا ، قارئا للقرآن ، عارفا بالقراءات ، وكان يتولى ببغداد النظر في دار الكتب ، وإليه حفظها والإشراف عليها.

سمعت أبا القاسم عبيد الله بن عليّ الرّقيّ الأديب يقول : كان عبد السّلام البصريّ

__________________

٥٧٣٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٤٥.

٥٧٣٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٠٨.

٥٨

من أحسن الناس تلاوة للقرآن ، وإنشادا للشعر. وكان سمحا سخيا ، وربما جاءه السائل وليس معه شيء يعطيه فيدفع إليه بعض كتبه التي لها قيمة كثيرة وخطر كبير.

حدثني عليّ بن المحسن التنوخي أن عبد السّلام البصريّ توفي في يوم الثلاثاء التاسع عشر من المحرم سنة خمس وأربعمائة.

قال غيره : ودفن في مقبرة الشونيزي عند قبر أبي عليّ الفارسي ، وكان مولده في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.

٥٧٤٠ ـ عبد السّلام بن الحسن بن عليّ ، أبو القاسم الصّفّار المعروف بالمايوسي :

حدث عن ابن مالك القطيعي ، ومحمّد بن المظفّر. كتبت عنه وكان ثقة يسكن درب سليمان ، طرف الجسر.

أخبرنا عبد السّلام المايوسي ـ في جامع المدينة ـ أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدّثنا عمرو بن مرزوق ، أخبرنا المسعودي عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن أهل الدرجات العلى ليراهم من هو دونهم كما يرى الكوكب الدري في أفق السماء. وأن أبا بكر وعمر منهم وأنعما» (١).

مات عبد السّلام في ذي القعدة من سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.

ذكر من اسمه عبد الحميد

٥٧٤١ ـ عبد الحميد بن بهرام ، الفزاريّ المدائنيّ :

رأى عكرمة مولى ابن عباس وسمع شهر بن حوشب. روى عنه عبد الله بن المبارك ، ووكيع بن الجرّاح ، وأبو النضر هاشم بن القاسم ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، وعلي ابن الجعد ، ومحمّد بن بكّار بن الريان ، ومنصور بن أبي مزاحم ، وغيرهم.

__________________

(١) ٥٧٤٠ ـ انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٦٥٨. وسنن ابن ماجة ٩٦. ومسند أحمد ٣ / ٢٧ ، ٧٢ ، ٩٣. والمعجم الكبير ٦ / ١٦٠.

٥٧٤١ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٤٧٦٦.

٥٩

أخبرنا محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس ومحمّد بن أحمد بن يوسف الصياد قالا : أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد ، حدّثنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا أبو النضر ، أخبرنا عبد الحميد بن بهرام ، حدثني شهر قال : حدثتني أسماء ابنة يزيد أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الخيل معقود في نواصيها الخير ، معقود أبدا إلى يوم القيامة ، فمن ربطها عدّة في سبيل الله وأنفق عليها فإن شبعها ، وجوعها ، وريها ، وظمأها ، وأرواثها ، وأبوالها في ميزانه يوم القيامة ، ومن ربطها مرحا وفرحا ، ورياء ، وسمعة ، فان شبعها ، وجوعها ، وريها وظمأها ، وأرواثها ، وأبوالها خسران في موازينه يوم القيامة» (١).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الأنباريّ الحذّاء قال : قال عبد الحميد بن بهرام: لقيت شهر بن حوشب في أول خلافة عمر بن عبد العزيز في سنة ثمان وتسعين بحولايا(٢)، وتوفي بعد ذلك بشهر ـ أو بشهرين ـ قال : وأملى على هذه الأحاديث قال : وقال عبد الحميد رأيت عكرمة أبيض اللحية عليه عمامة بيضاء طرفها بين كتفيه ، تحت ذقنه. قال : وقدم على بلال بن مرداس فأجازه بثلاثة آلاف فقبلها منه.

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس قال : حدّثنا البخاريّ قال : قال عليّ بن يحيى : من أراد حديث شهر فعليه بعبد الحميد بن بهرام.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطّار ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة قال : سألت عليا ـ وهو ابن المديني ـ عن عبد الحميد بن بهرام فقال : كان ثقة عندنا ، وإنما كان يروى عن شهر بن حوشب من كتاب كان عنده.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد ، وقيل له : عبد الحميد بن بهرام؟ قال : لا بأس به.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : قلت ليحيى بن معين : إن عند جبارة أحاديث عن عبد الحميد بن بهرام فقال : كان عبد الحميد ثقة.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاريّ ٤ / ٢٥٢. وصحيح مسلم ، كتاب الإمارة ٩٦.

(٢) حولايا : قرية كانت بنواحي النهروان وخربت.

٦٠