تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١١

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١١

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٣

أخبرنا أبو طالب محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن غيلان ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ـ إملاء ـ حدّثنا عليّ بن طيفور ، حدّثنا قتيبة ، حدّثنا قاسم العمري ، حدّثنا محمّد بن المنكدر ، أخبرني جابر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لو لا ضعف الضعيف ، وسقم السقيم ، لأخرت العتمة» (١).

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال : قال لنا عيسى بن حامد الرخجي : ومات عليّ بن طيفور بن غالب النسوي يوم الخميس لعشر بقين من صفر من سنة ثلاثمائة.

٦٣٤٥ ـ عليّ بن طلحة بن محمّد بن عمر ، أبو الحسن المقرئ المعروف بابن البصريّ :

إمام مسجد ابن رغبان سمع ابن مالك القطيعي ، وابن ماسي ، والحسين بن عليّ النّيسابوريّ ، وإبراهيم بن أحمد بن جعفر ، وعبد العزيز بن جعفر الخرقيين ، وأبا حفص بن الزيات ، ومحمّد بن المظفّر ، وأبا بكر الأبهري ، وأبا عمر بن حيويه ، وأبا الحسين بن سمعون الواعظ. كتبنا عنه ولم يكن به بأس.

وسألته عن مولده فقال : ولدت في صفر من سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.

ومات في ليلة الأحد ، ودفن يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وأربعمائة بباب حرب.

٦٣٤٦ ـ عليّ بن طاهر ، أبو الحسن الشّاعر المعروف بالخباز :

كتب عنه مقطعات من شعره ، ومات في شهر ربيع الأول من سنة أربع وخمسين وأربعمائة.

* * *

حرف الظاء من آباء العليين

٦٣٤٧ ـ عليّ بن ظبيان ، أبو الحسن العبسيّ ـ وقيل : الجنبي ـ الكوفيّ :

ونسبه بعض أهل العلم فقال : عليّ ظبيان بن هلال بن قتادة بن حرب بن حارثة

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن أبى داود ، كتاب الصلاة ٧. وسنن النسائي ، كتاب المواقيت ٢٠. ومسند أحمد ٣ / ٥.

٦٣٤٧ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٠٩٢ (٢٠ / ٤٩٦). وطبقات ابن سعد : ٦ / ٤٠٢ ، وتاريخ ـ

٤٤١

ابن معقل بن عبيد بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة عن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. تقلد قضاء الشرقية ثم ولى قضاء القضاة في أيام هارون الرّشيد وكان يجلس في المسجد الذي ينسب إلى الخلد فيقضي فيه. وحدث عن عبيد الله بن عمر العمري ، وإسماعيل ابن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان. روى عنه داود بن رشيد ، وعلي بن مسلم الطوسي ، وعبد الرحمن بن يونس الرّقيّ ، وغيرهم.

أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن عمر البجلي ، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبد الله السلمي الحبري ـ بباب الشام ـ حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي إسرائيل ، حدّثنا عليّ بن ظبيان.

وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن معاذ المقرئ ، حدّثنا ابن منيع ، حدّثنا داود بن رشيد قال : حدّثنا ابن معاذ.

وحدثنا يعقوب بن إبراهيم بن عيسى وجماعة قالوا : أخبرنا عليّ بن مسلم الطوسي قالا : حدّثنا عليّ بن ظبيان بن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم جعل المدبر من الثلث.

أخبرني الأزهري وعلي بن محمّد السّمسار قالا : أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : سمعت أبي يقول : كان عليّ بن ظبيان حدّثنا بثلاثة أحاديث مناكير كلها عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا «المدبر من الثلث» وعن ابن أبي خالد عن الشعبي : «إذا مسح ببعض رأسه أجزأه» وعن عبد الملك عن عطاء : في

__________________

ـ الدوري : ٢ / ٤٢٠ ، وابن محرز : ١ ، ٥٧ ، وطبقات خليفة : ١٧٢ ، وتاريخه : ٤٦٠ ، وأبو زرعة الرازي : ٤٢٩ ، والمعرفة والتاريخ : ٣ / ٥٦ ، والضعفاء والمتروكين للنسائى : الترجمة ٤٣٣ ، والقضاة لوكيع : ٣ / ٢٨٦ ، والكنى للدولابي / ١ / ١٤٧ ، وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٤٩ ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ١٠٥٤ ، والمجروحين لابن حبان : ٢ / ١٠٥ ، والكامل لابن عدى : ٢ / الورقة ٢٦٠ ، والضعفاء والمتروكين للدارقطني : الترجمة ٤١١ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٣٩٨٩ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٤٢٨٨ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٥٨٧١ ، وديوان الضعفاء : الترجمة ٢٩٣٩ ، والعبر : ٣٠٩ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٦٦ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٤٣ (أياصوفيا ٣٠٠٦) ورجال ابن ماجة ، الورقة ١١ ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٥٣ ، وتهذيب التهذيب : ٧ / ٣٤١ ـ ٣٤٣ ، والتقريب : ٢ / ٣٩ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٠٠٤ ، وشذرات الذهب : ١ / ٣٣. والمنتظم ٩ / ٢٠٢.

٤٤٢

الكتابة على الوصفاء. فسمعت معاذا يذكره وقال ليحيى إنه من أصحاب الحديث ، وإنه! فنظر إلى يحيى فقال : هذا يروي عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر يبلغ به : «المدبر من الثلث» فانتفض يحيى حتى سقطت قلنسوته من رأسه فقال معاذ : يا أبا سفيان وأنت لم تسمع هذا من عبيد الله؟ فنظر إلى يحيى وغمزني أي لا يبصر الحديث.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال يحيى بن معين : عليّ بن ظبيان ، واللؤلؤي ، وعمر بن حبيب ليسوا بشيء.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الحسين بن صدقة ، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عليّ بن ظبيان الجنبي ليس حديثه بشيء.

أخبرنا البرقاني ، حدثني محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاريّ ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز ، حدّثنا يحيى بن معين وقيل له ـ عليّ بن ظبيان ـ فقال : كذاب خبيث ليس بثقة.

وسألت يحيى بن معين عن ابن ظبيان مرة أخرى فقال : قد سمعت منه بالكوفة وهو كوفي كان قاضي الشرقية. فقلت له : يحدث بحديث منكر! فقال : ما هو؟ قلت : عن عبيد الله؟ فقال نعم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «المدبر من الثلث» قد سمعته منه. قلت حدثكم به؟ قال نعم سمعته منه وليس هو بشيء.

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال : قلت لأبي زرعة بن ظبيان قال : واهي الحديث جدّا.

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب ابن سفيان قال : ونوح بن دراج ، وعلي بن ظبيان ، لا يكتب حديثهما.

أخبرني محمّد بن أبي عليّ الأصبهانيّ ، حدّثنا أبو عليّ الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : وسألته ـ يعني أبا داود سليمان بن الأشعث ـ عن عليّ بن ظبيان فقال : ليس بشيء.

٤٤٣

أخبرني البرقاني ، حدثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك الأدمي ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي ، حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي قال : عليّ بن ظبيان القاضي ضعيف يحدث بمناكير.

أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ قال : سمعت أبا عليّ الحافظ يقول : عليّ بن ظبيان لا بأس به.

أخبرنا عليّ بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، حدثني عليّ بن محمّد ابن عبيد عن أحمد بن زهير عن سليمان بن أبي شيخ قال : حدثني عبيد بن ثابت مولى بني عبس كوفي قال : كتبت إلى عليّ بن ظبيان وهو قاض ببغداد ، بلغني أنك تجلس على بارية وقد كان من قبلك من القضاة يجلسون على الوطاء ويتكئون ، فكتب إلى إني لأستحي أن يجلس بين يدي رجلان حران مسلمان على بارية وأنا على وطاء ، لست أجلس إلا على ما يجلس عليه الخصوم.

قال طلحة : عليّ بن ظبيان أبو الحسن جنبي رجل جليل متواضع دين ، حسن العلم بالفقه من أصحاب أبي حنيفة ، وكان حسنا في باب الحكم ، تقلد الشرقية ، ثم تقلد قضاء القضاة ، ولاه هارون الرّشيد ، وكان يخرجه معه إذا خرج إلى المواضع. فتوفي بقرميسين سنة اثنتين وتسعين ومائة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : ومات عليّ بن ظبيان أبو الحسن العبسيّ بقرميسين سنة اثنتين وتسعين ومائة ، وخرج مع هارون الرّشيد حين توجه إلى خراسان.

* * *

حرف العين من آباء العليين

٦٣٤٨ ـ عليّ بن عاصم بن صهيب ، أبو الحسن :

مولى قريبة بنت محمّد بن أبي بكر الصديق. من أهل واسط سكن بغداد وحدث بها عن حصين بن عبد الرّحمن ، وبيان بن بشر ، ومحمّد بن سوقة ، ومغيرة بن مسلم ،

__________________

٦٣٤٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٠٩٤ (٢٠ / ٥٠٤). وطبقات ابن سعد : ٧ / ٣١٣ ، وتاريخ الدوري : ٢ / ٤٢١ ، وابن محرز : ٣٩ ، ٤٢ ، وطبقات خليفة : ٣٢٦ ، وتاريخه : ٢٩ ، ٤٧٠ ، وعلل احمد : ١ / ١٦ ، ١٠١ ، ١٤٣ ، ٢٩٢ ، و ٣٢٧ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٦ / الترجمة ٢٤٣٥ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ٢٩٥ ، وضعفاؤه الصغير : الترجمة ٢٥٤ ، والكنى لمسلم ـ

٤٤٤

ومطرف بن طريف ، ويزيد بن أبي زياد ، وخالد الحذّاء ، وداود بن أبي هند ، وعبد الله ابن عثمان بن خثيم ، وعاصم بن كليب ، وسعيد الجريري ، ومسلم الأعور ، وعبيد الله ابن عمر العمري ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وعطاء بن السائب ، وسهيل بن أبي صالح ، وابن جريج ، وعوف الأعرابي ، وبهز بن حكيم ، وعبيد الله بن أبي بكر ، وحبيب بن الشهيد ، وحميد الطويل ، وأبي عليّ الرحبي. روى عنه عليّ بن الجعد ، وأحمد بن حنبل ، والحسين بن أبي زيد الدباغ ، وعليّ بن الحسين بن أشكاب ، وحمدون بن عبّاد ، وعبيد الله بن أيّوب المخرمي ، وأحمد بن يحيى بن مالك السوسي ، وسعدان بن نصر ، ومحمّد بن عبيد الله المنادي ، ويعقوب بن شيبة ، والحسن بن مكرم ، ومحمّد بن عيسى بن حيان المدائنيّ ، ويحيى بن أبي طالب ، والحارث بن أبي أسامة ، وموسى بن سهل الوشاء ، في آخرين.

أخبرنا أبو عمر بن مهدي ـ إجازة ـ وحدثنيه الحسن بن عليّ بن عبد الله المقرئ عنه ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي قال : سمعت عليّ بن عاصم على اختلاف أصحابنا فيه ، منهم من أنكر عما يخالفه الناس فيه ، ولجاجته فيه ، وثباته على الخطأ. ومنهم من تكلم في سوء حفظه واشتباه الأمر عليه في بعض ما حدث به من سوء ضبطه وتوانيه عن تصحيح ما كتب الوراقون له ، ومنهم من قصته عنده أغلظ من هذه القصص. وقد كان ـ رحمة الله علينا وعليه ـ من أهل الدين والصلاح والخير البارع ، شديد التوقي ، وللحديث آفات تفسده.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن جعفر بن أحمد بن اللّيث الواسطيّ ، حدّثنا أسلم بن سهل ، حدّثنا تميم بن المنتصر قال : ولد عليّ بن عاصم سنة ثمان ومائة ، ومات سنة إحدى ومائتين.

__________________

ـ الورقة ٢٣ ، وأبو زرعة الرازي : ٣٩٤ ، ٣٩٥ ، ٦٤٠ ، والترمذي ٣ / ٣٧٦ حديث ١٠٧٣ ، والمعرفة والتاريخ : ٢ / ٦٤٠ ، وتاريخ واسط : (انظر الفهرس) ، والضعفاء والمتروكين للنسائى : الترجمة ٤٣٠ ، والكنى للدولابي : ١ / ١٤٧ ، وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٥٠ ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ١٠٩٢ ، والمجروحين لابن حبان : ٢ / ١١٣ ، والكامل لابن عدى : ٢ / الورقة ٢٦٢ ، والسابق واللاحق : ٢٧٦ ، وأنساب السمعاني : ١٠ / ١١٨ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١١٠ ، وسير أعلام النبلاء : ٩ / ٢٤٩ ، والعبر : ١ / ٣٣٦ ، و ٢ / ٥٣ ، ٥٥ ، ٦٨ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٣٩٩١ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٤٢٩٠ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٥٨٧٣ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٦٦ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٣٢ (أيا صوفيا : ٣٠٠٧) ، وشرح علل الترمذي لابن رجب : ١٢٤ ، ٥٢٢ ، والكشف الحثيث : الترجمة ٥١٤ ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٥٣ ، وتهذيب التهذيب : ٧ / ٣٤٤ ـ ٣٤٨ ، والتقريب : ٢ / ٣ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٠٠٦ ، وشذرات الذهب : ٢ / ٢. والمنتظم لابن الجوزي ١٠ / ١٠٣.

٤٤٥

أخبرني أبو الفرج الطناجيري ، أخبرنا محمّد بن زيد بن عليّ بن مروان الكوفيّ ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن عقبة الشّيبانيّ ، حدّثنا أبو بشر هارون بن حاتم قال : سألت عليّ بن عاصم ببغداد سنة سبع وثمانين ومائة فقلت : يا أبا الحسن متى ولدت؟ فقال : سنة خمس ومائة.

قلت : وقد كان عليّ بن عاصم من ذوي الأحوال والاتساع في الدنيا ، ولم يزل ينفق في طلب العلم ، ويفضل على أهله قديما وحديثا.

حدثني مسعود بن ناصر بن أبي زيد السجزي ، أخبرنا أبو الفضل محمّد بن الفضل المزكي ـ بهراة ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد المرواني قال : سمعت أبا بكر محمّد بن زنجويه بن محمّد اللباد يقول : سمعت عبد الله بن كثير يقول : سمعت أحمد بن أعين ـ بالمصيصة ـ يقول : سمعت عليّ بن عاصم بن صهيب يقول : دفع إلىّ أبي مائة ألف درهم. وقال : اذهب فلا أرى لك وجها إلا بمائة ألف حديث.

أخبرني أبو عليّ عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن فضالة النّيسابوريّ ـ بالري ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن جعفر بن بشير ـ ببلخ ـ حدّثنا أبو عمران موسى بن محمّد بن عبد الرّحمن المؤدّب.

سمعت أبا عبد الله أحمد بن إبراهيم بن حرب النّيسابوريّ يقول : سمعت عليّ بن عاصم يقول : أعطاني أبي مائة ألف درهم ، فأتيته بمائة ألف حديث. قال : وكنت أردف هشيم بن بشير خلفي ليسمع معي الشيء بعد الشيء.

أخبرنا أبو عمر بن مهدي ـ إجازة ـ وحدثنيه الحسن بن عليّ المقرئ ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : حدثني إبراهيم بن هاشم ، حدّثنا عتاب بن زياد عن ابن المبارك قال : قلت لعبّاد بن العوّام : يا أبا سهل ما بال صاحبكم؟ ـ يعني عليّ بن عاصم ـ قال : ليس ننكر عليه أنه لم يسمع ، ولكنه كان رجلا موسرا وكان الوراقون يكتبون له ، فنراه أتى من كتبه التي كتبوها له. وقال جدي : حدّثنا عبيد بن يعيش قال رجعنا مع وكيع عشية جمعة وكان معنا ابن حنبل وخلف ، فكان وكيع يحدث خلفا فقال له : من بقي عندكم؟ فذكر شيوخا وقال : عندنا عليّ بن عاصم قال وكيع : فعلي بن عاصم ما زلنا نعرفه بالخير. قال خلف : إنه يغلط في أحاديث ، قال : فدعوا الغلط وخذوا الصحاح فإنا ما زلنا نعرفه بالخير.

٤٤٦

وقال جدي : حدثني العبّاس بن صالح قال : سألت أسود بن سالم قلت بلغني أن وكيعا كان يقدم عليّ بن عاصم ويرفع أمره؟ فقال لي أسود بن سالم : إنما قال وكيع ـ وذكره يوما ـ لو تركوا ما يغلط فيه وأخذوا غيره لكان.

أخبرني ابن الفضل ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبار ، حدّثنا عليّ بن خشرم قال : سمعت وكيع بن الجرّاح يقول : أدركت الناس والحلقة لعلي بن عاصم بواسط. قيل له يا أبا سفيان إنه يغلط؟! قال : دعوه وغلطه.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي قال : قال وكيع ـ وذكر عليّ بن عاصم ـ فقال : خذوا من حديثه ما صح ، ودعوا ما غلط وأخطأ فيه. قال أبو عبد الرّحمن عبد الله : كان أبي يحتج بهذا ويقول كان يغلط ويخطئ ، وكان فيه لجاج ، وكان متهما بالكذب.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن حسنويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : سمعت ـ يعني أحمد بن حنبل قيل له عليّ بن عاصم قال : أما أنا فأحدث عنه وحدثنا عنه.

وأخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم ، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي ، حدّثنا محمّد بن يحيى النّيسابوريّ قال : قلت لأحمد بن حنبل في عليّ بن عاصم ـ وذكرت له خطأه ـ فقال أحمد : كان حمّاد بن سلمة يخطئ ـ وأومأ أحمد بيده ـ خطأ كثيرا ، ولم ير بالرواية عنه بأسا.

أخبرني الأزهري وعليّ بن محمّد السّمسار قالا : حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : سمعت أبي يقول : كان عليّ بن عاصم كثير الغلط ، وكان إذا غلط فرد عليه لم يرجع.

وقال في موضع آخر : سمعت أبي يقول : كان عليّ بن عاصم معروفا بالحديث وكان يغلط في الحديث ، وكان يروي أحاديث منكرة.

وبلغني أن ابنه قال له : هب لي من حديثك عشرين حديثا فأبى.

٤٤٧

أخبرني ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن عليّ قال : وعلي بن عاصم فيه ضعف ، وكان إن شاء الله من أهل الصدق.

أخبرنا البرقاني قال : قال محمّد بن العبّاس العصمي ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه الحافظ ، أخبرنا أبو عليّ صالح بن محمّد الأسديّ قال : عليّ بن عاصم ليس هو عندي ممن يكذب ، ولكن يهم ، وهو سيئ الحفظ ، كثير الوهم يغلط في أحاديث يرفعها ويقلبها وسائر حديثه صحيح مستقيم.

أخبرنا ابن الفضل ، حدّثنا دعلج ، حدّثنا أحمد بن عليّ الأبار ، حدّثنا عليّ بن شعيب قال : حضرت يزيد بن هارون وهم يسألونه متى سمعت من فلان؟ وأين سمعت من فلان؟ وهو يخبرهم. قلت له : من كان يسأله؟ قال يحيى بن معين ، وأحمد ابن حنبل ، فقالوا له : فعلي بن عاصم؟ قال سمعت منه ، قالوا له كان يغمز بشيء؟ أو يتكلم فيه إذ ذاك بشيء؟ فقال معاذ الله ، كانت حلقته بحيال حلقة هشيم ولكنه كان لا يجالسهم. وكتب ولم يجالس فوقع في كتبه الخطأ ، وكان يستصغر الناس ويزدريهم.

أخبرني الأزهري والسمسار قالا : أخبرنا عبد الله بن عثمان ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : سمعت أبي يقول : أتيت عليّ ابن عاصم بواسط فنظرت في أثلاث كثيرة ، فأخرجت منها قدر مائتي طرف. قال : فذهبت إليه فحدث عن مغيرة عن إبراهيم في التمتع ، قال فقلت له إنما هذا عن مغيرة رأى حمّاد ، قال : فقال من حدثكم؟ قلت جرير ، قال ذاك الصبي لقد رأيت ذاك ناعسا ما يعقل ما يقال له ، قال : مر شيء آخر؟ فقلت : يخالفونك في هذا قال من؟ قلت أبو عوانة ، قال وضّاح ذاك العبد! قال أبي و [قال] (١) مر شيء؟ فقلت يخالفونك ، قال : من؟ قلت إسماعيل بن إبراهيم ، قال من إسماعيل بن إبراهيم؟ قلت : ابن علية ، قال : ما رأيت ذاك يطلب حديثا قط ، قال : وقال لشعبة : ذاك المسكين كنت أكلم له خالدا الحذّاء فيحدثه.

أجاز لنا ابن مهدي ـ وحدثنيه الحسن بن عليّ المقرئ عنه ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي ، حدثني إسحاق بن أبي إسرائيل قال حدثني عفّان قال قدمت أنا وبهز واسطا ، فدخلنا على عليّ بن عاصم فقال : ممن أنتما؟ فقلنا من

__________________

(١) ١ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٤٤٨

أهل البصرة ، فقال من بقي؟ فجعلنا نذكر حمّاد بن زيد ومشايخ البصريين ، ولا نذكر له إنسانا إلا استصغره ، فلما خرجنا قال بهز : ما أرى هذا يفلح.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال سألت يحيى بن معين عن عليّ بن عاصم فقال : ليس بشيء ولا يحتج به ، قلت ما أنكرت منه؟ قال الخطأ والغلط ، قلت ثم شيء غير هذا؟ قال : ليس ممن يكتب حديثه.

قلت : ومما أنكره الناس على عليّ بن عاصم ـ وكان أكثر كلامهم فيه بسببه حديث محمّد بن سوقة الذي :

أخبرناه محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا عبد الله بن أيّوب المخرمي ، حدّثنا عليّ بن عاصم عن محمّد بن سوقة.

وأخبرناه الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا يحيى بن جعفر، حدّثنا عليّ بن عاصم ، أخبرنا محمّد بن سوقة.

وأخبرناه عبد الغفّار بن محمّد بن جعفر المؤدّب ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، أخبرنا موسى بن سهل أبو عمران ، حدّثنا عليّ بن عاصم قال حدثني محمّد بن سوقة عن إبراهيم ـ زاد ابن أيّوب النخعي ، ثم اتفقوا ـ عن الأسود ، عن عبد الله. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من عزى مصابا فله مثل أجره» (٢).

وأخبرنا إبراهيم بن عبد الواحد بن محمّد بن الحباب وعبد الغفّار بن محمّد بن جعفر. قالا : أخبرنا أبو بكر الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن مهران الدينوري ، حدّثنا إبراهيم بن مسلم ـ قال ابن الحباب الخوارزمي ، وقال عبد الغفّار الوكيعي ثم اتفقا ـ قال : حضرت وكيعا وعنده أحمد بن حنبل وخلف المخرمي فذكروا عليّ بن عاصم فقال خلف : إنه غلط في أحاديث ، فقال : وكيع وما هي؟ فقال : حديث محمّد ابن سوقة عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله. قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من عزى مصابا فله مثل أجره». فقال وكيع حدّثنا قيس بن الربيع عن محمّد بن سوقة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله.

قال وكيع : وحدثنا إسرائيل بن يونس ، عن محمّد بن سوقة ، عن إبراهيم ، عن

__________________

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١٠٧٣. وسنن ابن ماجة ١٦٠٢. وحلية الأولياء ٧ / ١٦٤. ومشكاة المصابيح ٣٠٧ ، ١٣٣٧. وإرواء الغليل ٣ / ٢١٧ ، ٢١٩.

٤٤٩

الأسود ، عن عبد الله ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من عزى مصابا فله مثل أجره» هذا آخر حديث ابن الحباب ، واللفظ لعبد الغفّار.

وزاد : قال وكيع ومن يسلم من الغلط؟ هذا شعبتكم ، هات حتى أعد مائة حديث مما غلط فيه ، هذا سفيان عد حتى أعد عليك ثلاثين حديثا مما غلط.

أجاز لنا ابن مهدي وحدثنيه الحسن بن عليّ المقرئ عنه قال أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال سمعت إبراهيم بن هاشم يقول قال رجل لسفيان ابن عيينة : إن عليّ بن عاصم حدث عن محمّد بن سوقة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من عزى مصابا فله مثل أجره»فلم ينكر الحديث ، وقال : محمّد بن سوقة لم يحفظ عن إبراهيم شيئا.

أخبرني محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا عبد الله بن أيّوب المخرمي ، حدّثنا حسن بن صالح ـ رجل من أهل العلم كان يسكن عبادان ـ أنه رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم ، قال : فقلت : يا رسول إن عليّ بن عاصم حدّثنا عنك بحديث ، قال : وما هو؟ قال : قلت : حديثا عن محمّد بن سوقة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله عنك أنك قلت «من عزى مصابا فله مثل أجره» قال صدق عليّ ، هو عنى وأنا حدثت به.

أخبرنا الحسين بن شجاع الصّوفيّ ، أخبرنا عمر بن جعفر بن محمّد بن سلم الختلي ، حدّثنا الحارث بن محمّد بن المعافى العابد ـ وكان ثقة صدوقا ـ قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم ، فقلت يا رسول الله حديث عليّ بن عاصم يرويه عن محمّد بن سوقة «من عزى مصابا» هو عنك؟ قال نعم. وكان محمّد كلما حدث بهذا الحديث بكى.

أخبرني البرقاني حدثني محمّد بن أحمد بن محمّد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي ، حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي. قال : عليّ بن عاصم كان من أهل الصدق ، فليس بالقوى في الحديث ، عتبوا عليه في حديث ابن سوقة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من عزى مصابا».

أخبرنا الحسن بن الحسن بن المنذر القاضي والحسن بن أبي بكر. قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن سليمان بن الحارث قال سمعت أبا عليّ المفلوج الزمن يقول : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما يرى النائم ، وأبو بكر عن يمينه ، وعمر

٤٥٠

عن يساره ، وعثمان أمامه ، وعلي خلفه ، حتى جاءوا فجلسوا على رابية وإذا بين أيديهم صبي يلعب ، قلت من هذا قالوا هذا إبراهيم بن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أين عليّ بن أبي طالب؟ فقال : ها أنا ذا يا رسول الله ، إذ طلع القمر فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أين عليّ بن عاصم أين عليّ بن عاصم؟ مرتين ، فجئ به ، فلما رآه قبل بين عينيه ، ثم قال له : أحييت سنتي : قالوا : يا رسول الله إنهم يقولون إنه أخطأ في حديث عبد الله بن مسعود «من عزى مصابا فله مثل أجره» فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنا حدثت عبد الله بن مسعود «من عزى مصابا فله مثل أجره». وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنا حدثت عبد الله بن مسعود ، وعبد الله ابن مسعود حدث الأسود ، والأسود بن يزيد حدث إبراهيم وإبراهيم حدث محمّد ابن سوقة صدق عليّ بن عاصم ، صدق عليّ بن عاصم.

قال أبو بكر الباغندي : فجئت إلى عاصم بن عليّ سنة تسع عشرة ومائتين فحدثته بذلك فركب إلى أبي عليّ فسمعه منه.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : حديث «من عزى مصابا فله مثل أجره».

حديث كوفي منكر ، يرون أنه لا أصل له مسندا ولا موقوفا. رواه عليّ بن عاصم ، عن محمّد بن سوقة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا نعلم أحدا أسنده ولا وقفه غير عليّ بن عاصم ، وقد رواه أبو بكر النهشلي وهو صدوق ضعيف الحديث ، رواه عن محمّد بن سوقة فلم يجاوز بن محمّدا إلى أحد فوقه ، وقال يرفع الحديث.

قال جدي : وهذا الحديث من أعظم ما أنكره الناس على عليّ بن عاصم وتكلموا فيه ، مع ما أنكر عليه سواه ، وكان عليّ بن المديني إذا سئل عن عليّ بن عاصم يقول : هو معروف في الحديث ، وكان يغلط في الحديث ، وروى أحاديث منكرة. قال عليّ وبلغني أن ابن ابنه قال له : هب لي من حديثك عشرين حديثا فأبى.

قال جدي : يعني عليّ أن ابن ابنه قال له : تترك عشرين حديثا فلا تحدث بها مما أنكرها الناس عليه.

قلت : وقد روى حديث ابن سوقة عبد الحكيم بن منصور مثل ما رواه عليّ بن عاصم. وروى كذلك عن سفيان الثوري ، وشعبة وإسرائيل ، ومحمّد بن الفضل بن عطية ، وعبد الرّحمن بن مالك بن مغول ، والحارث بن عمران الجعفري ، كلهم عن ابن

٤٥١

سوقة. وقد ذكرنا أحاديثهم في مجموعنا لحديث محمّد بن سوقة وليس شيء منها ثابتا.

أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سليمان الحافظ ـ ببخاري ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدويه قال سمعت أبا نصر اللّيث بن حبرويه يقول سمعت يحيى بن جعفر يقول : كان يجتمع عند عليّ بن عاصم أكثر من ثلاثين ألفا ، وكان يجلس على سطح ، وكان له ثلاثة مستملين.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدثني أبو عبد الله. وحدثنا عمرو بن عون. قالا : حدّثنا يزيد بن زريع.

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبار ، حدّثنا محمّد بن المنهال ، حدّثنا يزيد بن زريع. قال : لقيت عليّ بن عاصم الواسطيّ بالبصرة وخالد الحذّاء حي ، فأفادني أشياء عن خالد ، فأتيت خالدا فسألته عنها فأنكرها كلها ، وأفادني عن هاشم بن حسّان حديثا فأتيت هشاما فسألته عن ذلك الحديث فأنكره. واللفظ لحديث ابن الفضل.

أخبرنا بن الفضل ، أخبرنا على بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ. قال : قال وهب بن بقية سمعت يزيد بن زريع قال حدّثنا عليّ عن خالد تسعة عشر حديثا ، فسألنا خالدا عن حديث فأنكره ، ثم أخر فأنكره ، ثم ثالث فأنكره ، فأخبرناه فقال : كذاب فاحذروه.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا بن الغلابي ، عن يحيى بن معين. قال : كان عليّ ابن عاصم يحدث عن خالد الحذّاء ، عن عبد الرّحمن بن سعيد بن وهب الهمذانيّ ، فيقول : عن سعيد بن عبد الرّحمن بن وهب. فقلت لابن علية فقال : ما أرى هذا خالدا ـ يعني عليّا ـ.

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم ، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي ، حدثني أحمد بن الفرات ، أخبرنا أبو داود قال سمعت شعبة يقول : لا تكتبوا عنه ـ يعني عليّ بن عاصم ـ.

٤٥٢

وأخبرنا البرقاني ، حدثني محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاريّ ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عليّ بن عاصم كذاب ليس بشيء.

أخبرنا الحسين بن عليّ الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : قيل ليحيى بن معين إن أحمد بن حنبل قال : إن عليّ بن عاصم ثقة ليس بكذاب؟ قال : لا والله ما كان عليّ عنده قط ثقة ، ولا حدث عنه بحرف قط ، فكيف صار عنده اليوم ثقة؟

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ـ بمصر ـ حدّثنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله قال : قال يحيى بن معين : عليّ بن عاصم ليس بشيء ، ولا ابنه عاصم ، ولا ابنه الحسن. قال يحيى : رأيت عليّ بن عاصم ينظر إلى مد الدجلة في سنة مد الدجلة فيها ، فقلت له حديث خالد عن مطرف عن عياض بن حمار؟ قال : حدّثنا خالد عن مطرف بن عبد الله بن عياض بن حمار عن أبيه قال : فقلت له إنما هو مطرف بن عبد الله بن عياض بن حمار. قال : لا إنما هو مطرف غير ذاك قال : قلت له انظر في كتابك. فقال : أنا أحفظ من كتابي. قال يحيى : فقلت في نفسي : كذبت.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الحسين بن صدقة ، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى يقول : لقيت عليّ بن عاصم على الجسر فسألته عن حديث مطرف عن عامر ابن زوج كريمة «مر فاسق». فحدثني به فقلت : اتق الله يا شيخ اتق الله ، مرتين ، فحول رأس بغلته ، فقال : تراني أكذب؟ تراني أكذب.

وقال ابن أبي خيثمة : سمعت طاهر بن أبي خباب الطيالسي قال ليحيى بن معين : يا أبا زكريا ما تقول في عليّ بن عاصم؟ قال : كأن حديثه الطوال أخذها من الصيادلة. قال ابن أبي خيثمة : ولم يحدث أبي عنه بشيء ولا أخرج عنه في تصنيفه شيئا قط علمته.

أخبرنا عبيد الله بن عمر ، أخبرنا أبي ، حدّثنا الحسين بن صدقة ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ، حدّثنا يحيى بن أيّوب قال : قيل يوما لابن علية إن عليّ بن عاصم قال : كنت أدخل إلى خالد الحذّاء وابن علية بالباب. قال سبحان الله! ويكذب؟ ما سمعت من خالد حديثا على بابه ، سبحان الله ويكذب؟ ما أتيت باب خالد.

٤٥٣

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : عليّ بن عاصم متروك الحديث.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا جعفر بن محمّد قال : سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول : كنا عند يزيد بن هارون أنا وأخي أبو بكر ، فقلنا يا أبا خالد ، عليّ بن عاصم أيش حاله عندك؟ فقال : حسبكم ما زلنا نعرفه بالكذب.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن الحسن ـ هو النقاش ـ حدّثنا حسين بن إدريس قال : سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول : سألت يزيد بن هارون عن عليّ بن عاصم فقال : ما زلنا نعرفه بالكذب.

قلت : وكذا روى أيّوب بن إسحاق بن سافري عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة عن يزيد ، وحكى عن يزيد بن هارون فيه خلاف هذا.

قرأت على القاضي أبي العلاء الواسطيّ عن يوسف بن إبراهيم بن موسى السهمي الجرجاني قال : حدّثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الحافظ ، حدّثنا يحيى بن أبي طالب ، حدّثنا بعض أصحابنا قال : اجتمع عند يزيد بن هارون أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين فلم يزالا عنده حتى ارتفع النهار ، فقال لهما يزيد : قد تعالى النهار فانصرفا ، قال فانصرفا ودخل يزيد منزله ، قال فمضيا ، فلقيهما لاق فقال مات عليّ ابن عاصم قال : فقال أحمد ارجع بنا حتى نعزي أبا خالد ، قال : فرجعنا فدق أحمد الباب ، قال : من هذا؟ قال : أحمد ويحيى. قال : فقال ألم أقل لكما قد ارتفع النهار فانصرفا ، قال : فقال أحمد يا أبا خالد أعظم الله أجرك في عليّ ، قال : فقال : ادخلوا فقال لهما مات عليّ بن عاصم؟ قالا نعم! قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ثم بقي باكيا ساعة ثم قال : يرحمك الله يا أبا الحسن ما علمتك إلا العفيف المسلم ، ولقد تورعت عما دخلنا فيه من إتياننا هؤلاء السلاطين ، ولقد كنا نكرم بك عند المحدثين ويحدثونا ، فرحمك الله فإن مصيبتك عظيمة ـ أو كما قال ـ فقال له يحيى يا أبا خالد إلا إنه تلاج في تلك الأحاديث التي غلط فيها. قال فغضب يزيد ثم قال : ويحك يا يحيى ، أتقول إن عليا أقام عليها وهو يعلم أنها عنده خطأ؟ والله لئن قلت ذاك لقد أثمت ـ أو كما قال ـ تتوهم على عليّ أنه كان يقيم على ذلك؟! ويحك يا يحيى

٤٥٤

لا يكون خصمك يوم القيامة. قال : فقال له أحمد : يا أبا خالد. قد والله نهيته عن ذلك فأبى علىّ ، وقلت له هات ما أخطأ عليّ ومات عليه ، وما أخطأ شريك ومات عليه ، فإن لم يكن خطأ شريك أكثر من خطئه وقد نصحته وأرجو أن يقبل منك. فقال يزيد : اتق الله ولا تلق الله بما تقول فيه.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن معروف الخشاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد.

وأخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قالا : عليّ بن عاصم مولى لبني تميم ، ولد سنة تسع ومائة ، وتوفي ـ قال ابن سعد : بواسط ثم اتفقا ـ في جمادى الأولى سنة إحدى ومائتين ، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة ـ زاد ابن سعد وأشهر ـ.

أجاز لي أبو عمر بن مهدي ـ وحدثنيه الحسن بن عليّ المقرئ عنه ـ قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : حدثني يوسف بن يعقوب الصّفّار ، قال : سمعت عاصم بن عليّ بن عاصم قال : أخبرني أبي أنه صام ثمانين شهر رمضان لم يفطر فيها يوما ، قال : ومات أبي وهو ابن أربع وتسعين سنة.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، حدثني أبو بكر الواسطيّ عن أحمد بن عبد الله بن ميسرة الحراني ، حدّثنا موسى بن حمّاد قال : رأيت سفيان الثوري في المنام في الجنة يطير من نخلة إلى نخلة ، ومن شجرة إلى شجرة ، فقلت : يا أبا عبد الله بم نلت هذا؟ قال بالورع ، بالورع. قلت : فما بال عليّ بن عاصم؟ قال : ذاك لا نكاد نراه إلا كما نرى الكوكب.

٦٣٤٩ ـ عليّ بن عبد الله بن جعفر بن نجيح بن بكر بن سعد ، أبو الحسن السعدي مولاهم ويعرف بابن المديني :

بصري الدار ، وهو أحد أئمة الحديث في عصره ، والمقدم على حفاظ وقته. وأبوه محدث مشهور. روى عن غير واحد من مشيخة مالك بن أنس ، وجده جعفر بن

__________________

٦٣٤٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٠٩٦ (٢١ / ٥). وطبقات ابن سعد : ٧ / ٣٠٨ ، وعلل أحمد : ١ / ٣٠٧ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٦ / الترجمة ٢٤١٤ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ٣٦٣ ، والكنى لمسلم ، الورقة ٢٤ ، والمعرفة والتاريخ : ١ / ٢١٠ ، (انظر الفهرس) وتاريخ أبى زرعة الدمشقي ـ

٤٥٥

نجيح. روى عن عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصديق. فأما عليّ فسمع أباه ، وحماد بن زيد ، وجعفر بن سليمان ، وعبد العزيز الدراوردي ، ومعتمر بن سليمان ، وهشيم بن بشير ، وسفيان بن عيينة ، وجرير بن عبد الحميد ، والوليد بن مسلم ، وبشر بن المفضل ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ويزيد بن زريع ، وابن علية ، وخالد بن الحارث ، وغندرا ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى ، ومعاذ ابن معاذ وعبد الوهّاب الثّقفيّ ، وحرمي بن عمارة ، وأبا داود الطيالسي وهشام بن يوسف ، وعبد الرّزّاق بن همّام. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه أحمد بن حنبل ، وابنه صالح ، وابن عمه حنبل بن إسحاق ، والحسن بن محمّد الزعفراني ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وأبو قلابة الرقاشي ، ومحمّد بن يحيى الذهلي ، وأبو يحيى صاعقة ، والفضل بن سهل الأعرج ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ ، وأبو حاتم الرّازي ، وعلي بن أحمد بن النضر الأودي ، وأبو شعيب الحراني ، ومحمّد بن أحمد بن البراء ، وأبو عليّ المعمري.

وقال أبو حاتم الرّازي : كان على علما في الناس في معرفة الحديث والعلل ، وكان أحمد لا يسميه ، إنما يكنيه تبجيلا له ، قال : وما سمعت أحمد سماه قط.

أخبرني محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، حدّثنا أبو غالب عليّ بن أحمد بن النضر قال : سنة إحدى وستين فيها ولد عليّ بن المديني.

قلت : وكان مولده بالبصرة.

أخبرنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد

__________________

ـ ١٦١ ، وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٥٠ ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ١٠٦٤ ، وتقديمته ٣١٩ ، وثقات ابن حبان : ٨ / ٤٦٩ ، وعلل الدارقطني : ٣ / الورقة ٢٢٦ ، والكندي : ٥١٤ ، والسابق واللاحق : ٢٧٧ ، وشيوخ أبى داود للجياني ، الورقة ٨٦ ، والجمع لابن القيسراني : ١ / ٣٥٦ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٦٣٧ ، وأنساب القرشيين : ١٧٤ ، ٤٤٣ ، والكامل في التاريخ : ٧ / ٤٥ ، وتهذيب النووي : ١ / ٣٥٠ ، وسير أعلام النبلاء : ١١ / ٤١ ـ ٦٠ ، وتذكرة الحفاظ : ٢ / ٤٢٨ ، والكاشف : ٢ : الترجمة ٣٩٩٣ ، والعبر : ١ / ٦٢ ، ١٢٧ ، ١٩٦ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٦٧ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٥٨٧٤ ، وتاريخ الإسلام : الورقة ٥٧ (أحمد الثالث ٢٩٢٧) ، وشرح علل الترمذي لابن رجب : ٢٤٠ ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٥٤ ، وتهذيب التهذيب : ٧ / ٣٤٩ ـ ٣٥٧ ، والتقريب : ٢ / ٣٩ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٠٠٨ ، وشذرات الذهب : ٢ / ٨١ والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢١٤.

٤٥٦

ابن ناجية ، وعليّ بن أحمد بن مروان ، ومحمّد بن خالد بن يزيد البرذعي قالوا : حدّثنا أبو رفاعة عبد الله بن محمّد العدوي ، حدّثنا إبراهيم بن بشّار قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : حدثني عليّ بن المديني عن أبي عاصم عن ابن جريج عن عمرو بن دينار فذكر حديثا ، ثم قال سفيان : تلومني على حب عليّ؟! والله والله لقد كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلال ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا الحسين بن محمّد بن عفير ، حدّثنا أحمد بن سنان قال : كان سفيان بن عيينة يقول لعلي بن المديني ـ ويسميه حية الوادي ـ إذا استفتى سفيان ، أو سئل عن شيء يقول : لو كان حية الوادي.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو بكر الاسماعيلي ، أخبرنا عبد الله بن محمّد ، أخبرنا سيار الفرهياني قال : سمعت عباسا العنبري يقول : كان سفيان بن عيينة يسمى عليّ ابن المديني حية الوادي.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن المظفّر ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن داود قال : سمعت محمّد ابن قدامة الجوهريّ قال : سمعت ابن عيينة يقول : إني لأرغب بنفسي عن مجالستكم منذ ستين سنة ، ولو لا عليّ بن المديني ما جلست.

أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي ، حدّثنا أبو عليّ صالح بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن قدامة الجوهريّ ، حدّثنا خلف بن الوليد الجوهريّ قال : خرج علينا ابن عيينة يوما ومعنا عليّ بن المديني ، فقال : لو لا عليّ لم أخرج إليكم.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا عليّ بن محمّد بن أحمد المصري ، حدّثنا عليّ بن سعيد الرّازي قال : سمعت ابن زنجلة يقول : كنا عند ابن عيينة ـ وعنده رئيسا أصحاب الحديث ـ فقال : الرجل الذي قد روينا عنه أربعة أحاديث. الذي يحدث عن أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال ابن المديني : زياد بن علاقة ، فقال ابن عيينة : زياد بن علاقة.

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي ـ بنيسابور ـ أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم السليطي ، حدّثنا إبراهيم بن عليّ الذهلي ، حدّثنا عبد الله بن أبي

٤٥٧

عمرو قال : قال حفص بن محبوب الخزاعيّ : كنت عند سفيان بن عيينة ومعنا عليّ بن المديني ، وابن الشاذكوني ، فلما قام ـ يعني ابن المديني ـ قال : ـ يعني سفيان بن عيينة إذا قامت الخيل لم يجلس مع الرجالة.

وأخبرنا أبو حازم ، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن أحمد الغطريفي قال : سمعت الساجي يقول : سمعت العبّاس بن عبد العظيم العنبري يقول : سمعت روح بن عبد المؤمن يقول : سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول : عليّ بن المديني أعلم الناس بحديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وخاصة بحديث ابن عيينة.

أخبرنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا أبو عبد الله بن عدي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي قرصافة ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن داود بن أخت غزال.

وأخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن المظفّر ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن الحجّاج ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن داود قال : سمعت عبيد الله بن عمر القواريري يقول : سمعت يحيى بن سعيد يقول : الناس يلومونني في قعودي مع عليّ ، وأنا أتعلم من عليّ أكثر مما يتعلم مني. لفظ حديث الماليني.

أخبرنا أبو حازم العبدوي ، أخبرنا أبو أحمد الغطريفي ، حدّثنا زكريا الساجي ـ إملاء ـ حدّثنا صالح جزرة ، حدّثنا عبيد الله القواريري قال : سمعت يحيى القطّان يقول : يلومونني في حب عليّ بن المديني وأنا أتعلم منه.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن سيار قال : سمعت عباسا ـ يعني العنبري ـ يقول : كان يحيى بن سعيد القطّان ربما قال : لا أحدث شهرا ، ولا أحدث كذا ، فحدثني ـ ذكر رجلا من أصحاب الحديث نسيته قال : بلغني أن يحيى حدثه ـ يعني لابن المديني ـ قبل انقضاء المدة التي كان ذكرها قال : فأتيت يحيى فقلت له إنه بلغني أنك حدثت عليّا ولم تنقض المدة التي ذكرت؟ فقال : إني كلما قلت لا أحدث إلا كذا ، استثنيت عليّا ، ونحن نستفيد من عليّ أكثر مما يستفيد منا.

قرأنا على الجوهريّ عن محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عليّ بن المديني من أروى الناس عن يحيى بن سعيد ، إني أرى عنده أكثر من عشرة آلاف.

٤٥٨

قلت ليحيى : أكثر من مسدد؟ قال : نعم! إن يحيى بن سعيد كان يكرمه ويدنيه ، وكان صديقه ـ يعني عليا ـ وكان عليّ يلزمه.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن سيار قال : سمعت أبا قدامة يقول : سمعت عليّ بن المديني يقول : رأيت فيما يرى النائم كأن الثريا تدلت حتى تناولتها. قال أبو قدامة : فصدق الله رؤياه ، بلغ في الحديث مبلغا لم يبلغه أحد ـ أو لم يبلغه كبير أحد ـ.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سمعت عبد الرّحمن بن يعقوب بن أبي عبّاد القلزمي ـ وكان من أصحاب عليّ ـ قال : جاءنا عليّ بن المديني يوما فقال : رأيت هذه الليلة كأني مددت يدي فتناولت أنجما من نجوم السماء ، قال : فمضينا معه إلى بعض المعبرين فقص عليه فقال : يا هذا ستنال علما فانظر كيف تكون. فقال له بعض أصحابنا : لو نظرت في شيء من الفقه ، كأنه يريد الرأي ، فقال : إن اشتغلت بذاك انسلخت مما أنا فيه.

حدثني محمّد بن عليّ الصوري قال : سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول : سمعت وليد بن القاسم يقول : سمعت أبا عبد الرّحمن النسوي يقول : كأن الله خلق عليّ بن المديني لهذا الشأن.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن سيار قال : سمعت عباسا العنبري يقول : كان عليّ بن المديني بلغ ما لو قضى له أن يتم على ذاك ، لعله كان تقدم على الحسن البصريّ ، كان الناس يكتبون قيامه ، وقعوده ، ولباسه ، وكل شيء يقول ويفعل ـ أو نحو هذا ـ.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني أبو بشر بكر بن خلف قال : قدمت مكة وبها شاب حافظ ، فكان يذاكرني المسند بطرقه ، فقلت له : من أين لك هذا؟ قال : أخبرك ، طلبت إلى علىّ أيام سفيان أن يحدثني بالمسند ، فقال : قد عرفت أنك إنما تريد بما تطلب المذاكرة ، فإن ضمنت لي أنك تذاكر ولا تسميني فعلت ، قال : فضمنت له واختلفت إليه ، فجعل يحدثني بذا الذي أذاكرك به حفظا.

قال أبو يوسف يعقوب : فذكرت هذه لبعض ولد جويرية بن أسماء ممن كان يلزم عليّا فقال : سمعت عليّا يقول : غبت عن البصرة في مخرجي إلى اليمن ـ أظنه ذكر

٤٥٩

ثلاث سنين وأمي حية ـ قال : فلما قدمت عليها جعلت تقول : يا بني فلان لك صديق ، وفلان لك عدو ، فقلت لها من أين علمت يا أمه؟ قالت كان فلان وفلان فذكرت فيهم يحيى بن سعيد ـ يجيئون مسلمين ، فيعزوني ويقولون اصبري ، فلو قد قدم عليك سرك الله بما ترين ، فعلمت أن هؤلاء محبوك وأصدقاؤك ، وفلان وفلان إذا جاءوا يقولون لي اكتبي إليه وضيقي عليه ، وحرجي عليه ليقدم عليك ، هذا ونحوه. قال : فأخبرني العبّاس بن عبد العظيم ، أو هذا الذي من ولد جويرية قال : قال عليّ : كنت صنفت المسند على الطرق مستقصى ، وكتبته في قراطيس ، وصيرته في قمطر كبيرة ، وخلفته في المنزل وغبت هذه الغيبة، فلما قدمت ذهبت يوما لأطالع ما كنت كتبت ، قال فحركت القمطر فإذا هي ثقيلة رزينة بخلاف ما كانت ، ففتحتها فإذا الأرضة قد خالطت الكتب فصارت طينا فلم أنشط بعد لجمعه.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو حامد بن جبلة ، حدّثنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت أبا يحيى يقول : كان عليّ بن المديني إذا قدم بغداد ، وتصدر الحلقة ، وجاء أحمد ، ويحيى ، وخلف ، والمعيطي ، والناس ، يتناظرون ، فإذا اختلفوا في شيء تكلم فيه عليّ.

أخبرنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي ، حدثني محمّد بن أحمد القرميسيني المستملي قال : سمعت محمّد بن يزداد يقول : سمعت أحمد بن يوسف النجيرمي يقول : سمعت الأعين يقول : رأيت عليّ بن المديني مستلقيا ، وأحمد بن حنبل عن يمينه ، ويحيى بن معين عن يساره ، وهو يملى عليهما.

أخبرني الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كان عليّ بن المديني إذا قدم علينا أظهر السنة ، وإذا ذهب إلى البصرة أظهر التشيع.

حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عليّ السوذرجاني ـ لفظا بأصبهان ـ قال : سمعت أبا بكر بن المقرئ يقول : سمعت محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي يقول : سمعت أبا أمية الطرسوسي يقول : سمعت عليّ بن المديني يقول : ربما أذكر الحديث في الليل فآمر الجارية تسرج السّرّاج فأنظر فيه.

٤٦٠