تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١١

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١١

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٣

وكلكم مسئول عن رعيته ، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسئول عن الرعية ، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته» (١).

قال لنا أبو طاهر بن بكير : ولدت في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. ومات بأوانا في المحرم سنة ست وعشرين وأربعمائة.

سمعت أبا طالب محمّد بن الحسين بن بكير يقول : توفي أخي وقد بلغ ثلاثا وستين سنة ، وكذلك كان سن أبي حين توفي.

٦٢٨٧ ـ عليّ بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم ، أبو الحسن صاحب أبي الفضل بن دودان الهاشميّ العباسي :

سمع إسماعيل بن سعيد بن سويد ، وعليّ بن الحسن بن عليّ الرّازي ، وأبا الفضل محمّد بن الحسن بن المأمون ، وعبد الرحمن بن عمر بن حمة الخلال. كتبت عنه وكان صدوقا. ومات في أول ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.

٦٢٨٨ ـ عليّ بن الحسين بن موسى بن محمّد بن إبراهيم بن موسى بن جعفر ابن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، أبو القاسم الموسوي العلوي :

كان يلقب المرتضى ذا المجدين ، وكانت إليه نقابة الطالبيين ، وكان شاعرا كثير الشعر متكلما له تصانيف على مذاهب الشيعة. وحدث عن سهل بن أحمد الديباجي ، وأبي عبيد الله المرزباني ، وأبي الحسن بن الجندي كتبت عنه.

أخبرنا المرتضى أبو القاسم عليّ بن الحسين ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران الكاتب، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثنا يحيى الحماني ، حدّثنا ابن المبارك عن معمر عن الزّهريّ عن مالك بن أوس عن عمر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ادخر لأهله قوت سنة.

سمعت التنوخي يقول : مولد المرتضى أبو القاسم الموسوي في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.

مات المرتضى في يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثين وأربعمائة ، ودفن في داره عشية ذلك اليوم.

__________________

(١) ٦٢٨٦ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٦ ، ٣ ، ١٩٦ ، ٤ / ٦ ، ٧ / ٣٤ ، ٤١ ، ٩ / ٧٧.

٦٢٨٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٩٤.

٤٠١

٦٢٨٩ ـ عليّ بن الحسين بن محمّد بن عبد الرّحيم ، أبو القاسم التاجر :

بصري الأصل سمع أبا القاسم بن حبابة ، ومحمّد بن الحسن بن عبد الله الصّيرفيّ ، وعثمان بن أحمد بن جعفر العجلي ، ومحمّد بن جعفر النجار الكوفيّ ، وأبا الحسن ابن فراس المكي. وكان كثير الأسفار إلى البصرة ، والكوفة ، ومكة ، واليمن. وأقام بمكة مدة طويلة سمعت منه بها ثم قدم علينا بغداد فسمعت منه أيضا بها.

وقال لي : ولدت في سنة تسع وسبعين وثلاثمائة في شهر ربيع الآخر ، وكان صدوقا ومات ببغداد في المحرم سنة تسع وأربعين وأربعمائة.

٦٢٩٠ ـ عليّ بن حمزة ، أبو الحسن الأسديّ المعروف بالكسائي النّحويّ :

أحد أئمة القراء من أهل الكوفة ، استوطن بغداد وكان يعلم بها الرّشيد ، ثم الأمين من بعده ، وكان قد قرأ على حمزة الزيات ، فأقرأ ببغداد زمانا بقراءة حمزة ، ثم اختار لنفسه قراءة فأقرأ بها الناس ، وقرأ عليه بها خلق كثير ببغداد ، وبالرقة ، وغيرهما من البلاد ، وحفظت عنه. وصنف معاني القرآن ، والآثار في القراءات. وكان قد سمع من سليمان بن أرقم ، وأبي بكر بن عياش ، ومحمّد بن عبيد الله العرزمي ، وسفيان بن عيينة ، وغيرهم. روى عنه أبو توبة ميمون بن حفص ، وأبو زكريا الفراء ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وأبو عمر حفص بن عمر الدّوريّ ، وجماعة.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله الثابتي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن موسى القرشيّ ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي قال : عليّ بن حمزة الكسائي هو عليّ بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز مولى بني أسد.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن هارون التّميميّ ـ بالكوفة ـ حدّثنا أبو عليّ الحسن بن داود النقار ، حدّثنا أبو جعفر عقدة ، حدّثنا أبو بديل الوضاحي قال : قال لي الفراء : إنما تعلم الكسائي النحو على الكبر ، وكان سبب تعلمه أنه جاء يوما وقد مشى حتى أعيا ، فجلس إلى الهبارين ـ وكان يجالسهم كثيرا ـ فقال قد عييت ، فقالوا له : أتجالسنا وأنت تلحن؟! فقال : كيف لحنت؟ قالوا له : إن كنت أردت من التعب فقل أعييت. وإن كنت أردت من

__________________

٦٢٩٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ١٦٨. وغاية النهاية ١ / ٥٣٥. ووفيات الأعيان ١ / ٣٣٠. ونزهة الألباء ٨١ ـ ٩٤. وطبقات النحويين ١٣٨. وإنباه الرواة ٢ / ٢٥٦. والذريعة ١٩ / ١٥. والأعلام ٤ / ٢٨٣.

٤٠٢

انقطاع الحيلة والتحير في الأمر فقل عييت ـ مخفقة. فأنف من هذه الكلمة ، ثم قام من فوره ذلك فسأل عمن يعلم النحو ، فأرشدوه إلى معاذ الهراء ، فلزمه حتى أنفد ما عنده ، ثم خرج إلى البصرة فلقى الخليل وجلس في حلقته ، فقال له رجل من الأعراب : تركت أسد الكوفة وتميمها وعندها الفصاحة ، وجئت إلى البصرة؟ فقال للخليل : من أين أخذت علمك هذا؟ فقال من بوادي الحجاز ، ونجد ، وتهامة ، فخرج ورجع وقد أنفد خمس عشرة قنينة حبرا في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ ، فلم يكن له هم غير البصرة والخليل ، فوجد الخليل قد مات ، وقد جلس في موضعه يونس النّحويّ فمرت بينهم مسائل أقر له يونس فيها وصدره موضعه.

أنبأنا عليّ بن أحمد بن عمر المقرئ ، أخبرنا عبد الواحد بن عمر بن محمّد بن أبي هاشم ، حدّثني محمّد بن سليمان بن محبوب ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن البصريّ ـ مردويه ـ حدّثنا عليّ بن عبد الله الخياط المدني ، حدّثنا عبد الرّحيم بن موسى قال : قلت للكسائي : لم سميت الكسائي؟ قال : لأني أحرمت في كساء.

قلت : وقد قيل في تسميته الكسائي قول آخر.

أخبرنا محمّد بن عليّ الصوري ، أخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن القاسم الهمدانيّ القاضي ـ بطرابلس ـ حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الحراني الأرزّيّ ـ إملاء من حفظه ـ حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن سليمان المروزيّ قال : سألت خلف بن هشام : لم سمي الكسائي كسائيا؟ فقال : دخل الكسائي الكوفة فجاء إلى مسجد السبيع ، وكان حمزة بن حبيب الزيات يقرئ فيه ، فتقدم الكسائي مع أذان الفجر فجلس وهو ملتف بكساء من البركان الأسود (١) ، فلما صلى حمزة قال من تقدم في الوقت يقرأ ، قيل له : الكسائي أول من تقدم ، يعنون صاحب الكساء ، فرمقه القوم بأبصارهم ، فقالوا : إن كان حائكا فسيقرأ سورة يوسف ، وإن كان ملاحا فسيقرأ سورة طه. فسمعهم فابتدأ بسورة يوسف ، فلما بلغ إلى قصة الذئب قرأ : (فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ) [يوسف ١٧] بغير همز. فقال له حمزة : الذئب، بالهمز فقال له الكسائي : وكذلك أهمز الحوت فالتقمه الحوت؟ قال : لا ، قال : فلم همزت الذئب ولم تهمز الحوت؟ وهذا فأكله الذئب ، وهذا فالتقمه الحوت؟ فرفع حمزة بصره إلى خلاد الأحول ـ وكان أجمل غلمانه ـ فتقدم إليه في جماعة من أهل المجلس ، فناظروه فلم

__________________

(١) يقال للكساء الأسود : البركان والركانى ، مشددتين.

٤٠٣

يصنعوا شيئا ، فقالوا : أفدنا يرحمك الله ، فقال لهم الكسائي : تفهموا عن الحائك؟ تقول إذا نسبت الرجل إلى الذئب : قد استذأب الرجل ، ولو قلت استذاب بغير همز لكنت إنما نسبته إلى الهزال ، تقول قد استذاب الرجل إذا استذاب شحمه بغير همز ، وإذا نسبته إلى الحوت تقول : قد استحات الرجل أي كثر أكله لأن الحوت يأكل كثيرا ، لا يجوز فيه الهمز ، فلتلك العلة همز الذئب ولم يهمز الحوت ، وفيه معنى آخر. لا يسقط الهمز من مفردة ولا من جميعه ، وأنشدهم :

أيها الذئب وابنه وأبوه

أنت عندي من أذأب ضاريات

قال : فسمي الكسائي من ذلك اليوم.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ ، حدّثنا أبو عليّ الحسن بن داود ، حدّثنا أحمد بن فرج ، حدّثنا أبو عمر قال : أبو عليّ وحدثنا أبو جعفر عقدة ، حدّثنا أبو بديل عن سلمة قال : كان عند المهديّ مؤدب يؤدب الرّشيد ، فدعاه يوما المهديّ وهو يستاك فقال : كيف تأمر من السواك؟ فقال : أستك يا أمير المؤمنين. فقال المهديّ : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ثم قال : التمسوا لنا من هو أفهم من ذا ، فقالوا رجل يقال له عليّ بن حمزة الكسائي من أهل الكوفة قدم من البادية قريبا ، فكتب بإزعاجه من الكوفة ، فساعة دخل عليه قال : يا عليّ بن حمزة. قال : لبيك يا أمير المؤمنين قال : كيف تأمر من السواك؟ قال : سك يا أمير المؤمنين ، قال أحسنت وأصبت ، وأمر له بعشرة آلاف درهم.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ ، أخبرنا أبو بكر الدارمي ، وأبو عليّ النقار ، وأبو العبّاس محمّد بن الحسن الهذلي قالوا : حدّثنا أحمد بن فرح قال : سمعت أبا عمر الدّوريّ يقول : كان أبو يوسف يقع في الكسائي ويقول : أيش يحسن؟ إنما يحسن شيئا من كلام العرب ، فبلغ الكسائي ذلك ، فالتقيا عند الرشيد ، وكان الرّشيد يعظم الكسائي لتأديبه إياه. فقال لأبي يوسف : يا يعقوب أيش تقول في رجل قال لامرأته أنت طالق طالق طالق؟ قال واحدة. قال : فإن قال لها أنت طالق ، أو طالق ، أو طالق؟ قال واحدة. قال فإن قال لها أنت طالق ، ثم طالق ، ثم طالق؟ قال واحدة. قال فإن قال لها أنت طالق ، وطالق ، وطالق؟ قال واحدة. قال الكسائي يا أمير المؤمنين أخطأ يعقوب في اثنتين ، وأصاب في اثنتين ، أما قوله أنت طالق طالق طالق فواحدة لأن الثنتين الباقيتين تأكيد ، كما يقول أنت قائم قائم قائم ،

٤٠٤

وأنت كريم كريم كريم. وأما قوله أنت طالق أو طالق ، أو طالق ، فهذا شك وقعت الأولى التي تتيقن ، وأما قوله طالق ثم طالق ثم طالق فثلاث لأنه نسق ، وكذلك طالق وطالق وطالق.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن أحمد النخشبي ، حدّثنا العبّاس بن عزيز القطّان المروزيّ ، حدّثنا حرملة بن يحيى التجيبي قال : سمعت محمّد بن إدريس الشّافعيّ يقول : من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي.

أخبرنا الحسين بن محمّد أخو الخلال ، حدّثنا الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عبّاد بن العبّاس ـ بالري ـ أخبرنا عبد الله بن محمّد الإيجي ، حدّثنا محمّد بن الحسن الأزديّ ، أخبرنا أبو حاتم سهل بن محمّد السجستاني قال : ورد علينا عامل من أهل الكوفة لم أر في عمال السلطان بالبصرة أبرع منه ، فدخلت مسلما عليه ، فقال لي : يا سجستاني من علماؤكم بالبصرة؟ قلت : الزيادي أعلمنا بعلم الأصمعي ، والمازني أعلمنا بالنحو ، وهلال بالرأي أفقهنا ، والشاذكوني من أعلمنا بالحديث ، وأنا ـ رحمك الله ـ أنسب إلى علم القرآن ، وابن الكلبي من أكتبنا للشروط قال : فقال لكاتبه : إذا كان غد فاجمعهم إلىّ ، قال فجمعنا فقال أيكم المازني؟ قال أبو عثمان ها أنا ذا يرحمك الله ، قال هل يجزي في كفارة الظهار عتق عبد أعور؟ فقال المازني : لست صاحب فقه رحمك الله ، أنا صاحب عربية فقال : يا زيادي كيف يكتب بين رجل وامرأة خالعها على الثلث من صداقها؟ قال : ليس هذا من علمي ، هذا من علم هلال الرأي ، قال : يا هلال كم أسند ابن عون عن الحسن؟ قال : ليس هذا من علمي هذا من علم الشاذكوني ، قال : يا شاذكوني من قرأ : يثنوني صدورهم [هود ٥] قال : ليس هذا من علمي هذا من علم أبي حاتم ، قال : يا أبا حاتم كيف تكتب كتابا إلى أمير المؤمنين تصف فيه خصاصة أهل البصرة وما أصابهم في الثمرة ، وتسأله لهم النظر والنظرة؟ قال : لست رحمك الله صاحب بلاغة وكتابة ، أنا صاحب قرآن. فقال : ما أقبح الرجل يتعاطى العلم خمسين سنة لا يعرف إلا فنا واحدا ، حتى إذا سئل عن غيره لم يجل فيه ولم يمر ، ولكن عالمنا بالكوفة الكسائي ، لو سئل عن كل هذا لأجاب.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهانيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن بصير الخلدي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق ، حدّثنا سلمة بن عاصم

٤٠٥

قال : قال الكسائي : صليت بهارون الرّشيد فأعجبتني قراءتي ، فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبي قط أردت أن أقول : (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ*) [آل عمران ٧٢] فقلت : لعلهم ترجعين! قال : فو الله ما اجترأ هارون أن يقول لي أخطأت ، ولكنه لما سلمت قال لي : يا كسائي أي لغة هذه؟ قلت : يا أمير المؤمنين قد يعثر الجواد ، فقال : أما هذا فنعم!

أخبرني العتيقي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا جعفر بن محمّد الصندلي ، أخبرنا أبو بكر بن حمّاد عن خلف قال : كان الكسائي إذا كان شعبان وضع له منبر ، فقرأ هو على الناس في كل يوم نصف سبع يختم ختمتين في شعبان ، وكنت أجلس أسفل المنبر ، فقرأ يوما في سورة الكهف : (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ) [الكهف ٣٤] فنصب أكثر ، فعلمت أنه قد وقع فيه ، فلما فرغ أقبل الناس يسألون عن العلة في أكثر لم نصبه؟ فثرت في وجوههم أنه أراد في فتحه أقل : (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً) [الكهف ٣٩] فقال الكسائي : أكثر فمحوه من كتبهم ثم قال لي : يا خلف يكون أحد من بعدي يسلم من اللحن؟ قال : قلت لا ، أما إذا لم تسلم أنت فليس يسلم أحد بعدك ، قرأت القرآن صغيرا ، وأقرأت الناس كبيرا وطلبت الآثار فيه والنحو.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن الحسن ، حدثني ابن فرح قال : سمعت سلمة يقول : سمعت الفراء يقول : سمعت الكسائي يقول : ربما سبقني لساني باللحن فلا يمكنني أن أرده ، أو كلاما نحو هذا.

حدّثنا عليّ بن أحمد بن عمر المقرئ قال : سمعت أبا بكر عمر بن محمّد الإسكافي يقول : سمعت عمي يقول : سمعت ابن الدورقي يقول : اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيدي ، فحضرت صلاة ، يجهر فيها ، فقدموا الكسائي يصلي ، فأرتج عليه في قراءة : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) فلما أن سلم قال اليزيدي : قارئ أهل الكوفة يرتج عليه في (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ)؟ فحضرت صلاة يجهر فيها ، فقدموا اليزيدي ، فأرتج عليه في سورة الحمد ، فلما أن سلم قال :

احفظ لسانك لا تقول فتبتلى

إن البلاء موكل بالمنطق

أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ وعلي بن المحسن التنوخي قالا : حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا الصولي ، أخبرنا الحزنبل ، حدّثنا سلمة بن عاصم ، حدثني الفراء قال :

٤٠٦

قال لي قوم : ما اختلافك إلى الكسائي وأنت مثله في العلم؟ فاعجبتني نفسي فناظرته وزدت ، فكأني كنت طائرا أشرب من بحر.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، حدّثنا أبو عمر بن حيويه ، حدّثنا محمّد ابن القاسم الأنباريّ ، حدّثنا أحمد بن يحيى ، حدّثنا خلف بن هشام.

وأخبرنا هلال بن المحسن الكاتب ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجرّاح الخزاز ، حدّثنا أبو بكر بن الأنباريّ قال : قال أبو العبّاس ـ يعني ثعلبا ـ قال لي خلف : أولمت وليمة ، فدعوت الكسائي واليزيدي فقال اليزيدي للكسائي : يا أبا الحسن أمور تبلغنا عنك ، وحكايات تتصل بنا ينكر بعضها؟ فقال الكسائي أو مثلي يخاطب بهذا؟ وهل مع العالم من العربية إلا فضل بصاقي هذا ـ ثم بصق ـ فسكت اليزيدي. هذا لفظ ابن الجرّاح.

وقال : قال أبو بكر بن الأنباريّ : اجتمعت للكسائي أمور لم تجتمع لغيره ، فكان واحد الناس في القرآن يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم ، فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره ، وهم يستمعون ، حتى كان بعضهم ينقط المصاحب على قراءته ، وآخرون يتبعون مقاطعه ومباديه فيرسمونها في ألواحهم وكتبهم. وكان أعلم الناس بالنحو ، وواحدهم في الغريب.

أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن عليّ الصّيرفيّ ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن الحسين الجعفي ـ بالكوفة ـ حدّثنا الحسن بن داود النقار ، حدثني أبو محمّد الفسطاطي عبد الله بن عيسى ـ وكان متعبدا ـ حدّثنا أحمد بن سهل التّميميّ ـ ورّاق أبي عبيد ـ قال : سمعت الكسائي يقول : بعد ما قرأت القرآن على الناس رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام فقال لي : أنت الكسائي؟ قلت نعم يا رسول الله! قال : عليّ بن حمزة؟ قلت نعم يا رسول الله! قال : الذي أقرأت أمتي بالأمس القرآن؟ قلت : نعم يا رسول الله. قال : فاقرأ عليّ. قال فلم يتأت على لساني إلا : (وَالصَّافَّاتِ) ، فقرأت عليه : (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا. فَالزَّاجِراتِ زَجْراً. فَالتَّالِياتِ ذِكْراً) فقال لي أحسنت ولا تقل (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا). نهاني عن الإدغام ، ثم قال لي اقرأ فقرأت حتى انتهيت إلى قوله تعالى: (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ) فقال. أحسنت ولا تقل (يَزِفُّونَ) ، ثم قال قم ، فلأباهين بك ـ شك الكسائي ـ القراء ، أو الملائكة.

٤٠٧

أخبرني محمّد بن جعفر بن علان الورّاق ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن الفرح الخلال ، حدّثنا أحمد بن الحسن المقرئ ـ دبيس ـ حدثني محمّد بن أحمد بن غزال الإسكافي قال : كان رجل يجيئنا يغتاب الكسائي ويتكلم فيه ، فكنت أنهاه فما كان ينزجر ، فجاءني بعد أيام ، فقال لي يا أبا جعفر رأيت الكسائي في النوم أبيض الوجه ، فقلت : ما فعل الله بك يا أبا الحسن؟ قال غفر لي بالقرآن ، إلا أني رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال لي أنت الكسائي؟ فقلت نعم يا رسول الله! قال اقرأ قلت وما أقرأ يا رسول الله؟ قال : اقرأ : (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) ، قال : فقرأت : (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا. فَالزَّاجِراتِ زَجْراً. فَالتَّالِياتِ ذِكْراً. إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ) فضرب بيده كتفي وقال : لأباهين بك الملائكة غدا.

أخبرنا هلال بن المحسن ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن الجرّاح ، حدّثنا أبو بكر بن الأنباريّ قال : اجتاز الكسائي بحلقة يونس بالبصرة ـ وكان شخص مع المهديّ إليها فاستند إلى أسطوانة تقرب من حلقته ، فعرف يونس مكانه. فقال : ما تقول في قول الفرزدق :

غداة أحلت لابن أصرم طعنة

حصين عبيطات السدائف والخمر

على أي شيء رفع الخمر؟ فأجاب الكسائي ، فقال يونس : أشهد أن الذين رأسوك رأسوك باستحقاق.

حدثني الحسن بن محمّد الخلال ، حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ ، حدّثنا أحمد بن إسحاق ـ أبو بكر الملحمي ـ حدثني الحسين بن محمّد بن فهم ، حدّثنا القعقاع المقرئ قال : كنت عند الكسائي فأتاه أعرابي ، فقال أنت الكسائي؟ قال نعم! قال كوكب ما ذا؟ قال درّي ، ودرّي ، ودرّي فالدّري يشبه الدّر ، والدّري جار ، والدّري يلتمع. قال [الأعرابي] (٢) ما في العرب أعلم منك.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ ، حدّثنا أبو عليّ النقار ، حدّثنا أحمد بن فرح قال : سمعت أبا عمر الدّوريّ يقول : قرأت هذا الكتاب ـ معاني الكسائي ـ في مسجد السواقين ببغداد على أبي مسحل وعلى الطوال ، وعلى سلمة ، وجماعة. قال فقال : أبو مسحل : لو قرئ هذا الكتاب عشر مرات لاحتاج من قرأه أن يقرأه.

__________________

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٤٠٨

أخبرنا هلال بن المحسن ، أخبرنا ابن الجرّاح ، أخبرنا أبو بكر بن الأنباريّ قال : قال الفراء : لقيت الكسائي يوما فرأيته كالباكي ، فقلت له ما يبكيك؟ فقال : هذا الملك يحيى بن خالد يوجه إلى فيحضرني فيسألني عن الشيء ، فإن أبطأت في الجواب لحقني منه عيب ، وإن باردت لم آمن الزلل قال : فقلت له ـ ممتحنا ـ يا أبا الحسن من يعترض عليك قل ما شئت فأنت الكسائي ، فأخذ لسانه بيده فقال : قطعه الله إذا إن قلت ما لا أعلم.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ ، أخبرنا أحمد ابن محمّد بن الحسن بن يونس القرشيّ ، حدّثنا أحمد بن فرج ، حدّثنا أبو عمر الدّوريّ قال : لم يغير الكسائي شيئا من حاله مع السلطان إلا لباسه. قال فرآه بعض علماء الكوفيين وعليه جربانات عظام. فقال له : يا أبا الحسن ما هذا الزي؟ قال : أدب من أدب السلطان لا يثلم دينا ، ولا يدخل في بدعة ، ولا يخرج عن سنّة.

وأخبرنا أبو العلاء ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ ، حدّثنا عبد الله بن القاسم الكاتب قال : قال محمّد بن داود بن الجرّاح ، أخبرني أبو الفضل أحمد بن طاهر قال : كتب الكسائي النّحويّ إلى الرّشيد بهذه الأبيات وهو يؤدب محمّدا واحتاج إلى التزويج وهي أبيات جياد :

قل للخليفة ما تقول لمن

أمسني إليك بحرمة يدلي؟

ما زلت مذ صار الأمين معي

عبدي يدي ومطيتي رجلي

وعلى فراشي من ينبهني

من نومتي وقيامه قبلي

أسعى برجل منه ثالثة

موفورة مني بلا رجل

وإذا ركبت أكون مرتدفا

قدام سرجي راكبا مثلي

فامنن علىّ بما يسكنه

عني وأهد الغمد للنصل

فأمر له الرّشيد بعشرة آلاف درهم ، وجارية حسناء بآلتها ، وخادم معها ، وبرذون بسرجه ولجامه.

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المقرئ قال : أنشدنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر ابن أبي هاشم قال : أنشدني أبو الحسن عليّ بن الحارث المرهبي قال : أنشدني عنبسة ابن النضر لعلي بن حمزة الكسائي الأسديّ :

٤٠٩

إنما النحو قياس يتبع

وبه في كل أمر ينتفع

فإذا ما أبصر النحو الفتى

مر في المنطق مرا فاتسع

فاتقاه كل من جالسه

من جليس ناطق أو مستمع

وإذا لم يبصر النحو الفتى

هاب أن ينطق جبنا فانقطع

فتراه ينصب الرفع وما

كان من خفض ومن نصب رفع

يقرأ القرآن لا يعرف ما

حرف الأعراب فيه وصنع

والذي يعرفه يقرؤه

فإذا ما شك في حرب رجع

ناظرا فيه وفي إعرابه

فإذا ما عرف اللحن صدع

فهما فيه سواء عندكم

ليست السنة فينا كالبدع

كم وضيع رفع النحو ، وكم

من شريف قد رأيناه وضع؟

أخبرنا أحمد بن عبد الله الثابتي ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى القرشيّ ، أخبرنا محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا عون بن محمّد الكندي ، حدّثنا سلمة بن عاصم قال : قال الكسائي : حلفت أن لا أكلم عاميّا إلا بما يوافقه ويشبه كلامه ، فوقفت على نجار فقلت : بكم هذان البابان؟ فقال بسلحتان. فحلفت ألا أكلم عاميّا إلا بما يصلح.

أخبرني محمّد بن عليّ الصلحي ، أخبرني أبو الحسن عبيد الله بن محمّد بن محمود القاضي ـ بواسط ـ أخبرني محمّد بن عبد الواحد الزاهد ، حدّثنا ثعلب قال : كتب الكسائي إلى محمّد بن الحسن :

إن ترفقي يا هند فالرفق أيمن

وإن تخرقي يا هند فالخرق أشأم

فأنت طلاق والطلاق عزيمة

ثلاثا ومن يخرق يعق ويظلم

أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن عليّ الصّيرفيّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ، أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدّثنا محمّد بن مصفى قال : وعلي ابن حمزة الكسائي مات في سنة ثلاث وثمانين ومائة.

أخبرنا هلال بن المحسن ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن الجرّاح ، حدّثنا أبو بكر بن الأنباريّ قال : مات الكسائي ومحمّد بن الحسن في سنة اثنتين وثمانين ومائة ، فدفنهما الرّشيد بقرية يقال لها رنبويه ، وقال : اليوم دفنت الفقه والنحو. فرثاهما اليزيدي فقال :

٤١٠

تصرمت الدنيا فليس خلود

وما قد ترى من بهجة سيبيد

سيفنيك ما أفنى القرون التي مضت

فكن مستعدا فالفناء عتيد

أسيت على قاضى القضاة محمّد

فأذريت دمعي والفؤاد عميد

وقلت إذ ما الخطب أشكل من لنا

بإيضاحه يوما وأنت فقيد؟

وأوجعني موت الكسائي بعده

وكادت بى الأرض الفضاء تميد

وأذهلني عن كل عيش ولذة

وأرق عيني والعيون هجود

هما عالمانا أوديا وتخرما

ومالهما في العالمين نديد

حدّثني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة قال : سمعت أبا العبّاس أحمد بن يحيى. قال : توفى الكسائي ومحمّد بن الحسن في يوم واحد. فقال الرّشيد : دفنت اليوم الفقه واللغة.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ ، حدّثنا محمّد بن بشّار الأنباريّ ـ إملاء ـ حدثني ثعلب قال أخبرني سلمة عن الفراء. قال : لما صار الكسائي إلى رنبويه وهو مع الرّشيد في سفره إلى خراسان ، اعتل فتمثل :

قدر أحلك ذا النخيل وقد ترى

وأبى ، ومالك ذو النخيل بدار

إلا كدار كما بذي بقر الحمى

هيهات ذو بقر من المزوار

وبها مات ، ويقال بل مات بطوس. وفيها مات محمّد بن الحسن يعني برنبويه فقال الرّشيد لما رجع إلى العراق : خلفت الفقه والنحو برنبويه.

قلت : قد ذكرنا تاريخ وفاة الكسائي وأنها كانت في سنة اثنتين ـ أو ثلاث وثمانين ، وقيل مات بعد ذلك.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة. قال : سنة تسع وثمانين فيها توفى محمّد بن الحسن الفقيه وعلي بن حمزة الكسائي في يوم واحد.

وقرأت على الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي. قال : ومات الكسائي بالري في سنة تسع وثمانين ومائة ، وكان عظيم القدر في دينه وفضله.

قلت : ويقال إن عمره بلغ سبعين سنة.

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المقرئ ، حدّثنا أبو بكر بن مقسم قال : حدثني ابن فضلان ، حدّثنا الكسائي الصغير ، حدّثنا أبو مسحل. قال : رأيت الكسائي في النوم

٤١١

كأن وجهه البدر ، فقلت له ما فعل : بك ربك؟ قال غفر لي بالقرآن ، فقلت : ما فعل بحمزة الزيات؟ قال : ذاك في عليين ، ما نراه إلا كما يرى الكوكب الدري.

أخبرني الخلال ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدثني إبراهيم بن أحمد البزوري ، حدّثنا أحمد بن الحسن قال سمعت محمّد بن يحيى قال سمعت أبا مسحل عبد الوهّاب بن حريش. قال : رأيت الكسائي في النوم. فقلت : له ما فعل الله بك؟ قال غفر لي بالقرآن ، قلت ما فعل بحمزة الزيات ، وسفيان الثوري؟ قال : فوقنا ، ما نراهم إلا كالكوكب الدري. قال محمّد بن يحيى : فلم يدع قراءته حيّا ولا ميتا.

٦٢٩١ ـ عليّ بن حرملة ، التّيميّ :

من تيم الرباب ولي قضاء القضاة ببغداد في أيام هارون الرّشيد بعد موت محمّد ابن الحسن. وكان من أصحاب أبي حنيفة وأبي يوسف ، وقد حدث عن أبي يوسف. روى عنه عليّ بن مكنف الكوفيّ.

أخبرنا عليّ بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمذانيّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن فنتى (١) حدّثنا عليّ بن مكنف الفقيه عن عليّ بن حرملة ، عن أبي يوسف ، عن أبي حنيفة ، عن زبيد ، عن ذر ، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن أبزي عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان يقرأ في الركعة الأولى من الوتر ب (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) ، وفي الثانية (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ). وفي الثالثة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ). قال طلحة : عليّ بن حرملة مقدم في العلم حسن المعرفة ، وقد حمل عنه العلم كثير ، وله حديث صالح وأخبار. وتقلد قضاء القضاة ، وكان مع هارون الرّشيد بعد محمّد بن الحسن.

٦٢٩٢ ـ عليّ بن حفص ، أبو الحسن المدائنيّ :

سمع شعبة ، وورقاء بن عمر ، ومحمّد بن طلحة بن مصرف ، وعبيد بن عمر

__________________

(١) ٦٢٩١ ـ هكذا في النسختين.

٦٢٩٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٠٥٤ (٢٠ / ٤٠٨). وتاريخ الدارمي : الترجمة ٦٤٢ ، وابن الجنيد : ٢٣ ، وابن محرز : الترجمة ٤١٩ ، وعلل أحمد : ١ / ٧٧ ، ١٥١ ، ١٧٣ ، ١٧٤ ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ٩٩٨ ، وثقات ابن حبان ٨ / ٤٦٥ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٢٤ ، والجمع لابن القيسراني : ١ / ٣٥٨ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١١٠ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٣٩٥٩ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٤٢٥٤ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٥٨٢٩ ، وديوان الضعفاء : الترجمة ٢٩٢١ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٦٠ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٣٢ ، ١٤١ (أياصوفيا : ٣٠٠٧) ، ونهاية السئول.

٤١٢

والمكتب ، وحريز بن عثمان ، وحفص بن غياث روى عنه أحمد بن حنبل ، وخلف بن سالم، وحجاج بن الشّاعر ، ومحمّد بن الحسين بن أشكاب ، ومحمّد بن عبيد الله المنادى ، وغيرهم.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا محمّد بن إشكاب ، حدّثنا عليّ بن حفص ، حدّثنا شعبة ، عن عبد الله ابن أبي السفر وإسماعيل بن أبي خالد. وعن الشعبي ، عن عبد الله بن عمرو. قال : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» (١).

وأخبرنا أبو عمر بن مهدي ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا محمّد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي ، حدّثنا عليّ بن حفص المدائنيّ ـ وكان أحمد يحبه حبّا شديدا.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن عليّ التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة ـ يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ـ حدّثنا أبو بكر المروذي. قال قال أحمد بن حنبل : عليّ بن حفص أحب إلي من شبابة.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سئل أبو داود عن عليّ بن حفص فقال : ثقة. قال لي الحسن بن عليّ قال لي أحمد بن حنبل : اكتب عن عليّ بن حفص حديث حريز. قال فوجدت يزيد أروي منه.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول قلت ـ يعني ليحيى بن معين ـ فعلى بن حفص حدّثنا عنه خلف المخرمي؟ فقال : المدائنيّ ، ليس به بأس.

حدّثنا الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ـ بمصر ـ أخبرنا عبد الكريم ابن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، أخبرني أبي قال : أبو الحسن عليّ بن حفص المدائنيّ ليس به بأس.

٦٢٩٣ ـ عليّ بن حديد بن حكيم ، المدائنيّ :

حدث عن أبيه. روى عنه الحسين بن أيّوب الخثعمي الكوفيّ.

__________________

(١) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٤١٣

٦٢٩٤ ـ عليّ بن حفص ، أبو الحسن الشوكي :

حدث عن سليم بن منصور بن عمار. روى عنه أبو بكر بن الأنباريّ وذكر أنه سمع منه في مجلس الكديمي.

٦٢٩٥ ـ عليّ بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مخادش ، أبو الحسن السعدي :

سمع إسماعيل بن جعفر ، وفرج بن فضالة ، وشريك بن عبد الله ، وعلي بن مسهر ، وعتاب بن بشير ، ويحيى بن حمزة ، وسفيان بن عيينة. روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ ، ومسلم بن الحجّاج في صحيحيهما ، وعامة الخراسانيين. وكان عليّ يسكن قديما بغداد ثم انتقل إلى مرو ، فنزلها ونسب إليها ، وانتشر حديثه بها وكان صادقا متقنا حافظا.

أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ عن محمّد بن عبد الله الحافظ النّيسابوريّ قال : قرأت بخط أبي عمرو المستملي سمعت عليّ بن حجر السعدي ـ بنيسابور ـ يقول : ولدت سنة أربع وخمسين ومائة.

حدّثنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن المروزيّ أنه سمع أبا الحسن عليّ بن الحسن القاضي يقول : سمعت جدي أبا بكر محمّد بن حمدويه بن سنجان يقول سمعت عليّ بن حجر يقول : انصرفت من العراق وأنا ابن ثلاث وثلاثين سنة ، فقلت لو بقيت ثلاثا وثلاثين سنة أخرى فأروي بعض ما جمعته من العلم ، وقد عشت بعد ثلاثا وثلاثين ، وثلاثا وثلاثين أخرى ، وإنما أتمنى بعد ما كنت أتمناه وقت انصرافي من العراق.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأصبهانيّ ـ بنيسابور ـ قال : سمعت أبا النضر محمّد بن أحمد بن العبّاس يقول : سمعت القاسم بن أبي صالح يقول : سمعت أبا

__________________

٦٢٩٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٠٣٦ (٢٠ / ٣٥٥). وتاريخ البخاري الكبير : ٦ / الترجمة ٢٣٨١ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ٣٧٩ ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ١٠٠٣ ، وثقات ابن حبان : ٧ / ٢١٤ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٢٤ ، والجمع لابن القيسراني : والمعجم المشتمل ، الترجمة ٦١٧ ، والمنتظم لابن الجوزي : ١١ / ٣٢٥ ، والكامل في التاريخ : ٧ / ٨٦ ، وسير أعلام النبلاء : ١١ / ٥٠٧ ، وتذكرة الحفاظ : ١ / ٤٥٠ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٣٩٤٥ ، والعبر : ٤٤٣ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٥٥ ، ونهاية السئول ، الورقة ، ٢٤٩ ، وتهذيب التهذيب : ٧ / ٢٩٣ ـ ٢٩٤ ، والتقريب : ٢ / ٣٣ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٤٩٥٥ ، وشذرات الذهب : ٢ / ١٠٥.

٤١٤

حاتم الرّازي يقول : سمعت إبراهيم بن أورمة الأصبهانيّ الحافظ يقول : كتب عليّ بن حجر السعدي إلى بعض إخوانه :

أحن إلى عتابك غير أني

أجلك عن عتاب في كتاب

ونحن إذا التقينا قبل موت

شفيت عليل صدري من عتاب

وإن سبقت بنا ذات المنايا

فكم من عاتب تحت التراب

أخبرنا عليّ بن محمود الزوزني ، أخبرنا محمّد بن الحسين السلمي النّيسابوريّ فيما أذن أن نرويه عنه ـ قال : سمعت محمّد بن العبّاس العصمي قال : سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن الحارث قال : سمعت الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن يقول : التقى عليّ بن حجر وعلي بن خشرم ، فقال عليّ بن حجر لعلي بن خشرم :

وصفت فأحببناك من غير خبرة

فلما اختبرنا جزت ما كانت توصف

ووافيت مشتاقا على بعد شقة

يسايرني في كل ركب له ذكر

وأستكبر الأخبار قبل لقائه

فلما التقينا صغّر الخبر الخبر

أخبرنا الصوري ، أخبرنا عبيد الله بن القاسم القاضي الهمذانيّ ـ بأطرابلس ـ حدّثنا عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي ـ بمصر ـ أخبرنا أبو عبد الرّحمن النّسائيّ قال : عليّ بن حجر ثقة مأمون حافظ.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أنبأنا محمّد بن نعيم الضّبّي قال : حدّثنا أبو أحمد عليّ بن محمّد المروزيّ ، حدّثنا محمّد بن موسى الباشاني قال : عليّ بن حجر السعدي من بني عبد شمس بن سعد كان ينزل بغداد ثم تحول إلى مرو ، وذكر أنه ولد سنة أربع وخمسين ومائة ، ومات عشية يوم الأربعاء للنصف من جمادى الأولى سنة أربع وأربعين ومائتين.

٦٢٩٦ ـ عليّ بن حرب بن محمّد بن عليّ بن حبان بن مازن بن الغضوبة ، أبو الحسن الطائي الموصلي :

ذكر أن مازن بن الغضوبة وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأما عليّ فإنه كان أحد من رحل في

__________________

٦٢٩٦ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٠٣٧ (٢٠ / ٣٦١). والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ١٠٠٦ ، وثقات ابن حبان : ٨ / ٤٧١ ، والكندي : ٥٣٦ ، والسابق واللاحق : ٤١٩ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٦١٨ ، وأنساب القرشيين : لا ٣٥٦ ، والكامل في التاريخ : ٧ / ٢٦٧ ، ٣١١ ، ٣٢١ ، ٣٢٨ ، وسير أعلام النبلاء : ١٢ / ٢٥١ ، وتذكرة الحفاظ : ١ / ٥٦٥ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ـ

٤١٥

طلب الحديث إلى الحجاز ، وبغداد ، والكوفة ، والبصرة ، ورأى المعافى بن عمران ، إلا أنه لم يسمع منه. وسمع عمر بن أيّوب الموصلي ، وزيد بن أبي الزرقاء ، وقاسم بن يزيد الجرمي ، وأبا مسعود الزجاج وسفيان بن عيينة ، وأبا ضمرة أنس بن عياض ، وعبد الله بن وهب ، وعبد الله بن إدريس ، ومحمّد بن فضيل ، وحفص بن غياث ، ووكيعا ، وأبا معاوية ، وعبد الله بن نمير ، وعبد الله بن داود الخريبي ، وأبا عامر العقدي ، وأبا عاصم الشّيبانيّ ، وشبابة بن سوار ، ويزيد بن هارون ، وروح بن عبادة ، ووهب بن جرير ، وأحمد بن حنبل. وقدم بغداد بأخرة وحدث بها ، فروى عنه من أهلها عبد الله بن محمّد البغوي ، ويحيى بن صاعد ، وإسماعيل بن العبّاس الورّاق ، والقاضي المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد ، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ، ومحمّد بن جعفر المطيري ، في آخرين.

وقال ابن أبي حاتم الرّازي : كتبت عنه مع أبي وسئل أبي عنه فقال : صدوق.

حدّثنا أبو عمر بن مهدي ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ، حدّثنا عليّ بن حرب ، حدّثنا زيد بن أبي الزرقاء ، عن ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن أبي عبد الرّحمن الحبلي عن أبي أيّوب قال : أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقصعة فيها بصل فقال : «كلوا» وأبى أن يأكل ، وقال : «إني لست مثلكم [إني أناجي من لا تناجون] (١)».

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني ، حدّثنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ عن أبيه.

ثم أخبرني الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال : ناولني عبد الكريم ـ وكتب لي بخطه ـ قال : سمعت أبي يقول عليّ بن حرب موصلي صالح.

أخبرني الأزهري قال : سئل أبو الحسن الدارقطني عن عليّ بن حرب فقال : ثقة. كتب إليّ أبو الفرج محمّد بن إدريس بن محمّد الموصلي يذكر أن أبا المنصور المظفّر ابن محمّد الطوسي حدثهم قال : حدّثنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس الأزديّ.

__________________

ـ ٣٩٤٦ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٥٥ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٤٧ ، (أوقاف ٥٨٨٢) ، وشرح علل الترمذي لابن رجب : ٨٣ ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٥٠ ، وتهذيب التهذيب : ٧ / ٢٩٤ ـ ٢٩٦ ، والتقريب : ٢ / ٣٣ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٤٩٥٦ ، وشذرات لا الذهب : ٢ / ١٥٠. والمنتظم ١٢ / ٢٠٠.

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٤١٦

قال : عليّ بن حرب رحل مع أبيه فسمع ، وصنف حديثه وأخرج المسند ، وكان عالما بأخبار العرب وأنسابها وأيامها أديبا شاعرا. ووفد على المعتز بسر من رأى في سنة أربع وخمسين ومائتين ، فكتب المعتز عنه بخطه ، ودقق الكتاب. فقال عليّ : أخذت يا أمير المؤمنين في شؤم أصحاب الحديث ، فضحك المعتز ـ أو نحو هذا ـ أخبرني بهذا غير واحد من شيوخنا ، وأحضره المعتز للطعام فأكل بحضرته ، وأوغر له ضياع حرب كلها ، فلم يزل ذلك جاريا له إلى أيام المعتضد.

وولد بأذربيجان في شعبان من سنة خمس وسبعين ومائة على ما أخبرني بعض ولده ، وتوفي في شوال من سنة خمس وستين ومائتين وصلى عليه أخوه معاوية بن حرب.

قلت : وكان له أخوان يسمى أحدهما أحمد ، والآخر معاوية ، وحدثا جميعا.

أخبرنا أحمد بن عليّ البادا وأبو بكر البرقاني قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله الأبهري ، أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمّد الحراني قال : عليّ بن حرب الموصلي الطائي مات بالموصل سنة خمس وستين ومائتين.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : ومات بسر من رأى أبو الحسن عليّ بن حرب الطائي ثم الموصلي في شوال سنة خمس وستين وقد جاز التسعين.

أخبرنا الحسن بن غالب المقرئ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن زاذان ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن عليّ بن حرب قال : مات جدي سنة خمس وستين ومائتين وله اثنتان وتسعون سنة.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع : أن عليّ بن حرب الطائي مات في سنة ست وستين ومائتين.

قلت : والصحيح أنه مات سنة خمس وستين ومائتين.

٦٢٩٧ ـ عليّ بن حمّاد بن السكن ، أبو [....] (١) البزّاز :

حدث عن محمّد بن عمر الواقدي وأبي النضر هاشم بن القاسم. روى عنه عبد الصّمد بن عليّ الطّستي ، وأحمد بن كامل القاضي ، وأبو بكر الشّافعيّ.

__________________

(١) ٦٢٩٧ ـ بياض مكان الكنية ، وذكره في الميزان واللسان بدون كنية.

٤١٧

وقال الدارقطني : هو متروك.

أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن عليّ بن المنذر القاضي ، حدّثنا عبد الصّمد ابن عليّ بن محمّد بن مكرم ، حدّثنا عليّ بن حمّاد بن السكن ، حدّثنا الواقدي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن الغسيل عن عتبة بن حميد عن عبادة بن نسي عن عبد الرّحمن ابن غنم عن معاذ بن جبل قال : أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن نختار السليم من الضحايا وأن نلبس أجود ما نقدر عليه يوم العيد ، وأن نجهر بالتكبير ، وأن نخرج وعلينا السكينة ، وأن نشترك في البقرة سبعة ، وفي البدنة عشرة ، وأن نطعم الجار المتعفف والسائل من كان.

٦٢٩٨ ـ عليّ بن حمّاد بن هشام بن مردانشاه ، أبو الحسن العسكري الخشاب:

حدث عن عبد الأعلى بن حمّاد ، وعلي بن المديني ، وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة ، وأبي عمر الدّوريّ ، وأحمد بن محمّد بن عمر اليمامي ، وأبي موسى محمّد بن المثنّى ، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، وخلف بن محمّد كردوس الواسطيّ. روى عنه محمّد بن غريب البزّاز ، ومخلد بن جعفر الدّقّاق ، وأحمد بن جعفر بن محمّد الخلال ، ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشي أحاديث مستقيمة.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمّد الخلال المقرئ ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن حمّاد بن هشام العسكري الخشاب ـ إملاء في الرصافة سنة ثلاثمائة ـ حدّثنا عليّ بن عبد الله المديني ، حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، أخبرني أبي عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لن يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» (١).

أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يحيى العطشي قال : توفي عليّ بن حمّاد بن هشام يوم الخميس سلخ شوال سنة ثلاثمائة.

٦٢٩٩ ـ عليّ بن حيون بن محمّد البختري ، أبو القاسم الشوكي :

حدث عن الحسن بن الصباح البزّاز. روى عنه عبد الصّمد بن عليّ الطّستي.

__________________

(١) ٦٢٩٨ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٤٧. وصحيح مسلم ، كتاب الصيام باب ٩. وفتح الباري ٤ / ١٩٨ ، ١٩٩.

٤١٨

٦٣٠٠ ـ عليّ بن حسنويه ، أبو الحسن القطّان :

[حدث] (١) عن محمّد بن زياد الزيادي ، وعبد الله بن محمّد الزّهريّ ، وحوثرة ابن محمّد المنقري ، وإسحاق بن إبراهيم الشهيدي ، ومحمّد بن معمر البحراني ، ويحيى بن حكيم المقوم ، وعلي بن عمرو الأنصاريّ ، وأبي حذافة السهمي ، ومحمّد ابن حسّان الأزرق ، والحسن بن عرفة ، وحميد بن الربيع ، ومحمّد بن الوليد البسري ، ومحمّد بن عبد الملك زنجويه ، وعبد الله بن أيّوب المخرمي ، وسعدان بن نصر. روى عنه أبو الحسن الزينبي ، وعلي بن محمّد الرّزّاز. وكان ثقة.

أخبرنا عليّ بن أبي عليّ المعدّل ، حدّثنا عليّ بن محمّد بن سعيد الرّزّاز ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن حسنويه القطّان ـ إملاء في سنة سبع وتسعين ـ حدّثنا محمّد بن معمر البحراني ، حدّثنا أبو عامر ، حدّثنا محمّد بن طلحة عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ، ولا تشربوا في آنية الفضة ولا الذهب ، هي لهم في الدنيا ولكم في الآخرة» (٢).

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن عليّ بن حسنويه القطّان مات في سنة ثلاثمائة.

٦٣٠١ ـ عليّ بن حميد بن أحمد بن عبد الله بن أبي مخلد ، أبو الحسين الواسطيّ :

قدم بغداد وحدث عن بشر بن موسى ، ومحمّد بن أحمد بن النضر ، وأسلم بن سهل المعروف ببحشل. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وذكر أنه سمع منه في سنة خمسين وثلاثمائة في دار كعب.

أخبرني محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن حميد بن أحمد بن أبي مخلد الواسطيّ ، حدّثنا أسلم بن سهل الواسطيّ أبو الحسن بحشل ، حدّثنا محمّد ابن صالح بن مهران ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عمارة القداحي ثم الظفري قال : سمعت هذا من مالك بن أنس سماعا فحدثنا به مترسلا عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال : بعثتني أم سليم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بطير مشوي ، ومعه أربعة أرغفة من شعير ، وساق الحديث.

__________________

(١) ٦٣٠٠ ـ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

) ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٧ / ٩٩ ، ١٤٦. وصحيح مسلم ، كتاب اللباس باب ٢.

٤١٩

٦٣٠٢ ـ عليّ بن حسّان بن القاسم بن الفضل بن حسّان بن سليمان بن الحسن بن سعد بن قيس بن الحارث ، أبو الحسن الجدلي :

من أهل قرية دمما وهي دون الأنبار على الفرات. قدم بغداد وحدث بها عن محمّد بن عبد الله الكوفيّ مطين. حدّثنا عنه تمّام بن محمّد الخطيب ، وأبو خازم محمّد بن الحسين بن الفراء ، والقاضيان الصيمري ، والتنوخي.

وسألت عنه أبا خازم [بن] (١) الفراء فقال : تكلموا فيه. حدثني التنوخي قال : قدم علينا عليّ بن حسّان بن القاسم الدممي بغداد في ذي الحجة من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ، وذكر لي أنه ولد قبل سنة خمس وثمانين ومائتين ، وبعد سنة اثنتين ـ إما ثلاث ، أو أربع ـ وثمانين ، ومات في أول المحرم من سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.

وقال لي التنوخي مرة أخرى : مات في ذي الحجة من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.

* * *

حرف الخاء من آباء العليين

٦٣٠٣ ـ عليّ بن خلف ، البغداديّ :

روى عن يحيى بن يعلى الأسلمي. روى عنه داود بن عبد الله بن أبي الكرام الجعفري. قال ذلك عبد الرّحمن بن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل.

٦٣٠٤ ـ عليّ بن خلف بن عليّ ، أبو الحسن البغداديّ :

حدث بمصر عن محمّد بن عبيد بن حساب ، ومحمّد بن سليمان لوين. روى عنه أبو عليّ المطرّز المصري وغيره.

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا أبو عليّ الحسن بن داود بن سليمان بن خلف المصري المطرّز ـ ببغداد في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ـ أخبرنا أبو الحسن عليّ بن خلف بن عليّ البغداديّ ـ بمصر ـ حدّثنا محمّد بن عبيد بن حساب قال : حدّثنا حمّاد بن زيد عن مجالد عن الشعبي عن الحارث عن عليّ قال : لعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم آكل الربا ، وموكله ، وشاهديه، وكاتبه ، والواشمة ، والموشومة.

__________________

٦٣٠٢ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٥٨٠٤.

(١) في الأصل : «أبا خازم الفراء».

٦٣٠٤ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٥٨٣٦.

٤٢٠