تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١١

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١١

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٣

ذكر من اسمه عمر

٥٨٩٣ ـ عمر بن محمّد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، العدوي :

وهو أخو واقد ، وعاصم ، وزيد ، وأبي بكر ، بني محمّد بن زيد. من أهل مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، نزل عسقلان وحدث عن أبيه محمّد ، وجده زيد ، وعن سالم بن عبد الله بن عمر ، ونافع مولى ابن عمر ، وزيد بن أسلم. روى عنه مالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، وشعبة ، ويزيد بن زريع ، وعبد الله بن المبارك ، وإسماعيل بن عياش ، وعبد الله ابن وهب ، والوليد بن مسلم ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ، والوليد بن مزيد ، وسفيان بن عيينة ، وعمر بن عبد الواحد ، وأبو بدر شجاع بن الوليد ، وأبو عاصم الشّيبانيّ. وذكر أبو عاصم أنه قدم بغداد.

كذلك أخبرنا الحسين بن عليّ الصيمري ، حدّثنا الحسين بن هارون الضّبّي ، أخبرنا محمّد بن عمر بن سلم قال : حدثني عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الانماطي ، حدّثنا يحيى بن حكيم ، حدّثنا أبو عاصم قال : كان عمر بن محمّد بن زيد بن عبد الله بن عمر من أفضل أهل زمانه ، قدم إلى بغداد وكان أكثر مقامه بالشام ، فانجفل الناس إليه ، وقالوا : ابن عمر بن الخطّاب ، ثم قدم الكوفة فأخذوا عنه ، وكان له قدر وجلالة.

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا عليّ بن محمّد بن عمر ، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عليّ بن نصر قال : سمعت ابن داود ـ يعني عبد الله بن داود الخريبي ـ يقول : قال سفيان الثوري : لم يكن في آل عمر أفضل من عمر بن محمّد بن زيد العسقلاني.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج الثّقفيّ ، حدّثنا محمّد بن الصباح ، حدّثنا سفيان ـ وقيل له من حدثك ـ فقال : حدثني الصدوق البر عمر بن محمّد بن زيد بن عبد الله ابن عمر عن أبيه.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : عمر بن محمّد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب شيخ ثقة ليس به بأس. روى عنه سفيان الثوري ، وإسماعيل بن علية.

١٨١

أخبرنا عبد الغفّار بن محمّد بن جعفر المؤدّب ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عبد الله بن سليمان ومكرم بن أحمد قالا : حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : عمر بن محمّد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب شيخ ثقة ليس به بأس ، يروي عن الزّهريّ.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي قال : حدّثنا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عمر بن محمّد بن زيد كان صالح الحديث ، وكان ينزل عسقلان ، وكان ولده بها ، ومات بعسقلان مرابطا.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : وعمر بن محمّد مدني ثقة.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود عن عمر بن محمّد بن زيد فقال : ثقة ، حدث عن شعبة ، ومالك وسفيان ، وكان يكون بعسقلان.

٥٨٩٤ ـ عمر بن ميمون بن الرماح ، أبو عليّ :

قاضي بلخ. يقال إنه تولى القضاء بها أكثر من عشرين سنة ، وكان محمودا في ولايته ، مذكورا بالحلم والعلم ، والصلاح والفهم ، وعمي في آخر عمره. وحدث عن سهيل بن أبي صالح ، والضحاك بن مزاحم ، وكثير بن زياد العتكي ، وخالد بن ميمون ، وغيرهم. روى عنه جماعة من أهل خراسان. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من العراقيين يحيى بن آدم وأبو يحيى الحماني ، وشبابة بن سوار ، وزيد بن الحباب ، ويحيى بن أبي بكير ، ويونس بن محمّد المؤدّب ، والحسن بن موسى الأشيب ، وسريج ابن النّعمان ، وداود بن عمرو الضّبّي ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن غزوان الخزاعيّ.

__________________

٥٧٩٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٣١٠ (٢١ / ٥١٠). وتاريخ الدوري : ٢ / ٤٢٩ ، وتاريخ واسط : ١١١ ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ٧٥٠ ، وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٧٠٢ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٤١٧٧ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٩٢ ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٦٨ ، وتهذيب التهذيب : ٧ / ٤٩٨ ـ ٤٩٩ ، والتقريب : ٢ / ٦٣ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٢٣٥. والمنتظم لابن الجوزي ٨ / ٣٣٩.

١٨٢

أخبرنا محمّد بن الحسين بن محمّد المتوثي ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا محمّد بن الفرج الأزرق ، حدّثنا الحسين بن موسى الأشيب ، حدثني عمر بن الرماح ـ قاضي أهل بلخ ـ حدّثنا كثير بن زياد عن عمرو ابن عثمان بن يعلى عن أبيه عن جده : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم انتهى إلى مضيق هو وأصحابه ، وحضرت الصّلاة والسماء من فوقهم ، والبلة من أسفل منهم ، فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المؤذن فأذن وأقام ، ـ أو أقام ، قال الأشيب : الشك من غيري ـ فتقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على راحلته فصلى بهم ، يومئ إيماء ، يجعل السجود أخفض من الركوع.

وهكذا رواه عن ابن الرماح يحيى بن حسّان ، ويحيى بن أبي بكير الكرماني ، ويحيى ابن عبد الحميد الحماني ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن غزوان ، وأحمد بن أبي طيبة الجرجاني ، وغيرهم.

وخالف الجماعة يونس المؤدّب فرواه عن عمر بن الرماح عن أبيه عن عمرو بن يعلى عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فزاد في الإسناد ميمون والد عمر ، ونقص منه كثير بن زياد ويعلى جد عمرو بن عثمان بن يعلى.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ـ يعني المؤدّب ـ حدّثنا سريج بن النّعمان ، حدّثنا عمر بن ميمون بن الرماح عن خالد بن ميمون أن مقاتل بن حيان قال : كتب عامل عمر بن عبد العزيز على الموصل إلى عمر : أن رجلا أحرق كدسا له ، فطارت شرارة فأحرقت بيادر الناس وأكداسهم ، قال : فكتب إليه عمر ، أنه بلغني أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «العجماء جبار ، ألا وإن الجبار لا غرم فيه» (١).

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عمر بن الرماح ثقة.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سمعت أبا داود يقول : عمر بن الرماح ثقة.

قرأت في كتاب أحمد بن قاج الورّاق بخطه ـ حدّثنا عليّ بن الفضل بن طاهر البلخي قال : مات ابن الرماح ببلخ في شهر رمضان سنة إحدى وسبعين ومائة.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ١٦٠ ، ٣ / ١٤٥. وصحيح مسلم ، كتاب الحدود ٤٥ ، ٤٦. وفتح الباري ١٢ / ٢٥٤.

١٨٣

٥٨٩٥ ـ عمر بن مجاشع ، المدائنيّ :

حدث عن تميم بن الحارث ، وعبد العزيز بن صهيب. روى عنه شبابة بن سوار ، وغيره.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الملك بن الحسن المعدّل ، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن مرزوق ، حدّثنا عمرو بن محمّد ، حدّثنا الخضر بن محمّد الحراني ـ وأثنى عليه عمرو ـ قال : حدّثنا عمر بن مجاشع المدائنيّ عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لسعد : «ألا أدلك على أمر قليل المرزئة ، عظيم الأجر؟» قال : بلى! قال : «اسق الماء» (١).

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سألت يحيى بن معين عن عمر بن مجاشع فقال : شيخ مدائني لا بأس به.

قلت : حدّثنا إبراهيم بن ناصح عن شبابة عن عمر بن مجاشع عن تميم بن الحارث عن أبيه قال : كان عليّ يكره أن يتزوج الرجل ـ أو يسافر ـ في المحاق أو إذا نزل العرب ، فلم ينكر يحيى بن معين هذا الحديث. قلت ليحيى : ما المحاق؟ قال : إذا بقي من الشهر يوم ـ أو يومان ـ.

٥٨٩٦ ـ عمر بن الحسن ، المدائنيّ :

حدث عن الحسن البصريّ ، وعبد الله بن محمّد بن عقيل. روى عنه إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرّقيّ.

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المقرئ ـ بانتقاء محمّد بن أبي الفوارس ـ أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن يونس قال : حدّثنا إسماعيل بن زرارة. وأخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو بكر الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن غالب بن حرب قال : حدثني إسماعيل بن زرارة ، حدّثنا عمر بن الحسن المدائنيّ ، حدّثنا الحسن ابن أبي الحسن عن عبد الله بن مغفل قال : تزوج رجل من الأنصار امرأة في مرضه ، فقالوا : لا يجوز ، وهو من الثلث. فارتفعوا في ذلك إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «النكاح جائز ولا يجعل من الثلث» (١).

__________________

(١) ٥٨٩٥ ـ انظر الحديث في : كنز العمال ١٦٣٧٩ ، ١٧٠٥٩. الجامع الكبير ٣١٨٥.

١٨٤

٥٨٩٧ ـ عمر بن يزيد ، أبو حفص الأزديّ :

من أهل المدائن. تولى القضاء بها وحدث عن عطاء بن أبي رباح ، وأبي إسحاق السبيعي ، ومحارب بن دثار ، وأبي حصين عثمان بن عاصم. روى عنه يحيى بن أبي بكير ، وداود بن مهران ، والبهلول بن حسّان الأنباريّ ، ومحمّد بن معاوية بن مالج ، وغيرهم.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ، حدّثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ـ إملاء ـ أخبرني جدي ـ قراءة عليه ـ عن أبيه قال : حدّثنا أبو حفص عمر بن يزيد الأزديّ عن محارب بن دثار عن ابن عمر قال : طلقت امرأتي وهي حائض فذكرت ذلك إلى والدي عمر ، فذكر ذلك عمر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مره فليراجعها ، ولتعتد بتلك التطليقة» (١) تفرد برواية هذا الحديث عمر بن يزيد عن محارب بن دثار.

٥٨٩٨ ـ عمر بن أيّوب ، أبو حفص العبديّ الموصلي :

كان من ذوي الهيئات ، كثير الكتاب ، حسن العناية بطلب الحديث ، رحل فيه إلى الشام ، والعراق. وسمع المغيرة بن زياد ، والمعافى بن عمران ، وقتادة بن عائد المواصلة ، ومصاد بن عقبة ، وسفيان الثوري ، وأفلح بن حميد ، والحسن بن صالح ، وقيس بن الربيع ، وشريك بن عبد الله ، ومندل بن عليّ ، وأبا عوانة ، وجعفر بن برقان ، وإبراهيم ابن نافع ، وغيرهم. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وداود بن رشيد ، وإسحاق بن إبراهيم الهرويّ ، ومن الكوفيين يحيى ابن الحماني ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وعبد الله بن عمر بن أبّان الجعفي.

__________________

(١) ٥٨٩٧ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الطلاق ١١ ، ١٢.

٥٨٩٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٢٠٤ (٢١ / ٢٧٨) والمنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ١٥٩. وتاريخ الدوري : ٢ / ٤٢٥ ، وطبقات خليفة : ٣٢١ ، وعلل أحمد : ١ / ١٩١ ، ٢٧٤ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٦ / الترجمة ١٩٦٤ ، والكنى لمسلم ، الورقة ٢١ ، وسؤالات الآجرى : ٥ / الورقة ٣١ ، والمعرفة والتاريخ : ١ / ١٨٠ ، والكنى للدولابي : ١ / ١٥١ ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ٥١٣ ، وثقات ابن حبان : ٨ / ٤٣٩ ، وثقات ابن شاهين : الترجمة ٧٠١ ، والجمع لابن القيسراني : ١ / ٣٤٤ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٤٠٨٥ ، والعبر : ١ / ٣٠٠ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٨١ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٨٨ (أيا صوفيا : ٣٠٠٦) ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٦١ ، وتهذيب التهذيب : ٧ / ٤٢٨ ـ ٤٢٩ ، والتقريب : ٢ / ٥٢ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥١٢٦ ، وشذرات الذهب : ١ / ٣٢٠. والمنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ١٥٩.

١٨٥

أخبرنا محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن غيلان البزّاز قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله ابن إبراهيم الشّافعيّ ، حدثني عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدّثنا عمر بن أيّوب ـ قدم علينا من الموصل ـ حدّثنا أفلح عن أبي بكر محمّد : أن سليمان بن عبد الملك عام حج ، جمع رجالا من أهل العلم منهم عمر بن عبد العزيز ، والقاسم بن محمّد ، وابن شهاب ، وخارجة بن زيد ، وسالم وعبد الله ابنا عبد الله بن عمر ، فسألهم عن الطّيّب قبل الإفاضة؟ فكلهم أمره بالطّيّب. قال القاسم حدثتني عائشة أنها طيب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل أن يطوف بالبيت.

حدّثنا طلحة بن عليّ الكتاني ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد ابن جعفر بن المهلّب ، حدّثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال : قال أبي : عمر بن أيّوب ليس باللين ، قدم علينا من الموصل.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس ، حدّثنا سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد قال : عمر بن أيّوب الموصلي كان له هيئة ، وجعل يمدحه.

أخبرنا عبد الغفّار المؤدّب ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عبد الله بن سليمان ، ومكرم بن أحمد قالا : حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : عمر بن أيّوب الموصلي ثقة.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو الفضل محمّد بن عبد الله بن خميرويه ، أخبرنا الحسين ابن إدريس الأنصاريّ قال : قال ابن عمار : رأيت عمر بن أيّوب أخرج صوفا من قفته فدفعه إلى ابنه ، فذهب به فباعه ، فجاء بخبز فوضعه بين أيدينا ، فأبينا أن نأكل ، قال : وبات ليلته ولم يكن عنده شيء حتى أخرج الصوف ـ إما قال من فراش أو من قفة ـ حتى بيع واشترى خبزا ، قال : وما رأيته يذكر الدنيا بواحدة ، وكان من أشد الناس حياء ، ويضع الناس منه كأنه على الكبر.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : قلت ليحيى بن معين : كتبت عن عمر بن أيّوب شيئا؟ قال : نعم! وأثنى على عمر بن أيّوب خيرا.

١٨٦

أخبرني الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عمر بن أيّوب الموصلي ثقة قال : وقد حدّثنا يحيى بن معين عن عمر بن أيّوب هذا.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود عن عمر بن أيّوب الموصلي فقال : ثقة حدّثنا عنه أحمد.

حدثني الحسن بن محمّد الخلال عن أبي الحسن الدارقطني قال : عمر بن أيّوب الموصلي ثقة.

حدّثنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن عمار الموصلي.

قال : وأخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو الفضل بن خميرويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : قال ابن عمار : وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبار ، حدّثنا أيّوب بن محمّد الورّاق قالا : مات عمر بن أيّوب ـ زاد أيّوب الموصلي ثم اتفقا ـ سنة ثمان وثمانين ومائة. قال الحسين بن إدريس والأبار : بالرقة.

قلت : كان عمر بن أيّوب خرج إلى هارون الرّشيد وهو بالرقة يشكو قاضيا كان على الموصل ، فأدركه أجله هناك.

٥٨٩٩ ـ عمر بن هارون بن يزيد بن جابر بن سلمة ، أبو حفص الثّقفيّ البلخي :

قدم بغداد وحدث بها عن أيمن بن نابل ، وسلمة بن وردان ، ومعروف بن خربوذ ، وحريز بن عثمان ، وعبد ربّه بن أبي راشد ، وثور بن يزيد ، وصفوان بن عمر ،

__________________

٥٨٩٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٣١٧ (٢١ / ٥٢٠). وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٧٤. وتاريخ الدوري ٢ / ٤٣٥. وابن محرز ٣٦. وابن طهمان ، الترجمة ١٤١. وطبقات خليفة ٣٢٤. وعلل أحمد ١ / ٣٦٨. وترتيب علل الترمذي الكبير ، الورقة ٧٦. وأحوال الرجال للجوزجاني ، الترجمة ٣٩٣. وضعفاء النسائي ، الترجمة ٤٧٥. وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٤٥. والجرح والتعديل ٦ / الترجمة ٧٦٥. والمجروحين ٢ / ٩٠. والكامل لابن عدى ٢ / الورقة ١٩٧. وضعفاء الدارقطني ، الترجمة ٣٦٨. والمدخل إلى الصحيح ١٦٣. وضعفاء أبى نعيم ، الترجمة ١٥٢. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١١٦. وسير النبلاء ٩ / ٢٦٧. وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٤٠. والكاشف ٢ / الترجمة ٤١٨١. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣١١٨. والمغني ٢ / الترجمة ٤٥٦٨. ـ

١٨٧

والأوزاعي ، وابن جريج ، وسعيد بن أبي عروبة ، ومالك ، وشعبة ، والثوري. روى عنه عفّان بن مسلم ، وقتيبة بن سعيد ، وأحمد بن حنبل ، وسريج بن يونس ، ومحمّد بن حميد الرّازي ، ونصر بن عليّ الجهضمي ، وغيرهم.

أخبرنا محمّد بن عبيد الله الحنائي ، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد ـ إملاء ـ حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عمر بن هارون عن ثور بن يزيد عن عبد العزيز بن ظبيان قال : قال عيسى بن مريم عليه‌السلام : من تعلم ثم عمل يدعى عظيما في ملكوت السماء.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبار ، حدّثنا أبو غسان ـ يعني زنيجا ـ قال : قال عمر بن هارون : ألقيت من حديثي سبعين ألفا لأبي جزى عشرين ألفا ، ولعثمان البري كذا وكذا ألفا. فقلت له : يا أبا غسان ما كان حاله؟ قال : قال بهز : أرى يحيى بن سعيد حسده ، قال : أكثر عن ابن جريج ، من لزم رجلا اثنى عشرة سنة لا يريد أن يكثر عنه؟! قال أبو غسان : وبلغني أن أمه كانت تعينه على الكتاب.

قلت : ذكر مسلم عبد الرّحمن البلخي أن ابن جريج تزوج أم عمر بن هارون ، فمن هناك أكثر السماع منه.

أخبرنا أبو طالب محمّد بن عليّ بن إبراهيم البيضاوي ، أخبرنا سليمان بن محمّد ابن أحمد بن أبي أيّوب الشاهد ، حدّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدّثنا سعيد ابن زنجل قال : سمعت صاحبا لنا يقال له ثور بن الفضل قال : سمعت أبا عاصم ـ وذكر عمر بن هارون ـ فقال : كان عمر عندنا أحسن أخذا للحديث من ابن المبارك.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا الحسين بن عليّ التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحجّاج أبو بكر المروذي قال : ـ وسئل أبو عبد الله أحمد بن حنبل عن عمر بن هارون البلخي ـ فقال : ما أقدر أن أتعلق عليه بشيء ، كتبت عنه حديثا كثيرا. فقيل له قد كانت له قصة مع ابن مهدي؟

__________________

ـ والعبر ١ / ٣١٦. وتذهيب التهذيب ٣ / الورقة ٩٢. وميزان الاعتدال ٣ / الترجمة ٦٢٣٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٤٥. (أيا صوفيا ٣٠٠٦). ورجال ابن ماجة ، الورقة ١١. وغاية النهاية ١ / ٥٩٨. ونهاية السئول ، الورقة ٢٦٨. وتهذيب التهذيب ٧ / ٥٠١ ـ ٥٠٥. والتقريب ٢ / ٦٤. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٥٢٤٢.

١٨٨

قال : بلغني أن عبد الرّحمن كان يحمل عليه ، ولا أدري ما كانت قصته. فقال له أبو جعفر : إني سمعت من يحكي عن ابن مهدي أنه قدم عليهم عمر بن هارون البصرة وهو شاب ، فذاكره عبد الرّحمن فكتب عنه ثلاثة أحاديث : منها حديث عن يحيى ابن أبي عمرو الشّيبانيّ عن عمرو بن عبد الله الحضرمي عن عبد الله بن عمرو في شرب العصير ، ومنها عن عبد الملك عن عطاء في الحفار ينسى الفأس في القبر بعد ما يفرغ منه ، وحديث آخر. فلما كان بعد زمان قدم عليهم البصرة ، فأتى رجل عبد الرّحمن فقال : إنك كتبت عن هذا شيئا ، فأعطاه الرقعة فذهب إليه فسأله عن حديث يحيى بن أبي عمرو فقال : لم أسمع من يحيى بن أبي عمرو شيئا ، إنما كان هذا مني في الحداثة ، وسأله عن حديث عبد الملك فقال : لم أسمع من عبد الملك إنما حدثنيه فلان عن عبد الملك ، فأتى ابن مهدي فأخبره فنال منه. وتكلم فيه فقال أبو عبد الله : كان أكثر ما يحدثنا عن ابن جريج ، ويروى عن الأوزاعي. فقيل له : فتروي عنه؟ قال : قد كنت رويت عنه شيئا.

قرأت على الحسن بن أبي القاسم عن أبي سعيد أحمد بن محمّد بن رميح النسوي قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام يقول : سمعت أحمد بن سيار يقول : عمر بن هارون البلخي أبو حفص الثّقفيّ كان كثير السماع. روى عنه عفّان بن مسلم ، وقتيبة بن سعيد ، وغير واحد من أهل الحديث. ويقال إن مرجئة بلخ كانوا يقعون فيه. وكان أبو رجاء ـ يعني قتيبة ـ يطريه ويوثقه. وذكر عن وكيع أنه قال : عمر بن هارون مرّ بنا ، وبات عندنا ، وكان يزين بالحفظ. سمعت أبا رجاء يقول : كان عمر بن هارون شديدا على المرجئة ، وكان يذكر مساويهم وبلاياهم قال : وإنما كانت العداوة فيما بينه وبينهم من هذا السبب. قال : وكان من أعلم الناس بالقراءات ، وكان القراء يقرءون عليه ، ويختلفون إليه في حروف القرآن. وسمعت أبا رجاء يقول : سألت عبد الرّحمن بن مهدي فقلت إن عمر بن هارون قد أكثرنا عنه ، وبلغنا أنك تذكره؟ فقال : أعوذ بالله ما قلت فيه إلا خيرا قال : وسمعت أبا رجاء يقول : قلت لعبد الرحمن بلغنا أنك قلت إنه روى عن فلان ولم يسمع منه؟ فقال : يا سبحان الله ، ما قلت أنا ذا قط ، ولو روى ما كان عندنا بمتهم.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي ، حدّثنا ابن حبان قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده. قال أبو زكريا : عمر بن

١٨٩

هارون البلخي كذاب خبيث ، ليس حديثه بشيء ، قد كتبت عنه ، وبت على بابه بباب الكوفة ، وذهبنا معه إلى النهروان ، ثم تبين لنا أمره بعد ذلك فحرقت حديثه كله ، ما عندي عنه كلمة إلا أحاديث على ظهر دفتر ، خرقتها كلها. قلت لأبي زكريا : ما تبين لكم من أمره؟ قال : قال عبد الرّحمن بن مهدي ـ ولم أسمع منه ـ ولكن هذا مشهور عن عبد الرّحمن ـ قال : قدم علينا فحدثنا عن جعفر بن محمّد فنظرنا إلى مولده وإلى خروجه إلى مكة فإذا جعفر قد مات قبل خروجه.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمّد بن يوسف العلاف والحسين بن شجاع الصّوفيّ قالوا : أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال : سمعت جعفرا الطيالسي سئل عن عمر بن هارون فقال : سمعت يحيى بن معين يقول : يكذب.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ قال : سألت أبا داود عن عمر بن هارون فقال : سمعت يحيى يقول : هو غير ثقة.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا العبّاس بن محمّد قال : وحدثنا ابن صدقة ، حدّثنا ابن أبي خيثمة قالا : سمعنا يحيى ابن معين يقول: عمر بن هارون البلخي ليس بشيء.

أخبرنا عليّ بن محمّد المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن عبد الله المديني قال : سألت أبي عن عمر ابن هارون البلخي فضعفه جدّا.

حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن عليّ الكتاني ، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : عمر بن هارون لم يقنع الناس بحديثه.

أخبرنا البرقاني قال : قال محمّد بن العبّاس العصمي حدّثنا محمود بن إسحاق بن محمود الفقيه ، أخبرنا أبو عليّ صالح بن محمّد الأسديّ قال : عمر بن هارون كان كذّابا.

أخبرنا محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سمعت أبا عليّ صالح بن محمّد يقول : حديث ابن أبي مليكة عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «الشفعة في كل شيء» خطأ إنما أخطأ فيه أبو حمزة

١٩٠

ورواه أيضا عمر بن هارون عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعمر بن هارون بلخي وهو متروك الحديث ، والحديث باطل.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : عمر بن هارون البلخي متروك الحديث.

أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : عمر بن هارون البلخي قال ابن المبارك هو كذّاب.

أخبرني البرقاني ، حدثني محمّد بن أحمد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي ، حدّثنا زكريا الساجي قال : عمر بن هارون البلخي فيه ضعف.

أخبرنا محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد النّيسابوريّ قال : سمعت أبا عليّ الحافظ يقول : عمر بن هارون البلخي متروك الحديث.

قرأت في كتاب أحمد بن قاج الورّاق ـ بخطه ـ أخبرنا عليّ بن الفضل بن طاهر البلخي قال : مات عمر بن هارون البلخي ـ ببلخ ـ يوم الجمعة أول يوم من رمضان سنة أربع وتسعين ـ يعني ومائة ـ وهو ابن ست وستين سنة ، وكان يخضب.

هكذا أخبرني محمّد بن محمّد بن عبد العزيز عن مسلم بن عبد الرّحمن السلمي ، ورأيت في كتابه أنه توفي وهو ابن ثمانين سنة.

٥٩٠٠ ـ عمر بن عبد الرّحمن بن قيس ، أبو حفص الأبار الكوفيّ :

سمع يحيى بن سعيد الأنصاريّ ، ومنصور بن المعتمر ، ومحمّد بن جحادة ، وليث ابن أبي سليم ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وسليمان الأعمش. روى عنه يحيى بن معين ، وأبو الربيع الزهراني ، وسريج بن يونس ، والحسن بن عرفة ، وغيرهم. وكان قد انتقل عن الكوفة فسكن بغداد ، وحدث بها إلى حين وفاته.

__________________

٥٩٠٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٢٧٤ (٢١ / ٤٢٦). وطبقات ابن سعد : ٧ / ٣٢٩ ، وتاريخ الدوري : ٢ / ٤٣١ ، والدارمي : الترجمة ٤٨٣ ، ٥٦٨ ، وابن طهمان : الترجمة ١٩٠ ، وابن محرز : الترجمة ٤٨١ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٦ / الترجمة ٢٠٧٧ ، والمعرفة والتاريخ : ٣ / ٨٢ ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ٦١١ ، وثقات ابن حبان : ٧ / ١٨٩ ، وثقات ابن شاهين : الترجمة ٧٠٣ ، وسؤالات البرقاني : الترجمة ٣٤٦ ، وأنساب السمعاني : ١ / ١١٠ ، ومعجم البلدان : ٢ / ٤٨٦ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٤١٤٨ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٨٨ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١١٩ (أيا صوفيا ٣٠٠٦) ، ورجال ابن ماجة ، الورقة ١١ ، ونهاية ـ

١٩١

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، أخبرنا الحسن بن عرفة ، حدّثنا عمر بن عبد الرّحمن ـ أبو حفص الأبار ـ حدّثنا منصور بن المعتمر عن عبد الله بن مرة عن جابان عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يدخل الجنة أربعة ، مدمن خمر ، ولا عاق لوالديه ، ولا منّان ، ولا ولد زنية» (١).

أخبرني أحمد بن محمّد بن أحمد الزعفراني ، حدّثنا الحسن بن عمر الضراب ، حدّثنا حامد بن محمّد بن شعيب ، حدّثنا سريج بن يونس ، حدّثنا قريش بن إبراهيم عن حفص بن غياث قال : خرج علينا الأعمش ذات يوم فقال : ليليني منكم أولو الأحلام والنّهى ، ليقم شريك وعمر بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو سعيد الحسين بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب ـ بأصبهان ـ قال : قال لنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر بن سلم الحافظ : أبو حفص الأبار ، قال يحيى بن معين : كان له غلمان يعملون الإبر ويبيعونها ، فنسب إلى الإبر.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي ، حدّثنا عباس بن محمّد قال : سمعت ابن معين يقول : أبو حفص الأبار عمر ابن عبد الرّحمن ، قلت ليحيى لم سمى الأبار؟ قال : كان يعمل الإبر يضرب بمطرقته ، وكان كوفيا وعمي بعد. وقال عباس : سألت يحيى عن أبي حفص الأبار فقال : ثقة.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : وسألته ـ يعني يحيى ابن معين ـ عن أبي حفص الأبار : كيف حديثه؟ فقال : ثقة.

أخبرني الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى يقول : أبو حفص الأبار ثقة.

وقال أحمد : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا أبو حفص الأبار وكان ثقة.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس ، حدّثنا سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد بن حنبل قيل له : أبو حفص الأبار؟ قال : ما كان به بأس.

__________________

ـ السول ، الورقة ٢٦٦ ، وتهذيب التهذيب : ٧ / ٤٧٣ ـ ٤٧٤ ، والتقريب : ٢ / ٥٩ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥١٩٩.

(١) انظر الحديث في : الموضوعات ، لابن الجوزي ٣ / ١٠٩.

١٩٢

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : أبو حفص الأبار كان ثقة من أهل الكوفة ، فقدم بغداد فلم يزل بها حتى مات.

أخبرنا البرقاني قال : سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول : عمر بن عبد الرّحمن بن قيس الأبار أبو حفص كوفي ثقة.

٥٩٠١ ـ عمر بن حفص ، أبو حفص العبديّ البصريّ :

سكن بغداد وحدث بها عن ثابت البناني ، وأيوب السختياني ، ويزيد الرقاشي ، ومالك بن دينار ، ومطر الورّاق. روى عنه أحمد بن بشّار الصّيرفيّ ، والعلاء بن سالم العبديّ ، وغيرهما.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأهوازيّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا العلاء بن سالم ، حدّثنا أبو حفص العبديّ عن ثابت عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يد الرحمن تعالى على رأس المؤذن حتى يفرغ من أذانه ، وإنه ليغفر له مد صوته» (١).

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سألت أبي عن أبي حفص العبديّ فقال : تركنا حديثه وخرقناه.

أخبرنا البرقاني ، حدثني محمّد بن أحمد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي ، حدّثنا زكريا الساجي قال : عمر بن حفص أبو حفص العبديّ يحدث عن ثابت متروك الحديث ، يقال : كان قدم بغداد فحدثهم عن ثابت ، ومالك بن دينار ، ويزيد الرقاشي ، وكان يحيى بن معين يوما عند أبي سلمة التبوذكي ، فجعل يحدث عنه فأقبل عليه يحيى فقال : لعله الذي قدم علينا بغداد؟ فتبسم أبو سلمة فأخذ يحيى القلم فضرب على حديثه. وقال : صرت تدلس علينا يا أبا سلمة؟ فقال أبو سلمة : إنما كنا نعرفه عندنا بأحاديث ، فلما قدم عليكم بغداد رأى الزحام فحدث بما ليس من حديثه.

__________________

٥٩٠١ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٦٠٧٥.

(١) انظر الحديث في : تذكرة الموضوعات ٣٥. وميزان الاعتدال ٣ / ٦٠٧٥. ولسان الميزان ٤ / ٨٣٢. والكامل لابن عدى ٥ / ١٧٠٦. والترغيب والترهيب ١ / ١٧٦. وكنز العمال ٢٠٩٢٥.

١٩٣

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد ، حدّثنا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو حفص العبديّ ليس بشيء.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا ابن الجنيد قال : سمعت يحيى يقول : أبو حفص العبديّ لم يكن ثقة.

أخبرني عليّ بن محمّد المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد ابن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن عبد الله المديني قال : سألت أبي عن أبي حفص العبديّ فقال : ليس بثقة.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم ، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال : قلت ـ يعني لأبي زرعة الرّازي ـ أبو حفص العبديّ؟ فقال : واهي الحديث ، لا أعلم حدث عنه كبير أحد إلا من لا يدري الحديث.

أخبرنا أبو حازم العبدوي قال : سمعت محمّد بن عبد الله الجوزقي يقول : قرئ على مكي بن عبدان ـ وأنا أسمع ـ قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو حفص عمر بن حفص العبديّ ضعيف الحديث.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب ، حدّثنا أبي قال : عمر بن حفص أبو حفص العبديّ ليس بثقة.

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج ، حدّثنا الجوهريّ قال : مات أبو حفص العبديّ عمر بن حفص ببغداد سنة ثمان وتسعين ومائة.

أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن معروف ، أخبرنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : عمر بن حفص العبديّ كان ضعيفا عندهم في الحديث ، كتبوا عنه ثم تركوه ، ومات ببغداد في سنة ثمان وتسعين ومائة ، في أول خلافة المأمون.

أخبرنا ابن الفضل ، حدّثنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : عمر بن حفص أبو حفص العبديّ ليس بقوي ، ويقال : مات بعد المائتين.

١٩٤

٥٩٠٢ ـ عمر بن شبيب بن عمر ، المسلي :

من أهل الكوفة. قدم بغداد وحدث بها عن عبد الملك بن عمير ، وعثمان بن ثوبان ، وذكر أنه رأى أبا إسحاق السبيعي. روى عنه إسحاق بن موسى الأنصاريّ ، ويعقوب الدورقي ، وسعدان بن نصر ، والحسن بن إسحاق بن يزيد العطّار ، وغيرهم.

أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ ـ إملاء ـ حدّثنا يعقوب بن إبراهيم. وأخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفار ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا سعدان بن نصر قالا : حدّثنا عمر ابن شبيب المسلي ، حدّثنا عبد الملك ـ وقال سعدان عن عبد الملك بن عمير ـ عن قزعة عن أبي سعيد ـ زاد سعدان الخدري ثم اتفقا ـ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، إلى المسجد الحرام ، وإلى مسجدي ، وإلى بيت المقدس ـ وقال يعقوب : مسجد بيت المقدس ـ ولا صيام في يومين : يوم فطر ، ويوم أضحى ، ولا صلاة في ساعتين ، بعد صلاة الفجر ـ وقال سعدان : الغداة ـ إلى طلوع الشمس ، وبعد صلاة العصر إلى غروب الشمس ـ ولا تسافر المرأة ـ وقال سعدان امرأة ـ يومين إلا مع زوج أو ذي رحم ـ وقال سعدان ذي محرم ـ» (١).

أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد ، حدّثنا ابن حبان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ قال يحيى بن معين : عمر المسلي كوفي كتبنا عنه ببغداد ليس بشيء.

أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريا : رأيت عمر بن شبيب ، وروى مروان الفزاريّ عن شبيب ولم يكن عمر محمودا.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن الجنيد قال : سألت يحيى عن عمر بن شبيب المسلي فقال : قد سمعت منه ، ولم يكن بثقة ، روى مروان الفزاريّ عن أبيه شبيب المسلي. قلت ليحيى : وكان شبيب ثقة؟ قال : نعم.

__________________

٥٩٠٢ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٦١٣٦.

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٧٦ ، ٧٧ ، ٣ / ٢٥ ، ٢٦. وصحيح مسلم ، كتاب الحج باب ٩٥.

١٩٥

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الحسن بن أحمد قال : قرئ على العبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : عمر بن شبيب ليس بشيء.

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثنا سعيد بن عمرو قال : قلت ـ يعني لأبي زرعة ـ : عمر بن شبيب المسلي؟ قال : واهي الحديث.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : باب من يرغب عن الرواية عنهم ، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم. منهم عمر بن شبيب الكوفيّ وقال يعقوب في موضع آخر : عمر بن شبيب كوفي حديثه ليس بشيء.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : عمر بن شبيب المسلي ليس بالقوي.

٥٩٠٣ ـ عمر بن حبيب ، العدوي :

من بني عدي بن عبد مناة من أهل البصرة. حدث عن داود بن أبي هند ، وخالد الحذّاء ، وسليمان التّيميّ ، وهشام بن عروة ، وعمران بن حدير ، وعبد الملك بن جريج ، وشعبة. روى عنه محمّد بن عبيد الله بن المنادي ، وزكريا بن الحارث بن ميمون ، وعبد الرحمن بن محمّد الحارثي ، وأبو قلابة الرقاشي ، وأبو العبّاس الكديمي ، وغيرهم. وكان قدم بغداد وولى بها قضاء الشرقية ، وولى قضاء البصرة أيضا. وذكر ابن المنادي أنه سمع منه ببغداد.

أخبرنا عليّ بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : كان لمحمّد بن

__________________

٥٩٠٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٢١١ (٢١ / ٢٩٠). تاريخ الدوري : ٢ / ٤٢٦. وابن طهمان : الترجمة ١٢٥ ، ١٤٢ ، وتاريخ خليفة ٤٦٤ ، ٤٧٢ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٦ / الترجمة ١٩٨٧ ، وثقات العجلى ، الورقة ٤٠ ، وأبو زرعة الرازي : ٣٨٥ ، والمعرفة والتاريخ : ١ / ٤٣٥ و ٢ / ٢٤٥ ، والضعفاء والمتروكين للنسائى : الترجمة ٤٧١ ، والقضاة لوكيع : ٢ / ١٤٢ ، وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٤٠ ، والجرح والتعديل : ٦ / الترجمة ٥٥٣ ، والمجروحين لابن حبان : ٢ / ٨٩ ، وثقاته : ٧ / ١٧٣ ، والكامل لابن عدى : ٢ / الورقة ٢٠٠ ، وعلل الدارقطني : ٣ / ٢٦٢ ، وأنساب السمعاني : ٨ / ٤١٠ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١١٣ ، والكامل في التاريخ : ٦ / ٣٨٥ ، وسير أعلام النبلاء : ٩ / ٤٩٠ ، والعبر ١ / ٣٥٢ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٤٠٩١ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٤٤٤٠ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٦٠٦٧ ، وديوان الضعفاء : الترجمة ٣٠٢٣ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٨١ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٤٣ (أيا صوفيا ٣٠٠٧) ، ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٥ ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٦١ ، وتهذيب التهذيب : ٧ / ٤٣١ ـ ٤٣٣ ، والتقريب : ٢ / ٥٢ ، وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٥١٣٤ ، وشذرات الذهب : ٢ / ١٧. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٦٢.

١٩٦

عبد الله بن علاثة أخ يسمى زياد بن عبد الله يخلف أخاه على القضاء بعسكر المهديّ ، فاستعان بعمر بن حبيب العدوي ينظر في أمور الناس بالشرقية ، فولاه المهديّ الشرقية رئاسة ، وقيل ولاه من قبل أبي يوسف ، ثم ولاه الرّشيد قضاء البصرة ، فقال ليحيى بن خالد : إنكم تبعثونني إلى ملك جبار لا آمنه ـ يعني محمّد بن سليمان فبعث يحيى معه قائدا في مائة ، فكان إذا جلس للقضاء أقام الجند عن يمينه وعن يساره سماطين ، فلم يكن قاض أهيب منه ، وكان لا يكلم في طريق.

وقال طلحة : حدثني محمّد بن أحمد القاضي عن محمّد بن خلف عن محمّد بن سعد الكدّاني قال : حدثني إبراهيم بن عمر بن حبيب قال : كلم يونس بن حبيب أبي في حاجة فأبطأ عليه. فقعد له على الطريق فقال :

وتعزل ، يوم تعزل ، لا يساوي

صنيعك في صديقك نصف مد

فقضى أبي حاجته.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن حمدان العكبريّ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم النّحويّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يونس الكديمي ، حدّثنا يزيد ابن مرة الزارع قال : حدّثنا عمر بن حبيب قال : حضرت مجلس هارون الرّشيد ، فجرت مسألة فتنازعها الحضور ، وعلت أصواتهم فاحتج بعضهم بحديث يرويه أبو هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرفع بعضهم الحديث ، وزادت المدافعة والخصام ، حتى قال قائلون منهم : لا يحل هذا الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإن أبا هريرة متهم فيما يرويه ، وصرحوا بتكذبيه ، ورأيت الرّشيد قد نحا نحوهم ، ونصر قولهم ، فقلت أنا : الحديث صحيح عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبو هريرة صحيح النقل ، صدوق فيما يرويه عن نبي الله وغيره ، فنظر إلىّ الرّشيد نظر مغضب ، فقمت من المجلس ، فانصرفت إلى منزلي فلم ألبث حتى قيل صاحب البريد بالباب ، فدخل علىّ فقال لي : أجب أمير المؤمنين إجابة مقتول ، وتحنط وتكفن. فقلت : اللهم إنك تعلم أني دفعت عن صاحب نبيك ، وأجللت نبيك صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يطعن على أصحابه فسلمني منه ، فأدخلت على الرّشيد وهو جالس على كرسي من ذهب ، حاسر عن ذراعيه ، بيده السيف ، وبين يديه النطع ، فلما بصر بي قال لي : يا عمر بن حبيب ما تلقاني أحد من الرد والدفع لقولي بمثل ما تلقيتني به! فقلت : يا أمير المؤمنين إن الذي قلته وجادلت عليه فيه إزراء على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى ما جاء به ، إذا كان أصحابه كذابين فالشريعة باطلة ، والفرائض

١٩٧

والأحكام في الصيام ، والصلاة ، والطلاق ، والنكاح ، والحدود كله مردود ، غير مقبول. فرجع إلى نفسه ثم قال لي : أحييتني يا عمر بن حبيب أحياك الله ، أحييتني يا عمر بن حبيب أحياك الله ، وأمر لي بعشرة آلاف درهم.

حدثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصّوفيّ ، أخبرنا تمّام بن محمّد بن عبد الله الرّازي ، حدثني أبي ، أخبرني أبو الحسين عليّ بن محمّد بن أبي حسّان الزيادي ، حدّثنا أبو زيد الحارث بن أحمد العبديّ ، حدثني الحسين بن شداد قال : كان عمر بن حبيب على قضاء الرصافة لهارون الرّشيد ، فاستعدى إليه رجل على عبد الصّمد بن عليّ فأعداه عليه ، فأبى عبد الصّمد أن يحضر مجلس الحكم ، فختم عمر بن حبيب قمطره وقعد في بيته ، فرفع ذلك إلى هارون الرّشيد ، فأرسل إليه فقال : ما منعك أن تجلس للقضاء؟ فقال : أعدي على رجل فلم يحضر مجلسي ، قال : ومن هو؟ قال : عبد الصّمد بن عليّ ، فقال هارون : والله لا يأتي مجلسك إلا حافيا ، قال : وكان عبد الصّمد شيخا كبيرا ، قال : فبسطت له اللبود من باب قصره إلى مسجد الرصافة ، فجعل يمشي ويقول : أتعبني أمير المؤمنين أتعبني أمير المؤمنين ، فلما صار إلى مجلس عمر بن حبيب أراد أن يساويه في المجلس فصاح به عمر. وقال : اجلس مع خصمك ، قال : فتوجه الحكم على عبد الصّمد ، فحكم عليه وسجل به. فقال عبد الصّمد : لقد حكمت علىّ بحكم لا يجاوز أصل أذنك ، فقال عمر : أما إني قد طوقتك بطوق لا يفكه عنك الحدادون ، قم!

[قلت] : كذا ذكر في هذا الخبر أنه كان على قضاء الرصافة ، والمحفوظ أنه كان على قضاء الشرقية. والله أعلم.

أخبرني أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن موسى الشّيرازيّ الواعظ ، أخبرنا أحمد ابن محمّد بن عمران.

وأخبرنا التنوخي ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحيم المازني قالا : حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا أبو العبّاس الكديمي ، حدّثنا عمر بن حبيب العدوي القاضي قال : وفدت مع وفد من أهل البصرة حتى دخلنا على أمير المؤمنين المأمون ، فجلسنا وكنت أصغرهم سنا ، فطلب قاضيا يولى علينا بالبصرة ، فبينا نحن كذلك إذ جيء برجل مقيد بالحديد ، مغلولة يده إلى عنقه ، فحلت يده من عنقه ، ثم جيء بنطع فوضع في وسطه ومدت عنقه ، وقام السياف شاهر السيف ، واستأذن أمير المؤمنين في ضرب

١٩٨

عنقه فأذن له ، فرأيت أمرا فظيعا فقلت في نفسي والله لأتكلمن فلعله أن ينجو. فقلت : يا أمير المؤمنين اسمع مقالتي ، فقال لي قل : فقلت : إن أباك حدثني عن جدك عن ابن عباس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «إذا كان يوم القيامة ينادي منادي من بطنان العرش : ليقم من أعظم الله أجره ، فلا يقوم إلا من عفا عن ذنب أخيه» فاعف عنه عفا الله عنك يا أمير المؤمنين. فقال لي : آلله إن أبي حدثك عن جده عن ابن عباس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقلت : آلله ، إن أباك حدثني عن جدك عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : صدقت ، إن أبي حدثني عن جدي عن ابن عباس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بهذا ، يا غلام أطلق سبيله ، فأطلق سبيله ، وأمر أن أولى القضاء ثم قال لي : عمن كتبت؟ قلت : أقدم من كتبت عنه داود بن أبي هند ، فقال : تحدث؟ فقلت لا ، قال بلى فحدث فإن نفسي ما طلبت مني شيئا إلا وقد نالته ما خلا هذا الحديث ، فإني كنت أحب أن أقعد على كرسي ويقال لي : من حدثك؟ فأقول حدثني فلان قال : فقلت يا أمير المؤمنين ، فلم لا تحدث؟ قال : لا يصلح الملك والخلافة مع الحديث للناس.

أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد ، حدّثنا ابن حبان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ قال أبو زكريا : كان إسماعيل بن علية يثني على عمر بن حبيب القاضي ويقول : اكتبوا عنه ، ويتعجب ممن يكتب عن معاذ ويدع عمر ابن حبيب. قال أبو زكريا : ومعاذ بن معاذ خير من مائة مثل عمر بن حبيب ومعاذ ابن معاذ ثقة مأمون ، وعمر بن حبيب ليس حديثه بشيء ، ما يسوى فلسا.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الحافظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الحسن بن أحمد قال : قرئ على العبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عمر بن حبيب ضعيف.

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرّوميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد ابن جعفر الراشدي ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله ذكر عمر بن حبيب القاضي فقال : قدم علينا هاهنا ولم نكتب عنه ولا حرفا. وكأنه مستخف به جدّا.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : عمر بن حبيب القاضي ، قاضي بغداد ليس بشيء.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : عمر ابن حبيب البصريّ القاضي ضعيف لا يكتب حديثه.

١٩٩

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثنا سعيد بن عمرو قال : قلت لأبي زرعة : عمر بن حبيب القاضي؟ قال : ليس بالقوي.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : عمر بن حبيب القاضي ضعيف.

أخبرنا البرقاني ، حدثني محمّد بن أحمد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي ، حدّثنا زكريا الساجي قال : عمر بن حبيب العدوي يهم عن الثقات وكان قاضيا ، وكان من أصحاب عبيد الله بن الحسن عنه أخذ ، فأظنهم تركوه لموضع الرأي ، كان صدوقا ولم يكن من فرسان الحديث.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد الكندي ، حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى.

وأخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قالا : سنة سبع ومائتين فيها مات عمر بن حبيب.

أخبرنا عبد الله بن أبي بكر بن شاذان ، أخبرنا أبي ، حدّثنا عثمان بن محمّد بن أحمد السمرقندي ، حدّثنا أبو أمية الطرسوسي قال : ومات عمر بن حبيب سنة سبع ومائتين.

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : مات عمر بن حبيب العدوي قاضي الشرقية من بغداد ، في سنة سبع ومائتين ، وكانت وفاته بعد رجوعه إلى البصرة.

٥٩٠٤ ـ عمر بن سعيد بن سليمان ، أبو حفص القرشيّ الدّمشقيّ :

سكن بغداد وحدث بها عن سعيد بن بشير ، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي ، ومحمّد بن شعيب بن شابور. روى عنه أبو عمر الدّوريّ المقرئ ، والحسن بن يزيد الجصاص ، والحارث بن أبي أسامة ، ومحمّد بن الحسين بن البستنبان ، وموسى بن هارون الطوسي وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وأحمد بن عليّ الأبار.

أخبرنا محمّد بن عمر النرسي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا موسى

__________________

٥٩٠٤ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٦١٢٠.

٢٠٠