تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١١

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١١

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٣

وكان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرءون ويفتون. وكان شريح إذا أشكل عليه الشيء قال : إن هاهنا رجلا في بني سلمان فيه جرأة فيرسلهم إلى عبيدة ، وكان ابن سيرين من أروى الناس عنه ، وكل شيء روى محمّد بن سيرين ، عن عبيدة ، سوى رأيه ، فهو عن عليّ. ويروي عن ابن سيرين قال : ما رأيت رجلا كان أشد توقيا من عبيدة. وكل شيء روى إبراهيم النخعي ، عن عبيدة سوى رأيه فإنه عن عبد الله ، إلا حديثا واحدا.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدثني أبو عبد الله ، حدّثنا سفيان قال : كان عبيدة يوازي شريحا في العلم والفضل.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني ابن نمير ، حدّثنا ابن إدريس عن عمه عن الشعبي قال : كان شريح أعلمهم بالقضاء ، وكان عبيدة يوازي شريحا في القضاء.

وقال يعقوب : حدّثنا ابن نمير ، حدّثنا حفص عن أشعث عن محمّد بن سيرين قال : أدركت الكوفة وبها أربعة ممن يعد بالفقه ، فمن بدأ بالحارث ثنى بعبيدة ، ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث ، ثم علقمة الثالث ، وشريح الرابع ، قال : ثم يقول ابن سيرين : وإن أربعة أخسهم شريح لخيار.

قلت : الحارث هو ابن قيس.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا عيسى بن عليّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدثني عمي ، حدثني سليمان بن أحمد عن أبي مسهر قال : مات عبيدة بن قيس السّلمانيّ ـ وهو من مراد ـ سنة اثنتين وسبعين ، وأسلم قبل وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسنتين.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي ، حدّثنا الحسن بن القاسم ، حدّثنا عليّ بن داود عن سعيد بن عفير قال : وفي سنة اثنتين وسبعين مات عبيدة السّلمانيّ.

أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهانيّ ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيان ، أخبرنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازيّ.

وأخبرنا محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازيّ ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن إسحاق الدّقّاق ، حدّثنا عمر بن أحمد ، حدّثنا خليفة بن خياط قال : وعبيدة السّلمانيّ ابن عمرو يكنى أبا عمرو ، مات سنة اثنتين وسبعين ، ويقال : زمن المختار.

١٢١

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس ، أخبرنا جدي إسحاق بن محمّد النعالي ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، أخبرنا قعنب بن المحرر قال : ومات عبيدة السّلمانيّ سنة اثنتين وسبعين ـ أو ثلاث ـ.

٥٨١٥ ـ عبيدة بن حميد بن صهيب ، أبو عبد الرّحمن التّيميّ ، وقيل : الضّبّي ، والليثي ويعرف بالحذاء :

وحكى عن أحمد بن حنبل أنه قال : لم يكن حذاء إنما هو الطاعني ، والحذاء بن أبي رائطة. سمع منصور بن المعتمر ، وسليمان الأعمش ، وعبد العزيز بن رفيع ، وعمارا الدهني ، ويزيد بن أبي زياد ، وقابوس بن أبي ظبيان والأسود بن قيس ، وثوير ابن أبي فاختة. روى عنه أحمد بن حنبل ، وعمرو بن محمّد النّاقد ، وأبو ثور الفقيه ، والحسين بن أبي زيد الدباغ ، وأحمد بن محمّد بن سوادة ، والحسن بن محمّد الزعفراني ، ومحمّد بن سعيد بن غالب العطّار ، وغيرهم. وكان كوفيا فسكن بغداد إلى أن توفي بها.

أخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفار ، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش القطّان ، حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصباح وإبراهيم بن مجشر قالا : حدّثنا عبيدة بن حميد ، حدّثنا يزيد بن أبي زياد عن يحيى بن سام عن موسى بن طلحة عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كان صائما فليصم من الشهر [الأيام] (١) البيض ـ أو الغر ـ ثلاث عشرة ، وأربع عشرة ، وخمس عشرة» (٢).

__________________

٥٨١٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٧٥٢ (١٩ / ٢٥٧). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٢٩. وتاريخ الدّوريّ ٢ / ٣٨٧. والدارمي الترجمة ٥٤٢. وطبقات خليفة ٣٢٨. وعلل أحمد ١ / ٥٧ ، ١٨٨ ، ٢٢٦ ، ٣٦١ ، ٣٦١ ، ٣٨٤ ، ٤١٠. وتاريخ البخاريّ الكبير ٦ / الترجمة ١٧٨٨. وتاريخه الصغير ٢ / ٢٥٢. وسؤالات الآجري ٥ / الورقة ٤٤. والمعرفة والتاريخ ٢ / ١٧١. وتاريخ أبي زرعة الدّمشقيّ ٣١٢. والجرح والتعديل ٦ / الترجمة ٤٧٩. وثقات ابن حبان ٧ / ١٦. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٠٥٤ ـ ١٠٥٦. وعلل الدارقطني ١ / الورقة ١٣٦. وسننه ٢ / ١٦١. والسابق واللاحق ٢٧٥. والجمع لابن القيسراني ١ / ٣٣٧. وسير أعلام النبلاء ٨ / ٤٤٦. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٦٩٤. وميزان الاعتدال ٣ / الترجمة ٥٤٥٨. والعبر ١ / ٣٠٦. وتذكرة الحفاظ ٣١١. وتذهيب التهذيب ٣ / الورقة ٢٥. وتاريخ الإسلام ، الورقة (آيا صوفيا ٣٠٠٦). ونهاية السئول ، الورقة ٢٣٤. وتهذيب التهذيب ٧ / ٨١ ـ ٨٢. والتقريب ١ / ٥٤٧. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٦٧٣. وشذرات الذهب ١ / ٣٢٦. والمنتظم ٩ / ١٨٧.

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

١٢٢

أخبرنا الأزهري وعلي بن محمّد بن الحسن المالكيّ قالا : أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال: سمعت أبي يقول : عبيدة بن حميد أحاديثه صحاح وما رويت عنه شيئا ، وضعفه. قال لي المالكيّ في موضع آخر بهذا الإسناد عن عليّ قال : ما رأيت أصح حديثا من عبيدة الحذّاء ولا أصح رجالا.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : عبيدة بن حميد شيخ كتب الناس عنه ولم يكن من الحفاظ المتقنين. وذكره سعدويه يوما فقال : كان صاحب كتاب ، وكان مؤدبا لمحمّد ابن هارون أمير المؤمنين ، وكان حذاء.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد ابن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فعبيدة بن حميد؟ قال : ما به المسكين بأس ، ليس له بخت.

أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، أخبرنا محمّد بن المظفّر ، أخبرنا عليّ بن أحمد ابن سليمان المصري ، حدّثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يحيى بن معين قال : عبيدة بن حميد الضّبّي ثقة.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا جعفر ابن أبي عمر قال : قال يحيى بن معين : عبيدة بن حميد لم يكن به بأس ، وكان ينزل في درب المفضل ثم انتقل إلى قصر وضّاح فعابوه أن كان يقعد عند أصحاب الكتب.

أخبرنا ابن الفضل القطّان قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر قال : حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني المفضل بن زياد قال : سألت أبا عبد الله : كيف كان عبيدة؟ فقال : ما أحسن حديثه ، هو أحب إلى من زياد بن عبد الله البكائي.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : عبيدة بن حميد أصح حديثا عن منصور من البكائي ـ يعني زيادا ـ.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سئل أبي عن عبيدة بن حميد والبكائي؟ فقال : عبيدة أحب إلى وأصلح حديثا منه. قال أبي : كان البكائي يحدث بحديث

١٢٣

منصور عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن المسيب في دية اليهودي والنصراني ، وإنما هو عن ثابت الحذّاء وأخطأ فيه.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه ، أخبرني الحسن بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد قيل له : عبيدة بن حميد؟ قال : ليس به بأس.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق ، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : أحسن أبو عبد الله الثناء على عبيدة بن حميد جدّا ورفع أمره ، وقال : ما أدري ما الناس وله؟ ثم ذكر صحة حديثه ، فقال : كان قليل السقط ، وأما التصحيف فليس تجده عنده. قال أبو عبد الله : أول ما كتبت عنه في مسجد عفّان. ثم كتبت عنه سنة ثمانين ، وسنة إحدى وثمانين في مدينة الوضّاح.

أخبرنا البرقاني قال : قرئ على أبي عليّ بن الصواف ـ وأنا أسمع ـ حدثكم جعفر ابن محمّد الفريابي قال : قال محمّد بن عبد الله بن عمار الموصلي (٣) : وعبيدة بن حميد ثقة.

وأخبرنا البرقاني ، حدثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك الأدمي ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي ، حدّثنا زكريا الساجي قال : عبيدة بن حميد ليس بالقوي في الحديث ، وهو من أهل الصدق. وكان أحمد بن حنبل يقول : عبيدة بن حميد قليل السقط ، وأما التصحيف فليس عنده ، وأثنى عليه ورفع أمره جدّا.

وحكى عن محمّد بن عبد الله بن نمير قال : قرأت عليه القرآن منذ خمسين سنة ، وكتبت عنه صحيفة عن عمار الدهني منذ خمسين سنة ، وكان شريك يستعين به في المسائل.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : عبيدة بن حميد التّيميّ يكنى أبا عبد الرّحمن ، وكان ثقة صالح الحديث ، صاحب نحو ، وعربية ، وقراءة للقرآن ، وكان من أهل الكوفة فقدم بغداد أيام هارون أمير المؤمنين ، فصيره مع ابنه محمّد بن هارون ، فلم يزل معه حتى مات.

__________________

(٣) في المطبوعة : «محمد بن عبد الله بن نمير» والتصحيح من تهذيب الكمال.

١٢٤

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : مات أبو عبد الرّحمن عبيدة بن حميد بن صهيب التّيميّ سنة تسعين ومائة. وأخبرت أنه ولد سنة تسع ومائة.

أخبرني أبو الفرج الطناجيري ، أخبرنا محمّد بن يزيد بن عليّ بن مروان الكوفيّ ، أخبرنا محمّد بن عقبة الشّيبانيّ ، حدّثنا هارون بن حاتم التّيميّ قال : سألت عبيدة بن حميد ، فقلت : يا أبا عبد الرّحمن متى ولدت؟ قال : سنة سبع ومائة. ومات عبيدة بن حميد سنة تسعين ومائة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا محمّد بن سليمان بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : حدثني حسين بن أبي زيد قال : كتبنا عن عبيدة بن حميد الضّبّي ببغداد سنة تسعين ومائة ، ومات بعد ذلك.

٥٨١٦ ـ عبد المؤمن بن عبد الله بن خالد ، أبو الحسن العبسيّ الكوفيّ :

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا عليّ بن عبد العزيز البرذعي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا صالح بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدّثنا عبد المؤمن ابن عبد الله بن خالد ـ أبو الحسن العبسيّ الكوفيّ سنة اثنتين وثمانين ومائة ـ سمعت منه قبل موت هشيم. قال محمّد بن أبي حاتم : هذا شيخ روى عنه قتيبة بن سعيد.

قلت : وببغداد سمع أحمد بن حنبل منه ، وذلك أن أول سفرة سافرها كانت في سنة ثلاث وثمانين.

٥٨١٧ ـ عبد المؤمن بن عفّان ، أخو عبد الرّحمن الصّوفيّ :

حدث عن هارون بن محمّد الشّيبانيّ. روى عنه العبّاس بن أبي طالب.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم التّميميّ ـ بدمشق ـ أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج ، حدثني العبّاس بن أبي طالب ، حدّثنا عبد المؤمن بن عفّان ـ أخو أبي بكر بن عفّان ـ عن هارون بن محمّد الشّيبانيّ ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من خبب امرأة على زوجها فليس منا» (١).

__________________

٥٨١٧ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٥٢٧٦.

) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٤٨٨٣. وصحيح ابن حبان ١٣١٨. ومجمع الزوائد ٤ / ١٨٠. ومسند أحمد ٢ / ٣٩٧.

١٢٥

٥٨١٨ ـ عبد الخالق بن عبد الكريم بن يزيد ، أبو الحسن السرخسي :

قدم بغداد وحدث بها عن غياث بن حمزة الخراسانيّ. روى عنه ابن مالك القطيعي.

أخبرنا أبو أحمد الحسين بن عليّ بن محمّد بن نصر الأسدآباذي ـ بها ـ أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ـ ببغداد ـ حدّثنا أبو الحسن عبد الخالق بن عبد الكريم بن يزيد السرخسي ـ قدم علينا سنة تسع وتسعين ومائتين ـ حدّثنا غياث ابن حمزة حدّثنا إبراهيم بن سليمان الزيات ، حدّثنا عبد الحكم ، عن أنس. قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عليكم بركعتي الضحى ، فإن فيها الرغائب» (١).

٥٨١٩ ـ عبد الخالق بن الحسن بن محمّد بن نصر بن مرزوق بن يزيع بن عبد الرّحمن ، أبو محمّد السقطي المعروف بابن أبي روبا :

سمع محمّد بن سليمان الباغندي ، وإسحاق بن الحسن الحربي ، ومحمّد بن غالب التمتام ، وأبا شعيب الحراني ، وجعفر بن أحمد بن محمّد بن الصباح الجرجرائي ، وعمر بن الحسين بن نصر الحلبي ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأحمد بن الحسين ابن عبد الجبّار الصّوفيّ. حدّثنا عنه ابن رزقويه ، وأبو عبد الله بن البياض ، وعبد الله بن يحيى السّكّري ، وعلي بن أحمد الرّزّاز ، وغيلان بن محمّد السّمسار ، وطلحة بن عليّ الكتاني ، ومحمّد بن طلحة النعالي ، وأبو عليّ بن شاذان ، وكان ثقة ، وكان أحد شهود الحكام المعدلين.

سمعت البرقاني ذكر عبد الخالق بن الحسن وأثنى عليه ووثقه.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر. قال : توفى عبد الخالق بن الحسن المعروف بابن أبي روبا يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة ست وخمسين وثلاثمائة ، ودفن من يومه.

٥٨٢٠ ـ عبد خير بن يزيد ، أبو عمارة ـ وقيل : هو عبد خير بن محمّد ـ بن حولي بن عبد عمرو بن عبد يغوث بن الصائد ـ وهو كعب ـ بن شرحبيل بن شراحيل بن عمرو بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ :

أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا أنه لم يلقه ، سكن الكوفة وحدث بها عن عليّ بن أبي طالب ،

__________________

(١) ٥٨١٨ ـ انظر الحديث في : كنز العمال ٢١٤٩٦.

٥٨٢٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٧٣٤ (١٦ / ٤٦٩). والمنتظم ، لابن الجوزي ٧ / ١٦٠. وطبقات ابن ـ

١٢٦

وكان ممن شهد مع عليّ حرب الخوارج بالنهروان. روى عنه ابن المسيب ، وأبو إسحاق السبيعي ، وحبيب بن أبي ثابت ، وخالد بن علقمة ، وعطاء بن السائب ، وأبو حيّة الهمدانيّ ، وإسماعيل السندي ، وغيرهم.

أخبرنا عليّ بن أحمد الرّزّاز ، أخبرنا أبو عليّ بن الصواف ، حدّثنا بشر بن موسى ، حدّثنا عمرو بن عليّ. قال : عبد خير اسمه عبد الرّحمن بن يزيد همداني.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ. قال قال لي يحيى بن موسى : حدّثنا مسهر بن عبد الملك ، حدثني أبي قال : قلت لعبد خير : كم أتى عليك؟ قال : عشرون ومائة سنة ، كنت غلاما ببلادنا باليمن ، فجاءنا كتاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنودي في الناس ، فخرجوا إلى حيز واسع ، فكان أبي فيمن خرج ، فلما ارتفع النهار جاء أبي فقالت له أمي : ما حبسك وهذه القدر قد بلغت ، وهؤلاء عيالك يتضورون يريدون الغداء. فقال : يا أم فلان ، أسلمنا فأسلمي ، واستصبينا فاستصبي ، فقلت له : ما قوله استصبينا؟ قال : هو في كلام العرب أسلمنا ، وأمرني بهذه القدر فلتهراق للكلاب ـ وكانت ميتة ـ فهذا ما أذكر من أمر الجاهلية.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي العوّام ، حدّثنا موسى بن داود ، حدّثنا أبو الأحوص ، عن خالد بن علقمة عن عبد خير قال : لما فرغنا من أهل النهر قام عليّ فقال : يا أيها الناس إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ، وبعد أبي بكر عمر ، ثم أحدثنا أمورا يقضي الله فيها ما يشاء.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد يقول قلت ـ يعني ليحيى بن معين ـ فعبد خير؟ فقال : ثقة.

__________________

ـ سعد ٦ / ٢٢١. والتاريخ الكبير ٦ / الترجمة ١٩٣٩. والكنى لمسلم ، الورقة ٧٦. وثقات العجلي ، الورقة ٣٢. والجرح والتعديل ٦ / الترجمة ٢٠١. وثقات ابن حبان ٥ / ١٢٧ ، ١٣٠. والاستيعاب ٣ / ١٠٠٥. والأنساب ٥ / ٢٣٦. وأسد الغابة ٣ / ٢٧٧. والكاشف ٢ / الترجمة ٣١٦١. وتجريد أسماء الصحابة ١ / الترجمة ٣٦٢٩. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٩٩. ونهاية السئول ، الورقة ١٩٧. وتهذيب التهذيب ٦ / ١٢٤. والاصابة ٣ / الترجمة ٦٣٦٤. والتقريب ١ / ٤٧٠. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٥٦٢٧.

١٢٧

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : عبد خير كوفي تابعي ثقة.

٥٨٢١ ـ عبد القدّوس بن حبيب ، أبو سعيد الوحاظي الشّاميّ :

سكن بغداد وحدث بها عن عكرمة مولى ابن عباس ، وعطاء بن أبي رباح ، ومجاهد بن جبر ، ومكحول الشّاميّ. روى عنه سفيان الثوري ، وإبراهيم بن طهمان ، وعمرو بن الحارث ، وحيوة بن شريح المصريان ، والعلاء بن موسى الباهلي ، وجماعة آخرهم إسحاق بن أبي إسرائيل.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا محمّد بن زكريا البلخي ، حدّثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني قال : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : اشتريت بعيرين ، فقدمت على عبد القدّوس الشّاميّ قال : فقال حدّثنا مجاهد عن ابن عمر ، قلت إن أصحابنا يروون هذا الحديث عن عبد الله بن عباس ، فقال : ابن عباس لم يرو مجاهد عنه شيئا ، وكان مجاهد مولى ابن عمر فكان لا يروي إلا عن ابن عمر ، فقلت : إنا لله ، وفي سبيل الله على نفقتي وبعيري ، ورأيت عبد الله يتبسم.

وقال العقيلي : حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن سعدويه المروزيّ ، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن بشير المروزيّ ، حدّثنا سفيان بن عبد الملك قال : سمعت ابن المبارك يقول : لأن أقطع الطريق أحب إلى من أن أروي عن عبد القدّوس الشّاميّ.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد وأبو حامد أحمد بن محمّد بن أبي عمرو الاستوائي قالا : أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، حدّثنا الحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد ، حدّثنا العبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عبد القدّوس ـ يعني ابن حبيب ـ ضعيف. قال يحيى قال حجاج الأعور : رأيت عبد القدّوس في زمن أبي جعفر ، على باب مدينة أبي جعفر وهو مغلق ـ وكان لا يفتح حتى يصبح الناس جدّا ـ فجاء رجل إلى عبد القدّوس وهو واقف بباب المدينة فقال له : أصلحك الله ، الحديث الذي حدثت به أعده علىّ ـ أو نحو هذا من الكلام قاله يحيى ـ فقال : «لا تتحروا سببا فيه الرّوح عرضا» فقال له الرجل : أي شيء يعني بهذا؟ فقال له

__________________

٥٨٢١ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٥١٥٦.

١٢٨

عبد القدّوس : هو الرجل يخرج من داره شبيه القسطرون. قلت ليحيى ما يعني بهذا؟ قال : أهل الشام يسمون الروشن والكنيف مخرج إلى خارج القسطرون.

قلت : صحف فيه عبد القدّوس وفسر تصحيفه لأن الحديث «لا تتخذوا شيئا فيه الروح ـ بضم الراء ـ غرضا» (١) بالغين المعجمة.

أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : سألت يحيى بن معين.

وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى البابسيري ، أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي قال : قال أبي : سألت يحيى ابن معين عن عبد القدّوس يحدث عن عطاء ومكحول؟ فقال : شيخ شامي مطروح الحديث.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا أحمد بن نصر بن طالب ، حدّثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني ـ بحمص ـ حدّثنا يحيى بن صالح الوحاظي قال : سمعت إسماعيل بن عياش يقول : لا أشهد على أحد بالكذب إلا على عبد القدّوس بن حبيب ، وعمر بن موسى الوجيهي ، فأما عمر بن موسى فإني قلت له أي سنة سمعت من خالد بن معدان؟ قال : سنة عشر ، ومات خالد سنة أربع!! وأما عبد القدّوس فإني حدثته بحديث عن رجل فطرحني وطرح الذي حدثت عنه وحدث به عن الثالث.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس ، حدّثنا ابن عمار قال : كان سفيان يروي عن أبي سعيد الشّاميّ ، وإنما هو عبد القدّوس ، كناه ولم يسمه ، وهو ذاهب الحديث.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن عليّ قال : وعبد القدّوس الشّاميّ أجمع أهل العلم على ترك حديثه.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا عليّ بن محمّد بن جعفر المالكيّ ، حدّثنا عبد المؤمن بن المتوكل القاضيّ ـ ببيروت ـ أخبرنا أحمد بن الحسين بن طلاب ، وحدثنا عبد العزيز

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ١٥٤٩. وفتح الباري ٩ / ٦٤٤.

١٢٩

ابن أحمد بن عليّ الكتاني ، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار قالا : حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : عبد القدّوس أبو سعيد لا ينفع الناس بحديثه.

أخبرنا أبو حازم العبدوي قال : سمعت محمّد بن عبد الله الجوزقي يقول : قرئ على مكي بن عبدان ـ وأنا أسمع ـ قيل له : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو سعيد عبد القدّوس الشّاميّ ذاهب الحديث.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود عن عبد القدّوس الشّاميّ قال : ليس بشيء ، وابنه شر منه. روى عنه سفيان الثوري فقال : حدّثنا أبو سعيد.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : عبد القدّوس بن حبيب أبو سعيد الشّاميّ متروك الحديث.

قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات ـ بخطه ـ أخبرني أخي أبو القاسم عبيد الله ابن العبّاس بن أحمد بن الفرات ، أخبرنا عليّ بن سراج قال : عبد القدّوس بن حبيب الوحاظي مات بالعراق عند أبي جعفر ، وهو من أهل دمشق.

٥٨٢٢ ـ عبد ربّه بن نافع ، أبو شهاب الحنّاط المدائنيّ :

أصله كوفي سمع محمّد بن سوقة ، وأبا إسحاق الشّيبانيّ ، والحسن بن عمرو الفقيمي، وإسماعيل بن أبي خالد ، وسليمان الأعمش ، ويونس بن عبيد ، وداود بن أبي هند ، وعاصما الأحول ، وعوفا الأعرابي ، ومحمّد بن أبي ليلى ، وسفيان الثوري ، وشعبة بن الحجّاج. روى عنه زافر بن سليمان ، وأبو داود الطيالسي ، وأبو سلمة التبوذكي ، والحسن بن موسى الأشيب ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، وأحمد بن يونس ، ومحمّد بن زياد بن فروة، وداود بن عمرو الضّبيّ ، وسليمان بن محمّد المباركي ، ومحمّد بن عبد الوهّاب الحارثي.

__________________

٥٨٢٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٧٤٤ (١٦ / ٤٨٥). وطبقات ابن سعد ٦ / ٣٩١. والتاريخ الكبير ٦ / الترجمة ١٧٧٣. وثقات العجلي ، الورقة ٣٣. وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٣٢. والجرح والتعديل ٦ / الترجمة ٢١٧. وثقات ابن حبان ٧ / ١٥٤. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٩٢٢. والسابق واللاحق ٢٩٢. والجمع ١ / ٣٢٢. والكاشف ٢ / الترجمة ٣١٦٦. والمغني ١ / ترجمة ٣٥١٤. والعبر ١ / ٢٦٠. وميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٤٨٠٠. ونهاية السئول ، الورقة ١٩٧. وتهذيب التهذيب ٦ / ١٢٨. والتقريب ١ / ٤٧١. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٠١٣.

١٣٠

أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل الورّاق ، أخبرنا أحمد ابن الحسن بن عبد الجبّار ، حدّثنا أبو داود المباركي ، حدّثنا أبو شهاب الحنّاط عن شعبة عن أيّوب عن أبي العالية عن ابن عباس قال : خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فهل بالحج لأربع مضين من ذي الحجة ، فصلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالبطحاء ، فلما صلى قال : «من شاء أن يجعلها عمرة فليجعلها» (١).

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن محمّد بن عيسى البزّار ـ إجازة ـ حدّثنا محمّد بن عمر ابن سلم الحافظ ، حدثني إسحاق بن موسى ، حدّثنا أبو داود ، حدّثنا سليمان بن محمّد المباركي ، حدّثنا أبو شهاب عبد ربّه بن نافع الحنّاط ـ ببغداد أملى علينا إملاء ـ قال أبو داود : أصله من المدائن.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال أبو شهاب : اسمه عبد ربّه بن نافع ، وكان ثقة كثير الحديث ، وكان (٢) رجلا صالحا لم يكن بالمتقن (٣) ، وقد تكلموا في حفظه ، فمن ذلك أني سمعت عليّ بن عبد الله بن جعفر يقول : سمعت يحيى بن سعيد القطّان يقول : لم يكن أبو شهاب الحنّاط بالحافظ. قال عليّ : ولم يرض يحيى بأمره.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا عليّ بن عبد الله بن جعفر المديني قال : وسمعته ـ يعني يحيى بن سعيد ـ يقول : لم يكن أبو شهاب الحنّاط بالحافظ ، ولم يرض يحيى أمره.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : اسم أبي شهاب الحنّاط عبد ربّه بن نافع ، أخبرنا باسمه المدائنيّ. وأبو شهاب الذي يحدث عن سعيد بن جبير هو أكبر من هذا ، اسمه موسى بن نافع ، وهو من أهل الكوفة. قال أحمد بن زهير : وقد سمعت يحيى ابن معين يقول : أبو شهاب الحنّاط ثقة.

أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، أخبرنا محمّد بن المظفّر ، أخبرنا عليّ بن أحمد ابن سليمان المصري ، حدّثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الحج ١٩٩. ومسند أحمد ١ / ٣٧٠.

(٢) «وكان» زيادة من تهذيب الكمال.

(٣) في تهذيب الكمال : «لم يكن بالمتين».

١٣١

وأخبرنا عليّ بن الحسين ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسي ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال : وسئل يحيى بن معين عن أبي شهاب فقال : ثقة.

أخبرنا أبو بكر الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألت يحيى بن معين قلت : فأبو شهاب أحب إليك ، أو أبو بكر بن عياش؟ فقال : أبو شهاب أحب إلىّ من أبي بكر ابن عياش في كل شيء.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : أبو شهاب عبد ربّه الحنّاط كوفي لا بأس به. وقال مرة أخرى : أبو شهاب ثقة ، روى عنه سعدويه.

أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : أبو شهاب الحنّاط عبد ربّه بن نافع صدوق كوفي.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثنا أبو داود المباركي قال : مات أبو شهاب الحنّاط سنة إحدى وسبعين ـ أو اثنتين وسبعين ـ عبد الله يشك.

قلت : يعني ومائة ؛ وقيل إنه مات بالموصل ـ أو ببلده ـ.

٥٨٢٣ ـ عبد الغفور :

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي ، حدّثنا عليّ بن الحسين بن حبان قال : وجدت في كتاب ـ أبي بخط يده ـ قال أبو زكريا : عبد الغفور شيخ كان هاهنا في رحبة أبي القاسم ، ليس حديثه بشيء البتّة.

قلت : لا أعرف عبد الغفور هذا إلا أن يكون أبا الصباح الواسطيّ ، ويغلب على ظني أنه إياه ، فإن كان هو فهو عبد الغفور بن سعيد وقيل عبد الغفور بن عبد العزيز حدث عن أبي هاشم الرماني. روى عنه خلف بن عبد الحميد بن أبي الحسناء ، وشجاع بن أشرس ، وصالح بن مالك الخوارزمي.

__________________

٥٨٢٣ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٥١٥٠.

١٣٢

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الحسين بن أحمد ـ يعني الاصطخري ـ قال : قرئ على العبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : أبو الصباح عبد الغفور ليس بشيء.

٥٨٢٤ ـ عابد بن أبي عابد المقرئ. صاحب حمزة الزيات :

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ قال : عابد بن أبي عابد شيخ من أهل بغداد ، قرأ على حمزة الزيات القرآن ، وكان يقرئ ببغداد في طاق الحراني. قرأ عليه أحمد بن جبير الأنطاكي ، وروى عن محمّد بن الجهم السمري.

٥٨٢٥ ـ عبد المنعم بن إدريس بن سنان ابن بنت وهب بن منبّه ، يكنى أبا عبد الله :

حدث عن أبيه بكتاب «المبتدأ». وروى عن كوثر بن حكيم ، وزعم أنه سمع من معمر بن راشد ، وابن جريج. روى عنه محمّد بن سعيد بن زياد الجمال ، وعيسى بن إسحاق الأنصاريّ ، ومحمّد بن أحمد بن البراء ، وأبو بكر بن أبي الدنيا.

أخبرنا هلال بن محمّد الحفار ، أخبرنا محمّد بن جعفر بن محمّد الأدمي المعدّل ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء ، حدّثنا عبد المنعم بن إدريس ، حدّثنا كوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يحشر الناس يوم القيامة كما ولدتهم أمهاتهم عراة ، حفاة ، غرلا» فقالت له عائشة : وا سوأتاه ، ينظر بعضهم إلى بعض؟! فضرب على منكبها وقال : «يا بنت أبي قحافة ، شغل الناس يومئذ عن النظر ، وسموا بأبصارهم إلى السماء ، فيوقفون أربعين سنة لا يأكلون ، ولا يشربون ، ولا يجلسون ، ولا يكلمون ، سامين أبصارهم إلى السماء ، حتى يلجمهم العرق ، فمنهم من يبلغ العرق قدميه ، ومنهم من يبلغ العرق ساقيه ، ومنهم من يبلغ فخذيه وبطنه ، ومنهم من يلجمه العرق ، ثم يترحم الله بعد ذلك على العباد ، فيأمر الملائكة المقربين فيحملون عرش الرب عزوجل ، حتى يوضع في أرض بيضاء كأنها الفضة ، لم يسفك فيها دم حرام ، ولم تعمل فيها خطيئة ، وذلك أول يوم نظرت عين إلى الله ، ثم تقوم الملائكة حافين من حول العرش ، ثم يأمر مناديا فينادي بصوت يسمعه الثقلان ، الجن والأنس ، فتشرئب الناس لذلك الصوت ، ثم يخرج الرجل من الموقف ، فيعرف الناس كلهم اسمه ، ثم يأمر بحسناته أن تخرج معه ، فيخرج بشيء لم ير الناس مثله كثرة ،

__________________

٥٨٢٥ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٥٢٧٠.

١٣٣

وتعرف الناس تلك الحسنات فإذا وقف بين يدي رب العالمين قال : أين أصحاب المظالم؟ فيقول له الرحمن تعالى : أظلمت فلان بن فلان في يوم كذا وكذا؟ فيقول نعم يا رب ، وذلك : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) [النور ٢٤] فإذا فرغ من ذلك ، فيؤخذ من حسناته ، فيدفع إلى من ظلمه ، وذلك يوم لا دينار ولا درهم ، إلا أخذ من الحسنات وتورك من السيئات فإذا لم يبق حسنة قال : من بقي : يا ربنا ما بال غيرنا استوفوا حقوقهم وبقينا؟ قيل لهم لا تعجلوا ، فيؤخذ من سيئاتهم فتورك ، فإذا لم يبق أحد يطلبه قيل له ارجع إلى أمك الهاوية ، فإنه لا ظلم اليوم ، إن الله سريع الحساب. ولا يبقى يومئذ ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا صديق ، ولا شهيد ، إلا ظن أنه لن ينجو مما رأى من شدة الحساب» (١).

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم قال : حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن داود قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : عبد المنعم بن إدريس يكذب على وهب بن منبّه.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن الحسن الحربي ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : سمعت أبي يقول : عبد المنعم ـ الذي روى عن وهب بن منبّه ـ ليس بثقة ، أخذ كتبا فرواها.

أخبرنا عليّ بن الحسين ـ صاحب العباسي ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسي ، حدّثنا بكر بن سهل قال : حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال : سمعت يحيى بن معين ـ وذكر عبد المنعم ـ فقال : الكذاب الخبيث. فقيل له : بم عرفته يا أبا زكريا؟ قال : حدثني شيخ صدوق أنه رآه في زمن أبي جعفر يطلب هذه الكتب من الوراقين وهو اليوم يدعيها. فقيل له : إنه يروي عن معمر؟ فقال : كذب.

قرأت على البرقاني عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سمعت يحيى بن معين ـ وذكر له عبد المنعم بن إدريس ـ قيل له : قد سمع من معمر وابن جريج؟ فقال : لم يسمع من معمر قط ، أخبرني قرط بن حريث أنه رآه يلتقط هذه الكتب يشتريها من السوق.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الجنة ٥٦. وفتح الباري ١ / ١٧٤.

١٣٤

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن عليّ قال : وعبد المنعم متروك الحديث ، أخذ كتب أبيه فحدث بها عن أبيه ، ولم يكن سمع من أبيه شيئا.

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : عبد المنعم بن إدريس البغداديّ ذاهب الحديث.

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم ، حدّثنا سعيد بن عمرو قال : قلت لأبي زرعة : عبد المنعم بن إدريس بن سنان؟ قال : واهي الحديث. ولد بعد موت أبيه ، وحدث عن أبيه.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : عبد المنعم بن إدريس ليس بثقة.

أخبرني البرقاني قال : حدثني محمّد بن أحمد بن محمّد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإيادي ، حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي قال : عبد المنعم بن إدريس ، كان يشتري كتب السيرة ، فيرويها ، ما سمعها من أبيه ولا بعضها.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها مات عبد المنعم بن إدريس.

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج ، حدثني الجوهريّ قال : عبد المنعم بن إدريس بن سنان ، يكنى أبا عبد الله ، رأيته يخضب بالحناء ، أحمر الرأس واللحية ، مات ببغداد في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين. وله نحو من تسعين سنة.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم قال : عبد المنعم بن إدريس روى كتب وهب بن منبّه عن أبيه عن وهب ، وذكر أنه قد لقى معمر بن راشد باليمن وسمع منه. مات ببغداد وقد قارب مائة سنة ، في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين.

٥٨٢٦ ـ عبد المتعال بن طالب بن إبراهيم ، أبو محمّد الأنصاريّ :

سمع أبا إسماعيل المؤدّب ، وأبا عوانة ، وأبا المليح الرّقيّ ، وعبد الله بن وهب ،

__________________

٥٨٢٦ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٥٠٨ (١٨ / ٢٦٧). وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٦٨٣ ـ ٦٨٤. وابن ـ

١٣٥

ويوسف بن عطية الصّفّار. روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ في صحيحه ، ويعقوب بن شيبة ، وعبد الله بن أحمد الدورقي ، وأحمد بن محمّد بن عبد الحميد الجعفي ، وأحمد بن عليّ الخراز ، وأبو بكر بن أبي الدنيا.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي ، حدّثنا أحمد بن عليّ الخراز ، حدّثنا عبد المتعالي بن طالب ، حدثني أبو المليح الرّقيّ عن عبد الله بن محمّد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال : أول خبر قدم المدينة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مخرجه : أن امرأة كان لها تابع ، فجاء في صورة طائر حتى وقع على جذع لهم ، فقالت له : ألا تنزل فتحدثنا ونحدثك وتخبرنا ونخبرك؟ فقال : إنه قد ظهر نبي حرم علينا الزنا ، ومنع منا القرار.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس البخاريّ قال : عبد المتعالي بن طالب الأنصاريّ بغدادي.

حدثني الحسن بن محمّد الخلال ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الحميد الجعفي ، حدثني عبد المتعالي ابن طالب ـ وكان عبدا صالحا ـ أخبرنا عليّ بن الحسين ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسي ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال : سألت يحيى بن معين عن عبد المتعالي بن طالب فقال : ثقة.

أجاز لنا أبو عمر بن مهدي ـ وحدثنيه الحسن بن عليّ بن عبد الله المقرئ عنه ـ قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي ، حدّثنا هارون بن معروف وعبد المتعالي ـ وكانا ثقتين ـ قالا : حدّثنا عبد الله بن وهب.

٥٨٢٧ ـ عبد الأحد بن عبد الواحد ، الكلوذاني :

حدث عن المعافى بن عمران. روى عنه جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يحيى العطشي ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان

__________________

ـ محرز ، الترجمة ٣٧٠. وتاريخ البخاريّ الكبير ٦ / الترجمة ١٩٤٣. والجرح والتعديل ٦ / الترجمة ٣٥٦. وثقات ابن حبان ٨ / ٤٢٥. والكامل لابن عدي ٢ / الورقة ٣٢١. والجمع لابن القيسراني ١ / ٣٢٩. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٥٦٢. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٤٧٧. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٢٤٧. وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٥١٨٢. ونهاية السئول ، الورقة ٢٢٠. وتهذيب التهذيب ٦ / ٣٧٩ ـ ٣٨٠. وتقريب التهذيب ١ / ٥١٦. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٥٦٢٩.

١٣٦

الباغندي ، حدّثنا جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ ، حدّثنا عبد الأحد بن عبد الواحد الكلوذاني ، حدّثنا المعافى بن عمران عن الأوزاعي ، عن مكحول والزهري أنهما قالا : القرآن كلام الله غير مخلوق.

٥٨٢٨ ـ عبدان بن محمّد بن عيسى ، أبو محمّد المروزيّ :

سمع قتيبة بن سعيد ، وإسحاق بن راهويه ، وعلي بن حجر ، وعمار بن الحسن الرّازي ، وأبا كريب محمّد بن العلاء ، وحوثرة بن محمّد المنقري ، وعبد الجبّار بن العلاء ، وعبد الله بن محمّد الزّهريّ المكيين ، ومحمّد بن بشّار ، ومحمّد بن المثنّى. روى عنه أبو العبّاس الدغولي وغير واحد من الخراسانيين ، وقدم بغداد وروى بها كتاب التفسير لمقاتل بن حيان وغيره. حدث عنه القاضيان أحمد بن كامل ، وعبد الباقي بن قانع ، وكان ثقة حافظا ، صالحا زاهدا.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع ، حدّثنا عبدان بن محمّد المروزيّ ، حدّثنا قتيبة بن سعيد ، حدّثنا جعفر بن سليمان عن بسطام بن مسلم عن أبي رجاء العطاردي قال : سمعت عليا قرأ على المنبر هذه الآيات : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) حتى انتهى إلى قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) [البقرة ٢٠٧] فقال عليّ : اقتتلا ورب الكعبة.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي قال : سمعت أبا نعيم عبد الرّحمن بن محمّد الغفاري ـ بمرو ـ يقول : سمعت عبدان بن محمّد الحافظ يقول : ولدت سنة عشرين ومائتين في ذي الحجة ليلة عرفة. قال أبو نعيم : وتوفي عبدان في ذي الحجة ليلة عرفة سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

٥٨٢٩ ـ عبد الغافر بن سلامة بن أحمد بن عبد الغافر بن سلامة بن أزهر ، أبو هاشم الحضرمي :

من أهل حمص كان جوالا ، حدث في عدة مواضع ، وقدم بغداد وحدث بها عن يحيى بن عثمان الحمصيّ ، وكثير بن عبيد الحذّاء ، ومزداذ بن جميل البهراني ، ومحمّد ابن عوف الطائي. روى عنه الدارقطني ، وابن شاهين ، وأبو الحسين بن حمة الخلال ، ومحمّد بن عبد الله بن جامع الدهان ، ويوسف بن عمر القواس ، وابن الصّلت

__________________

٥٨٢٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٤٦.

٥٨٢٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٢٣.

١٣٧

الأهوازي ـ وهو آخر من روى عنه من البغداديين ـ والقاضي أبو عمر الهاشميّ البصريّ ـ وهو آخر من روى عنه في الدنيا كلها ـ وكان ثقة.

أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ ـ بالبصرة ـ حدّثنا عبد الغافر بن سلامة بن أزهر الحضرمي ـ في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ـ حدّثنا يحيى بن عثمان القرشيّ ، حدّثنا ابن حمير.

وأخبرنا عبد الصّمد بن عليّ بن محمّد الهاشميّ ، أخبرنا عليّ بن عمر الدارقطني ، حدّثنا أبو هشام عبد الغافر بن سلامة بن أحمد بن عبد الغافر الحمصيّ ، حدّثنا يحيى ابن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصيّ ، حدّثنا محمّد بن حمير قال : حدّثنا ـ وفي حديث الدارقطني حدثني ـ شعيب بن أبي الأشعث عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «المراء في القرآن كفر» (١).

ليس في حديث الدارقطني أنه قال : هذا حديث غريب من حديث عروة بن الزّبير عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن أبي هريرة ، تفرد به شعيب بن أبي الأشعث عن هشام عن أبيه ، ولم يروه عنه غير محمّد بن حمير.

أخبرني أحمد بن سليمان بن عليّ المقرئ ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلال ، حدّثنا عبد الغافر بن سلامة بن أحمد بن عبد الغافر بن سلامة بن أزهر الحمصيّ ـ ببغداد في مجلس أبي إسحاق المروزيّ في الجامع ، وهو أول مجلس قعد يوم الجمعة لست بقين من المحرم سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ـ حدّثنا كثير بن عبيد بن نمير الحذّاء ، حدّثنا بقية بن الوليد عن شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن بلال : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مسح عن الخمار والموقين(٢).

قرأت في كتاب أبي الفتح أحمد بن الحسن بن محمّد بن سهل المالكيّ الحمصيّ الذي سمعه من أبي هاشم عبد الغافر بن سلامة. قال أبو هاشم : كنا نسمع من يحيى ابن عثمان في داره بحمص وحضرت له مجالس كثيرة ، وكان عمرو بن عثمان يقعد مع أخيه ، وأحسب أني سمعت عمرو بن عثمان ، وضاعت الكتب ، ورحلت مع عمي وجماعة من أصحابنا إلى حبلة (٣) وبابنياس فسمعنا من أبي ثوبان مزداذ بن

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٤٦٠٣. ومسند أحمد ٢ / ٣٠٠. وصحيح ابن حبان ٥٩ ، ١٧٧٩. وكشف الخفا ١ / ١٥٠.

(٢) الخمار : ما يغطي الرأس ، ويدخل فيه العمامة. والموق : نوع من الخفّاف غليظ.

(٣) حبلة : قرية من قرى عسقلان. وبابنياس لم أجدها ، ولعلها : بانياس.

١٣٨

يجميل مجالس كثيرة ، وكنا سمعنا منه قبل ذلك بحمص ، وكان عندهم من الأبدال ، وكنا نسمع من أبي حميد بن سيار في دكانه في سوق العتيق ، وكنت أحضر مجلسه بالعشي أتعلم الفرائض من المغرب إلى العشاء الآخرة ، وكنا نسمع من أبي شرحبيل عيسى بن خالد بن نافع بن أخي أبي اليمان الحكم بن نافع في مسجد الجامع ، وكان يقرئ الناس القرآن ، وكنت أقرأ عليه ، وسمعت من محمّد بن عوف في مسجد الجامع قبل أن يذهب بصره ، وقبل أن يخضب ، ثم خضب وقدح ، فأبصر أياما ثم لم يبصر ، وسمعت من أبي الجماهر ـ وكان إمامنا ـ وعمران بن بكّار ، وأبو الحسين بن خليّ ، وسعيد بن عمرو السكوني ، وصفوان بن عمرو ، ومحمّد بن عمرو بن حنان ، وجماعة شيوخنا بحمص. وضاعت الكتب ، وكنت أسمع مع عمي أنا وابنه. وتوفي عمي أبو جعفر بن أزهر سنة خمس وستين ومائتين ، وولد لي قبل أن يموت عمي ولدان ، وكنت قد قاربت الأربعين ، ولا أحفظ مولدي ، وتوفي أبي وأنا صغير ، وظهرت لي كتب بحمص فيها سماعي عن عمرو بن عثمان وغيره من الشيوخ ، فيها سمع أبو سعيد بن أزهر وابنه ، فلم أحفظ أني سمعت مع أبي شيئا ، إنما سمعت مع عمي فلم أحدث بها.

قلت : بلغني أن عبد الغافر مات بالبصرة في سنة ثلاث وثلاثمائة.

٥٨٣٠ ـ عبد المجيد بن عبد الوهّاب بن عصام بن الحكم بن عيسى بن زياد ابن عبد الرّحمن ، أبو عصمة الشّيبانيّ :

خطيب عكبرا ، حدث عن قيس بن إبراهيم الطّوابيقيّ. روى عنه أبو المفضل الشّيبانيّ، وأبو القاسم بن الثّلّاج.

أخبرني عبد العزيز بن عليّ الورّاق ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد الشّيبانيّ ، حدثني أبو عصمة عبد المجيد بن عبد الوهّاب بن عصام بن الحكم الدهقان ـ بعكبرا ـ حدّثنا قيس بن إبراهيم بن قيس الطّوابيقيّ ـ الدّوريّ نزل عكبرا ـ حدثني داود بن سليمان الخواص ، حدّثنا خازم بن جبلة بن أبي نضرة العبديّ عن مطر بن طهمان الورّاق عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال : قلنا : يا رسول الله ، من المؤمن؟ قال : «من سرته حسنته ، وساءته سيئته ، فهو مؤمن» (١).

__________________

(١) ٥٨٣٠ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٨. السنن الكبرى للبيهقي ٧ / ٩١. والمستدرك ١ / ١٤ ، ١١٤ ، ١١٥. وسنن الترمذي ٢١٦٥.

١٣٩

حدثني محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين العكبريّ قال : وجدت بخط أبي الحسن عليّ بن أحمد بن نصر المعدّل : توفي أبو عصمة عبد المجيد بن عبد الوهّاب بمدينة السلام ، وحمل إلى عكبرا فوافى في يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة ثلاثين وثلاثمائة.

٥٨٣١ ـ عبد الدائم بن عبد الوهّاب بن عصام بن الحكم بن عيسى بن زياد ابن عبد الرّحمن ، أبو معشر الشّيبانيّ :

قاضي عكبرا ، حدث عن أبيه ، وعمه عبد السّلام. روى عنه ابن الثّلّاج ، ويوسف ابن عمر القواس.

٥٨٣٢ ـ عبد السميع بن محمّد بن عبد الوهّاب بن عصام بن الحكم بن عيسى بن زياد بن عبد الرّحمن ، أبو الأزهر الشّيبانيّ العكبريّ :

قدم بغداد وحدث بها عن جده عبد الوهّاب وعن إبراهيم بن عليّ العمري الموصلي. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا أبو الأزهر عبد السميع بن محمّد بن عبد الوهّاب بن أبي عصمة العكبريّ ـ إملاء من لفظه ، في مجلس ابن السماك ، في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ـ حدّثنا إبراهيم بن عليّ العمري ، حدّثنا بسطام بن جعفر ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد عن صفوان ـ يعني ابن سليم ـ عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن أبي شريح الخزاعيّ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره» (١).

حدثني محمّد بن محمّد بن أحمد العكبريّ قال : ذكر أبو الحسن عليّ بن أحمد ابن نصر المعدّل ـ فيما قرأت بخطه ـ : أن أبا الأزهر عبد السميع بن محمّد توفي بعكبرا في يوم الخميس ، ودفن يوم الجمعة سلخ ذي القعدة من سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.

٥٨٣٣ ـ عبد الوارث بن موسى ، أبو القاسم الأرزني :

قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن حمدان بن وهب الدينوري. روى عنه يوسف بن عمر القواس.

__________________

(١) ٥٨٣٢ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاريّ ٨ / ١٣ ، ٣٩ ، ١٢٥. وفتح الباري ١٠ / ٤٤٥ ، ٥٣٢ ، ١١ / ٣٠٨. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان ٧٥ ، ٧٦ ، ٧٧.

٥٨٣٣ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ١ / ١٨٣.

١٤٠