تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦

وعلي بن عاصم وعبد الله بن نمير ، وأسباط بن محمّد ، وأبا أسامة ، وبكر بن بكّار ، وروح بن عبادة. روى عنه ابن حسنويه القطّان ، ومحمّد بن خلف وكيع ، ويحيى بن صاعد ومحمّد بن مخلد ، والحسين بن يحيى بن عيّاش القطّان ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار.

وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم : سمعت منه مع أبي وهو صدوق.

أخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفار ، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عيّاش القطّان ، حدّثنا عبد الله بن أيّوب المخرّميّ ، حدّثنا منيع بن عبد الرّحمن ، حدّثنا حميد عن أنس قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لبيك بحجة ، وعمرة» (١).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا عبد الله بن أيّوب المخرّميّ ، حدّثنا سفيان بن عيينة عن الزّهريّ عن طلحة بن عبد الله عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن ظلم من الأرض شيئا طوقه من سبع أرضين» (٢).

حدّثنا علي بن أبي علي ، حدّثنا القاضي أبو القاسم بن عمر محمّد بن إبراهيم البجلي ـ من لفظه وحفظه ـ وقال : حدّثني محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي قال : كنت بسر من رأى ، وكان عبد الله بن أيّوب المخرّميّ يقرب إلىّ ، فخرج توقيع الخليفة بتقليده القضاء فانحدرت في الحال من سر من رأى إلى بغداد حتى دفعت على عبد الله بن أيّوب بابه فخرج إلىّ ، فقلت له : البشرى. فقال : بشرك الله بخير. وما هي؟ قال : قلت خرج توقيع السلطان بتقليدك القضاء لأحد البلدين ، ٧ ما سر من رأى ، أو بغداد ـ أبو القاسم البجلي يشك فيه ـ قال : فأطبق الباب وقال : بشرك الله بالنار ، وجاء أصحاب السلطان إليه فلم يظهر لهم فانصرفوا.

أخبرنا علي بن محمّد السّمسار ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع : أن عبد الله بن محمّد بن أيّوب مات في جمادى الأولى من سنة خمس وستين ومائتين.

__________________

(١) ١ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الحج باب ٣٤. ومسند أحمد ٣ / ١٨٣ ، ٢٢٥ ، ٢٢٦ ، ٢٨٠.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٧٩. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان ٢٤٦. وفتح الباري ٥ / ١٢٣ ، ٩ / ٦٦١.

٨١

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : ومات أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن أيّوب يوم الثلاثاء لسبع بقين من جمادى الأولى سنة خمس وستين ، وقد جاز التسعين ، كان أكبر من جدي بسنة واحدة ، كان منزله بنهر المعلى قريبا من ربضنا.

٥١٩٦ عبد الله بن محمّد بن شاكر ، أبو البختريّ العنبريّ :

سمع يحيى بن آدم ، ومحمّد بن بشر العبدي ، وأبا أسامة وحمّاد بن أسامة ، وحسينا الجعفي ، وأبا داود الحفري ، وجعفر بن عون والوليد بن القاسم الهمذاني. روى عنه يحيى بن صاعد ، والقاضي أبو عبد الله المحاملي ، ومحمّد بن مخلد ، والحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد المقرئ ، وأبو الحسين بن المنادي ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار.

وقال ابن أبي حاتم الرّازيّ : سمعت منه مع أبي وهو صدوق.

وقال الدّارقطنيّ : هو صدوق ثقة.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن شاكر ، حدّثنا أبو أسامة ، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أخف الناس صلاة في تمام.

قلت : وكان أبو البختريّ من أهل الكوفة ، فاستوطن بغداد إلى حين وفاته.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : أنشدني أبو البختريّ عبد الله بن محمّد بن شاكر :

يمنعني من عيب غيري الذي

أعرفه عندي من العيب

عيبي لهم بالظن مني لهم

ولست من عيبي في ريب

إن كان عيبي غاب عنهم فقد

أحصى ذنوبي عالم الغيب

فكيف شغلي بسوى مهجتي

أم كيف لا أنظر في جيبي؟

لو أنني أقبل من واعظ

إذن كفاني عظة الشيب

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي

__________________

٥١٩٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٣٨.

٨٢

ـ وأنا أسمع ـ قال : وتوفي أبو البختريّ عبد الله بن محمّد بن شاكر العنبريّ الكوفيّ سنة سبعين ، وذلك يوم الجمعة قبل التروية بيوم ، وكان كبير السن كتبنا عنه في جانبنا بالرصافة.

٥١٩٧ عبد الله بن محمّد بن عمر بن حبيب ، أبو رفاعة العدويّ البصريّ :

قدم بغداد وحدث بها عن سعد بن شعبة بن الحجّاج ، والحر بن مالك العنبريّ ، وإبراهيم بن بشار الرمادي ، وعدة من البصريّين. روى عنه عبد الله بن محمّد بن ناجية ، وحمزة بن الحسين السّمسار ، ومحمّد بن مخلد العطّار ، وأحمد بن محمّد بن إسماعيل السوطي ، ومحمّد بن عبد الملك التاريخي ، وغيرهم. وكان ثقة وولى القضاء في بعض النواحي.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا يوسف بن عمر القواس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل السوطي قال : أبو رفاعة عبد الله بن محمّد بن عمر بن حبيب بن محمّد بن مجالد بن سليم بن عبد الحارث بن الحارث بن أسيد بن كعب بن الحارث ابن جندل بن عامر بن مالك بن تميم بن الدّول بن جلّ بن عديّ بن عبد مناة بن أد ابن طابخة بن الياس بن مضر.

أخبرنا أحمد بن علي البادا وأبو بكر البرقاني وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد الفارسيّ وعلي بن أبي علي البصريّ قالوا : أخبرنا محمّد بن عبد الله الأبهري ، حدّثنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود قال : أبو رفاعة العدويّ البصريّ عبد الله بن محمّد بن عمر بن حبيب مات بشمشاط في سنة إحدى وسبعين ومائتين.

٥١٩٨ عبد الله بن أبي عبد الله ، أبو محمّد المقرئ ، وهو : عبد الله بن محمّد بن إسماعيل بن لاحق البزّاز :

سمع يزيد بن هارون ، وروح بن عبادة ، ويعلى بن عبيد ، وداود بن المجبر ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وسعيد بن منصور ، وغيرهم. روى عنه يحيى بن محمّد بن صاعد ، وعمر بن محمّد بن شعيب الصّابونيّ ، وعبد الله بن محمّد بن أبي سعيد البزّاز ، ومحمّد بن جعفر المطيري ، والنّعمان بن أبي الدلهاث البلدي ، وعلي بن إسحاق المادراني ، وأبو عمر محمّد بن يوسف القاضي وكان ثقة.

أخبرنا علي بن القاسم بن الحسن الشّاهد ـ بالبصرة ـ حدّثنا علي بن إسحاق المادراني ، حدّثنا عبد الله بن أبي عبيد الله المقرئ ومحمّد بن عبد الله المنادي والحارث

٨٣

ابن محمّد بن أبي أسامة وأحمد بن عبيد الله النّرسيّ واللفظ للمقرئ ـ قالوا : حدّثنا روح بن عبادة ، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن أبي التياح ، عن المغيرة بن سبيع ، عن عمرو بن حريث ، عن أبي بكر الصديق قال : حدّثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ أن الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان ، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرّقة.

أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب ، حدّثنا علي بن عمر الحربيّ ، حدّثنا النّعمان بن أبي الدلهاث ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن إسماعيل البزّاز ـ ببغداد ـ حدّثنا عبد الوهاب بن عطاء بحديث ذكره.

حدّثنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه قال : قال أبي : مات عبد الله بن أبي عبد الله المقرئ في سنة اثنتين ومائتين.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : مثله. قال غيرهما : مات في جمادى الآخرة.

٥١٩٩ عبد الله بن محمّد بن أبي علي الحاجب ، يكنى أبا العبّاس :

كان أبوه حاجب العبّاس بن محمّد الهاشميّ ، وحدث عن يزيد بن هارون ، وعبد الله بن بكر السهمي وإسحاق بن بشر الكاهلي. روى عنه حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشميّ أحاديث مستقيمة.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل ، أخبرنا أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشميّ ـ إملاء في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ـ حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي علي الحاجب ، حدّثنا يزيد بن هارون عن هشام بن حسّان عن محمّد بن واسع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ستر أخاه المسلم في الدّنيا ستره الله في الدّنيا والآخرة ، ومن نفس عن أخيه كربة من كرب الدّنيا ، نفس الله كربه يوم القيامة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» (١).

٥٢٠٠ عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن بن روّاد ابن أبي بكرة ، أبو محمّد البكراويّ (١) البصريّ :

قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن رجاء الغداني ومحمّد بن كثير العبديّ ،

__________________

(١) ٥١٩٩ انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٢٩٦ ، ٤ / ٦٢ ، ٥ / ٣٧٥. والمستدرك ٤ / ٣٨٣. ومجمع الزوائد ١ / ١٣٤. وكشف الخفا ٢ / ٣٤٨ ، ٣٤٩.

(١) ٥٢٠٠ البكراوي : هذه النسبة إلى أبي بكرة الثقفي وهو من الصحابة الذين نزلوا البصرة (الأنساب ٢ / ٢٧٣).

٨٤

وسهل بن بكّار ، وغيرهم. روى عنه محمّد بن محمّد أبو أحمد المطرز ، ومحمّد بن مخلد الدّوريّ ، ومحمّد بن جعفر المطيري ، وأبو ذر القاسم بن داود الكاتب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن عمر بن بهتة ، حدّثنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البكراويّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن بكّار بن عبد العزيز بن أبي بكرة ، عن أبيه ، عن أبي بكرة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا.

٥٢٠١ عبد الله بن محمّد بن يزيد ، أبو محمّد الحنفيّ المروزيّ :

سكن بغداد وحدث بها عن أبيه ، وعن عبدان بن عثمان ، وعبد الله بن معاوية الجمحيّ ، وإسحاق بن موسى الأنصاريّ. روى عنه محمّد بن مخلد ، ومحمّد بن جعفر المطيري ، ومحمّد بن العبّاس بن نجيح ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن يزيد الحنفيّ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أقيلوا ذوى الهيئة زلاتهم» (١).

أخبرنا الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا علي بن عمر الدّارقطنيّ ، حدّثنا محمّد بن مخلد فذكر مثله.

قال الخلّال : قال لنا الدّارقطنيّ : هذا حديث غريب من حديث عاصم عن زر عن عبد الله ، تفرد به الحنفيّ عن أبيه عن أبي بكر بن عيّاش عنه ، ولم نكتبه إلا عن ابن مخلد.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : ومات صاحب عبدان عبد الله بن محمّد بن يزيد الحنفيّ سنة خمس وسبعين ـ يعني ومائتين ـ.

وكذا ذكر محمّد بن مخلد فيما قرأت بخطه ، وزاد : لتسع خلون من شهر رمضان.

٥٢٠٢ عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن بن فهم :

حدث عن بشر بن الوليد الكندي. روى عنه أخوه الحسين.

__________________

٥٢٠١ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٧٠.

(١) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٤٣٧٥. ومسند أحمد ٦ / ١٨١. والسنن الكبرى ٨ / ٢٦٧ ، ٣٣٤. ومجمع الزوائد ٦ / ٢٨٢. وفتح الباري ١٢ / ٨٨. وكشف الخفا ١ / ١٨٣. والدرر المنتثرة ٤١.

٨٥

قرأت على الحسن بن علي الجوهريّ عن محمّد بن عمران المرزباني ، حدّثني أبو عبد الله الحكيمي ، حدّثنا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن بن فهم ، حدّثني أخي عبد الله ، حدّثنا بشر بن الوليد ، حدّثنا أبو يوسف عن أبي حنيفة قال : قدمت المدينة فأتيت أبا الزّناد ، ورأيت ربيعة فإذا الناس على ربيعة ، وأبو الزّناد أفقه الرجلين ، فقلت له : أنت أفقه أهل بلدك والعمل على ربيعة! فقال : ويحك كفّ من حظ ، خير من جراب علم.

٥٢٠٣ عبد الله بن محمّد بن عبيدة ، أبو محمّد :

حدث عن علي بن المدينيّ ، وسليمان الشاذكوني. روى عنه محمّد بن مخلد ، وعثمان بن سهل ، وأحمد بن سلمان النجاد.

أخبرنا البرقاني قال : قرأنا على أبي الحسن الدّارقطنيّ ، حدثكم محمّد بن مخلد ابن حفص ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبيدة ، حدّثنا علي بن المدينيّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ ، عن شعبة قال : سمعت أبّان بن تغلب يقول لأبي إسحاق : ممن سمعت حديث عبد الله «سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر» (١)؟ فقال : حدثنيه الأسود وأبو الأحوص وهبيرة عن عبد الله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال الدّارقطنيّ : تفرد به هذا الشيخ عن علي بن المدينيّ ، ولم نكتبه إلا عن ابن مخلد.

٥٢٠٤ ـ عبد الله بن محمّد بن صالح بن شيخ بن عميرة ، أبو بكر الأسديّ ابن عم بشر بن موسى :

حدث عن خالد بن خداش ، وداود بن عمر ، ومصعب بن عبد الله الزّبيري ، وهناد ابن السّريّ ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، ومحرز بن عون. روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبد الله الأسديّ.

وقال ابن أبي حاتم الرّازيّ : كتبت عنه ، وكتب عنه أبي ، وأبو زرعة ورويا عنه ، وسئل أبي عنه فقال : صدوق.

__________________

٥٢٠٣ انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٩ ، ٨ / ١٨ ، ٩ / ٦٣. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان باب ٢٨. وفتح الباري ١ / ١١٠ ، ١٠ / ٤٦٤ ، ١١ / ٥١٢ ، ١٣ / ٢٦ ، ٢٧.

٨٦

٥٢٠٥ عبد الله بن محمّد بن فإذا ، الختليّ (١) :

حدث عن داود بن عمرو الضّبّيّ. روى عنه محمّد بن مخلد.

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس النعالي ، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمّد ابن أحمد بن حامد البزّاز ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن فإذا الختليّ ، حدّثنا داود بن عمرو ، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ عن مصاد بن عقبة عن إبراهيم الصائغ عن عطاء : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يرش على النعلين ، قال : ورأيت سفيان يفعل ذلك كثيرا.

٥٢٠٦ عبد الله بن محمّد بن سنان بن الشّمّاخ ، أبو محمّد السّعديّ البصريّ ، يعرف بالروحيّ :

ولى قضاء الدينور ، وقدم بغداد وحدث بها عن معلى بن أسد العمي ، وعبد الله بن رجاء الغداني ، ومحمّد بن سنان العوفي ، ومسلم بن إبراهيم ، وأبي الوليد الطّيالسيّ ، وعمر بن عبد الوهاب الرياحي ، ومحمّد بن المنهال. روى عنه محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، وعيسى بن عبد الرحيم القطّان ، والقاضي المحاملي ، ومحمّد بن مخلد الدّوريّ ، والحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد المقرئ.

أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز ، حدّثنا محمّد بن علي بن الحسن المعروف ببرهان الدّينوريّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن سنان قال : لحقني ضعف في بصري فرأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في منامي فشكوت إليه ضعف بصري. فقال لي : خذ قشر اللوز الحلو فأحرقه وأسحقه مع الإثمد واكتحل به ، ففعلت ذلك فرد الله علىّ ضوء بصري. قال برهان : وهو القشر الغليظ اليابس.

حدثت عن أبي سعد الإدريسي قال : سمعت أبا أحمد بن عديّ الحافظ ـ بجرجان ـ يقول : عبد الله بن محمّد بن سنان ـ يقال له الرّوحي ـ يحدث بما يستفيده من روح ابن القاسم.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ قال : عبد الله بن محمّد بن سنان بصري متروك.

__________________

(١) ٥٢٠٥ الختليّ : قرية على طريق خراسان إذا خرجت من بغداد بنواحي الدسكرة (الأنساب ٥ / ٤٤).

٥٢٠٦ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٤٥٤٧.

٨٧

أخبرني محمّد بن علي الصوري وأبو عبد الله محمّد بن سلامة بن جعفر القضاعي ـ قاضي مصر بمكة في المسجد الحرام ـ قالا : أخبرنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال : عبد الله بن محمّد بن سنان الرّوحي متروك الحديث.

سمعت أبا نعيم الحافظ يقول : عبد الله بن محمّد بن سنان بن سعد البصريّ أبو محمّد يعرف بالرّوحي كان يضع الحديث ولقّب بالرّوحي لأنه أكثر الرواية عن روح ابن القاسم. روى عن روح أكثر من مائة حديث لم يتابع عليها.

سمعت أبا بكر البرقاني يقول : عبد الله بن محمّد بن سنان المعروف بالرّوحي ليس بثقة.

٥٢٠٧ عبد الله بن محمّد بن مضر ، أبو عبد الرّحمن الثّقفيّ :

أحسبه من أهل البصرة. سكن بغداد وحدث بها عن أبي عاصم النّبيل ، ومحمّد ابن عبد الله الأنصاريّ ، وعثمان بن عمر بن فارس ، وأبي زيد سعيد بن أوس ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي. روى عنه أبو بكر الشّافعيّ أحاديث مستقيمة.

أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمّد بن نصر الستوري ، حدّثنا أبو بكر محمّد ابن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن مضر الثّقفيّ ، حدّثنا أبو عاصم ، حدّثنا جعفر بن محمّد عن أبيه قال : قال عمر بن الخطّاب : والله ما أدري ما أصنع في المجوس؟ فقام إليه عبد الرّحمن بن عوف فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وسئل عنهم ـ فقال : «سنتهم كسنة أهل الكتاب».

لم يرو أبو عاصم عن جعفر سوى هذا الحديث. ويقال إنه لم يسمع منه غيره.

٥٢٠٨ ـ عبد الله بن محمّد بن محاضر ، يعرف بعبدوس :

رازي الأصل سكن بغداد وحدث بها عن محمّد بن عبد الله الأنصاريّ ، وشاذ بن فيّاض. روى عنه عبد الصّمد بن علي الطستي.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الصّمد بن علي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد ابن محاضر ـ عبدوس الرّازيّ ـ حدّثنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ ، حدّثنا حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن أبي عبّاس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم احتجم وهو صائم محرم.

روى عبد الله بن محمّد بن ناجية وأبو بكر الشّافعيّ عن هذا الشيخ إلا أنهما قالا : حدّثنا عبد الله بن محاضر ، وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم.

٨٨

٥٢٠٩ عبد الله بن محمّد بن عبيد بن سفيان بن قيس ، أبو بكر القرشيّ ، مولى بني أميّة المعروف بابن أبي الدّنيا :

صاحب الكتب المصنفة في الزهد والرقائق ، سمع سعيد بن سليمان الواسطيّ ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وخالد بن خداش المهلبي ، وعلي بن الجعد الجوهريّ ، وعباد بن موسى الختليّ ، وخلف بن هشام البزّار ، ومحرز بن عون ، وخالد بن مرداس ، وأحمد بن جميل المروزيّ ، ومحمّد بن جعفر الوركاني ، وداود بن عمرو الضّبّيّ ، ومن في طبقتهم وبعدهم. روى عنه الحارث بن أبي أسامة ، ومحمّد بن خلف وكيع ، ومحمّد بن خلف بن المرزبان ، وعبيد الله بن عبد الرّحمن السّكّري ، وأبو ذر القاسم ابن داود الكاتب ، وعمر بن سعد القراطيسي ، والحسين بن صفوان البرذعي ، وأحمد ابن سلمان النجاد ، وأبو سهل بن زياد ، وأحمد بن الفضل بن خزيمة ، وأبو جعفر بن برية الهاشميّ ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وغيرهم.

وقال ابن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبي ، وسئل أبي عنه فقال : بغدادي صدوق.

قلت : وكان ابن أبي الدّنيا يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء.

أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن شاذان ، أخبرنا أبي ، حدّثنا أبو ذر القاسم بن داود ابن سليمان قال : حدّثني ابن أبي الدّنيا قال : دخل المكتفي على الموفق ولوحه بيده ، فقال : مالك لوحك بيدك؟ قال : مات غلامي واستراح من الكتاب ، قال : ليس هذا من كلامك ، هذا كان الرّشيد أمر أن يعرض عليه ألواح أولاده في كل يوم اثنين وخميس ، فعرضت عليه فقال لابنه : ما لغلامك ليس لوحك معه؟ قال : مات واستراح من الكتّاب ، قال : وكأن الموت أسهل عليك من الكتاب؟! قال : نعم قال : فدع الكتّاب ، قال : ثم جئته فقال لي : كيف محبتك لمؤدبك؟ قال : كيف لا أحبه وهو أول من فتق لساني بذكر الله ، وهو مع ذاك إذا شئت أضحكك ، وإذا شئت أبكاك ، قال : يا راشد أحضرني هذا ، قال : فأحضرت فقربت قريبا من سريره ، وابتدأت في أخبار الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاء شديدا ، قال : فجاءني راغب ـ أو يانس ـ فقال

__________________

٥٢٠٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٥٤٢ (١٦ / ٧٢). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٤١. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٧٥١. وتاريخ بغداد ١٠ / ٨٩ ـ ٩١. والسابق واللاحق ٢٥٨. وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٣٩٧. والعبر ١ / ٦٥. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٠٩ (أوقاف ٥٨٨٢). وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٣٢٠. وتهذيب التهذيب ٦ / ١٢ ـ ١٣. والتقريب ١ / ٤٤٧. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٣٧٩٠.

٨٩

لي : كم تبكي الأمير! فقال : قطع الله يدك مالك وله يا راشد ، تنح عنه. فقال : وابتدأت فقرأت عليه نوادر الأعراب ، قال : فضحك ضحكا كثيرا ، ثم قال : شهرتني شهرتني ، وذكر الخبر بطوله.

قال أبو ذر : فقال لأحمد بن محمّد بن الفرات : أجر له خمسة عشر دينارا في كل شهر ، قال أبو ذر : فكنت أقبضها لابن أبي الدّنيا إلى أن مات.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد عن ابن أبي الدّنيا فقال : صدوق ، وكان يختلف معنا ، إلا أنه كان يسمع من إنسان يقال له محمّد بن إسحاق بلخي ، وكان يضع للكلام إسنادا ، وكان كذابا يروي أحاديث من ذات نفسه مناكير.

حدّثني الأزهري قال : بلغني عن القاضي أبي الحسين بن أبي عمر محمّد بن يوسف قال : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول : رحم الله أبا بكر بن أبي الدّنيا ، كنا نمضي إلى عفّان نسمع منه فنرى ابن أبي الدّنيا جالسا مع محمّد بن الحسين البرجلاني خلف شريجة بقّال (١) يكتب عنه ويدع عفّان؟.

قال القاضي أبو الحسن : وبكرت إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي يوم مات ابن أبي الدّنيا ، فقلت له : أعز الله القاضي مات ابن أبي الدّنيا ، فقال : رحم الله أبا بكر ، مات معه علم كثير ، يا غلام امض إلى يوسف حتى يصلي عليه ، فحضر يوسف بن يعقوب فصلى عليه في الشونيزية ، ودفن فيها في سنة ثمانين.

قلت : هذا وهم. كانت وفاة ابن أبي الدّنيا في سنة إحدى وثمانين ومائتين.

كذلك أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : سنة إحدى وثمانين ومائتين فيها مات أبو بكر بن أبي الدّنيا القرشيّ مؤدب المعتضد.

وأخبرنا علي بن محمّد السّمسار ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع مثل ذلك.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : وأبو بكر عبد الله بن محمّد القرشيّ المعروف بابن أبي الدّنيا مات

__________________

(١) في المطبوعة : «فقال» تحريف.

٩٠

في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين. صلى عليه يوسف بن يعقوب بن إسماعيل البصريّ.

قلت : وبلغني أن مولده كان في سنة ثمان ومائتين.

٥٢١٠ ـ عبد الله بن محمّد ، أبو القاسم المستملي ، يعرف بمخول :

حدث عن الحسن بن علي الحلواني ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي. روى عنه أبو سهل بن زياد.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد مخول المستملي ، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، حدّثنا ابن علية إسماعيل ، حدّثنا عيينة بن عبد الرّحمن بن حصن بن حوسن عن أبيه قال : كان أبو بكرة لا يعرف أبوه ، فإذا عيره أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بذلك قال : (فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ) [الأحزاب ٥].

قرأت في كتاب محمّد بن مخلد بخطه : سنة ثمان وثمانين ومائتين فيها مات أبو القاسم مخول المستملي يوم الاثنين لسبع خلون من جمادى الأولى.

٥٢١١ عبد الله بن محمّد بن عزيز ، أبو محمّد التّميميّ الموصليّ :

سكن بغداد وحدث بها عن غسان بن الرّبيع. روى عنه إسماعيل بن علي الخطبي ، وكان ثقة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عزيز الموصليّ ، حدّثنا غسان بن الرّبيع ، حدّثنا ثابت بن يزيد عن هشام عن قيس بن سعد عن عطاء عن ابن عبّاس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع قال : «اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد» (١).

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن ابن عزيز الموصليّ مات في سنة سبع وثمانين ومائتين.

__________________

٥٢١١ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٤١٩.

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب صلاة المسافرين ٢٠١ ، ٢٠٢ ، ٢٠٣ ، ٢٠٤ ، ٢٠٦. وفتح الباري ٢ / ٢٨٣.

٩١

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : ومات أبو محمّد عبد الله بن عزيز الموصليّ ـ جارنا ـ ليلة السبت ، ودفن يوم السبت لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثمان وثمانين ومائتين.

٥٢١٢ عبد الله بن محمّد ، أبو العبّاس ، المعروف بابن شرشير النّاشئ :

الشّاعر المتكلم من أهل الأنبار. أقام ببغداد مدة طويلة ، ثم خرج إلى مصر فنزلها.

أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني قال : قال محمّد بن داود بن الجرّاح : عبد الله بن محمّد الناشئ من أهل الأنبار ، نزل بغداد وله كتب ينقض بها كتاب «المنطق» ، وأشعار في ذلك ، وكان شاعرا وله قصيدة على روي واحد ، وقافية واحدة ، تكون أربعة آلاف بيت ، ذكرها الناجم وذكر أنه أنشده إياها ، وكان يقول في خلاف كل معنى قالت فيه الشعراء.

قال المرزباني : وكان أبو العبّاس الناشئ متهوسا شديد الهوس ، وشعره كثير وهو مع كثرته قليل الفائدة ، وقد قرأت بعض كتبه فدلتني على هوسه واختلاطه ، لأنه أخذ نفسه بالخلاف على أهل المنطق والشعراء والعروضيين وغيرهم ، ورام أن يحدث لنفسه أقوالا ينقض بها ما هم عليه فسقط ببغداد. فلجأ إلى مصر فشخص إليها وأقام بها بقية عمره.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا المرزباني ، أخبرني الصولي. وحدّثنا علي بن أبي علي ـ لفظا ـ حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا الصولي ، حدّثني محمّد بن خلف بن المرزبان قال : اجتمع عندي أحمد بن أبي طاهر ، والناشئ ، ومحمّد بن عروس ، فدعوت لهم مغنية فجاءت ومعها رقيبة لم ير الناس أحسن منها قط ، فلما شربوا أخذ الناشئ رقعة وكتب فيها :

فديتك لو أنهم انصفو

ك لردوا النواظر عن ناظريك

تردين أعيننا عن سوا

ك وهل تنظر العين إلا إليك

وهم جعلوك رقيبا علين

ا فمن ذا يكون رقيبا عليك

ألم يقرءوا ويحهم ما يرو

ن من وحي حسنك في وجنتيك

قال : فشغفنا بالأبيات ، فقال ابن أبي طاهر أحسنت والله وأجملت ، قد والله حسدتك على هذه الأبيات ، والله لا جلست. وقام وخرج.

__________________

٥٢١٢ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٤٥. ووفيات الأعيان ١ / ٢٦٣. والأعلام ٤ / ١١٨.

٩٢

أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني قال : أنشدنا الناشئ لنفسه بمصر سنة ثمانين :

ليس شيء أحر في مهجة العا

شق من هذه العيون المراض

والخدود المضرجات اللواتي

شيب جريالها بحسن البياض

ورنو الجفون والغمز بالحا

جب عند الصدود والإعراض

وطروق الحبيب والليل داج

حين هم السمار بالإغماض

بلغني أن أبا العبّاس الناشئ مات في سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

٥٢١٣ عبد الله بن محمّد بن علي بن جعفر بن ميمون بن الزّبير ، أبو علي البلخي :

سمع قتيبة بن سعيد ، وإبراهيم بن يوسف الماكياني ، وهدية بن عبد الوهاب ، ويحيى بن موسى خت ، وعلي بن حجر ، ومحمّد بن يحيى الذهلي ، وأقرانهم. روى عنه أبو حامد بن الشرقي النّيسابوريّ ، وغيره من الخراسانيين ، وقدم بغداد وحدث بها. روى عنه من أهلها محمّد بن مخلد الدّوريّ ، وعبد الباقي بن قانع ، وأبو بكر الشّافعيّ ، ومحمّد بن عمر بن الجعابي. وكان أحد أئمة أهل الحديث حفظا وإثباتا وثقة وإكثارا ، وله كتب مصنفة في التواريخ والعلل وغير ذلك.

حدّثنا أبو نعيم الحافظ ـ إملاء وما كتبته إلا عنه ـ حدّثنا محمّد بن عمر بن سلم قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن علي البلخيّ ـ وما سمعته إلا منه ـ حدّثنا محمّد بن أحمد بن ماهان ، حدّثنا عبد الصّمد بن حسّان ، حدّثنا سفيان الثوري عن إسماعيل ابن أبي خالدعن قيس عن عبد الله بن مسعود قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يكون ذاكرين إلا كان معهم ، ولا مصلين إلا كان أكثرهم صلاة.

أخبرنا الحسين بن شجاع الصّوفيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد الحافظ البلخيّ ، حدّثنا عصام ـ يعني ابن روّاد بن الجرّاح ـ أخبرنا أبي ، حدّثنا مالك بن أنس عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة ، وعن مالك عن ربيعة عن القاسم عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم من نومه وطعامه وشرابه ، فإذا قضى أحدكم نهمته فليسرع إلى أهله» (١).

__________________

٥٢١٣ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٧٦. وتذكرة الحفاظ ٢ / ٢٣٣. والأعلام ٤ / ١١٨.

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٠ ، ٤ / ٧١ ، ٧ / ١٠٠. وصحيح مسلم ، كتاب الإمارة ١٧٩. وفتح الباري ٩ / ٥٥٥.

٩٣

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال : سمعت أبا القاسم عبد الرّحمن بن محمّد البلخيّ يقول : توفي أبو علي الحافظ سلخ سنة خمس وتسعين ومائتين.

٥٢١٤ عبد الله بن محمّد بن إسماعيل ، التّبّان المصريّ :

قدم بغداد وحدث بها عن عمرو بن مرزوق ، وعمرو بن الحصين ، ومحمّد بن أبي بكر المقدمي. روى عنه أبو عمرو بن السماك.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن إسماعيل التّبّان المصريّ ، حدّثنا محمّد بن أبي بكر المقدمي قال : حدّثنا بشر بن عباد عن بكر بن خنيس قال : حدّثني حمزة النصيبي عن يزيد بن يزيد بن جابر عن أبيه عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تعلموا ما شئتم أن تعلموا ، ولن ينفعكم الله حتى تعلموا بما تقولون» (١).

٥٢١٥ عبد الله بن محمّد بن مرزوق ، العتكيّ :

حدث عن صفوان بن المغلس. روى عنه محمّد بن مخلد الدّوريّ.

٥٢١٦ عبد الله بن محمّد بن عبيدة ، القومسيّ :

قدم بغداد وحدث بها عن أبيه. روى عنه أبو القاسم الطبراني.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبيدة القومسيّ ـ ببغداد ـ حدّثنا أبي ، حدّثنا أبو إسحاق الفزاريّ عن مالك بن مغول عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء والإيمان مقرونان لا يفترقان إلا جميعا» (١).

قال سليمان : لم يروه عن الشعبي إلا مالك ولا عن مالك إلا أبو إسحاق ، تفرد به ابن عبيدة.

__________________

(١) ٥٢١٤ انظر الحديث في : أمالي الشجري ١ / ٦٢. وإتحاف السادة المتقين ١ / ٣٧٣. وحلية الأولياء ١ / ٢٣٦. وكنز العمال ٢٨٧١٨ ، ٢٩١١١.

(١) ٥٢١٦ انظر الحديث في : المعجم الصغير ١ / ٢٢٣. ومجمع الزوائد ١ / ٩٢. وكنز العمال ٥٧٥٩.

٩٤

٥٢١٧ عبد الله بن المعتز بالله أمير المؤمنين واسمه : محمّد بن جعفر المتوكل علي الله بن أبي إسحاق المعتصم بالله ، يكنى أبا العبّاس :

كان متقدما في الأدب ، غزير العلم ، بارع الفضل ، حسن الشعر ، وسمع المبرد وثعلبا وأبا علي العنزي. روى عنه آدابه أحمد بن سعيد الدّمشقيّ وكان مؤدبه ، وروى عنه شعره محمّد بن يحيى الصولي ، وغيره.

قرأت في كتاب عبيد الله بن العبّاس بن الفرات الذي سمعه من العبّاس بن العبّاس ابن المغيرة قال : أخبرني عبد الله بن المعتز أنه ولد لسبع بقين من شعبان سنة سبع وأربعين ـ يعني ومائتين ـ.

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطبري ، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثني أبو العبّاس عبد الله بن المعتز قال : كان أبو العبّاس محمّد بن يزيد النّحويّ المبرد يجيئني كثيرا إذا خرج من عند إسماعيل القاضي لقرب داره من داري ، وكنت لقيت أبا العبّاس أحمد بن يحيى في المسجد الجامع وكان يتشوقني ويعتذر من تأخره عني ، وكنت قد امتنعت من الركوب إلى المسجد وغيره فكتبت إليه :

ما وجد صاد في الحبال موثق

بماء مزن بارد مصفق

جادت به أخلاف دجن مطبق

لصخرة إن تر شمسا تبرق

فهو عليها كالزجاج الأزرق

صريح غيث خالص لم يمذق

إلا كوجدي بك لكن أتقي

يا فاتحا لكل علم مغلق

وصيرفيا ناقدا للمنطق

إن قال هذا بهرج لم ينفق

إنا على البعاد والتفرق

لنلتقي بالذكر إن لم نلتق

فكتب إلىّ يشكر ويقول : إنه ليس ممن يعمل الشعر فيجيب. ويشبه أول أبياتي بقول جميل :

فما صاديات حمن يوما وليلة

على الماء يغشين العصي حوان

لوائب لم يصددن عنه بوجهه

ولا هن من برد الحياض دوان

يرين حباب الماء والموت دونه

فهن لأصوات السقاة روان

بأبعد مني غل صدر ولوعة

عليك ولكن العدو عداني

__________________

٥٢١٧ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٨٤. والأغاني ١٠ / ٣٧٤. ومعاهد التنصيص ٢ / ٣٨. ووفيات ـ

٩٥

وأن آخر أبياتي يشبه قول رؤبة :

إني إذا لم ترني فإنني

أراك بالغيب وإن لم ترني

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن حسنويه بن إبراهيم الأبيوردي ، أخبرنا أبو علي زاهر ابن أحمد بن أبي بكر السّرخسيّ ـ بها ـ أخبرنا محمّد بن يحيى الصولي قال : سمعت عبد الله بن المعتز يوما يشكو الزمان ، ثم قال : أنا والله كما قال ابن مفرغ اليحصبي :

طرب الفؤاد وعادني أحزاني

وذكرت غفلة باطلي وزماني

عالجت أياما أشبن ذوائبي

ورميت دهرا عارما ورماني

وذكر يوما إخوانه فقال أنا فيهم كما قال أبو تمام :

ذو الود مني وذو القربى بمنزلة

وإخوتي أسوة عندي وإخواني

عصابة جاورت آدابهم أدبي

فهم وإن فرقوا في الأرض جيراني

أرواحنا في مكان واحد وغدت

أبداننا بشآم أو خراسان

ورب نائي المغاني روحه أبدا

لصيق روحي ودان ليس بالداني

حدّثنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين العكبريّ ، حدّثنا أبو محمّد الحسن ابن محمّد بن يحيى المقرئ ـ بسر من رأى ـ حدّثني عثمان بن عيسى بن هارون الهاشميّ قال : كنت عند ابن المعتز ، وكان قد كتب أبو أحمد بن المنجم إلى أخيه أبي القاسم رقعة يدعوه فيها ، فغلط الرسول فجاء فأعطاها لابن المعتز ـ وأنا عنده ـ فقرأها وعلم أنها ليست إليه ، فقلبها وكتب :

دعاني الرسول ولم تدعني

ولكن لعلي أبو القاسم

فأخذ الرسول الرقعة ومضى ، وعاد عن قرب وإذا فيها مكتوب :

أيا سيدا قد غدا مفخرا

لهاشم إذ هو من هاشم

تفضل وصدق خطا الرسو

ل تفضل مولى على خادم

فما إن تطاق إذا ما جدد

ت وهزلك كالشهد للطاعم

فدى لك من كل ما تتق

يه أبو أحمد وأبو القاسم

قال : فقام فمضى إليه.

__________________

ـ الأعيان ١ / ٢٥٨. وثمار القلوب ١٥٠. وتاريخ الخميس ٢ / ٣٤٦. وفوات الوفيات ١ / ٢٤١. ومفتاح السعادة ١ / ١٩٩.

٩٦

أنشدنا أبو نعيم الحافظ ، أنشدنا عبد الله بن جعفر بن إسحاق الجابري الموصليّ ـ بالبصرة ـ قال : أنشدنا عبد الله بن المعتز :

ما عابني إلا الحسو

د وتلك من خير المعايب

والخير والحساد مقر

ونان إن ذهبوا فذاهب

وإذا ملكت المجد لم

تملك مذمات الأقارب

وإذا فقدت الحاسد

ين فقدت في الدّنيا الأطايب

وأنشدنا أبو نعيم قال : أنشدنا الجابري قال : أنشدنا عبد الله بن المعتز :

فما تنفع الآداب والعلم والحجى

وصاحبها عند الكمال يموت

كما مات لقمان الحكيم وغيره

فكلهم تحت التراب صموت

أخبرنا علي بن المحسن المعدل ، حدّثني أبي ، أخبرنا أبو بكر الصولي قال : كان القاسم بن عبيد الله الوزير قد تقدم عند وفاة المعتضد بالله ، إلى صاحب الشرطة مؤنس الخادم أن يوجه إلى عبد الله بن المعتز ، وقصى بن المؤيد ، وعبد العزيز بن المعتمد ، فيحبسهم في دار ، ففعل ذلك ، فكانوا محبسين خائفين إلى أن قدم المكتفي بالله بغداد فعرف خبرهم ، فأمر بإطلاقهم ، ووصل كل واحد منهم بألف دينار. قال : فحدّثنا عبد الله بن المعتز قال : سهرت ليلة دخل في صبيحتها المكتفي إلى بغداد ، فلم أنم خوفا على نفسي ، وقلقا بوروده ، فمرت بي في السحر طير فصاحت ، فتمنيت أن أكون مخلى مثلها ، لما يجري عليّ من النكبات ، ثم فكرت في نعم الله عليّ ، وما خاره لي من الإسلام ، والقربة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وما أؤمله من البقاء الدائم في الآخرة ، فقلت في الحال :

يا نفس صبرا لعل الخير عقباك

خانتك من بعد طول الأمن دنياك

مرت بنا سحرا طير ، فقلت لها

طوباك يا ليتني إياك ، طوباك

لكن هو الدهر فألقيه على حذر

فرب مثلك تنزو بين أشراك

وقيل إن ابن المعتز تمثل في الليلة التي قتل في صبيحتها بهذه الأبيات وضم إليها أبياتا أخر ، ونحن نذكرها في آخر أخباره إن شاء الله. وقد كان جعفر المتقدر بالله اضطرب عليه عسكره فخلعوه وبايعوا لابن المعتز بالخلافة ، ثم عادوا إلى المقتدر فأذعنوا بطاعته ، واستخفى ابن المعتز ، ثم ظهر عليه فسلم إلى المقتدر فقتله ، ولم يلبث

٩٧

ابن المعتز بعد أن بويع غير يوم واحد حتى تفرق الناس عنه ، وكانت هذه القصة في سنة ست وسبعين ومائتين.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، أخبرنا المعافى بن زكريا قال : حدثني بعض شيوخنا أن بعضهم حدثه أنه لما كان من خلع المقتدر في المرة الأولى ما كان ، وبويع عبد الله بن المعتز بالخلافة ، دخل على شيخنا أبي جعفر الطبري فقال : ما الخبر وكيف تركت الناس ـ أو نحو هذا من القول ـ فقال له : قد بويع عبد الله بن المعتز ، قال فمن رشح للوزارة؟ فقال محمّد بن داود بن الجرّاح قال : فمن ذكر للقضاء؟ فقال الحسن بن المثنى ، قال : فأطرق قليلا ثم قال : هذا أمر لا يتم ولا ينتظم ، قال : فقلت له : وكيف؟ فقال كل واحد من هؤلاء الذين سميت متقدم في معناه ، عالي الرتبة في أبناء جنسه ، والزمان مدبر ، والدّنيا مولية ، وما أرى هذا إلا إلى اضمحلال وانتقاص ، ولا يكون لمدته طول ، فكان الأمر كما قال.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : سنة ست وتسعين ومائتين فيها سعى جماعة من الكتاب والقواد بعضهم إلى بعض عازمين على خلع المقتدر ، والبيعة لعبد الله بن المعتز ، فناظروه في ذلك فأجابهم على أن لا يسفك دم ، ولا يكون حرب ، فأخبروه أن الأمر لا يسلم عفوا ، وأن جميع من وراءهم قد رضوا به ، فصاروا إلى دار سليمان بن وهب ، ووجهوا إلى عبد الله بن المعتز فأحضروه ، وجاء محمّد بن داود بن الجرّاح ، وعلي بن عيسى ، ومحمّد بن عبدون ، وأحضر أبو عمر محمّد بن يوسف ، وبويع لعبد الله بن المعتز ، وسلم عليه بالخلافة ، وصير محمّد بن داود وزيرا ، وكان محمّد بن سعيد الأزرق ، يستحلف الناس على البيعة ، وهذا كله ليلة الأحد ـ يعني لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ـ فلما أصبحوا في يوم الأحد خرج جماعة من الخزر من دار المقتدر ، فصاعدوا في الشذى والطيارات فلما بصروا بهم تفرقوا وولوا منهزمين لا يلوون على أحد. وانتهبت دار العبّاس بن الحسن ، ودار محمّد بن داود ، ومنازل جماعة ، وهرب عبد الله ابن المعتز ومحمّد بن داود ، ومن كان معهم في القصة ، وصعد ابن المعتز في زورق وعبر إلى دار ابن الجصاص واستخفى عنده ، وسعى خادم لابن الجصاص بابن المعتز ، فأخذ فحدر إلى دار الخليفة ، ثم سلم إلى مؤنس الخادم فقتله ، ووجه به إلى منزله فدفن هنالك.

٩٨

أخبرنا الحسين بن محمّد ـ أخو الخلّال ـ أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الشطي ـ بجرجان ـ قال أنشدنا أبو القاسم الكريزي قال : أنشدنا أحمد بن محمّد بن عبّاس بن مهران لعبد الله بن المعتز أنه قال في الليلة التي قتل فيها في صبيحتها :

يا نفس صبرا لعل الخير عقباك

خانتك من بعد طول الأمن دنياك

مرت بنا سحرا طير فقلت لها

طوباك ـ يا ليتني إياك ـ طوباك

إن كان قصدك شرقا فالسلام على

شاطئ الصراة ابلغي إن كان مسراك

من موثق بالمنايا لا فكاك له

يبكي الدماء على إلف له باكي

فرب آمنة حانت منيتها

ورب مفلتة من بين أشراك

أظنه آخر الأيام من عمري

وأوشك اليوم أن يبكي لي الباكي

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا علان الرّزّاز قال : قال أبو الحسن الجاماسبي : حدّثني أبو قتيبة قال : لما أن أقاموا عبد الله بن المعتز إلى الجهة التي تلف فيها ، أنشأ قائلا :

وقل للشامتين بنا رويدا

أمامكم المصائب والخطوب

هو الدهر الذي لا بد من أن

يكون إليكم منه ذنوب

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي. قال : سنة ست وتسعين ومائتين فيها قتل ابن المعتز ، بعد أن خلع المقتدر وأخذت البيعة لابن المعتز على كثير من القواد ، فمكث يوما واختلف القوم على ابن المعتز فاختفى ، فأنذر به المقتدر فأمر بحمله إليه ، فحمل وقتل ، وذلك في ربيع الأول من سنة ست وتسعين ومائتين.

أنبأنا إبراهيم بن مخلد ، أخبرنا إسماعيل بن على الخطبي ، قال : مات أبو العبّاس عبد الله بن المعتز بالله في محبسه يوم الأربعاء لليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين ، وهو ابن ثمان وأربعين سنة وسبعة أشهر وأيام ، وحمل إلى داره التي على الصراة فدفن بها ، وكان غزير الأدب ، كثير الشعر ، وكان يخضب بالسواد ، وزعموا أن مولده في شعبان سنة سبع وأربعين قبل قتل المتوكل بأربعين ليلة.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن على الواسطيّ قال : أنشدنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال : أنشدنا أبو بكر محمّد بن خلف المرزبان قال : أنشدت لعلى بن محمّد ـ يعني ابن بسام ـ يرثى ابن المعتز :

٩٩

لله درك من ملك بمضيعة

ناهيك في العقل والآداب والحسب

ما فيه لو لا ولا ليت فينقصه

وإنما أدركته حرفة الأدب

٥٢١٨ عبد الله بن محمّد بن حمويه ، أبو محمّد النّيسابوريّ :

قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن حفص السلمي. روي عنه محمّد بن مخلد.

حدّثني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن حمويه النّيسابوريّ ، حدّثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ، حدّثني أبو خالد إبراهيم بن سلم ، حدّثني عبد الله بن عمران البصريّ ، عن محمّد بن جحادة ، عن أبي صادق ، عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «دخلت أنا وأبو بكر الغار ، واجتمعت العنكبوت فنسجت بالباب ـ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا تقتلوهن» (١).

٥٢١٩ عبد الله بن محمّد بن صالح بن مساور ، أبو محمّد البكريّ ـ ويقال : الباهليّ ـ :

من أهل سمرقند. كان ممن عنى بطلب الحديث والآثار ، ورحل في ذلك ، وجالس الحفاظ ، وكتب عنهم ، وحدث عن أحمد بن نصر العتكيّ ، وعلي بن إسحاق الحنظلي ، وعبد الله بن عبد الرّحمن الدّارميّ السّمرقنديّين ، ورجاء بن مرجى المروزيّ ، ويحيى بن حكيم المقوم البصريّ ، ومحمّد بن سفيان بن أبي الزرد الأبلي وغيرهم.

روى عنه أهل سمرقند ، وخراسان ، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه من أهلها : محمّد بن مخلد الدّوريّ ، وعبد الصّمد بن علي الطستي ، وأحمد بن محمّد ابن عبد الله الجوهريّ ، ومحمّد بن الحسين بن محمّد بن حاتم الطويل ، وعبد الباقي ابن قانع القاضي ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وكان ثقة.

أخبرنا محمّد بن طلحة النعالي والحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف ـ قال ابن طلحة : حدّثنا ، وقالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ.

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر ، حدّثنا عبد الصّمد بن علي الطستي قالا : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن صالح السّمرقنديّ ـ زاد ابن طلحة أبو محمّد ، ثم اتفقوا ـ قال :

__________________

(١) ٥٢١٨ انظر الحديث في : الدر المنثور ٥ / ١٤٥. والكامل لابن عدي ١ / ٢٦٠.

٥٢١٩ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٢٢.

١٠٠