تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦

ثلاثا ، وترحل الساعة؟ قال : أجمت المنزل (١) ، فرحل ورحل الناس ، وقربت له ناقة ليركب وجاءوه بمجمر يتبخر ، فقمت بين يديه فقال : ما عندك؟ فقلت : رحل الناس فأخذ فحمة من المجمر فبلها بريقه ، وقام إلى الحائط فجعل يكتب على الحائط بريقه حتى كتب أربعة أسطر ، ثم قال : اركب يا ربيع ، فكان في نفسي هم لا أعلم ما كتب ثم حججنا فكان من أمر وفاته ما كان ، ثم رجعت من مكة فبسط لي في الموضع الذي بسط له فيه بالقادسية ، فدخلت وفي نفسي أن أعلم ما كتب على الحائط ، فإذا هو قد كتب على الحائط :

المرء يأمل أن يعيش

وطول عمر قد يضره

تبلى بشاشته ويبقى

بعد حلو العيش مره

وتخونه الأيام حتى

لا يرى شيئا يسره

كم شامت بي إن هلكت

وقائل لله دره

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء قال : ومات أبو جعفر ببئر ميمون من مكة وهو محرم ، فدفن مكشوف الوجه ، لست خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة ، ونقش خاتمه ، الله ثقة عبد الله وبه يؤمن ، وكان عمره ثلاثا وستين سنة ، وخلافته إحدى وعشرون سنة ، وأحد عشر شهرا ، وثمانية أيام.

٥١٨٠ عبد الله بن محمّد بن عمران بن إبراهيم بن محمّد بن طلحة بن عبيد الله ، أبو محمّد التّيميّ (٢) :

من أهل مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ولاه هارون الرّشيد قضاء المدينة ، ومكة ، ثم عزله فقدم بغداد ، وأقام في ناحية الرّشيد ، وسافر معه إلى الري فمات بها.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم. وأخبرنا علي بن أبي علي ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص ، وأحمد بن عبد الله الدّوريّ قالوا : حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال : عبد الله بن محمّد بن عمران بن إبراهيم ابن محمّد بن طلحة ، ولاه أمير المؤمنين الرّشيد قضاء المدينة ، ثم صرفه عن القضاء وولاه مكة ، ثم صرفه عن مكة ورده إلى قضاء المدينة ، ثم صرفه عن قضاء المدينة

__________________

(١) يعنى كرهته ومللته.

(٢) ٥١٨٠ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٦١.

٦١

وكان معه حتى هلك بطوس ، مخرج أمير المؤمنين الرّشيد إلى خراسان الذي هلك فيه الرّشيد.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : عبد الله بن محمّد بن عمران بن إبراهيم بن محمّد بن طلحة ، ويكنى أبا محمّد ؛ مات بالري سنة تسع وثمانين ومائة.

٥١٨١ عبد الله بن محمّد بن عمارة ، أبو محمّد الأنصاريّ ، ويعرف بابن القدّاح:

من أهل مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. حدث عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب ، وسليمان بن بلال ، ويعقوب بن محمّد بن أبي صعصعة الحارثي ، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي ، وسليمان بن داود بن الحصين ، ومخرمة بن عبد الله ابن بكير ، وعبد الرّحمن بن أبي الزّناد. روى عنه محمّد بن سعد كاتب الواقديّ ، ويحيى بن معلى بن منصور ، ومحمّد بن علي بن المغيرة الأثرم ، وعمر بن شبة النميري ، والفضل بن سهل الأعرج. وكان عالما بالنسب ، سكن بغداد وله كتاب في نسب الأنصار خاصة يرويه عنه مصعب بن عبد الله الزّبيري ، وابن القدّاح ، يقول في كتابه كان فلان هاهنا ـ يعني ببغداد ـ ثم انتقل إلى المدينة.

حدّثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ـ إملاء ـ حدّثنا فضل الأعرج ، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن عمارة ، حدّثنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن زهرة بن معبد عن أبي عبد الرّحمن الحبلي عن أبي أيّوب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان يقول إذا أكل : «الحمد لله الذي أطعم وسقى ، وسوغه وجعل له مخرجا» (١).

٥١٨٢ عبد الله بن محمّد بن حميد بن الأسود ، أبو بكر البصريّ ابن أخت عبد الرّحمن بن مهديّ :

كان قاضي همذان ، ويعرف بابن أبي الأسود ، وأبو الأسود هو حميد جده. سمع مالك بن أنس ، وحمّاد بن زيد ، وأبا عوانة ، وعبد الواحد بن زياد ، وبشر بن المفضل ،

__________________

(١) ٥١٨١ انظر الحديث في : سنن أبي داود ، كتاب الأطعمة باب ٥٣. والمعجم الكبير ٤ / ٢١٨. وصحيح ابن حبان ١٣٥١. وفتح الباري ٩ / ٥٨١.

٦٢

والفضل بن العلاء ، ووهب بن جرير ، ويزيد بن زريع ، وسعيد بن عامر ، وأبا داود الطّيالسيّ. روى عنه محمّد بن يحيى الذهلي ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، وسليمان ابن توبة النهرواني ، وعبّاس بن محمّد الدّوريّ ، وأحمد بن إسحاق الوزّان ، وإبراهيم الحربيّ ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا. وكان حافظا متقنا سكن بغداد ، وحدث بها.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي ، حدّثنا أحمد بن إسحاق الوزّان ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الأسود ابن أخت عبد الرّحمن بن مهديّ ، حدّثنا غندر عن شعبة عن حبيب بن الزّبير عن ابن أبي الهذيل ، عن عمرو بن العاص قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الناس تبع لقريش في الخير والشر» (١).

أخبرني الأزهري وعلي بن محمّد المالكي قالا : أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي بن المدينيّ قال : سمعت أبي يقول : مات أبو عوانة وأنا في الكتاب ، وبيني وبين [ابن] أبي الأسود ستة أشهر ، وذهب إلى أن سماعه من أبي عوانة ضعيف لأنه كان صغيرا.

قرأت على البرقاني ، عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاريّ ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سألت يحيى بن معين عن أبي بكر بن أبي الأسود ابن أخت عبد الرّحمن ابن مهديّ فقال : ما أرى به بأسا ، ولكنه سمع من أبي عوانة وهو صغير ، وقد كان يطلب الحديث.

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : كان يحيى بن معين سيئ الرأي في أبي بكر بن أبي الأسود.

__________________

٥١٨٢ انظر : تهذيب الكمال ٣٥٢٩ (١٦ / ٤٦). وسؤالات ابن محرز لابن معين ، ترجمة ٣٤٣. والتاريخ الكبير ٥ / ترجمة ٥٩٤. والصغير ٢ / ٣٤٩. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٧٣٣. وثقات ابن حبان ٨ / ٣٤٨. وشيوخ أبي داود للجياني ، الورقة ٨٢. والجمع ١ / ٢٦٦. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٤٩٧. والكاشف ٢ / ترجمة ٢٩٨٤. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٨٣. وميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٤٥٥٩. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٣١٩. ونهاية السئول ، الورقة ١٨٦. وتهذيب التهذيب ٦ / ٦. والتقريب ١ / ٤٤٦. وخلاصة الخزرجي ٢ / ترجمة ٣٧٧٦.

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ١٤١٥. ومسند أحمد ٢ / ٢٤٣ ، ٣ / ٣٣١ ، ٣٧٩ ، ٣٨١. ومجمع الزوائد ٥ / ١٩٥.

٦٣

أخبرنا علي بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال: وسئل يحيى بن معين وأنا أسمع عن أبي بكر بن أبي الأسود ابن أخت عبد الرّحمن بن مهديّ فقال : لا بأس به.

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت الجوهريّ يقول : أبو بكر بن أبي الأسود اسمه عبد الله بن محمّد بن الأسود ، رأيته لا يخضب ، أبيض الرأس واللحية ، ومات ببغداد سنة ثلاث وعشرين ومائتين ، وهو ابن ستين سنة.

أخبرني الحسن بن أبي بكر قال : كتب إلىّ محمّد بن إبراهيم الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال : حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ ، حدثني أبو حسّان الزيادي قال : سنة ثلاث وعشرين ومائتين ، فيها مات عبد الله بن محمّد بن حميد بن الأسود ـ ويكنى أبا بكر ـ في جمادى الآخرة وهو ابن ستين سنة.

٥١٨٣ ـ عبد الله بن أبي الشّيص محمّد بن عبد الله بن رزين ، الخزاعيّ الشّاعر:

رثا محمّد بن علي بن موسى الرضى ، وأبا تمام الطائي. روى عنه بعض شعره عمرو بن بحر الجاحظ ، وعلي بن مهديّ الكشوري.

قرأت على الحسن بن علي الجوهريّ ، عن محمّد بن عمران المرزباني قال : حدثني علي بن أبي منصور ، أخبرنا محمّد بن موسى البربريّ عن دعبل بن علي قال : من شعراء بغداد عبد الله بن أبي الشيص ، واسمه محمّد بن عبد الله بن رزين الخزاعيّ ، وهو القائل :

أظن الدهر قد آلى فبرّ

بأن لا يكسب الأموال حرا

لقد قعد الزمان بكل حر

ونقص من قواه المستمرا

كأن صفائح الأحرار أردت

أباه فحارب الأحرار طرا

وأمكن من رقاب المال قوما

وملكهم به نفعا وضرا

إذا رفعت بنو الأنساب صوتا

أعادوا الجهر بالأنساب سرا

فأصبح كل ذي شرف ركوبا

لأعناق الدجى بحرا وبرا

يهتّك جيب درع الليل عنه

إذا ما جيب درع الليل زرا

٦٤

يراقب للغنى وجها ضحوكا

ووجها للمنية مكفهرا

ليكسب من أقاصي الأفق كسبا

يحل به المحل المشمخرا

ومن جعل الظلام له قعودا

أصاب به الدجى خيرا وشرا

٥١٨٤ عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان بن أخنس بن خنيس ، أبو جعفر الجعفي البخاريّ المسنديّ (١) :

قيل له المسندي لأنه كان يطلب الأحاديث المسندة ، ويرغب عن المقاطيع والمراسيل. وهو مولى محمّد بن إسماعيل البخاريّ من فوق. سمع سفيان بن عيينة ، وفضيل بن عياض وحرمي بن عمارة ، وأبا عامر العقدي ، ويحيى بن آدم ، وهشام بن يوسف ، وعبد الرزاق بن همام ، وأبا عاصم النّبيل ، وإسحاق الأزرق. وأبا النّضر هاشم بن القاسم ، وعبد الصّمد بن عبد الوارث. روى عنه البخاريّ في صحيحه ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرّازيّان ، وأحمد بن سيّار ، ومحمّد بن نصر المروزيّان ، وقدم بغداد وحدث بها ، فروى عنه من أهلها حمدون بن عمارة البزّاز.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح ـ النهرواني ببغداد ـ أخبرنا علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا حمدون بن عمارة البزّاز أبو جعفر ـ حدّثنا أبو جعفر عبد الله بن محمّد البخاريّ المسندي ، حدّثنا هشام بن يوسف ، حدّثنا معمر عن عمرو بن مسلم عن عكرمة عن ابن عبّاس : أن امرأة ثابت بن قيس اختلعت من زوجها فجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عدتها حيضة ونصفا.

أخبرنا علي بن محمّد السّمسار ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال : وعبد الله بن محمّد المسندي البخاريّ الجعفي قدم بغداد.

أخبرنا هناد بن إبراهيم النسفي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ أخبرنا أبو محمّد سهل بن عثمان بن سعيد ، حدّثنا أبو الحسن

__________________

(١) ٥١٨٤ انظر : تهذيب الكمال ٣٥٣٦ (١٦ / ٥٩). والمنتظم ١٠ / ١٤٧. والتاريخ الكبير ٥ / ترجمة ٥٩٧. والصغير ٢ / ٣٥٨. والكنى لمسلم ، الورقة ١٨. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٧٤٥. وثقات ابن حبان ٨ / ٣٥٤. وتقييد المهمل ، الورقة ٩٥ ب. والمعجم المشتمل ، ترجمة ٤٩٩. وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٥٨. والكاشف ٢ / ترجمة ٢٩٩١. والعبر ١ / ٤١٥. وتذكرة الحفاظ ٤٩٢. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٨٤. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٣١٩ ، ٣٢٠. وشرح علل الترمذي ، لابن رجب ١٧٢. ونهاية السئول ، الورقة ١٨٦. وتهذيب التهذيب ٦ / ٩ ـ ١٠. والتقريب ١ / ٤٤٧. وخلاصة الخزرجي ٢ / ترجمة ٣٧٨٤.

٦٥

علي بن محمّد بن منصور بن قريش ، حدّثنا خلف بن عامر : قال محمّد بن إسماعيل البخاريّ قال لي الحسن بن شجاع : من أين يفوتك الحديث وأنت وقعت على هذا الكنز؟ يعني المسندي.

حدّثنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : عبد الله بن محمّد أبو جعفر الجعفي مات سنة تسع وعشرين ومائتين ، لست ليال بقين من ذي القعدة يوم الخميس أول النهار.

أخبرنا هناد بن إبراهيم النسفي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ببخارى قال : توفي أبو جعفر عبد الله بن محمّد المسندي يوم الخميس لست بقين من ذي الحجة سنة تسع وعشرين ومائتين.

٥١٨٥ عبد الله بن محمّد بن إبراهيم بن عثمان ، أبو بكر العبسيّ المعروف بابن أبي شيبة :

من أهل الكوفة. ولد سنة تسع وخمسين ومائة ، وسمع شريك بن عبد الله ، وأبا الأحوص سلام بن سليم ، وسفيان بن عيينة ، وعمرو بن عبيد ، وهشيما ، وعبد الله بن المبارك ، وحفص بن غياث ، وعباد بن العوّام ، وعبد الله بن إدريس وأبا أسامة ، وعبد الله بن نمير ، وأبا خالد الأحمر ، وحسين بن علي الجعفي ، ومحمّد بن بشر العبدي ، وعبد الرّحمن المحاربي ، ومحمّد بن فضيل ، ووكيعا ، وأبا نعيم ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الرّحمن بن مهديّ. روى عنه أحمد بن حنبل ، وابنه عبد الله بن أحمد ، وعبّاس بن محمّد الدّوريّ ، ويعقوب بن شيبة ، ومحمّد بن عبيد الله بن المنادي ،

__________________

٥١٨٥ انظر : تهذيب الكمال ٣٥٢٦ (١٦ / ٣٤ ـ ٤٢). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٢٩. وطبقات ابن سعد ٦ / ٤١٣. وطبقات خليفة ١٧٣. والتاريخ الصغير للبخاري ٢ / ٣٦٥. والكنى لمسلم ، الورقة ١٢. وثقات العجلي ، الورقة ٣١. والمعرفة ليعقوب ١ / ٢١٠. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٧٣٧. والمقدمة ١ / ٢٩٣ ، ٣١٥ ، ٣١٩ ، ٣٣٨. وثقات ابن حبان ٨ / ٣٥٨. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٦٨٩. وعلل الدار قطني ٣ / الورقة ١٧١. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ٩٦. والسابق واللاحق ٢٥٧. وشيوخ أبي داود للجياني ، الورقة ٨٢. والجمع لابن القيسراني ١ / ٢٥٩. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٤٩٢. والكامل في التاريخ ٧ / ٤٥. وسير أعلام النبلاء ١١ / ١٢٢. وتذكرة الحفاظ ٢ / ٤٣٢. والكاشف ٢ / الترجمة ٢٩٨١. والعبر ١ / ٤٢١. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٨٢. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٤٦ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٤٥٤٩. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٣١٨ ـ ٣١٩. والتقريب ١ / ٤٤٥. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٣٧٧٣. وشذرات الذهب ٢ / ٨٥.

٦٦

ومحمّد بن إبراهيم المربع ، وإبراهيم الحربيّ ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، والحسن ابن علي المعمري ، ومحمّد بن عبدوس بن كامل ، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأبو القاسم البغوي ، وغيرهم.

وكان متقنا حافظا مكثرا ، صنف المسند والأحكام والتفسير ، وقدم بغداد وحدث بها. وهو أخو عثمان والقاسم ابني أبي شيبة.

أخبرنا البرقاني قال : قرئ على أبي بكر بن مالك ـ وأنا أسمع ـ حدثكم عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد ـ قال عبد الله : وسمعته أنا من عبد الله بن محمّد ـ قال : حدّثنا أبو خالد الأحمر عن عبيد الله عن نافع قال : رأيت عبد الله بن عمر استلم الحجر ثم قبل يده. وقال : ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يفعله.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : قدم علينا أبو بكر بن أبي شيبة بغداد فحدّثنا في المحرم يقبّل امرأته وبهذه الأحاديث.

وقرأها علينا أبو عبد الرّحمن في كتاب المناسك الصغير المختصر وهي عشرة أحاديث ـ قال في كلها أبو عبد الرّحمن ـ حدثني أبو بكر ثم قال في آخرها فعرضتها على أبي ، فقال لي : ألا قلت له أيش تقول في المحرمة تقبل زوجها؟ فرجعت إلى ابن أبي شيبة. فقلت له : يا أبا بكر إني عرضت على أبي أحاديثك في المحرم يقبل زوجته ، فقال لي أبي أيش تقول في المحرمة تقبل زوجها؟ فسكت؟ ثم قال : ما عندي فيه شيء ، فحدّثنا عبد الله قال : فحدثته بهذا الحديث. حدثني أبي ، حدّثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج الخولاني ، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز ، حدثني عطاء بن أبي رباح قال : على المحرم إذا قبل امرأته شاة ، وعلى المحرمة مثل ذلك إذا طاوعته. فقال ابن أبي شيبة : ما سمعت هذا ولا أعرفه. ثم قال : قدمنا بغداد منذ نحو من أربعين سنة فما كان أحد يقوم في وجوهنا في الأبواب ـ أو قال : في حفظ الحديث إلا أبو هذا ـ يعني أحمد بن حنبل قال له رجل : فيحيى بن معين كان يحفظ؟ فقال أبو بكر : كان فيه مئونة.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها أشخص المتوكل الفقهاء والمحدثين فكان فيهم مصعب

٦٧

الزّبيريّ ، وإسحاق بن أبي إسرائيل وإبراهيم بن عبد الله الهرويّ ، وعبد الله وعثمان ابنا محمّد بن أبي شيبة الكوفيّان ، وهما من بني عبس ـ وكانا من حفاظ الناس ـ فقسمت بينهم الجوائز وأجريت عليهم الأرزاق ، وأمرهم المتوكل أن يجلسوا للناس وأن يحدثوا بالأحاديث التي فيها الرد على المعتزلة والجهمية وأن يحدثوا بالأحاديث في الرؤية ، فجلس عثمان بن محمّد بن أبي شيبة في مدينة أبي جعفر المنصور ، ووضع له منبر واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا من الناس. فأخبرني حامد بن العبّاس أنه كتب عن عثمان بن أبي شيبة. وجلس أبو بكر بن أبي شيبة في مسجد الرصافة ، وكان أشد تقدما من أخيه عثمان ، واجتمع عليه نحو من ثلاثين ألفا ، ومات في هذه السنة أبو بكر ابن أبي شيبة.

قلت : ذكر وفاة أبي بكر في هذه السنة وهم ، لأنه مات في سنة خمس وثلاثين.

أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن محمّد الشّيباني ، حدّثنا الحسن بن محمّد بن شعبة ، حدثني محمّد بن إبراهيم المربع الحافظ. قال : قدم علينا أبو بكر بن أبي شيبة فانقلبت به بغداد ، ونصب له المنبر في مسجد الرصافة فجلس عليه. فقال من حفظه : حدّثنا شريك ، ثم قال : هي بغداد ، وأخاف أن تزل قدم بعد ثبوتها ، يا أبا شيبة هات الكتاب.

قلت : أبو شيبة هو ابنه واسمه إبراهيم.

حدثني عبد العزيز بن علي الورّاق ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد ، حدّثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري قال : قعد أبو بكر بن أبي شيبة في الرصافة يحدث الناس ، فحدث أول المجلس عن ابن الفضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله ابن الحارث قال : حدثني عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «احفظوني في العبّاس فإنه بقية آبائي وإن عم الرجل صنو أبيه» (١) فزاد في لفظه ما ليس في الحديث ثم أملاه أبو بكر علينا في المجلس الثاني بطوله لم يستغرق هذا الكلام فيه.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا الحسين بن علي التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا الميموني قال : تذاكرنا يوما شيئا اختلفوا فيه فقال رجل

__________________

(١) انظر الحديث في : المعجم الصغير ١ / ٢٠٧. ومجمع الزوائد ٩ / ٢٦٩. والكامل لابن عدي ٢ / ٧٦٨. وكنز العمال ٣٣٣٨٩.

٦٨

ابن أبي شيبة يقول عن عفّان. قال أبو عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ دع ابن أبي شيبة في ذا. انظر أيش يقول غيره : يريد أبو عبد الله كثرة خطئه.

قلت : وأرى أن أبا عبد الله لم يرد ما ذكره الميموني من أن أبا بكر كثير الخطا ، وأظن حديث عفّان الذي ذكر له عن أبي بكر قد كان عنده فأراد غيره ليعتبر به الخلاف ، والله أعلم.

أخبرنا البرقاني قال : قرئ على أبي علي بن الصّوّاف ـ وأنا أسمع ـ حدثكم جعفر ابن محمّد الفريابي قال : سألت محمّد بن عبيد الله بن نمير عن بني أبي شيبة ـ ثلاثتهم ـ فقال فيهم قولا لم أحب أن أذكره.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن العبّاس العصمي ، حدّثنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن يونس الحافظ ، حدّثنا عثمان بن سعيد الدّارميّ قال : سمعت يحيى الحماني يقول : أولاد ابن أبي شيبة من أهل العلم ، كانوا يزاحموننا عند كل محدث.

قرأت على أحمد بن علي المحتسب عن محمّد بن عمران الكاتب قال : حدثني عمر بن علي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن المربع قال : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول: ربانيو الحديث أربعة : فأعلمهم بالحلال والحرام أحمد بن حنبل ، وأحسنهم سياقة وأداء له علي بن المدينيّ ، وأحسنهم وضعا لكتاب ابن أبي شيبة ، وأعلمهم بصحيح الحديث وسقيمه يحيى بن معين.

أخبرنا أبو سعد الماليني ـ قراءة ـ أخبرنا عبد الله بن عديّ الحافظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا عبد الله بن أسامة الكلبيّ ، حدّثنا عبد الله بن أبي زياد ، عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال : انتهى الحديث إلى أربعة : إلى أبي بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين وعلي بن المدينيّ ، فأبو بكر أسردهم له ، وأحمد أفقههم فيه ، ويحيى أجمعهم له ، وعلي أعلمهم به.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، حدّثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النضر قال : قال علي بن المدينيّ : قدم علينا أبو بكر بن أبي شيبة ، ويحيى وعبد الرّحمن باقيين ، قال فأراد الخائب ـ يعني سليمان الشاذكوني ـ أن يذاكره ، فاجتمع الناس في مسجد الجامع قال : فقال لي عبد الرّحمن ابن مهديّ : اذهب فامنعهما فإني أخشى أن تقع فتنة يتعصب مع هذا قوم ومع هذا قوم.

٦٩

أخبرنا أبو سعيد الماليني ، حدّثنا عبد الله بن عديّ قال : سمعت أحمد بن محمّد ابن سعيد يقول : سمعت عبد الرّحمن بن خراش يقول : سمعت أبا زرعة الرّازيّ يقول : ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة ، فقلت له : يا أبا زرعة! فاصحابنا البغداديّون؟ قال : دع أصحابك إنهم أصحاب مخاريق ، ما رأيت أحفظ من أبي بكر.

وأخبرنا الماليني ، حدّثنا ابن عديّ قال : سمعت عبدان يقول : كان يقعد عند الأسطوانة ، أبو بكر وأخوه ، ومشكدانة ، وعبد الله بن البراد (١) ، وغيرهم وكلهم سكوت إلا أبو بكر فإنه يهدر. قال ابن عديّ : والأسطوانة هي التي يجلس إليها ابن سعيد. قال لي ابن سعيد : هي أسطوانة ابن مسعود ، وجلس إليها بعده علقمة وبعده إبراهيم ، وبعده منصور ، وبعده الثوري ، وبعده وكيع ، وبعده أبو بكر بن أبي شيبة ، وبعده مطين ، وبعده ابن سعيد.

أخبرنا علي بن أبي علي قال : قرأنا على الحسين بن هارون الضّبّيّ عن أبي العبّاس ابن سعيد قال : حدّثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثني أبو زيد الغلفي قال : قلت لأحمد بن حميد : من أحفظ أهل الكوفة؟ قال : أبو بكر بن أبي شيبة ، فذكرت ذلك لأبي بكر فقال : ما ظننته يقر لي.

قلت : أحمد بن حميد يعرف بدار أم سلمة ، وكان من شيوخ الكوفيّين ومتقنيهم وحفاظهم.

أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي ، أخبرنا محمّد بن أبي بكر الورّاق ـ ببخارى ـ أخبرنا أبو بكر محمّد بن حفص بن أسلم ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن طالب بن علي النسفي قال : سمعت صالح بن محمّد يقول : أعلم من أدركت بالحديث وعلله علي بن المدينيّ ، وأعلمهم بتصحيف المشايخ يحيى بن معين ، وأحفظهم عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن حمّاد بن سفيان الكوفيّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن حامد البلخيّ ، حدّثنا محمّد بن عقيل بن الأزهر الفقيه ، حدّثنا أحمد بن الخليل قال : سمعت قتيبة بن سعيد يقول : كتبت عن أبي بكر بن أبي شيبة غير شيء.

__________________

(١) في المطبوعة : «البراء» تصحيف.

٧٠

أخبرنا الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : ـ وذكر يحيى بن معين يوما الكوفة ـ فقال : ليس بها أحد خراب. قيل له فعمن نكتب بها؟ قال : عن ابن أبي شيبة قيل له : أي بني أبي شيبة؟ قال : أبو بكر وعثمان قيل له فقاسم؟ قال : اكتب عنهما.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد النّيسابوريّ قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن صالح بن محمّد بن صالح بن هانئ يقول : سمعت عبد الله محمّد بن عمر بن العلاء الجرجانيّ يقول : سمعت يحيى بن معين ـ وسألته عن سماع أبي بكر بن أبي شيبة من شريك ـ فقال : أبو بكر عندنا صدوق ، ولو ادعى السماع من أجلّ من شريك لكان مصدقا فيه ، وما يحمله أن يقول وجدت في كتاب أبي بخطه؟! وحدثت عن روح بحديث الدجال. وكنا نظن أنه سمعه من أبي هشام الرفاعي وكان أبو بكر لا يذكر أبا هشام.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : أبو بكر بن أبي شيبة صدوق.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي ، حدّثني أبي قال : عبد الله بن محمّد بن إبراهيم ـ وهو ابن أبي شيبة ـ كوفي ثقة وكان حافظا للحديث.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : وأبو بكر بن أبي شيبة ثقة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، حدّثنا علي بن أحمد بن النّضر قال : مات علي بن المدينيّ في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ، ومات أبو بكر بن أبي شيبة بعده بأربعين يوما بالكوفة.

وأخبرنا ابن رزق ، أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن خلف البزّار قال : مات أبو بكر بن أبي شيبة لثمان خلون من المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين.

٧١

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : ومات عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة أبو بكر العبسيّ وقت عشاء الآخرة ليلة الخميس لثمان مضت من المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين ، وكان لا يخضب.

٥١٨٦ عبد الله بن محمّد ، أبو محمّد اليمامي يعرف بابن الرّوميّ :

سكن بغداد وحدث بها عن عبد العزيز بن محمّد الداوردي ، والنّضر بن محمّد الجرشي ، وعمر بن يونس اليمامي ، وعبد الرزاق بن همام ، وعبدة بن سليمان ، وأبي أسامة ، وأبي معاوية الضّرير ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد. روى عنه محمّد بن إسحاق الصاغاني ، ويعقوب بن شيبة ، وأبو قلابة الرقاشي ، وأحمد بن أبي خيثمة والحارث بن أبي أسامة ، وإبراهيم الحربيّ ، وعمر بن أيّوب السقطي.

وأبو حاتم الرّازيّ وقال هو صدوق.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يوسف الصياد ، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلّاد ، حدّثنا الحارث بن محمّد التّميميّ ، حدّثنا عبد الله بن الرّوميّ ، حدّثنا عبدة بن سليمان ، حدّثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : نهاهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الوصال وتحداهم فقالوا إنك تواصل ، قال : «إني لست كهيئتكم ، إني يطعمني ربي ويسقيني» (٢).

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري وعلي بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ قالا : أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال : سئل يحيى بن معين ـ وأنا أسمع ـ عن ابن الرّوميّ فقال: مثل أبي محمّد لا يسأل عنه ، إنه مرضي.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المعدل ،

__________________

٥١٨٦ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٥٥٤ (١٦ / ١٠٥) والمنتظم ١٠ / ٢٤١. والتاريخ ٢ / ١٥. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٩٨٢. وثقات ابن حبان ٨ / ٣٥٤. والجمع ١ / ٢٧٢ والمعجم المشتمل ، الترجمة ٤٨٩ ، ٥٠٤. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٤٥ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٨٦. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٣٢٣. ونهاية السئول ، الورقة ١٨٧. وتهذيب التهذيب ٦ / ٢١ ـ ٢٢. والتقريب ١ / ٤٤٩. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٣٨٠٣.

(٢) انظر الحديث في : صحيح مسلم ٧٧٤. ومسند أحمد ٢ / ٢٨١ ، ٣ / ٢٠٠ ، ٥ / ٤١٣ ، ٦ / ١٢٦. وفتح الباري ٤ / ٢٠٢.

٧٢

أخبرنا الحارث بن محمّد قال : سنة ست وثلاثين ومائتين ، فيها مات عبد الله بن الرّوميّ المحدث اليمامي.

أنبأنا ابن رزق ، أخبرنا محمّد بن عمر بن غالب الجعفي ، أخبرنا موسى بن هارون قال : مات عبد الله بن الرّوميّ أبو محمّد اليمامي يوم الجمعة في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ، وكان أبيض الرأس واللحية.

٥١٨٧ عبد الله بن محمّد بن هانئ ، أبو عبد الرّحمن النّيسابوريّ (١) :

سمع محمّد بن جعفر غندرا ، ومحمّد بن أبي عديّ ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى ، ويوسف بن عطية الصّفّار ، ومعلى بن سليمان ، ومرحوم بن عبد العزيز العطّار ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وأمثالهم.

وكان عارفا بعلم الأدب ، بصيرا بالنحو ، أخذ عن الأخفش وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه من أهلها أبو بكر بن أبي الدّنيا ، وعبد الله بن محمّد بن ناحية وكان ثقة.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا عمر بن محمّد بن علي النّاقد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن ناجية ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن هانئ النّيسابوريّ ، حدّثنا غندر ، حدّثنا شعبة ، عن أبي قزعة ، عن أنس بن مالك قال : كنت رديف أبي طلحة ، فكانت ركبة أبي طلحة تكاد تصيب ركبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يهل بهما [يعني بالحج والعمرة](٢).

أنبأنا ابن رزق ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد المزكي ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج ، حدّثنا عبد الله بن هانئ أبو عبد الرّحمن النّحويّ ـ ببغداد سنة ست وثلاثين ومائتين ـ.

أخبرنا محمّد بن علي المقرئ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ ، أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إبراهيم بن الفضل ، حدّثنا الحسين بن محمّد بن زياد قال : مات أبو عبد الرّحمن عبد الله بن محمّد بن هانئ في جمادى الآخرة من سنة ست وثلاثين ومائتين.

__________________

٥١٨٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٤٢.

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٧٣

٥١٨٨ عبد الله بن محمّد بن أبي يزيد ، الخلنجيّ :

أحد أصحاب الرأي. ولى قضاء الشرقية في أيام الواثق.

فأخبرني أبو القاسم الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد ابن عرفة قال : وفي هذه السنة ـ يعني سنة ثمان وعشرين ومائتين ـ عزل الواثق عبد الرّحمن بن إسحاق ، وشعيب بن سهل ، وولى الحسن بن علي بن الجعد مكان عبد الرّحمن على الغربي، وولى عبد الله بن محمّد الخلنجي الشرقية ، وكان الخلنجي من المجردين للقول بخلق القرآن المعلنين به.

حدّثنا علي بن المحسن أن طلحة بن محمّد بن جعفر قال : عزل الواثق عبد الرّحمن بن إسحاق واستقضى عبد الله بن محمّد بن أبي يزيد الخلنجي ، وكان من أصحاب أبي عبد الله بن أبي دؤاد ، حاذقا بالفقه على مذهب أبي حنيفة واسع العلم ضابطا ، وكان يصحب ابن سماعة ، وتقلد المظالم بالجبل ، فأخبر ابن أبي دؤاد أنه مستقل ، عالم بالقضاء ووجوهه ، فسأل عنه ابن سماعة فشهد له ، فكلم ابن أبي دؤاد المعتصم فولاه قضاء همذان ، فأقام نحوا من عشرين سنة لا يشكي ، وتلطف له محمّد ابن الجهم في مال عظيم فلم يقبله ، ولما ولى الشرقية ظهرت عفته وديانته لأهل بغداد ، وكان فيه كبر شديد ، وكتب إليه المعتصم في أن يمتحن الناس ، وكان يضبط نفسه فتقدمت إليه امرأة فقالت : إن زوجي لا يقول بقول أمير المؤمنين في القرآن ففرق بيني وبينه ، فصاح عليها فلما كان في سنة سبع وثلاثين في جمادى عزله المتوكل وأمر أن يكشف ليفضحه بسبب ما امتحن الناس في خلق القرآن.

فأخبرني الطبري محمّد بن جرير قال : أقيم الخلنجي للناس سنة سبع وثلاثين ومائتين. قال طلحة وأخبرني عمر بن الحسن قال : كشف الخلنجي فما انكشف عليه أنه أخذ حبة واحدة.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة ، حدّثنا علي بن محمّد بن الفرات قال : لما تولى الخلنجي قضاء الشرقية كثر من يطالبه بفك الحجر ، فدعا بالأمناء فقال لهم : من كان في يده منكم مال ليتيم فليشتر له منه مرّا وزبيلا يكون قبله ، وليدفع إليه ماله فإن أتلفه عمل بالمرّ والزبيل. وقال ابن عرفة : حدّثني داود بن علي قال : سمعت بعض شهود الخلنجي يقول : ما علمت أن القرآن مخلوق إلا اليوم. فقلت : وكيف علمت؟ أجاءك وحي؟! قال : سمعت القاضي يقول.

٧٤

٥١٨٩ عبد الله بن محمّد بن إسحاق ، أبو عبد الرّحمن الأذرمي :

سمع سفيان بن عيينة وغندرا ، وعبيدة بن حميد ، وأبا خالد الأحمر ، وزياد بن عبد الله البكائي ، وهشيم بن بشير ، وإسماعيل بن علية ، وإسحاق بن يوسف الأزرق ، وقاسم بن يزيد الجرمي ، وزيد بن أبي الزرقاء ، وعبد العزيز بن عمران. روى عنه أبو حاتم الرّازيّ وقال : كان ثقة ، ومحمّد بن عبيد الله المنادي ، وأبو داود السجستاني ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وموسى بن هارون ، وأحمد بن أبي عوف البزوري ، والقاسم بن يحيى بن نصر المخرّميّ ، وعمر بن أيّوب السقطي ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني. وقدم الأذرمي بغداد وحدث بها.

أخبرنا الحسين بن علي التّميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني عبد الله بن محمّد بن إسحاق أبو عبد الرّحمن الأذرمي ، حدّثنا زيد بن أبي الزرقاء ، حدّثنا سفيان عن أبيه قال : كان الأحنف بن قيس وأناس يذكرون السلطان ، فقال الأحنف : إنكم قد أكثرتم في سلطانكم ، فلو كان معتبكم كان قد أعتبكم ، فاختاروا بينه وبين أمر الجاهلية.

أخبرني حمدان بن سلمان الطحان ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن إسحاق أبو عبد الرّحمن الأذرمي ـ ببغداد قدم علينا ـ حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن شريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أنهاكم عن العضة ، وهل تدرون ما العضة؟ النميمة ، ونقل الحديث».

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا الحسن بن رشيق المصريّ ، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي ، عن أبيه.

ثم حدّثني محمّد بن علي الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ـ بمصر ـ قال : ناولني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن وكتب لي بخطه. قال : سمعت أبي يقول : عبد الله بن محمّد بن إسحاق أذرمي ثقة.

__________________

٥١٨٩ انظر : تهذيب الكمال ٣٥٢٧ (١٦ / ٤٢). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٣٦١. وعلل أحمد ١ / ٢٢٧. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٧٤٣. وثقات ابن حبان ٨ / ٣٦١. وشيوخ أبي داود للجياني ، الورقة ٨٢. والأنساب للسمعاني ١ / ٩٨. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٤٩٣. والكاشف ٢ / ترجمة ٤٩٣. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٨٣. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٦٣.(أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٣١٩. وتهذيب التهذيب ٦ / ٤ ـ ٥. والتقريب ١ / ٤٤٦. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٣٧٧٤.

٧٥

قلت : وكان هارون الواثق بالله أشخص شيخا من أهل أذنة للمحنة ، وناظر ابن أبي دؤاد بحضرته ، واستعلى عليه الشيخ بحجته ، فأطلقه الواثق ورده إلى وطنه ، ويقال إنه كان أبا عبد الرّحمن الأذرمي.

أخبرنا بقصته محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أحمد بن سندي الحدّاد قال : قرئ على أحمد بن الممتنع ـ وأنا أسمع ـ قيل له أخبركم صالح بن علي بن يعقوب بن المنصور الهاشميّ قال : حضرت المهتدى بالله أمير المؤمنين ـ رحمة الله عليه ـ وقد جلس للنظر في أمور المتظلمين في دار العامة ، فنظرت إلى قصص الناس تقرأ عليه من أولها إلى آخرها ، فيأمر بالتوقيع فيها ، وينشأ الكتاب عليها ، ويحرر ويختم ، وتدفع إلى صاحبها بين يديه ، فسرني ذلك واستحسنت ما رأيت منه ، فجعلت أنظر إليه ، ففطن ونظر إلى ، فغضضت عنه ، حتى كان ذلك مني ومنه مرارا ثلاثة ، إذا نظر غضضت ، وإذا شغل نظرت ، فقال لي : يا صالح! قلت لبيك يا أمير المؤمنين وقمت قائما ، فقال في نفسك مني شيء تريد ـ أو قال تحب ـ أن تقوله؟ قلت : نعم يا سيدي ، فقال لي : عد إلى موضعك ، فعدت وعاد إلى النظر حتى إذا قام قال للحاجب لا يبرح صالح ، وانصرف الناس ثم أذن لي ، وهمتني نفسي فدخلت فدعوت له ، فقال لي : اجلس فجلست ، فقال يا صالح تقول لي ما دار في نفسك ، أو أقول أنا ما دار في نفسي أنه دار في نفسك؟ قلت : يا أمير المؤمنين ما تعزم عليه وتأمر به ، فقال : أقول أنا إنه دار في نفسي أنك استحسنت ما رأيت منا فقلت أي خليفة خليفتنا إن لم يكن يقول أن القرآن مخلوق. فورد على قلبي أمر عظيم ، ثم قلت يا نفس هل تموتين قبل أجلك ، وهل تموتين إلا مرة ، وهل يجوز الكذب في جد أو هزل؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ما دار في نفسي إلا ما قلت ، فأطرق مليّا ثم قال : ويحك اسمع مني ما أقول ، فو الله لتسمعن الحق ، فسرى عني ، وقلت : يا سيدي ومن أولى بقول الحق منك وأنت خليفة رب العالمين ، وابن عم سيد المرسلين من الأولين والآخرين ، فقال : ما زلت أقول إن القرآن مخلوق صدرا من أيام الواثق ، حتى أقدم أحمد بن أبي دؤاد علينا شيخا من أهل الشام من أهل أذنة ، فأدخل الشيخ على الواثق مقيدا وهو جميل الوجه ، تام القامة ، حسن الشّيبة فرأيت الواثق قد استحيا منه ورق له ، فما زال يدنيه ويقربه حتى قرب منه ، فسلم الشيخ فأحسن ، ودعا فبلغ وأوجز. فقال له الواثق : اجلس فجلس ، وقال له : يا شيخ ناظر ابن أبي دؤاد على ما يناظرك عليه ، فقال له الشيخ : يا أمير المؤمنين ، ابن أبي دؤاد يصبو ويضعف عن المناظرة ، فغضب الواثق وعاد مكان

٧٦

الرقة له غضبا عليه وقال : أبو عبد الله بن أبي دؤاد يصبو ويضعف عن مناظرتك أنت؟! فقال الشيخ : هون عليك يا أمير المؤمنين ما بك ، وائذن في مناظرته ، فقال الواثق : ما دعوتك إلا للمناظرة ، فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تحفظ على وعليه ما يقول ، قال : أفعل ، فقال الشيخ : يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه هي مقالة واجبة داخلة في عقد الدين فلا يكون الدين كاملا حتى يقال فيه بما قلت؟ قال : نعم. قال الشيخ : يا أحمد أخبرني عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين بعثه الله إلى عباده هل ستر رسول الله شيئا مما أمره الله به في أمر دينهم؟ فقال : لا ، فقال الشيخ : فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الأمة إلى مقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دؤاد ، فقال الشيخ : تكلم ، فسكت ، فالتفت الشيخ إلى الواثق فقال : يا أمير المؤمنين واحدة ، فقال الواثق : واحدة ، فقال الشيخ : يا أحمد أخبرني عن الله عزوجل حين أنزل القرآن على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقال : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) [المائدة ٣] كان الله تعالى الصادق في إكماله دينه ، أو أنت الصادق في نقصانه ، حتى يقال فيه بمقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دؤاد ، فقال الشيخ : أجب يا أحمد فلم يجب ، فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين اثنتان ، فقال الواثق : نعم اثنتان ، قال الشيخ : يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه علمها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أم جهلها؟ قال ابن أبي داود : علمها ، قال : فدعا الناس إليها؟ فسكت ، قال الشيخ : يا أمير المؤمنين ثلاث ، فقال الواثق ثلاث فقال الشيخ : يا أحمد فاتسع لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن علمها وأمسك عنها كما زعمت ، ولم يطالب أمته بها؟ قال : نعم. قال الشيخ : واتسع لأبي بكر الصديق ، وعمر بن الخطّاب ، وعثمان ، وعلي رضي‌الله‌عنهم؟ قال ابن أبي دؤاد نعم! فأعرض الشيخ عنه وأقبل على الواثق فقال : يا أمير المؤمنين قد قدمت القول أن أحمد يصبو ويضعف عن المناظرة ، يا أمير المؤمنين إن لم يتسع لك من الإمساك عن هذه المقالة ما زعم هذا أنه اتسع لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليّ ، فلا وسع الله على من لم يتسع له ما اتسع لهم ـ أو قال فلا وسع الله عليك ـ فقال الواثق : نعم إن لم يتسع لنا من الإمساك عن هذه المقالة ما اتسع لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ ، فلا وسع الله علينا ، اقطعوا قيد الشيخ ، فلما قطع القيد ضرب الشيخ بيده إلى القيد حتى يأخذه ، فجاذبه الحدّاد عليه ، فقال الواثق : دع الشيخ يأخذه ، فأخذه فوضعه في كمه ، فقال له الواثق : يا شيخ لم جاذبت الحدّاد عليه؟ قال لأني نويت أن أتقدم إلى من أوصى إليه إذا أنا مت أن يجعله بيني وبين كفني ، حتى أخاصم

٧٧

به هذا الظالم عند الله يوم القيامة ، وأقول يا رب سل عبدك هذا لم قيدني! وروع أهلي وولدي وإخواني بلا حق أوجب ذلك عليّ ، وبكى الشيخ فبكى الواثق ، وبكينا ، ثم سأله الواثق أن يجعله في حل وسعة مما ناله ، فقال له الشيخ : والله يا أمير المؤمنين لقد جعلتك في حل وسعة من أول يوم إكراما لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا كنت رجلا من أهله. فقال الواثق : لي إليك حاجة ، فقال الشيخ : إن كانت ممكنة فعلت ، فقال له الواثق : تقيم قبلنا فننتفع بك وتنتفع بك فتياننا ، فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين إن ردك إياي إلى الموضع الذي أخرجني عنه هذا الظالم أنفع لك من مقامي عليك ، وأخبرك بما في ذلك ، أصير إلى أهلي وولدي فأكف دعاءهم عليك ، فقد خلفتهم على ذلك. فقال له الواثق : فتقبل منا صلة تستعين بها على دهرك؟ قال : يا أمير المؤمنين لا يحل لي أنا عنها غنى ، وذو مرة سوى ، فقال : سل حاجة ، قال : أو تقضيها يا أمير المؤمنين؟ قال : نعم! قال : تأذن أن يخلي لي السبيل الساعة إلى الثغر ؛ قال : قد أذنت لك ، فسلم عليه وخرج. قال صالح بن علي قال المهتدى بالله : فرجعت عن هذه المقالة ، وأظن أن الواثق قد كان رجع عنها منذ ذلك الوقت.

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن حمويه بن أبزك الهمذاني ـ بها ـ قال : سمعت أبا بكر أحمد بن عبد الرّحمن الشيرازي الحافظ ـ وحدّثنا بحديث الشيخ الأذني ومناظرته مع ابن أبي دؤاد بحضرة الواثق ـ فقال : الشيخ هو أبو عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمّد ابن إسحاق الأذرمي.

٥١٩٠ ـ عبد الله بن محمّد بن المهاجر ، أبو محمّد ، يعرف بفوزان :

أحد أصحاب أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، كان أحمد يقدمه ويكرمه ، ويأنس إليه ويستقرض منه ، وحدث عن شعيب بن حرب ، ووكيع ، وأبي معاوية ، وإسحاق بن سليمان الرّازيّ ، ويحيى بن إسحاق السيلحيني ، وروح بن عبادة ، وهشام بن سعيد ، وغيرهم. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل ، وموسى بن هارون ، أبو القاسم البغوي ، وأحمد بن محمّد بن أبي شيبة ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وغيرهم.

أخبرني أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا أحمد بن محمّد ابن شبيب ، حدّثنا محمّد بن منصور ، وعبد الله بن محمّد فوزان قالا : حدّثنا روح بن عبادة ، حدّثنا شعبة ، حدّثنا يونس عن أبي قدامة الحنفيّ قال : قلت لأنس بن مالك :

٧٨

بأي شيء كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يهلّ؟ قال : سمعته سبع مرار ، بعمرة وحجة ، لفظ فوزان.

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال : حدّثنا أبو بكر الخلّال قال : ومن أصحاب أبي عبد الله الذين كان يقدمهم ، ويأنس بهم ، ويخلو معهم ، ويكرمهم ، ويقبل هداياهم ، ويكافئهم ، ويستقرض منهم أبو محمّد فوزان. ومات أبو عبد الله وله عنده خمسون دينارا ، أوصى أبو عبد الله أن تعطي من غلته ، فلم يأخذها فوزان بعد موته ، وأحله منها.

وقال الخلّال : أخبرني محمّد بن علي قال : سمعت أبا محمّد فوزان قال : كان أبو عبد الله يكرمني ، حتى بعث إليّ يوما فقال : قد وهب الله لنا ولدا ، أيش ترى أن نسميه!

أخبرنا البرقاني قال : قال أبو الحسن الدّارقطنيّ : فوزان نبيل جليل ، كان أحمد يجله.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن أبا محمّد فوزان مات في سنة ست وخمسين ومائتين.

أخبرني أبو الفرج الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : قال جدي أحمد بن محمّد بن شاهين : مات أبو محمّد عبد الله بن محمّد فوزان في النصف من رجب سنة ست وخمسين ومائتين.

٥١٩١ عبد الله بن محمّد بن سورة بن محمّد بن إبراهيم ، أبو محمّد البلخيّ ، يعرف بمت :

سكن بغداد وحدث بها عن مكي بن إبراهيم البلخيّ ، وعلي بن محمّد الحنظلي ، وعبد الصّمد بن حسّان المروروذي ، وإبراهيم بن شماس السّمرقنديّ ، وعصام بن يوسف القاضي. روى عنه أبو بكر بن أبي الدّنيا ، وموسى بن هارون ، ومحمّد بن مخلد ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن سورة البلخيّ ، حدّثنا علي بن محمّد الحنظلي ، أخبرنا أبو جعفر الرّازيّ عن

__________________

٥١٩١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٤٣.

٧٩

هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «سجدتا السهو في الصّلاة ، تجزيان من كل زيادة ونقصان» (١).

أخبرني الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : قال محمّد بن مخلد فيما قرأت عليه : ومات أبو محمّد بن سورة صاحب مكي بن إبراهيم في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين.

٥١٩٣ ـ عبد الله بن محمّد بن يحيى بن أبي بكير ، أبو عبد الرّحمن :

سمع جده يحيى بن أبي بكير قاضي كرمان. روى عنه أحمد بن جعفر التغلبي ، ويحيى بن صاعد ، ومحمّد بن مخلد ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن يحيى بن أبي بكير ، حدّثنا يحيى ، حدّثنا إبراهيم ـ يعني ابن طهمان ـ حدّثني عباد بن إسحاق عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اللهم إني أعهد عندك عهدا لن تخلفنيه ، فأي المؤمنين شتمته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه يوم القيامة».

٥١٩٣ ـ عبد الله بن محمّد بن حميد بن عبد الله ، أبو بكر المعروف بابن البنّا. حدث بمصر :

حدّثنا الصوري ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : عبد الله بن محمّد بن حميد بن عبد الله يكنى أبا بكر ، يعرف بابن البنّا بغدادي قدم مصر ، وحدث بها سنة اثنتين وستين ومائتين.

٥١٩٤ ـ عبد الله بن محمّد بن رستم ، أبو محمّد. :

مستملي يعقوب بن السكيت ، كان مذكورا بالفضل والعلم ، وروى عن يعقوب. حدث عنه قاسم بن محمّد الأنباريّ وكان ثقة.

٥١٩٥ عبد الله بن محمّد بن أيّوب بن صبيح ، أبو محمّد المخرّميّ :

سمع سفيان بن عيينة ، ويحيى بن سليم ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد ،

__________________

(١) انظر الحديث في : السنن الكبرى ٢ / ٣٤٩. ومجمع الزوائد ٢ / ١٥١. وكنز العمال ١٩٨٣٠. ٥١٩٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٠٠.

٨٠