تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفيّ يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ يقول : قال يحيى بن معين : القواريري ثقة.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الحسين بن صدقة.

وأخبرني الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ قالا : حدّثنا ابن أبي خيثمة قال : سئل يحيى بن معين عن عبيد الله بن عمر القواريري فقال: ثقة.

حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا الوليد بن بكر ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : عبيد الله القواريري بصري ثقة ، سكن بغداد.

أخبرني الأزهري قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشّاب ، حدّثنا الحسين بن فهم قال : عبيد الله بن عمر القواريري من أهل البصرة قدم بغداد فنزلها ، وتوفي ببغداد وحضره خلق كثير ، ودفن بعسكر المهديّ خارج الثلاثة الأبواب ، وهو يوم توفي ابن أربع وثمانين سنة.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، أخبرني علي ابن محمّد الحبيبي ـ بمرو ـ قال : وسألته ـ يعني صالح بن محمّد جزرة الحافظ ـ عن عبيد الله القواريري فقال : ثقة صدوق.

أخبرنا محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول : القواريري أثبت من الزهراني وأشهر ، وأعلم بحديث البصرة ، وما رأيت أحدا أعلم بحديث البصرة منه ، ومن علي بن المدينيّ وإبراهيم بن عرعرة.

وقد سمعت القواريري يقول : ما رأيت أبا الرّبيع عند حمّاد بن زيد قط. حدّثنا محمّد بن علي الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ـ بمصر ـ حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، أخبرني أبي قال : عبيد الله بن عمر القواريري ثقة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، حدّثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النّضر قال : ومات القواريري في سنة خمس وثلاثين.

٣٢١

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : مات أبو سعيد عبيد الله بن عمر القواريري يوم الخميس لاثنتي عشرة يوما مضين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن محمّد بن محمّد بن الفراء البصريّ ـ ببيت المقدس ـ حدّثنا أحمد بن الحسين بن جعفر العطّار ـ بمصر ـ حدّثنا أبو إسحاق عبد الحميد بن أحمد الورّاق ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، حدّثنا أبو عبد الله إسماعيل بن أبي اليمان الحارثي قال : سمعت حفص بن عمرو الربالي يقول : رأيت عبيد الله بن عمر القواريري في المنام ، فقلت ما صنع الله بك؟ قال : فقال : غفر لي وعاتبني ، وقال : يا عبيد الله أخذت من هؤلاء القوم؟ وقال : قلت يا رب أنت أحوجتني إليهم ، ولو لم تحوجني لم آخذ ، قال : فقال لي : إذا قدموا علينا كافأناهم عنك ، قال : ثم قال لي : أما ترضى أن كتبتك في أم الكتاب سعيدا!

٥٤٦٥ عبيد الله بن إدريس النّرسيّ ، مولى بني ضبة :

سكن بغداد وحدث بها عن نعيم بن ميسرة الرّازيّ ، وعبد الله بن المبارك ، وإسماعيل بن عيّاش ، وعباد بن عباد المهلبي. روى عنه أحمد ، وعبّاس بن محمّد الدّوريّ ، وقاسم بن زكريا المطرز ، وعبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، وكان ثقة.

أخبرنا علي بن أحمد بن الحسن بن عبد السّلام المقرئ ، حدّثنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الحرقي ـ إملاء ـ أخبرنا القاسم بن زكريا المقرئ ، حدّثنا عبيد الله النرسيّ ، حدّثنا عباد بن عباد المهلبي ، عن عبيد الله ، وعبد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله ، وعبد الرّحمن» (١).

أنبأنا محمّد بن جعفر بن علان ، وأحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب قالا : حدّثنا مخلد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن جرير الطبري قال : عبيد الله بن إدريس النّرسيّ من ساكني بغداد ، توفي بها في سنة خمس وأربعين ومائتين ، وكان ابنه يخبرني أنه من موالي ضبة.

__________________

٥٤٦٥ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٣٣٣.

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٨٣٣. وسنن النسائي ٦ / ٢١٨. وسنن الدارمي ٢ / ٢٩٤. وسنن أبي داود ٤٩٤٩.

٣٢٢

٥٤٦٦ عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن ابن عوف ، أبو الفضل الزّهريّ :

سمع عمه يعقوب ، وروح بن عبادة. روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ في صحيحه، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأبو القاسم البغوي ، ويحيى بن صاعد ، وصالح بن أبي مقاتل ، وإسماعيل بن العبّاس الورّاق ، والقاضي المحاملي ، ومحمّد بن مخلد ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ـ إملاء ـ حدّثنا عبيد الله بن سعد ، حدّثنا عمي ، حدّثنا أبي عن ابن إسحاق عن محمّد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان مولى عائشة أنها حدثته : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلي بعد العصر وينهى عنها ، ويواصل وينهى عن الوصال ، فقيل له: يا رسول الله فإنك تواصل؟ قال : «إني لست في ذلك مثلكم ، إني أظل يطعمني ربي ويسقيني» (١).

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا علي بن عمر الدّارقطنيّ ، حدّثنا الحسن بن رشيق المصريّ ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي عن أبيه.

ثم حدّثني محمّد بن علي الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال : ناولني عبد الكريم ـ وكتب لي بخطه ـ قال : سمعت أبي يقول : عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف بغدادي لا بأس به.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : مات عبيد الله بن سعد الزّهريّ في ذي الحجة سنة ستين.

أخبرني الحسين بن علي الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا محمّد

__________________

٥٤٦٦ انظر : تهذيب الكمال ٣٦٣٧ (١٩ / ٤٦). والمنتظم ١٢ / ١٦١. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٥٠٩. وتسمية شيوخ أبي داود للجياني ، الورقة ٨٤. والجمع ١ / ٣٠٦. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٥٨١. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٥٩٤. وتذهيب التهذيب ٣ / الورقة ١٦. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٥١ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). ونهاية السئول ، الورقة ٢٢٨. وغاية النهاية ٤٨٧. وتهذيب التهذيب ٧ / ١٥ ، ١٦. والتقريب ١ / ٥٣٣. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٥٤٩.

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٢٨١ ، ٣ / ٢٠٠ ، ٥ / ٤١٣ ، ٦ / ١٢٦. وفتح الباري ١٣ / ٢٧٥. وصحيح مسلم ٧٧٤.

٣٢٣

ابن مخلد قال : ومات عبيد الله بن سعد الزّهريّ يوم الجمعة أول يوم من ذي الحجة سنة ستين ـ يعني ومائتين ـ.

٥٤٦٧ عبيد الله بن محمّد بن النّعمان :

حدث عن يحيى بن خليف البصريّ. روى عنه عبّاس بن الحسن المخرّميّ.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرنا القاضي أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسال ، حدّثنا العبّاس بن الحسن المخرّميّ ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن النّعمان بغدادي ، حدّثنا يحيى بن خليف بن عقبة السّعديّ ، حدّثنا عبد الله بن عون عن محمّد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما منكم من أحد ينجيه عمله» قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟ قال : «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة» (١).

٥٤٦٨ عبيد الله بن جرير بن جبلة بن أبي روّاد ، أبو العبّاس ـ وقيل : أبو الحسن ـ العتكيّ البصريّ :

قدم بغداد وحدث بها عن محمّد بن الحسن القردوسي ، ومحمّد بن محبوب البناني ، وحجاج بن منهال الأنماطيّ ، وأبي سلمة التبوذكي ، ومسدد بن مسرهد ، وأبي عمر الضّرير ، وغيرهم. روى عنه أبو بكر بن أبي الدّنيا ، وجعفر بن عبد الله بن مجاشع ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وأبو ذر أحمد بن محمّد الباغندي ، والقاضي المحاملي ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأهوازي ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، حدّثنا عبيد الله ابن جرير بن جبلة ، حدّثنا الحجّاج بن منهال ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن عن عبد الرّحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا جاءه المؤذّن ، ركع ركعتين خفيفتين قبل الإقامة.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : أنشدني عبيد الله بن جرير بن جبلة هذه الأبيات :

ما لا يكون فلا يكون بحيلة

أبدا وما هو كائن سيكون

سيكون ما هو كائن في وقته

وأخو الجهالة متعب محزون

__________________

(١) ٥٤٦٧ انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٣٢٦ ، ٣٤٤ ، ٥١٩. وفتح الباري ١١ / ٢٩٥.

٥٤٦٨ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٨٢.

٣٢٤

أخبرنا الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : قرأت على محمّد بن مخلد العطّار قال : مات ابن جبلة ـ يعني عبيد الله بن جرير ـ في سنة اثنتين وستين بواسط.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : وبواسط ـ يعني مات ـ عبيد الله بن جرير بن جبلة بن أبي روّاد وذلك في رجب سنة اثنتين وستين ـ يعني ومائتين ـ وكان قد بلغ فيما بلغنا أربعا وستين سنة.

٥٤٦٩ عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فرّوخ ، أبو زرعة الرّازيّ ، مولى عيّاش بن مطرّف القرشيّ :

سمع خلّاد بن يحيى ، وأبا نعيم ، وقبيصة بن عقبة ، ومسلم بن إبراهيم ، وأبا الوليد الطّيالسيّ ، وأبا سلمة التبوذكي ، والقعنبي ، وأبا عمر الحوضي ، وإبراهيم بن موسى الفراء ، ويحيى بن بكير المصريّ.

وكان إماما ربانيا متقنا حافظا ، مكثرا صادقا. قدم بغداد غير مرة ، وجالس أحمد ابن حنبل وذاكره وحدث فروى عنه من البغداديّين إبراهيم بن إسحاق الحربيّ ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وقاسم بن زكريا المطرز.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران قال : أخبرني أبو عبد الله عمر بن محمّد بن إسحاق العطّار ـ بالري ـ حدّثنا محمّد بن صالح أبو عبد الله البغداديّ قال : رأيت أبا زرعة الرّازيّ دخل على أحمد بن حنبل وحدثه ، ورأيته قد مجمج (١) على حديث كان حدثه عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن جابر : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه. وقد مجمج عليه أحمد فقال له أبو زرعة أي شيء خبر هذا

__________________

٥٤٦٩ انظر : تهذيب الكمال ٣٦٦٠ (١٩ / ٨٩ ـ ١٠٤). والمنتظم ١٢ / ١٩٣. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٥٤٣. وثقات ابن حبان ٨ / ٤٠٧. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١١٥. والسابق واللاحق ٢٦٥. والجمع ١ / ٣٠٦. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٥٨٣. وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٦٥. وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٥٧. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٦١٦. والعبر ٢ / ١٦ ، ٢٨ ، ٢٩ ، ٥٨. وتذهيب التهذيب ٣ / الورقة ١٨. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٤٢ (أوقاف ٥٨٨٢). ونهاية السئول ، الورقة ٢٢٩. وتهذيب التهذيب ٧ / ٣٠ ـ ٣٤. والتقريب ١ / ٥٣٦. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٥٧٣. وشذرات الذهب ٢ / ١٤٨.

(١) أي : غير الكتاب وأفسده.

٣٢٥

الحديث؟ فقال : أخاف أن يكون غلطا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذلك أن سفيان قد حدث عن منصور عن إبراهيم أنه كان إذا سجد جافى بين جنبيه. فقال له أبو زرعة : يا أبا عبد الله، الحديث صحيح ، فنظر إليه فقال : أبو زرعة.

حدّثنا أبو عبد الله البخاريّ محمّد بن إسماعيل ، حدّثنا رضوان البخاريّ قال : حدّثنا فضيل بن عياض عن منصور عن سالم عن جابر : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه.

وحدّثنا إبراهيم بن موسى ، حدّثنا هشام بن يوسف الصنعاني ، أخبرنا معمر عن منصور عن سالم عن جابر : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه. فقال أحمد : هات القلم إلىّ ، فكتب صح ، صح ، صح ، ثلاث مرات.

حدّثني الأزهري ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد العكبريّ قال : سمعت أحمد بن سلمان قال : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : لما ورد علينا أبو زرعة نزل عندنا ، فقال لي أبي : يا بني قد اعتضت بنوافلي مذاكرة هذا الشيخ.

أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبريّ ، حدّثنا أبو حفص عمر بن محمّد بن رجاء قال : سمعت عبد الله بن أحمد ابن حنبل يقول : لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي فكان كثير المذاكرة له ، فسمعت أبي يوما يقول: ما صليت غير الفرض ، استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، حدّثنا أحمد ابن الحسين القاضي عن بعض شيوخه قال : سمعت عبد الله بن أحمد يقول : قلت لأبي يا أبت من الحفاظ؟ قال : يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا ، قلت : من هم يا أبت؟ قال : محمّد بن إسماعيل ذاك البخاريّ ، وعبيد الله بن عبد الكريم ذاك الرّازيّ ، وعبد الله بن عبد الرّحمن ذاك السّمرقنديّ ، والحسن بن شجاع ذاك البلخيّ.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول : سمعت أبا زرعة يقول : كتبت عن رجلين مائتي ألف حديث ، كتبت عن إبراهيم الفراء مائة ألف حديث ، وعن ابن أبي شيبة عبد الله مائة ألف حديث.

٣٢٦

أخبرني أبو زرعة روح بن محمّد الرّازيّ ـ إجازة شافهني بها ـ أخبرنا علي بن محمّد بن عمر القصار ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال : قلت لأبي زرعة : تحزر ما كتبت عن إبراهيم بن موسى مائة ألف؟ قال : مائة ألف كثير ، قلت فخمسين ألفا ، قال نعم ، وستين ألفا ، وسبعين ألفا. أخبرني من عد كتاب الوضوء والصلاة فبلغ ثمانية عشر ألف حديث.

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال : قال محمّد بن العبّاس العصمي ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال : حدّثنا صالح بن محمّد الأسديّ قال : حدّثني سلمة ابن شبيب ، حدّثني الحسن بن محمّد بن أعين ، حدّثنا زهير بن معاوية قال : حدثتنا أم عمرو بنت شمر قالت : سمعت سويد بن غفلة يقرأ (وعيس عين) يريد حور عين. قال : صالح ألقيت هذا على أبي زرعة فبقى متعجبا. وقال : أنا أحفظ في القراءات عشرة آلاف حديث ، قلت فتحفظ هذا؟ قال : لا.

أخبرنا أبو القاسم رضوان بن محمّد بن الحسن الدّينوريّ ، حدّثنا أبو علي حمد بن عبد الله الأصبهانيّ قال : سمعت أبا عبد الله عمر بن محمّد بن إسحاق العطّار يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : سمعت أبي يقول : ما جاوز الجسر أفقه من إسحاق بن راهويه ولا أحفظ من أبي زرعة.

حدّثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطّيّب الدسكري ـ لفظا بحلوان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ـ بأصبهان ـ حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر القزوينيّ ـ بمصر ـ قال : سمعت أبا حفص عمر بن مقلاص يقول : كان أبو زرعة هاهنا عندنا بمصر ـ سنة تسع وعشرين ومائتين ـ إذا فرغ من سماع ابن بكير وعمرو بن خالد والشيوخ ، اجتمع إليه أصحاب الحديث ، فيملى عليهم وهو ابن سبع وعشرين سنة.

وقال عبد الله : سمعت يزيد بن عبد الصّمد يقول : قدم علينا أبو زرعة الرّازيّ سنة ثمان وعشرين فما رأينا مثله ، وكنا نجلس إليه ، فلما أراد الخروج قلت له : يا أبا زرعة اجعلني خليفتك في هذه الحلقة ، قال : فقال لي : قد جعلتك.

قال عبد الله : سمعت محمّد بن عوف يقول : قدم علينا أبو زرعة فما ندري مما يتعجب منه؟! مما وهب الله له من الصيانة والمعرفة ، مع الفهم الواسع. قال محمّد : قال لي أبو زرعة : ولدت سنة مائتين.

٣٢٧

أخبرنا أبو زرعة الرّازيّ ـ إجازة ـ أخبرنا علي بن محمّد بن عمر القصار ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال : سمعت أبا زرعة يقول : أردت الخروج من مصر ، فجئت لأودع يحيى بن عبد الله بن بكير فقلت : تأمر بشيء؟ فقال : أخلف الله علينا بخير.

أخبرنا علي بن طلحة بن محمّد المقرئ ، أخبرنا صالح بن أحمد بن محمّد الهمذاني الحافظ ، أخبرنا عبد الرّحمن بن حمدان المرزبان قال : قال أبو حاتم الرّازيّ : إذا رأيت الرّازيّ وغيره يبغض أبا زرعة فاعلم أنه مبتدع.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان التّميميّ ـ بدمشق ـ أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي قال : سمعت أبا عبد الله أحمد ابن طاهر بن النجم ـ بالميانج ـ يقول : سمعت أبا عثمان سعيد بن عمرو يقول : سمعت أبا زرعة الرّازيّ يقول : دخلت البصرة فصرت إلى سليمان الشاذكوني يوم الجمعة وهو يحدث ، وهو أول مجلس جلست إليه ، فقال : حدّثنا يزيد بن زريع عن محمّد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن قتادة عن محمود بن لبيد عن جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من رجل يموت له ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلّة القسم» فقلت للمستملي : ليس هذا من حديث عاصم بن عمر ، إنما هذا رواه محمّد بن إبراهيم. فقال له : فرجع إلى محمّد بن إبراهيم. قال : وذكر في هذا المجلس أيضا فقال : حدّثنا ابن أبي غنية عن أبيه عن سعد بن إبراهيم عن نافع ابن جبير عن أبيه أنه قال : لا حلف في الإسلام ، قال : فقلت هذا وهم ، وهم فيه إسحاق بن سليمان ، وإنما هو سعد ابن إبراهيم عن أبيه عن جبير ، قال : من يقول هذا؟ قلت : حدّثنا إبراهيم بن موسى الفراء ، حدّثنا ابن أبي غنية عن أبيه عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جبير ، قال فغضب ثم قال لي : ما تقول فيمن جعل الأذان مكان الإقامة؟ قلت يعيد ، قال : من قال هذا؟ قلت : الشعبي. قال : من عن الشعبي؟ قلت : حدّثنا قبيصة عن سفيان عن جابر عن الشعبي ، قال : ومن غير هذا؟ قلت : إبراهيم قال من عن إبراهيم؟ قلت : حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا منصور بن أبي الأسود عن مغيرة عن إبراهيم قال : أخطأت ، قلت : حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا جعفر الأحمر عن مغيرة عن إبراهيم ، قال : أخطأت ، قلت : حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا أبو كدينة عن مغيرة عن إبراهيم ، قال : أصبت. قال أبو زرعة : كتبت هذه الأحاديث الثلاثة عن أبي نعيم فما طالعتها منذ كتبتها فاشتبه عليّ ،

٣٢٨

ثم قال : وأي شيء غير هذا؟ قلت معاذ بن هشام عن أشعث عن الحسن ، قال : هذا سرقته مني ـ وصدق ـ كان ذاكرني به رجل ببغداد فحفظته عنه.

أخبرنا أبو سعد الماليني ـ قراءة ـ حدّثنا عبد الله بن عديّ الحافظ قال : سمعت محمّد بن إبراهيم المقرئ يقول : سمعت فضلك الصائغ يقول (٢) : دخلت المدينة فصرت إلى باب أبي مصعب ، فخرج إليّ شيخ مخضوب ، وكنت أنا ناعسا فحركني فقال : يا مردريك(٣) من أين أنت؟ لأي شيء تنام؟ فقلت : أصلحك الله من الري ، من بعض شاكردي أبي زرعة ، فقال : تركت أبا زرعة وجئتني؟! لقيت مالك بن أنس وغيره ، فما رأت عيناي مثله، وقال أيضا : سمعت فضلك الصائغ يقول : دخلت على الرّبيع بمصر فقال لي : من أين أنت؟ قلت : من أهل الري ـ أصلحك الله ـ من بعض شاكردي أبو زرعة فقال : تركت أبا زرعة وجئتني؟! إن أبا زرعة آية ، وإن الله إذا جعل إنسانا آية أبّان من شكله حتى لا يكون له ثان.

حدّثنا أبو طالب الدسكري ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر القزوينيّ ـ قاضي الرملة بمصر ـ قال : سمعت يونس بن عبد الأعلى سنة تسع وخمسين ومائتين يقول ـ وذكر أبا زرعة الرّازيّ ـ فقال : أبو زرعة آية ، وإذا أراد الله أن يجعل عبدا من عباده آية جعله.

أخبرني أبو زرعة الرّازيّ ـ إجازة ـ أخبرنا علي بن محمّد بن عمر ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال : حضر عند أبي زرعة محمّد بن مسلم ، والفضل بن العبّاس المعروف بالصائغ ، فجرى بينهم مذاكرة ، فذكر محمّد بن مسلم حديثا فأنكر فضل الصائغ. فقال : يا أبا عبد الله ليس هكذا هو. فقال : كيف هو؟ فذكر رواية أخرى ، فقال محمّد بن مسلم : بل الصحيح ما قلت ، والخطأ ما قلت ، قال فضلك : فأبو زرعة الحاكم بيننا ، فقال محمّد بن مسلم لأبي زرعة : أيش تقول أينا المخطئ؟ فسكت أبو زرعة ولم يجب ، فقال محمّد بن مسلم : مالك سكت تكلم فجعل أبو زرعة يتغافل فألح عليه محمّد بن مسلم ، وقال : لا أعرف لسكوتك معنى ، إن كنت أنا المخطئ فأخبر ، وإن كان هو المخطئفأخبر ، فقال : هاتوا أبو القاسم ابن أخي ، فدعى به ، فقال : اذهب فادخل بيت الكتب ، فدع القمطر الأول ، والقمطر الثاني ، والقمطر

__________________

(٢) انظر الخبر في تهذيب الكمال ٣٦٦٠.

(٣) مردريك وشاكردي : مرد : الشاب أو الفتى. وشاكردي : تلميذ.

٣٢٩

الثالث ، وعد ستة عشر جزءا ، وائتني بالجزء السابع عشر ، فذهب فجاء بالدفتر فدفعه إليه، فأخذه أبو زرعة فتصفح الأوراق وأخرج الحديث ودفعه إلى محمّد بن مسلم ، فقرأه محمّد بن مسلم فقال : نعم غلطنا فكان ما ذا؟!

وقال عبد الرّحمن : سمعت أبا زرعة يقول : سمعت من بعض المشايخ أحاديث فسألني رجل من أصحاب الحديث ، فأعطيته كتابي ، فرد عليّ الكتاب بعد ستة أشهر ، فأنظر في الكتاب فإذا أنه قد غير في سبعة مواضع ، قال : أبو زرعة فأخذت الكتاب وصرت إلى عنده فقلت له ، ألا تتقى الله تفعل مثل هذا؟ قال أبو زرعة : فأوقفته على موضع وأخبرته وقلت له : أما هذا الذي غيرت فإن هذا الذي جعلت ابن أبي فديك فانه عن أبي ضمرة مشهور ، وليس هذا من حديث ابن أبي فديك ، وأما هذا فإنه كذا وكذا ، فانه لا يجيء عن فلان ، وإنما هو كذا ، وأما كذا وكذا فلم أزل أخبره حتى أوقفته على كله ، ثم قال : أما إني قد حفظت جميع ما فيه في الوقت الذي انتخبت على الشيخ ، ولو لم أحفظه لكان لا يخفي عليّ مثل هذا ، فاتق الله يا رجل. فقلت له : من ذلك الرجل الذي فعل هذا؟ فأبى أن يسميه.

أخبرنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عديّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثني الحضرمي قال : سمعت أبا بكر بن أبي شيبة. وقيل له : من أحفظ من رأيت؟ قال : ما رأيت أحدا أحفظ من أبي زرعة الرّازيّ.

كتب إلى أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمّد بن خاموش الواعظ ـ من الري بخطه ـ قال : سمعت أحمد بن الحسن بن محمّد العطّار يذكر عن محمّد بن أحمد ابن جعفر الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن سليمان التستري قال : سمعت أبا زرعة يقول : إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة ، ولم أطالعه منذ كتبته ، وإني أعلم في أي كتاب هو ، في أي ورقة هو ، في أي صفحة هو ، في أي سطر هو. قال : وسمعت أبا زرعة يقول : ما سمعت أذني شيئا من العلم إلا وعاه قلبي ، وإني كنت أمشي في سوق بغداد فأسمع من الغرف صوت المغنيات فأضع إصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي.

أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المروروذي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن محمّد الحافظ ـ بنيسابور ـ قال : سمعت أبا حامد أحمد بن محمّد المقرئ الفقيه الواعظ يقول : سمعت أبا العبّاس محمّد بن إسحاق الثّقفيّ يقول : لما انصرف

٣٣٠

قتيبة بن سعيد إلى الري سألوه أن يحدثهم فامتنع ، وقال : أحدثكم بعد أن حضر مجالسي أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وعلي بن المدينيّ ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو خيثمة؟! قالوا له : فإن عندنا غلاما يسرد كل ما حدثت به مجلسا مجلسا ، قم يا أبا زرعة ، فقام أبو زرعة فسرد كل ما حدث به قتيبة ، فحدثهم قتيبة.

حدّثنا محمّد بن يوسف القطّان النّيسابوريّ ـ لفظا ـ أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد بن حمدويه الحافظ قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن أحمد الرّازيّ يقول : سمعت أبا عبد الله محمّد بن مسلم بن وارة يقول : كنت عند إسحاق بن إبراهيم بنيسابور ، فقال رجل من أهل العراق سمعت أحمد بن حنبل يقول : صح من الحديث سبعمائة ألف حديث وكسر ، وهذا الفتى ـ يعني أبا زرعة ـ قد حفظ ستمائة ألف.

أخبرنا أبو سعد الماليني ، حدّثنا عبد الله بن عديّ قال : سمعت الحسن بن عثمان التستري يقول : سمعت محمّد بن مسلم بن وارة يقول : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرّازيّ ليس له أصل.

حدّثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني ـ لفظا بأصبهان ـ وأبو طالب يحيى بن علي بن الطّيّب الدسكري ـ لفظا بحلوان ـ قال يحيى : حدّثنا ، وقال الآخر: أنبأنا ـ أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر القزوينيّ ـ بمصر ـ قال : سمعت محمّد بن إسحاق الصاغاني يقول ـ في حديث ذكره من حديث الكوفة فقال : هذا أفادنيه أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم ، فقال له بعض من حضر : يا أبا بكر أبو زرعة من أولئك الحفاظ الذين رأيتهم؟ وذكر جماعة من الحفاظ ، منهم الفلاس. فقال : أبو زرعة أعلاهم ، لأنه جمع الحفظ مع التقوى والورع ، وهو يشبه بأبي عبد الله أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا الحسن بن محمّد الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر ، حدّثنا أبو بكر بن بحر ، حدّثنا محمّد بن الهيثم بن علي النسوي قال : لما أن قدم حمدون البرذعي على أبي زرعة لكتابة الحديث ، دخل عليه فرأى في داره أواني وفرشا كثيرا ، قال ، وكان ذلك لأخيه فهم أن يرجع ولا يكتب عنه ، فلما كان من الليل رأى كأنه على شط بركة ، ورأى ظل شخص في الماء ، فقال : أنت الذي زهدت في أبي زرعة؟! أعلمت أن أحمد بن حنبل كان من الأبدال ، فلما أن مات أبدل الله مكانه أبا زرعة.

٣٣١

أخبرنا الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عديّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سليمان القطّان ، حدّثنا أبو حاتم الرّازيّ ، حدّثني أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد القرشيّ ، وما خلف بعده مثله علما وفهما ، وصيانة وحذقا ، وهذا ما لا يرتاب فيه ، ولا أعلم من المشرق والمغرب من كان يفهم من هذا الشأن مثله ، ولقد كان من هذا الأمر بسبيل.

وقال ابن عديّ : سمعت عبد الملك بن محمّد يقول : سمعت ابن خراش يقول : كان بيني وبين أبي زرعة موعد أن أبكر عليه فأذاكره ، فبكرت فمررت بأبي حاتم وهو قاعد وحده ، فدعاني فأجلسني معه يذاكرني حتى أصبح النهار ، فقلت له بيني وبين أبي زرعة موعد ، فجئت إلى أبي زرعة والناس عليه منكبون ، فقال لي : تأخرت عن الموعد؟ قلت : بكرت فمررت بهذا المستوحش فدعاني فرحمته لوحدته ، وهو أعلى إسنادا منك ، وضربت أنت بالدست. أو كما قال.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز ـ بهمذان ـ حدّثنا صالح ابن أحمد بن محمّد الحافظ قال : سمعت القاسم بن أبي صالح يقول : سمعت أبا حاتم الرّازيّ يقول : أبو زرعة إمام.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا علي بن عمر الدّارقطنيّ ، أخبرنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي عن أبيه.

ثم حدّثني الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال : ناولني عبد الكريم ـ وكتب لي بخطه ـ قال : سمعت أبي يقول : عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة رازي ثقة.

أخبرنا الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عديّ قال : سمعت أبا يعلى الموصليّ يقول : ما سمعنا بذكر أحد في الحفظ إلا كان اسمه أكثر من رؤيته ، إلا أبو زرعة الرّازيّ فإن مشاهدته كانت أعظم من اسمه ، [وكان لا يرى أحدا ممن هو دونه في الحفظ أنه أعرف منه ،] (٤) وكان قد جمع حفظ الأبواب ، والشيوخ ، والتفسير ، وغير ذلك ، وكتبنا بانتخابه بواسط ستة آلاف.

أخبرنا هناد بن هارون النسفي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ أخبرنا أبو الأزهر ناصر بن محمّد بن النّصر الأسديّ ـ بكرمينية ـ

__________________

(٤) ما بين المعقوفتين ليست في الأصل وأضفناها من تهذيب الكمال ١٩ / ٩٥.

٣٣٢

قال : سمعت أبا يعلى أحمد بن علي بن المثني يقول : رحلت إلى البصرة للقاء المشايخ أبي الرّبيع الزهراني ، وهدبة بن خالد ، وسائر المشايخ ، فبينا نحن قعود في السفينة إذا أنا برجل يسأل رجلا فقال : ما تقول ـ رحمك الله ـ في رجل حلف بطلاق امرأته ثلاثا أنك تحفظ مائة ألف حديث؟ فأطرق رأسه مليا ثم رفع فقال : اذهب يا هذا وأنت بارّ في يمينك ، ولا تعد إلى مثل هذا ، فقلت : من الرجل؟ فقيل لي أبو زرعة الرّازيّ ، كان ينحدر معنا إلى البصرة.

أخبرنا الماليني ، حدّثنا عبد الله بن عديّ قال : سمعت أبي عديّ بن عبد الله يقول : كنت بالري ـ وأنا غلام في البزّازين ، فحلف رجل بطلاق امرأته أن أبا زرعة يحفظ مائة ألف حديث ، فذهب قوم إلى أبي زرعة بسبب هذا الرجل هل طلقت امرأته أم لا؟ فذهبت معهم فذكر لأبي زرعة ما ذكر الرجل ، فقال ما حمله على ذلك؟ فقبل له قد جرى الآن منه ذلك ، فقال أبو زرعة : قل له يمسك امرأته فإنها لم تطلق عليه ، أو كما قال.

حدّثني عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني ـ لفظا ـ قال : سمعت محمّد بن إسحاق بن مندة الحافظ يقول : سمعت أبا العبّاس محمّد بن جعفر بن حمكويه الرّازيّ يقول : سئل أبو زرعة الرّازيّ عن رجل حلف بالطلاق أن أبا زرعة يحفظ مائتي ألف حديث ، هل حنث؟ فقال : لا ، ثم قال أبو زرعة : أحفظ مائتي ألف حديث كما يحفظ الإنسان قل هو الله أحد ، وفي المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث.

أخبرنا أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن فضالة النّيسابوريّ الحافظ ـ بالري ـ أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن شاذان الرّازيّ ـ بنيسابور ـ قال : سمعت أبا جعفر التستري يقول : حضرنا أبا زرعة ـ يعني الرّازيّ ـ بما شهران وكان في السوق ، وعنده أبو حاتم ، ومحمّد بن مسلم ، والمنذر بن شاذان ، وجماعة من العلماء ، فذكروا حديث التلقين وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله (٥)» قال : فاستحيوا من أبي زرعة وهابوه أن يلقنوه. فقالوا : تعالوا نذكر الحديث. فقال محمّد ابن مسلم : حدّثنا الضحاك بن مخلد عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح ، وجعل يقول ولم يجاوز ، وقال أبو حاتم : حدّثنا بندار ، حدّثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح ولم يجاوز ، والباقون سكتوا فقال أبو زرعة ـ وهو في السّوق ـ :

__________________

(٥) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الجنائز باب ١.

٣٣٣

حدّثنا بندار ، حدّثنا أبو عاصم ، حدّثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» (٦) وتوفي رحمه‌الله.

كتب عني هذا الخبر أبو بكر البرقاني ، والقاضي أبو العلاء الواسطيّ ، وأبو القاسم التنوخي ، وأحمد بن محمّد العتيقي ، وغيرهم من الشيوخ.

حدّثنا الصوري ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرّازيّ نسبوه في قريش ، وكانت وفاته بالري آخر يوم من ذي الحجة سنة أربع وستين ومائتين.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : وبالري ـ يعني مات ـ أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم يوم الاثنين ، ودفن يوم الثلاثاء سلخ ذي الحجة سنة أربع وستين ، كان مولده سنة مائتين ، فمات وقد بلغ أربعا وستين سنة.

كتب إلى أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري ـ من دمشق ـ إن أبا الخير أحمد بن علي الحمصي الحافظ أخبرهم قال : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد الجرجانيّ قال : سمعت حفص بن عبد الله ـ بأردبيل ـ يقول : اشتهيت أن أرحل إلى أبي زرعة الرّازيّ فلم يقدر لي ، فدخلت الري بعد موته ، فرأيته في النوم يصلي في سماء الدّنيا بالملائكة ، فقلت : عبيد الله بن عبد الكريم؟ قال : نعم! قلت : بم نلت هذا؟ قال : كتبت بيدي ألف ألف حديث ، أقول فيها عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صلّى عليّ صلاة صلّى الله عليه عشرا» (٧).

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله المعدل ، حدّثنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت محمّد بن مسلم بن وارة يقول : رأيت أبا زرعة في المنام فقلت له ما حالك يا أبا زرعة؟ قال : أحمد الله على الأحوال كلها ، إني أحضرت فوقفت بين يدي الله تعالى ، فقال لي يا عبيد الله بم تذرعت في القول في عبادي؟

__________________

(٦) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٣١١٦. ومسند أحمد ٥ / ٢٣٣ ، ٢٤٧. والمستدرك ١ / ٣٥١ ، ٥٠٠. وصحيح ابن حبان ٧١٩ ، ٧٦٩.

(٧) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الصّلاة ٧٠. وفتح الباري ١١ / ١٦٧.

٣٣٤

قلت : يا رب انهم خاذلوا دينك ، فقال صدقت ، ثم أتى بطاهر الحلقاني فاستعديت عليه إلى ربي تعالى فضرب الحد مائة ، ثم أمر به إلى الحبس ، ثم قال : ألحقوا عبيد الله بأصحابه ، بأبي عبد الله ، وأبي عبد الله ، وأبي عبد الله ، سفيان الثوري ، ومالك بن أنس ، وأحمد بن محمّد بن حنبل.

أخبرني أبو الفتح عبد الواحد بن أبي أحمد بن علوس رفيقي بنيسابور ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الهمذاني ـ بها ـ حدّثنا أبو العبّاس الفضل بن الفضل الكندي ، حدّثنا الحسن بن عثمان ، حدّثنا أحمد بن محمّد ـ أبو العبّاس المرادي ـ قال : رأيت أبا زرعة في المنام فقلت : يا أبا زرعة ما فعل الله بك؟ فقال : لقيت ربي تعالى فقال لي : يا أبا زرعة إني أوتى بالطفل فآمر به إلى الجنة ، فكيف بمن حفظ السنن عن عبادي؟! تبوأ من الجنة حيث شئت.

٥٤٧٠ ـ عبيد الله بن إسماعيل البغداديّ ، والد أبي بكر الفرائضيّ :

روى عن محمّد بن سابق ، وأبي عبد الرّحمن المقرئ ، وعفّان ، ومعاوية بن عمرو ، وأبي عبيد القاسم بن سلام.

ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتم وقال : سمعت منه بالري وهو صدوق.

٥٤٧١ عبيد الله بن النّعمان ، أبو عمرو المنقريّ الدّلّال (١) :

أحسبه من أهل البصرة سكن بغداد وحدث بها عن أبي عاصم النّبيل ، وسعيد بن سلام العطّار. روى عنه محمّد بن مخلد ، ومحمّد بن جعفر المطيري ، وعلي بن إسحاق المادراني.

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا عبيد الله بن النّعمان ، حدّثنا سعيد بن سلام ، حدّثنا ابن أبي روّاد ، حدّثني منصور بن عبد الرّحمن ، عن أمه صفية بنت شيبة ، عن عائشة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم تزوج امرأة من نسائه ، فنثروا على رأسه تمر عجوة.

٥٤٧٢ عبيد الله بن عمران بن خلف ، البغداديّ :

حدث عن عفّان بن مسلم ، وعبيد الله القواريري. روى عنه محمّد بن يوسف بن بشر الهرويّ ساكن دمشق.

__________________

(١) ٥٤٧١ الدلال : هذه الحرفة لمن يتوسط بين الناس في البياعات وينادى على السلعة من كل جنس (الأنساب ٥ / ٣٨٥).

٣٣٥

٥٤٧٣ عبيد الله بن محمّد الصّابونيّ (١) ، ويقال الزّيّات :

حكى عن أبي شعيب صاحب معروف الكرخي. روى عنه محمّد بن مخلد.

٥٤٧٤ عبيد الله بن عبد الله ، أبو عبد الرّحمن الحدّاد النّيسابوريّ :

نزل بغداد وحدث بها عن يحيى بن يحيى التّميميّ ، وإسحاق بن راهويه ، وأحمد ابن حنبل ، وسعيد بن محمّد الجرمي ، وسليمان بن سلمة الخبائري ، ويحيى بن عثمان الحمصي ، وأيّوب بن محمّد الرقي ، وأحمد بن صالح ، وأبي الطّاهر بن سرح المصريّين ، وغيرهم. روى عنه أبو حامد بن الشرقي النّيسابوريّ ، ومحمّد بن عبد الله ابن أحمد الصّفّار الأصبهانيّ.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الصّفّار ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن عبيد الله بن عبد الله النّيسابوريّ ـ ببغداد ـ حدّثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا وكيع ، عن سعيد بن عبيد الطائي ، ومحمّد بن قيس الأسديّ ، عن علي بن ربيعة. قال : أول من نيح عليه بالكوفة قرظة بن كعب ، فقال المغيرة بن شعبة : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من ينح عليه يعذب بما ينح عليه» (١).

أخبرنا البرقاني قال : قرأنا على أبي محمّد بن زياد حدثكم عبد الله بن محمّد بن شيرويه، حدّثنا إسحاق ، أخبرنا وكيع ، حدّثنا سعيد بن عبيد الطائي ، ومحمّد بن قيس الأسديّ مثله.

٥٤٧٥ عبيد الله بن محمّد بن يحيى بن المبارك بن مغيرة ، وأبو القاسم العدويّ المعروف بابن اليزيدي :

سمع محمّد بن منصور الطّوسيّ ، وعبد الرّحمن ابن أخي الأصمعي ، وروى عن عمه إبراهيم بن يحيى ، وأخيه أحمد بن محمّد ، عن جده أبي محمّد اليزيدي ، عن أبي عمرو بن العلاء حروفه في القرآن. حدث عنه ابن أخيه محمّد بن العبّاس اليزيدي ، وأحمد بن عثمان بن الأدمي ، وغيرهما وكان ثقة.

أخبرنا أبو الفرج محمّد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار التاجر ـ بأصبهان ـ

__________________

(١) ٥٤٧٣ الصابوني : هذه النسبة إلى عمل «الصابون» وبيت كبير بنيسابور «الصابونية» (الأنساب ٨ / ٥).

(١) ٥٤٧٤ انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٦١ ، ٤ / ٢٤٥ ، ٢٥٢ ، ٢٥٥. ومشكاة المصابيح ١٧٤٠.

٣٣٦

أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن أبي محمّد اليزيدي ـ أبو القاسم البغداديّ النّحويّ ـ حدّثنا محمّد بن منصور الطّوسيّ ، حدّثنا يونس بن محمّد المؤدّب ، حدّثنا حمّاد بن زيد ، عن سفيان الثوري ، عن زيد بن أسلم ، عن عبد الرّحمن بن وعلة ، عن ابن عبّاس. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيما إهاب دبغ فقد طهر» (١).

قال الطبراني : لم يروه عن حمّاد إلا يونس بن محمّد ، تفرد به محمّد بن منصور.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد ـ أبو القاسم اليزيدي ـ حدّثني إبراهيم بن أبي محمّد ، حدّثني أبي. قال : كنت عند عمرو بن العلاء في مجلس إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ، فسأل عن رجل من أصحابه فقده ، فقال لبعض من حضره : اذهب فاسأل عنه ، فرجع فقال : تركته يريد أن يموت ، فضحك منه بعض القوم وقال : في الدّنيا إنسان يريد أن يموت؟ فقال إبراهيم : لقد ضحكتم منها عربية ، إن يريد في معنى يكاد ، قال الله تعالى : (جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ) [الكهف ٧٧] أى يكاد ، قال فقال أبو عمرو : لا نزال بخير ما كان فينا مثلك.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال قرئ على ابن المنادى ـ وأنا أسمع ـ قال : عبيد الله بن محمّد بن يحيى أبو القاسم كان اليزيدي جده ، كتب عنه الحروف وشيء من اللغة ، والنزر من الحديث في أضعاف الكتب.

مات في المحرم سنة أربع وثمانين ـ يعني ومائتين ـ.

٥٤٧٦ ـ عبيد الله بن علي بن الحسين بن إسماعيل بن العبّاس بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، أبو العبّاس الهاشميّ :

كان الإمام في جامع الرصافة ، وإليه الحسبة ببغداد ، وحدث شيئا يسيرا عن نصر ابن علي الجهضمي. روى عنه أبو الحسين بن المنادي.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ـ وأنا أسمع ـ قال : وعبيد الله بن علي بن الحسن أبو العبّاس الهاشميّ الإمام ـ كتب عنه الحروف عن نصر بن علي ، وشيء من الحديث ، مات لسبع خلون من صفر سنة أربع وثمانين ؛ يعني ومائتين.

__________________

(١) ٥٤٧٥ انظر الحديث في : سنن النسائي ، كتاب الفرع والعتيرة باب ٤. وسنن الترمذي ١٧٢٨. وسنن ابن ماجة ٣٦٠٩. ومسند أحمد ١ / ٢١٩ ، ٢٧٠ ، ٣٤٣ ، وسنن الدارمي ٢ / ٨٥.

٣٣٧

٥٤٧٧ عبيد الله بن أحمد بن منصور ، أبو محمّد الكسائيّ (١) ، مولى بني هاشم :

من أهل همذان. سمع محمّد بن خليد الحنفيّ ، وزكريا بن عمر الدشتي ، وعلي ابن جعفر الأحمر ، وعلي بن محمّد الطنافسي. وأبا خيثمة زهير بن حرب ، ونحوهم. وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه يحيى بن صاعد ، ومحمّد بن مخلد ، وأحمد بن سلمان النجاد ، وعبد الباقي بن قانع القاضي.

حدّثنا عبد العزيز بن محمّد بن نصر الستوري ومحمّد بن الحسين بن الفضل القطّان. قالا : حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد ، حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن منصور الكسائيّ ، حدّثنا حارث بن عبد الله ، حدّثنا حسّان بن إبراهيم ، عن سفيان ، عن هشام ابن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدخل عليّ وأنا ألعب باللعب.

أخبرنا محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز ـ بهمذان ـ حدّثنا أبو الفضل صالح ابن أحمد الحافظ ـ في كتاب طبقات الهمذانيين ـ قال : عبيد الله بن أحمد بن منصور الكسائيّ أبو محمّد روى عن أبي خيثمة زهير بن حرب ، وأبي هشام الرفاعي ، والفضل بن الصّبّاح ، والحارث بن عبد الله ، وسلمة بن شبيب ، حدّثنا عنه أحمد بن محمّد يعني المقرئ محله الصدق.

٥٤٧٨ عبيد الله بن عبد الرّحمن بن واقد ، أبو شبيل بن أبي مسلم الواقديّ :

حدث عن أبيه ، وعن إسحاق بن أبي إسرائيل ، ومحمّد بن يحيى الأزديّ. روى عنه أبو بكر بن الأنباريّ النّحويّ ، وأبو عمرو بن السماك. وأحمد بن كامل القاضي ، وأبو طالب بن البهلول التنوخي ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن الحسين الخفّاف ، أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي ، حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن الواقديّ ، حدّثنا أبي ، عن أبي يوسف ، عن أبي حنيفة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن

__________________

(١) ٥٤٧٧ الكسائي : هذه النسبة لجماعة من المشاهير ببيع الكساء أو نسجه أو الاشتمال به ولبسه (الأنساب ١٠ / ٤١٩).

٣٣٨

عبد الله بن شدّاد ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كان له إمام فقراءته له قراءة» (١).

أخبرنا علي بن محمّد السّمسار ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا عبد الباقي بن نافع : أن أبا شبيل بن واقد مات في سنة ثمان وتسعين ومائتين.

قال غيره : مات يوم الخميس لخمس ليال بقين من ذي القعدة.

٥٤٧٩ عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق ، أبو أحمد الخزاعيّ :

وهو أخو محمّد بن عبد الله بن طاهر ، ولي إمارة بغداد وحدث عن أبي الصّلت الهرويّ ، والزّبير بن بكّار الزّبيري. روى عنه محمّد بن يحيى الصولي ، وعمر بن الحسن الأشناني ، وأبو القاسم الطبراني ، وغيرهم. وكان فاضلا أديبا ، شاعرا فصيحا.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ ـ بها ـ أخبرنا سليمان بن أحمد ابن أيّوب الطبراني ، حدّثنا عبيد الله بن عبد الله بن طاهر ، حدّثنا الزّبير بن بكّار ، حدّثنا يحيى بن أبي قتيلة ، حدّثنا عبد الخالق بن أبي حازم ، حدّثني ربيعة بن عثمان قال : حدّثني عبد الوهاب بن بخت عن عمر بن عبد العزيز قال : حدّثني أنس بن مالك أنه سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «كل راع مسئول عن رعيته» (١).

قال سليمان : لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به الزّبير.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن المظفر الدّقّاق ، أخبرنا محمّد بن عمران الكاتب. قال : أنشدني المظفر بن يحيى للبحتري يمدح عبيد الله لما قدم من خراسان من قصيدة قال :

لقد سرني أن المكارم أصبحت

تحط إلى أرض العراق حمولها

مجيء عبيد الله من شرق أرضه

سرى الديمة الوطفاء هبت قبولها

مسير تلقى الأرض منه ربيعها

وينهج عنه حزنها وسهولها

وأبيض من آل الحسين يرده

إلى المجد أعراق يهدي دليلها

__________________

(١) ٥٤٧٨ انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ٣٣٩. والسنن الكبرى للبيهقي ٢ / ١٦٠ ، ١٦١.

٥٤٧٩ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٣٥. والبداية والنهاية ١١ / ١١٩. والأغاني ٩ / ٣٩. ووفيات الأعيان ١٢ / ١٢٢. والديارات ٧١ / ٧٩.

(١) انظر الحديث في : المعجم الكبير ١٢ / ٣٣٨. والصغير ١ / ٢٤٠. والأدب المفرد ٤١٦.

٣٣٩

أضاءت لنا بغداد بعد ظلامها

فعاد ضحى إمساؤها وأصيلها

مقامات حكم ما يوازن قدرها

وساعات جود ما يطاع عدولها

كأنهم عند استلام ركابه

عصائب عند البيت حان قفولها

يجلون مأمولا مخوفا لنائل

يواليه ، أو صولات بأس يصولها

أبا أحمد ـ والحمد رهن مآثر ـ

تؤثلها أو عارفات تنيلها

وصلت بك الحاجات جمعا وإنما

بطول جليل القوم يقضي جليلها

أخبرنا أبو بشر محمّد بن عمر الوكيل ، حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى المرزباني أنبأنا محمّد بن يحيى. قال : أنشدني عبيد الله بن عبد الله بن طاهر لنفسه :

حق التنائي بين أهل الهوى

تكاتب يسخن عين النوى

وفي التداني ـ لا انقضى عمره ـ

تزاور يشفى غليل الجوى

أخبرنا أبو علي محمّد بن الحسين بن محمّد الجازري ، حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري ، حدّثنا أحمد بن أبي سهل بن عاصم الحلواني ، حدّثنا أبو الحسن علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور قال : كان أبي نازلا في جوار عبيد الله بن عبد الله بن طاهر فانتقل عنه إلى دار ابتاعها بنهر المهديّ وهي دار إسحاق بن إبراهيم الموصليّ ، فكتب إليه عبيد الله متوحشا :

يا من تحول عنا ، وهو يألفنا

بعدت جدا فلأيا صرت تلقانا

واعلم بأنك إذ بدلت جيرتنا

بدلت جارا وما بدلت إخوانا

فأجابه هارون بن علي :

بعدت عنكم بداري دون خالصتي

ومحض ودي ، وعهدي كالذي كانا

وما تبدلت مذ فارقت قربكم

إلا هموما أعاينها وأحزانا

وهل يسر بسكنى داره أحد

وليس أحبابه للدار جيرانا

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا محمّد بن الحسن الهاشميّ ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن بشار الأنباريّ. قال : أنشدني إبراهيم بن عبد الله الورّاق لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر :

ألا أيها الدهر الذي قد مللته

لتخليطه ، هلا مللت حياتي؟

فقد ـ وجلال الله ـ حببت دائبا

إلى ـ على بغض الوفاة ـ وفاتي

أخبرنا هلال بن عبد الله بن محمّد الطيّبي ـ مؤدبي ـ حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن

٣٤٠