تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦

جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وثلاثمائة ، ودفن في مقبرة الشونيزي ، وصلى عليه أبو حامد الأسفراييني وحضرت الصّلاة عليه.

٥٤٤٧ عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى بن سختويه ، أبو الحسن النّيسابوريّ بن أبي إسحاق المزكي :

قدم بغداد وحدث بها عن محمّد بن عمر بن حفص الزّاهد. حدّثنا عنه محمّد بن طلحة النعالي ، وكان ثقة.

أخبرنا محمّد بن طلحة النعالي ، حدّثنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى بن سختويه النّيسابوريّ ، حدّثنا محمّد بن عمر بن حفص الزّاهد ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا خالد بن يزيد بن جعفر الأنصاريّ الكوفيّ ، حدّثنا محمّد بن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يأتي على أمتي زمان يحسد الفقهاء بعضهم بعضا ، ويغار بعضهم على بعض ، كتغاير التيوس بعضها على بعض».

سألت محمّد بن يحيى بن إبراهيم المزكي عن وفاة عمه عبد الرّحمن فقال : في سنة سبع ـ أو ثمان ـ وتسعين وثلاثمائة ، شك هو في ذلك.

٥٤٤٨ عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمّد بن مامكة ، أبو مسلم البيع :

حدث عن سليمان بن أحمد الطبراني. سمع منه أحمد بن محمّد الغزال ، وكان صدوقا.

أخبرنا العتيقي وأحمد بن علي بن التوزي قالا : توفي أبو مسلم بن مامكة يوم السبت لتسع خلون ـ وقال ابن التوزي : لتسع بقين ـ من شوال سنة أربع وأربعمائة.

قال العتيقي : وحدث بشيء يسير.

٥٤٤٩ عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد بن عبد الله بن إدريس بن الحسن ابن متويه ، أبو سعد الحافظ الأستراباذيّ :

ساكن سمرقند ، ويعرف بالإدريسي. كان أبوه من أهل أسترآباذ وهو سمرقندي ،

__________________

٥٤٤٩ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٠٧.

٣٠١

وكان أحد من رحل في العلم وعنى بالحديث ، وسمع من أبي العبّاس الأصمّ النّيسابوريّ ، ومن بعده ، وصنف كتابا في تاريخ سمرقند ، وقدم بغداد في حياة أبي الحسن الدّارقطنيّ وحدث بها. حدّثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، وأبو القاسم الأزهري ، ومحمّد بن عمر بن سبنك ، وأحمد بن محمّد العتيقي ، وأبو القاسم التنوخي ، وغيرهم ، وكان ثقة.

وقال لي الأزهري : رأيت أبا سعد الإدريسي وقد حمل كتابه الذي صنفه في تاريخ سمرقند إلى أبي الحسن الدّارقطنيّ ، فنظر أبو الحسن فيه ثم قال : هذا كتاب حسن.

قال لي عبد العزيز بن محمّد النخشبي : مات أبو سعد الإدريسي بسمرقند في سنة أربع ـ أو خمس ـ وأربعمائة. شك النخشبي في ذلك.

قلت : وكان الإدريسي حيّا في سنة خمس ، وذلك أني رأيت في كتاب أبي سعد الماليني تاريخ سماعه منه في سنة خمس وأربعمائة.

٥٤٥٠ عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم ، أبو القاسم الخبّاز الصّوفيّ :

من أهل قزوين قدم علينا حاجّا. وحدث ببغداد عن أبي الحسن القطّان ، وأحمد ابن محمّد بن رزمة القزوينيّين ، وعن محمّد بن هارون الثّقفيّ الريحاني. كتبنا عنه بعد صدوره من الحج ، وذلك في سنة تسع وأربعمائة.

أخبرنا عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم القزوينيّ ، حدّثنا علي بن إبراهيم بن سلمة القطّان ، حدّثنا ضرار بن صرد أبو نعيم ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد عن يونس ابن يوسف عن سعيد بن المسيّب عن زيد بن ثابت قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن بيع الثمار حتى تنجو من العاهة.

حدّثني أبو عمرو الزّهريّ الفقيه أن أهل قزوين كانوا يضعفون عبد الرّحمن بن أحمد في روايته عن أبي الحسن القطّان قال : ومات في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.

٥٤٥١ عبد الرّحمن بن عبيد الله بن عبد الله بن محمّد بن الحسين بن عبد الله بن إسحاق بن الفرات بن دينار بن مسلم بن أسلم ، أبو القاسم السّمسار ، المعروف بابن الحربيّ :

من أهل الحربيّة سمع أحمد بن سلمان النجاد ، وحمزة بن محمّد الدّهقان ، وعلي ابن محمّد بن الزّبير الكوفيّ ، ومحمّد بن الحسن بن زياد النقاش ، وأبا بكر الشّافعيّ ،

٣٠٢

وحبيب بن الحسن القزّاز ، وعثمان بن محمّد بن بشر السقطي ، وأبا سعيد ابن أبي عثمان النّيسابوريّ. كتبنا عنه وكان صدوقا غير أن سماعه في بعض ما رواه عن النجاد كان مضطربا ، وسمعته يذكر أن مولده في جمادى الآخرة في اليوم الرابع عشر منه سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.

ومات في يوم السبت السابع من شوال سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ، ودفن في مقبرة باب حرب ، وكان يذكر أن أسلافه من أهل أبيورد ، وكانوا من شيعة المنصور.

٥٤٥٢ عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد بن علي بن محمّد بن رزق ، أبو معاذ المزكي السجستاني :

قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن أبي حاتم محمّد بن حبّان البستي ، وعلي بن الحسن الصبغي ، وعلي بن عبد الملك بن دهثم الطرسوسي ، والقاسم بن محمّد القنطريّ ، وأبي سعيد عبد الله بن محمّد بن عبد الوهاب الرّازيّ ، وأحمد بن محمّد ابن جعفر الكسائيّ البستي ، ومحمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، وأحمد بن إبراهيم بن عبدويه النّيسابوريّين ، وغيرهم. كتبنا عنه في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة بعد صدوره من الحج ، وما علمت من حاله إلا خيرا.

أخبرنا أبو معاذ السجستاني ، أخبرنا أبو حاتم محمّد بن حبّان بن أحمد البستي ـ بسجستان ـ حدّثنا أبو الفضل بن حباب الجمحيّ ـ بالبصرة ـ حدّثنا القعنبي عن شعبة عن منصور عن ربعي عن أبي مسعود أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى ، إذا لم تستح فاصنع ما شئت» (١).

سألت لامع بن عبد الرّحمن السجستاني في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة عن وفاة أبي معاذ فقال : مات منذ ست سنين.

__________________

(١) ٥٤٥٢ انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ١٢١ ، ٥ / ٣٧٢. والسنن الكبرى ١٠ / ١٩٢. ومجمع الزوائد ٨ / ٢٧. ومسند الشهاب ١١٥٣ ، ١١٥٤ ، ١١٥٥.

٣٠٣

ذكر من اسمه عبيد الله

٥٤٥٣ (عبيد الله بن أبي رافع ، مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

واسم أبي رافع أسلم. سمع أباه ، وعلي بن أبي طالب ، وأبا هريرة. وكان كاتب علي بن أبي طالب وحضر معه وقعة الخوارج بالنهروان. روى عنه بسر بن سعيد ، وأبو جعفر محمّد بن علي ، وعبد الرّحمن بن هرمز الأعرج ، وغيرهم ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزّاز ـ بالبصرة ـ حدّثنا الحسن بن محمّد بن عثمان النسوي ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا أصبغ بن الفرج ، حدّثنا ابن وهب ، أخبرنا عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أن الحرورية لما خرجت وهم مع علي بن أبي طالب فقالوا : لا حكم إلا لله ، قال علي : كلمة حق أريد بها باطل ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصف لي ناسا ، إني لأعرف صفتهم في هؤلاء ، يقولون الحق بألسنتهم ، لا يجاوز هذا منهم ـ وأشار إلى حلقه ـ من أبغض خلق الله إليه ، فيهم أسود إحدى يديه [كأنها] (١) طبي شاة ، أو حلمة ثدي ، فلما قتلهم علي قال : انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا. فقال : ارجعوا؟ فو الله فو الله ما كذبت ، ولا كذبت ، مرتين أو ثلاثا ، ثم وجدوه في خربة ، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه ، قال عبيد الله : وأنا حاضر ذلك من أمرهم ، وقول عليّ فيهم.

٥٤٥٤ عبيد الله بن خليفة ، أبو الغريف الهمدانيّ :

سمع علي بن أبي طالب ، وصفوان بن عسال. روى عنه أبو روق عطية بن

__________________

٥٤٥٣ انظر : تهذيب الكمال ٣٦٣٢ (١٩ / ٣٤). وطبقات ابن سعد ٥ / ٢٨٢. وتاريخ ابن معين ٢ / ٣٨٢. وتاريخ خليفة ٢٠٠. وطبقاته ٢٣١ ، ٢٣٩. والتاريخ الكبير ٥ / الترجمة ١٢١٧ ، ٦ / الترجمة ١٩٤١. وثقات العجلي ، الورقة ٣٥. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٤٦٠. وثقات ابن حبان ٥ / ٦٨. وثقات ابن شاهين ، ترجمة ٩٥٢. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ١١٣. والجمع لابن القيسراني ١ / ٣٠٠. وتهذيب النووي ١ / ٣١١. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٥٨٨. وتاريخ الإسلام ٤ / ٢٩. وتذهيب التهذيب ٣ / الورقة ١٥. ونهاية السئول ، الورقة ٢٢٧. وتهذيب التهذيب ٧ / ١٠ ، ١١. والتقريب ١ / ٥٣٢. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٥٤٣.

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٥٤٥٤ انظر : تهذيب الكمال ٣٦٣٠ (١٩ / ٣١). وطبقات ابن سعد ٦ / ٢٤٠. وتاريخ ابن معين ٢ / ٣٨١. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٤٨٩. وثقات ابن حبان ٥ / ٦٨. والكاشف ٢ / الترجمة ـ

٣٠٤

الحارث ، وعامر بن السمط. وهو كوفي ورد مسكن في أصحاب الحسن بن علي بن أبي طالب الذين ساروا لقتال أهل الشام.

كذلك أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، حدّثنا عبّاس بن محمّد ، حدّثنا أسود بن عامر.

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا العبّاس بن عبد العظيم ، حدّثنا أسود بن عامر ، حدّثنا زهير بن معاوية ، حدّثنا أبو روق الهزاني ، حدّثنا أبو الغريف قال : كنا مقدمة الحسن بن علي اثنى عشر ألفا بمسكن مستميتين ، تقطر أسيافنا من الجد على قتال أهل الشام ، وعلينا أبو العمرطي فلما جاءنا صالح الحسن بن علي كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ ، فلما قدم الحسن بن علي الكوفة قال له رجل منا ، يقال له أبو عامر سفيان بن ليلى ـ وقال ابن الفضل سفيان بن الليل ـ : السلام عليك يا مذل المؤمنين. قال فقال : لا تقل ذاك يا أبا عامر ، لست بمذل المؤمنين ، ولكني كرهت أن أقتلهم على الملك ، واللفظ لحديث الحكيمي.

أخبرنا أبو حازم العبدوي قال : سمعت محمّد بن عبد الله الجوزقي يقول : قرئ على مكي بن عبدان ـ وأنا أسمع ـ قيل له سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو الغريف عبيد الله بن خليفة الهمدانيّ ، روى عنه أبو روق ، وعامر بن السمط.

٥٤٥٥ عبيد الله بن محمّد بن صفوان بن عبيد الله بن أبي خلف ، الجمحيّ :

من أهل مكة. ولى قضاء بغداد في أيام المنصور ، وقضاء مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ايام المهديّ.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير بن بكّار. قال : عبيد الله بن محمّد بن صفوان كان قاضيا لأمير المؤمنين المنصور بالعراق ، وولاه أمير المؤمنين المهدى المدينة ومات بها ، واستخلف ابنه عبد الأعلى بن عبيد الله على المدينة.

__________________

ـ ٣٥٨٧. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٢٦٩١. والمغني ٢ / الترجمة ٣٩٢٠. وميزان الاعتدال ٣ / الترجمة ٥٣٥٦. وتذهيب التهذيب ٣ / الورقة ١٥. ومعرفة التابعين ، الورقة ٢٦. ورجال ابن ماجة ، الورقة ٥. ونهاية السئول ، الورقة ٢٢٧. وتهذيب التهذيب ٧ / ١٠. والتقريب ١ / ٥٣٢. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٥٤١.

٣٠٥

حدّثنا علي بن المحسن ، حدّثنا طلحة بن محمّد بن جعفر. قال : عبيد الله بن محمّد بن صفوان الجمحيّ أقدمه المنصور من مكة فقلده القضاء بمدينة السلام ، وكان عالما أديبا ، وما زال على الحكم حتى مات المنصور ، فقلده المهديّ قضاء مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم القضاء ، والحرب ، والصلاة ، وعزله عن قضاء بغداد.

قلت : كان المنصور قد جعل الحسن بن عمارة على المظالم ببغداد ، ثم استقضاه فلم يلبث إلا أياما حتى صرفه وولى مكانه القضاء ابن صفوان.

٥٤٥٦ عبيد الله بن الحسن بن الحصين ، أبي الحر العنبريّ :

قاضي البصرة سمع داود ابن أبي هند ، وخالدا الحذّاء ، وسعيدا الجريري. روى عنه عبد الرّحمن بن مهديّ ، ومعاذ بن معاذ القاضي ، وخالد بن الحارث الهجيمي ، ومحمّد بن عبيد الله الأنصاريّ.

وكان ثقة. قدم بغداد أيام المهديّ وكان مولده في سنة مائة ، وقيل سنة ست ومائة وولى القضاء بعد سوار بن عبد الله العنبريّ.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن معروف الخشّاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد. قال : عبيد الله بن الحصين بن مالك الخشخاش بن جناب بن الحارث بن خلف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم ، ولى قضاء البصرة بعد سوار بن عبد الله ، وكان محمودا ثقة ، عاقلا من الرجال.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا الوليد بن بكر ، حدّثنا علي بن أحمد ابن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدّثني أبي قال : لما مات سوار بن عبد الله طلبوا عبيد الله بن الحسن يستقضونه فهرب.

__________________

٥٤٥٦ انظر : تهذيب الكمال ٣٦٢٧ (١٩ / ٢٣ ـ ٢٨). والمنتظم ٨ / ٢٩٨. وطبقات ابن سعد ٧ / ٢٨٥. وعلل أحمد ١ / ٣٤٩ ، ٣٧٢. والتاريخ الكبير ٥ / الترجمة ١٢٠١. وثقات العجلي ، الورقة ٣٥. وسؤالات الآجري ٣ / ٣٦٨. والقضاة لوكيع ٢ / ٨٨. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٤٨٣. وثقات ابن حبان ٧ / ١٤٣ ، ١٥٢. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٩٧١. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ١١٣. والجمع ١ / ٣٠٦. وتهذيب النووي ١ / ٣١١. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٥٨٤. وميزان الاعتدال ٣ / الترجمة ٥٣٥٣. وتذهيب التهذيب ٣ / الورقة ١٥. ونهاية السئول ، الورقة ٢٢٧. وتهذيب التهذيب ٧ / ٧. والتقريب ١ / ٥٣١. وخلاصة الخزرجي ٢ / ٤٥٣٦.

٣٠٦

فقال له أبوه : يا بنى إن كنت هربت طلبا لسلامة دينك فقد أحسنت وإن كنت هربت لتكون أحرص لهم عليك فقد أحسنت أيضا ، فاستقضى بعد سوار.

أخبرني الحسن بن علي الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير ، حدّثنا ابن سلام. قال : قال الوثيق بن يوسف : وما رأيت رجلا قط أعقل من عبيد الله بن الحسن بن الحصين بن أبي الحر العنبريّ.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد الخصيبي قال : حدّثني أبو عيسى بن حمدون ، حدّثني أبو سهل الرّازيّ. قال : لم يشرك في القضاء بين أحد قط إلا بين عبيد الله بن الحسن بن الحصين العنبريّ وبين عمر بن عامر على قضاء البصرة ، وكانا يجتمعان جميعا في المجلس وينظران جميعا بين الناس ، قال فتقدم إليهما قوم في جارية لا تنبت ، فقال : فيها عمر بن عامر هذه فضيلة في الجسم ، وقال عبيد الله بن الحسن كل ما خالف ما عليه الخلقة فهو عيب.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ ، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد بن هارون التّميميّ ـ بالكوفة ـ أخبرنا أبو أحمد الجلودي ، عن أبي خليفة ، عن محمّد بن سلام. قال : أتى رجل عبيد الله بن الحسن فقال كنا عند الأمير محمّد بن سليمان فجرى ذكرك فذكرت بكل جميل ، فما استطاع يقبح أمرك ، يذكرك بشيء يعيبك به إلا المزاح. فقال : ويحك والله إني لأمزح وما أقول إلا حقا ، فلو قلت الساعة في داري عيسى بن مريم أكنت تصدقني؟ قلت : هذا من ذاك ، فقال لجصاص في داره : يا جصاص قال : لبيك ، قال : ما اسمك؟ قال : عيسى ، قال : ما اسم أمك؟ قال : مريم ، قال : ويحك فإذا اتفق لي مثل هذا فما أصنع.

أخبرنا العتيقي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، أخبرنا الحسين بن الحسن المروزيّ ـ من حفظه ـ قال : سمعت عبد الرّحمن بن مهدى يقول : كنا في جنازة فيها عبيد الله بن الحسن وهو على القضاء ، فلما وضع السرير جلس وجلس الناس حوله ، قال فسألته عن مسألة فغلط فيها ، فقلت : أصلحك الله القول في هذه المسألة كذا وكذا ، إلا أني لم أرد هذه ، إنما أردت أن أرفعك إلى ما هو أكبر منها ، فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال : إذا أرجع وأنا صاغر ، إذا أرجع وأنا صاغر ، لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلى من أن أكون رأسا في الباطل.

٣٠٧

حدّثني الخلّال ـ لفظا ـ حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعدان العرزمي ، حدّثني سلمان بن يزيد ، حدّثني أبو علي إسماعيل بن إبراهيم بن بشر القرشيّ ، حدّثنا أصحابنا أن المهديّ كتب إلى عبيد الله بن الحسن ـ وهو قاضي البصرة ـ كتابا فقرأه عبيد الله فرده ، فحمل عبيد الله إلى المهديّ فعاتبه ، فكان فيما عاتبه به أن قال له : رددت كتابي؟ فقال عبيد الله : يا أمير المؤمنين إني لم أرد كتابك ، ولكنه كان ملحونا وكتاب أمير المؤمنين لا يكون ملحونا ، فصدق المهديّ مقالته وأجازه ورده إلى عمله.

أخبرنا عبد الكريم بن محمّد بن أحمد الضّبّيّ ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سالم المخرّميّ ، حدّثنا أبو سعيد عبد الله بن شبيب ، حدّثنا الزّبير ، حدّثني محمّد بن سلام الجمحيّ. قال : وفد عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة على أمير المؤمنين المهديّ فتكلم بين يديه ، فبينا شبيب بن شبة يغدي أصحابه. إذ جاءه رسول عبيد الله بن الحسن يقول له : ائتني الساعة فغسل يديه وقال لأصحابه : أتموا غداءكم وركب إليه ، فقال له إني تكلمت اليوم بين يدي أمير المؤمنين ، وأبو عبيد الله حاضر فأحب أن تأتيه عسى أن يجرى لي ذكر ، فتنظر هل عجب لكلامي؟ قال شبيب : فجئته فقال لي : قد تكلم اليوم صاحبكم بين يدي أمير المؤمنين ، فقلت له : فما سمعت؟ فقال : رسائل غيلان ، ومواعظ الحسن ، نسج بين ذلك فملح.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي ابن أحمد بن زكريا الهاشميّ قال : سمعت أبا مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي يقول : سمعت أبي أحمد يقول سمعت أبي عبد الله يقول : كتب المهديّ إلى عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة يأمره ، انظر إلى الأرض التي يخاصم فيها فلان التاجر فلانا القائد ، فاقض بها للقائد. قال : اجمع شهودا فجمع جماعة ، فكتب عليه حكما للتاجر ، ثم قال : اذهب الآن فقد طوقتك طوقا لا يفكه عنك خمسون قينا ، قال : فعزله المهديّ.

حدّثني الأزهري ، حدّثنا أبو حفص عمر بن زكار بن أحمد بن زكار التمار ، حدّثنا عمر بن الحسن ، حدّثنا ابن أبي الدّنيا ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الملك قال : شتم رجل عبيد الله بن الحسن العنبريّ القاضي ، فقال عبيد الله ـ وقبض على لحيته ـ شيبتي تمنعني من أن أرد عليك.

٣٠٨

حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عمر الصّابونيّ ـ إملاء ـ حدّثنا عمر بن جعفر بن محمّد بن سلم ، حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا رافع بن دحية المسلي ، حدّثني عبيد الله بن الحسن ـ قاضي البصرة ـ قال : كانت عندي جارية عجمية وضيئة ، وكنت بها معجبا ، وكانت ذات ليلة نائمة إلى جنبي ، فانتبهت فلم أجدها فالتمستها فلم أجدها ، وقلت : سر ، فلما وجدتها وجدتها ساجدة. وهي تقول : بحبك لي اغفر لي ، قلت لها لا تقولي هكذا ، قولي بحبي لك اغفر لي ، فقال : يا بطال حبه لي أخرجني من الشرك إلى الإسلام ، وبحبه لي أيقظ عيني وأنام عينك ، قلت : اذهبي فأنت حرة لوجه الله ، قالت : يا مولاي أسأت إليّ ، كان لي أجران صار لي أجر واحد.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عديّ البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : قلت لأبي داود سليمان بن الأشعث : عبيد الله ابن الحسن عندك حجة؟ قال : كان فقيها.

أخبرني الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : قال لي يحيى بن معين : يقال إن عبيد الله بن الحسن بن الحصين العنبريّ ولد سنة مائة ، ويقال سنة ست ومائة ، وولى القضاء سنة سبع وخمسين.

أخبرني الحسن بن أبي بكر قال : كتب إلى محمّد بن إبراهيم الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال : حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ ، حدّثني أبو حسّان الزيادي قال : سنة ثمان وستين ومائة فيها مات عبيد الله بن الحسن العنبريّ قاضي البصرة ، في ذي القعدة.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن عبيد الله بن الحسن العنبريّ التّميميّ القاضي مات في ذي العقدة من سنة ثمان وستين ومائة.

٥٤٥٧ عبيد الله بن عمر بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، القرشيّ العدويّ :

من أهل مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. أقدمه هارون الرّشيد بغداد ليوليه قضاء المدينة ، فأبى أن يتولاه ، ورجع إلى المدينة.

٣٠٩

حدّثنا بذلك الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال : ولد عمر بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، عبيد الله بن عمر ، وكان من وجوه قريش وكان يلي صدقة عمر بن الخطّاب ، وكان أمير المؤمنين الرّشيد قد بعث إليه فقدم عليه بغداد ، فولاه قضاء المدينة ، فاستعفاه فلم يعفه ، فعرض ليحيى بن خالد فقال : لا والله ما أحسن القضاء [فإن كنت صادقا] (١) فما يسعكم أن تولوا من لا يحسن ، وإن كنت كاذبا فلا يحل لكم أن تولوا من يكذب ، فأعفى من القضاء وكان أمرا صالحا. حدّثني بذلك عمي مصعب بن عبد الله.

٥٤٥٨ عبيد الله بن محمّد المهديّ بن عبد الله المنصور بن محمّد بن علي ابن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب :

مات ببغداد وله بها عقب.

أنبأنا إبراهيم بن مخلد ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : فأما عبيد الله بن المهديّ فهو أخو علي لأبيه وأمه ، أمهما رائطة بنت أبي العبّاس ، ومولده في سنة أربع وخمسين ومائة. توفي في شعبان سنة أربع وتسعين ، وهو في أربعين سنة ، وصلّى عليه محمّد الأمين ، وكانت وفاته ببغداد في قصره.

أخبرني الحسن بن أبي بكر قال : كتب إليّ محمّد بن إبراهيم الجوري أن أحمد بن حمدان أخبرهم قال : حدّثنا أحمد بن يوسف الضّبّيّ قال : حدّثني أبو حسّان الزيادي قال : سنة خمس وتسعين ومائة ، فيها مات عبيد الله بن المهديّ.

٥٤٥٩ عبيد الله بن عبيد الرّحمن ـ وقيل : ابن عبد الرّحمن ، أبو عبد الرّحمن الأشجعي :

سمع إسماعيل بن أبي خالد ، وهشام بن عروة ، ومالك بن مغول ، وسفيان الثوري ، وشعبة بن الحجّاج ، وهارون بن عنترة. روى عنه عبد الله بن المبارك ، ويحيى

__________________

(١) ٥٤٥٧ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٥٤٥٩ انظر : تهذيب الكمال ٣٦٦٢ (١٩ / ١٠٧ ـ ١١١). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٢٨. وعلل أحمد ١ / ٩٦ ، ١٠١ ، ١١٩. والتاريخ الكبير ٥ / الترجمة ١٢٥٥. والكنى لمسلم ، الورقة ٦٧. وثقات العجلي ، الورقة ٣٦. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٥٣٩. وثقات ابن حبان ٧ / ١٥٠. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٩٥٩. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ١١٥. والجمع ١ / ٣٠٢. وسير أعلام النبلاء ٨ / ٤٥٢. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٦١٨. وتذهيب التهذيب ٣ / الورقة ـ

٣١٠

ابن آدم ، وقراد أبو نوح ، وأبو النّضر هاشم بن القاسم ، ويحيى بن معين ، وإبراهيم بن أبي الليث ، وأحمد بن حميد ختن عبيد الله بن موسى ، ويحيى بن الحماني ، وإسماعيل بن بهرام ، وعثمان بن أبي شيبة ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، وأبو همام الوليد بن شجاع ، وأبو كريب محمّد بن العلاء ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وغيرهم. وكان من أهل الكوفة فسكن بغداد وحدث بها.

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا أحمد بن عبيد. وأخبرني الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ـ قال : أحمد أخبرنا.

وقال علي حدّثنا ـ محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير ، حدّثنا محمّد بن عبيد الله بن نمير ، حدّثني إبراهيم بن إسماعيل بن بشير بن سليمان قال : سمعت الأشجعي يقول : سمعت من سفيان الثوري ثلاثين ألف حديث. قال أحمد ابن زهير : مات الأشجعي ببغداد.

أخبرنا علي بن محمّد بن يحيى السلمي ـ بدمشق ـ أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن عبد الله بن عبد السّلام مكحول ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سليمان الرّهاويّ قال : سمعت قبيصة قال : لما مات سفيان أرادوا الأشجعي على أن يقعد فأبى ، حتى كلموا زائدة فقعد ـ يعني مكان سفيان ـ.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفيّ يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألت يحيى بن معين قلت : فالأشجعي؟ فقال : صالح ثقة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : كتب إلى محمّد بن إبراهيم الجوري يذكر أن عبدان بن أحمد الهمذاني حدثهم قال : سمعت أبا حاتم الرازي يقول : سألت يحيى ابن معين عن الأشجعي ، ومهران بن أبي عمر بن سفيان فقال : الأشجعي. كأنه قدمه ، ومهران كانت فيه عجمة.

قرأت على البرقاني عن محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاريّ ، حدّثنا جعفر بن درستويه الفسوي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم

__________________

ـ ١٩. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١١١ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). وشرح علل الترمذي ، لابن رجب ٤٨٤. ونهاية السئول ، الورقة ٢٢٩. وتهذيب التهذيب ٧ / ٣٤ ـ ٣٥. والتقريب ١ / ٥٣٦. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٥٧٥. وشذرات الذهب ١ / ٢٩٧.

٣١١

ابن محرز قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ما كان بالكوفة أحد أعلم بسفيان من الأشجعي ، كان أعلم به من عبد الرّحمن بن مهديّ ، ومن يحيى بن سعيد ، وأبي أحمد الزّبيريّ ، وقبيصة ، وأبي حذيفة.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : عبيد الله بن عبد الرّحمن الأشجعي روى كتب الثوري على وجهها ، وروى عنه الجامع ، وكان من أهل الكوفة فقدم بغداد فلم يزل بها حتى مات.

حدّثنا البرقانيّ ، حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : قلت لأحمد : الأشجعي؟ قال : كان يكتب في المجلس ، فمن ذاك صح حديثه.

٥٤٦٠ ـ عبيد الله بن سفيان بن عبيد الله بن رواحة ، أبو سفيان الأسديّ ـ وقيل : الغداني (١) الصّوفيّ البصريّ :

قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن عون ، ومالك بن أنس ، وسفيان الثوري. روى عنه أبو بلال الأشعري ، وبشر بن الحكم النّيسابوريّ ، وابنه عبد الرّحمن بن بشر ، ومحمّد بن عثمان بن مخلد الواسطيّ وأبو العبّاس الكديمي.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ومحمّد بن عمر النّرسيّ وعثمان بن محمّد العلّاف قالوا : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا عبيد الله بن رواحة أبو سفيان الأسديّ ، حدّثنا ابن عون عن محمّد عن أبي هريرة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو أن الدّين معلق بالثريا لتناوله رجال من الفرس» (٢).

وأخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد ابن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو سفيان الصّوّاف كان كذّابا وكان يقال له ابن رواحة ، وقد قدم علينا وهو بصري ، وكان يروي عن ابن عون.

__________________

٥٤٦٠ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٥٣٦٦.

(١) الغداني : هذه النسبة إلى غدانة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم (الأنساب ٩ / ١٢٧).

(٢) انظر الحديث في : تاريخ أصبهان ١ / ٤. وتفسير الطبري ٢٦ / ٤٢.

٣١٢

أخبرني البرقاني ، حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن علي الإياديّ ، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي قال : أبو سفيان الصّوفيّ كان يقال له ابن رواحة ، فروى عن ابن عون ، وهو بصري قدم بغداد فحدثهم ، ما سمعت أحدا من مشايخنا بالبصرة حدث عنه.

قال يحيى بن معين : أبو سفيان الصّوفيّ كذّاب.

٥٤٦١ عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العبّاس بن علي بن أبي طالب :

من أهل مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قدم بغداد غير مرة وولاه المأمون القضاء بالحجاز ثم عزله ، وببغداد كانت وفاته.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال : وولد الحسن بن عبيد الله بن العبّاس بن علي بن أبي طالب ، العبّاس ، كان في صحابة أمير المؤمنين هارون ومحمّد ، لا بقية له. وأمهما أم ولد ، وعبيد الله كان طاهر بن الحسين استعمله على وفد أهل المدينة الذين أوفدهم العبّاس بن موسى بن عيسى إلى أمير المؤمنين المأمون بخراسان فزاده فيهم طاهر بن الحسين واستعمله عليهم ، فلما شخص أمير المؤمنين المأمون إلى بغداد ولاه المدينة ، ومكة ، وعك وقضاءهن ، وكان عليها سنين ثم عزله عنها ، فقدم عليه بغداد ، فمات بها في زمن أمير المؤمنين المأمون.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ـ حديثا ـ قال: سمعت محمّد بن يوسف الجعفري يقول : ما رأيت أحدا في مجلس كان أهيب ولا أهيا ولا أمرا من عبيد الله بن حسن.

٥٤٦٢ عبيد الله بن محمّد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر ، أبو عبد الرّحمن التّيميّ ، يعرف بابن عائشة. لأنه من ولد عائشة بنت طلحة ابن عبيد الله التّيميّ :

سمع حمّاد بن سلمة ، وكان عنده عنه تسعة آلاف حديث ، وسمع أيضا وهيب ابن خالد ، وعبد العزيز بن مسلم القسملي ، وأبا عوانة ، ومهديّ بن ميمون ،

__________________

٥٤٦٢ انظر : تهذيب الكمال ٣٦٧٨ (١٩ / ١٤٧). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٣٨. وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٠١. وتاريخ خليفة ٤٧٩ ، وطبقاته ٢٢٩. والتاريخ الكبير ٥ / الترجمة ١٢٩٢. وسؤالات الآجري لأبي داود ٥ / الورقة ٥ ، ٨ ، ٣٨. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٥٨٣. ـ

٣١٣

وعبد الواحد بن زياد ، وصالح المري ، وسفيان بن عيينة. روى عنه أحمد بن حنبل ، ومحمّد بن الحسين البرجلاني ، وعبد الله بن روح المدائنيّ ، والحسن بن مكرم وعبّاس الدّوريّ ، وجعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ ، وإبراهيم الحربيّ ، ومحمّد بن هشام بن أبي الدميك ، وأحمد بن علي الأبار ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ وأبو القاسم البغوي.

وكان من أهل البصرة ، فقدم بغداد وحدث بها ، ثم عاد إلى البصرة ، وكان فصيحا أديبا ، سخيا ، حسن الخلق ، غزير العلم ، عارفا بأيام الناس.

حدّثنا عمر بن الحسين بن إبراهيم الخفّاف ، أخبرنا عمر بن محمّد بن علي الجهبذ ، حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن حفص ابن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التّيميّ العيشي ـ ببغداد في الجانب الشرقي في طريق الأنبار شارع الكوفة سنة تسع عشرة ومائتين ـ فذكر عنه حديثا.

أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان الفقيه العكبريّ ، حدّثني محمّد بن أيّوب بن المعافى قال : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول : قد حدث أحمد بن حنبل عن العيشي ـ يعني ابن عائشة ـ.

ثم قال إبراهيم : حدّثنا أحمد بن حنبل ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد التّيميّ ، عن مهديّ بن ميمون ، عن هشام بن حسّان قال : اشترت حفصة جارية ـ أظنها سندية ـ فقيل لها : كيف رأيت مولاتك؟ فذكر إبراهيم كلاما بالفارسيّة تفسيره ، إنها امرأة صالحة إلا أنها قد أذنبت ذنبا عظيما فهي الليل كله تبكي وتصلي.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا مقاتل بن محمّد بن بنان العكي قال : سمعت إبراهيم بن إسحاق المروزيّ المعروف بالحربيّ يقول : ما رأت عيني مثل ابن عائشة : فقيل له : يا أبا إسحاق ، رأيت أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وإسحاق ابن راهويه ، تقول ما رأيت مثل ابن عائشة؟! فقال : نعم ، بلغ الرّشيد سناء أخلاقه فبعث إليه فأحضره ، فعدد عليه جميع ما سمع ، يقول بفضل الله ثم فضل أمير

__________________

ـ وثقات ابن حبان ٨ / ٤٠٥. وشيوخ أبي داود للحياني ، الورقة ٨٤. والأنساب للسمعاني ٩ / ١٠٦. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٥٨٦. ومعجم البلدان ١ / ٦٩٤. وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٦٤. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٦٣٣. وتذهيب التهذيب ٣ / الورقة ٢١. ونهاية السئول ، الورقة ٢٣٠. وتهذيب التهذيب ٧ / ٤٥ ـ ٤٦. والتقريب ١ / ٥٣٨. وخلاصة الخزرجي ٢ / ترجمة ٤٥٩١. وشذرات الذهب ٢ / ٦٤.

٣١٤

المؤمنين ، فلما أن صمت الرّشيد قال له ابن عائشة : يا أمير المؤمنين وما هو أحسن من هذا؟ قال : ما هو يا عم؟ قال : المعرفة بقدري ، والقصد في أمري ، قال : يا عم أحسنت.

أنبأنا إبراهيم بن مخلد ، حدّثنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا أسد بن الحسن البصريّ قال : سأل رجل في المسجد ـ وعبيد الله بن محمّد بن حفص العيشي حاضر ـ فلم يعطه أحد شيئا ، وكان على العيشي مطرّف خز. فقال : خذ هذا المطرّف ، قال فأخذه فلما ولى دعاه فرجع إليه ، فقال إن ثمن المطرّف أربعون دينارا فانظر لا تخدع عنه فمضى فباعه ، فعرف أنه مطرّف العيشي فاشتراه ابن عم له ورده عليه.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن روح النهرواني ، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري ، حدّثنا يعقوب بن محمّد بن صالح الكريزي.

وأخبرنا الحسين بن محمّد أخو الخلّال ـ واللفظ له ـ أخبرنا إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم الشطي ـ بجرجان ـ حدّثنا أبو القاسم الكريزي ، حدّثنا محمّد بن زكريا الغلابي قال : كنت عند ابن عائشة فجاءه رجل فسأله أن يهب له شيئا ، فنزع جبة سعيدية كانت عليه تساوي ستة دنانير ـ أو سبعة دنانير ـ فدفعها إليه ، فقال له وكيله : يا أبا عبد الرّحمن ما أخوفني عليك أن تموت فقيرا ، قال : وكيف ذلك؟ قال : كانت لك ست جبات فوهبتها ، وبقيت لك هذه وحدها فوهبتها ، وهذا الشتاء مقبل. فقال : إليك عني ، فإني أريد أن أكون كما قال الأول :

وفتى خلا من ماله

ومن المروءة غير خال

أعطاك قبل سؤاله

وكفاك مكروه السؤال

وإذا رأى لك موعدا

كان الفعال مع المقال

لله درك من فتى

ما فيك من كرم الخصال

حدّثنا أبو حازم العبدوي ـ إملاء ـ قال : سمعت عبد الله بن محمّد بن علي المعدل يقول : سمعت محمّد بن إسحاق الثّقفيّ يقول : سمعت محمّد بن زكريا يقول : سمعت ابن عائشة قال له مولى له يقال له بكر نحله : يا عبيد الله ، والله لا تموت إلا فقيرا ، كم تعطي؟! قال فضحك ثم قال : أنا والله كما قال الشّاعر :

وفتى خلا من ماله

ومن المروءة غير خال

أعطاك قبل سؤاله

وكفاك مكروه السؤال

٣١٥

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : قال جدي : أنفق ابن عائشة على إخوانه أربعمائة ألف دينار في الله ، حتى التجأ إلى أن باع سقف بيته.

أخبرنا الحسين أخو الخلّال ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الشطي ، حدّثنا أبو علي شعبة ، حدّثنا الحسن بن أبي الحسن النجيرمي ، حدّثنا الحسن بن كثير قال : قدم رجل إلى البصرة فسأل عن أجود أهل البصرة فقيل له ابن عائشة. قال : فسأل عنه فقيل له عليه دين وقد جلس في داره ، قال : فجاء إلى حاجبه ومعه رقعة فقال : توصل هذه الرقعة إلى أبي عبد الرّحمن ، فأخذها فأوصلها إليه فإذا فيها مكتوب :

إذا كان الجواد له حجاب

فما فضل الجواد على البخيل؟

قال : فقرأها ابن عائشة وكتب تحتها :

إذا كان الجواد عديم مال

ولم يعذر تعلل بالحجاب

أخبرني الأزهري والعتيقي قالا : حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيّوب سليمان ابن إسحاق بن يعقوب الجلاب قال : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول : خرج العيشي من البصرة إلى بغداد إلى ابن أبي دؤاد يشكو عيسى بن أبّان ليعزله عن البصرة ـ وكان قاضيها ـ فأمر بعزله ، فلما بلغ عيسى بن أبّان ذلك وجه إلى ابن ابن أبي دؤاد ـ يعني أبا الوليد ـ بثمانين ألفا ، فجاء إلى أبيه فقال له : تعزل عيسى بن أبّان وهو صديقي ، وهو وهو ، قال : فلم يتهيأ له في عزله شيء ، فرجع العيشي إلى البصرة ، قال فكان كل من جاء إليه يسلم عليه ويسأله عن خبره ينشده هذا البيت :

فأبنا سالمين كم بدأنا

وما خابت غنيمة سالمينا

أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد السمناني ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن أحمد المقرئ ، حدّثنا أبو بكر الصولي ، حدّثنا محمّد بن زكريا قال : حضرت مجلسا فيه عبيد الله بن محمّد بن عائشة التّيميّ ، وفيه جعفر بن القاسم بن جعفر بن سليمان الهاشميّ ، فقال لابن عائشة : هاهنا آية نزلت في بني هاشم خصوصا ، قال : وما هي؟ قال : قوله : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) [الزخرف ٤٤] فقال له ابن عائشة : قومه قريش ، وهي لنا معكم ، قال : بل هي لنا خصوصا ، قال : فخذ معها (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُ) [الأنعام ٦٦] قال : فسكت جعفر ، فلم يحر جوابا.

٣١٦

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، حدّثنا محمّد بن عديّ البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود يقول : سمعت أبا سلمة ذكر ابن عائشة فقال : سمع علما كثيرا ولكنه أفسد نفسه به.

وقال أبو عبيد : سمعت أبا داود يقول : كان ابن عائشة طلابة للحديث عالما بالعربية وأيام الناس ، لو لا ما أفسد نفسه.

وسمعت أبا داود يقول : كان ابن عائشة صدوقا في الحديث.

أخبرني البرقاني ، حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك الأدمي ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي قال : عبيد الله بن محمّد بن حفص التّيميّ وهو ابن عائشة صدوق ، توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين ، وشهدت جنازته وأنا صبي ، قرف بالقدر وكان بريئا منه ، سمعت محمّد بن عائشة بن أخي ابن عائشة يذكر ذلك ، وقال إنما كان له خلق جميل ، وكان يتحبب إلى الناس ، ويحب المحامد ، فكان كل من جاءه لقيه بالبشر ، وما كان مذهبه إلا إثبات القدر.

قال أبو يحيى السّاجي : وكان سيدا (١) من سادات البصرة غير مدافع عن ذلك ، وكان كريما سخيا.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، أخبرنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : عبيد الله بن عائشة صدوق بصري.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها مات عبيد الله بن محمّد العيشي.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : ومات عبيد الله بن محمّد العيشي بالبصرة في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ، بعد انصرافه من العسكر ، وكان يخضب رأسه ولحيته ، وقد كتبت عنه.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدّثني علي بن محمّد قال : حدّثني محمّد

__________________

(١) في تهذيب الكمال : «وكان شيخا من سادات البصرة».

٣١٧

ابن عبد الرّحمن المخزوميّ قال : رأى رجل ابن عائشة التّيميّ في النوم بعد ما مات فقال : ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي بحبي إياه.

٥٤٦٣ ـ عبيد الله بن أحمد بن غالب ، مولى الرّبيع الحاجب :

ولى القضاء بعسكر المهديّ في أيام الواثق.

أخبرني الصيمري ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني ، حدّثني أبو بكر أحمد بن كامل قال : كان أبو عبد الله أحمد بن أبي دؤاد على قضاء القضاة في أيام المعتصم ، فاستخلف ابنه أبا الوليد على عمله ، وكان سعيد بن شعيب على قضاء بغداد من قبله ، ثم استقضى بعده عبيد الله بن أحمد بن غالب الذي تنسب إليه سويقة غالب ، وكان فيه كبر وتجبر.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : وفي هذه السنة ـ يعني سنة ثمان وعشرين ومائتين ـ عزل الواثق عبد الرّحمن بن إسحاق ، وشعيب بن سهل ، وولى الحسن بن علي بن الجعد وكان عبد الرّحمن على الغربي ، وولى عبد الله بن محمّد الخلنجي الشرقية ، وولى الجانب الشرقي عبيد الله بن أحمد بن غالب مولى الرّبيع.

أخبرنا علي بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : كان عبيد الله بن أحمد بن غالب فقيها عالما على مذهب أهل العراق ، وكان من أصحاب ابن أبي دؤاد ، وهو خال عمر بن غالب ، وكان مولده سنة ثمانين ومائة ، ولم يحدث بشيء فيما أعلمه.

قلت : ولم يزل على القضاء إلى أن عزله جعفر المتوكل في سنة أربع وثلاثين ومائتين ، وكان مذموم الولاية ، سيئ السيرة ، قبيح الطريقة.

حدّثني الحسن بن علي الجوهريّ عن أبي عبيد الله المرزباني قال : وجدت بخط أبي بكر الصولي : وثب عبيد الله بن أحمد بن غالب على مسجد يصلي فيه طائفة من المسلمين فجعله حانوتا يستغله الطفيف ، فكتب إليه عتاهية بن أبي العتاهية :

فقدت الذي لم يرع عما ووالدا

وإن كان مفقودا إذا كان شاهدا

جعلت له ذكرا وإن كان خاملا

وألزمته وسما على الدهر خالدا

إذا استغلق المعنى علىّ بسبه

كفتني مخازيه الفضاح القصائدا

متى يتق الله الذي لا يخافه

إذا كان يوما يستغل المساجدا؟

٣١٨

قال : وله في ابن غالب :

أبكي وأندب بهجة الإسلام

إذ صرت تقعد مقعد الحكام

إن الحوادث ما علمت كثيرة

وأراك بعض حوادث الأيام

قال وله فيه :

قل لي وسوف تلوكك الأقوال

من أين عندك هذه الأموال

اليوم أنت معظم ومبجل

وغدا بجورك تضرب الأمثال

لم تأت أرملة لتحرز مالها

إلا وأنت لما لها محتال

تقضي وفوك من المدامة ساطع

ويميل رأسك عطفك الميال

آل الرّبيع بنيّ عبدكم طغى

ما كان يفعل فعله الدجال

قال وله فيه عند عزله :

فضحتك عند الحكم حال تنشر

والحشر أفضح والقيامة أكبر

ما كنت تحسب أن عزلك كائن

إن الشقي لآمن ما يحذر

بلغ الكتاب مداه عند بلوغه

فعرفت ذلك والأمور تؤخر

ليس الأمور إلى العباد وإنها

لمن السماء تكون حين تقدر

نزل البلاء بغالب وبأهله

فهم حديث والحديث يخبر

مكر الزمان عليهم بهوانه

فهوت نجومهم وساء المنظر

٥٤٦٤ عبيد الله بن عمر بن ميسرة ، أبو سعيد الجشمي مولاهم المعروف بالقواريري :

بصرى سكن بغداد وحدث بها عن حمّاد بن زيد ، وأبي عوانة ، وعبد الوارث بن سعيد ، ومسلم بن خالد ، وسفيان بن عيينة ، وهشيم ، ومعتمر بن سليمان ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الرّحمن بن مهديّ ، ومحمّد بن جعفر غندر ، وخالد بن الحارث روى عنه أبو قدامة السّرخسيّ ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، وأبو داود السجستاني ، وأبو زرعة وأبو حاتم الرّازيّان ، وأحمد بن أبي خيثمة ، والحارث بن أبي أسامة ، وإبراهيم الحربيّ ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وصالح بن محمّد جزرة ، وأبو القاسم البغوي ، وغيرهم.

__________________

٥٤٦٤ انظر : تهذيب الكمال ٣٦٦٩ (١٩ / ١٣٠). والمنتظم ١٠ / ٢٣١. وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٥٠. والتاريخ الكبير ٥ / الترجمة ١٢٧٥. والصغير ٢ / ٣٦٦. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٥٤٧. وثقات ابن حبان ٨ / ٤٠٥. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١١٤. والجمع ـ

٣١٩

أنبأنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني عبيد الله بن عمر القواريري.

وحدّثنا أبو الرّبيع الزهراني قالا : حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيّوب عن ابن أبي مليكة قال: كان عكرمة بن أبي جهل يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويقول : كلام ربي ، كلام ربي.

قال القواريري : كتب عني أبو عبد الله أحمد بن حنبل هذا الحديث في الحبس وحديثا آخر ، قال : وكتب عني يحيى بن معين أيضا حديثين.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال : سمعت أبا القاسم علي بن الحسن بن زكريا القطيعيّ الشّاعر قال : سمعت أبا القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي يقول : سمعت عبيد الله بن عمر القواريري يقول : لم تكن تكاد تفوتني صلاة العتمة في جماعة فنزل بي ضيف فشغلت به ، فخرجت أطلب الصّلاة في قبائل البصرة ، فإذا الناس قد صلوا. فقلت في نفسي : روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «صلاة الجميع تفضل على صلاة الفذ إحدى [وعشرين] (١) درجة ، وروى خمسة وعشرين درجة ، وروى سبعا وعشرين»(٢) فانقلبت إلى منزلي فصليت العتمة سبعا وعشرين مرة ثم رقدت ، فرأيتني مع قوم راكبي أفراس وأنا راكب فرسا كأفراسهم ، ونحن نتجارى وأفراسهم تسبق فرسي ، فجعلت أضربه لألحقهم ، فالتفت إلىّ آخرهم فقال : لا تجهد فرسك فلست بلاحقنا ، قال : فقلت : ولم ذاك؟ قال : لأنا صلينا العتمة في جماعة.

أخبرنا البرقاني قال : في كتابي عن أبي الحسن المحمودي ـ وأنا شاك في سماعه ـ قال: سمعت أبا بكر البسطاميّ يقول : سمعت أحمد بن سيّار يقول : لم أر في جميع من رأيت مثل مسدد بالبصرة ، والقواريري ببغداد ، وصدقة بمرو.

__________________

ـ ١ / ترجمة ٣٠٣٠. وأنساب السمعاني ١٠ / ٢٥٥. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٥٨٤. والكامل في التاريخ ٦ / ٤٢٤ ، ٤٢٧. وسير أعلام النبلاء ١١ / ٤٤٢. والعبر ١ / ٤٢٢. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٦٢٥. وتذهيب التهذيب ٣ / ٢٠. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٥٥ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) ونهاية السئول ، الورقة ٢٣٠. وتهذيب التهذيب ٧ / ٤٠ ـ ٤١. والتقريب ١ / ٥٣٧. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٥٨٢. وشذرات الذهب ٢ / ٨٥.

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٦٦. وفتح الباري ٢ / ٢٣١. وصحيح مسلم ، كتاب المساجد باب ٤٢.

٣٢٠