تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦

يسأل عن عبد الرّحمن بن مهديّ أكان كثير الحديث؟ فقال : قد سمع ولم يكن بذاك الكثير جدا ، كان الغالب عليه حديث سفيان ، وكان يشتهي أن يسأل عن غيره من كثرة ما يسأل عنه ، فقيل له : ما كان يتفقه؟ قال : كان يتوسع في الفقه ، كان أوسع فيه من يحيى ، كان يحيى يميل إلى قول الكوفيّين ، وكان عبد الرّحمن يذهب إلى بعض مذاهب الحديث ، وإلى رأي المدينيّين. فذكر لأبي عبد الله عن إنسان أنه يحكى عنه القدر. قال : ويحل له أن يقول هذا ، هو سمع هذا منه؟ ثم قال : يجيء إلى إمام من أئمة المسلمين يتكلم فيه! وقيل لأبي عبد الله كان عبد الرّحمن حافظا؟ فقال : حافظا ، وكان يتوقى كثيرا ، كان يحب أن يحدث باللفظ.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل قال : قال أبو عبد الله : ما رأيت بالبصرة مثل يحيى بن سعيد ، وبعده عبد الرّحمن أفقه الرجلين.

أخبرنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري ـ بحلوان ـ أخبرنا محمّد بن الفضل عن محمّد بن إسحاق بن خزيمة النّيسابوريّ ـ بها ـ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج يقول : سمعت المهنى بن يحيى يقول : سألت أحمد بن حنبل أيهما أفقه عبد الرّحمن بن مهديّ ، أو يحيى بن سعيد؟ فقال : عبد الرّحمن بن مهديّ.

أخبرنا هبة الله بن الحسن ، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر ، أخبرنا عبد الرّحمن ـ هو ابن أبي حاتم ـ حدّثنا أبي ، قال : سمعت أبا الرّبيع الزهراني يقول : ما رأيت مثل عبد الرّحمن بن مهديّ ، ووصف عنه بصرا بالحديث.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي ـ وذكر عبد الرّحمن بن مهديّ ـ فقال : قال له رجل أيما أحب إليك ، يغفر الله لك ذنبا ، أو تحفظ حديثا؟ فقال : أحفظ حديثا.

أخبرني أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ قال : سمعت أبا الحسن هارون بن سليمان الأصبهانيّ يقول : سمعت محمّد بن النّعمان بن عبد السّلام يقول : قال معاذ بن معاذ : ليس بالبصرة أحد يصلح للقضاء إلا رجل واحد ، قلت : من هو؟ قال : عبد الرّحمن بن مهديّ ، وله عيب ، قلت : ما هو؟ قال : ليس له عشيرة ، إن حكم على رجل من الكبار منعوه منه.

٢٤١

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني محمّد بن عبد الرحيم قال : سمعت علي بن عبد الله يقول : لم يكن من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أحد له أصحاب حفظوا عنه ، وقاموا بقوله في العفة إلا ثلاثة ؛ زيد ، وعبد الله ، وابن عبّاس ، فأعلم الناس بزيد بن ثابت. وقوله! العشرة : سعيد بن المسيّب ، وأبو سلمة بن عبد الرّحمن ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، وعروة بن الزّبير ، وأبو بكر بن عبد الرّحمن ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، وسليمان بن يسار ، وأبّان بن عثمان ، وقبيصة بن ذؤيب ، وذكر آخر فكان أعلم الناس بقولهم وحديثهم ، ابن شهاب ، ثم بعده مالك بن أنس ، ثم بعد مالك عبد الرّحمن بن مهديّ.

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس ، حدثني خالي أبو بكر محمّد بن إسحاق النعال، حدّثنا علي بن الحسن بن دليل ، حدّثنا أبو عبد الله المقدمي قال : حدثني أبي قال: سمعت علي بن المدينيّ يقول : إذا اجتمع يحيى بن سعيد وعبد الرّحمن بن مهديّ على ترك رجل لم أحدث عنه ، فإذا اختلفا أخذت بقول عبد الرّحمن لأنه أقصدهما ، وكان في يحيى تشدد.

أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان الفقيه قال : سمعت يحيى بن محمّد بن صاعد يقول : سمعت الأثرم يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : إذا حدث عبد الرّحمن بن مهديّ عن رجل فهو حجة.

أخبرنا هبة الله بن الحسن ، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر ، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال : سمعت أبي يقول : عبد الرّحمن بن مهديّ أثبت أصحاب حمّاد بن زيد ، وهو إمام ثقة أثبت من يحيى بن سعيد ، وأتقن من وكيع ، وكان عرض حديثه على سفيان الثوري.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن حميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسن بن إدريس قال : قال ابن عمار : ابن مهديّ ، ووكيع ، كلاهما عندي ثبت ، ابن مهديّ حافظ وهو أبصر ، ووكيع أفضل فضلا. قال ابن عمار : كان ابن مهديّ أعلم بالاختلاف من وكيع ، وكان وكيع يذهب مذهب أهل الكوفة.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل قال : قال أبو عبد الله : إذا اختلف وكيع وعبد الرّحمن فعبد الرّحمن أثبت ، لأنه أقرب عهدا بالكتاب.

٢٤٢

أخبرنا طاهر بن عبد العزيز بن عيسى الدعاء ، أخبرنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي قال : سمعت محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول : سمعت أحمد بن الحسن الترمذي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : اختلف عبد الرّحمن بن مهديّ ووكيع بن الجرّاح في نحو من خمسين حديثا من حديث الثوري ، فنظرنا فإذا عامة الصواب في يد عبد الرّحمن.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : قال الفضل بن زياد : وسألت أبا عبد الله قلت : إذا اختلف وكيع وعبد الرّحمن يقول من نأخذ؟ قال : عبد الرّحمن يوافق أكثر وبخاصة في سفيان ، كان معنيا بحديث سفيان.

أخبرنا ابن رزق ، حدّثنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل ، حدّثنا علي بن عبد الله المدينيّ قال : ما عندنا أثبت في سفيان بعد يحيى من عبد الرّحمن.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن علي بن الهيثم المقرئ ، حدّثنا يزيد البادا قال : سمعت عبيد الله بن عمر يقول : قال لي يحيى بن سعيد : ما سمع عبد الرّحمن بن مهديّ من سفيان عن الأعمش أحب إليّ مما سمعت أنا من الأعمش.

أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد الزّهريّ ـ الخطيب بالدينور ـ أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن راشد ، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال : قال علي ابن المدينيّ : لم ير مثل يحيى بن سعيد ، وعبد الرّحمن بن مهديّ.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن علي بن الهيثم ، حدّثنا يزيد البادا ، حدّثنا عبيد الله بن عمر قال : وقال رجل ليحيى بن سعيد : يا أبا سعيد إن فلانا يقول إن عبد الرّحمن كان سيئ الأخذ ، كان يسمع من الشيخ والكتاب في كمه ، فغضب يحيى ثم قال : عبد الرّحمن يسمع نائما أحب إليّ من أن يملى علىّ ذاك.

أخبرنا هبة الله بن الحسن ، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر ، أخبرنا عبد الرّحمن ، حدّثنا أحمد بن سنان قال : سمعت علي بن المدينيّ يقول : كان عبد الرّحمن بن مهديّ أعلم الناس ، قالها مرارا.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، حدّثني محمّد بن عثمان بن أبي صفوان قال : سمعت علي بن المدينيّ

٢٤٣

يقول غيرة مرة : والله لو أخذت لحلفت بين الركن والمقام ، لحلفت بالله أني لم أر أحدا قط أعلم بالحديث من عبد الرّحمن بن مهديّ.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله القطّان ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق ـ هو القاضي ـ قال : سمعت علي بن المدينيّ يقول : أعلم الناس بالحديث عبد الرّحمن بن مهديّ. قال القاضي : وكان عليّ شديد التوقي ، فأضرم على عبد الرّحمن ، وكان عبد الرّحمن يعرف حديثه وحديث غيره ، قال : وكان يذكر له الحديث عن الرجل فيقول خطأ ، ثم يقول : ينبغي أن يكون أتى هذا الشيخ من حديث كذا من وجه كذا ، فنجده كما قال. قال : وقلت له : قد كتبت حديث الأعمش ـ وكنت عند نفسي أني قد بلغت فيها ـ فقلت ومن يفيدنا عن الأعمش؟ قال : فقال لي من يفيدك عن الأعمش؟ قلت : نعم! قال : فأطرق ثم ذكر ثلاثين حديثا ليست عندي ، قال : وتتبع أحاديث الشيوخ الذين لم ألقهم أنا ولم أكتب حديثهم عن رجل ، قال القاضي : أحفظ أن ممن ذكره منصور بن أبي الأسود.

أخبرني محمّد بن أحمد بن علي الدّقّاق ، حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي ـ بالبصرة ـ أخبرنا الحسن بن عبد الرّحمن بن خلّاد ، أخبرني أبي أن القاسم بن نصر المخرّميّ حدثهم قال : سمعت علي بن المدينيّ يقول : قدمت الكوفة فعنيت بحديث الأعمش فجمعته ، فلما قدمت البصرة لقيت عبد الرّحمن فسلمت عليه ، فقال : هات يا علي ما عندك ، فقلت : ما أحد يفيدني عن الأعمش شيئا ، قال فغضب فقال : هذا كلام أهل العلم ، ومن يضبط العلم ، ومن يحيط به؟ مثلك يتكلم بهذا؟ أمعك شيء يكتب فيه؟ قلت نعم! قال أكتب ، قلت ذاكرني فلعله عندي ، قال أكتب لست أملى عليك إلا ما ليس عندك ، قال فأملى عليّ ثلاثين حديثا لم أسمع منها حديثا. ثم قال : لا تعد ، قلت لا أعود. قال علي : فلما كان بعد سنة جاء سليمان إلى الباب ، فقال : امض بنا إلى عبد الرّحمن أفضحه اليوم في المناسك ، قال علي : وكان سليمان من أعلم أصحابنا بالحج ، قال : فذهبنا فدخلنا عليه ، فسلمنا وجلسنا بين يديه. فقال : هاتا ما عندكما ، وأظنك يا سليمان صاحب الخطبة ، قال : نعم ما أحد يفيدنا في الحج شيئا ، فأقبل عليه بمثل ما أقبل عليّ ، ثم قال : يا سليمان ما تقول في رجل قضى المناسك كلها إلا الطواف بالبيت ، فوقع على أهله؟ فاندفع سليمان فروى : يتفرقان حيث

٢٤٤

اجتمعا ، ويجتمعان حيث تفرقا قال : ارو ومتى يجتمعان ، ومتى يفترقان؟ قال : فسكت سليمان ، فقال : اكتب ، وأقبل يلقي عليه المسائل ويملى عليه ، حتى كتبنا ثلاثين مسألة ، في كل مسألة يروي الحديث والحديثين ، ويقول سألت مالكا ، وسألت سفيان ، وعبيد الله بن الحسن ، قال فلما قمت قال : لا تعد ثانيا تقول مثلما قلت ، فقمنا وخرجنا ، قال : فأقبل عليّ سليمان فقال : أيش خرج علينا من صلب مهديّ هذا؟! كأنه كان قاعدا معهم سمعت مالكا وسفيان وعبيد الله.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، حدّثنا علي بن أحمد ابن النّضر قال : قال علي بن المدينيّ : كان يحيى بن سعيد أعلم بالرجال ، وكان عبد الرّحمن أعلم بالحديث ، قال علي : وما شبهت علم عبد الرّحمن بالحديث إلا كسحر.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حبّان ، حدّثنا ابن أسيد ، حدّثنا علي بن أحمد بن النّضر قال : سمعت علي بن المدينيّ يقول : كان علم عبد الرّحمن بن مهديّ بالحديث كالسحر.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، ومحمّد بن الحسين بن الفضل قالا : أخبرنا دعلج بن أحمد ، حدّثنا ـ وفي حديث ابن الفضل أنبأنا ـ أحمد بن علي الأبار.

وأخبرني علي بن أحمد الرّزّاز ، أخبرنا محمّد بن علي بن سهل الإمام ، حدّثنا أحمد بن علي الأبار ، حدّثنا أحمد بن الحسن الترمذي ، حدّثنا نعيم بن حمّاد قال : قلت لعبد الرّحمن بن مهديّ : كيف تعرف صحيح الحديث من غيره ، وقال الرّزّاز من خطئه؟ قال : كما يعرف الطّيب المجنون.

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي ـ بنيسابور ـ حدّثنا محمّد بن أحمد بن الغطريف العبدي ، حدّثنا الحسن بن سفيان قال : حدّثنا عبد العزيز بن سلام ، حدّثنا نعيم بن حمّاد قال : قيل لعبد الرّحمن بن مهديّ : كيف تعرف هؤلاء الرجال؟ قال : كما يعرف الطّبيب المجنون.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال : سمعت عبد الرّحمن بن أحمد القاضي يقول : سمعت أحمد بن محمّد بن الحسن يقول : سمعت محمّد بن يحيى يقول : ما رأيت في يد عبد الرّحمن بن مهديّ كتابا قط ، وكل ما سمعت منه سمعته حفظا.

٢٤٥

وقال ابن نعيم : سمعت أبا عبد الله بن الأخرم الحافظ ـ وسئل عن سماع قتيبة بن سعيد عن مالك ـ فقال : صالح ، قيل له أيما أحب إليك ، عبد الرّحمن بن مهديّ عن مالك ، أو روح بن عبادة عن مالك؟ فقال : عبد الرّحمن إمام وهو أحب إليّ من كل أحد ، فقيل له : إن عبد الرّحمن عرض على مالك ، وروح بن عبادة سمعه لفظا. فقال : عرض عبد الرّحمن أجل وأحب إلينا من سماع غيره.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن سلامة بن جعفر القضاعي ـ قاضي مصر بمكة في المسجد الحرام ـ حدّثنا أحمد بن عبد العزيز بن ثرثال البغداديّ ـ بمصر ـ حدّثنا محمّد ابن مخلد ، حدّثنا محمّد بن حسّان الأزرق ، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ الأزديّ ، وكان قرة عين.

أخبرني محمّد بن عبد الملك القرشيّ ، حدّثنا علي بن عمر الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني ـ الشيخ الصالح ـ أخبرنا أبو إسحاق إسماعيل بن الصّلت بن أبي مريم ـ مستملي علي بن المدينيّ جارنا ـ حدّثنا علي بن المدينيّ قال : كان عبد الرّحمن بن مهديّ يختم في كل ليلتين ، كان ورده في كل ليلة نصف القرآن.

حدث أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن المعدل الأصبهانيّ ـ وذكر لي محمّد بن يوسف القطّان النّيسابوريّ أنه استجاز منه جميع حديثه.

قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، حدّثنا هارون بن سليمان قال : قال أيّوب بن المتوكل القاري : كنا إذا أردنا أن ننظر إلى الدين والدّنيا ذهبنا إلى دار عبد الرّحمن بن مهديّ.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل قال : قال أبو عبد الله : وعبد الرّحمن سنة ثمان وتسعين ـ يعني مات ـ.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال : قال علي بن المدينيّ : ومات عبد الرّحمن بن مهديّ سنة ثمان وتسعين ، وهو ابن ثلاث وستين سنة ، ولد سنة خمس وثلاثين ومائة.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم قال : أخبرنا الحسين بن محمّد بن عفير ، حدّثنا أحمد بن سنان قال : سمعت عبد الرّحمن سئل عن سنه في سنة خمس وتسعين فقال : هذه السنة ، تتم لي ستين.

٢٤٦

ومات عبد الرّحمن في رجب سنة ثمان وتسعين ، وهو ابن ثلاث وستين.

٥٣٦٧ عبد الرّحمن بن أحمد بن عطية ، أبو سليمان العنسيّ الدّارانيّ :

من أهل داريا وهي ضيعة إلى جنب دمشق ، كان أحد عباد الله الصالحين ، ومن الزهاد المتعبدين ، ورد بغداد وأقام بها مدة ، ثم عاد إلى الشام فأقام بداريا حتى توفى ، ولا أحفظ له حديثا مسندا غير حديث واحد ، لكن له حكايات كثيرة يرويها عنه أحمد بن أبي الحواري الدّمشقيّ.

أخبرني أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا العبّاس أحمد ابن محمّد بن ثابت يقول : سمعت أبا عبد الله محمّد بن عمر بن الفضل بن غالب يقول : سمعت أبا الحسن علي بن عيسى بن فيروز الكلوذانيّ يقول : سمعت أحمد ابن أبي الحواري يقول : سمعت أبا سليمان الدّارانيّ يقول : سمعت علي بن الحسن ابن أبي الرّبيع الزّاهد يقول : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : سمعت ابن عجلان يذكر عن القعقاع بن حكيم ، عن أبي صالح ، عن أنس. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صلى قبل الظهر أربعا ، غفر له ذنوبه يومه ذلك» (١).

قرأت في كتاب أبي الحسين محمّد بن عبد الله بن جعفر الرّازيّ أخبرني محمّد بن يوسف بن بشر الهرويّ قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن أحمد بن أبي المثنى الموصليّ يقول : رأيت أبا سليمان الدّارانيّ ببغداد سنة ثلاث ومائتين ـ أو أربع ومائتين ـ مخضوب اللحية ـ له شعيرة ـ في مسجد عبد الوهاب الخفّاف ، فقيل له إن عبد الوهاب الخفّاف يقول بشيء من القدر ، فترك الصّلاة في مسجده وذهب إلى مسجد آخر. قال أبو جعفر : وإني أرجو برؤيته خيرا.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدّقّاق، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأنماطيّ ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان قال : سمعت أبا جعفر يبكي في خطبته يوم الجمعة. فاستقبلني الغضب وحضرتني نية أن أقوم فأعظه بما أعرف من فعله إذا نزل ، وبكائه على المنبر ، قال : فتفكرت أن أقوم إلى خليفة فأعظه والناس جلوس يرمقونني بأبصارهم ، فيعرض لي فيأمر بي فأقتل على غير تصحيح ، فجلست وسكت.

__________________

٥٣٦٧ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٤٥.

(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ١١٦٠.

٢٤٧

وقال أحمد : سمعت أبا سليمان يقول : ليس لمن ألهم شيئا من الخير أن يعمل به حتى يسمعه من الأثر ، فإذا سمعه من الأثر عمل به وحمد الله حيث وافق ما في قلبه.

وقال أحمد : سمعت أبا سليمان يقول : كنت بالعراق أعمل ، وأنا بالشام أعرف.

قال أحمد : فحدثت به سليمان ابنه فقال : إنما معرفة أبي لله تعالى بالشام لطاعته بالعراق ، ولو ازداد بالشام طاعة لازداد بالله معرفة. قال صالح لسليمان : بأي شيء تنال معرفته؟ قال بطاعته ، قال : فبأي شيء تنال طاعته؟ قال : به.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن عتّاب ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن أبي موسى ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري. قال : قال لي أبو سليمان : لا يفلح قلب رجل معلق بجمع القراريط والدوانيق ، يا أحمد حتى متى تكون وصافا أما تحب أن توصف؟.

وقال أحمد بن محمّد بن أبي موسى ، حدّثنا ابن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان يقول : كل ما شغلك عن الله من أهل ، أو مال ، أو ولد ، فهو عليك مشئوم. قال : فحدثت به مروان بن محمّد فقال : صدق والله أبو سليمان.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمّد الحربيّ قال : حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الأنماطيّ ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان ـ يعني الدّارانيّ ـ يقول : لو لا الليل ما أحببت البقاء في الدّنيا ، وما أحب البقاء في الدّنيا لشق الأنهار ، ولا لغرس الأشجار.

أخبرني الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النّحويّ ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان عبد الرّحمن بن أحمد بن عطية العنسيّ يقول : مفتاح الدّنيا الشبع ، ومفتاح الآخرة الجوع ، وأصل كل خير في الدّنيا والآخرة الخوف من الله ، وإن الله يعطي الدّنيا من يحب ومن لا يحب ، إن الجوع عنده في خزائن مدّخرة ، فلا يعطى إلا لمن أحب خاصة ، ولئن أدع من عشائي لقمة أحب إلي من أن آكلها وأقوم من أول الليل إلى آخره.

أخبرني أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد التغلبي ـ بدمشق ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر ، حدّثنا أبو القاسم بن أبي العقب ، حدّثنا جعفر بن أحمد بن عاصم ، حدّثنا ابن أبي الحواري. قال : مات أبو سليمان سنة خمس ومائتين ، وعاش ابنه سليمان بعده سنتين وأشهرا.

٢٤٨

أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن موسى النّيسابوريّ. قال : مات أبو سليمان الدّارانيّ سنة خمس عشرة ومائتين.

قلت : والشّاميّون أعرف بهذا من غيرهم ، فالله أعلم.

٥٣٦٨ عبد الرّحمن بن قيس ، أبو معاوية الضّبّيّ الزّعفرانيّ :

حدث عن محمّد بن عمرو بن علقمة ، وحميد الطويل ، وداود بن أبي هند ، وعبد الله بن عون ، والنهاس بن قهم ، وعباد بن راشد ، وهشام بن حسّان. روى عنه الطّيالسيّ ، وعبد الصّمد بن عبد الوارث ، ومقاتل بن صالح الهاشميّ ، وأبو النّضر إسماعيل بن عبد الله العجلي ، وعلي بن شعيب البزّاز ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، وعلي سهل بن المغيرة. وهو من أهل البصرة سكن بغداد مدة وحدث بها ، ثم انتقل إلى نيسابور فنزلها.

أخبرني الحسين بن أحمد السلماسي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص ، حدّثنا محمّد بن هارون الحضرمي ، حدّثنا علي بن شعيب السّمسار قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن قيس ، أبو معاوية البصريّ الزّعفرانيّ ـ حدّثنا محمّد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن أول كرامة المؤمن أن يغفر لمشيعيه» (١).

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ الحافظ ، أخبرني أبو جعفر محمّد بن صالح بن هانئ ، حدّثنا الحسين بن محمّد بن زياد قال : حدثني محمّد بن يحيى قال : سألت عبد الصّمد بن عبد الوارث ، عن أبي معاوية الزّعفرانيّ عبد الرّحمن بن قيس. فقال : كان عبد الرّحمن ابن مهديّ يكذبه.

__________________

٥٣٦٨ انظر : تهذيب الكمال ٣٩٣٩ (١٧ / ٣٦٤ ـ ٣٦٧) وعلل أحمد ١ / ١٢٢ ، ٣٨٧. والتاريخ الكبير ٥ / الترجمة ١٠٨٢. والكنى لمسلم ، الورقة ١٠١. وضعفاء النسائي ، الترجمة ٣٦٤. وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٩٩. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٣٢٣. والمجروحين ٢ / ٥٩. والكامل لابن عدي ٢ / الورقة ١٧٠. وضعفاء أبي نعيم ، الترجمة ١٢٣. والأنساب ٦ / ٢٨٠. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ٩٥. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٢٤٧٦. والمغني ٢ / الترجمة ٣٦١٣. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٢٢٦. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٣٨ (أياصوفيا ٣٠٠٧). وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٤٩٤٤. ونهاية السئول ، الورقة ٢٠٨. وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٥٨. والتقريب ١ / ٤٩٦. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٢٢٧.

(١) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ٢ / ٢٢٩. وتنزيه الشريعة ٢ / ٣٧٠. وتاريخ أصبهان ٢ / ٢٩٨. والجامع الكبير ٦٣٧١.

٢٤٩

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي عن عبد الرّحمن بن قيس الزّعفرانيّ فقال كان جارا لحمّاد بن مسعدة ، يحدث عن ابن عون ، رأيته بالبصرة وقدم علينا إلى بغداد ، وكان واسطيا ثم خرج إلى نيسابور ، حديثه ضعيف ، ولم يكن بشيء متروك الحديث.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ. قال : عبد الرّحمن بن قيس أبو معاوية ذهب حديثه.

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، أخبرنا أحمد بن طاهر ابن النجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال : سألت أبا زرعة ، قلت : عبد الرّحمن بن قيس؟ قال: كذاب.

أخبرنا أبو حازم العبدوي قال : سمعت محمّد بن عبد الله الجوزقي يقول : قرئ على مكي بن عبدان ـ وأنا أسمع ـ قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو معاوية عبد الرّحمن بن قيس الزّعفرانيّ البصريّ ذاهب الحديث.

أخبرنا محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد عن حديث أبي معاوية ، عن هلال ابن عبد الرّحمن ، عن عطاء بن أبي ميمونة ، عن أنس : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبا بكر وعمر مروا على جرار سعد ، فشرب أبو بكر وعمر ، وتوضأ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال أبو علي : أبو معاوية هذا اسمه عبد الرّحمن بن قيس الزّعفرانيّ كان يضع الحديث.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قال : حدّثنا أبي. قال : عبد الرّحمن بن قيس الزّعفرانيّ متروك الحديث ، بصريّ خرج إلى نيسابور.

أخبرني البرقاني ، حدّثني محمّد بن أحمد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي. قال : عبد الرّحمن بن قيس الزّعفرانيّ جار لحمّاد بن مسعدة ، ضعيف ، كتبت عن حوثرة المنقريّ عنه ، كان قد أكثر عنه.

٢٥٠

٥٣٦٩ عبد الرّحمن بن غزوان ، أبو نوح. مولى عبد الله بن مالك الخزاعيّ يعرف بقراد :

سمع شعبة ، وعكرمة بن عمار ، ويونس بن أبي إسحاق ، والليث بن سعد وأبا مالك النخعي ، والسري بن يحيى ، وعبيد الله الأشجعي. روى عنه أحمد بن حنبل ، وزهير بن حرب ، وحجاج بن الشّاعر ، ومحمّد بن عبد الله بن أبي الثلج وأبو خلّاد سليمان بن خلّاد ، وعبّاس بن محمّد الدّوريّ ، في آخرين.

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي وأبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ. قالا : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ.

وأخبرني أبو سهل محمود بن عمر بن جعفر العكبريّ ، حدّثنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي. قالا : حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ ، حدّثنا قراد أبو نوح ، حدّثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبي موسى. قال : خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أشياخ من قريش ، فلما أشرفوا على الراهب [بحيرا] (١) هبطوا فحلوا رحالهم ، فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت ، قال : فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا بعثه الله رحمة للعالمين. فقال له أشياخ قريش : ما علمك؟ فقال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم تبق شجرة ولا حجر إلا خرّ ساجدا. ولا يسجدون إلا لنبي ، وإني أعرف خاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ، ثم رجع فصنع لهم طعاما ، فلما أتاهم به ـ وكان هو في رعية الإبل ـ فقال أرسلوا إليه ، فأقبل وعليه غمامة تظله ، فقال أنظروا إليه ، عليه غمامة تظله ، فلما دنا من القوم إذا هم قد سبقوه إلى فيء الشجرة ، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه ، فقال : انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه ، قال :

__________________

٥٣٦٩ انظر : تهذيب الكمال ٣٩٢٧ (١٧ / ٣٣٥ ـ ٣٣٨) وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٣٥. وتاريخ ابن معين ٢ / ٣٥٥. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٣٠١. وثقات ابن حبان ٨ / ٣٧٥. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٨١١. والسابق واللاحق ٢٦٤. والجمع ١ / ٢٩٣. وسير أعلام النبلاء ٩ / ٥١٨. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٣٢٨. وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٤٩٣٤. والمغني ٢ / الترجمة ٣٦٠٨. وتذكرة الحفاظ ٣٢٩. والعبر ١ / ٣٥٢. وتذهيب التهذيب ٢ / ٢٢٤. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٣٨ (أيا صوفيا ٣٠٠٧). ونهاية السئول ، الورقة ٢٠٨. وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٤٧ ـ ٢٤٩. والتقريب ١ / ٤٩٤. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٢١٤.

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٥١

فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم ألّا يذهبوا به إلى الروم ، فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه ، فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم ، فاستقبلهم فقال : ما جاء بكم؟ قالوا : جاءنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر ، فلم يبق طريق إلا بعث إليه ناس ، وإنا أخبرنا خبره فبعثنا إلى طريقك هذا. فقال لهم : هل خلفتم خلفكم أحدا هو خير منكم؟ قالوا : لا إنما أخبرنا خبره بطريقك هذا ، قال : أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا : لا ، فتابعوه وأقاموا معه. قال : فأتاهم فقال أنشدكم الله أيكم وليه؟ قالوا : أبو طالب ، فلم يزل يناشده حتى رده ، وبعث معه أبو بكر بلالا ، وزوده الراهب من الكعك والزيت.

قال الأصمّ : سمعت العبّاس يقول : ليس في الدّنيا مخلوق يحدث به غير قراد أبي نوح. وسمع هذا أحمد ويحيى بن معين من قراد.

قلت : ورواه أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد القطّان ، عن قراد بطوله أيضا.

أنبأنا ابن رزق أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي ذكر أبا نوح قرادا فقال : كان عاقلا من الرجال.

قرأت على ابن الفضل عن دعلج قال : أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال : سألت مجاهدا ـ يعني ابن موسى ـ عن قراد فقال : كان كيسا ، ما كتبت عن شيخ كان أحر رأسا منه ، إنما كان يهدر ، حدّثنا شعبة ، حدّثنا شعبة.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفيّ يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول سألت يحيى بن معين عن قراد أبي نوح فقال : ليس به بأس.

أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : قراد أبو نوح مولى عبد الله بن مالك كان ثقة.

أخبرنا البرقاني قال : قرئ على أبي علي بن الصّوّاف ـ وأنا أسمع ـ حدثكم جعفر ابن محمّد الفريابي قال وسألته ـ يعني محمّد بن عبد الله بن نمير ـ عن قراد أبي نوح فقال : ثقة ، إلا أنه لم يكتب عنه كبير أحد.

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا محمّد بن جامع ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة.

٢٥٢

وأخبرني أحمد بن سلمان بن علي المقرئ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا جدي قال : قراد أبو نوح هو عبد الرّحمن ابن غزوان مولى آل مالك أبي عبد الله بن مالك الخزاعيّ ، وكان ثقة ، وكان شعبة ينزل عليه.

قال علي بن المدينيّ : قراد أبو نوح مولى آل مالك ثقة. سمعت هبة الله بن الحسن الطبري يقول : قال ابن جرير : مات قراد سنة سبع ومائتين.

٥٣٧٠ عبد الرّحمن بن علقمة ، أبو يزيد السعديّ المروزيّ :

سمع أبا حمزة السّكّري ونوح بن أبي مريم ، وحمّاد بن زيد ، وأبا عوانة ، وعبد الوارث بن سعيد ، وشريك بن عبد الله ، وعبد الله بن المبارك. وكان من كبار أصحابه ، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه أحمد بن حنبل ، وزهير بن حرب ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وإسحاق بن راهويه ، ورجاء بن الجارود ، ويحيى بن أبي طالب ، وحمدان بن علي الورّاق وجعفر بن محمّد الصائغ.

أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز ، حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن شاكر ، حدّثنا عفّان ومالك بن إسماعيل أبو غسان النّهديّ وعبد الرّحمن ابن علقمة ويحيى الحماني. قالوا : أخبرنا أبو عوانة ، حدّثنا عمر بن أبي سلمة عن أبيه ، عن أبي هريرة. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم» (١).

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، حدّثنا أبو العبّاس القاسم بن القاسم السّيّاري ـ بمرو ـ حدّثنا عيسى بن محمّد ، حدّثنا العبّاس بن مصعب ، حدّثنا عبد الرّحمن بن علقمة ـ وكان من أصحاب محمّد بن الحسن ـ وكان بصيرا بالحديث والرأى رجلا صالحا ، وكان عالما بالحساب والدور ، وكان أكره على قضاء سرخس ، أخرج مكرها ، فلما خرج إلى سرخس أقام بها أياما ثم هرب منها ، فلم يظهر إلى أن عزل الذي ولاه ، أو مات ، أو أعفى.

٥٣٧١ عبد الرّحمن بن إبراهيم ، أبو علي الرّاسبيّ المخرّميّ :

حدث عن فرات بن السّائب. وروى عن مالك بن أنس حديثا منكرا ، رواه عنه يحيى بن أبي طالب ، وعبد العزيز بن عبد الله الهاشميّ.

__________________

(١) ٥٣٧٠ انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٣٨٧ ، ٣٨٨. والمستدرك ٤ / ١٠٣. ومجمع الزوائد ٤ / ١٩٩. والترغيب والترهيب ٣ / ١٨٠. وإتحاف السادة المتقين ٦ / ١٦٥.

٥٣٧١ انظر : ميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٤٨٠٤.

٢٥٣

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق وأبو سهل بن زياد القطّان ـ واللفظ لعثمان بن أحمد ـ قال : حدّثنا يحيى بن أبي طالب ، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم الرّاسبيّ.

وأخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن حميد بن محمّد بن الحسين بن حميد بن الرّبيع اللخمي ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد الحكيمي ، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله الهاشميّ ، حدّثنا أبو علي المخرّميّ ـ من أصحاب أبي يوسف عبد الرّحمن بن إبراهيم سنة عشر ومائتين ـ حدّثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال : كتب عمر بن الخطّاب إلى سعد بن أبي وقاص ـ زاد يحيى وهو بالقادسية ـ أن سرح ـ وقال : عبد العزيز أن وجه ـ نضلة بن معاوية إلى حلوان العراق ـ لم يقل يحيى العراق ـ فليغر على ضواحيها ، قال : فوجه سعد نضلة في ثلاثمائة ، فخرجوا حتى أتوا حلوان العراق فأغاروا على ضواحيها فأصابوا غنيمة وسبيا ، فأقبلوا يسوقون الغنيمة والسبي حتى أرهقتهم العصر ، وكادت الشمس أن تئوب. قال : فألجأ نضلة الغنيمة والسبي إلى سفح جبل ، ثم قام فأذن ، فقال الله أكبر الله أكبر ، فإذا مجيب من الجبل يجيبه ، كبرت كبيرا يا نضلة ، قال أشهد أن لا إله إلا الله ، قال : كلمة الإخلاص يا نضلة ، قال أشهد أن محمّدا رسول الله ، قال : هو النذير وهو الذي بشرنا به عيسى ابن مريم وعلى رأس أمته تقوم الساعة ، قال : حي على الصّلاة ، قال : طوبى إن مشى إليها وواظب عليها ، قال : حي علي الفلاح ، قال أفلح من أجاب محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو البقاء لأمة محمّد ، فلما قال : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، قال : أخلصت الإخلاص كله يا نضلة. فحرم الله بها جسدك على النار ، فلما فرغ من أذانه قمنا فقلنا له من أنت يرحمك الله؟ أملك أنت ، أم ساكن من الجن. أم طائف من عباد الله؟ أسمعتنا صوتك فأرنا صورتك ، فإنا وفد الله ، ووفد رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ووفد عمر بن الخطّاب ، قال : فانفلق الجبل عن هامة كالرحا أبيض الرأس واللحية عليه طمران من صوف ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، قلنا : وعليك السلام ورحمة الله من أنت يرحمك الله؟ قال أنا ذريب ابن برتملا وصى العبد الصالح عيسى بن مريم ، أسكنني هذا الجبل ودعا لي بطول البقاء إلى نزوله من السماء ، فيقتل الخنزير ، يكسر الصليب ، ويتبرأ مما نحلته النصارى ، فأما إذ فاتني لقاء محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاقرءوا عمر مني السلام وقولوا له يا عمر سدد وقارب فقد دنا الأمر ، وأخبروه بهذه الخصال التي أخبركم بها ، يا عمر إذا ظهرت هذه الخصال في أمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وسلم

٢٥٤

فالهرب الهرب ، إذا استغنى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، وانتسبوا في غير مناسبهم ، وانتموا إلى غير مواليهم ، ولم يرحم كبيرهم صغيرهم ، ولم يوقر صغيرهم كبيرهم ، وترك المعروف فلم يؤمر به ، وترك المنكر فلم ينه عنه ، وتعلم عالمهم العلم ليجلب به الدنانير والدراهم وكان المطر قيظا ، والولد غيظا ، وطولوا المنارات ، وفضضوا المصاحف ، وزخرفوا المساجد ، وأظهروا الرشى ، وشيدوا البناء ، واتبعوا الهوى ، وباعوا الدين بالدّنيا واستخفوا بالدماء ، وقطعت الأرحام ، وبيع الحلم وأكل الربا فخرا ، وصار الغنى عزّا ، وخرج الرجل من بيته فقام إليه من هو خير منه ، فسلم عليه ، وركب النساء السروج ، ثم غاب عنا. قال : فكتب بذلك نضلة إلى سعد ، فكتب سعد إلى عمر ، فكتب عمر إلى سعد : لله أبوك صر أنت ومن معك من المهاجرين والأنصار حتى تنزل هذا الجبل ، فإن لقيته فأقرئه مني السلام ، فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبرنا أن بعض أوصياء عيسى ابن مريم نزل ذلك الجبل ناحية العراق ، قال : فخرج سعد في أربعة آلاف من المهاجرين والأنصار حتى نزل ذلك الجبل ، أربعين يوما ينادى بالأذان في وقت كل صلاة فلا جواب ـ سياق الحديث لابن رزق.

٥٣٧٢ عبد الرّحمن بن محمّد بن علقمة ، أبو أميّة الفرائضيّ (١) البصريّ :

أخبرنا أحمد بن علي اليزدي ـ في كتابه ـ أخبرنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن إسحاق الحافظ قال : أبو أميّة عبد الرّحمن بن محمّد بن علقمة الفرائضيّ سكن بغداد. وروى عن أبي فضالة مبارك بن فضالة القرشيّ ، وشعبة. روى عنه سوار بن عبد الله بن سوار العنبريّ.

حدّثنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهانيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي.

وأخبرنا محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازى ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن إسحاق الشّاهد ، بالأهواز ـ حدّثنا عمر بن أحمد ، حدّثنا خليفة بن خياط. قال : وأبو أميّة الفرضي مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين.

٥٣٧٣ عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن صادر ، المدائنيّ يلقب سيبويه :

حدث عن أغلب بن تميم ، وعامر بن صالح بن رستم ، وعون بن المعمر ،

__________________

(١) ٥٣٧٢ الفرائضي : هذه النسبة إلى الفرائض ، وهي المقدرات وعلم المواريث ، ويقال لمن يعلم هذا العلم : الفرضي والفارض والفرائضي (الأنساب ٩ / ٢٥٨).

٢٥٥

وعبد الحكيم بن منصور ، وفضيل به سليمان النميري ، وبشر بن المفضل ، وسليم بن أخضر ، وغيرهم روى عنه محمّد بن هارون الفلاس المخرّميّ ، وعبّاس الدوري ، وأحمد بن حرب المعدل ، وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزّان.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ـ إملاء وقراءة ـ حدّثنا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا عبّاس بن محمّد الدوري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن صادر المدائنيّ ، حدّثنا أغلب بن تميم عن غالب القطّان عن الحسن عن أبي هريرة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قرأ يس في ليله ابتغاء وجه الله غفر له» (١).

٥٣٧٤ عبد الرّحمن بن يونس بن هاشم ، أبو مسلم الرّوميّ ، مولى أبي جعفر المنصور وهو المستملي :

كان يستملى على سفيان بن عيينة ، ويزيد بن هارون. وحدث عن ابن عيينة ، وحاتم بن إسماعيل ، ومعن بن عيسى ، وعبد الله بن إدريس ، ومحمّد بن فضيل. روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ في صحيحه ، وحاتم بن الليث الجوهريّ ، وعبّاس الدّوريّ ، وحنبل بن إسحاق الحربيّ ، وإبراهيم بن إسحاق وأحمد بن يوسف التغلبي ، وأحمد بن بشر المرثدي ، ومحمّد بن غالب التمتام ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا.

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي وأبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ـ قالا : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ ، حدّثنا أبو مسلم المستملي ، حدّثنا معن بن عيسى ، حدّثنا إبراهيم بن طهمان ، عن أبي الزّبير ، عن ابن عبّاس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سرب نساءه ليلة جمع قبل الزحام.

__________________

(١) ٥٣٧٣ انظر الحديث في : سنن الدارمي ٢ / ٤٥٧. والترغيب والترهيب ٢ / ٣٧٧ ، ٤٦٦. وصحيح ابن حبان ٦٦٦. والدر المنثور ٥ / ٢٥٦. وإتحاف السادة المتقين ٣ / ٢٤١ ، ٣ / ٣٠٠.

٥٢٧٤ انظر : تهذيب الكمال ٣٩٩٩ (١٨ / ٢٣ ـ ٢٥). والمنتظم ١٠ / ٩٤. وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٥٦. وتاريخ الدارمي ، ترجمة ٣٩١. والتاريخ الكبير ٥ / الترجمة ١١٦٦. والصغير ٢ / ٣٥٣. وثقات العجلي ، الورقة ٣٤. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٤٣٨. وثقات ابن حبان ٨ / ٣٧٩. والجمع ١ / ٢٩٣. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٥٤٤. والكاشف ٢ / ترجمة ٣٣٩٣. والمغني ٢ / الترجمة ٣٦٦١. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٢٣٤. وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٥٠١٠. ونهاية السئول ، الورقة ٢١٢. وتهذيب التهذيب ٦ / ٣٠٢. والتقريب ١ / ٥٠٣. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٢٩٢.

٢٥٦

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد حدّثني أبي. قال : أبو مسلم عبد الرّحمن بغدادي كان مستملي سفيان بن عيينة.

أخبرنا ابن رزق ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق الثّقفيّ. قال : سألت أبا يحيى محمّد بن عبد الرحيم ، عن أبي مسلم فلم يرضه أراد أن يتكلم فيه ثم قال : استغفر [الله] (١) فقلت له : في الحديث؟ قال : نعم وشيئا آخر ، ولم يرضه.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، حدّثنا محمّد بن عديّ بن زحر البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود ـ وذكر أبا مسلم المستملي ـ فقال : كان يجوز حد المستجيز (٢) في الشرب.

قلت : وأحسب أن هذا هو الذي كنى عنه محمّد بن عبد الرحيم في قوله : «وشيئا آخر».

وقد ذكر عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ أن أباه سئل عنه فقال : صدوق. أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا على بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ. قال : عبد الرّحمن بن يونس أبو مسلم المستملي بغدادي مات سنة خمس وعشرين أو نحوها.

قلت : ذكر غير واحد أن وفاته كانت في سنة أربع وعشرين ومائتين.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : سنة أربع وعشرين ومائتين ، فيها مات أبو مسلم عبد الرّحمن بن يونس المستملي.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج الثّقفيّ قال : سمعت حاتم بن الليث الجوهريّ يقول : أبو مسلم عبد الرّحمن بن يونس المستملي ، أصله رومي مولى أبي جعفر أمير المؤمنين ، وكان يستملى لسفيان بن عيينة وغيره ، وكان لا يخضب ، وولد سنة أربع وستين ومائة ببغداد في رجب سنة أربع وعشرين ومائتين.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في تهذيب الكمال : «كان يجوز في حد المستحلين».

٢٥٧

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، أخبرنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : مات أبو مسلم عبد الرّحمن بن يونس يوم الأربعاء فجأة لعشر ليال خلون من رجب سنة أربع وعشرين ومائتين.

٥٣٧٥ عبد الرّحمن بن عبيد الله بن محمّد بن حفص التّيميّ ، يعرف بابن عائشة:

من أهل البصرة كان متأدبا شاعرا ، وقدم بغداد فاتصل بأحمد بن أبي دؤاد القاضي ، وأقام في ناحيته.

فأخبرني الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني الصولي، حدّثني أبو علي الحسين بن يحيى الكاتب. قال : كان عبد الرّحمن بن عبيد الله بن محمّد بن عائشة شاعرا ، وكان متصلا بابن أبي دؤاد فكان يتسخط عليه ولا يرضي أفعاله ، وفي هجائه له :

أنت امرؤ غث الصنيعة رنها

لا تحسن النعمي إلى أمثالي

نعماك لا تعدوك إلا لامرئ

في مثل مسكك من ذوى الأشكال

فاسلم لغير صنيعة ترجى لها

إلا لسدك خلة الأنذال

قال : وكتب إليه أبوه يسأله عن خبره مع ابن أبي دؤاد ، فكتب إليه :

أنا في الخان أؤدي

كل يوم درهمين

نازل فيه كل نف

سي على سحنة عين

وأراني عن قليل

لابسا خفى حنين

ثم مات عبد الرّحمن ابن عائشة سنة سبع وعشرين ومائتين ، فخرج أبوه إلى سر من رأى لأخذ ميراثه ، فنزل بقرب دار ابن أبي دؤاد ، فكان الناس يقصدون ابن أبي دؤاد ويجدون ابن عائشة قريبا فيدخلون إليه ، فكثر امتنانهم عليه بذلك ، فقال ابن عائشة :

سأكشف عن تسليم أهل مودتي

لهم مكشفا لا يستفيد لهم حمدا

ففرق ما بين المحبين أنني

ممر لإخواني وآتيهم قصدا

وأقام مديدة فلم يرض أيضا فعل ابن أبي دؤاد ، وانصرف إلى البصرة. قال الصولي : وفي هذه القدمة سمع من ابن عائشة ، ابن بنت منيع ونظرائه ببغداد ، وسر من رأى.

٢٥٨

٥٣٧٦ عبد الرّحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة ، الضّبّيّ مولاهم :

وكان يتولى القضاء على الرقة ، ثم ولى القضاء بمدينة المنصور ، وبالشرقية.

وأخبرنا علي بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : عزل إسماعيل ابن حمّاد بن أبي حنيفة فاستقضى مكانه عبد الرّحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة مولى بني ضبة ، وجده من أصحاب الدولة ، وكان من أصحاب أبي حنيفة ، حسن الفقه ، وتقلد الحكم في أيام المأمون ، وما زال إلى آخر أيام المعتصم ، ولما عزل المأمون بشر بن الوليد ضم عمله إلى عبد الرّحمن بن إسحاق ، وكان على قضاء الشرقية ، فصار على الحكم بالجانب الغربي بأسره.

قلت : قول طلحة ، وكان من أصحاب أبي حنيفة يعني به أنه كان ينتحل في الفقه مذهب أبي حنيفة ، ولم ير أبا حنيفة ولا أدركه.

أخبرنا عبد الكريم بن محمّد بن أحمد المحاملي. قال : قال لنا أبو الحسن الدّارقطنيّ : عبد الرّحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة مولى بني ضبة ، كان على قضاء مدينة الشرقية ، وكان من أصحاب الرأى ، وكان مترفا جماعا للمال ، وكان قد ولى قبل ذلك قضاء الرقة ، ثم قدم بغداد فولاه المأمون قضاء الجانب الغربي ، وكان عبد الله بن طاهر سبب ولايته ، فولى عبد الرّحمن وكتب له كتب أصحاب الرأى ، وعنى بعد ذلك بحفظ الحديث فحفظ منه شيئا صالحا ، إلى أن عزل في صفر سنة ثمان وعشرين ومائتين.

أخبرني الحسن بن أبي بكر قال : كتب إليّ محمّد بن إبراهيم الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال : حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ. قال : سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فيها مات عبد الرّحمن بن إسحاق بفيد في توجهه إلى مكة في ذي القعدة ودفن بها.

أخبرني الصيمري ، حدّثنا الحسين بن هارون الضّبّيّ ، أخبرنا محمّد بن عمر الحافظ. قال : مات عبد الرّحمن بن إسحاق قاضى بغداد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

__________________

٥٣٧٦ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٨٣.

٢٥٩

٥٣٧٧ عبد الرّحمن بن صالح ، أبو محمّد الأزديّ :

كوفي سكن بغداد في جوار علي بن الجعد. وحدث عن علي بن مسهر ، وشريك ابن عبد الله ، وأسامة بن زيد بن الحكم الكلبيّ ، وعلي بن عابس ، وجعفر بن سعد الكاهلي ، وأبي بكر بن عيّاش ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، وهشيم بن بشير ، وأبي أسامة. روى عنه عبّاس الدّوريّ ، وأبو قلابة الرقاشي ، وعبد الله بن أحمد الدورقي ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، وعمر بن أيّوب السقطي ، وعبد الله بن محمّد البغوي ، وغيرهم.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس أبو عمر ، حدّثنا محمّد بن حفص ، حدّثنا عبّاس الدّوريّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح ـ وكان شيعيّا ـ أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي قال : سمعت أبا أحمد بن موسى يقول : رأيت يحيى بن معين جالسا في دهليز عبد الرّحمن بن صالح غير مرة يخرج إليه جذاذات يكتب منها عنه.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا الحسين بن فهم قال : قال خلف بن سالم ليحيى بن معين : تمضي إلى عبد الرّحمن بن صالح؟ فقال له يحيى ابن معين : أغرب لا صلى الله عليك ، عنده والله سبعون حدّثنا ما سمعت منها شيئا. قال أبو علي الحسين بن فهم : ورأيت يحيى بن معين وحبيش بن مبشر ، وابن الرّوميّ ، بين يدي عبد الرّحمن بن صالح جلوسا.

أخبرنا أبو حازم العبدوي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن القاسم الغطريفي قال : سمعت جعفر بن سهل الدّقّاق يقول : سمعت سهل بن علي الدّوريّ يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : يقدم عليكم رجل من أهل الكوفة يقال له عبد الرّحمن بن صالح ، ثقة صدوق شيعي، لأن يخر من السماء أحب إليه من أن يكذب في نصف حرف.

قرأت على البرقاني عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن

__________________

٥٣٧٧ انظر : تهذيب الكمال ٣٨٥١ (١٧ / ١٧٧ ـ ١٨٣). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٦٠. وسؤالات ابن محرز ، الترجمة ٣٦٥. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١١٧٤. وثقات ابن حبان ٨ / ٣٨٠. والكامل ، لابن عدي ٢ / الورقة ١٨٠. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٨٢٢. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٢١٤. وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٤٨٨٩. ونهاية السئول ، الورقة ٢٠٣. وتهذيب التهذيب ٦ / ١٩٧ ، ١٩٨. والتقريب ١ / ٤٨٤. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤١٢٩.

٢٦٠