تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦

بعد. حدث عنه أيّوب السختياني ، وقتادة ، وسليمان التّيميّ ، وعاصم الأحول ، وخالد الحذّاء ، وأبو مجلز لاحق بن حميد ، وأبو السليل ضريب بن نقير ، وأبو نعامة السّعديّ ، وغيرهم. وورد المدائن غازيا بلاد فارس. وروى عنه أنه ورد بغداد في صحبة جرير ابن عبد الله.

كما أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير ، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمامي ، حدثني إسحاق بن منصور الأسديّ ، حدّثنا عمار بن سيف عن عاصم الأحول عن أبي عثمان قال : كنا مع جرير في موضع يقال له التلول ، فقال لي : أين دجلة؟ قلت هذه ، قال : فأين الدجيل؟ قال : قلت هذا ، قال : وأين قطربل؟ قال : قلت هذه ، قال : فأين الصراة؟ قلت هذه. قال : النجا النجا ، وارتحل بنا ، فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تبنى مدينة بين دجلة والدجيل ، وقطربل والصراة ، يجتمع فيها ـ أراه قال ـ كل جبار عنيد تجبى إليها خزائن الأرض ، يعملون فيها بأعمال ، فإذا عملوا ذلك خسف بهم ، فلهي أسرع ذهابا في الأرض من المرود الحديد يضرب في أرض رخوة» (١).

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عديّ البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود يقول : أكبر تابعي الكوفة ، أبو عثمان النّهديّ.

أخبرنا ابنا بشران علي وعبد الملك قالا : أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا ابن البراء ، حدّثنا علي بن المدينيّ قال : أبو عثمان النّهديّ عبد الرّحمن بن مل ، وكان ثقة ، وقد سمع عمر ، وغيره ، روى عن ابن عبّاس. وقد قالوا : مل وأصله كوفي صار إلى البصرة ، وقد أدرك الجاهلية ، وهاجر إلى المدينة بعد موت أبي بكر ، ووافق استخلاف عمر وسمع من عمر ، وروى عن علي بن أبي طالب ، وابن مسعود ، وسعد ، وأبي بن كعب ، وسعيد بن زيد ، وأسامة ، وأبي بكرة ، وعمرو بن العاص ، وعبد الله بن عمر ، وأبي هريرة ، وسلمان ، وغيرهم.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن

__________________

(١) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ١ / ٢٤٤. والكامل لابن عدي ٤ / ٣٨٤ ، ٥ / ١٧٢٦. وكنز العمال ٣٨٧٢٥. والفوائد المجموعة ٤٣٤. وتنزيه الشريعة ٢ / ٥٢.

٢٠١

الصّوّاف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا : حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدّثنا عفّان ، حدّثنا ثابت بن يزيد ، حدّثنا عاصم الأحول قال : سألت أبا عثمان ، هل رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : لا ، قلت : رأيت أبا بكر قال : لا ، ولكني اتبعت عمر حين قام. وقد صدقت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاث مرار.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، أخبرنا عبد الرحيم بن سليمان عن عاصم الأحول قال : سئل أبو عثمان النّهديّ ـ وأنا أسمع ـ قال : فقال له : هل أدركت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : فقال له : نعم ، أسلمت على عهد رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وسلم] وأديت إليه ثلاث صدقات ، ولم ألقه ، وغزوت على عهد عمر بن الخطّاب ، شهدت القادسية ، وجلولا ، وتستر ، ونهاوند ، والسروند ، واليرموك ، وأذربيجان ، ومهران ، ورستم ، وكنا نأكل السمن ونترك الودك ، فسألته عن الطروف ، فقال : لم نكن نسأل عنها ـ يعني طعام المشركين ـ.

أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا بشر بن موسى ، حدّثنا عمرو بن علي ، حدثني أبو قتيبة ، حدّثنا أبو حبيب المريدي واسمه يزيد ابن أبي صالح قال : سمعت أبا عثمان النّهديّ يقول : حججت في الجاهلية حجتين.

أخبرنا عبد العزيز بن علي الورّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا يوسف بن يعقوب النّيسابوريّ ، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا الحجّاج بن أبي زينب قال : سمعت أبا عثمان النّهديّ يقول : كنا في الجاهلية نعبد حجرا ، فسمعنا مناديا ينادي ، يا أهل الرحال إن ربكم قد هلك فالتمسوا ربا ، قال : فخرجنا على كل صعب وذلول ، فبينا نحن كذلك نطلب إذا نحن بمناد ينادي : إنا قد وجدنا ربكم ـ أو شبهه ـ فجئنا فإذا حجر فنحرنا عليه الجزر.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف خراش قال : أبو عثمان النّهديّ عبد الرّحمن بن مل ؛ رجل من أهل الكوفة ، انتقل إلى البصرة ثقة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب ، حدّثنا الحجّاج ، حدّثنا حمّاد عن حميد عن أبي عثمان قال : أتت عليّ نحو من ثلاثين ومائة سنة ، وما شيء مني إلا قد أنكرته ، إلا أملى فإني أجده كما هو.

٢٠٢

أخبرنا الحسن بن بى بكر ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا جنيد بن حكيم ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد ، حدّثنا عفّان ، حدّثنا حمّاد عن حميد عن أبي عثمان قال : أتت عليّ ثلاثون ومائة سنة.

أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا بشر بن موسى ، حدّثنا عمرو بن علي قال : ومات أبو عثمان النّهديّ سنة خمس وتسعين ، وهو ابن ثلاثين ومائة سنة ، واسمه عبد الرّحمن بن مل ، وكان قد أدرك الجاهلية.

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خياط قال : عمّر أبو عثمان ، مات بعد سنة مائة ، ويقال بعد خمس وتسعين ، وهو ابن ثلاثين ومائة سنة.

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، أخبرنا محمّد بن الحسين ـ هو الزّعفرانيّ ـ حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى بن معين يقول : مات أبو عثمان النّهديّ سنة مائة.

أخبرنا الأزهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي ، حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنى قال : ومات أبو عثمان النّهديّ سنة مائة.

٥٣٥٠ ـ عبد الرّحمن بن مسعود العبدي :

أحد أصحاب أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب. نزل المدائن وحدث بها عن علي بن أبي طالب ، وعن سلمان الفارسيّ. روى عنه الحسين بن الرماس العبدي ، والهذيل بن بلال الفزاريّ. وقد ذكرنا حديث كونه بالمدائن في باب من يسمى بشرا من هذا الكتاب.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا محمّد بن الفرج ، حدّثنا يونس بن محمّد المؤدّب ، حدّثنا حسين بن الرماس قال : سمعت عبد الرّحمن بن مسعود وسليم بن رباح وزكريا بن إسحاق ، يحدثون عن سلمان عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يتكلفن أحد لضيفه ما لا يقدر عليه» كذا قال سليم بن رباح وزكريا بن إسحاق عن سلمان.

٢٠٣

٥٣٥١ عبد الرّحمن بن عبد الله ـ وقيل : عبد الرّحمن بن عمرو ـ الأصمّ الثّقفيّ ـ وقيل : العبدي ، أبو بكر المؤذّن :

سمع أنس بن مالك. روى عنه سفيان الثوري ، وأبو عوانة ، وليث بن أبي سليم. وكان من أهل البصرة فنزل المدائن.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن أيّوب القطّان ، حدّثنا محمّد بن جرير بن يزيد ، حدّثنا بشر بن معاذ ، حدّثنا أبو عوانة عن عبد الرّحمن بن عمرو الأصمّ ، عن أنس بن مالك قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى عمر بحلة حرير فأتى عمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يا رسول الله بعثت بها إلىّ وقد قلت فيها ما قلت؟ قال : «إني لم أبعث بها إليك لتلبسها إنما بعثت بها إليك لتبيعها وتنتفع بها» (١).

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر قال : حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا سفيان عن عبد الرّحمن الأصمّ ، وكان ثقة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا علي.

وأخبرنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا علي بن عبد الله المدينيّ قال : سمعت يحيى ـ وهو ابن سعيد ـ يقول: كان عبد الرّحمن الأصمّ صاحب قدر. قلت ليحيى : كان يرى القدر؟ قال : نعم! كان بصريا وكان يكون بالمدائن.

أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، حدّثنا أحمد بن الفرج بن منصور

__________________

٥٣٥١ انظر : تهذيب الكمال ٣٧٥٩ (١٦ / ٥٣٣). والتاريخ الكبير ٥ / ترجمة ٧٦٤. والصغير ٢ / ٣٣٨. وثقات العجلي ، الورقة ٣٢. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٩٦١. وثقات ابن حبان ٨ / ٣٤٩. والكامل لابن عدي ٢ / ورقة ١٣٩. والجمع ١ / ٢٦٨. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٥١٥. والكامل في التاريخ ٦ / ٢٨٥. وسير النبلاء ١٠ / ٣٥٧. والكاشف ٢ / ترجمة ٣١٠٥. وديوان الضعفاء ، ترجمة ٢٣٥٤. والعبر ١ / ٣٧٣ ، ٢ / ٨٢. وميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٤٧١٢. وتذكرة الحفاظ ٤٠٤. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٩٥. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٢٤ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). ونهاية السئول ، الورقة ١٩٣. وتهذيب التهذيب ٦ / ٨٦ ـ ٨٨. والتقريب ١ / ٤٦٣. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٣٩٢٩. وشذرات الذهب ٢ / ٤٤.

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ١٦٣٩ ، ١٦٤٤ ، ١٦٤٥. ومسند أحمد ٢ / ٤٠ ، ٣ / ١٤٢ ، ١٥٧ ، ٢٥١. والسنن الكبرى ٣ / ٢٧٥. وفتح الباري ١ / ٤٨٣ ، ١٠ / ٢٩٧. ومجمع الزوائد ٥ / ١٤٢. ومشكاة المصابيح ٤٣٢٢.

٢٠٤

الورّاق ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : عبد الرّحمن الأصمّ مدائني.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي عن يحيى بن معين قال : عبد الرّحمن الأصمّ يرى القدر ، وكان ينزل المدائن.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد ابن عبدوس الطرائفيّ يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ يقول : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ قلت : فعبد الرّحمن بن عبد الله بن الأصمّ كيف هو؟ فقال : ثقة.

أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، أخبرنا محمّد بن المظفر ، أخبرنا علي بن أحمد ابن سليمان البصريّ ، حدّثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يحيى بن معين قال : عبد الرّحمن بن الأصمّ شيخ ثقة.

٥٣٥٢ عبد الرّحمن بن مسلم بن سنفيرون بن إسفنديار ، أبو مسلم المروزيّ :

صاحب الدولة العبّاسية. يروى عنه عن أبي الزّبير محمّد بن مسلم المكي ، وثابت البناني ، وإبراهيم وعبد الله ابني محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس. وكان فاتكا شجاعا ، ذا رأي وعقل ، وتدبير وحزم ، وقتله أبو جعفر المنصور بالمدائن.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق البزّاز ، أخبرنا أبو الحسن المظفر بن يحيى الشرابي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الله المرثدي ، حدّثنا أبو إسحاق الطلحي ، حدثني أبو مسلم محمّد بن عبد المطّلب بن فهم بن محرز ـ وهو من ولد أبي مسلم ـ قال : كان اسم أبي مسلم صاحب الدعوة ، إبراهيم بن عثمان بن يسار بن شيدوس بن جودرن (١) من ولد بزرجمهر وكان يكنى أبا إسحاق ، وولد بأصبهان ، ونشأ بالكوفة ، وكان أبوه أوصى إلى عيسى بن موسى السّرّاج فحمله إلى الكوفة وهو ابن سبع سنين. فقال له إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس لما عزم على توجيهه إلى خراسان : غيّر اسمك فانه لا يتم لنا الأمر إلا بتغييرك اسمك على ما وجدته

__________________

٥٣٥٢ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ١٧.

(١) في وفيات الأعيان : «بن سندوس بن جودون».

٢٠٥

في الكتب ، فقال : قد سميت نفسي عبد الرّحمن بن مسلم ، وتكنى أبا مسلم ، ومضى لشأنه ، ولد ذؤابة ، فمضى على حمار بإكاف ، وقال له خذ نفقة من مالي لا أريد أن تمضي بنفقة من مالك ولا مال عيسى السّرّاج ، فمضى على ما أمره ، وما عيسى ولا يعلم أن أبا مسلم هو أبو مسلم إبراهيم بن عثمان ، وتوجه أبو مسلم لشأنه ، وهو ابن تسع عشرة سنة ، وزوجه إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد الله بن عبّاس ، بنت عمران بن إسماعيل الطائي المعروف بأبي النجم على أربعمائة ، وهي بخراسان مع أبيها ، زوجه وقت خروجه إلى خراسان ، وبنى بها بخراسان ، وزوج أبو مسلم ابنته فاطمة من محرز بن إبراهيم ، وابنته الأخرى أسماء من فهم بن محرز ، فأعقبت أسماء ولم تعقب فاطمة ، قال : وفاطمة التي تدعو لها الحرمية إلى الساعة.

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، حدّثنا الحسن بن أحمد بن محمّد بن عبيد الله النّيسابوريّ ، أخبرنا علي بن محمّد المروزيّ ، أخبرنا محمّد بن عبدك ، حدّثنا مصعب ابن بشر قال : سمعت أبي يقول : قام رجل إلى أبي مسلم وهو يخطب فقال له : ما هذا السواد الذي أرى عليك؟ فقال : حدثني أبو الزّبير عن جابر بن عبد الله أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء ، وهذه ثياب الهيبة وثياب الدولة ، يا غلام اضرب عنقه.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن جعفر النجاد ، حدّثنا أبو أحمد الجلودي ، حدّثنا محمّد بن زكويه قال : روى لنا أن أبا مسلم صاحب الدولة قال : ارتديت الصبر ، وآثرت الكتمان ، وحالفت الأحزان والأشجان ، وسامحت المقادير والأحكام ، حتى بلغت غاية همتي ، وأدركت نهاية بغيتي ، ثم أنشأ يقول :

قد نلت بالحزم والكتمان ما عجزت

عنه ملوك بني مروان إذ حشدوا

ما زلت أضربهم بالسّيف فانتبهوا

من رقدة لم ينمها قبلهم أحد

طفقت أسعى عليهم في ديارهم

والقوم في ملكهم بالشام قد رقدوا

ومن رعى غنما في أرض مسبعة

ونام عنها تولى رعيها الأسد

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطبري ، حدّثنا المعافى بن زكريا ، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا المغيرة بن محمّد ، حدثني محمّد بن عبد الوهاب ، حدثني علي بن المعافى قال : كتب أبو مسلم إلى المنصور حين استوحش منه : أما بعد فقد كنت اتخذت أخاك إماما ، وجعلته على الدين دليلا لقرابته والوصية

٢٠٦

التي زعم أنها صارت إليه ، فأوطأ بي عشوة الضلالة ، وأوهقني في ربقة الفتنة ، وأمرني أن آخذ بالظنة ، وأقتل على التهمة ، ولا أقبل المعذرة ، فهتكت بأمره حرمات حتم الله صونها ، وسفكت دماء فرض الله حقنها ، وزويت الأمر عن أهله ، ووضعته منه في غير محله ، فإن يعف الله عني فبفضل منه ، وإن يعاقب فبما كسبت يداي وما الله بظلام للعبيد ، ثم أنساه الله هذا ـ يعني أبا مسلم ـ حتى جاءه فقتله. قال المعافى : أبو مسلم تعرض لما لا قبل له به ، وطمع في الأمر مما الخوف منه أولى فتوجه إلى جبار من الملوك قد وتره ، وأسرف في خطابه الذي كاتبه به ، واسترسل في إتيان حضرته ، وأوضاع وجه الحزم ، واستأسر للخصم ، وسلم عدته التي يحمي بها نفسه إلى من أتى عليها ، وفجعه بها ، فقتله أفظع قتلة.

وأخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطبري ، ومحمّد بن الحسين الجازري ـ واللفظ للطبري ـ قالا : حدّثنا المعافى بن زكريا ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزديّ ، أخبرنا أبو العبّاس المنصوري قال : لما قتل المنصور أبا مسلم قال : رحمك الله أبا مسلم فإنك بايعتنا وبايعناك ، وعاهدتنا وعاهدناك ، ووفيت لنا ووفينا لك ، وأنك بايعتنا على أنه من خرج علينا قتلناه ، وإنك خرجت علينا فقتلناك ، وحكمنا عليك حكمك لنا على نفسك. قال : ولما أراد المنصور قتله دس له رجالا من القواد منهم شبيب بن داج ، وتقدم إليهم فقال : إذا سمعتم تصفيقي فاخرجوا إليه فاضربوه ، فلما حضر حاوره طويلا حتى قال له في بعض قوله : وقتلت وجوه شيعتنا فلانا وفلانا ، وقتلت سليمان ابن كثير ، وهو من رؤساء أنصارنا ودولتنا ، وقتلت لاهزا ، قال : إنهم عصوني فقتلتهم ، وقد كان قبل ذلك قال المنصور له : ما فعل سيفان بلغني أنك أخذتهما من عبد الله بن علي ، قال : هذا أحدهما يا أمير المؤمنين ـ يعني السّيف الذي هو متقلد به ـ قال : أرنيه فدفعه إليه فوضعه المنصور تحت مصلاه ، وسكنت نفسه ، فلما قال ما قال ، قال المنصور : يا للعجب ، أتقتلهم حين عصوك ، وتعصيني أنت فلا أقتلك! ثم صفق فخرج القوم وبدرهم إليه شبيب وضربه فلم يزد على أن قطع حمائل سيفه ، فقال له المنصور : اضربه قطع الله يدك ، فقال أبو مسلم : يا أمير المؤمنين استبقني لعدوك ، قال : وأي عدو أعدى لي منك؟ اضربوه فضربوه ، بأسيافهم حتى قطعوه إربا إربا ، فقال المنصور : الحمد لله الذي أراني يومك يا عدو الله. واستؤذن لعيسى بن موسى ، فلما دخل ورأى أبا مسلم على تلك الحال ـ وقد كان كلم المنصور في أمره لعناية كانت

٢٠٧

منه به ـ استرجع ، فقال المنصور : احمد الله فإنك إنما هجمت على نعمة ولم تهجم على مصيبة ، وفي ذلك يقول أبو دلامة :

أبا مجرم ما غير الله نعمة

على عبده حتى يغيرها العبد

أبا مجرم خوفتني القتل فانتحى

عليك بما خوفتني الأسد الورد

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطبري ، أخبرنا المعافى بن زكريا ، حدّثنا الصولي ، حدّثنا [ابن] (٢) الغلابي ، حدّثنا يعقوب بن جعفر عن أبيه قال : خطب الناس المنصور بعد قتل أبي مسلم فقال : أيها الناس لا تنفروا أطراف النعمة بقلة الشكر فتحل بكم النقمة ، ولا تسروا غش الأئمة ، فإن أحدا لا يسر منكرا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه ، وطوالع نظره ، وإنا لن نجهل حقوقكم ما عرفتم حقنا ، ولا ننسى الإحسان إليكم ما ذكرتم فضلنا ، ومن نازعنا هذا القميص أوطأنا أم رأسه خبيء هذا الغمد ، وإن أبا مسلم بايع لنا على أنه من نكث بيعتنا ، وأضمر غشا لنا فقد أباحنا دمه ، ونكث ، وغدر ، وفجر وكفر. فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره لنا.

أخبرنا الحسين بن محمّد أخو الخلّال ، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد الأستراباذي ـ في كتابه ـ قال : سمعت محمّد بن أحمد بن حمد بن موسى البخاريّ ـ بها ـ يقول : ظهر أبو مسلم لخمس بقين من شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائة ، ثم سار إلى أمير المؤمنين أبي العبّاس سنة ست وثلاثين ومائة ، وقتل في سنة سبع وثلاثين ومائة ، وبقي أبو مسلم فيما كان فيه ثمانية وسبعين شهرا غير ثلاثة عشر يوما.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : كتب إليّ محمّد بن إبراهيم الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال : حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ ، حدثني أبو حسّان الزيادي قال : سنة سبع وثلاثين ومائة فيها قتل أبو مسلم لخمس ليال بقين من شعبان ، ويقال لليلتين بقيتا منه.

أخبرنا ابن الفضل قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : وقتل أبو مسلم يوم الأربعاء لسبع ليال خلون من شعبان في هذه السنة ـ يعني سنة سبع وثلاثين ومائة ـ حدّثنا على بن محمّد السّمسار ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا

__________________

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٠٨

عبد الباقي بن قانع قال : سنة سبع وثلاثين ومائة فيها قتل المنصور ، أبا مسلم عبد الرّحمن بن مسلم بالمدائن.

أخبرنا الحسين بن محمّد المؤدّب ، أخبرنا أبو سعيد الإدريسي ـ في كتابه ـ قال : سمعت محمّد بن عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن سهل يقول : قتل أبو مسلم سنة أربعين ومائة.

أخبرني أبو الوليد الدربندي ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ قال : قتل أبو مسلم صاحب الدولة ببغداد في سنة أربعين ومائة. قلت : بالمدائن قتل؟ قال : لا ببغداد.

٥٣٥٣ عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، الأزديّ الشّاميّ :

من أهل دمشق. وهو أخو يزيد بن يزيد. سمع ابن شهاب الزّهريّ ، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، وسليم بن عامر ، ومكحولا الهذلي ، وأبا الأشعث الصنعاني ، وزيد بن أرطاة وربيعة بن يزيد ، وبسر بن عبيد الله ، وأبا طعمة. حدث عنه عبد الله ابن المبارك ، وعيسى بن يونس ، والوليد بن مسلم ، وأيوب بن سويد ، وغيرهم. وذكر هشام بن الغازي أن أبا جعفر المنصور كتب إليه وإلى عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر فقدما عليه بغداد.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : حدثني عبد الرّحمن بن إبراهيم ، حدّثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال : كنت أرتدف خلف أبي أيام الوليد بن عبد الملك ، وقدم علينا سليمان بن يسار فدعاه أبي إلى الحمام وصنع له طعاما ، قال ابن جابر :

__________________

٥٣٥٣ انظر : تهذيب الكمال ٣٩٩٢ (١٧ / ٥ ـ ٠. وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٦٦. وتاريخ ابن معين ٢ / ٣٦١. وتاريخ خليفة ٤٢٧ ، وطبقاته ٣١٣ ، ٣١٥. والتاريخ الكبير ٥ / الترجمة ١١٥٥. والصغير ٢ / ٣٤ ، ١١٧ ، ١١٨. وثقات العجلي ، الورقة ٣٤. وسؤالات الآجري لأبي داود ٥ / الورقة ٢٢. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٤٢١. وعلل الحديث رقم ٥٦٥. وثقات ابن حبان ٧ / ٨١. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٧٩٢. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ١٠٥. والجمع لابن القيسراني ١ / ٢٨٩. ومعجم البلدان ١ / ٧٨٥ ، ٢ / ٢٤١. والكامل في التاريخ ٥ / ٦١١. وسير أعلام النبلاء ٧ / ١٧٦. وتذكرة الحفاظ ١ / ١٨٣. وتاريخ الإسلام ٦ / ٢٣٨. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٣٨٥. والعبر ١ / ٢٢٢. والمغني ٢ / الترجمة ٣٦٥٨. وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٥٠٠٧. وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٩٧ ـ ٢٩٨. والتقريب ١ / ٥٠٢. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٢٨٤.

٢٠٩

وكنت ألي المقاسم في أيام هشام. قال ابن جابر : وصليت بسليمان بن موسى وكنت أسن منه.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه ، حدّثنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : قيل لأحمد ابن حنبل : فعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال : عبد الرّحمن ليس به بأس.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، وأبو بكر بن أبي مريم ، وحريز بن عثمان الرحبي ، هؤلاء ثقات.

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا محمّد بن جامع ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل عن أبي داود قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ثقة.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عديّ البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود يقول : وعبد الرّحمن بن يزيد ابن جابر من ثقات الناس.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ قال : قال أبو حفص عمرو بن علي : عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ضعيف الحديث ، حدث عن مكحول أحاديث مناكير ، وهو عندهم من أهل الصدق. روى عنه أهل الكوفة أحاديث مناكير.

قلت : روى الكوفيّون أحاديث عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم عند عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، ووهموا في ذلك ، فالحمل عليهم في تلك الأحاديث ولم يكن [غير] (١) ابن تميم الذي إليه أشار عمرو بن علي ، وأما ابن جابر فليس في حديثه منكر والله أعلم. حدثت عن دعلج بن أحمد قال : قال موسى بن هارون : روى أبو أسامة عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، وكان ذاك وهما منه رحمه‌الله ، هو لم يلق عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، وإنما لقى عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم ، فظن أنه ابن جابر وابن جابر ثقة ، وابن تميم ضعيف.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢١٠

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا ابن البراء ، حدثني محمّد بن روح ـ قاضي رأس العين ـ قال : حدّثني الجعبي عن الوليد بن مزيد قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن هشام بن الغازي عن أبيه قال : قدمت أنا وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر على أبي جعفر المنصور وافدين.

قلت : المحفوظ أن اسم ابن هشام بن الغازي عبد الوهاب ، فالله أعلم.

حدّثنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سألت هشام بن عمار عن سن ابن جابر فقال : هو مسن.

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : قال يحيى بن بكير : مات ـ يعني ابن جابر ـ سنة ثلاث وخمسين.

أخبرني الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن عمران الجوري ـ في كتابه من شيراز ـ أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر ، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ ، حدّثني أبو حسّان الزيادي قال : سنة ثلاث وخمسين ومائة فيها مات عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر الشّاميّ.

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خياط قال : عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا ابن أبي داود ، حدّثنا محمّد بن مصفى قال : سمعت الوليد قال : مات ابن جابر سنة أربع وخمسين ومائة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، أخبرنا يعقوب قال : حدّثني صفوان ابن صالح قال : سمعت الوليد ـ وغير واحد من أصحابنا ـ يقولون : مات ابن جابر سنة أربع وخمسين ومائة.

قال يعقوب : وسمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم يقول : مات ابن جابر سنة أربع وخمسين ومائة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي ، وأبو علي بن الصّوّاف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا : أخبرنا عبد الله بن أحمد قال : قال أبي : وبلغني أن ابن جابر مات سنة أربع وخمسين.

٢١١

كتب إلى عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقيّ يذكر أن أبا الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله البجلي أخبرهم قال : حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو قال : قلت لعبد الله بن يزيد القاري ـ وقد حدّثنا عن ثور وابن جابر ـ أي سنة مات ثور بن يزيد؟ قال : قبل ابن جابر ، قلت : بسنة؟ قال : نحو ذاك ، قلت له : فأي سنة مات ابن جابر؟ قال : سنة خمس وخمسين ومائة.

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا معاوية بن صالح قال : عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، قال أبو مسهر قد رأيته ومات سنة ست وخمسين ، وولى بيت المال أيضا ، أبو مسهر يقوله.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : مات عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر في سنة ست وخمسين ومائة.

٥٣٥٤ عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم ، أبو خالد الأفريقي :

سمع أباه ، وأبا عبد الرّحمن الحبلي ، وبكر بن سواد. روى عنه سفيان الثوري ، وبكر بن عمرو ، وعبد الله بن لهيعة ، وعثمان بن الحكم الحذامي ، وعبد الله بن وهب ، وخالد بن حميد ، وعبد الله بن إدريس الأودي ، وأبو عبد الرّحمن المقرئ ، وغيرهم.

__________________

٥٣٥٤ انظر : تهذيب الكمال ٣٨١٧ (١٧ / ١٠٢ ـ ١١٠). والتاريخ الكبير ٥ / الترجمة ٩١٦. وطبقات خليفة ٢٩٦. وعلل أحمد ١ / ٨٨. والتاريخ الصغير ٢ / ١٢٣. وضعفاء البخاري الصغير ، الترجمة ٢٠٧. وأحوال الرجال للجوزجاني ، الترجمة ٢٧٠. والكنى لمسلم ، الورقة ٣١. وترتيب علل الترمذي ، الورقة ٦ ، ٨ ، ٧٥. وضعفاء النسائي ، الترجمة ٣٦١. والكنى للدولابي ١ / ١٦٢. وضعفاء العقيلي ، الورقة ١١٧. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١١١١. والمجروحين ٢ / ٥٠. والكامل لابن عدي ٢ / ١٦٦. وضعفاء الدار قطني ، ترجمة ٣٣٧. وعلل الدار قطني ١ / الورقة ١٦. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٨٠٦. والسابق واللاحق ١٢٠. والأنساب للسمعاني ١ / ٣٢٨. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ٩٤. والكامل في التاريخ ٥ / ٣١٥ ، ٦ / ١٢ ، ٥٩. وسير أعلام النبلاء ٦ / ٤١١. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٢٣٢. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٢٤٤٥. والمغني ٢ / الترجمة ٣٥٦٦. وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٤٨٦٦. وديوان الإسلام ٦ / ٢٢٢. والعبر ١ / ٢٢٥. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٢١٠. وشرح علل الترمذي لابن رجب ٤٧٦. ونهاية السئول ، الورقة ٢٠٢. وتهذيب التهذيب ٦ / ١٧٣ ـ ١٧٦. والتقريب ١ / ٤٨٠. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٠٩١. وشذرات الذهب ١ / ٢٤٠.

٢١٢

وذكر أبو سعيد بن يونس المصريّ أنه عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم بن ذري بن يحمد بن معدي كرب بن أسلم بن منبه بن النماد بن حويل بن عمرو بن أشواط بن سعد بن ذي شعبين بن يعفر بن ضبع بن شعبان بن عمرو بن معاوية بن قيس الشعباني ، وكان أول مولود ولد بإفريقية في الإسلام ، وولى القضاء بإفريقية ، ووفد إلى أبي جعفر المنصور ، وقدم عليه وهو ببغداد.

كذلك قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات ـ بخطه ـ قال : أخبرني أخي أبو القاسم عبيد الله بن العبّاس ، أخبرنا أبو الحسن علي بن سراج الحرشي قال : عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم قدم على أبي جعفر بغداد في بيعة أهل إفريقية.

وأنبأنا علي بن محمّد بن عيسى البزّاز ، حدّثنا محمّد بن سلم عمر بن الحافظ ، حدّثني إسحاق بن موسى ، حدّثنا أبو داود ـ يعني السجستاني ـ قال : سمعت أحمد ابن صالح يقول : كان الأفريقي أسيرا في الروم ، فخلوا عنه لما رأوا منه ، على أن يأخذ لهم شيئا عند الخليفة ، فلذلك أتى أبا جعفر. قلت لأحمد بن صالح : نحتج بحديث الافريقي؟ قال : نعم! قلت : صحيح الكتاب؟ قال : نعم.

أخبرني البرقاني ، حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك الأدمي ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي ، حدّثني أحمد بن محمّد ، حدّثني الهيثم بن خارجة ، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش قال : ظهر بإفريقية جور من السلطان ، فلما قام ولد العبّاس قدم عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم على أبي جعفر ، فشكا إليه العمال ببلده فقام ببابه أشهرا ، ثم دخل عليه فقال : ما أقدمك؟ قال : ظهر الجور ببلدنا فجئت لأعلمك ، فإذا الجور يخرج من دارك ، فغضب أبو جعفر وهم به ، ثم أمر بإخراجه.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة ، أخبرني أبو العبّاس المنصوري ، أخبرنا محمّد بن يوسف ، حدّثنا محمّد بن يزيد ، عن ابن إدريس عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي قال : أرسل إلى أبو جعفر المنصور فقدمت عليه ، فدخلت والرّبيع قائم على رأسه فاستدناني ثم قال لي : يا عبد الرّحمن كيف ما مررت به من أعمالنا إلى أن وصلت إلينا؟ قال : قلت : رأيت يا أمير المؤمنين أعمالا سيئة ، وظلما فاشيا ، ظننته لبعد البلاد منك ، فجعلت كلما دنوت منك كان الأمر أعظم. قال : فنكس رأسه طويلا ثم رفعه إلىّ فقال : كيف لي بالرجال؟

٢١٣

قلت : أوليس عمر بن عبد العزيز كان يقول إن الوالي بمنزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها ، فإن كان برّا أتوه ببرهم ، وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم. قال فأطرق طويلا فقال لي الرّبيع ـ وأومأ إلى أن اخرج ، فخرجت وما عدت إليه.

أخبرنا يوسف بن رباح ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا أبو عبيد الله معاوية بن صالح قال : سمعت المقرئ يقول : قال عبد الرّحمن: أنا أول مولود في الإسلام بعد فتح إفريقية.

قال أبو بشر : وزعم يحيى بن معين عن ابن إدريس أنه قدم على أبي جعفر بالكوفة ، وولى القضاء لمروان بن محمّد بن مروان على إفريقية.

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني ـ بأصبهان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي بن بحر ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن علي قال : كان يحيى ، وعبد الرّحمن لا يحدثان عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا علي بن عبد الله قال : سمعت يحيى يقول : حديث هشام بن عروة عن الأفريقي عن ابن عمر في الوضوء؟ قال : هذا مشرقي ، وضعف يحيى الأفريقي ، قال : كتبت عنه كتابا بالكوفة.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو القاسم موسى بن إبراهيم العطّار ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة قال : سمعت عليا ـ هو ابن المدينيّ ـ وسئل عن عبد الرّحمن ابن زياد بن أنعم فقال : ـ كان أصحابنا يضعفونه ، وأنكر أصحابنا عليه أحاديث تفرد بها لا تعرف.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا الحسين بن علي التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا أبو بكر المروذي قال : قيل له ـ يعني لأبي عبد الله أحمد ابن حنبل ـ يروي عن الأفريقي؟ قال : لا ، هو منكر الحديث. وقد دخل على أبي جعفر فتكلم بكلام حسن ، فقال له وأحسن ووعظه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سأل محمّد بن عبدوس يحيى بن معين عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم؟ فقال : هو ضعيف ، ويكتب حديثه. وإنما أنكر عليه الأحاديث الغرائب التي كان يجيء بها.

٢١٤

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفيّ يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ يقول : وسألته ـ يعني يحيى ابن معين ـ عن الأفريقي ـ أعني عبد الرّحمن ـ فقال : ضعيف.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الحسين بن صدقة ، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال : سئل يحيى بن معين عن الإفريقيّ فقال : ضعيف ـ يعني عبد الرّحمن ابن زياد بن أنعم ـ.

أخبرنا عبد الغفّار بن محمّد بن جعفر المؤدب ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا العبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم الإفريقيّ ليس به بأس ، وفيه ضعف ، وهو أحب إلى من أبي بكر بن أبي مريم الغساني.

أخبرني السّكّري ، أخبرنا الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا المفضل بن غسان الغلابي قال : عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم يضعفونه ، ويكتب حديثه.

حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني ـ بدمشق ـ أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم غير محمود في الحديث وكان صارما خشنا.

أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر المؤدّب ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : عبد الرّحمن بن زياد ابن أنعم الإفريقيّ ضعيف ، وهو ثقة صدوق ، رجل صالح.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد بن عبد الرّحمن بن زياد فقال : منكر الحديث ، ولكنه كان رجلا صالحا.

أخبرني الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : عبد الرّحمن بن زياد ابن أنعم الإفريقيّ متروك.

٢١٥

أخبرني البرقاني قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي قال : عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم كان يكون بإفريقية ، فيه ضعف ، وكان عبد الله بن وهب يطري الإفريقيّ ، وكان أحمد بن صالح يقول : هو ثقة ، وينكر على من تكلم فيه.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم الإفريقيّ ، روى عنه الثوري ، ويقال عن المقرئ. مات سنة ست وخمسين ومائة.

٥٣٥٥ عبد الرّحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود ، المسعودي الهذلي :

سمع القاسم بن عبد الرّحمن ، وأبا حصن عثمان بن عاصم ، وسلمة بن كهيل ، وعاصم بن بهدلة ، وإبراهيم السكسكي ، وأبا إسحاق الشّيباني ، وجامع بن شدّاد ، وموسى الجهنيّ ، وأبا عون الثّقفيّ ، وعبد الرّحمن بن الأسود. روى عنه سفيان الثوري ، وشعبة ، وابن عيينة ، ووكيع ، وأبو نعيم ، ويزيد بن هارون ، وروح بن عبادة ، وأبو عبادة ، وأبو داود الطّيالسيّ ، وأبو النّضر هاشم بن القاسم ، وعاصم بن علي وعلي بن الجعد. وكان المسعودي من أهل الكوفة ، وقدم بغداد وحدث بها ، وبها كانت وفاته.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ الحافظ قال : قرأت بخط محمّد بن يحيى ـ يعني الذهلي ـ قلت لأبي الوليد سمع عبد الرّحمن بن عبد الله المسعودي بمكة شيئا يسيرا؟ قال : نعم! قلت : وأبو داود سمع منه ببغداد؟قال : نعم! قلت : وكم كان بين قدومه مكة وبغداد؟ قال : أكثر من سنة وسنتين.

__________________

٥٣٥٥ انظر : تهذيب الكمال ٣٨٧٢ (١٧ / ٢١٩ ـ ٢٧٧). وطبقات ابن سعد ٦ / ٣٦٦. وتاريخ ابن معين ٢ / ٣٥١. والتاريخ الكبير ٥ / الترجمة ٩٩٤. وسؤالات الآجري لأبي داود ٣ / ١٦٢. والمعرفة ليعقوب ٢ / ١٦٣ ، ٦٨٠ ـ ٦٨١. وضعفاء العقيلي ، الورقة ١١٨. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١١٩٧ ، والمقدمة ١٤٥ ، ٣٢٢. والمجروحين ٢ / ٤٨. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٧٧٤ ، ٧٧٨. والجمع ١ / ٢٨٠. والكامل في التاريخ ٦ / ٥٠. وسير أعلام النبلاء ٧ / ٩٣. وتذكرة الحفاظ ١٩٧. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٢٧٨. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٢٤٦٥. والمغني ٢ / الترجمة ٣٥٩٠. وتاريخ الإسلام ٦ / ٢٢٤. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٢١٦. وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٤٩٠٧. ونهاية السئول ، الورقة ٢٠٤. وشرح علل الترمذي لابن رجب ٤٢٧. وتهذيب التهذيب ٦ / ٢١٠ ـ ٢١٢. وتقريب التهذيب ١ / ٤٨٧. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٢١٥٥. وشذرات الذهب ١ / ٢٤٨.

٢١٦

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق وعلي بن محمّد بن عبد الله المعدل قالا : أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، أخبرنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : سماع وكيع من المسعودي بالكوفة قديم ، وأبو نعيم أيضا ، وإنما اختلط المسعودي ببغداد. ومن سمع منه بالبصرة والكوفة فسماعه جيد.

أخبرنا البرقاني قال : قرئ على أبي الحسين بن مظفر ـ وأنا أسمع ـ حدثكم عمر ابن أحمد بن إبراهيم بن منصور ، حدّثنا أحمد بن سعد بن إبراهيم ، حدّثنا مثني بن معاذ العنبريّ ، حدّثنا أبي قال : رأيت شعبة ببغداد يسأل عن منزل المسعودي ، قلت : يا أبا بسطام ما تريد منه؟ قال : أريد أن أسأله عن حديث أبي فاختة.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم.

وأخبرنا علي بن أبي علي البصريّ ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق البزّاز قالا : حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي قال : قرأت في كتاب علي بن المدينيّ : سمعت معاذ بن معاذ قال : قلت لشعبة : تنهى الناس عن الحسن بن عمارة وتأمرنا بالمسعودي وقد قدم في البيعة مرتين؟! قال : أنت هاهنا بعد. قال معاذ : وقدم علينا المسعودي مرتين يملى علينا إملاء ، ثم لقيته ببغداد سنة أربع وخمسين وما أنكر منه قليلا ولا كثيرا ، وجعل يملى عليّ ، ثم ذكر بعد ذلك شيئا أنكره عليّ المسعودي.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عديّ البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود يقول : خرج المسعودي فرأى جماعة ، فقال : أنا أريد أن أحدث هؤلاء كلهم ، يجيء واحد واحد فأقرأ عليه. قال أبو داود : وقد روى شعبة عن المسعودي ، وروى عنه سفيان الثوري.

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني ، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي بن بحر ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن علي قال : سمعت يحيى يقول : رأيت المسعودي سنة رآه عبد الرّحمن بن مهديّ فلم أكلمه.

وقال أبو حفص : سمعت معاذ بن معاذ يقول : رأيت المسعودي سنة أربع وخمسين يطالع الكتاب ـ يعني أنه قد تغير حفظه ـ.

٢١٧

قال : وسمعت أبا قتيبة يقول : رأيت المسعودي سنة ثلاث وخمسين ، وكتبت عنه وهو صحيح ، ثم رأيته سنة سبع وخمسين والذر يدخل في أذنه ، وأبو داود يكتب عنه ، فقلت له : أتطمع أن تحدث عنه وأنا حي؟!

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، أخبرنا عثمان المجاشي ، حدّثنا هيثم بن خلف الدّوريّ ، حدّثنا محمود بن غيلان ، حدّثنا أبو داود قال : وقع رجل في المسعودي عند شعبة فقال : اسكت فإنه صدوق.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا أبو بكر الحميديّ ، حدّثنا سفيان قال : قال مسعر : ليس أحد أعلم بحديث ابن مسعود من المسعودي.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق ، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : وسمعت أبا عبد الله يسأل عن أبي عميس ، والمسعودي عبد الرّحمن ؛ أيهما أحب إليك؟ قال : كلاهما ثقة ، المسعودي عبد الرّحمن أكثرهما حديثا. ثم قال : حديث عبد الرّحمن كثير ، قلت : هو أخوه؟ فقال : نعم هو أخوه ، قلت له : هما من ولد عبد الله بن مسعود أو من ولد عتبة؟ فقال لي : هما من ولد عبد الله بن مسعود : قال أبو عبد الله : أبو العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود. قيل لأبي عبد الله : ابن عتبة ابن مسعود ، أو ابن عتبة بن عبد الله بن مسعود؟ فقال ابن عتبة بن عبد الله بن مسعود. قال أبو عبد الله : قال إنسان للمسعودي : إنك من ولد عتبة بن مسعود؟ فغضب وقال : لا أنا من ولد عبد الله بن مسعود. قلت لأبي عبد الله : من حدثك هذا؟ فقال : سمعته ولا أدري ممن.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب ، حدّثنا الفضل ـ يعني ابن زياد ـ قال : سئل أحمد بن محمّد بن حنبل : المسعودي أحب إليك أو أبو عميس؟ قال : ما فيهما إلا ثقة ، فقال له الهيثم بن خارجة : أيهما أكثر عندك؟ فقال : كان المسعودي أكثرهما حديثا.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا الحسين بن علي التّميميّ ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق أبو عوانة الأسفراييني ، حدّثنا الميموني قال : قال أبو عبد الله : المسعودي صالح الحديث ومن أخذ عنه أولا فهو صالح الأخذ.

٢١٨

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله أحمد يقول : سماع عاصم وأبي النّضر وهؤلاء من المسعودي بعد ما اختل ، إلا أنهم احتملوا السماع منه فسمعوا.

أخبرني علي بن محمّد المالكي ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المدينيّ قال : وسألته ـ يعني أباه ـ عن المسعودي فقال : ثقة ، وقد كان يغلط فيما روى عن عاصم بن بهدلة وسلمة ويصحح فيما روى عن القاسم ومعن.

أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، حدّثنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا علي بن أحمد بن سليمان المصريّ ، حدّثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن المسعودي فقال : ثقة يكتب حديثه ، قال يحيى : من سمع من المسعودي في زمان أبي جعفر فهو صحيح السماع ، ومن سمع منه في زمان المهديّ فليس سماعه بشيء.

حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفيّ يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ أبا سعيد يقول : قلت ليحيى بن معين ، فالمسعودي كيف حديثه؟ فقال : هو ثقة. قلت : هو أحب إليك أو مسعر؟ فقال : ثقة ثقة. قال أبو سعيد : مسعر أتقن من المسعودي ، والمسعودي ثقة.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سمعت يحيى بن معين ، ومحمّد بن عبدوس يسأله عن المسعودي فقال : كان ثقة ، وكان يغلط فيما كان يحدث عن عاصم بن بهدلة وسلمة ، وكان صحيح الرواية فيما حدث به عن القاسم ومعن.

أخبرني السّكّري ، أخبرنا الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي عن يحيى بن معين قال : المسعودي ثقة ، ويغلط في حديث عاصم بن بهدلة وسلمة بن كهيل ، ويصحح ما روى عن القاسم ومعن.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا قال : حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : المسعودي أحاديثه عن الأعمش مقلوبة ، وعن عبد الملك بن عمير أيضا ، وحديثه عن

٢١٩

عون وعن القاسم صحاح ، وأما عن أبي حصين وعاصم فليس بشيء ، إنما أحاديثه الصحاح عن القاسم وعن عون.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سئل يحيى بن معين عن المسعودي فقال : ثقة.

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا ابن حميرويه الهرويّ ، حدّثنا الحسين بن إدريس قال : قال ابن عمار : المسعودي من قبل أن يختلط كان ثبتا ، ومن سمع منه ببغداد فسماعه ضعيف.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدّثني أبي قال : وعبد الرّحمن المسعودي كوفي ثقة ، إلا أنه تغير بأخرة ، ومن سمع منه قديما فهو أصلح.

أخبرنا الأزهري والجوهريّ قالا : حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشّاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : المسعودي اسمه عبد الرّحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي ، مات ببغداد ، وكان ثقة كثير الحديث إلا أنه اختلط في آخر عمره ، زاد الأزهري ورواية المتقدمين عنه صحيحة.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي قال : المسعودي ثقة صدوق ، وقد كان تغير بأخرة.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، أخبرنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : المسعودي صدوق اختلط بأخرة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال : قال سليمان بن حرب : ومات المسعودي سنة ستين ومائة.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل ، حدّثني أبو عبد الله قال : مات المسعودي سنة ستين ومائة.

٢٢٠