تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦

حرف الهاء من آباء العبادلة

٥٣٣٠ عبد الله أمير المؤمنين المأمون بن هارون الرّشيد بن محمّد المهديّ بن عبد الله المنصور بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، ويكنى أبا العبّاس، وقيل : أبا جعفر :

دعي له بالخلافة بخراسان في حياة أخيه الأمين ، ثم قدم بغداد بعد قتله ، وكان مولد المأمون على ما :

أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، حدّثنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا ، حدّثنا عبّاس ـ يعني ابن هشام ـ عن أبيه قال : ولد المأمون ليلة ملك هارون في شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سنة سبعين ومائة فيها ولد المأمون ليلة الجمعة للنصف من شهر ربيع الأول ، ليلة مات موسى.

أخبرنا أبو تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن المؤدّب ، حدّثنا المعافى بن زكريا قال : حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا محمّد بن موسى الخراساني ، أخبرنا الزّبير بن بكّار قال : أخبرتني ميمونة ـ كاتبة إبراهيم بن المهديّ ـ قالت : سمعت إبراهيم يقول : مات خليفة ، وولى خليفة ، وولد خليفة ، في ليلة واحدة مات موسى ، وولى الرّشيد ، وولد المأمون في ليلة واحدة.

حدّثنا عبد العزيز بن علي الورّاق ، أخبرنا محمّد بن أحمد المفيد ، حدّثنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي ، أخبرني علي بن الحسن بن علي بن الجعد ، حدّثني حاتم بن أبي حاتم الجوهريّ ، حدّثنا علي بن الجعد قال : لما قتل محمّد بن زبيدة ، أفضت الخلافة إلى المأمون عبد الله بن هارون ، وهو يومئذ بخراسان بمرو ، وكان مولده سنة سبعين ومائة ، للنصف من ربيع الأول.

قال أبو بشر : وسمعت ابن الأزهر الكاتب يقول : استخلف المأمون يوم الأحد

__________________

٥٣٣٠ انظر : مروج الذهب ٢ / ٢٤٧ ـ ٢٦٩. والنبراس لابن دحية ٤٦ ـ ٦٣. والكامل لابن الأثير ٦ / ١٤٤ ـ ١٤٨. واليعقوبي ٣ / ١٧٢. وتاريخ الخميس ٢ / ٣٣٤. والبدء والتاريخ ٦ / ١١٢. وفوات الوفيات ١ / ٢٣٩. والأعلام ٤ / ١٤٢.

١٨١

لخمس بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة ، وهو ابن سبع وعشرين سنة ، وعشرة أشهر، وعشرة أيام ، وبويع له وهو بخراسان.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا عمر بن حفص السدوسي ، حدّثنا محمّد بن يزيد قال : واستخلف عبد الله بن هارون المأمون في المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة ، وكنيته أبو العبّاس ، وقد سلم عليه بالخلافة قبل ذلك ببلاد خراسان نحو سنتين ، وخلع أهل خراسان وغيرهم محمّد بن هارون.

أخبرنا محمّد بن أحمد ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن البراء قال : المأمون عبد الله بن الرّشيد وكنيته أبو جعفر. ولد بالياسرية ، ثم استخلف ، وبايع لعلي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وسماه الرّضى وطرح السواد وألبس الناس الخضرة ، فمات علي بسرخس ، وقدم المأمون بغداد في سنة أربع ـ يعني ومائتين ـ في صفر ، وطرح الخضرة ، وعاد إلى السواد ، وأمر المأمون في آخر عمره أن يكون أبو إسحاق أخوه الخليفة من بعده.

أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس ، حدّثنا ابن أبي الدّنيا قال : وكان المأمون أبيض ربعة حسن الوجه ، قد وخطه الشيب ، تعلوه صفرة ، أعين طويل اللحية رقيقها ، ضيق الجبين ، على خده خال ، يكنى أبا العبّاس ، أمه أم ولد يقال لها مراجل.

أخبرنا باي بن جعفر الجيلي ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ، أخبرنا محمّد بن يحيى قال : حدّثني يموت بن المزرع ، حدّثني عمرو بن بحر الجاحظ قال : كان المأمون أبيض يعلو لونه صفرة يسيرة ، وكان ساقاه من سائر جسده صفراوين حتى كأنهما طليتا بالزعفران.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : قال أبو محمّد اليزيدي : كنت أؤدب المأمون وهو في حجر سعيد الجوهريّ ، قال : فأتيته يوما وهو داخل ، فوجهت إليه بعض خدمه يعلمه بمكاني ، فأبطأ عليّ ، ثم وجهت إليه آخر فأبطأ ، فقلت لسعيد إن هذا الفتى ربما تشاغل بالبطالة وتأخر؟ قال : أجل ، ومع هذا إنه إذا فارقك يعرم (١) على خدمه ، ويلقون منه أذى شديدا ، فقومه

__________________

(١) يعرم : يشتد.

١٨٢

بالأدب ، فلما خرج أمرت بحمله فضربته سبع درر ، قال : فإنه ليدلك عينه من البكاء ، إذ قيل هذا جعفر بن يحيى قد أقبل ، فأخذ منديلا فمسح عينيه من البكاء ، وجمع ثيابه وقام إلى فراشه فقعد عليها متربعا ثم قال : ليدخل ، فدخل فقمت عن المجلس ، وخفت أن يشكوني إليه ، فألقى منه ما أكره ، قال : فأقبل عليه بوجهه وحديثه ، حتى أضحكه وضحك إليه ، فلما هم بالحركة دعا بدابته وأمر غلمانه فسعوا بين يديه ، ثم سأل عني فجئت ، فقال : خذ عليّ ما بقي من جزئي ، فقلت أيها الأمير ـ أطال الله بقاءك ـ لقد خفت أن تشكوني إلى جعفر بن يحيى ، ولو فعلت ذلك لتنكر لي ، فقال : أتراني يا أبا محمّد كنت أطلع الرّشيد على هذه؟ فكيف بجعفر بن يحيى حتى أطلعه إني أحتاج إلى أدب؟ إذا يغفر الله لك بعد ظنك ووجيب قلبك ، خذ في أمرك فقد خطر ببالك ما لا تراه أبدا ، ولو عدت في كل يوم مائة مرة.

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطبري ، أخبرنا المعافى بن زكريا ، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ ، حدّثني أبي قال : قال منصور البرمكي : كانت لهارون الرّشيد جارية غلامية تصب على يده ، وتقف على رأسه ، وكان المأمون يعجب بها وهو أمرد ، فبينا هي تصب على هارون من إبريق معها والمأمون مع هارون قد قابل بوجهه وجه الجارية ، إذ أشار إليها بقبلة ، فزبرته بحاجبها ، وأبطأت عن الصب في مهلة ما بين ذلك ، فنظر إليها هارون فقال : ما هذا؟ فتلكأت عليه ، فقال : ضعي ما معك ، عليّ كذا إن لم تخبريني لأقتلنك ، فقالت : أشار إلى عبد الله بقبلة ، فالتفت إليه وإذا هو قد نزل به من الحياء والرعب ما رحمه منه ، فاعتنقه وقال : أتحبها؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، فقال : قم فادخل بها في تلك القبة. فقام ففعل ، فقال له هارون : قل في هذا شعرا ، فأنشأ يقول :

ظبى كنيت بطرفي

عن الضمير إليه

قبلته من بعيد

فاعتل من شفتيه

ورد أخبث رد

بالكسر من حاجبيه

فما برحت مكاني

حتى قدرت عليه

أخبرنا أبو محمّد يحيى بن الحسن بن الحسن بن المنذر المحتسب ، أخبرنا إسماعيل ابن سعيد المعدل ، أخبرنا أبو بكر بن دريد ، أخبرنا الحسن بن خضر قال : سمعت ابن أبي دؤاد يقول : أدخل رجل من الخوارج على المأمون ، فقال : ما حملك على خلافنا؟

١٨٣

قال : آية في كتاب الله تعالى. قال : وما هي؟ قال قوله : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) [المائدة ٤٤] فقال له المأمون : ألك علم بأنها منزلة ، قال : نعم، قال : وما دليلك؟ قال : إجماع الأمة ، قال فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل ، فارض بإجماعهم في التأويل قال : صدقت السلام عليك يا أمير المؤمنين.

حدّثني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا صالح بن محمّد ، حدّثني أخي صدقة بن محمّد قال : قال لي أبو محمّد عبد الله بن محمّد الأزهري قال المأمون : غلبة الحجة أحب إلىّ من غلبة القدرة ، لأن غلبة القدرة تزول بزوالها ، وغلبة الحجة لا يزيلها شيء.

أخبرنا علي بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ أخبرنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا أبو بكر الكوكبي ، حدّثنا البحتريّ الوليد بن عبيد ، أخبرني أبو تمام حبيب بن أوس قال : قال المأمون لأبي حفص عمر بن الأزرق الكرماني : أريدك للوزارة ، قال : لا أصلح لها يا أمير المؤمنين ، قال : ترفع نفسك عنها؟ قال : ومن رفع نفسه عن الوزارة؟ ولكني قلت هذا رافعا لها ، وواضعا لنفسي عنها ، قال المأمون : إنا نعرف موضع الكفاة الثقات المتقدمين من الرجال ، ولكن دولتنا منكوسة ، إن قومناها بالراجحين انتقصت ، وإن أيدناها بالناقصين استقامت. ولذلك اخترت استعمال الصواب فيك.

أخبرنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري ، حدّثنا المعافى بن زكريا ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا محمّد بن زكريا الغلابي ، حدّثنا أبو سهل الرّازيّ قال : لما دخل المأمون بغداد تلقاه أهلها ، فقال له رجل من الموالي : يا أمير المؤمنين بارك الله لك في مقدمك ، وزاد في نعمك ، وشكرك عن رعيتك ، فقد فقت من قبلك وأتعبت من بعدك ، وآيست أن يعتاض منك ، لأنه لم يكن مثلك ، ولا علم شبهك. أما فيمن مضى فلا يعرفونه ، وأما فيمن بقي فلا يرتجونه فهم بين دعاء لك ، وثناء عليك ، وتمسك بك ، أخصب لهم جنابك ، واحلولى لهم ثوابك ، وكرمت مقدرتك ، وحسنت أثرتك ، ولانت نظرتك ، فجبرت الفقير ، وفككت الأسير ، وأنت كما قال الشّاعر :

ما زلت في البذل والنوال وإط

لاق لعان بجرمه علق

حتى تمنى البراء أنهم

عندك أمسوا في القيد والحلق

١٨٤

فقال المأمون : مثلك يعيب من لا يصطنعه ، ويعر من يجهل قدره ، فاعذرني في سالفك ، فإنك ستجدنا في مستأنفك.

أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم الواسطيّ ، حدّثني أحمد بن الحسن الكسائيّ ، حدّثنا سليمان بن الفضل النهرواني ، حدّثني يحيى بن أكثم قال : بت ليلة عند المأمون فعطشت في جوف الليل ، فقمت لأشرب ماء ، فرآني المأمون فقال : مالك ليس تنام يا يحيى؟ قلت : يا أمير المؤمنين أنا والله عطشان ، قال : ارجع إلى موضعك ، فقام والله إلى البرادة فجاءني بكوز ماء ، وقام على رأسي فقال اشرب يا يحيى ، فقلت : يا أمير المؤمنين فهلا وصيف أو وصيفة ، فقال : إنهم نيام ، قلت : فأنا كنت أقوم للشرب ، فقال لي : لؤم بالرجل أن يستخدم ضيفه. ثم قال يا يحيى ، فقلت لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : ألا أحدثك ، قلت : بلى يا أمير المؤمنين.

قال : حدّثني الرّشيد قال : حدّثني المهديّ قال : حدّثني المنصور عن أبيه عن عكرمة عن ابن عبّاس قال : حدّثني جرير بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «سيد القوم خادمهم» (٢).

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى المكي ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلّاد عن يحيى بن أكثم قال : ما رأيت أكرم من المأمون ، بت عنده ليلة فعطش وقد نمنا ، فكره أن يصيح بالغلمان فأنتبه ـ وكنت منتبها ـ فرأيته قد قام يمشي قليلا قليلا إلى البرادة ، وبينه وبينها بعيد ، حتى شرب ورجع.

قال يحيى : ثم بت عنده ونحن بالشام وما معي أحد فلم يحملني النوم ، فأخذ المأمون سعال فرأيته يسد فاه بكم قميصه كي لا أنتبه ، ثم حملني آخر الليل النوم ، وكان له وقت يقوم فيه يستاك ، فكره أن ينبهني ، فلما ضاق الوقت عليه تحركت فقال : الله أكبر ، يا غلمان نعل أبي محمّد.

قال يحيى بن أكثم : وكنت أمشي يوما مع المأمون في بستان موسى في ميدان البستان، والشمس علىّ وهو في الظل ، فلما رجعنا قال لي كن الآن أنت في

__________________

(٢) انظر الحديث في : كشفا الخفا ١ / ٥٦١ ، ٥٦٢. والدرر المنتثرة ٩٥. ومشكاة المصابيح ٣٩٢٥. وكنز العمال ١٧٥١٦ ، ١٧٥١٨ ، ٢٤٨٣٤ ، ٢٤٨٣٥.

١٨٥

الظل ، فأبيت عليه فقال : أول العدل أن يعدل الملك في بطانته ، ثم الذين يلونهم ، حتى يبلغ إلى الطبقة السفلى.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن محمّد الموصليّ ، حدّثنا عبد الله بن محمود المروزيّ قال : سمعت يحيى بن أكثم القاضي يقول : ما رأيت أكمل آلة من المأمون ، وجعل يحدث بأشياء استحسنها من كان في مجلسه ، ثم قال : كنت عنده ـ يعني ليلة ـ أذاكره وأحدثه ، ثم نام وانتبه فقال : يا يحيى أنظر أيش عند رجلي فنظرت فلم أر شيئا ، فقال شمعة ، فتبادر الفراشون فقال انظروا ، فنظروا فإذا تحت فراشه حية بطوله فقتلوها ، فقلت قد انضاف إلى كمال أمير المؤمنين علم الغيب ، فقال : معاذ الله ، ولكني هتف بي هاتف الساعة وأنا نائم فقال :

يا راقد الليل انتبه

إن الخطوب لها سرى

ثقة الفتى بزمانه

ثقة محللة العرى

قال : فانتبهت فعلمت أن قد حدث أمر إما قريب ، وإما بعيد ، فتأملت ما قرب فكان ما رأيت.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ الحافظ قال : سمعت أبا بكر محمّد بن داود بن سليمان الزّاهد يقول : سمعت محمّد بن عبد الرّحمن السامي يقول : سمعت أبا الصّلت عبد السّلام بن صالح يقول : حبسني الخليفة المأمون ليلة ، فكنا نتحدث حتى ذهب من الليل ما ذهب وطفئ السراج ، ونام القيم الذي كان يصلح السراج ، فدعاه فلم يجبه ـ وكان نائما ـ فقلت : يا أمير المؤمنين أصلحه؟ فقال لا فأصلحه هو ، ثم انتبه الخادم فظننت أنه يعاقبه لأنه كان يناديه وهو نائم فلا يجيبه ، قال : فتعجبت أنا فسمعته يقول : ربما أكون في المتوضأ فيشتموني ـ وأظنه قال : ويفترون عليّ ـ ولا يدرون أني أسمع ، فأعفو عنهم.

أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا الصولي ، حدّثنا عون بن محمّد ، حدّثنا عبد الله بن البواب قال : كان المأمون يحلم حتى يغيظنا في بعض الأوقات ، جلس يستاك على دجلة من بغداد من وراء ستره ونحن قيام بين يديه فمر ملاح وهو يقول بأعلى صوته : أتظنون أن هذا المأمون ينبل في عيني وقد قتل أخاه؟! قال : فو الله ما زاد على أن تبسم وقال لنا : ما الحيلة عندكم حتى أنبل في عين هذا الرجل الجليل!

١٨٦

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن جامع ، حدّثنا أبو عمر الزاهد ، حدّثنا محمّد ابن يزيد المبرد ، حدّثني عمارة بن عقيل قال : قال ابن أبي حفصة الشّاعر : أعلمت أن أمير المؤمنين لا يبصر الشعر؟ فقلت ما ذا يكون أفرس منه والله إنا لننشد أول البيت فيسبق إلى آخره من غير أن يكون سمعه. قال : إني أنشدته بيتا أجدت فيه فلم أره تحرك له ، وهذا هو البيت فاسمعه :

أضحى إمام الهدى المأمون مشتغلا

بالدين والناس بالدّنيا مشاغيل

فقلت له : ما زدت على أن جعلته عجوزا في محرابها في يدها سبحة ، فمن يقوم بأمر الدّنيا إذا كان مشغولا عنها ، وهو المطوق لها؟ ألا قلت كما قال عمك جرير ـ لعبد العزيز بن الوليد :

فلا هو في الدّنيا مضيع نصيبه

ولا عرض الدّنيا عن الدين شاغله

أخبرنا علي بن أبي علي المعدل ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الرحيم المازني ، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا أبو الفضل الرّبعيّ قال : لما ولد جعفر بن المأمون المعروف بابن بخة ، دخل المهنئون على المأمون فهنوه بصنوف من التهاني ، وكان فيمن دخل العبّاس بن الأحنف. فمثل قائما بين يديه ثم أنشأ يقول :

مد لك الله الحياة مدا

حتى يريك ابنك هذا جدا

ثم يفدى مثل ما تفدى

كأنه أنت إذا تبدا

أشبه منك قامة وقدا

مؤزرا بمجده مردى

فأمر له المأمون بعشرة آلاف درهم.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : حكى لي عن ابن عبادة أنه ذكر المأمون يوما فقال : كان والله أحد ملوك الأرض ، وكان يجب له هذا الاسم على الحقيقة.

أخبرني الخلّال ، حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الوكيل ، حدّثنا القاسم بن محمّد بن عباد قال : سمعت أبي يقول : لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء إلا عثمان بن عفّان ، والمأمون.

أخبرنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق قال : حدّثنا الحسن بن أبي سعيد ، أخبرنا ذو الرئاستين ـ في شوال سنة ثنتين ومائتين ـ أن المأمون ختم في شهر رمضان

١٨٧

ثلاثا وثلاثين ختمة ، أما سمعتم في صوته بحوحة؟ إن محمّد بن أبي محمّد اليزيدي في أذنه صمم ، فكان يرفع صوته ليسمع ، وكان يأخذ عليه.

أخبرني الخلّال ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم ، حدّثنا أبو العيناء قال : كان المأمون يقول : كان معاوية بعمره ، وعبد الملك بحجّاجه ، وأنا بنفسي.

أخبرني الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني محمّد بن يحيى ، حدّثنا أبو العيناء قال : سمعت أحمد بن أبي دؤاد يقول : يعجبني قول المأمون ـ إذا رفع الطعام من بين يديه ـ : الحمد لله الذي جعل أرزاقنا أكثر من أقواتنا ، وقوله عند شرب الماء البارد : شرب الماء بالثلج أدعى إلى إخلاص الحمد.

أخبرني الخلّال ، حدّثنا يوسف بن عمر القواس ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن العبّاس بن حزام حاجب المقتدر ، حدّثنا أبو عيسى الهاشميّ ، حدّثني أبي قال : كنت بحضرة المأمون ، فأحضر رجلا فأمر بضرب عنقه ، وكان الرجل من ذوي العقول ، فقال ليحيى بن أكثم : إن أمير المؤمنين قد أمر بضرب عنقي ، وإن دمي عليه لحرام ، فهل لي في حاجة أسأله إياها ، لا تضر بدينه ولا مروءته؟ فإذا فعل ذلك فهو في حل من دمي. فأظهر المأمون تحرجا ، فقال ليحيى بن أكثم سله عنها ، فقال الرجل : يضع يده في يدي إلى الموضع الذي يضرب فيه عنقي ، فإذا فعل ذلك فهو في حل من دمي ، فقام المأمون من مجلسه وضرب بيده إلى يد الرجل ، فلم يزل يخبره وينشده ويحدثه ، حتى كأنه بعض من آنس به ، فلما أن رأى السياف والسّيف والموضع الذي يكون فيه مثل هذه الحال ، انعطف فقال لأمير المؤمنين المأمون : بحق هذه الصحبة والمحادثة لما عفوت؟ فعفا عنه ، وأجزل له الجائزة.

أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي ، أخبرنا أحمد بن نصر الذارع ، حدّثنا أبو محمّد إبراهيم بن إدريس المؤدّب ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ قال : وقف رجل بين يدي المأمون ـ قد جنى جناية ـ فقال له : والله لأقتلنك ، فقال الرجل : يا أمير المؤمنين تأنّ عليّ ، فإن الرفق نصف العفو ، قال فكيف ـ وقد حلفت لأقتلنك؟ قال : يا أمير المؤمنين لأن تلقى الله حانثا ، خير لك من أن تلقاه قاتلا ، قال : فخلى سبيله.

أخبرنا باي بن جعفر الجيلي ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ، أخبرنا محمّد بن يحيى قال : حدّثني يعقوب بن بيّان الكاتب قال : سمعت علي بن الحسين بن عبد

١٨٨

الأعلى الإسكافي يقول : عاش المأمون ثمانيا وأربعين سنة ، وعاش المعتصم مثلها ، وطاهر مثلها ، وعبيد الله بن طاهر مثلها ، وعاش المتوكل ثلاثا وأربعين سنة ، وعاش الفتح مثلها.

أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس ، حدّثنا ابن أبي العيناء قال : ومات المأمون ليلة الخميس لعشر خلون من رجب بالبذندون ، وهو متوجه يريد الغزو فحمل إلى طرسوس ، فدفن بها في دار خاقان الخادم ، وصلى عليه أخوه المعتصم.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا عمر بن حفص السدوسي ، أخبرنا محمّد بن يزيد قال : كانت خلافة المأمون من قتل محمّد ابن هارون عشرين سنة ونحو أربعة أشهر ، وتوفي في ناحية طرسوس في رجب سنة ثمان عشرة وتوفي وله ثمان وأربعون سنة ، وأمه مراجل البادعسية ـ أم ولد ـ وصلى عليه المعتصم.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن البراء قال : ومات المأمون بالبذندون (٣) من أرض الروم لثلاث عشرة بقيت من رجب سنة ثمان عشرة ومائتين ، وحمل إلى طرسوس. قال أبو سعيد المخزوميّ :

ما رأيت النجوم أغنت عن المأ

مون ولا عن ملكه المأسوس

خلفوه بعرصتي طرسوس

مثل ما خلفوا أباه بطوس

قال : وكان عمره سبعا وأربعين سنة ، وخلافته من قتل محمّد عشرون سنة ، وخمسة أشهر ، واثنان وعشرون يوما.

٥٣٣١ عبد الله بن هارون بن أبي عصمة ، الشّيعيّ :

حدث عن الأزهر(١) بن جعفر. روى عنه محمّد بن مخلد الدّوريّ.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن عياض القاضي ـ بصور ـ أخبرنا محمّد بن أحمد ، حدّثنا ابن جميع الغساني ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن مخلد ، حدّثنا عبد الله ابن هارون بن أبي عصمة الشّيعيّ ، حدّثنا الأزهر بن جعفر ، أخبرني عبيد الله بن

__________________

(٣) في المطبوعة : «بالبدندون».

(١) ٥٣٣١ في المطبوعة : «لاهز بن جعفر».

١٨٩

موسى عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي ـ وطلحة بن عمرو بن عطاء عن ابن عبّاس ـ عن علي قال : دخل أبو بكر وعمر المسجد ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ، ما خلا النبيين والمرسلين ، لا تخبرهما بذلك يا علي» (٢) قال : فما أخبرتهما حتى ماتا. قال ابن مخلد : كذا وقع في كتابي.

قلت : رواه غير هذا الشيخ عن عبيد الله بن موسى عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عبّاس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لم يذكر فيه عليّا.

قلت : وقد تقدم القول منا أن هذا الشيخ [هو] (٣) عبد الله بن مروان بن أبي عصمة وسقنا الرواية عنه بذلك ، وأحد القولين خطأ ، والله أعلم (٤).

٥٣٣٢ عبد الله بن هارون ، أبو محمّد الصّوّاف (١) :

حدث عن مجاهد بن موسى ، وعلي بن مسلم الطّوسيّ ، وأحمد بن عبيد الله العنبريّ. روى عنه أبو بكر بن الجعابي ، وعمر بن بشران السّكّري ، وعيسى بن حامد القنبيطي ، وغيرهم.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، حدّثنا عبد الله بن هارون ـ أبو محمّد الصّوّاف بغدادي ـ حدّثنا علي بن مسلم الطّوسيّ ، حدّثنا محمّد بن كثير عن السّريّ بن يحيى عن عامر عن مسروق عن ابن مسعود قال : قال رجل : يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال : «أن تجعل الله ندا وهو خلقك» وقال يا رسول الله أوصني. فقال : «دع قيل وقال ، وكثرة السؤال» (٢).

أخبرنا عمر بن إبراهيم الفقيه قال : قال لنا عيسى بن حامد بن بشر القاضي : مات عبد الله بن هارون الصّوّاف ـ أبو محمّد ـ في شهر ذي القعدة سنة خمس وثلاثمائة.

__________________

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٦٦٤ ، ٣٦٦٥. ومجمع الزوائد ٩ / ٥٣. والسنة لابن أبي عاصم ٢ / ٦١٧.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) راجع الترجمة رقم ٥٣٠٥.

(١) ٥٣٣٢ الصواف : هذه الحرفة لبيع الصوف والأشياء المتخذة من الصوف (الأنساب ٨ / ٩٩).

(٢) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ١ / ١٥٨ ، ١٠ / ٣٠٢. وكشف الخفا ١ / ٤٨٩.

١٩٠

٥٣٣٣ عبد الله بن هاشم بن حيّان ، أبو عبد الرّحمن الطّوسيّ :

سمع سفيان بن عيينة ، ويحيي بن سعيد القطّان ، وعبد الرّحمن بن مهديّ ، وخالد ابن الحارث ، ووكيعا ، وأبا أسامة ، ومحمّد بن فضيل ، وبهز بن أسد ، وعبد الله بن نمير ، وأبا معاوية ، وأبا داود الحفري. روي عنه مسلم بن الحجّاج في صحيحه ، وعامة النّيسابوريّين ، وقدم بغداد وحدث به. فروي عنه من أهلها قاسم بن زكريا المطرز ، وأحمد بن محمّد بن أبي شيبة ، ويحيى بن محمّد بن صاعد.

أخبرنا محمّد بن علي بن الفتح ، أخبرنا علي ابن عمر الحافظ ، أخبرنا يحيي بن محمّد بن صاعد ، حدّثنا عبد الله بن هاشم بن حيّان ـ أبو عبد الرّحمن الطّوسيّ قدم علينا للحج في سنة إحدى وخمسين ومائتين ـ.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ النّيسابوريّ. قال : سمعت أبا عبد الله بن يعقوب الحافظ يقول سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول : عبد الله بن هاشم مجود في حديث يحيي ، وعبد الرّحمن.

قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات ـ بخطه ـ أخبرنا محمّد بن العبّاس الهرويّ ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه ، أخبرنا صالح بن محمّد الأسديّ ، حدّثنا عبد الله بن هاشم الطّوسيّ ثقة.

قرأت على الحسن بن أبي القاسم ، عن أبي سعيد أحمد بن محمّد بن رميح النسوي قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام يقول سمعت أحمد بن سيّار يقول : عبد الله بن هاشم الراذكاني ـ قرية من أعلى طوس ، ثم تحول هاشم إلي طوس ، وكان يقال له هاشم الراذكاني ـ وكان عبد الله رجلا كاتبا ، كتب عن وكيع ، ويحيي بن سعيد ، وابن مهديّ ، معروفا بطلب الحديث ، رحلوا إليه من البلدان ،

__________________

٥٣٣٣ انظر : تهذيب الكمال ٣٦٢٥ (١٦ / ٢٣٧). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٥٤. والكنى لمسلم ، الورقة ٦٩. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٩١٢. وثقات ابن حبان ٨ / ٣٦١. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ٩٩. والجمع ١ / ٢٨٠. والأنساب للسمعاني ٦ / ٣٧. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٥١١. واللباب ٢ / ٥. ومعجم البلدان ٢ / ٧٣٠ ، ٤ / ٢٥ ، ٨١١. وسير أعلام النبلاء ، ١٢ ، ٣٢٨. وتذكرة الحفاظ ٥٣٦. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٠٦٥. والعبر ١ / ٢٠٥ ـ ٢١٢. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٩٢. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٤٨ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). ونهاية السئول ، الورقة ١٩١. وتهذيب التهذيب ٦ / ٦٠. والتقريب ١ / ٤٥٧. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٣٨٧٦.

١٩١

وكتبوا عنه أحاديث كثيرة ، وكان أظهر كلام [أهل] (١) الرأي ، ثم إنه ترك ذلك وأظهر أمر الحديث ، مات في أول سنة تسع وخمسين ومائتين ، كنيته أبو عبد الرّحمن.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إبراهيم ، أخبرنا الحسين بن محمّد بن زياد. قال : توفى عبد الله بن هاشم بن حيّان في ذي الحجة من سنة خمس وخمسين ومائتين.

وذكر لنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري : أن عبد الله بن هاشم مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين.

٥٣٣٤ عبد الله بن هاشم ، أبو القاسم السّمسار :

حدث عن أحمد بن حفص بن عبد الله النّيسابوريّ. روي عنه علي بن عمر السّكّري.

أخبرنا محمّد بن محمّد بن المظفر الدّقّاق ، وعبد الواحد بن الحسين الحذّاء. قالا : حدّثنا علي بن عمر السّكّري ، حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن هاشم السّمسار ـ سنة ثلاث وثلاثمائة ـ حدّثنا أحمد بن حفص ، حدّثنا أبي ، حدّثنا إبراهيم بن طهمان ، عن موسى بن عقبة ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله ، ما بين شحمة أذنيه إلى عاتقه مسيرة خمسمائة عام ، ـ أو سبعمائة عام ـ» (١).

٥٣٣٥ عبد الله بن الهيثم بن عثمان ، أبو محمّد العبدي :

من أهل البصرة. قدم بغداد وحدث بها عن معاذ بن هشام ، وأبي عامر العقدي ، وأبي داود الطّيالسيّ ، ووهب بن جرير ، وقريش بن أنس. روي عنه أبو القاسم البغوي ، وأحمد بن إسحاق بن بهلول التنوخي ، والقاضي المحاملي ، ومحمّد بن مخلد ، وكان ثقة.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(١) ٥٣٣٤ انظر الحديث في : سنن أبي داود ٤٧٢٧. والمطالب العالية ٣٤٤٩. ومجمع الزوائد ١ / ٨٠ ، ٨ / ١٣٥. والبداية والنهاية ١ / ١٣. وتفسير ابن كثير ٨ / ٢٣٩. والمنتظم ١ / ١٩٠.٥٣٣٥ انظر : الجرح والتعديل ٥ / الترجمة ٩١٤. وتهذيب الكمال ٣٦٣٤ (١٦ / ٢٥٢). وثقات ابن حبان ٨ / ٣٦٧. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٥١٢. والمنتظم ١٢ / ١٦٧. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٠٧٣. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٩٢. ونهاية السئول ، الورقة ١٩١. وتهذيب التهذيب ٦ / ٦٤. والتقريب ١ / ٤٥٨. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٣٨٨٦.

١٩٢

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الصّلت الأهوازي ، أخبرنا محمّد ابن مخلد ، حدّثنا عبد الله ـ يعني ابن الهيثم العبدي ـ أخبرنا أبو عامر العقدي ، حدّثنا رباح بن أبي معروف ، عن أبي الزّبير ، عن جابر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن أخاكم النجاشي توفى فصلوا عليه» (١) قال : فصفنا صفين فصلى عليه.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا الحسن بن رشيق ، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، عن أبيه.

ثم حدّثني الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ـ بمصر ـ قال : ناولني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ـ وكتب لي بخطه ـ قال : سمعت أبي يقول : عبد الله ابن الهيثم بن عثمان بصري لا بأس به.

أخبرنا أبو القاسم الأزهري ، والحسن بن محمّد بن عمر النّرسيّ. قالا : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم الدهان ، حدّثنا أبو علي محمّد بن سعيد الحرّانيّ. قال : عبد الله بن الهيثم العبدي البصريّ أخو أبي العالية ، يكنى أبا محمّد ، مات بالشام سنة إحدى وستين ومائتين ، وقد رأيته وكتبت عنه ، وكان يصفر لحيته.

٥٣٣٦ عبد الله بن الهيثم بن خالد ، أبو محمّد الخيّاط يعرف بالطيني :

سمع أبا عتبة أحمد بن الفرج ، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، والحسن بن عرفة ، وعبد الله ابن أحمد الدورقي. روي عنه الدّارقطنيّ ، ويوسف بن عمر القواس ، وكان ثقة.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا الدّارقطنيّ ، قال : عبد الله بن الهيثم بن خالد الطيني ثقة.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا ابن نافع.

وأخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، عن طلحة بن محمّد بن جعفر أن الطيني مات في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.

قرأت في كتاب محمّد بن علي بن عمر بن الفيّاض ، أخبرني عبد الله بن الهيثم الخيّاط المعروف بالطيني أنه ولد في جمادى الأولى من سنة أربع وثلاثين ومائتين ،

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ٤٤٦. وسنن النسائي ٤ / ٦٩ ، ٧٠. وسنن الترمذي ١٠٣٩. وسنن ابن ماجة ١٥٣٥. ومجمع الزوائد ٣ / ٣٩. والمعجم الكبير ١٨ / ١٩٩.

٥٣٣٦ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٧٥.

١٩٣

وكانت وفاته في يوم الجمعة لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ست وعشرين وثلاثمائة.

٥٣٣٧ ـ عبد الله بن هبيرة بن الصّلت ، أبو إسماعيل :

خال أحمد بن يعقوب بن شيبة ، سمع يحيى بن معين. روي عنه محمّد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة.

* * *

حرف الياء من آباء العبادلة

٥٣٣٨ عبد الله بن يزيد بن آدم ، الشّاميّ الدّمشقيّ :

قرأت على الأزهريّ عن عبيد الله بن عثمان بن يحيى قال : أخبرنا الحسن بن يوسف الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن هارون الخلّال ، أخبرني محمّد ابن علي ، حدّثنا مهنى قال : سألت أحمد ـ وهو ابن حنبل ـ عن عبد الله بن يزيد بن آدم يحدث عن أبي أمامة قال : كان قدم هاهنا أيام أبي جعفر ـ يعني قدم بغداد ـ قلت كيف هو؟ قال : أحاديثه موضوعة ، قلت : من أين هو؟ قال : من الشام ، فقال الهيثم ابن خارجة : وهو عند أحمد من أهل دمشق.

٥٣٣٩ عبد الله بن أبي فروة ، يزيد بن محمّد بن يزيد بن سنان بن يزيد الرّهاويّ، مولى بني طهية من بني تميم :

قدم بغداد وحدث بها عن أبيه ، وعن سعيد بن عبد الرّحمن الحرّانيّ. روى عنه محمّد بن أحمد بن المتيم ، وعلي بن عمر الحربيّ ، وذكر أنه سمع منه في سنة ثلاث وثلاثمائة.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن المظفر الدّقّاق ، أخبرنا علي بن عمر السّكّري قال : حدّثنا عبد الله بن أبي فروة [حدّثنا] (١) يزيد بن محمّد بن سنان الرّهاويّ ، حدّثنا أبو عثمان سعيد بن عبد الرّحمن الحرّانيّ ، حدّثنا مخلد بن يزيد القرشيّ الحرّانيّ ـ أبو بكر ـ حدّثنا سفيان بن سعيد الثوري ، عن عبد الله بن محمّد بن

__________________

٥٣٣٨ انظر : الجرح والتعديل ٥ / ١٩٧. وميزان الاعتدال ٢ / ٥٢٦. ولسان الميزان ٣ / ٣٧٨.

(١) ٥٣٣٩ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٩٤

عقيل بن أبي طالب ، عن محمّد بن الحنفيّة عن أبيه علي بن أبي طالب ـ رفعه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «مفتاح الصّلاة الطهور ، وتحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم» (٢).

٥٣٤٠ عبد الله بن يزيد بن محمّد بن عبد الله بن يزيد ، أبو محمّد الدّقيقيّ (١) :

سمع محمّد بن عبد الرّحمن بن غزوان الخزاعيّ ، وأبا موسى محمّد بن المثني ، ومحمّد بن سعل بن عسكر ، ومهنى بن يحيى الشّاميّ ، والقاسم بن عاصم المفلوج ، وأحمد بن منصور المعروف بزاج. روى عنه عبد الله بن إبراهيم الزبيبي ، وعبد العزيز ابن جعفر الحرقي ، وأبو القاسم بن النخاس ، ومحمّد بن المظفر ، وكان ثقة.

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الحرقي ، حدّثني أبو محمّد عبد الله بن يزيد بن محمّد الدّقيقيّ ، حدّثنا محمّد بن المثنى ، حدّثنا معاذ بن هشام ، حدّثني أبي ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن عمران بن حصين أن غلاما لأناس فقراء قطع أذن غلام لأناس أغنياء ، فأتى أهله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : يا رسول الله إنا أناس فقراء. فخلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سبيله ولم ير عليه شيئا.

أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا علي بن عمر السّكّري قال : وجدت في كتاب أخي : مات أبو محمّد الدّقيقيّ في أول سنة تسع وثلاثمائة.

٥٣٤١ عبد الله بن يوسف المدائنيّ :

حدث عن يونس بن عطاء من ولد زياد بن الحارث الصدائي. روى عنه أحمد بن ياسين بن الحسن المعروف بأبي تراب الرقي.

٥٣٤٢ عبد الله بن يوسف بن فادشاه ، يعرف بالختليّ :

حدث عن عمر بن سعيد الدّمشقيّ. روى عنه أبو القاسم الطبراني.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني ، حدّثنا عبد الله بن يوسف بن فادشاه الختليّ البغداديّ ، حدّثنا عمر بن سعيد الدّمشقيّ ، حدّثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن سعيد بن المسيّب عن عثمان : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا. قال سليمان : لم يروه عن يزيد إلا ابنه خالد.

__________________

(٢) انظر الحديث في : سنن أبي داود ، كتاب الطهارة باب ٣١. وسنن الترمذي ٣ / ٢٣٨. وسنن ابن ماجة ٢٧٥ ، ٢٧٦. والسنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٨٥ ، ٣٨٠.

(١) ٥٣٤٠ الدقيقي : هذه النسبة إلى الدقيق وبيعه وطحنه (الأنساب ٥ / ٣٢٦).

١٩٥

٥٣٤٣ عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بابويه ـ وقيل : مامويه ـ الأصبهانيّ :

ساكن نيسابور ، أبو محمّد. قدم بغداد حاجّا سنة تسعين وثلاثمائة ، وحدث بها عن أبي العبّاس الأصمّ ، ومحمّد بن الحسن بن الخليل النّيسابوريّين ، وأبي سعيد بن الأعرابي ساكن مكة ، وأحمد بن سعيد بن فرضخ الإخميمي ، وهارون بن أحمد الأستراباذي وعبد الرّحمن بن يحيى بن هارون الزّهريّ ، وجماعة غيرهم من الغرباء.

كتب الناس عنه بانتخاب محمّد بن أبي الفوارس ، وحدّثنا عنه أبو محمّد الخلّال العتيقي وكان ثقة ، مات بعد سنة أربعمائة بسنين كثيرة.

٥٣٤٤ عبد الله بن يوسف الصّبّاغ (١) :

أخبرني الحسن بن غالب المقرئ قال : سمعت عبد الله بن يوسف الصبّاغ قال : كنت مع أبي في الدكان يصبغ ، فلما كان يوم من الأيام خرجت وبباب الدكان رجل شيخ جالس ، فقلت مازحا : الشيخ قد صلى الظهر؟ قال : نعم والحمد لله ، قلت : أين صليت؟ قال : بمكة ، فدخلت إلى أبي ، فقلت : يا أبت رجل بباب الدكان قال صليت الظهر بمكة. فخرج أبي فلما رآه رجع وقال : هذا الشبلي.

٥٣٤٥ ـ عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن نصر ، أبو محمّد البغداديّ :

سكن تنيس وحدث بها عن أحمد بن يوسف بن خلّاد العطّار ـ! وكان حيا في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة ، وكان أحد الشهود المعدلين.

٥٣٤٦ ـ عبد الله بن أبي محمّد بن المبارك بن المغيرة ، أبو عبد الرّحمن العدويّ المعروف بابن اليزيدي :

كان أديبا عالما ، عارفا بالنحو واللغة ، أخذ عن يحيى بن زياد الفراء وغيره ، وصنف كتابا في غريب القرآن ، وكتابا في النحو مختصرا ، وكتاب «الوقف والابتداء» ، وكتاب «إقامة اللسان على صواب المنطق». روى عنه ابن أخيه الفضل بن محمّد اليزيدي.

قرأت على الحسن بن علي الجوهريّ عن محمّد بن عمران بن موسى قال : أخبرني محمّد بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي ، حدّثني أحمد بن يحيى النّحويّ قال : ما رأيت في أصحاب الفراء أعلم من عبد الله بن أبي محمّد اليزيدي ـ وهو أبو عبد الرّحمن ـ وخاصة في القرآن ومسائله.

__________________

(١) ٥٣٤٤ الصّبّاغ : هذه الاسم لمن يصبغ الثياب بالألوان (الأنساب ٨ / ٣٢).

١٩٦

٥٣٤٧ عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار ، أبو محمّد السّكّري ، يعرف بوجه العجوز :

سمع إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وأحمد بن سلمان النجاد ، وجعفر الخلدي ، وأبا بكر الشّافعيّ ، وجعفر بن محمّد بن الحكم الواسطيّ ، وأحمد بن ثابت بن بقية الكاتب ، وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا. كتبنا عنه وكان صدوقا يسكن قطيعة الصّفّار.

سمعت البرقاني يقول : عبد الله بن يحيى السّكّري شيخ ـ وحسن أمره ـ مات السّكّري في يوم الأربعاء ، ودفن يوم الخميس سلخ صفر من سنة سبع عشرة وأربعمائة.

ذكر من اسمه عبد الرّحمن

٥٣٤٨ ـ عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، أبو عيسى الأنصاريّ ـ واسم أبي ليلى : يسار ، ويقال : بلال ، ويقال : داود بن بلال ـ بن بليل بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس ، ويقال : ليس لأبي ليلى اسم ، ويقال : بلال هو أخو أبي ليلى :

ولد عبد الرّحمن في خلافة عمر بن الخطّاب وروى عن عثمان بن عفّان ، وعلي ابن أبي طالب ، وأبي بن كعب ، وكعب بن عجرة ، والمقداد بن الأسود ، وزيد بن

__________________

٥٣٤٨ انظر : تهذيب الكمال ٣٩٤٣ (١٧ / ٣٧٢). وطبقات ابن سعد ٦ / ١٠٩. وتاريخ ابن معين ٢ / ٣٥٦. والتاريخ الكبير ٥ / الترجمة ١١٦٤. والصغير ١ / ١٧٩ ، ١٨٠ ، ١٨٩ والكنى لمسلم ، الورقة ٧٦. وثقات العجلي ، الورقة ٣٣. وسؤالات الآجري لأبي داود ٣ / ١٩٣. والمعرفة ليعقوب ٢ / ٦١٧ ـ ٦١٩. والقضاة لوكيع ٢ / ٤٠٦. وضعفاء العقيلي ، الورقة ١١٨. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٤٢٤. والمراسيل ١٢٥. وثقات ابن حبان ٥ / ١٠٠. وعلل الدارقطني ٢ / الورقة ٣٧. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ١٠٥. وموضح أوهام الجمع ٢ / ٢٢٠. والجمع ١ / ٢٨٩. والكامل في التاريخ ٤ / ٤٧٢ ، ٤٧٨ ، ٨٤٣. وتهذيب النووي ١ / ٣٠٣. ووفيات الأعيان ٣ / ١٢٦. وسير النبلاء ٤ / ٢٦٢ ـ ٢٦٧. وتذكرة الحفاظ ١ / ٥٥. والعبر ١ / ٩٦ ، ١٩٥. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٣٤١. والمغني ٢ / الترجمة ٣٦١٧. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٢٢٦. ومعرفة التابعين ، الورقة ٢٧. وتاريخ الإسلام ٣ / ٢٧٢. وميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٤٩٤٨. وجامع التحصيل ، الترجمة ٤٥٢. ونهاية السئول ، الورقة ٢٠٩. وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٦٠ ـ ٢٦٢. والتقريب ١ / ٤٩٦. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٢٣١. وشذرات الذهب ١ / ١٩٢.

١٩٧

أرقم ، وأنس بن مالك ، وأبيه أبي ليلى ، ولأبيه صحبة. روى عنه ابنه عيسى ، ومجاهد ابن جبر ، والحكم بن عتيبة ، وثابت البناني ، وسليمان الأعمش ، وابن ابنه عبد الله بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وغيرهم. وكان يسكن الكوفة ، وقدم المدائن في حياة حذيفة بن اليمان ، وقدمها أيضا بعد ذلك في صحبة علي ، وشهد حرب الخوارج بالنهروان.

أخبرنا محمّد بن عمر بن القاسم النّرسيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا عبد الله بن روح المدائنيّ ، حدّثنا عثمان بن عمر ، حدّثنا ابن عون عن مجاهد عن ابن أبي ليلى قال : خرجنا مع حذيفة إلى المدائن ، فاستسقى فأتاه دهقان بإناء من فضة فرمى به وجهه ، فقلنا : اسكتوا فإنا إن سألناه لم يخبرنا ، فلما كان بعد قال : تدرون لم رميته؟ قلنا لا ، قال : إني كنت نهيته ، قال : فذكر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة ، وعن لبس الحرير والديباج. وقال : «هما لهم في الدّنيا ولكم في الآخرة» (١).

حدّثنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي ـ إملاء بنيسابور ـ قال : سمعت أحمد بن الحسين بن علي القاضي الهمذاني يقول : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن أسيد ـ بأصبهان ـ حدّثنا جعفر بن محمّد بن شاكر قال : سمعت محمّد بن عمران بن أبي ليلى يقول : اسم أبي ليلى داود ، ولقبه أيسر.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني أحمد بن أبي الحجّاج ، حدّثنا النّضر بن شميل ، حدّثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى قال : ولدت لست سنين بقيت من خلافة عمر.

وقال يعقوب : حدّثنا أبو بكر الحميديّ ، حدّثنا سفيان ، حدّثنا يزيد بن أبي زياد قال : قال عبد الله بن الحارث : اجمع بيني وبين ابن أبي ليلى ، فجمعت بينهما. فقال عبد الله بن الحارث : ما شعرت أن النساء ولدت مثل هذا.

أخبرنا محمّد بن أبي القاسم الأزرق ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار ، حدّثنا أبو هشام ، حدّثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن الأعمش قال : كان عبد الرّحمن بن أبي ليلى يصلي في بيته ، فإذا دخل الداخل اتكأ على فراشه.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الدارمي ٢ / ١٢١.

١٩٨

وقال الأبار : حدّثنا إسماعيل بن بهرام ، حدّثنا خالد بن نافع الأشعري عن عبد الله ابن عيسى قال : كان عبد الرّحمن بن أبي ليلى علويا ، وكان عبد الله بن عكيم عثمانيا ، وكانا في مسجد واحد وما رأيت أحدا منهما يكلم صاحبه.

قلت : يعني كلام مخاصمة ومناظرة في عثمان وعلي ، والله أعلم.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : عبد الرّحمن ابن أبي ليلى تابعي ثقة من أصحاب علي.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا إبراهيم بن يوسف الصّيرفيّ ، حدّثنا عمران بن عيينة عن أبي فروة. قال : فقد عبد الرّحمن بن أبي ليلى ليلة الجماجم على فرس له.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن نمير يقول : عبد الرّحمن بن أبي ليلى قتل بدجيل سنة إحدى وثمانين. وكذا روى يعقوب ابن شيبة عن ابن نمير.

أخبرني الحسين بن علي الطناجيري ، أخبرنا محمّد بن زيد بن علي بن مروان الكوفيّ ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن عقبة الشّيباني ، حدّثنا هارون بن حاتم التّميميّ ، حدّثنا الفضل بن عمرو قال : قتل عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وأبو البختريّ الطائي ، وعبد الله بن شدّاد ، بدجيل سنة إحدى وثمانين. هكذا روى هارون بن حاتم عن الفضل بن عمرو ـ وهو أبو نعيم ـ وخالفه قعنب بن المحرر.

وأخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس ، أخبرنا جدي إسحاق بن محمّد النعالي ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، حدّثنا قعنب بن المحرر قال : قال أبو نعيم : قتل عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وأبو البختريّ ، بدير الجماجم سنة ثمان وثمانين.

والمحفوظ عن أبي نعيم ما :

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب. قال : قال أبو نعيم : عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وسعيد أبو البختريّ ، قتلا في الجماجم سنة ثلاث وثمانين.

١٩٩

وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدثني أبو عبد الله ، أخبرنا أبو نعيم : قال أبو البختريّ وعبد الرّحمن ابن أبي ليلى قتلا بالجماجم سنة ثلاث وثمانين.

وأخبرني عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي. قال سمعت أبا نعيم يقول : مات عبد الرّحمن بن أبي ليلى سنة ثلاث وثمانين ، وكذلك قال أبو موسى العنزي وشباب العصفري.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي ، حدّثنا أبو محمّد ابن المثنى. قال : وعبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وسعيد بن فيروز أبو البختريّ الطائي ـ يعني ماتا في الجماجم ـ سنة ثلاث وثمانين.

أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهانيّ ، أخبرنا خليفة بن خياط قال : وعبد الرّحمن بن أبي ليلى يكنى أبا عيسى غرق ليلة دجيل مع ابن الأشعث سنة ثلاث وثمانين.

٥٣٤٩ عبد الرّحمن بن مل ، أبو عثمان النهديّ :

وهو عبد الرّحمن بن مل بن عمرو بن عديّ بن وهب بن ربيعة بن سعد بن خزيمة ـ وقيل جذيمة ـ ابن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن أسود ابن أسلم بن عمرو بن لحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير. أسلم على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا أنه لم يلقه، ولقى عدة من الصحابة ، ونزل الكوفة وصار إلى البصرة

__________________

٥٣٤٩ انظر : تهذيب الكمال ٣٩٦٨ (١٧ / ٤٢٤ ـ ٤٣٠). والمنتظم ، لابن الجوزي ٧ / ٦٠. وطبقات ابن سعد ٧ / ٩٧. وتاريخ خليفة ٣٢١. وطبقاته ٢٠٥. والتاريخ الكبير ٩ / الترجمة ٨١٦. والصغير ١ / ٢٣٥. والكنى لمسلم ، الورقة ٧١. وثقات العجلي ، الورقة ٦٣. وسؤالات الآجري ٣ / ١٥٣. وتاريخ واسط ١٥٦. والكنى للدولابي ٢ / ٢٦. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ١٣٥٠. وثقات ابن حبان ٥ / ٧٥. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ١٠٣. والاستيعاب ٢ / ٨٥٣ ، ٤ / ١٧١٢. وتقييد المهمل ، الورقة ٩٣. والجمع ١ / ٢٨٢. والكامل في التاريخ ٤ / ٥٩١. وأسد الغابة ٣ / ٣٢٤. وسير أعلام النبلاء ٤ / ١٧٥ ـ ١٧٨. وتجريد أسماء الصحابة ١ / الترجمة ٣٧٨١. والكاشف ٢ / الترجمة ٣٣٦٤. والعبر ١ / ١١٩. وتذكرة الحفاظ ١ / ٦٥. وتاريخ الإسلام ٤ / ٨٢. وتذهيب التهذيب ٢ / ٢٢٨. ومعرفة التابعين ، الورقة ٢٦ ـ ٢٧. وجامع التحصيل ، الترجمة ٤٥٦. ونهاية السئول ، الورقة ٢١٠. وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨. والإصابة ٣ / الترجمة ٦٣٧٩. والتقريب ١ / ٤٩٩. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٤٢٥٨. وشذرات الذهب ١ / ١١٨.

٢٠٠