تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦

ابن أبي جميل قال : كنا حول ابن المبارك بمكة ، فقلنا له : يا عالم المشرق حدّثنا ، وسفيان قريب منا فسمع ، قال : ويحكم عالم المشرق والمغرب وما بينهما.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن قهزاذ قال : سمعت أبا الوزير يقول : قدمت على سفيان بن عيينة فقالوا له : هذا وصى عبد الله ، فقال : رحم الله عبد الله ، ما خلف بخراسان مثله ، قال : فقالوا لا يرضون ، قال : ما يقولون قال : يقولون ولا بالعراق ، قال : ما أخلق ، ما أخلق ، ما أخلق ، ثلاثا.

أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس ، حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السّكّري ، حدّثنا أحمد بن يوسف التغلبي ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري ، حدّثنا أبو عصمة قال : شهدت سفيان وفضيل بن عياض ، فقال سفيان لفضيل ، يا أبا علي أي رجل ذهب ـ يعني ابن المبارك ـ فقال له فضيل : يا أبا محمّد وبقي بعد ابن المبارك من يستحيي منه؟!

أخبرني حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدثني عبد الصّمد بن حميد قال : سمعت أبا الحسن عبد الوهاب ابن عبد الحكم يقول : لما مات ابن المبارك بلغني أن هارون أمير المؤمنين قال : مات سيد العلماء.

أخبرنا البرقاني قال : قرأت على أبي حاتم بن أبي الفضل الهرويّ أخبركم الحسين ابن إدريس قال : سمعت المسيّب بن واضح يقول : سمعت أبا إسحاق الفزاريّ يقول : ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين.

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدثني أبي ، حدّثنا المسيّب بن واضح قال : سمعت أبا إسحاق الفزاريّ يقول : ابن المبارك إمام المسلمين. ورأيت أبا إسحاق بين يدي ابن المبارك قاعدا يسائله.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ الحافظ ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد الخطيب ـ بمرو ـ حدّثنا أبو وهب أحمد بن رافع ـ وراق سويد بن نصر ـ قال : سمعت علي بن إسحاق بن إبراهيم يقول : قال ابن

١٦١

عيينة : نظرت في أمر الصحابة ، وأمر ابن المبارك ، فما رأيت لهم عليه فضلا إلا بصحبتهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وغزوهم معه.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن الفضل الكرابيسيّ المروزيّ قال : سمعت عمر بن أحمد الجوهريّ يقول : سمعت محمود بن والآن يقول : سمعت عمار بن الحسن يمدح ابن المبارك ويقول :

إذا سار عبد الله من مرو ليلة

فقد سار منها نورها وجمالها

إذا ذكر الأحبار في كل بلدة

فهم أنجم فيها وأنت هلالها

حدثني مكي بن إبراهيم الشيرازي ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر التجيبي ـ بمصر ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن أبي الأصبغ ، أخبرنا هاشم بن مرثد ، حدّثنا عثمان بن طالوت قال: سمعت علي بن المدينيّ يقول : انتهى العلم إلى رجلين ؛ إلى عبد الله بن المبارك ثم من بعده إلى يحيى بن معين.

أخبرنا منصور بن ربيعة الزّهريّ الخطيب ـ بالدينور ـ أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن راشد ، أخبرنا علي بن يحيى بن الجارود قال : قال علي بن المدينيّ : عبد الله ابن المبارك هو أوسع علما من عبد الرّحمن بن مهديّ ، ويحيى بن آدم.

أخبرني أبو الفرج الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا الحسين بن أحمد بن صدقة ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، حدّثنا موسى بن إسماعيل قال : سمعت سلام بن أبي مطيع يقول : ما خلف ابن المبارك بالمشرق مثله.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى ابن معين ـ وذكروا عبد الله بن المبارك ـ فقال رجل : إنه لم يكن حافظا ، فقال يحيى ابن معين : كان عبد الله بن المبارك رحمه‌الله كيسا مستثبتا ثقة ، وكان عالما صحيح الحديث وكانت كتبه التي حدث بها عشرين ألفا ـ أو واحدا وعشرين ألفا ـ.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا أبو سعد عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي قال : سمعت محمّد بن خالد المطوعي البخاريّ يقول : سمعت الحسن بن الحسين البخاريّ يقول : سمعت أبا معشر حمدويه بن الخطّاب يقول : سمعت أبا السّريّ نصر بن المغيرة البخاريّ يقول : سمعت إبراهيم بن شماس يقول : رأيت أفقه الناس ، وأورع الناس ،

١٦٢

وأحفظ الناس ، فأما أفقه الناس فابن المبارك ، وأما أورع الناس ففضيل بن عياض ، وأما أحفظ الناس فوكيع بن الجرّاح.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى بن معين يقول : وذكر أصحاب سفيان فذكر ابن المبارك فبدأ به ، وقال هم خمسة ، ابن المبارك ، ووكيع ، ويحيى ، وعبد الرّحمن ، وأبو نعيم.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل بن زياد ، حدّثنا جعفر بن أبي عثمان الطّيالسيّ قال : قلت ليحيى بن معين : إذا اختلف يحيى القطّان ووكيع؟ قال : القول قول يحيى ، قلت : إذا اختلف عبد الرّحمن ويحيى؟ قال : يحتاج من يفضل بينهما ، قلت : أبو نعيم وعبد الرّحمن؟ قال : يحتاج من يفضل بينهما. قلت الأشجعي؟ قال : مات الأشجعي ومات حديثه معه. قلت : ابن المبارك؟ قال : ذاك أمير المؤمنين.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن العبّاس الخطيب ـ بمرو ـ قال : سمعت محمود بن والان يقول : سمعت محمّد بن موسى يقول : سمعت إبراهيم بن موسى يقول : كنت عند يحيى ابن معين فجاءه رجل فقال : يا أبا زكريا من كان أثبت في معمر ، عبد الرزاق ، أو عبد الله بن المبارك؟ وكان متكئا فاستوى جالسا فقال : كان ابن المبارك خيرا من عبد الرزاق ، ومن أهل قريته ، ثم قال : تضم عبد الرزاق إلى عبد الله! قال : وقال يحيى ـ وذكر عنده ابن المبارك ـ فقال : سيد من سادات المسلمين.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب قال : سئل إبراهيم الحربيّ إذا اختلف أصحاب معمر فالقول قول من؟ قال : القول قول ابن المبارك.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي ، حدّثنا يحيى بن زكريا ، حدّثنا محمّد بن النّضر بن مساور قال : قال أبي : قلت لعبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ يا أبا عبد الرّحمن هل تحفظ الحديث؟ قال : فتغير لونه وقال : ما تحفظت حديثا قط ، إنما آخذ الكتاب فأنظر فيه ، فما أشتهيه علق بقلبي.

١٦٣

أخبرني ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم قال : قرأت بخط إبراهيم بن علي الذهلي، حدّثني أحمد بن الخليل قال : حدّثني الحسين بن عيسى ، أخبرني صخر ـ صديق ابن المبارك ـ قال : كنا غلمانا في الكتاب ، فمررت أنا وابن المبارك ورجل يخطب ، فخطب خطبة طويلة ، فلما فرغ قال لي ابن المبارك قد حفظتها ، فسمعه رجل من القوم ، فقال هاتها ، فأعادها عليهم ابن المبارك ، وقد حفظها.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ ، أخبرني أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبيد الله البغداديّ ، حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، حدّثنا نعيم بن حمّاد قال : سمعت عبد الله بن المبارك قال : قال لي أبي : لئن وجدت كتبك لأحرقتها ، قال : فقلت له وما على من ذلك وهو في صدري.

أخبرني ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، أخبرنا أبو العبّاس السّيّاري ، حدّثنا عيسى بن محمّد ، حدّثنا العبّاس بن مصعب قال : قال أبو وهب محمّد بن مزاحم : العجب ممن يسمع الحديث من ابن المبارك عن رجل ثم يأتي ذلك الرجل حتى يحدثه به.

أخبرنا علي بن طلحة بن محمّد المقرئ ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن يزيد الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : عبد الله بن المبارك مروزي ثقة.

أخبرنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي قال : سمعت القاضي أبا بكر يوسف بن القاسم الميانجي ـ بدمشق ـ يقول : سمعت القاسم بن محمّد بن عباد ـ بالبصرة ـ قال : سمعت سويد بن سعيد يقول : رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة ، ثم استقبل الكعبة ، ثم قال : اللهم إن ابن أبي الموّال حدّثنا عن محمّد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ماء زمزم لما شرب له» (٢) وهذا أشربه لعطش القيامة ، ثم شربه.

أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى النّيسابوريّ ، أخبرنا بكر بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، حدّثنا أبو أحمد محمّد بن عبد الوهاب قال : سمعت الخليل أبا محمّد قال : كان ابن المبارك إذا خرج إلى مكة يقول :

بغض الحياة وخوف الله أخرجني

وبيع نفسي بما ليست له ثمنا

إني وزنت الذي يبقى ليعدله

ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا

__________________

(٢) انظر الحديث في : كشفا الخفا ١ / ٥٣٠.

١٦٤

أخبرنا محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ ، أخبرني أحمد بن محمّد العنزي ، حدّثنا عثمان بن سعيد الدّارميّ قال : سمعت نعيم بن حمّاد يقول : كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق يصير كأنه ثور منحور ، أو بقرة منحورة من البكاء ، لا يجترئ أحد منا أن يدنو منه ، أو يسأله عن شيء إلا دفعه.

أخبرنا أبو الطّيّب عبد العزيز بن علي بن محمّد القرشيّ ، أخبرنا عمر بن أحمد ابن هارون المقرئ ، حدّثنا حمد بن حمدويه المروزيّ ، حدّثنا أحمد بن سعيد بن مسعود المروزيّ ، حدّثنا أبو حاتم الرّازيّ قال : سمعت عبدة بن سليمان ـ يعني المروزيّ ـ يقول : كنا في سرية مع عبد الله بن المبارك في بلاد الروم ، فصادفنا العدو ، فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز ، فخرج إليه رجل فقتله ، ثم آخر فقتله ، ثم دعا إلى البراز فخرج إليه فطارده ساعة فطعنه فقتله ، فازدحم إليه الناس ، فكنت فيمن ازدحم إليه فإذا هو يلثم وجهه بكمه فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو عبد الله بن المبارك فقال : وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا!!

أخبرني ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، أخبرنا أبو العبّاس قاسم بن القاسم السّيّاري ، حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى ، حدّثنا العبّاس بن مصعب قال : حدثني بعض أصحابنا قال : سمعت أبا وهب يقول : مر ابن المبارك برجل أعمى ، قال : فقال أسألك أن تدعو الله أن يرد الله عليّ بصري ، قال : فدعا الله فرد عليه بصره وأنا أنظر.

أخبرني أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النّيسابوريّ ـ بالري ـ أخبرنا أبو الفضل محمّد بن محمّد بن مجاهد ـ بالشاش ـ حدّثنا محمّد بن جبريل بن الحارث التونكسيّ ـ في مجلس الأرزناني ـ قال : سمعت أبا حسّان البصريّ عيسى بن عبد الله يقول : سمعت الحسن بن عرفة يقول : قال لي ابن المبارك : استعرت قلما بأرض الشام فذهب على أن أرده إلى صاحبه ، فلما قدمت مرو نظرت فإذا هو معي ، فرجعت يا أبا علي الحسن بن عرفة إلى أرض الشام حتى رددته على صاحبه.

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج ، حدّثنا حاتم الجوهريّ ، حدّثنا أسود بن سالم قال : كان ابن المبارك إماما يقتدى به ، كان من أثبت الناس في السنّة ، إذا رأيت رجلا يغمز ابن المبارك بشيء فاتهمه على الإسلام.

١٦٥

أخبرني ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، أخبرنا علي بن محمّد المروزيّ ، حدّثنا محمّد بن موسى بن حاتم قال : سمعت عبدان بن عثمان يقول : خرج عبد الله إلى العراق أول ما خرج سنة إحدى وأربعين ومائة ، ومات بهيت وعانات لثلاث عشر خلت من رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة.

أخبرنا منصور بن ربيعة الزّهريّ ـ بالدينور ـ أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن راشد ، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال : قال علي بن المدينيّ : وعبد الله بن المبارك مولى لبني حنظلة ، ويكنى أبا عبد الرّحمن ، مات سنة إحدى وثمانين ومائة بهيت.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله ، حدّثنا حسن بن الرّبيع قال : وسألت ابن المبارك قبل أن يموت قال : أنا ابن ثلاث وستين ، ومات سنة إحدى وثمانين. وقال أبو عبد الله : ذهبت لأسمع منه فلم أدركه ، وكان قدم فخرج إلى الثغر فلم أسمع منه ، ولم أره.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سمعت الحسن بن الرّبيع يقول : شهدت موت ابن المبارك ، مات سنة إحدى وثمانين ومائة في رمضان لعشر مضين منه ، مات سحرا ودفناه بهيت ، وسألت ابن المبارك قبل أن يموت ، قال : أنا ابن ثلاث وستين.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران المعدل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدّثنا محمّد بن علي ، حدّثنا إبراهيم بن الأشعث قال : سمعت محمّد بن فضيل بن عياض قال : رأيت عبد الله بن المبارك في المنام ، فقلت : أي الأعمال وجدت أفضل؟ قال : الأمر الذي كنت فيه ، قلت الرباط والجهاد؟ قال : نعم! قلت : وأي شيء صنع بك؟ قال : غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة ، وكلمتني امرأة من أهل الجنة أو امرأة من الحور العين.

وقال ابن أبي الدّنيا : حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثني علي بن إسحاق ، حدثني صخر بن راشد قال : رأيت عبد الله بن المبارك في منامي بعد موته ، فقلت : أليس قد متّ؟ قال : بلى! قلت : فما صنع بك ربك؟ قال : غفر لي مغفرة أحاطت بكل ذنب ، قلت : فسفيان الثوري؟ قال : بخ بخ ذاك : (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) [النساء ٦٩].

١٦٦

أخبرني ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، أخبرني محمّد بن أحمد بن عمر ، حدّثنا محمّد بن المنذر ، حدّثني شعيب بن محمّد ، حدّثنا أحمد بن خالد قال : سمعت الفريابي يقول : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم ، فقلت : يا رسول الله ما فعل ابن المبارك؟ فقال : (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) [النساء ٦٩] قلت : ما فعل وكيع؟ فحرك يديه فقال : أكثر أكثر ـ يعني في الحديث ـ.

٥٣٠ عبد الله بن المبارك ، مولى بني هاشم :

حدث عن همام بن يحيى العوذي ، وعيسى بن ميمون. روى عنه عمر بن حفص السدوسي.

أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز ، حدّثنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص المعروف بالخلدي ـ إملاء ـ حدّثنا عمر بن حفص السدوسي ، حدّثنا عبد الله بن المبارك البغداديّ ـ مولى العبّاس سنة تسع عشرة ـ حدّثنا همام بن يحيى عن قتادة عن أبي الخليل صالح عن أم سلمة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقول في مرضه : «اتقوا الله في الصّلاة وما ملكت أيمانكم» (١) وجعل يكررها.

وحدّث عن هذا الشيخ أحمد بن القاسم بن مساور الجوهريّ فقال : حدّثنا عبد الله بن المبارك الخراساني ـ ببغداد ـ في مسجد الجامع حدّثنا همام بن يحيى.

٥٣٠٨ عبد الله بن المبارك ، أبو محمّد الجوهريّ :

حدث عن أبي الوليد الطّيالسيّ. روى عنه إسماعيل بن علي الخطبي.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد ، حدّثني إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا عبد الله بن المبارك الجوهريّ ، حدّثنا أبو الوليد الطّيالسيّ قال : حدّثنا سليمان بن كثير عن الزّهريّ عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن؟» قالوا ومن يطيق ذاك؟ قال : «اقرءوا قل هو الله أحد فإنها ثلث القرآن» (١).

* * *

__________________

(١) ٥٣٠٧ انظر الحديث في : كنز العمال ١٨٨٦٤ ، ٢٥٠٠٠.

(١) ٥٣٠٨ انظر الحديث في : المعجم الكبير ١٧ / ٢٥٥.

١٦٧

ذكر من اسمه عبد الله واسم أبيه مسلم

٥٣٠٩ عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، أبو محمّد الكاتب الدّينوريّ ـ وقيل : المروزيّ :

سكن بغداد وحدث بها عن إسحاق بن راهويه ، ومحمّد بن زياد الزيادي ، وأبي الخطّاب زياد بن يحيى الحسّاني ، وأبي حاتم السجستاني. روى عنه ابنه أحمد وعبيد الله بن عبد الرّحمن السّكّريّ ، وإبراهيم بن محمّد بن أيّوب الصائغ ، وعبيد الله بن أحمد بن بكير التّميميّ ، وعبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسيّ.

وكان ثقة دينا فاضلا ، وهو صاحب التصانيف المشهورة. والكتب المعروفة ، منها : غريب القرآن ، وغريب الحديث ، ومشكل القرآن ، ومشكل الحديث ، وأدب الكتاب ، وعيون الأخبار ، وكتاب المعارف ، وغير ذلك. سكن ابن قتيبة بغداد وروى فيها كتبه إلى حين وفاته. وقيل إن أباه مروزي وأما هو فمولده بغداد ، وأقام بالدينور مدة فنسب إليها.

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : ومات عبد الله ابن مسلم بن قتيبة الدّينوريّ في ذي القعدة سنة سبعين ومائتين.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : ومات عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدّينوريّ صاحب التصانيف فجأة. صاح صيحة سمعت من بعد ثم أغمى عليه ومات.

قال ابن المنادي : ثم إن أبا القاسم إبراهيم بن محمّد بن أيّوب بن بشير الصائغ أخبرني أن ابن قتيبة أكل هريسة فأصاب حرارة ، ثم صاح صيحة شديدة ، ثم أغمى عليه إلى وقت صلاة الظهر ، ثم اضطرب ساعة ، ثم هدأ. فما زال يتشهد إلى وقت السحر ، ثم مات ، وذلك أول ليلة من رجب سنة ست وسبعين.

٥٣١٠ عبد الله بن مسلم القنطريّ :

كان أحد الصالحين. حكى عنه أحمد بن عطاء الروذباري وغيره.

حدّثنا عبد العزيز بن علي الورّاق ، حدّثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني

__________________

٥٣٠٩ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٧٦. ووفيات الأعيان ١ / ٢٥١. ولسان الميزان ٣ / ٣٥٧. وآداب اللغة ٢ / ١٧٠. والأعلام ٤ / ١٣٧.

١٦٨

ـ بمكة ـ حدّثني أبو عبد الله أحمد بن عطاء قال : رأيت عبد الله بن مسلم القنطريّ ـ وقد سأله فقير شيئا ـ فأخرج من كمه كيسا مفتوحا ، ثم وضع رأسه على الأرض ورجليه على الحائط ، ثم قال له : لا تأخذه مني إلا وأنا هكذا ، شكرا لله على سؤالك إياي.

٥٣١١ عبد الله بن مسلم بن محمّد بن يحيى بن مسلم ، أبو يعلى الدّبّاس (١) :

روى عن القاضي المحاملي. حدّثنا عنه الأزهريّ ، وهبة الله بن الحسن الطبري ، وأحمد بن سليمان بن علي المقرئ وكان ثقة.

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال قال : سنة سبع وتسعين وثلاثمائة فيها مات أبو يعلى بن مسلم الدّبّاس.

* * *

ذكر المفاريد من أسماء آباء العبادلة

٥٣١٢ ـ عبد الله بن مسور بن عون بن جعفر بن أبي طالب ، أبو جعفر الهاشميّ :

سكن المدائن وحدث بها عن محمّد بن علي بن الحنفيّة. روى عنه عمرو بن مرة ، وخالد بن أبي كريمة ، وغيرهما.

أخبرني علي بن أحمد الرّزّاز ، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الزّبير الكوفيّ ـ إملاء في صفر من سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة ـ حدّثنا إبراهيم بن إسحاق ، حدّثنا جعفر بن عون عن خالد بن أبي كريمة عن أبي جعفر ـ وهو عبد الله بن المسور رجل من بني هاشم كان يسكن المدائن ـ قال : أتت فاطمة أباها صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسأله شيئا فقال : «ألا أدلك على ما هو خير لك مما سألت ، تقولين حين تأوين إلى فراشك ، اللهم أنت الله الدائم خلقت كل شيء ولم يخلقه معك خالق ، وقدرت كل شيء ، وعلمت كل شيء بغير تعليم ، لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي لا يغفر الذنوب إلا أنت» (١).

__________________

(١) ٥٣١١ الدباس : هذه الحرفة لمن يعمل الدبس أو يبيعه (الأنساب ٥ / ٢٦٧).

٥٣١٢ انظر : ضعفاء النسائي برقم ٣٣٣. وميزان الاعتدال ٢ / ٥٠٤. والتاريخ الكبير ٥ / ٦١٦. وضعفاء البخاري ١٩٣. والعلل ١ / ١٠٤. والجرح والتعديل ٥ / ٧٨٢. والكامل لابن عدي ٢ / ق ١٢٥. وضعفاء العقيلي ، ورقة ١١٢. والمجروحين ٢ / ٢٤. وأحوال الرجال ، ترجمة رقم ٣٥٩.

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٤ / ١٠٢ ، ٧ / ٨٤.

١٦٩

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، حدّثنا عثمان ـ هو ابن أبي شيبة ـ حدّثنا جرير عن رقبة قال : كان أبو جعفر الهاشميّ المدائنيّ يضع أحاديث كلام حق عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يرويها.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري قال : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي ، حدّثنا يحيى بن معين قال : حدّثنا جرير عن رقبة : أن عبد الله بن المسور المدائنيّ ـ رجلا من بني هاشم ـ وضع أحاديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكلاما هو حق ، فاختلط بأحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاحتمله الناس.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، حدّثنا أبو الجواب ، حدّثنا عمار بن رزيق، عن خالد بن أبي كريمة ، عن أبي جعفر المدائنيّ قال : أبي واسمه عبد الله بن مسور بن عون بن جعفر بن أبي طالب. قال : إني أضرب على حديثه ، وأحاديثه موضوعة ، وأبي أن يحدثنا عنه.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المدينيّ قال : سمعت أبي يقول : أبو جعفر عبد الله بن المسور الهاشميّ كان ينزل المدائن في حديثه بعض الشيء وضعفه.

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال : شهدت أبا زرعة ذكر أبا جعفر المدائنيّ عبد الله بن المسور الذي روى عنه عمرو بن مرة وخالد بن أبي كريمة فوهنه جدا.

وأخبرنا البرقاني ، أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن جعفر المالكي ، حدّثنا القاضي أبو حازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان ـ ببيروت ـ أخبرنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب.

وحدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني قال : حدّثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار قالا : حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : أبو جعفر المدائنيّ أحاديثه موضوعة.

١٧٠

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، حدّثنا أبي قال : عبد الله بن مسور المدائنيّ متروك الحديث.

٥٣١٣ عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزّبير بن العوّام ، أبو بكر الأسديّ :

روى عن أبي حازم سلمة بن دينار ، وهشام بن عروة ، وموسى بن عقبة. حدث عنه ابنه مصعب ، وهشام بن يوسف ، وإبراهيم بن خالد الصنعانيان. وكان من أهل مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اتصل بالمهديّ أمير المؤمنين لما قدم المدينة ، وصحبه وصار أحد خواصه ، وقدم بغداد مرات ، وولاه الرّشيد إمارة المدينة واليمن ، وكان محمودا في ولايته ، جميل السيرة ، مع جلالة قدره ، وعظم شرفه ، وتوفي بالرقة في صحبة الرّشيد.

أخبرنا أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، وأخبرنا علي بن أبي علي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس ، وأحمد بن عبد الله الدّوريّ قالوا : حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن مسلمة المخزوميّ قال : كان مالك بن أنس إذا ذكر عبد الله بن مصعب قال : المبارك ، يتكلم في أمر المدينة في العطاء والقسم ، وكان في صحابة أمير المؤمنين المهديّ ، وولاه اليمامة ، فقال له : يا أمير المؤمنين إني أقدم بلدا أنا جاهل بأهله فأعنى برجلين من أهل المدينة لهما فضل وعلم ، عبد العزيز بن محمّد الدراوردي ، وعبد الله بن محمّد بن عجلان ، فأعانه بهما ، وكتب في إشخاصهما إليه.

قال الزّبير : وحدّثني عمي مصعب بن عبد الله قال : كان سبب [اتصال] (١) عبد الله بن مصعب إلى أمير المؤمنين المهديّ أن أمير المؤمنين المهديّ قدم المدينة سنة ستين ومائة ، فدق المقصورة وجلس للناس في المسجد ، فجعلوا يدخلون عليه ويأمر لهم بالجوائز ، ويحضرهم الشفعاء من وزرائه ، وكان رجال قد أحسوا بجلوس أمير المؤمنين المهديّ وما يزيد في الناس ، وطلبوا الشفاعات ، ودخل عليه عبد الله بن مصعب بغير شفيع ، وكان وسيما جميلا ، ومفوها فصيحا ، وقد عرفت له مروءته وقدره بالبلد قبل ذلك ، فتكلم بين يدي أمير المؤمنين المهديّ ، وأعجب به ، وألحق جائزته بأفضل

__________________

٥٣١٣ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ٩٦. والبداية والنهاية ١٠ / ١٨٥. والأعلام ٤ / ١٣٨.

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٧١

جوائزهم ، وكساه كسوة خاصة ، وأدخله في صحابته ، وخرج به معه إلى بغداد ، فقال عبد الله بن مصعب :

ولما أوجه الشفعاء قوما

على خطبي فجل عن الشفيع

وجاء يدافع الأركان عني

أب لي في ذرى ركن منيع

أب يترنح الأبناء منه

إذا انتسبوا إلى الشرف الرفيع

سعى فحوى المكارم ، ثم ألقى

مساعيه إلى غير المضيع

فورثني ـ على رغم الأعادي

مساعي لا ألف ولا وضيع

فقمت بلا تنحل خارجي

إذا عد الفعال ولا بديع

فإن يك قد تقدمني صنيع

يشرفني فما وفى صنيعي

وكانت له من أمير المؤمنين المهديّ ، ومن أمير المؤمنين موسى ، ومن أمير المؤمنين هارون الرّشيد ؛ خاصة ومنزلة.

قال الزّبير : وحدّثني عبد الله بن نافع بن ثابت قال : بعث أبو عبد الله إلى عبد الله ابن مصعب في أول ما صحب أمير المؤمنين المهديّ بألفي دينار فردها ، وكتب إليه : إني لا أقبل صلة إلا من خليفة ، أو ولي عهد.

قال الزّبير : وحدّثني عمي مصعب بن عبد الله قال : قال شبيب بن شيبة لأمير المؤمنين المهديّ في عبد الله بن مصعب بن ثابت وهو يذكره : لا والله ما كان في آبائه أحد إلا وهو أكمل منه ، ولا والله ما له في الناس نظير في كماله.

أخبرنا أبو عمر الحسين بن عثمان الواعظ ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم المؤدّب ، أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير بن أبي بكر ، حدّثني عمي مصعب بن عبد الله قال : حدّثني أبي عبد الله بن مصعب قال : قال لي أمير المؤمنين المهديّ : يا أبا بكر ما تقول فيمن ينقص أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : قلت زنادقة ، قال : ما سمعت أحدا قال هذا قبلك ، الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس. : قلت هم قوم أرادوا رسول الله بنقص ، فلم يجدوا أحدا من الأمة يتابعهم على ذلك ، فتنقصوا هؤلاء عند أبناء هؤلاء ، وهؤلاء عند أبناء هؤلاء ، فكأنهم قالوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصحبه صحابة السوء ، وما أقبح بالرجل أن يصحبه صحابة السوء. فقال : ما أراه إلا كما قلت.

١٧٢

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم. وأخبرنا علي بن أبي علي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس وأحمد بن عبد الله الدّوريّ. قالوا : حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير ، حدّثني عمي مصعب بن عبد الله قال : كان أبي يكره الولاية ، فعرض عليه أمير المؤمنين هارون الرّشيد ولاية المدينة فكرهها ، وأبى أن يليها ، وألزمه ذلك أمير المؤمنين الرّشيد ، فأقام بذلك ثلاث ليال يلزمه ويأبى عليه قبولها ، ثم قال له في الليلة الثالثة : اغد عليّ بالغداة إن شاء الله ، فغدا عليه فدعا أمير المؤمنين بقناة وعمامة ، فعقد اللواء بيده ثم قال : عليك طاعة؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : فخذ هذا اللواء فأخذه ، وقال له أما إذا ابتليتني يا أمير المؤمنين بعد العافية فلا بد لي من اشتراط لنفسي ، قال له فاشترط لنفسك؟ فاشترط خلالا ، منها أن مال الصدقات ، مال قسمه الله بنفسه ولم يكله إلى أحد من خلقه ، فلست أستجيز أن أرتزق منه ، ولا أن أرزق المرتزقة ، فاحمل معي رزقي ورزق المرتزقة من مال الخراج ، قال : قد أجبتك إلى ذلك ، قال : فأنفذ من كتبك ما رأيت ، وأقف عما لا أرى ، قال : وذلك لك ، قال : فولى المدينة وكان يأمر بمال الصدقات يصير إلى عبد العزيز بن محمّد الدراوردي ، وإلى آخر معه وهو يحيى بن أبي غسان الشيخ الصالح من أهل الفضل ، فكانا يقسمانه ، ثم ولاه أمير المؤمنين هارون الرّشيد اليمن ، وزاد معها ولاية عك ، وكانت عك إلى والي مكة ، ورزقة ألفي دينار في كل شهر ، فقال يحيى بن خالد : يا أمير المؤمنين كان رزق والي اليمن ألف دينار فجعلت رزق عبد الله بن مصعب ألفي دينار ، فأخاف أن لا يرضى أحد تولية اليمن من قومك من الرزق بأقل مما أعطيت عبد الله بن مصعب ، فلو جعلت رزقه ألف دينار كما كان يكون وأعضته من الألف الآخر مالا تجيزه به لم يكن عليك حجة لأحد من قومك في الجائزة ، فصير رزقه ألف دينار ، وأجازه بعشرين ألف دينار ، فاستخلف على اليمن الضحاك بن عثمان بن الضحاك ، وكلم له أمير المؤمنين فأعانه على سفره بأربعين ألف درهم ، فأقام الضحاك خليفته حتى قدم عليه.

حدّثنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : وولى بكّار بن عبد الله بن مصعب المدينة وشخص عبد الله بن مصعب أبوه إلى مدينة السلام فأقام بالباب.

ذكر محمّد بن أبي الفوارس أن حمد بن حميد المخرّميّ أخبرهم قال : حدّثنا علي ابن الحسين بن حبّان قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده سألته ـ يعني يحيى بن

١٧٣

معين ـ عن أبي مصعب الزّبيري عبد الله بن مصعب بن ثابت فقال : كان ضعيف الحديث لم يكن عنده كتاب ، إنما كان يحفظ.

أخبرنا الأزهريّ ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير ، حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال : مات عبد الله بن مصعب وهو ابن سبعين سنة.

قال الزّبيري : وحدّثني أبي وكل من سألت من أصحابنا أن عبد الله بن مصعب بن ثابت مات وهو ابن ثلاث وسبعين سنة بالرقة يوم الأحد لثلاث ليال بقين من شهر ربيع الأول من سنة أربع وثمانين ومائة.

٥٣١٤ عبد الله بن ميمون البغداديّ :

حدث عن إسماعيل بن أميّة. روى عنه حمّاد بن المبارك البغداديّ. وكلاهما مجهول. وقد ذكرنا حديثه في باب حمّاد.

٥٣١٥ عبد الله بن أبي مقاتل ، ختن نوح بن يزيد المؤدّب :

حدث عن إبراهيم بن سعد الزّهريّ. روى عنه عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي وغيره.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد الدورقي ، حدّثنا عبد الله بن أبي مقاتل ، حدّثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن مسعود قال : بينا نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قريب من ثمانين رجلا من قريش ، فتشهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم قال : «أما بعد يا معشر قريش فإنكم ولاة هذا الأمر» (١).

حدّثنا أبو نعيم الحافظ ـ إملاء ـ حدّثنا المطهر بن أحمد بن محمّد الحنظلي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس بن أيّوب ، حدّثنا عبد الله بن أبي مقاتل ـ ختن نوح المؤدّب ـ حدّثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يدخل الله أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، ثم يقوم مؤذنهم بينهم فيقول : يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت ، كل خالد فيما هو فيه» (٢).

قال لي أبو نعيم : سمع محمّد بن العبّاس من عبد الله بن أبي مقاتل ببغداد.

__________________

(١) ٥٣١٥ انظر الحديث في : سنن الدارقطني ١٠ / ١٧٧. وكنز العمال ٣٣٧٩٧. والجامع الكبير ٤٣٥٣.

(٢) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ٣٠٤. وكتاب الجنة ٤٢.

١٧٤

٥٣١٦ عبد الله بن مطيع بن راشد ، البكريّ :

سمع إسماعيل بن جعفر ، وعبد الله بن جعفر المدينيّين ، وهشيم بن بشير ، وعبد الله ابن المبارك. روى عنه محمّد بن عبيد الله المنادي ، وإسحاق بن الحسن الحربيّ ، وأحمد بن علي الخزّاز (١) وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ومحمّد بن بشر بن مطر ، وعمر بن أيّوب السقطي ، وأبو القاسم البغوي ، وعبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، وكان ثقة.

أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد ابن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا محمّد بن المنادي ، حدّثنا عبد الله بن مطيع ، حدّثنا هشيم، أخبرنا الزّهريّ ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قدم عيينة بن حصن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فرآه يقبل الحسن ـ أو الحسين ـ فقال : أتقبله يا رسول الله؟ لقد ولد لي عشرة ما قبلت أحدا منهم! فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من لا يرحم لا يرحم» (٢).

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي مات عبد الله بن مطيع في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين ـ يعني ومائتين ـ قال غيره: لعشر بقين من ذي القعدة.

٥٣١٧ عبد الله بن أبي المودة ، الأنباريّ :

حدث عن محمّد بن خلّاد الباهليّ ، ويعلى بن عبيد الطنافسي ، ووضاح بن حسّان الأنباريّ. روى عنه أبو أحمد بن عبدوس السّرّاج ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، ومحمّد بن جعفر بن أبي داود الأنباريّ.

__________________

٥٣١٦ انظر : تهذيب الكمال ٣٥٧٩ (١٦ / ٥٦. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٥٦. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٧٠٣. وثقات ابن حبان ٨ / ٣٥١. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ٩٧. وتسمية شيوخ أبي داود للغساني ، الورقة ٨٣ ـ ٨٤. والجمع لابن القيسراني ١ / ٢٧٨. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٥٠٧. والكاشف ٢ / ترجمة ٣٠٢٧. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٨٩. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٤٧ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٣٢٨. ونهاية السئول ، الورقة ١٨٨. وتهذيب التهذيب ٦ / ٣٧. والتقريب ١ / ٤٥٢. وخلاصة الخزرجي ٢ / ترجمة ٣٨٣٠.

(١) في المطبوعة والأصل : «الخراز» تصحيف.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ٩ ، ١٢. وصحيح مسلم ، كتاب الفضائل ٦٥. وفتح الباري ١٠ / ٤٢٦ ، ٤٣٨.

١٧٥

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن عبد الله بن أبي المودة الأنباريّ مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين.

٥٣١٨ عبد الله بن منصور ، أبو العبّاس المؤذّن المعروف بأخي الجعد :

حدث عن أبي سعيد أحمد بن داود الحدّاد ، وأسود بن سالم ، وغيرهما. روى عنه محمّد بن مخلد العطّار.

أخبرنا عبد الكريم بن محمّد بن أحمد الضّبّيّ ، أخبرنا أحمد بن منصور النوشري ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدّثني عبد الله بن منصور أبو العبّاس المؤذّن ، حدّثني أبو نصر الحربيّ قال : انصرفت من السوق فاشتريت جلة تمر حديث ، ومعها تمر فوقها ، قال : فمررت ببشر ـ قال : وكان صديقا لي ـ قال : فقعدت إليه فقال لي : يا أبا نصر قد جاء الحديث؟ قال : نعم ما ترى ما أحسنه! قال : فأخذ مني تمرة ، قال : فجعل ينظر إليها ويشمها ، فقلت له كلها يا أبا نصر ، قال : فقال لي لا ، قلت وأيش يمنعك من أكلها؟ فقال : أخاف أن آكلها فتدعوني نفسي إلى أن آكل أخرى وأخاف إن أكلت أخرى دعتني نفسي إلى ثالثة ، وأخاف إن أكلت الثالثة أن يشتكي بطني ، قال : فردها ولم يأكلها.

ذكر محمّد بن مخلد فيما قرأت بخطه أن عبد الله بن منصور المعروف بأخي الجعد مات يوم الخميس غرة صفر من سنة سبعين ومائتين.

٥٣١٩ عبد الله بن مهران بن الحسن ، أبو بكر النّحويّ :

سمع هوذة بن خليفة ، وعفّان بن مسلم ، وعاصم بن علي ، وعلي بن الجعد ومعلى ابن مهديّ. روى عنه أبو عمرو بن السماك ، ومحمّد بن العبّاس بن نجيح ، وأحمد ابن كامل القاضي ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وكان ثقة سكن سويقة نصر ، وكان ضريرا ، وذكر ابن كامل أنه سمع منه في سنة سبع وسبعين ومائتين.

أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز ، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن مهران النّحويّ الضّرير ، حدّثنا عفّان ، حدّثنا حمّاد بن سلمة عن يونس عن محمّد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «للشهيد عند الله ـ أو قال في الجنة ـ زوجتان من الحور العين ، يرى مخ سوقهما من وراء سبعين حلة» (١).

__________________

(١) ٥٣١٩ انظر الحديث في : كنز العمال ١١١٣٢.

١٧٦

قرأت في كتاب عمر بن حيويه ـ بخطه ـ حدّثنا محمّد بن العبّاس بن نجيح البزّاز ، حدّثنا عبد الله بن مهران بن الحسن الضّرير ـ وكان من خيار الناس.

قلت : وذكره الدّارقطنيّ فقال : لا بأس به.

٥٣٢٠ عبد الله بن مظاهر ، أبو محمّد الأصبهانيّ الحافظ :

سكن بغداد وكان الناس يكتبون بإفادته عن الشيوخ ، ولم يكن له سن عالية. سمع من أبي شعيب الحرّانيّ ويوسف بن يعقوب القاضي ، وأبي جعفر المطين ، ونحوهم.

سمعت أبا نعيم الحافظ يذكره فقال : فاق الناس بالعراق في الحفظ والمعرفة.

أخبرنا أبو نعيم قال : سمعت أبا محمّد عبد الله بن جعفر بن حيّان يقول : سمعت أبا محمّد بن مظاهر يقول : أحفظ المسند كله ، وقد عزمت على أن أحفظ الأبواب المقطوعة متاع الشاذكوني.

أخبرنا أبو نعيم قال : سمعت أبا محمّد بن حيّان يقول : وتوفي أبو محمّد عبد الله ابن مظاهر الحافظ الأصبهانيّ ببغداد سنة أربع وثلاثمائة. قال أبو نعيم : توفي شابّا.

٥٣٢١ عبد الله بن المهتدي بن يزيد ، أبو محمّد الحنفيّ الهرويّ :

قدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن عبد الله القصار الكوفيّ. روى عنه أحمد بن جعفر بن الخلّال.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ ـ من أصل كتابه ـ حدّثنا أحمد ابن جعفر بن محمّد بن الفرج الخلّال ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن المهتدي بن يزيد الحنفيّ الهرويّ ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن بكير بن الحارث العبسيّ.

وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد بن عتّاب العبدي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله العبسيّ القصار ، حدّثنا مصعب بن المقدام الخثعمي عن زائدة بن قدامة قال : قلت لمنصور بن المعتمر اليوم الذي أصومه أقع في الأمراء؟ قال : لا ، قلت : فأقع فيمن يتناول أبا بكر وعمر؟ قال : نعم. لفظهما سواء.

٥٣٢٢ عبد الله بن معمر بن العمركي ، أبو بكر البلخيّ :

قدم بغداد حاجّا في سنة سبع عشرة وثلاثمائة ، وحدث بها عن عبد الصّمد بن الفضل ، وإسماعيل بن بشر البلخيّين. روى عنه أبو لؤلؤ الورّاق. والدارقطني ، وابن شاهين ، ويوسف القواس ، وابن الثّلّاج ، وكان لا بأس به.

١٧٧

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن معمر بن العمركي ، حدّثنا إسماعيل بن بشر ، حدّثنا عصام بن يوسف عن سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بين العبد وبين الكفر ترك الصّلاة» (١).

٥٣٢٣ عبد الله بن مالك ، أبو محمّد النّحويّ :

حدث عن الزّبير بن بكّار الزّبيري وعن علي بن عمرو الأنصاريّ ، وحمّاد بن إسحاق الموصليّ. روى عنه عمر بن أحمد بن يوسف بن أبي نعيم ، وأبو عبيد الله المرزباني ، وعبد الرّحمن بن إسحاق الزجاجي النّحويّ.

أخبرنا محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو حفص عمر بن يوسف بن أبي نعيم ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن مالك مؤدب القاسم بن عبيد الله ـ حدّثنا علي بن عمرو الأنصاريّ ، حدّثنا سفيان بن عيينة عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة قالت : ما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم شعرا قط ، وما أتم إلا بيتا واحدا :

تفاءل بما تهوى يكن فلقلما

يقال لشيء كان إلا تحقق

ولم يقل «تحققا» لئلا يعربه فيصير شعرا. غريب جدّا لم أكتبه إلا بهذا الإسناد.

٥٣٢٤ عبد الله بن مفلح ، أبو محمّد البغداديّ :

سمع أبا القاسم البغوي ، وأبا محمّد بن صاعد ، وأبا سعيد العدويّ ، وأقرانهم. وسافر إلى بلاد خراسان ، واستوطن نيسابور ، وحدث بها ، فروى عنه الحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ النّيسابوريّ ، وقال : بقي عندنا سنين ، وتوفي بخراسان قبل سنة خمسين وثلاثمائة.

* * *

حرف النون من آباء العبادلة

٥٣٢٥ عبد الله بن نوح البغداديّ :

حدث عن جعفر بن برقان. روى عنه يعقوب بن كعب الأنطاكيّ.

__________________

(١) ٥٣٢٢ انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ٣٧٠. وسنن ابن ماجة ١٠٧٨. والترغيب والترهيب ١ / ٣٧٩.

١٧٨

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن اليسع بن طالب الأنطاكيّ ، أخبرنا أبو محمّد عبد العزيز بن سليمان بن عبد العزيز الحرملي ـ بالحرملية ـ حدّثنا يعقوب ابن كعب ، حدّثنا عبد الله بن نوح البغداديّ ، حدّثنا جعفر بن برقان عن الحسن بن عمارة عن المنهال بن عمرو عن سويد بن غفلة قال : مررت بنفر من الشيعة يتناولون أبا بكر وعمر وينتقصونهما بغير الذي هما له من الأمة أهل ، فدخلت على علي بن أبي طالب فقلت : يا أمير المؤمنين مررت بنفر من الشيعة وهم ينتقصون أبا بكر وعمر بغير الذي هما له من الأمة أهل ، ولو لا أنهم يرون أنك تضمر لهما على مثل ما أعلنوا ما اجترءوا على ذلك؟! فقال علي : أعوذ بالله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل ، أخوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وصاحباه ، ووزيراه ، وذكر الحديث بطوله.

٥٣٢٦ عبد الله بن ناصح ، أبو محمّد البغداديّ :

حدث عن عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش. روى عنه محمّد بن عبد الملك زنجويه ، ومحمّد بن علي بن ميمون. قال ذلك أبو عبد الله محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن مندة الأصبهانيّ في كتاب الأسماء والكنى.

٥٣٢٧ عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة الذهلي :

حدث عن محمّد بن عباد بن موسى العكلي. روى عنه ابنه أبو العبّاس أحمد بن عبد الله القاضي.

* * *

حرف الواو من آباء العبادلة

٥٣٢٨ عبد الله بن الوليد ، أبو محمّد العكبريّ (١) :

حدث عن محمّد بن موسى الحرشي ، وعيسى بن عبد الله العسقلاني ، وأحمد بن منصور زاج. روى عنه عبد الله بن عديّ ، وأبو بكر الإسماعيلي الجرجانيّان ، ومحمّد ابن عبد الله بن خلف بن بخيت الدّقّاق. وكان ثقة.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، حدّثنا عبد الله بن الوليد

__________________

(١) ٥٣٢٨ العكبري : بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي (الأنساب ٩ / ٢٧).

١٧٩

العكبريّ ـ أبو محمّد بعكبرا في بيته ، وهو عليل إملاء من حفظه ـ حدّثنا عيسى بن عبد الله بن سليمان العسقلاني ، حدّثنا ضمرة عن صدقة بن المنتصر عن شعبة بن الحجّاج ، عن معاوية بن قرة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم»(٢).

قرأت في كتاب محمّد بن مخلد الدّوريّ بخطه : سنة إحدى وثلاثمائة فيها مات عبد الله بن الوليد العكبريّ أبو محمّد وكان من عباد الله الصالحين.

٥٣٢٩ عبد الله بن وهبان بن أيّوب بن صدقة ، أبو محمّد البغداديّ :

حدث بمصر عن عبد الله بن محمّد بن أيّوب المخرّميّ ، وأبي عقيل يحيى بن حبيب الجمّال الكوفيّ ، وأحمد بن الخليل البرجلاني. روى عنه الحسن بن إبراهيم ابن زولاق الليثي ، ومحمّد بن الحسين المعروف باليمني المصريّان ، وأبو الفضل الشّيباني.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين بن حفص اليمني ـ بمصر ـ حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن وهبان البغداديّ ـ إملاء ـ حدّثنا أبو عقيل الجمّال، حدّثنا جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «زر غبّا تزدد حبا» (١).

حدّثنا محمّد بن علي الصوري ـ لفظا ـ أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : عبد الله بن وهبان بن أيّوب بن صدقة يكنى أبا محمّد بغدادي قدم مصر وأقام بها وحدث ، وتوفي بها في العشر الأواخر من رجب سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، وكان ثقة.

* * *

__________________

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢١٩٢. ومسند أحمد ٣ / ٤٣٦. وصحيح ابن حبان ٢٣١٣. والمعجم الكبير ١٩ / ٢٧. والأحاديث الصحيحة ٤٠٣.

(١) ٥٣٢٩ انظر الحديث في : المستدرك ٣ / ٣٤٧ ، ٤ / ٣٣٠. ومجمع الزوائد ٨ / ٧٥. وفتح الباري ١٠ / ٤٩٨. ومسند الشهاب ٦٢٩ ، ٦٣٠ ، ٦٣١ ، ٦٣٢. والمعجم الكبير ٤ / ٢٦.

١٨٠