تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٠

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦

٥٢٨٥ عبد الله بن محمّد بن أحمد بن الحسن بن الفلو ، أبو بكر الكتبي :

سمع أبا بكر النجاد ، وأحمد بن عبد الرّحمن المعروف بالوالي ـ كتبت عنه وكان سماعه صحيحا ـ وأبو بكر ابن الفلو في سنة ثمان وأربعمائة في أصحاب السقط.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه النجاد ـ إملاء ـ في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ـ قال : قرئ على الحسن بن مكرم ـ وأنا أسمع ـ قال : حدّثنا عثمان ابن عمر ، حدّثنا يونس بن يزيد عن الزّهريّ عن عبد الله بن مالك عن أبيه أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان عليه ، فارتفعت أصواتهم حتى سمعه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فخرج حتى كشف ستر حجرته فقال : «يا كعب ضع من دينك هكذا» (١). فأشار إلى الشطر. قال نعم ، كذا في الأصل عن عبيد الله بن مالك ، وإنما هو عبد الله بن كعب بن مالك.

٥٢٨٦ ـ عبد الله بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد ، أبو القاسم البزّاز ، يعرف بالمنيري :

سمع أبا بكر الشّافعيّ ، وعمر بن جعفر بن سلم ، وابن مالك القطيعيّ. كتبت عنه وكان صدوقا فاضلا فقيها على مذهب الشّافعيّ.

أخبرنا أبو القاسم المنيري ـ في سنة خمس عشرة وأربعمائة ـ حدّثنا عمر بن جعفر ابن سلم ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عبد الكريم الرّازيّ ـ بأصبهان ـ حدّثنا عمر أبو زرعة ، حدّثنا العبّاس بن الوليد الدّمشقيّ ، أخبرني أبي عن الأوزاعي قال : حدّثني عبد الله بن عامر قال : أعطى داود عليه‌السلام من حسن الصوت ما لم يعط أحد قط ، حتى أن كان الطير والوحش لتعكف حوله حتى يموت عطشا وجوعا ، وأن الأنهار لتقف!!

٥٢٨٧ ـ عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن أبي عبد الله نصر ، أبو محمّد البسطاميّ. الفقيه الشّافعيّ :

نزيل بلخ ، قدم بغداد وسمعنا منه كتاب «الغنية عن الكلام» تأليف أبي الخطّاب ، رواه لنا عن أحمد بن محمّد بن العبّاس الفقيه الحنفيّ عن أبي الخطّاب وذلك في سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ، وكان ثقة.

__________________

(١) ٥٢٨٥ انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٢٤ ، ١٢٧ ، ٣ / ١٦٠ ، ١٦٢ ، ٢٤٥. وصحيح مسلم ، كتاب المساقاة ٢٠ ، ٢١.

١٤١

٥٢٨٨ عبد الله بن محمّد بن مكي بن عبد الله بن إبراهيم ، أبو محمّد السّوّاق المقرئ ، يعرف بابن ماردة :

سمع أبا الحسين بن كيسان ، وأبا عبد الله الحسين بن محمّد بن عبيد العسكريّ. كتبنا عنه ، وكان صدوقا دينا يسكن نهر القلاءين.

أخبرنا ابن السّوّاق ، أخبرنا علي بن محمّد بن أحمد بن كيسان النّحويّ ، أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي ، حدّثنا مسدد ، ونصر بن علي قالا : حدّثنا عبد الله بن داود عن هانئ بن عثمان عن حميضة بنت ياسر عن يسيرة أخبرتها أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمرهن أن يراعين بالتسبيح والتقديس ، والتهليل ، وأن يعقدن بالأنامل ، فإنهن مسئولات مستنطقات.

مات ابن السّوّاق في يوم الأحد الثالث عشر من ذي القعدة سنة أربع وأربعين وأربعمائة ، ودفن في يوم الاثنين غد ذلك اليوم في مقبرة باب حرب.

٥٢٨٩ ـ عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن أحمد ، أبو القاسم الأصبهانيّ ، المعروف بالرّقاعيّ :

سمع بأصبهان أبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه ونحوه ، وبالبصرة القاضي أبا عمر عبد الواحد الهاشميّ ، وببغداد جماعة من هذه الطبقة. وأقام ببغداد وحدث بها شيئا يسيرا ، علقت عنه أحاديث وكان لا بأس به.

حدّثني أبو القاسم الرّقاعيّ ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ ـ بأصبهان ـ حدّثنا أبو عمرو بن حكيم ، حدّثنا أبو حاتم محمّد بن إدريس الرّازيّ ، حدّثنا محمّد ابن مصفى ، حدّثنا بقية بن الوليد ، حدّثنا هشام بن عبيد الله الرّازيّ.

قال أبو حاتم : وحدّثنا هشام بن عبيد الله ، حدّثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير عن أبيه قال : ميراث العلم خير من الذهب ، والنفس الصالحة خير من اللؤلؤ ، ولا يستطاع العلم براحة الجسد.

مات أبو القاسم الرّقاعيّ ببغداد في شهر رمضان من سنة خمس وأربعين وأربعمائة ، وكنت إذا ذاك في برية السماوة قاصدا دمشق ، لما خرجت إلى الحج.

__________________

٥٢٨٨ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٣٣٧.

١٤٢

٥٢٩٠ عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمّد ابن النّعمان بن عبد السّلام بن حبيب بن حطيط بن عقبة بن جشم بن وائل بن مهامة بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، أبو محمّد الأصبهانيّ المعروف بابن اللّبّان :

أحد أوعية العلم ، ومن أهل الدين والفضل ، سمع بأصبهان أبا بكر بن المقرئ ، وإبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله ، وعلي بن محمّد بن أحمد بن ميلة ، وغيرهم. وسمع ببغداد أبا طاهر المخلص ، وبمكة أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس وكان ثقة.

صحب القاضي أبا بكر الأشعري ودرس عليه أصول الديانات ، وأصول الفقه ، ودرس فقه الشّافعيّ على أبي حامد الأسفراييني ، وقرأ القرآن بعدة روايات ، وولى قضاء إيذج (١) وحدث ببغداد فسمعنا منه ، وله كتب مصنفة ، وكان من أحسن الناس تلاوة للقرآن ، ومن أوجز الناس عبارة في المناظرة ، مع تدين جميل ، وعبادة كثيرة ، وورع بين ، وتقشف ظاهر ، وخلق حسن.

وسمعته يقول حفظت القرآن ولي خمس سنين ، وأحضرت عند أبي بكر بن المقرئ ، ولي أربع سنين ، فأرادوا أن يسمعوا لي فيما حضرت قراءته ، فقال بعضهم إنه يصغر عن السماع ، فقال لي ابن المقرئ : اقرأ سورة الكافرين فقرأتها ، فقال اقرأ سورة التكوير فقرأتها ، فقال لي غيره اقرأ سورة والمرسلات فقرأتها ولم أغلط فيها ، فقال ابن المقرئ : سمعوا له والعهدة على ، ثم قال : سمعت أبا صالح صاحب أبي مسعود يقول : سمعت أبا مسعود أحمد بن الفرات يقول : أتعجب من إنسان يقرأ سورة المرسلات عن ظهر قلبه ولا يغلط فيها!! وحكى أن أبا مسعود ورد أصبهان ، ولم يكن كتبه معه ، فأملى كذا كذا ألف حديث عن ظهر قلبه ، فلما وصلت الكتب إليه قوبلت بما أملى فلم يختلف إلا في مواضع يسيرة.

أدرك ابن اللّبّان شهر رمضان من سنة سبع وعشرين وأربعمائة وهو ببغداد ، وكان يسكن درب الآجر من نهر طابق ، فصلى بالناس صلاة التراويح في جميع الشهر ، وكان إذا فرغ من صلاته بالناس في كل ليلة ، لا يزال قائما في المسجد يصلي حتى

__________________

٥٢٩٠ انظر : طبقات السبكي ٣ / ٢٠٧. وتبيين كذب المفتري ٢٦١. والأعلام ٤ / ١٢١.

(١) في الأصل والمطبوعة : «أنزج» تصحيف.

١٤٣

يطلع الفجر ، فإذا صلّى الفجر دارس أصحابه ، وسمعته يقول : لم أضع جنبي للنوم في هذا الشهر ليلا ولا نهارا ، وكان ورده كل ليلة فيما يصلي لنفسه سبعا من القرآن ، يقرؤه بترتيل وتمهل ، ولم أر أجود ولا أحسن قراءة منه.

مات أبو محمّد بن اللّبّان بأصبهان في جمادى الآخرة من سنة ست وأربعين وأربعمائة.

٥٢٩١ ـ عبد الله بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن رزقويه ، أبو بكر :

سمع الحسين بن محمّد بن عبيد العسكريّ ، وأبا الحسن بن لؤلؤ ، ومحمّد بن زيد ابن مروان ، وأبا الحسين بن البواب ، ومحمّد بن المظفر ، وأبا الحسن الدّارقطنيّ ، وإبراهيم بن محمّد الجليّ ، وأبا العبّاس البصير الرّازيّ.

كتبت عنه وكان سماعه صحيحا. وكان قد انتقل عن بغداد وسكن قرية يقال لها طسفونج على دجلة من الجانب الشرقي حذاء النّعمانية ، وكان يقدم إلى بغداد في الأحيان وبها سمعت منه.

أخبرني أبو بكر بن رزقويه ، حدّثنا علي بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق ، حدّثنا زكريا ابن يحيى السّاجي ، حدّثنا الحسين بن علي بن راشد الواسطيّ ، حدّثنا هشيم بن سيّار ، عن أبي الحكم بن جبر ، عن أبي هريرة قال : وعدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غزوة الهند ، فإن أنا أدركتها أتعبت فيها نفسي ، وقال فإن استشهدت كنت أفضل الشهداء ، وإن رجعت فأنا أبو هريرة.

مات ابن رزقويه بطسفونج في ذي القعدة من سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.

٥٢٩٢ عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن بندار ، أبو محمّد الحذّاء المقرئ ، ويعرف بابن الخفّاف :

سمع أبا حفص بن الزّيّات ، ومحمّد بن المظفر ، وأبا بكر بن إسماعيل الورّاق ، وأبا حفص بن شاهين ، ويوسف القواس. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا ومسكنه بدرب على الطويل من نهر الدجاج ، وأبوه كان من أهل الكرخ سكن بغداد ، وولد له عبد الله بها.

أخبرنا عبد الله بن محمّد الحذّاء ، أخبرنا عمر بن محمّد بن علي النّاقد ، حدّثنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن بن المستفاض الفريابي ، حدّثنا عمرو بن حفص

١٤٤

الدّمشقيّ ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا الأوزاعي ، حدّثنا يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم متى وجبت لك النبوة؟ قال : «فيما بين خلق آدم ونفخ الروح فيه» (١).

وسألته عن مولده ، فقال : أظنه في سنة سبع وستين وثلاثمائة. ومات في النصف من المحرم من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.

٥٢٩٣ عبد الله بن أبي عمرو محمّد بن أحمد بن حسكويه ، أبو بكر النّيسابوريّ:

سمع أبا الحسين أحمد بن محمّد الخفّاف ، ومحمّد بن أحمد بن عبدوس المزكي ، ومن بعدهما ، وقدم علينا في سنة سبع وأربعين وأربعمائة ، فحدث ببغداد وكتبنا عنه ، وكان ثقة.

أخبرنا ابن حسكويه ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن عمر الخفّاف ـ بنيسابور ـ أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : ما ترك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الركعتين بعد العصر في بيتي قط.

سألته عن مولده فقال : ولدت في سنة ست وثمانين وثلاثمائة وخرج إلى خراسان في سنة ثمان وأربعين ، وعاد إلى بغداد في سنة تسع وأربعين وأربعمائة ، إلا أنه لم يحدث في هذه المرة بشيء بتة ، ومكث مدة ثم خرج إلى نيسابور.

وبلغني أنه مات في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.

٥٢٩٤ عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن عمر بن أحمد بن المجمع بن مجيب بن معبد بن بحر ، أبو محمّد الصّريفيني (١) المعروف والده بهزارمرد :

ولد ببغداد في ليلة صبيحتها يوم الجمعة لست خلون من صفر سنة أربع وثلاثمائة ـ سمعته يذكر ذلك ـ وسمع أبا القاسم بن حبابة ، وأبا حفص الكتاني ، وأبا طاهر المخلص ومحمّد بن عبد الله بن أخي ميمي ، ومحمّد بن عمر بن زنبور الورّاق ، وأبا القاسم بن الصيدلاني ، وأمة السلم بنت أحمد بن كامل ، وغير واحد ممن بعدهم.

__________________

(١) ٥٢٩٢ انظر الحديث في : تاريخ ابن عساكر ٧ / ٢٥٤. وكنز العمال ٣٢١١٨.

) ٥٢٩٣ الصريفيني : هذه النسبة إلى «صريفين» قريتين : إحداهما من أعمال واسط ، والثانية ببغداد (الأنساب ٨ / ٥٨ ، ٥٩).

١٤٥

وكان خطيب صريفين ، وقدم بغداد دفعات ، وحدث بها فكتبت عنه وكان صدوقا.

* * *

ذكر من اسمه عبد الله واسم أبيه موسى

٥٢٩٥ ـ عبد الله بن موسى بن شيبة ، أبو محمّد الأنصاريّ :

روى عن إسماعيل بن قيس بن زيد بن ثابت الأنصاريّ ، ومصعب بن عبد الله النوفلي ، وإبراهيم بن صرمة الأنصاريّ.

قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : هذا شيخ كان بحلوان محله الصدق.

قلت : روى عنه محمّد بن غالب التمتام ، ومحمّد بن هارون بن المجدر ، وأبو القاسم البغوي. وذكر البغوي أنه سمع منه بالنهروان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المظفر بن بدر الفقيه ، حدّثنا أبو القاسم البندنيجي بالبندنيجين ، حدّثنا أبو الحسن علي بن وصيف القطّان ـ بالبصرة ـ حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغويّ ، حدّثنا عبد الله بن موسى بن شيبة ـ بالنهروان ـ حدّثنا مصعب بن عبد الله النوفلي ـ من آل نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ـ عن ابن أبي ذئب ، عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أراد الله أن يخلق خلقا للخلافة مسح على ناصيته بيمينه» (١).

٥٢٩٦ ـ عبد الله بن موسى بن أبي هارون ، أبو محمّد البغداديّ :

حدث عن أبي الرّبيع الزهراني. روى عنه يحيى بن محمّد بن صاعد. قال ذلك محمّد بن إسحاق بن يحيى بن مندة الأصبهانيّ في كتاب «الأسماء والكنى».

__________________

٥٢٩٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ١٦ / ١٨٥ ـ ١٨٦. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٧٧١. وثقات ابن حبان ٨ / ٣٥٥. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٨٩. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٤٧ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). ونهاية السئول ، الورقة ١٨٩. وتهذيب التهذيب ٦ / ٤٥. والتقريب ١ / ٤٥٤.

) انظر الحديث في : تذكرة الموضوعات ١٨٣. وتنزيه الشريعة ١ / ٢٠٨. والفوائد المجموعة ٤٨٨. ولسان الميزان ٦ / ١٦٨. وميزان الاعتدال ٨٥٦٥. والكامل لابن عدي ٦ / ٣٦٢. وكنز العمال ١٤٥٩٦.

١٤٦

٥٢٩٧ عبد الله بن موسى بن أبي عثمان ، أبو محمّد الأنماطيّ الدّهقان ، يعرف بابن بلعها :

حدث عن يحيى بن معين ، والرّبيع بن ثعلب ، وموسى بن محمّد بن حيّان وسهل ابن زنجلة ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن سهم الأنطاكيّ ، ومحمّد بن عبد الله الأرزّيّ ، وإبراهيم بن محمّد بن عرعرة ، وغيرهم. روى عنه عبد الباقي بن قانع ، ودعلج بن أحمد ، وأحمد بن يوسف بن خلّاد ، وما علمت من حاله إلا خيرا.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القان ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع القاضي قال : حدّثنا عبد الله بن موسى بن أبي عثمان الدّهقان ، حدّثنا الحسين بن يزيد الطحان ، حدّثنا حفص بن غياث عن ابن أبي ذئب ، عن أبي الزّبير عن جابر قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما اصطدتموه وهو حي فمات فكلوه ، وما ألقى البحر طافيا ميتا فلا تأكلوه»(١).

أخبرنا علي بن محمّد السّمسار ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع : أن عبد الله بن موسى بن أبي عثمان الدّهقان مات في سنة تسع وثمانين ومائتين.

٥٢٩٨ ـ عبد الله بن موسى بن رامك ، أبو القاسم النّيسابوريّ :

سكن بغداد وحدث بها عن محمّد بن يونس الكديمي ، وأبي مسلم الكجي ، وأحمد بن علي الخرّاز ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبيد الله الحافظ النّيسابوريّ.

وذكر أنه نزل بغداد وسمع بها منه قال : وتوفي بها في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة. حدّثني بذلك محمّد بن علي المقرئ عن الحاكم أبي عبد الله.

٥٢٩٩ عبد الله بن موسى بن الحسن ـ وقيل : الحسين ـ بن إبراهيم بن كريد ، أبو الحسن السّلاميّ :

ذكر الحاكم أبو عبد الله النّيسابوريّ أنه سمع أبا محمّد بن صاعد وأقرانه ، وقال أبو سعيد الإدريسي : يروي عن الحسن بن إسماعيل المحاملي ، وأحمد بن علي بن

__________________

(١) ٥٢٩٧ انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ٩ / ٢٥٦. ونصب الراية ٤ / ٢٠٣.

٥٢٩٩ ـ انظر : اللباب ١ / ٥٨٣. والأعلام ٤ / ١٤١.

١٤٧

العلاء الجوزجاني ، ونهشل بن دارم ، وحفص بن عمر الحافظ الأردبيلي ، وغيرهم من أهل العراق ، وخراسان ، وما وراء النهر.

وقال أبو عبد الله الغنجار : روى عن محمّد بن هارون الحضرمي ، ونفطويه النّحويّ ، وأبي عبيد المحاملي ، ومحمّد بن مخلد العطّار.

حدث السلامي ببلاد خراسان ، وبخاري ، وسمرقند ، فحصل حديثه عند أهل تلك البلاد ، وفي رواياته غرائب ومناكير وعجائب.

حدّثني محمّد بن علي المقرئ عن محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ الحافظ قال : عبد الله بن موسى بن الحسين بن إبراهيم السلامي كان من الرحالة في طلب الحديث ، وتوفي بمرو سنة ست وستين وثلاثمائة.

حدّثني الحسين بن محمّد ـ أخو الخلّال ـ عن أبي سعد الإدريسي قال : عبد الله ابن موسى بن الحسن بن إبراهيم السلامي أبو الحسن البغداديّ كان أديبا شاعرا جيد الشعر كثير الحفظ للحكايات والنوادر والأشعار ، صنف كتبا كثيرة في التواريخ ، ونوادر الحكام ، قدم علينا سمرقند قبل الخمسين والثلاثمائة ، وخرج من عندنا إلى بلخ وحدث بها ، ثم رجع إلى سمرقند فحدّثنا بها بعد الخمسين ثم خرج إلى بخارى ، وأقام بها إلى أن مات سنة أربع وسبعين وثلاثمائة كان صحيح السماعات ، إلا أنه كتب عمن دب ودرج من المجهولين وأصحاب الزوايا ، قال : وكان أبو عبد الله بن مندة الأصبهانيّ الحافظ سيئ الرأي فيه ، وما أراه كان يتعمد الكذب في فضله.

قرأت بخط أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن محمّد البخاريّ الحافظ المعروف بالغنجار : توفي عبد الله بن موسى السلامي البغداديّ ببخارى يوم الأحد في غرة المحرم سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.

قلت : وهو الذي حدّثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، وجرت لي معه بسببه القصة التي شرحناها فيما تقدم من الكتاب (١).

٥٣٠٠ عبد الله بن موسى بن إسحاق بن حمزة بن عيسى بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، أبو العبّاس الهاشميّ :

سمع علي بن سراج المصريّ ، وحامد بن محمّد بن شعيب البلخيّ ، والحسن بن

__________________

(١) انظر القصة في ترجمة رقم ١٤١٠ بالجزء الثالث.

٥٣٠٠ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٠٧.

١٤٨

محمّد بن عنبر الوشاء ، والحسن بن الطّيّب البلخيّ ، والحسين بن محمّد بن عفير الأنصاريّ ، ومحمّد بن جرير الطبري ومحمّد بن عبدة البصريّ ، وأبا خبيب البرتي ، وإسماعيل بن موسى الحاسب ، وشعيب بن محمّد الذارع ، والحسن بن المخرّميّ ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأبا القاسم البغوي ، وأبا بكر بن أبي داود ، وخلقا كثيرا غيرهم. حدّثنا عنه محمّد بن طلحة النعالي ، وأبو محمّد الخلّال ، والقاضيان أبو العلاء الواسطيّ ، وأبو القاسم التنوخي ، والأزهري ، والعتيقي ، وعبد العزيز الأزجي ، والحسن بن علي الجوهريّ ، وغيرهم.

قال محمّد بن أبي الفوارس : كان فيه تساهل شديد. وقال الأزهري : كان عبد الله ابن موسى الهاشميّ يضعف.

وسألت البرقاني عن أبي العبّاس الهاشميّ فقال : ضعيف ، وجدت له أصولا رديئة.

حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال : توفي أبو العبّاس الهاشميّ في آخر ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وكان ثقة مستورا من أهل القرآن ، وكان عنده حديث كثير ، ومضى على ستر وثقة وأمر جميل.

أخبرنا العتيقي قال : سنة أربع وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أبو العبّاس عبد الله بن موسى بن إسحاق الهاشميّ يوم الأحد لسبع بقين من ذي الحجة ، وكان ثقة مستورا من أهل القرآن ، ومن فضلاء المسلمين ، رحمه‌الله.

* * *

ذكر من اسمه عبد الله واسم أبيه مروان

٥٣٠١ عبد الله بن مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العبّاس ، الأمويّ:

ذكر أحمد بن محمّد بن حميد الجهمي في كتاب «النسب» أن أباه كان جعله ولى عهده في الخلافة ، فلما قتل مروان خرج عبد الله إلى أرض النوبة فأقام بها مدة ، ثم رجع إلى الشام مستخفيا ، فأخذ في أيام المهديّ وحمل إليه ، فحبسه ببغداد حتى مات في الحبس.

__________________

٥٣٠١ انظر : الكامل لابن الأثير ، أحداث سنة ١٦١. وشذرات الذهب ١ / ١٨٤. ومعجم البلدان ١ / ٤٧١ ، ٢ / ٦٧٨. وأبو الفداء ١ / ٢١٢. والأعلام ٤ / ١٣٧.

١٤٩

٥٣٠٢ عبد الله بن مروان ، أبو شيخ الحرّانيّ :

سكن بغداد وحدث بها عن زهير بن معاوية ، ومحمّد بن سلمة ، وموسى بن أعين ، وعيسى بن يونس. روى عنه إبراهيم بن الهيثم البلدي ، وروح بن الفرج البزّاز ، وجعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ ، ومحمّد بن إسرائيل الجوهريّ ، وإسحاق بن الحسن الحربيّ ، وقال : كتبت عنه في مجلس محمّد بن سابق.

وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم : كتب عنه أبي ببغداد سنة ثلاث عشرة ، وسمعت أبي يقول : هو ثقة.

حدّثنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا محمّد بن جعفر بن الهيثم الأنباريّ ، حدّثنا جعفر ابن محمّد بن شاكر.

وأخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل الورّاق ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد قال : حدّثنا جعفر بن شاكر ، حدّثنا عبد الله بن مروان ـ أبو شيخ الحرّانيّ ـ حدّثنا موسى بن أعين ، عن حفص بن محمّد البصريّ ، عن أيّوب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عق عن الحسن والحسين كبشا ، كبشا.

٥٣٠٣ عبد الله بن مروان ، والد هارون بن عبد الله الجمّال :

روى عنه عن شعبة ابن الحجّاج ـ إن كان الحديث بذلك محفوظا ـ وراويه محمّد ابن علي بن العبّاس النسائي عن هارون عن أبيه ، وتفرد النسائي به ، وقد ذكرناه فيما تقدم.

٥٣٠٤ عبد الله بن مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر ، أبو حذيفة الفزاريّ (١) :

حدث عن أبيه ، وعن سفيان بن عيينة وشدّاد بن عبد الرّحمن الأنصاريّ ، والحسين بن زيد بن علي العلوي ، ومحمّد بن عمر الواقديّ. روى عنه أبو بكر بن أبي الدّنيا ، والحسن بن عليل العنزي ، وأحمد بن محمّد بن الجعد الوشاء ، وأبو زيد ابن طريف الكوفيّ ، وأبو القاسم البغوي. وكان ثقة.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا الحسين بن علي ـ أبو أحمد التّميميّ ـ أخبرنا ابن منيع ،

__________________

(١) ٥٣٠٤ الفزاري : هذه النسبة إلى فزارة ، وهي قبيلة كان منها جماعة من العلماء والأئمة (الأنساب ٩ / ٢٩٧).

١٥٠

حدّثنا أبو حذيفة عبد الله بن مروان بن معاوية ـ في مجلس أبي خيثمة ـ حدّثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عبّاس قال : كل سلطان في القرآن فهو حجة.

٥٣٠٥ عبد الله بن مروان بن أبي عصمة :

حدث عن زيد بن الحريش. روى عنه محمّد بن مخلد العطّار.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا عبد الله بن مروان بن أبي عصمة ، حدّثنا زيد بن حريش الأهوازي ، حدّثنا عمرو بن سفيان قال : حدّثني محمّد بن ذكوان ، حدّثني ابن لأبي هريرة أنه سمع جده أبا هريرة يقول : سأل رجل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بم تأمرني أن أتجر؟ قال : «عليك بالبز» ثم سأله بم تأمرني أن أتجر؟ ثلاثا قال : «عليك بالبز ، فإن صاحب البز يعجبه أن يكون الناس بخير وفي خصب».

وروى ابن جميع الصيداوي عن محمّد بن مخلد عن عبد الله بن هارون بن أبي عصمة ـ وهو هذا الشيخ ـ وإحدى الروايتين خطأ ، وسنعيد ذكره ، ونورد حديث ابن جميع ، إن شاء الله.

* * *

ذكر من اسمه عبد الله واسم أبيه المبارك

٥٣٠٦ عبد الله بن المبارك ، أبو عبد الرّحمن المروزيّ مولى بني حنظلة :

سمع هشام بن عروة ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وسليمان الأعمش ، وسليمان التّيميّ، وحميد الطويل ، وعبد الله بن عون ، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ ، وموسى

__________________

٥٣٠٦ انظر : تهذيب الكمال ٣٥٢٠ (١٦ / ٥ ـ ٢٥). والمنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ٥٨. طبقات ابن سعد ٧ / ٣٧٢ ، ٥٢٠. وتاريخ ابن معين ٢ / ٣٢٨. ورواية ابن طهمان ، ترجمة ٣٢٣. وابن الجنيد ، الورقة ٢٧. وعلل ابن المديني ٤٠. وطبقات خليفة ٣٢٣. وتاريخه ١٤٦. والتاريخ الكبير ٥ / ترجمة ٦٧٩. والصغير ٢ / ٢٢٥ ، ٢٢٩. والكنى لمسلم ، الورقة ٦٧. والمعارف لابن قتيبة ٥١١. وثقات العجلي ، الورقة ٣١. والمعرفة ليعقوب ١ / ١٥٣ ، ١٥٥. وتاريخ واسط ١٢١ ، ٢٥١. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٨٣٨. وثقات ابن حبان ٧ / ٧. والولاة والقضاة ٣٦٨. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ٩٧. وطبقات الصوفية ٧ ، ٤٤ ، ٦١ ، ١٢٥ ، ٤٤١. والسابق واللاحق ٢٥٢. وموضح أوهام الجمع ٢ / ٢٠٠. وحلية الأولياء ٨ / ١٦٢. وإكمال ابن ماكولا ٧ / ٣١٣. والأنساب للسمعاني ٤ / ٢٥١. ومعجم البلدان ١ / ٦٦ ، ٢٠٤. والكامل في التاريخ ٥ / ٤٧٩. وتهذيب النووي ١ / ٢٨٥. ووفيات الأعيان ـ

١٥١

ابن عقبة ، وسعيد الجريري ، ومعمر بن راشد ، وابن جريج ، وابن أبي ذئب ، ومالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، وشعبة ، والأوزاعي ، والليث بن سعد ، ويونس بن يزيد ، وإبراهيم بن سعد ، وزهير بن معاوية ، وأبا عوانة.

وكان من الربانيين في العلم ، الموصوفين بالحفظ ، ومن المذكورين بالزهد.

حدث عنه داود بن عبد الرّحمن العطّار ، وسفيان بن عيينة ، وأبو إسحاق الفزاريّ ، ومعتمر بن سليمان ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الرّحمن بن مهديّ ، وعبد الله بن وهب ، ويحيى بن آدم ، وعبد الرزاق بن همام ، وأبو أسامة ، ومكي بن إبراهيم ، وموسى بن إسماعيل ، ومسلم بن إبراهيم ، وعبدان بن عثمان ، ويعمر بن بشر ، وأبو النّضر هاشم بن القاسم ، ويحيى بن معين ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، والحسن بن الرّبيع البوراني ، والحسن بن عرفة ، ويعقوب الدورقي ، وإبراهيم بن مجشر ، وغيرهم.

قدم عبد الله بغداد غير مرة وحدث بها.

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس ، أخبرنا جدي إسحاق بن محمّد النعالي ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، حدّثنا قعنب بن المحرر الباهليّ قال : عبد الله بن المبارك الخراساني مولى بني عبد شمس ، من بني سعد تميم.

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد ابن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : عبد الله بن المبارك أبو عبد الرّحمن مولى بني حنظلة.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، أخبرنا أبو العبّاس السّيّاري ، حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى قال : حدّثنا العبّاس بن مصعب قال : كانت أم عبد الله بن المبارك خوارزمية ، وأبوه تركي ، وكان عبد الرجل من التجار من همذان من بني حنظلة ، وكان عبد الله إذا قدم همذان يخضع لولده ويعظمهم.

__________________

ـ ٣ / ٣٢ ـ ٣٤. وسير أعلام النبلاء ٨ / ٣٣٦. والعبر ١ / ٢٣٢ ن ٢٣٦ ، ٢٧٠. والكاشف ٢ / ترجمة ٢٩٧٥. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٧٨. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٩٠ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٣١٥. وشرح علل الترمذي ، لابن رجب ١٨٥. والديباج ٢ / ٤٠٧. وغاية النهاية لابن الجزري ٤٤٦. ونهاية السئول ، الورقة ١٨٥. وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٨٢ ـ ٣٨٧. والتقريب ١ / ٤٤٥. وخلاصة الخزرجي ٢ / ترجمة ٣٧٦٧. وشذرات الذهب ١ / ٢٩٥.

١٥٢

حدّثني أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن علي بن السيبي ، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن حمّاد بن سفيان الكوفيّ ـ بها ـ حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة ، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال : سمعت أبي يقول : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : نظر أبو حنيفة إلى أبي فقال : أدت أمه إليك الأمانة ، وكان أشبه الناس بعبد الله.

حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : حدّثني أبو عبد الله قال : ابن المبارك ثمان عشرة ـ يعني ولد سنة ثمان عشرة ـ.

أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز ، حدّثنا أبو علي بن الصّوّاف ، حدّثنا بشر بن موسى ، حدّثنا عمرو بن علي قال : ولد عبد الله بن المبارك سنة ثمان عشرة ومائة.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، أخبرني أبو أحمد بن أبي عبد الله الحمّادي قال : سمعت محمّد بن موسى بن حاتم الباشاني يقول : سمعت عبدان بن عثمان يقول : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : ولدت سنة تسع عشرة ومائة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سمعت بشر بن أبي الأزهر قال : قال ابن المبارك : ذاكرني عبد الله بن إدريس السن فقال : ابن كم أنت؟ فقلت : إن العجم لا يكادون يحفظون ذلك ، ولكن أذكر أني لبست السواد وأنا صغير عند ما خرج أبو مسلم. قال : فقال لي : وقد ابتليت بلبس السواد؟ قلت: إني كنت أصغر من ذلك ، كان أبو مسلم أخذ الناس كلهم بلبس السواد. الصغار ، والكبار.

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي ـ بنيسابور ـ أخبرنا أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن حمدون الذهلي ، حدّثني أحمد بن محمّد بن الحسين قال : سمعت عثمان بن سعيد يقول : سمعت نعيم بن حمّاد يقول : كان عبد الله بن المبارك يكثر الجلوس في بيته ، فقيل له : ألا تستوحش؟ فقال : كيف أستوحش وأنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا الحسين بن محمّد بن عفير ، حدّثنا أحمد بن سنان قال : بلغني أن ابن المبارك أتى حمّاد بن زيد

١٥٣

في أول الأمر ، قال : فنظر إليه فأعجبه نحوه ، قال له من أين أنت؟ قال : من أهل خراسان ، قال : من أي خراسان؟ قال : من مرو ، قال : تعرف رجلا يقال له عبد الله ابن المبارك؟ قال : نعم! قال : ما فعل؟ قال : هو الذي تخاطب ، قال : فسلم عليه ورحب به ، وحسن الذي بينهم.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي قال : حدّثنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل قال : بلغني عن ابن المبارك أنه حضر عند حمّاد بن زيد مسلما عليه فقال أصحاب الحديث لحمّاد بن زيد : يا أبا إسماعيل تسأل أبا عبد الرّحمن أن يحدثنا؟ فقال : يا أبا عبد الرّحمن تحدثهم ، فإنهم قد سألوني قال : سبحان الله يا أبا إسماعيل ، أحدث وأنت حاضر! قال : فقال أقسمت لتفعلن ـ أو نحوه ـ قال : فقال ابن المبارك خذوا ؛ حدّثنا أبو إسماعيل حمّاد بن زيد ، فما حدث بحرف إلا عن حمّاد بن زيد.

أجاز لي محمّد بن أسد الكاتب ـ وحدّثني أبو محمّد الخلّال عنه ـ قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير ، حدّثنا أحمد بن مسروق ، حدّثنا محمّد بن حميد قال : عطس رجل عند ابن المبارك قال : فقال له ابن المبارك : أيش يقول الرجل إذا عطس؟ قال : يقول الحمد لله ، قال : فقال له ابن المبارك : يرحمك الله ، قال فعجبنا كلنا من حسن أدبه.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدّثني أبي قال : عبد الله بن المبارك خراساني ثقة ، ثبت في الحديث ، رجل صالح ، وكان يقول الشعر ، وكان جامعا للعلم.

أخبرني أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المروروذي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن محمّد الحافظ ـ بنيسابور ـ أخبرنا أبو العبّاس السّيّاري ، حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى ، حدّثنا العبّاس بن مصعب قال : جمع عبد الله بن المبارك ، الحديث ، والفقه ، والعربية ، وأيام الناس ، والشجاعة ، والتجارة ، والسخاء ، والمحبة عند الفرق.

وأخبرنا أبو حازم العبدوي ، أخبرنا عمر بن أحمد بن محمّد بن عمر ، أخبرنا عمرو بن عبد الله الغازي قال : سمعت محمّد بن عبد الوهاب الفراء يقول : ما أخرجت خراسان مثل هؤلاء الثلاثة ، ابن المبارك ، والنّضر بن شميل ، ويحيى بن معين.

١٥٤

أخبرني ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، أخبرني محمّد بن عبد الله بن الجرّاح المعدل ـ بمرو ـ حدّثنا يحيى بن ساسويه ، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الكريم السّكّري ، حدّثنا وهب بن زمعة عن فضالة النوسي قال : كنت أجالس أصحاب الحديث بالكوفة ، وكانوا إذا تشاجروا في حديث قالوا مروا بنا إلى هذا الطّبيب حتى نسأله ، يعنون عبد الله بن المبارك.

وقال ابن نعيم : أخبرني أبو النّضر الفقيه ، حدّثنا عثمان بن سعيد الدّارميّ قال : سمعت نعيم بن حمّاد يقول : سمعت يحيى بن آدم يقول : كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك ، آيست منه.

أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي ، أخبرنا يوسف بن عمر القواس ، حدّثنا أحمد بن العبّاس البغوي ، حدّثنا علي بن زيد ـ يعني الفرائضيّ ـ حدّثني علي بن صدقة قال : سمعت شعيب بن حرب قال : ما لقى ابن المبارك رجل إلا زين. والمراد أفضل منه.

وقال علي بن صدقة : سمعت أبا أسامة يقول : ابن المبارك في أصحاب الحديث مثل أمير المؤمنين في الناس.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم المقدسي ـ بساوة ـ حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر المعروف بصاحب الخان ـ بارمية ـ حدّثنا محمّد بن إبراهيم الديبلي ، حدّثنا علي ابن زيد ، حدّثنا علي بن صدقة قال : سمعت أبا أسامة يقول : كان ابن المبارك في أصحاب الحديث مثل أمير المؤمنين في الناس.

حدّثني يحيى بن علي بن الطّيّب الدسكري ـ بحلوان ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ـ بجرجان ـ أخبرنا أبو الحسين الرّازيّ عبيد الله بن إبراهيم ، حدّثنا محمّد بن علي الهمذاني ـ بهمذان ـ حدّثنا أبو حفص عمر بن مدرك ، حدّثنا ابن عبد الرّحمن ، حدّثنا أشعث (١) بن شعبة المصيصي قال : قدم هارون الرّشيد أمير المؤمنين الرقة ، فانجفل الناس خلف عبد الله بن المبارك ، وتقطعت النعال ، وارتفعت الغبرة ، فأشرفت أم ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب ، فلما رأت الناس قالت : ما هذا؟ قالوا : عالم من أهل خراسان قدم الرقة يقال له عبد الله بن المبارك ، فقالت : هذا والله الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان.

__________________

(١) في المطبوعة والأصل : «شعيب بن شعبة» تصحيف.

١٥٥

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، أخبرنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا الحسن بن آدم ، حدّثنا عثمان بن خرزاذ ، حدّثنا محمّد بن حسّان ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد الجهضمي قال : قال الأوزاعي : رأيت ابن المبارك؟ قلت : لا ، قال : لو رأيته لقرت عينك.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، حدّثني محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا محمّد بن هارون ابن حميد ، حدّثنا ابن أبي رزمة.

وأخبرني أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا الحسين بن أحمد بن صدقة ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال : سمعت أبي يقول : قال لي شعبة : عرفت ابن المبارك؟ قلت : نعم! قال : ما قدم علينا من ناحيتكم مثله ، ولم يقل البرقاني علينا.

أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي ، حدّثنا عبد المجيد بن إبراهيم ، حدّثنا وهب بن زمعة ، حدّثنا معاذ بن خالد قال : تعرفت إلى إسماعيل بن عيّاش بعبد الله بن المبارك ، قال : فقال إسماعيل بن عيّاش : ما على وجه الأرض مثل عبد الله بن المبارك ، ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها في عبد الله بن المبارك ، ولقد حدّثني أصحابي أنهم صحبوه من مصر إلى مكة فكان يطعمهم الخبيص ، وهو الدهر صائم.

أخبرنا ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، أخبرني محمّد بن أحمد بن عمر ، حدّثنا محمّد بن المنذر ، حدّثني عمر بن سعيد الطائي ، حدّثنا عمر بن حفص الصّوفيّ ـ بمنبج ـ قال : خرج ابن المبارك من بغداد يريد المصيصة ، فصحبه الصّوفيّة فقال لهم : أنتم لكم أنفس تحتشمون أن ينفق عليكم ، يا غلام هات الطست ، فألقى على الطست منديلا ثم قال : يلقي كل رجل منكم تحت المنديل ما معه ، قال : فجعل الرجل يلقي عشرة دراهم والرجل يلقي عشرين ، فأنفق عليهم إلى المصيصة ، فلما بلغ المصيصة قال : هذه بلاد نفير ، فنقسم ما بقي ، فجعل يعطي الرجل عشرين دينارا. فيقول : يا أبا عبد الرّحمن إنما أعطيت عشرين درهما ، فيقول : وما تنكر أن يبارك الله للغازي في نفقته!!

١٥٦

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، وأبو محمّد الحسن بن محمّد الخلّال قالا : حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الكاتب ، حدّثنا أحمد بن الحسن المقرئ قال : سمعت عبد الله بن أحمد الدورقي قال : سمعت محمّد بن علي بن الحسن بن شقيق قال : سمعت أبي قال : كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج اجتمع عليه إخوانه من أهل مرو ، فيقولون نصحبك يا أبا عبد الرّحمن؟ فيقول لهم : هاتوا نفقاتكم ، فيأخذ نفقاتهم فيجعلها في صندوق فيقفل عليها ، ثم يكتري لهم ويخرجهم من مرو إلى بغداد ، فلا يزال ينفق عليهم ويطعمهم أطيب الطعام. وأطيب الحلواء ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي وأجمل مروءة ، حتى يصلوا إلى مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا صاروا إلى المدينة قال لكل رجل منهم : ما أمروك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طرفها؟ فيقول كذا فيشتري لهم ثم يخرجهم إلى مكة فإذا وصلوا إلى مكة وقضوا حجهم قال لكل واحد منهم ما أمروك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة؟ فيقول كذا وكذا ، فيشتري لهم ، ثم يخرجهم من مكة فلا يزال ينفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مرو ، فإذا وصل إلى مرو جصص أبوابهم ودورهم ، فإذا كان بعد ثلاثة أيام صنع لهم وليمة وكساهم ، فإذا أكلوا وسروا ، دعا بالصندوق ففتحه ودفع إلى كل رجل منهم صرته بعد أن كتب عليها اسمه.

قال أبي : أخبرني خادمه أنه عمل آخر سفرة سافرها دعوة ، فقدم إلى الناس خمسة وعشرين خوانا فالوذج. قال أبي : وبلغنا أنه قال للفضيل بن عياض : لولاك وأصحابك ما اتجرت ، قال أبي : وكان ينفق على الفقراء في كل سنة مائة ألف درهم.

أخبرني ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، حدّثني محمّد بن علي النّحويّ ، حدّثنا أحمد بن علي بن رزين ، أخبرنا علي بن خشرم قال : حدّثني سلمة بن سليمان قال : جاء رجل إلى عبد الله بن المبارك فسأله أن يقضي دينا عليه ، فكتب له إلى وكيل له ، فلما ورد عليه الكتاب قال له الوكيل ـ كم الدين الذي سألت فيه عبد الله أن يقضيه عنك؟ قال : سبعمائة درهم ، فكتب إلى عبد الله إن هذا الرجل سألك أن تقضي عنه سبعمائة درهم ، وكتبت له سبعة آلاف درهم ، وقد فنيت الغلات ، فكتب إليه عبد الله : إن كانت الغلات قد فنيت فإن العمر أيضا قد فنى ، فأجز له ما سبق به قلمي.

١٥٧

وقال ابن نعيم : أخبرني محمّد بن أحمد بن عمر ، حدّثنا محمّد بن المنذر ، حدثني يعقوب بن إسحاق ، حدّثني محمّد بن عيسى قال : كان عبد الله بن المبارك كثير الاختلاف إلى طرسوس وكان ينزل الرقة في خان فكان شاب يختلف إليه ويقوم بحوائجه ، ويسمع منه الحديث ، قال : فقدم عبد الله : الرقة مرة فلم ير ذلك الشاب ، وكان مستعجلا فخرج في النفير فلما قفل من غزوته ، ورجع الرقة سأل عن الشاب قال : فقالوا إنه محبوس لدين ركبه ، فقال عبد الله وكم مبلغ دينه؟ فقالوا : عشرة آلاف درهم ، فلم يزل يستقصى حتى دلّ على صاحب المال ، فدعا به ليلا ووزن له عشرة آلاف درهم ، وحلفه أن لا يخبر أحدا ما دام عبد الله حيّا ، وقال إذا أصبحت فأخرج الرجل من الحبس ، وأدلج عبد الله ، فأخرج الفتى من الحبس ، وقيل له عبد الله بن المبارك كان هاهنا ، وكان يذكرك ، وقد خرج. فخرج الفتى في أثره فلحقه على مرحلتين ـ أو ثلاث ـ من الرقة ، فقال : يا فتى أين كنت ، لم أرك في الخان؟ قال : نعم يا أبا عبد الرّحمن ، كنت محبوسا بدين قال : فكيف كان سبب خلاصك؟ قال : جاء رجل فقضى ديني ولم أعلم به حتى أخرجت من الحبس ، فقال له عبد الله : يا فتى احمد الله على ما وفق لك من قضاء دينك. فلم يخبر ذلك الرجل أحدا إلا بعد موت عبد الله.

أخبرنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن جعفر الجرجانيّ ، حدّثنا السّرّاج وهو أبو العبّاس محمّد بن إسحاق النّيسابوريّ قال : سمعت إبراهيم بن بشار يقول : حدّثني علي بن الفضيل قال : سمعت أبي وهو يقول لابن المبارك : أنت تأمرنا بالزهد ، والتقلل ، والبلغة ، ونراك تأتي بالبضائع من بلاد خراسان إلى البلد الحرام ، كيف ذا؟ فقال ابن المبارك : يا أبا علي إنما أفعل ذا لأصون به وجهي ، وأكرم به عرضي ، وأستعين به على طاعة ربي ، لا أرى لله حقا إلا سارعت إليه حتى أقوم به. فقال له الفضيل : يا ابن المبارك ما أحسن ذا ، إن تم ذا.

أخبرني أبو القاسم منصور بن عمر الكرخي قال : حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن أحمد المقرئ. وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي قالا : حدّثنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا الفتح بن شخرف قال : حدّثني عبّاس بن يزيد ، حدّثنا حبّان بن موسى قال : عوتب ابن المبارك فيما يفرق المال في البلدان ولا يفعل في أهل بلده ، قال : إني

١٥٨

أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق ، طلبوا الحديث فأحسنوا الطلب للحديث ، بحاجة الناس إليهم احتاجوا ، فإن تركناهم ضاع عليهم ، وإن أعناهم بثوا العلم لأمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم.

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن علي بن حامد ، أخبرنا محمّد بن عمر بن يزيد ، أخبرنا العبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ما رأيت أحدا يحدث لله إلا ستة نفر ، منهم عبد الله بن المبارك.

وأخبرنا هبة الله الطبري ، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا أبي قال : سمعت ابن الطباع يحدث عن عبد الرّحمن بن مهديّ قال : الأئمة أربعة ، سفيان الثوري ، ومالك بن أنس ، وحمّاد بن زيد ، وابن المبارك.

أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ ، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الصّفّار ، حدّثنا أبو علي أحمد بن علي بن شعيب المدائنيّ ـ بمصر ـ حدّثنا محمّد بن عمر ـ وهو ابن نافع المعدل ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن شبويه ، حدّثنا الثقة عن ابن مهديّ قال : ما رأيت رجلا أعلم بالحديث من سفيان الثوري ، ولا أحسن عقلا من مالك ، ولا أقشف من شعبة ، ولا أنصح لهذه الأمة من عبد الله بن المبارك.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ ، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمّد بن حبش المقرئ ـ بالدينور ـ حدّثنا الحسن بن علي بن زيد البزّاز قال : سمعت أبا موسى محمّد بن المثني يقول : سمعت عبد الرّحمن بن مهديّ يقول : ما رأت عيناي مثل أربعة ؛ ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري ، ولا أشد تقشفا من شعبة ، ولا أعقل من مالك بن أنس ، ولا أنصح للأمة من عبد الله بن المبارك.

أنبأنا أبو زرعة روح بن محمّد الرّازيّ ، أخبرنا علي بن محمّد بن عمر الفقيه ، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا أبو نشيط محمّد بن هارون قال : سمعت نعيم بن حمّاد قال: قلت لعبد الرّحمن بن مهديّ أيهما أفضل عندك ابن المبارك ، أو سفيان الثوري؟ فقال : ابن المبارك ، فقلت : إن الناس يخالفونك قال : إن الناس لم يجربوا ، ما رأيت مثل ابن المبارك.

أخبرني ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، أخبرنا علي بن حمشاذ المعدل ، حدّثنا محمّد بن أيّوب ، حدّثنا نوح بن حبيب ، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ ، حدّثني ابن المبارك ـ وكان نسيج وحده ـ.

١٥٩

قرأت على أبي بكر البرقاني عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ابن مسعدة الفزاريّ ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال: سمعت يحيى بن معين يقول : سمعت ابن مهديّ يقول : كان ابن المبارك أعلم من سفيان الثوري.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد ابن إبراهيم بن يوسف المروزيّ قال : سمعت أبا الوزير محمّد بن أعين يقول : سمعت عبد الرّحمن بن مهديّ يقول ـ وقدم بغداد في بيع دار له ـ فاجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له جالست سفيان الثوري وسمعت منه ، وسمعت من عبد الله ، فأيهما أرجح؟ فقال : ما تقولون! لو أن سفيان جهد جهده على أن يكون يوما مثل عبد الله لم يقدر.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن جعفر بن الهيثم البندار ، حدّثنا ابن أبي العوّام قال : سمعت أبي يقول : سمعت شعيب بن حرب يقول. قال سفيان : إني لأشتهي من عمري كله أن أكون سنة واحدة مثل عبد الله ابن المبارك ، فما أقدر أن أكون ولا ثلاثة أيام.

أخبرني ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن عمر ، حدّثنا محمّد بن المنذر ، حدّثنا إبراهيم بن بحر الدّمشقيّ ، حدّثنا عمران بن موسى الطرسوسي قال : جاء رجل فسأل سفيان الثوري عن مسألة ، فقال له : من أين أنت؟ فقال من أهل المشرق ، قال : أوليس عندكم أعلم أهل المشرق! قال : ومن هو يا أبا عبد الله؟ قال : عبد الله بن المبارك ، قال : وهو أعلم أهل المشرق؟ قال : نعم وأهل المغرب.

وقال : حدّثنا محمّد بن المنذر ، حدّثني محمّد بن أحمد بن الحسين القرشيّ ، حدّثنا أحمد بن عبدة قال : كان فضيل وسفيان ومشيخة جلوسا في المسجد الحرام ، فطلع ابن المبارك من الثنيّة ، فقال سفيان : هذا رجل أهل المشرق ، فقال فضيل : هذا رجل أهل المشرق والمغرب وما بينهما.

أخبرنا أحمد بن علي المحتسب ، أخبرنا يوسف بن عمر القواس ، حدّثنا أحمد بن العبّاس البغوي ـ إملاء ـ حدّثنا علي بن زيد ـ يعني الفرائضيّ ـ حدّثني عبد الرّحمن

١٦٠