السّلام في القرآن والحديث

الشيخ محمد الغروي

السّلام في القرآن والحديث

المؤلف:

الشيخ محمد الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٩

الفـصل الخامـس

السَـلام قَـبل الـكـلاَم

٨١
٨٢

السـلام قبـل الكـلام

من الإدب الإسلامي السامي الابتداء بالسلام عند المواجهة ، التي لها جمالها وكرامتها ، ومن ثّم جاء الأمر به قبل كلّ شيءٍ ، في الكتاب العزيز ، والأحاديث المرويّة عن أهل البيت عليهم‌السلام.

من الكتاب العزيز آي :

١ ـ ( وَإِذا جاءَكَ الّذينَ يُؤْمِنُونَ بآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ... ) (١). أمر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله عند مجيء المؤمنين ومواجهتهم بالسلام عليهم قبل تبليغ البشارة بشمول الرحمة للتائبين منهم ، وسائر الأمور.

٢ ـ ( يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيكُمْ ادْخُلُوا الجَنَّةَ بِما كُنْتُم تَعْمَلُونَ ) (٢). بدأت الملائكة بالسلام على العاملين قبل قولهم لهم : ادخلوا الجنة.

٣ ـ ( قال سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبّي إنَّهَ كانَ بي حَفِيّاً ) (٣). قدّم إبراهيم عليه‌السلام السلام على آزر ، ثم ضمن له أن يستغفر له.

__________________

١ ـ الأنعام : ٥٤.

٢ ـ النحل : ٣٢.

٣ ـ مريم : ٤٧.

٨٣

٤ ـ ( إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قال إِنّا مِنْكم وَجِلُونَ ) (١). كان سلام الملائكة المبشرة لإبراهيم عليه‌السلام قبل تبادل الكلام بينهم.

ففي الآي المتلوّة نوع من الدلالة على قبليّة السلام على الكلام.

والأحاديث المروية عن أهل البيت عليهم‌السلام منها :

١ـ النبوي : « من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه وقال : ابدأوا بالسلام قبل الكلام ، فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه » (٢).

٢ ـ الصادقي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه » (٣).

٣ ـ الآخر : « ولا تدع إلى طعامك أحداً حتى يسلّم » (٤).

٤ ـ النبوي : « السلام قبل السؤال ، فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه » (٥).

٥ ـ الآخر : « لا تأذنوا لمن لم يبدأ بالسلام » (٦).

٦ ـ الحسيني أي الحديث المروي عن الحسين عليه‌السلام : « قال له رجل ابتداءً كيف أنت عافاك الله؟ فقال عليه‌السلام له : السلام قبل الكلام عافاك الله ، ثم قال عليه‌السلام : لا تأذنوا لأحد حتى يسلّم » (٧).

أقـول :

لا مانع أن تكون كلمة قالها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقولها أحد المعصومين عليهم‌السلام أيضاً (٨).

__________________

١ ـ الحجر : ٥٢.

٢ ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٤ ، باب التسليم ، الحديث ٢.

٣ ـ الوسائل ٨ | ٤٣٧.

٤ ـ الوسائل ٨ | ٤٣٧ ، البحار ٧٦ | ٣.

٥ ـ كنز العمال ٩ | ١٢٢ ، الرقم ٢٥٢٩٢.

٦ ـ كنز العمال ٩ | ١٢٩ ، الرقم ٢٥٣٣٦.

٧ ـ تحف العقول ٢٤٦ ، في قصار هذه المعاني ، البحار ٧٨ | ١١٧.

٨ ـ كما في حديث ١ و ٢.

٨٤

ثم إن دعاء الإمام الحسين عليه‌السلام بالعافية للرجل من تطابق الجواب والسؤال ، وللتنبيه له بالأدب الإسلامي ، والإنساني عند المواجهة وافتتاح الكلام بالسلام ، وتعليم الجاهل بالأحكام ، وأنه كالمريض الذي ينبغي له الدعاء بالعافية ، وإن كان التعارف بهذه الكلمة لمجرد الدعاء ، ومن التحية ، ولكن الإمام عليه‌السلام نوى بها التنبيه والتعليم ، وغيرهما من المعاني المتناسبة.

ثم إن النهي المشدد عن الكلام قبل السلام ؛ لصون كرامة المواجهة ورعاية حقوق الأخوّة الإسلامية ، بل وحقّ إنسان مع إنسان آخر وهو السلام الضامن عن نيل الشر ، وقد سبق حديث الصدوق عن الصادق عليه‌السلام وفيه الجواب عن سؤال معنى التسليم في الصلاة؟ فقال : التسليم علامة الأمن ، وتحليل الصلاة ـ إلى أن قال عليه‌السلام : ـ كان الناس فيما مضى إذا سلّم عليهم وارد أمنوا شرّه ، وكانوا إذا ردّوا عليه أمن شرّهم (١) ...

والعادة مستمرة بين بعض طوائف العرب : إذا دخل داخل عليهم ولم يسلّم أو لم يأكل من طعام ربّ البيت ، خيف منه ، وعلم أنّه أضمر أمراً لابد منه ، والسلام أو أكل الطعام عندهم علامة الأمن منه.

٧ ـ العلوي : « أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا مرّ بنا رجل ولم يسلّم والطعام بين أيدينا أن لا ندعوه إليه » (٢).

__________________

١ ـ الوسائل ٤ | ١٠٠٦ ، معاني الأخبار ١٧٦.

٢ ـ مستدرك الوسائل ٨ | ٣٥٦.

٨٥
٨٦

الفـصل السـادس

سَـلاَم الاستـئذَان وَالإعـلاَم

٨٧
٨٨

سلام الاستئذان والإعلام

المهمة هنا رعاية حقوق الناس ، والحظر عن أي تصرف فيها بلا إذن سابق ، وأنّ حُرمة أموالهم كحُرمة دمائهم ، والدخول في بيوتهم وممتلكاتهم بدون إجازة مُسبقة منهي عنه بالكتاب العزيز ، وسنة رسول الله ، وأحاديث أهل البيت عليهم سلام الله تعالى.

فمن الكتاب العزيز آية :

١ ـ ( يأَيّها الّذينَ ءامَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غُيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُم خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلّكُم تَذَّكَرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجدُوا فيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وإِنْ قِيلَ لَكُم اِرجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ عَليمٌ ) (١).

التفسـير :

قال الشيخ الصدوق طاب ثراه : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه‌الله قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ومحسن بن أحمد ، عن أبان بن الأحمر ، عن

__________________

١ ـ النور : ٢٧ ـ ٢٨. اشتملت على أحكام وآداب تخص الحقوق منها : المنع من دخول البيوت غير بيت الداخل قبل الاستئذان والتسليم ، والرجوع عند عدم الإذن ، والإذن في الدخول لمرة ويجب الاستئذان للمرة الأخرى كما في النبوي الوسائل ٨ | ٩٨٥. إلا في الإذن الصريح في الدوام.

٨٩

عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال : « سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ : ( لا تَدْخلُوا بيُوتاً غَيرَ بيُوتِكُمْ حَتّى تَستَأنِسُوا وتُسَلِمُوا عَلى أَهلِها )؟ قال : الاستئناس وقع النعل والتسليم » (١).

وعن أبي أيوب الأنصاري قال : قلنا : يا رسول الله ما الاستئناس؟ قال : « يتكلم الرجل بالتسبيحة والتحميدة والتكبيرة ، يتـنحنح على أهل البيت » (٢) وفي رواية : « ويؤذن أهل البيت » (٣).

ولا ينافى التسبيح والتحميد والتكبير والتنحنح مع التسليم ، لأنها ليست من نوع الكلام الممنوع قبل السلام ، وكل ذلك للإسماع والاستئذان ووجوهه ثلاثة :

قال الشيخ الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن رضي‌الله‌عنه قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن علي بن أسباط ، عن عمه يعقوب بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « الاستئذان ثلاثة : أوّلهنّ يسمعون ، والثانية يحذرون ، والثالثة إن شاؤوا أذنوا ، وإن شاؤوا لم يفعلوا فيرجع المستأذن » (٤).

وقال الطبرسي : روي أنّ رجلاً استأذن على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتنحنح ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله لامرأة يقال لها روضة : « قومي إلى هذا فعلميه وقولي له : قل : السلام عليكم أأدخل؟ فسمعها الرجل ، فقالها ، فقال : ادخل » (٥).

وقال القمي : الاستئناس هو الاستئذان (٦).

__________________

١ ـ معاني الأخبار ١٦٣.

٢ ـ تفسير مجمع البيان ٧ | ١٣٥ ، تفسير نور الثقلين ٣ | ٥٨٥.

٣ ـ مجمع البحرين ـ أنس ـ.

٤ ـ الخصال ١ | ٩١.

٥ ـ تفسير مجمع البيان ٧ | ١٣٦ ، تفسير نور الثقلين ٣ | ٥٨٦ ، تفسير الميزان ١٥ | ١١٥.

٦ ـ تفسير القمي ٢ | ١٠١.

والنبوي : « سئل عن الاستئذان في البيوت؟ قال : من دخلت عينه قبل أن يستأذن فقد عصى الله ولا إذن له ». الدرّ المنثور ٥ | ٣٩.

٩٠

أقـول : قوله تعالى : ( حَتّى تَسْتَـأْنِسُوا ) قيل فيه وجهان :

أحدهما : أنه من الاستئناس الظاهر الذي هو خلاف الاستيحاش ، لأن الذي يطرق باب غيره لا يدري أيؤذن له أم لا؟ فهو كالمستوحش من خفاء الحال عليه ، فإذا أذن له استأنس ، فالمعنى : حتى يؤذن لكم كقوله : ( لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ) (١) وهذا من باب الكناية والإرداف (٢) ، لأن هذا النوع من الاستئناس يردف الإذن فوضع موضع الإذن.

والثاني : أن يكون من الاستئناس الذي هو الاستعلام والاستكشاف : استفعال من أنس الشيء إذا أبصره ظاهراً مكشوفاً. والمعنى حتى تسلّموا وتستكشفوا الحال هل يراد دخولكم أم لا (٣)؟

وقيل : كان أهل الجاهلية يقول الرجل منهم إذا دخل بيتاً غير بيته : حُيّيتم صباحاً وحُيّيتم مساءً ، ثم يدخل ، فربّما أصاب الرجل مع امرأته في لحاف واحد ، فصد الله عن ذلك ، وعلم الأحسن والأجمل.

وكم من باب من أبواب الدين هو عند الناس كالشريعة المنسوخة قد تركوا العمل به ، وباب الاستئذان من ذلك : بينا أنت في بيتك إذا رعف عليك الباب بواحد من غير استئذان ولا تحية من تحايي إسلام ولا جاهلية ، وهو ممَّن سمع ما أنزل الله فيه ، وما قال رسول الله ، صلّى الله عليه ـ وآله ـ وسلم ، ولكن أين الأُذن الواعية (٤)؟.

ولدخول بيوت الأهل ، والأرحام ، والمشاهد ، والأعتاب المقدسة ، وبيوت الله جلّ جلاله ، آداب قد بينها الكتاب والحديث ، فمن الأول قوله تعالى :

__________________

١ ـ الأحزاب : ٥٣.

٢ ـ من جعل الشيء رديفاً لآخر ، وصرح في المتن بالمقصود.

٣ ـ تفسير الكشاف ٣ | ٢٢٦ ، ومنه آية ( ءانَسَ مِن جانِب الطُّورِ ناراً ). القصص : ٢٩. أي : أبصر ناراً ، وكان نور الربّ تعالى قد تجلى للجبل.

٤ ـ تفسير الكشاف ٣ | ٢٢٧.

٩١

١ ـ ( ... فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون ) (١). وصدر الآية نفي الحرج عن الأعمى ، والأعرج ، والمريض (٢) ، وأرباب البيوت ، من دخولها والأكل منها ، وبيوت الآباء ، والأمهات ، والإخوة ، والأخوات ، والأعمام ، والعمات ، والأخوال ، والخالات ، ومالكي المفاتيح ، والأصدقاء ، أن يأكلوا جميعاً أو أشتاتاً ثم قال عزّ وجلّ : ( فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا ... ).

ويريد تعالى من ( بيوتاً ) البيوت المذكورة في الآية بيوت الأهل ، والأرحام ، فعلى الداخل لكلٍ منهما السلام : تحية الله المباركة الطيبة سلام الاستئذان قبل الأكل منها ، سواء أكان أحد فيها أم لا ؛ فإن ملائكة الله في كل مكان موجودون ، وعلى الأقل الملكان الموكلان الكاتبان لأعمال الإنسان ، وقد سبق ذكر آي للملائكة الموكلة عليه منها : ( وإن عليكم لحافظين * كراماً كاتبين ) (٣).

التفسير :

١ ـ روى الشيخ الصدوق بإسناده إلى أبي الصباح قال : « سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ : ( فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على

____________

١ ـ النور : ٦١.

٢ ـ كان أهل المدينة يتحرجون من أكل الطعام مع الأعمى والأعرج والمريض من ذوي قرباهم ، وجاء الإسلام يدفع عللهم للتحرج مع هؤلاء ... الدر المنثور ٥ | ٥٨.

٣ ـ الانفطار : ١٠ ـ ١١. والكاتبان أحدهما الملك المسمى بـ « الرقيب » ، والثاني « العتيد ».

قال ابن أبي الحديد المعتزلي : ( قيل : إن عمر كان يعسّ بالليل ، فسمع صوت رجل وامرأة في بيت ، فارتاب فتسور الحائط ، فوجد امرأة ورجلاً ، وعندهما زقّ خمر ، فقال : يا عدوّ الله ، أكنت ترى أن الله يسترك وأنت على معصيته! قال : يا أمير المؤمنين ، إن كنت أخطأت في واحدة فقد أخطأت في ثلاث ، قال الله تعالى : ( ولا تجسسوا ) [ سورة الحجرات : ١٢ ] ، وقد تجسست. وقال : ( واتوا البيوت من أبوابها ) [ سورة البقرة : ١٨٩ ] ، وقد تسورت. وقال : ( وإذا دخلتم بيوتاً فسلموا ) [ سورة النور : ٦١ ] ، وما سلَّمت ).

شرح النهج ١ | ١٨٢.

ومن استدلال الرجل بالآية الأخيرة في النفس شيء ، والمناسبة آية ( غير بيوتكم ) [ النور : ٢٧ ].

٩٢

أنفسكم ) (١) الآية؟ قال : هو تسليم الرجل على أهل البيت حين يدخل ، ثم يردّون عليه ، فهو سلامكم على أنفسكم » (٢).

٢ ـ الباقري الآخر : « إذا دخل منكم الرجل بيته فإن كان فيه أحد يسلم عليهم ، وإن لم يكن فيه أحد فليقل : السلام علينا من عند ربنا ، يقول الله : تحية من عند الله مباركة طيبة ) (٣).

٣ ـ قال القمي : وقيل : إذا لم ير الداخل بيتاً أحداً فيه يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، يقصد به الملكين الذين عليه شهوداً (٤).

٤ ـ النبوي : « إذا دخل أحدكم بيته فليسلم ؛ فإنه ينزله البركة وتونسه الملائكة » (٥).

٥ ـ العلوي : « دخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في بعض حجراته ، فاستأذنت عليه ، فأذن لي ، فلما دخلت قال لي : ياعلي أما علمت أن بيتي بيتك ، فما لك تستأذن عليّ؟ قال : فقلت : يا رسول الله أحببت أن أفعل ذلك. قال : يا علي أحببت ما أحب الله وأخذت بآداب الله ... » (٦).

٦ ـ الصادقي : « إذا دخلت منزلك فقل : بسم الله وبالله ، وسلم على أهلك ، فإن لم يكن فيه أحد فقل : بسم الله وسلام على رسول الله وعلى أهل بيته ، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فإذا قلت ذلك فرّ الشيطان من منزلك » (٧).

٧ ـ الصادقي الآخر قال : « يسلّم الرجل إذا دخل على أهله ، وإذا

__________________

١ ـ الأهل بمنزلة نفس الإنسان كما في آية : ( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ) النحل : ٧٢.

٢ ـ معاني الأخبار ١٦٢ ـ ١٦٣. وتفسير البرهان ٣ | ١٥٣ ، البحار ٧٦ | ٥.

٣ ـ تفسير البرهان ٣ | ١٥٣ ، البحار ٧٦ | ٣.

٤ ـ تفسير البرهان ٣ | ١٥٣ ، تفسير القمي ٢ | ١٠٩.

٥ ـ البحار ٧٦ | ٧.

٦ ـ البحار ٧٦ | ١٤ ـ ١٥.

٧ ـ البحار ٧٦ | ١١.

٩٣

دخل يضرب بنعليه ، ويتنحنح ويصنع ذلك حتى يؤذنهم أنه قد جاء ، حتى لا يرى شيئاً يكرهه » (١).

ومن الكتاب العزيز أيضاً قوله تعالى :

٢ـ ( يأَيّها الَّذين ءامَنُوا لِيسْتَئْذِنكُمْ الَّذينَ مَلَكَتْ أَيْمنُكُمْ وَالَّذينَ لَمْ يَبْلُغُوا الحُلُم مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلوةِ الفَجْرِ وَحينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلوةِ العِشاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيّنُ اللهُ لَكُمُ الاياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكيمٌ * وَإِذا بَلَغَ الأَطْفالُ مِنْكُمُ الحُلُمَ فَليَسْتَئْذِنُوا كَمَا اسْتَئْذَنَ الّذين مِنْ قَبْلِهِمْ كذلِك يُبيّنُ اللهُ لَكُمْ ءايتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (٢).

التفسير :

١ ـ قال علي بن إبراهيم القمي : وأما قوله : ( يأيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ـ إلى قوله : ثلاث عورات لكم ) قال : إن الله تبارك وتعالى نهى أن يدخل أحد في هذه الثلاثة الأوقات على أحد : لا أب ، ولا أخت ، ولا أم ، ولا خادم إلا بإذن. والأوقات : بعد طلوع الفجر ، ونصف النهار ، وبعد العشاء الآخرة ، ثم أطلق بعد هذه الثلاثة الأوقات فقال : ( ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن ). يعني بعد هذه الثلاثة الأوقات (٣).

أقول : قوله : ( بعد طلوع الفجر ) ظاهره المنافاة مع قوله تعالى : ( من قبل صلوة الفجر ) ولعل النسخة الصحيحة ( قبل طلوع الفجر ) (٤). ويمكن

__________________

١ ـ البحار ٧٦ | ١١ ـ ١٢. في الصادقي الآخر : « إذا استأذن أحدكم فليبدأ بالسلام ، فإنه اسم من أسماء الله عزَّ وجلّ، فليستأذن من وراء الباب قبل أن ينظر إلى قعر البيت ، فإنما أُمرتم بالاستئذان من أجل العين » مستدرك الوسائل ٨ | ٣٧٦ ـ ٣٧٧.

٢ ـ النور : ٥٨ ـ ٥٩.

٣ ـ تفسير القمي ٢ | ١٠٨.

٤ ـ وقد راجعنا بعض المخطوطات من تفسير القمي فلم نجد فيه ما يدفع ذلك ، وفي كلها لفظة ( بعد طلوع الفجر ) طبق المطبوع موجودة.

٩٤

أن يقال : بأن وقت نزول الآية لعل عادة الناس كانت على أداء فريضة الصبح بعد مضيّ شيء من الفجر ، لا مقارناً له ، وعليه لفظ ( بعد طلوع الفجر ) لا ينافي قوله تعالى : ( من قبل صلوة الفجر ) بل ينطبق عليه تماماً ، وإنما أضاف تعالى ( قبل ) إلى صلاة الفجر ، لا إلى الفجر ، حتى لا يكون منافياً لبعد طلوعه ، فتدبّره جيداً.

٢ ـ قال الشيخ الكليني طاب ثراه : عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، جميعاً عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جرّاح المدايني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « ليستأذن ( الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحُلم منكم ثلاث مرّات ) كما أمركم الله عزّ وجلّ (١) ، ومن بلغ الحُلُم فلا يلج على أمه ، ولا على أخته ، ولا على خالته ، ولا على سوى ذلك إلا بإذن ، فلا تأذنوا حتى يسلم ، والسلام طاعة لله عزّ وجلّ ».

قال : وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : « ليستأذن عليك خادمك إذا بلغ الحُلُم في ثلاث عورات ، إذا دخل في شيءٍ منهن ولو كان بيته في بيتك ؛ قال : وليستأذن عليك بعد العشاء التي تسمى العتمة ، وحين تصبح ، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ، إنما أمر الله عز وجل بذلك للخلوة ، فإنها ساعة غِرة وخلوة » (٢).

أقول : قوله عليه‌السلام : « فلا تأذنوا حتى يسلم ، والسلام طاعة لله عز وجل » يماثله قول الإمام الحسين عليه‌السلام في حديث تقدم ذكره (٣) : « لا تأذنوا لأحد حتى يسلم » ، وقوله روحي فداه : « والسلام طاعة لله » لامتثال أمره جل جلاله : ( فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ ) ومنه يعلم مدى الاهتمام بالسلام في الشريعة الإسلامية.

__________________

١ ـ أي قال الله عز وجل : ( يأَيّها الَّذينَ ءامَنُوا لِيسْتَأذِنَكُم ... ) النور : ٥٨ ـ ٥٩.

٢ ـ الكافي ٥ | ٥٢٩ ، باب آخر من باب الدخول على النساء ، كتاب النكاح ، الحديث ١.

٣ ـ الحديث ٦ من ( ٥ ـ السلام قبل الكلام ).

٩٥

٣ ـ وقال رحمه‌الله أيضاً : عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضَّال ، عن أبي جميلة ، عن محمد الحلبي ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( الذين ملكت أيمانكم ) قال ؛ « هي خاصة في الرجال دون النساء ، قلت : فالنساء يستأذنّ في هذه الثلاث ساعات؟ قال : لا ، ولكن يدخلن ويخرجن ، ( والّذين لم يَبْلُغُوا الحُلُم منكم ) قال : من أنفسكم (١) قال : عليكم استئذان كاستئذان من قد بلغ في هذه الثلاث ساعات » (٢).

٤ ـ وقال : محمد بن يحيى عن أحمد ين محمد ؛ وعدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله ، جميعاً عن محمد بن عيسى ، عن يوسف بن عقيل ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ( ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحُلُم منكم ثلاث مرات من قبل ... ) ومن بلغ الحُلُم منكم فلا يلج على أمه ، ولا على أخته ، ولا على ابنته ، ولا على من سوى ذلك إلا بأذن ولا يأذن لأحد حتى يسلّم (٣) ، فإن السلام طاعة الرحمن » (٤).

بيـان :

قوله عليه‌السلام : « ولا يأذن لأحد حتى يسلم ؛ فإن السلام طاعة الرحمن » ، هي الجملة المتقدمة الذكر مع تغيير غير مضر ، ولئن دلت على شيءٍ ، فإنها دالة على مزيد الاهتمام بالسلام والمنع المشدد عن تركه ، لأن السلام طاعة الله : طاعة الرحمن ، وما حال من ترك الطاعة؟ وهل جزاؤه إلا الذل والهوان؟ فترى أهل البيت عليهم السالم لإكبارهم أمر السلام ، وإن

__________________

١ ـ قوله عليه‌السلام : « من أنفسكم » بيان ( منكم ) وتفسيره أي : من الأحرار. قوله عليه‌السلام : « عليكم » كذا في النسخ ، والظاهر « عليهم » ولعل المعنى كأنه تعالى وجه الخطاب إلى الأطفال هكذا ، أو أنهم لما كانوا غير مكلفين فعليكم أن تأمروهم بالاستئذان. مرآة العقول ٢٠ | ٣٦٦.

٢ ـ الكافي ٥ | ٥٢٩ ـ ٥٣٠.

٣ ـ أي : لا يأذن صاحب البيت لأحد حتى يسلم. مرآة العقول ٢٠ | ٣٦٦.

٤ ـ الكافي ٥ | ٥٣٠.

٩٦

الرسول ، صلى‌الله‌عليه‌وآله ، من أعظمهم إكباراً له واهتماماً به عملاً وقولاً.

ولتتميم الفائدة نذكر رابع أحاديث الشيخ الكليني في هذا الصدد :

٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن ربعي بن عبد الله ، عن الفضل بن يسار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عز وجل : « ( يأيّها الّذين ءامَنُوا ليستأذنكم ... ) قيل : من هم؟ فقال : هم المملوكون من الرجال ، والنساء (١) ، والصبيان الذين لم يبلغوا ، يستأذنون عليكم عند هذه الثلاث العورات من بعد صلاة العشاء وهي العتمة ، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ، ومن قبل صلاة الفجر ، ويدخل مملوككم [ غلمانكم ] من بعد هذه الثلاث عورات بغير إذن إن شاؤوا » (٢).

بـيـان :

هذه الأحاديث الأربعة مع كلام القمي المتقدم ، تنص على الاستئذان بمقتضى تفسيرها للآية ، وأن على المأذون في هذه الساعات الثلاث وغيرها السلام عند الدخول كائناً من كان ؛ لأن السلام طاعة الرحمن ، ولعل الإضافة إلى الرحمن إشارة إلى أن الرحمة اقتضت أن تسلموا كي تعيشوا حياة سالمة طيبة ومباركة كما في الآية : قال تعالى : ( تحية من عند الله مباركة طيبة ) وتكونون أبداً سالمين ، وإخوة متحابين ، متبادلين الوفاء بينكم ، يرحم بعضكم بعضاً ، كما قال عز وجل : ( مُحَمّدٌ رَسُولُ اللهِ والّذينَ مَعهُ أَشِدّاءَ عَلى الكُفّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ) (٣).

وللشيخ المجلسي ، طاب ثراه ، حول آية الاستئذان تعليق مبسط يلي

__________________

١ ـ قيل : ذكر النساء فيه لا ينافي حديث زرارة الدال على وجوب الاستئذان على الرجال فقط ، لأنه محمول على الاستحباب. هامش الكافي ٥ | ٥٣٠.

٢ ـ الكافي : ٥ | ٥٣٠.

٣ ـ الفتح : ٢٩.

٩٧

قسم منه : وفي اللباب عن ابن عباس : يعنى الإماء ، لأن على العبيد أن يستأذنوا في هذه الأوقات وغيرها ، ( والذين لم يبلغوا الحُلُم منكم ) قال المحقق الاسترابادي أي : من الأحرار، وكأنه أريد بهم الأطفال المميزون بين العورة وغيرها.

قيل : وعبر عن البلوغ بالاحتلام ، لأنه أقوى دلائله ( ثلاث مرات ) في اليوم والليلة ، وقيل : ( ثلاث مرات ) كل مرة في وقت ، والظاهر أن المراد بها ثلاثة أوقات ، كما بينه بقوله ـ تعالى ـ ( من قبل صلوة الفجر ) لأنه وقت القيام من المضاجع ، وطرح الثياب من النوم ، ولبس ثياب اليقظة ؛ ( وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ) ، لأنها وقت وضع الثياب للقيلولة ؛ ( ومن بَعد صلوة العشاء ) ، لأنه وقت التجرد من ثياب اليقظة والاستخلاف بثياب النوم ؛ ( ثلاث عورات لكم ) ... وفي الكشاف سمى كل واحدة من هذه الأحوال عورة ؛ لأن الناس يختل تسترهم وتحفظهم فيها ، والعورة : الخلل (١).

وفي مجمع البيان : لأن الإنسان يضع في هذه الأوقات ثيابه فتبدو عورته (٢). وعن السدّي أن أناساً من الصحابة كان يعجبهم أن يواقعوا نساءهم في هذه الأوقات ، ليغتسلوا ثم يخرجوا إلى الصلاة ، فأمرهم الله سبحانه أن يأمروا الغلمان والمملوكين أن يستأذنوا في هذه الساعات (٣) ...

وفي مجمع البيان : أراد به الصبي الذي يميز بين العورة وغيرها وهو ظاهر الأكثر ، وأيضاً : ظاهره كما تقدم أن حكم غير الأوقات الثلاثة حكمها إذا كانت مشتملة على ما اشتملت تلك ؛ فإن المقصود مراعاة التستر في مظان الخلاء.

وأيضاً : الظاهر أن المراد بـ ( بعد صلوة العشاء ) وقت النوم تمام الليل ، فالظاهر وجوب الاستئذان عند الدخول على من في مظنة حالة

__________________

١ ـ تفسير الكشاف ٣ | ٢٥٣.

٢ ـ تفسير مجمع البيان ٧ | ١٥٤.

٣ ـ تفسير مجمع البيان ٧ | ١٥٤.

٩٨

يستقبح الدخول عليه فيها بغير إذن ، وأن المراد بالاستئذان كل ما يحسن ويتحقق الإعلام بأنه يريد الدخول ويريد الإذن فيه (١).

ثم إن الله سبحانه نادى كبار المؤمنين ولم يأمرهم بالأمر لهؤلاء ؛ لأنهم أولياؤهم وهم في طاعتهم ، فكأنه منهم فعل غيرهم ، فالظاهر أنه أوجب عليهم ذلك ، وجعل تمشيته وإتمامه في عهدتهم ، فكأنه آكد من الأمر بالأمر.

ومما ينبه عليه قوله تعالى : ( ليس عليكم ولا جناح بعدهن ). فإن الظاهر أنه لا يجب على السادات أمرهم وتخويفهم من الترك ، وزجرهم عنه ، والسعي في إتمام ذلك بكل ما أحتيج إليه في ذلك حسن والله أعلم. فهذا الأمر للوجوب نظراً إلى السادة قطعاً، وإلى البالغ من العبيد والإماء ظاهر ؛ لأن ظاهر الأمر للوجوب ، ولا مانع منه في حقهم. وإن قيل بالتخلف لمانع في حق من يشاركهم فيه ، وأما بالنسبة إلى من لم يبلغ فيحتمل أن يكون متوجهاً إلى الأولياء ، ويختص بهم وجوبه ، ولكن حيث كان الكلام في المميز قال شيخنا هو خلاف الظاهر ...

وفي الكشاف :

ثم أعذرهم في ترك الاستئذان وراء هذه المرات ، وبين وجه العذر في قوله : ( طوافون عليكم بعضكم .. ) يعني أن بكم وبهم حاجة إلى المخالطة والمداخلة ، يطوفون عليكم للخدمة ، وتطوفون عليهم للاستخدام ؛ فلو جزم الأمر بالاستئذان في كل وقت لأدى إلى الحرج ، وهو استئناف لبيان العذر وهو كثرة المخالطة والمداخلة ، وفيه دليل على تعليل الأحكام. وكذا في الفرق بين الأوقات الثلاثة وبين غيرها بأنها عورات ... أي : هن ثلاث عورات مخصوصة بالاستئذان في تلك الأحوال خاصة (٢).

واعلم أنه يجوز أن يراد بـ ( طوافون عليكم ) الخدمة وبـ ( بعضكم

__________________

١ ـ تفسير مجمع البيان ٧ | ١٥٤ عند تفسير قوله تعالى : ( والذين لم يبلغوا الحلم منكم ) قال : من أحراركم ، وأراد به الصبي ...

٢ ـ تفسير الكشاف ٣ | ٢٥٣.

٩٩

على بعض ) السادة والأطفال ، ويحتمل أن يراد بالأول الاطفال والمماليك جميعاً من حيث الخدمة ، وبالثاني السادة للاستخدام ، كما هو ظاهر الكشاف (١) ، ويمكن أن يراد بالأول جهة الخدمة مختصة بالمماليك أو بهم وبالأطفال ، وبالتالي جهة المخالطة فيكون من الجانبين من جانب السادة وغيرهم فتدبر.

وقال في كنز العرفان : ظن قوم أن الآية منسوخة ، لا والله ما هي بمنسوخة لكن الناس تهاونوا بها ، وأنما أطنبنا الكلام في تفسير الآيات لتوقف فهم الأخبار عليه. والغِرة بالكسر : الغفلة (٢).

هذا بعض فوائد الكلام حول الاستئذان ونشير أيضاً إلى بعضها الآخر من أحاديث الشيخ الكليني طاب ثراه فقال :

٦ ـ أحمد بن محمد عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن محمد بن علي الحلبي قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : الرجل يستأذن على أبيه؟ قال : « نعم ، قد كنت أستأذن على أبي ، وليست أمي عنده ، إنما هي أمرأة أبي ، توفيت أمي وأنا غلام ، وقد يكون من خلوتهما ما لا أحب أن أفجأهما عليه ولا يحبان ذلك مني والسلام أصوب وأحسن » (٣).

٧ ـ ما رواه الكليني بإسناده إلى جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : خرج رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يريد فاطمة عليها‌السلام ، وأنا معه ، فلما انتهيت إلى الباب وضع يده عليه فدفعه (٤) ثم قال : السلام عليكم ، فقالت فاطمة : عليك السلام يا رسول الله ، قال أدخل؟ قالت : أدخل يا رسول الله ، قال : أدخل أنا ومن معي؟ فقالت : يا رسول الله ليس علي قناع ، فقال : يا فاطمة خذي فضل ملحفتك فقنعي به رأسك ، ففعلت ؛ ثم قال : السلام عليكم ، فقالت فاطمة : وعليك

__________________

١ ـ تفسير الكشاف ٣ | ٢٥٣.

٢ ـ مرآة العقول ٢٠ | ٣٦٢ ـ ٣٦٥. الغرة إشارة إلى قوله عليه‌السلام : « فإنها ساعة غِرّة وخلوة ». الكافي ٥ | ٥٢٩.

٣ ـ الكافي ٥ | ٥٢٨. وفي هامشه : لعل المنعي : أن السلام أحسن وأصوب أنواع الاستئذان.

٤ ـ في هامش المصدر المتقدم : في بعض النسخ [ فرفعه ].

١٠٠