السّلام في القرآن والحديث

الشيخ محمد الغروي

السّلام في القرآن والحديث

المؤلف:

الشيخ محمد الغروي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٩

( ادخلوها بسلام ءامنين ) (١).

( إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال إنا منكم وجلون ) (٢).

( الذين تتوفهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ) (٣).

( وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً ) (٤).

( والسلام عليّ يوم ولدتُ ويوم أَموتُ ويوم أُبعثُ حيّاً ) (٥).

( قال سلام عليك سأستغفر لك ربّي إنّه كان بي حفيّاً ) (٦).

( لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاماً ) (٧).

( والسلام على من اتبع الهدى ) (٨).

( قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) (٩).

( يأيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون ) (١٠).

( فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحيةً من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون ) (١١).

( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ) (١٢).

( أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقَّون فيها تحية وسلاماً ) (١٣).

( قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ) (١٤).

__________________

١ ـ الحجر : ٤٦.

٢ ـ الحجر : ٥٢.

٣ ـ النحل : ٣٢.

٤ ـ مـريم : ١٥.

٥ ـ مـريم : ٣٣.

٦ ـ مـريم : ٤٧.

٧ ـ مـريم : ٦٢.

٨ ـ طه : ٤٧.

٩ ـ الأنبياء : ٦٩.

١٠ ـ النور : ٢٧.

١١ ـ النور : ٦١.

١٢ ـ الفرقان : ٦٣.

١٣ ـ الفرقان : ٧٥.

١٤ ـ النمل : ٥٩.

٢١

( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين ) (١).

( تحيتهم يوم يلقونه سلام ) (٢).

( إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )(٣).

( سلام قولاً من رب رحيم ) (٤).

( سلام على نوح في العالمين ) (٥).

( سلام على إبراهيم ) (٦).

( سلام على موسى وهرون ) (٧).

( سلام على آل ياسين ) (٨).

( وسلام على المرسلين ) (٩).

( وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ) (١٠).

( فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون ) (١١).

( ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود ) (١٢).

( إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام قومٍ منكرون ) (١٣).

( لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً * إلا قيلاً سلاماً سلاماً ) (١٤).

__________________

١ ـ القصص : ٥٥.

٢ ـ الأحزاب : ٤٤.

٣ ـ الأحزاب : ٥٦.

٤ ـ يـس : ٥٨.

٥ ـ الصافات :٧٩.

٦ ـ الصافات : ١٠٩.

٧ ـ الصافات : ١٢٠.

٨ ـ الصافات : ١٣٠.

٩ ـ الصافات : ١٨١.

١٠ ـ الزمـر: ٧٣.

١١ ـ الزخرف : ٨٩.

١٢ ـ ق : ٣٤.

١٣ ـ الذاريات : ٢٥.

١٤ ـ الواقعة : ٢٥ ـ ٢٦.

٢٢

( فسلام لك من أصحاب اليمين ) (١).

( هو الله الذي لا إله ألا هو المَلِكُ القدوس السلام المؤمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ) (٢).

( سلام هي حتى مطلع الفجر ) (٣).

* * *

( وإذا حُيّيتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها إنّ الله كان على كلّ شيءٍ حسيباً ) (٤).

( وتحيتهم فيها سلاماً ) (٥).

( تحيتهم فيها سلاماً ) (٦).

( فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة ) (٧).

( ويلقون فيها تحية وسلاماً ) (٨).

( تحيتهم يوم يلقونه سلام ) (٩).

( وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ) (١٠).

* * *

__________________

١ ـ الواقعة : ٩١.

٢ـ الحـشر: ٢٣.

٣ ـ القـدر : ٥.

٤ ـ النساء : ٨٦.

٥ ـ يونس : ١٠.

٦ ـ إبراهيم : ٢٣.

٧ ـ النور : ٦١.

٨ ـ الفرقان : ٧٥.

٩ ـ الأحزاب : ٤٤.

١٠ ـ المجادلة : ٨.

قد جاء تفسير أكثر هذه الآيات في غضون أوائل الفصول العشرة وخاتمتها.

٢٣
٢٤

السلام ومعـانيه

في اللغة والقرآن والحديث

السلام ومعانيه :

١ ـ السلام في اللغة.

٢ ـ السلام في القرآن.

٣ ـ السلام في الحديث.

٤ ـ الفروق بين المعاني الثلاثة.

٥ ـ اسم الله السلام من أي الأقسام.

١ ـ السلام في اللغة :

السلام لغة معناه : الصحة والعافية ، وهي سارية في جميع صيغه إلا ندرة ، قال ابن فارس (١) : السين واللام والميم معظم بابه من الصحة والعافية ؛ ويكون فيه ما يشذّ ، والشاذّ عنه قليل. فالسلامة : أن يسلم الإنسان من العاهة والأذى. قال أهل العلم : الله جل ثناؤه هو السلام ، لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء.

قال الله جل جلاله : ( والله يدعو إلى دار السلام ) (٢). فالسلام الله

__________________

١ ـ هو أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا المتوفى ٣٩٥ هـ. الكنى والألقاب ١ | ٣٧٢ ، و ٣٧٤.

٢ ـ يونس : ٢٥.

٢٥

جل ثناؤه ، وداره الجنة. ومن الباب أيضاً الإسلام وهو الانقياد ؛ لأنه يسلم من الإباء والامتناع (١).

والسلام : المسالمة .. السَلَم الذي يسمى السلف ، كأنه مالٌ أسلم ولم يمتنع من إعطائه. وممكن أن تكون الحجارة سُميت سٍلاماً ، لأنها أبعد شيءٍ في الأرض من الفناء والذهاب ؛ لشدتها وصلابتها ...

والسُلّم معروف ، وهو من السلامة أيضاً ؛ لأن النازل عليه يرجى له السلامة. والسلامة : شجر وجمعها سلام. والذي شذ عن الباب : الدلو التي لها عروة واحدة ...

ومن الباب الأول السلم وهو الصلح ، وقد يؤنث ويذكر ، قال الله تعالى : ( وإن جنحوا للسِّلم فاجنح لها ) (٢). والسَلَمة : الحجر ،

فيه يقول الشاعر :

ذاك خليلي وذو يعاتبني

يرمي ورائي بالسَّهم والسَلِمَهْ (٣)

قال ابن منظور :

السلام والسلامة : البراءة ، وتسلم منه : تبرء ... وقوله تعالى : ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ) (٤) معناه تسلُّماً وبراءةً لا خير بيننا وبينكم ولا شر ، وليس على السلام المستعمل في التحية ، لأن الآية مكية ولم يؤمر المسلمون يومئذٍ أن يسلموا على المشركين ... ومنهم من يقول : سلام أي

__________________

١ ـ روى الشيخ الكليني ، طاب ثراه ، بإسناده إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : « لأنسبن الإسلام نسبة لا ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي إلا بمثل ذلك : إن الإسلام هو التسليم .. ». أصول الكافي ٢ | ٤٥.

أقول : لو لم يسلم الإنسان من عاهة الكبر ونخوة الجاهلية الجهلاء لم يُسلم ولا يُسلّم ، ولعل وجه تسمية المسلم بالمسلم لسلامته عن ذلك ، أو عن النزاع ، أو غيره من متعلقات.

٢ ـ الأنفال : ٦١.

٣ ـ معجم مقاييس اللغة ٣ | ٩٠ ـ ٩١ ـ سلم ـ. وفي هامشه البيت لبُجير بن عنمة الطائي. كما في اللسان ١٢ | ٢٩٧ ـ سلم. وفيه.

* يرمي ورائي بأمْسهم وأمْسَلِمة *

على لغة حمير من قلب ( أل ) ( بأم ).

٤ ـ الفرقان : ٦٣.

٢٦

أمري وأمرك المبارأة والمتاركة ... ويقولون : سلام عليكم ، فكأنه علامة المسالمة ، وأنه لا حرب هنالك ... وقيل : ( قالوا سلاماً ) أي سداداً من القول وقصداً لا لغو فيه ...

وقوله عز وجل : ( سلام هي حتى مطلع الفجر ) (١) أي لا داء فيها ، ولا يستطيع الشيطان أن يصنع فيها شيئاً. وقد يجوز أن يكون ( السلام ) جمع سلامة. والسلام : التحية. قال ابن قتيبة يجوز أن يكون السلام والسلامة لغتين كاللذاذ واللذاذة ؛ وأنشد :

تحيي بالسلامة أم بكر

وهل لك بعد قومك من سلام؟

قال : ويجوز أن يكون السلام جمع سلامة ، وقال أبو هيثم : السلام والتحية معناها واحد ومعناهما السلامة من جميع الآفات ... والسِلم بالكسر ، والسَلام ، وقال :

وقفنا فقلن : إيه سِلْمّ! فَسلّمتْ

فما كان إلاَّ وَمؤُها بالحواجب (٢)

أقول :

قد تعرضنا لبعض هذه المعاني أو كلها في غضون الفصول العشرة (٣) أيضاً بالمناسبات ، وتحصل من الكلمات المذكورة أن السلام لغة : التحية ، البراءة من العيب ، الأمن من الشر ، العافية من النقص والمرض ، وغيرها من المعاني ، إلا أن ابن فارس أنكر الاشتراك اللفظي (٤) ،

__________________

١ ـ القدر : ٥.

٢ ـ لسان العرب ١٢ | ٢٨٩ ـ ٢٩٠ ـ سلم ـ.

٣ ـ منها هذا الفصل فانظره عن آخره ، ومنها الفصل الخامس ، ومنها الثامن الحري بالنظر ، ( السلام ندب والرد فرض ) ، ومنها في الأمر الثالث من الخاتمة بتفصيل.

٤ ـ وقد ذهب آخر إلى الاشتراك اللفظي وأن السلام موضوع لمعان : ١ـ : التحية ، ٢ ـ : الحجر المدور ، ٣ ـ : عروق ظهر الكف وقد نظمها قطرب في أرجوزة له في المثلثات قال :

بدا وحيا بالسلام

رمى عذولي بالسلام

أشار نحوي بالسلام

وكفه المختضب

وشرح الأرجوزة عبد الرحمن السنهوري الشافعي بنظمه لكل بيت منها على بحر آخر من البحور الشعرية. قال :

تحية الناس هي السلام

مدور الأحجار فالسلام

٢٧

وأن جميع مشتقات السلام هو الصحة والعافية ، ولعله أسد الأقوال على تأمل فيه.

٢ ـ السلام في القرآن :

من تدبر في آيات السلام وجميع صيغه المتقدم ذكرها ظهرت له معانٍ ، منها :

المعنى الاسمي غير الفاقد لمبدأ اشتقاقه اللغوي وهو : اسم الله السلام (١) ، المعدود من الأسماء الحسنى الآتي بيانه في أول الفصول العشرة.

ومنها : المهادنة وترك القتال ، كما في الآية : ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً ) (٢). بناءً على تفسير السلام فيها بالسَلَم أو على قراءته ، ولعل كلمة ( ألقى إليكم السلام ) ، ولم يقل ( عليكم ) ، أتؤيد ترك القتال كما في نظيرتها : ( فإن اعتزلوكم ولم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً ) (٣) ، أو ( فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم ) (٤) فالأولى نزلت في مرداس بن نهيك الفدكي اليهودي المستبصر وأسامة بن زيد قاتله في قصة له (٥) ، والثانية في قبيلة أشجع وموادعتهم ، وكيف كان ، ففي آي من السلام المراد به ترك الحرب.

ومنها : الدعوة إلى السلام بمعنى الصلح من غير سبق حرب ، أي

__________________

عروق ظهر الكف فالسلام

بل أنملُ تزانُ بالأظفار

ملحقات البلغة في شذور اللغة ١٦٩ ، المطبعة الكاثوليكية ، بيروت ١٩١٤.

١ ـ انظر سورة الحشر : ٢٣ ( القدوس السلام ) وهو اسم غير علم لله تعالى ومع العلمية يفقد المعنى اللغوي.

٢ ـ النساء : ٩٤.

٣ ـ النساء : ٩٠.

٤ ـ النساء : ٩١.

٥ ـ تفسير القمي : ١ | ١٤٨.

٢٨

الصلح الابتدائي العالمي ، لأن الناس كلهم وبأجمعهم لآدم وحواء أبناء وإخوة نسبية ، من قبل أن يكونوا إخوة إيمانية بل وحتى الإيمانية قال تعالى : ( يأيها الذين ءامنوا ادخلوا في السلم كافة ) (١) بدليل آخر الآية : ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) (٢) أي الاستسلام والطاعة. قال الفيض : وقرئ بالفتح وهو بمعناه ، وفي الكافي والعياشي عن الباقر عليه‌السلام : ولايتنا ، والعياشي عن الصادق عليه‌السلام في ولاية علي عليه‌السلام (٣) ...

والسلم المسالمة في الدين والمذهب وولاية أهل البيت وأحكام الإسلام بأسرها وعدم التفرق والتبدد. وحاصل الآية : الوفاء والأخوة الإسلامية الإيمانية والانقياد ، وكل ما لهذه اللفظة ، أي السلم ، من معنى ، وكذا الدعوة إلى السلم ، ولابد أن تكون مصحوبة بالضعف والخوار ، بل تكون دعوة كريمة سامية كما قال تعالى ( فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون ) (٤). وفي معناه آي في القرآن لا تخفى على المتدبر فيه.

ومن آيات السلام ، وهي الأكثر بمعنى التحية ، التي لا تنفك عن معاني السلام الثلاثة لأن السلام لغة الصحة والعافية إطلاقاً من الأحداث والنقائص وكل مكروه. ومن معانيه المسالمة والسلامة للمسلم والمسلم عليه ؛ ومنها الأمن والأمان من الشر والخوف ؛ ومنها غير ذلك مما يأتي بالمناسبات في الفصول العشرة بيانه وتوضيحه.

وحصيلة تفاسير السلام في القرآن أمور أربعة :

١ ـ التسمية غير العلمية وهي اسم الله السلام (٥).

٢ ـ الموادعة وترك القتال.

٣ ـ الصلح العام لعامة البشر بصورة عامة وللمؤمنين بالخصوص.

__________________

١ ـ البقرة : ٢٠٨.

٢ ـ البقرة : ٢٠٨.

٣ ـ تفسير الصافي ١ | ١٨٢.

٤ ـ محمد (ص) : ٣٥.

٥ ـ الحشر : ٢٣.

٢٩

٤ ـ التحية المتعارفة الكافلة لها الفصول العشرة والكتاب كله.

وآيات السلام وصيغه تعطي القارئ المعاني الأربعة. ومن تدبر القرآن ، ومنه آيات السلام ، لا يفقد المسالمة المطلقة ، ولا تنفك عنه الدعوة إليها قولاً وعملاً ، والعمل أوقع وأصدق دعوة من القول ؛ ومن ثم جاء الحث البالغ والامر بالدعوة بغير طريق اللسان كما في الصادقي : « كونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم ، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً » ، وفي الآخر : « كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم ، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة (١) والخير ؛ فإن ذلك داعية » (٢).

٣ ـ السلام في الحديث :

المستفاد من الأحاديث المأثورة عن أهل البيت ، عليهم‌السلام ، حول السلام معان كثيرة تعتبر من آثاره ، وآثار الشيء هي التي تصيره حسناً أو قبيحاً ، وبها تظهر ظاهرته ، وظاهرة القائم به ، وعليها تدور رحى المثوبة والعقوبة ؛ ومن هنا بنى الإسلام أحكامه على أفعال المكلفين التي تعتبر من آثارهم فيثابون أو يعاقبون عليها ، وبها ينالون الدرجات العلى ، أو ضد ذلك.

وعليه نذكر من حسن السلام وآثاره الطيبة المستخرجة من الأحاديث ما يلي :

١ ـ السلام : لحسنه الذاتي وأثره الطيب صار اسماً من أسمائه تعالى.

٢ ـ السلام : طاعة الله كما في الباقري ، وطاعة الرحمن كما في الصادقي (٣).

٣ ـ السلام : اسم الله الفاشي في الخلق.

____________

١ ـ على احتمال « الصلاح ».

٢ ـ الوسائل ١ | ٥٦ ، الباب ١٦ من أبواب مقدمة العبادات ، الحديث ١ و ٢.

٣ ـ فروع الكافي ٥ | ٥٣٠ ، الباقري ، فروع الكافي ٥ | ٥٢٩ ، الصادقي.

أقول : لم نذكر لباقي الأثار مصادرها هنا ، لأنها تأتي تقاصيلها في مظانها.

٣٠

٤ ـ السلام : أمان من العذاب.

٥ ـ السلام : أمن من الخوف والشر.

٦ ـ السلام : أمن من الفساد وعما يبطل الصلاة لأن به الخروج منها.

٧ ـ السلام : تحية أهل الجنة.

٨ ـ السلام : سلامة المسلم والمسلم عليه.

٩ ـ السلام : حق عام لعامة الناس.

١٠ ـ السلام : دعاء وتبجيل.

١١ ـ السلام : كالبسملة يشافه به ، ويكتب ابتداءً ويفتتح به.

١٢ ـ السلام : من الحقوق التي يطالب بها ومن حقوق المسلم على المسلم.

١٣ ـ السلام : بركة من عند الله وتحية طيبة.

١٤ ـ السلام : حفظ وحرز لصاحبه لأنه اسم الله تعالى.

١٥ ـ السلام : زيادة في الحب والألفة.

١٦ ـ السلام : أدنى إحسان المحسن.

١٧ ـ السلام : من الآداب الإسلامية الرفيعة.

١٨ ـ السلام : ترفيع وعمل جميل للجميع.

١٩ ـ السلام : تواضع وانقياد.

٢٠ ـ السلام : دفع لبعض شرور الأشرار من الجن والناس أجمعين.

٢١ ـ السلام : تعظيم وتحية للملكين الرقيب والعتيد والحفظة.

٢٢ ـ السلام : من نُبل وكَرَم صاحبه.

٢٣ ـ السلام : من عوامل التسخير للقلوب.

٢٤ ـ السلام : تسكين الخواطر وتطييب النفوس والضمائر.

٢٥ ـ السلام : عمل قليل وثوابه جليل.

٢٦ ـ السلام : من التحف والهدايا.

٢٧ ـ السلام : من حسن التلاقي وكرامة المواجهة.

٢٨ ـ السلام : امتثال للأمر وتوثيق من الله لصاحبه.

٢٩ ـ السلام : نعمة يتنعم بها صاحبه.

٣٠ ـ السلام : رحمة من الله للعباد.

٣١

٣١ ـ السلام : بشارة ودعوة إلى السلام العالمي بلطف.

٣٢ ـ السلام : التفائل بالخير ونجاح الأمر.

٣٣ ـ السلام : قبول للعذر ، وإقبال.

٣٤ ـ السلام : سمو ورفعة لصاحبه.

٣٥ ـ السلام : متابعة الأنبياء والأوصياء والملائكة والصالحين.

٣٦ ـ السلام : من موجبات العفو والصفح.

٣٧ ـ السلام : ستر للعيوب.

٣٨ ـ السلام : من جمال السيرة وحسن السريرة.

٣٩ ـ السلام : استئذان وإعلام.

٤٠ ـ السلام : من الأخوة الإسلامية.

٤١ ـ السلام : حسن الابتداء والختام.

٤٢ ـ السلام : من الأعمال الصالحة ، وبدايتها.

٤٣ ـ السلام : يدفع صاحبه إلى الخير ويلحقه بأهله.

٤٤ ـ السلام : مكافأة ومماثلة ومفاضلة.

٤٥ ـ السلام : ابتداء وانتهاء ، ورعاية وعِشرة.

٤٦ ـ السلام : رمز الصحة والعافية ، ورمز لسلامة الجميع.

٤٧ ـ السلام : الظاهرة الأنسانية السامية ، وإظهار للشوق.

٤٨ ـ السلام : إفشاؤه مزيل للبخل.

٤٩ ـ السلام : التحفة السماوية المهداة للبشر.

٥٠ ـ السلام : من المهام الإسلامية.

٥١ ـ السلام : من القول الحسن والكلام الطيب النازل من عند الله تعالى.

٥٢ ـ السلام : خفيف على اللسان ثقيل في الميزان.

٥٣ ـ السلام : سلوة الحزين وتخفيف للغم.

٥٤ ـ السلام : محبوب للجميع وبصالح المجتمع.

٥٥ ـ السلام : استشفاع وخير شفيع.

٥٦ ـ السلام : أمام كل شيءٍ وإمام الخصال ومفتاح الأقوال.

٥٧ ـ السلام : خير محض وتذكرة العالم وتعليم الجاهل خفية.

٣٢

٥٨ ـ السلام : رسالة الخير ، لأهل الخير.

٥٩ ـ السلام : مظلة ومن ثم يقال ( السلام عليكم ) أي كالمظلة على رؤوسكم.

٦٠ ـ السلام : موادعة ومهادنة.

٦١ ـ السلام : للأحياء والأموات وفي الدنيا والآخرة.

٦٢ ـ السلام : لا ينفك عن أهل السلام في اليوم والغد.

٦٣ ـ السلام : حروف الصفاء للصفوة ، وكلمة أهل القلوب.

٦٤ ـ السلام : سُلّمٌ للسلامة.

٦٥ ـ السلام : دعوة بلطف كالبسملة ومنع عن الإعراض.

٦٦ ـ السلام : تنزيه وتقديس.

٦٧ ـ السلام : إخضاع وخضوع.

٦٨ ـ السلام : استباق إلى الخير ومسارعة إلى الجنة.

٦٩ ـ السلام : ترفيع الوضيع ومزيد لرفعة الرفيع.

٧٠ ـ السلام : إداة الصلح ، والصلح خير.

٧١ ـ السلام : لا تدخله التقية أبداً.

٧٢ ـ السلام : مرضاة الرحمن ، ومسخطة الشيطان.

٧٣ ـ السلام : ذكر من الأذكار للذاكرين.

٧٤ ـ السلام : زوال للكدرة ، وتثبيت للمودة ، وظاهرة الحب والولاء.

٧٥ ـ السلام : إدخال السرور في القلوب.

٧٦ ـ السلام : من خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة.

٧٧ ـ السلام : مزيد للخير وبركة في البيت وطرد للشياطين.

٧٨ ـ السلام : كفارة للسيئات ونماء في الحسنات.

٧٩ ـ السلام : يدخل صاحبه الجنة.

٨٠ ـ السلام : من الإيمان وجوامعه وحقائقه.

٨١ ـ السلام : من تبادل الحب والوفاء.

٨٢ ـ السلام : تركه عقاب أو عتاب.

٨٣ ـ السلام : أنس من الوحشة.

٨٤ ـ السلام : شيمة الملائكة والأرواح الطيبة.

٣٣

٨٥ ـ السلام : تركه ذل وهوان.

٨٦ ـ السلام : من الفوائد والخير المعرض للجميع.

٨٧ ـ السلام : أمانة الله في الأرض.

٨٨ ـ السلام : من دلائل المحبة.

٨٩ ـ السلام : موجود في كل مكان ومن دعاة الخير لطلابه.

٩٠ ـ السلام : من خير الآداب لأهل العالم كلهم.

٩١ ـ السلام : تحية سماوية جاء بها الوحي للمسلمين.

٩٢ ـ السلام : سلامان : سلام لقاء ، وسلام وداع.

٩٣ ـ السلام : براءة من الكبر.

٩٤ ـ السلام : تحمله من الأمانات التي لا بد من ردها إلى أهلها.

٩٥ ـ السلام : من أدب الزائر وغيره.

٩٦ ـ السلام : خير عوض عن الفائت.

٩٧ ـ السلام : يبل به الأرحام وتوصل به.

٩٨ ـ السلام : يجب الجواب عنه حتى من المصلي بالمثل له.

٩٩ ـ السلام : مستحب إلا في بعض الأصناف.

١٠٠ ـ السلام : بداية الأمور ، وخاتمتها في المواجهة ، والكتابة وغيرها.

وهذه مئة أثر من آثار السلام منتزعة من الأحاديث التي لا تخفى على من تدبر في معانيها ، ولعل المتدبر يظفر بأكثر منها. وهذه الآثار كما تأتي الإشارة إليها تشترك فيها آيات السلام والأحاديث ؛ لأن السلام بما هو سلام لا تنفك عنه هذه الآثار المذكورة مهما ذكر السلام في آية كان أو رواية ، ومعناه : أن السلام بطابعه تصحبه الآثار ، حتى إذا كان في غير الكتاب والحديث وإنما هما كاشفان عن تلك الآثار الكائنة للسلام ، والناس في غفلة منها ؛ لأنهم يجهلون كل شيءٍ من يوم خروجهم من بطون الأمهات ، كما قال تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً ) (١) فلم يعلموا بها ، ولا بغيرها من الآثار والحقائق ، وجاء الإسلام لتعليمها للناس والحمد لله.

__________________

١ ـ النحل : ٧٨.

٣٤

٤ ـ الفروق بين المعاني الثلاثة :

والفرق بين معاني السلام لغةً وقرآناً وحديثاً ، هو الفرق بين عموم الشيء وخصوصه ، وليست مهمة اللغة سوى ضبط مواضع استعمال الكلمات وبيانها ، ومن الواضح أن كلمات الكتاب والسنة لا تحيد عما عليه المحاورات المتداولة بين الناس ، وما يقصدونه من معاني الكلمات ، وإلا لما صح الخطاب بما لا يعرفونه ولا يأنسون به. والفرق بين السلام في القرآن ، أو الحديث ، وبين العرف العام ليس إلا ما ذكرناه ، ولا مجال لسؤال الفرق.

نعم قد جاء الإسلام بحقائق لم يعهدها أهل العرف ولم يعرفوها ، أو كانوا قد عرفوا بعضها خلاف ما جاء به ، أو علموه دون جميعها ؛ فنزل القرآن عليهم ، لكشف تلك الحقائق وآثاره التي خفيت عن كلهم أو أكثرهم ، ومنها السلام وآثاره وآدابه وأحكامه ، التي جاء بها الرسول ، صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما جاء بغير ذلك من أمور ، وأوصياؤه القائمون مقامه الحافظون لشريعته ، الأئمة المعصومون عليهم‌السلام ، وفيهم فاطمة الزهراء عليها‌السلام.

فالسلام في اللغة لا يأبى السلام في القرآن ، ولا السلام في الحديث ، فترى اللغوي ربما يطبق لغة السلام على قوله تعالى : ( سلام هي حتى مطلع الفجر ) (١) ويقول : أي لا داء فيها ولا يستطيع الشيطان أن يصنع فيها شيئاً (٢). وليس ذلك إلا مجرد تطبيق معنى السلام على مورد التنزيل ؛ وهكذا الحديث الموافق له دون ما خالف معناه ؛ فإن الذي جاء أولى ، على حد تعبير بعض الأحاديث العلاجية ، لما اختلف منها ، أو ما لم يوافق القرآن فهو زخرف ، أو لم نقله (٣) ، ولا يمتري أثنان في رد المخالف وقبول الموافق.

__________________

١ ـ القدر : ٥.

٢ ـ لسان العرب ١٢ | ٢٩٠ ـ سلم ـ.

٣ ـ الوسائل ١٨ | ٧٨ ، ٨٤.

٣٥

٥ ـ اسم الله السلام من أي الأقسام :

يأتي الكلام حول اسم الله ( السلام ) في أول الفصول العشرة في بحثٍ ضافٍ ، بعد ذكر عدد أسماء الله الحسنى ، المعدود منها السلام ، حول معانيه الأربعة التي انتزعناها من قول الشيخ الصدوق ، وابن فهد طاب ثراهما ، وغيرهما وعلقنا عليه.

وأما السؤال : بأن اسم الله السلام من أي الأقسام؟ فقد عرفت أنه من السلام في القرآن (١) ، ومعناه على ما نقل ابن فارس من كلام أهل العلم : أن الله جل ثناؤه هو السلام لسلامته عما يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء (٢). ولا يخفى أنه من أحد المعاني الأربعة الآنف ذكرها ، فاسم الله السلام من قسم السلام في القرآن ، وستعرف عند سرد الأحاديث أنه منصوص عليه فيها أيضاً ، وإذا اعتبرنا نقل ابن فارس كلام أهل العلم بصفة أنه لغوي وتقريره له فيكون من قسم السلام في اللغة أيضاً ، وكيف كان ، فالذي يصح إطلاقه عليه تعالى من معاني السلام وآثاره المئة المتقدم ذكرها ، ما دل منها على التقديس والتنزيه ، وبمعنى الأمان ، وغير ذلك من المعاني الجائز إطلاقها شرعاً وعقلاً عليه تعالى ، لا كل معنى للسلام في اللغة ، وقد صرح فيها أن من معاني السلام الصحة والعافية (٣) ، فلا يقال : ( يا سلام يا الله ) بمعناهما اللغوي المطلق ، لأنه لا يقال له تعالى : ( يا صحيح ) : لما لهذه الكلمة من دلالة عروض السقم والمرض وشأنية تلك الخاصة بالمخلوق ، وتعالى الله عن كل صفة تعرض للمخلوقين.

* * *

__________________

١ ـ الحشر : ٢٣.

٢ ـ معجم مقاييس اللغة ٣ | ٩٠ ـ ٩١ ـ سلم ـ.

٣ ـ المصدر نفسه.

وسيأتي مزيد من التوضيح في ( السلام اسم من أسماء الله الحسنى ).

٣٦

الفصل الأول

السلاَم إسم مِن أسمَاء اللهَ الحسنى

٣٧
٣٨

السلام اسم من أسماء الله الحسنى

قال الله تعالى في كتابه العزيز : ( هو الله الّذي لا إله إلاّ هو المَلِكُ القدّوس السلام المؤمن المهيمن .. ) (١).

أقول : قد تقدم بيان حول اسم الله السلام (٢) ، والسلام أحد الأسماء الحسنى ، البالغ عددها في بعض روايات أهل البيت عليهم‌السلام إلى تسعة وتسعين إسماً كما في رواية الشيخ الصدوق العلوية ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحدة من أحصاها دخل الجنة وهي : الله ، الإله ، الواحد ، الأحد ، الصمد ، الأول ، الآخر ، السميع ، البصير ، القدير ، القاهر ، العلي ، الأعلى ، الباقي ، البديع ، البارئ ، الأكرم ، الظاهر ، الباطن ، الحي ، الحكيم ، »

__________________

١ ـ الحشر : ٢٣.

قد جاء في خبر ابن عباس خروج أربعين رجلاً من اليهود من المدينة لمناظرة الرسول صلى الله عليه وآله وإبطال نبوته إلى أن قال في ردهم : « وحُملت على جناح جبرائيل حتى انتهيت إلى السماء السابعة ، فجاوزت سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ، حتى تعلقت بساق العرش ، فنوديت من ساق العرش : إني أنا الله لا إله إلا أنا ، السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار ... » والخبر طويل نقله الطبرسي في الاحتجاج ١ | ٥٥ ـ ٥٨.

وتأتي رواية الشيخ الكليني ، طاب ثراه ، في خاتمة الكتاب ، وفيها التصريح باسم الله السلام ، وهي من روايات المعراج ، ولعلها أصح ما جاء منها في المعراج ، فراجع الخاتمة.

٢ ـ انظر بداية تمهيد الكتاب ، فإن هناك ما يجدر بالنظر إليه والبناء عليه.

٣٩

« العليم ، الحليم ، الحفيظ ، الحق ، الحسيب ، الحميد ، الحفي ، الرب ، الرحمن ، الرحيم ، الذارىء ، الرازق ، الرقيب ، الرؤوف ، الرائي ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، السيد ، السبوح ، الشهيد ،الصادق ، الصانع ، الطاهر ، العدل ، العفو ، الغفور ، الغني ، الغياث ، الفاطر ، الفرد ، الفتاح ، الفالق ، القديم ، الملك ، القدوس ، القوي ، القريب ، القيوم ، القابض ، الباسط ، قاضي الحاجات ، المجيد ، المولى ، المنان ، المحيط ، المبين ، المقيت ، المصور ، الكريم ، الكبير ، الكافي ، كاشف الضر ، الوتر ، النور ، الوهاب ، الناصر ، الواسع ، الودود ، الهادىء ، الوفي ، الوكيل ، الوارث ، الباعث ، البَرّ ، التواب ، الجليل ، الجواد ، الخبير ، الخالق ، خير الناصرين ، الدّيّان ، الشكور ، العظيم ، اللطيف ، الشافي » (١).

وفي روايته الثانية : كذلك نفس العدد إلى أن قال عليه‌السلام : « .. من دعا الله بها استجاب له ، ومن أحصاها دخل الجنة » (٢). ثم قال الصدوق بعدهما : معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة » ، إحصاؤها هو الإحاطة بها والوقوف على معانيها ، وليس معنى الإحصاء عدها وبالله التوفيق (٣).

وهنا رواية ثالثة له يبلغ عدد الأسماء الحسنى فيها إلى ثلاثمائة وستين اسماً ، وهي من غرر الروايات ، لا بأس بتثليثها ، لاشتمال الثلاثة على اسم الله السلام (٤).

قال الشيخ الصدوق طاب ثراه : حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه‌الله قال : حدثنا محمد بن يعقوب قال : حدثنا علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن الحسين بن يزيد ، عن الحسن بن

__________________

١ ـ التوحيد ١٩٤ ـ ١٩٥. قال المعلق : المذكور في البحار ونسخ التوحيد « مائة كاملة » والظاهر أن ( الرائي ) زائد كما أتى في نسخة بدلاً عن ( الرؤوف ) أو أن لفظ الجلالة خارج عن العدد.

٢ ـ التوحيد : ١٩٥.

٣ ـ المصدر نفسه :

٤ ـ أي الرواية الأولى والثانية والثالثة تحتوي على اسم الله السلام المنعقد له الفصل الأول من الفصول العشرة فلا تغفل.

٤٠