تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٠

ابن عبد العزيز البغويّ ، حدّثنا أبو الرّبيع سليمان بن داود الزهراني ـ إملاء من حفظه ببغداد ، في المحرم سنة إحدى وثلاثين ومائتين ـ حدّثنا حمّاد بن زيد ، حدّثني مولى لعثمان عن أسامة بن زيد قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بصحفة فيها لحم إلى عثمان بن عفان ، فدخلت عليه فإذا هو جالس مع رقية ، ما رأيت زوجا أحسن منهما ، فجعلت مرة أنظر إلى عثمان ، ومرة أنظر إلى رقية ، فلما رجعت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «دخلت عليهما؟» قال : قلت : نعم! قال : «هل رأيت زوجا هو أحسن منهما؟» (١) قال : قلت : لا يا رسول الله ، وقد جعلت مرة أنظر إلى رقية ومرة أنظر إلى عثمان.

ذكر محمّد بن أبي الفوارس أن محمّد بن حميد المخرّميّ أخبرهم قال : حدّثنا عليّ بن الحسين بن حبّان قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده : شهدت أبا زكريّا وجاءه جماعة فسألوه عمن يكتبون بالبصرة قال : الحجبي ، ومسدد ، وأبو الرّبيع الزهراني.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن أبي الرّبيع والحجبي ، أيهما أثبت في حمّاد بن زيد؟ فقال : أبو الرّبيع أشهر الرجلين ، والحجبي ثقة.

أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : أبو الرّبيع الزهراني تكلم الناس فيه ، وهو صدوق.

حدّثني محمّد بن يوسف القطّان ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، أخبرني أبي قال : أبو الرّبيع الزهراني البصريّ ثقة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات أبو الرّبيع سليمان بن داود الزهراني.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : مات أبو الرّبيع سليمان بن داود الزهراني في رمضان سنة أربع وثلاثين ومائتين ، وقد كتبت عنه. قلت : وبالبصرة توفي.

__________________

(١) انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ١ / ٣١. ومجمع الزوائد ٩ / ٨٠. وكنز العمال ٣٦٢٥٨.

٤١

٤٦٢٦ ـ سليمان بن الرّبيع بن سليمان :

أخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، حدّثنا أحمد بن العبّاس بن شقير ، حدّثني أبو أحمد البربري ، حدّثنا سليمان بن الرّبيع ـ في دار الرقيق سنة أربع وثلاثين ومائتين ـ حدّثنا أبي الرّبيع بن سليمان عن أبي المحبر عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن أبي سفيان الألهاني عن تميم الداري قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن معانقة الرجل أخاه إذا هو لقيه؟ فقال : «كانت تحية أهل الايمان وخالص ودهم وأن أول من عانق إبراهيم» (١) وذكر الحديث بطوله.

٤٦٢٧ ـ سليمان بن داود بن بشر بن زياد ، أبو أيّوب المنقري البصريّ المعروف بالشاذكوني :

حدّث عن عبد الواحد بن زياد ، وحمّاد بن زيد ، ومن بعدهما. وكان حافظا مكثرا ، وقدم بغداد وجالس الحفاظ بها وذاكرهم ، ثم خرج إلى أصبهان فسكنها ، وانتشر حديثه بها. روى عنه أبو قلابة الرقاشي ، وأبو مسلم الكجي ، ومحمّد بن يونس الكديمي ، وحمدون بن أحمد بن سلم السّمسار ، وغيرهم.

أخبرني عليّ بن الحسن بن محمّد الدّقّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصابوني ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : قال أبو عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ : قدم ابن الشاذكوني فنزل على هشيم.

حدّثت عن عبيد الله بن عثمان الدّقّاق ، أخبرنا الحسن بن يوسف الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو بكر الخلّال ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن سليمان مطين قال : ذكرنا لأبي عبد الله بن الشاذكوني فقال أحمد : قدم علينا هاهنا سنة ثمانين ، فنزل على هشيم في دهليزه ، وكان يلقى على هشيم تلك الأبواب. قال أحمد : وكان حافظا ، وكانت هيئته هيئة حسنة ، ثم قدم علينا بعد فإذا هيئته سوى تلك الهيئة ، ثياب طوال وهيئة. قال أحمد : فقلت في نفسي كم بين تلك الهيئة إلى هذه؟!

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : في كتابي عن محمّد بن أحمد بن بطة عن عبد الله ابن أحمد بن أسيد قال أبو نعيم : وأظن أن أبا محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن

__________________

(١) ٤٦٢٦ ـ انظر الحديث في : الدر المنثور ١ / ١١٦. والعلل المتناهية ٢ / ٢٥٠. وأمالى الشجري ٢ / ١٣٢.

٤٦٢٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢١٢. والجرح والتعديل ٤ / ١١٥. وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٠٩. وميزان الاعتدال ٢ / ٢٠٥. ولسان الميزان ٣ / ٨٤. واللباب ٢ / ١٧٢.

٤٢

حبّان حدّثنا قال : حدّثنا عبد الله بن أسيد قال : حدّثني أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل القاضي قال : حدّثني هارون بن سفيان قال : سمعت عمرو الناقد يقول : قدم سليمان الشاذكوني بغداد فقال لي أحمد بن حنبل : اذهب بنا إلى سليمان نتعلم منه نقد الرجال.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح ، أخبرنا طلحة بن أحمد بن الحسن الصّوفيّ ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن أبي مهزول قال : سمعت محمّد بن حفص يقول : سمعت عمرو الناقد يقول : ما كان في أصحابنا أحفظ للأبواب من أحمد بن حنبل ، ولا أسرد للحديث من ابن الشاذكوني ، ولا أعلم بالإسناد من يحيى ما قدر أحد يقلب عليه إسنادا قط.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله يقول : كان أعلمنا بالرجال يحيى بن معين ، وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني ، وكان عليّ أحفظنا للطوال.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن سيّار قال : سئل عبّاس العنبريّ أيهما كان أعلم بالحديث؟ هو ـ يعني الشاذكوني ـ أو عليّ بن المديني فقال : ابن الشاذكوني بصغير الحديث ، وعلي بجليله.

قال : وسمعت عبّاسا العنبريّ يقول : التقى ابن الشاذكوني وابن أبي شيبة بالكوفة ـ أظنه قال عند أبي نعيم ـ قال : فقال ابن أبي شيبة : أيش تحفظ «لا تقطع الخمس إلّا في خمس (١)» قال : فقال ابن الشاذكوني : إنما سألتني عن هذا الباب لأنك كتبت حديث فلان ولم أكتبه أنا قال : فأجابه ، ثم تذاكرا ، قال : فترك ابن الشاذكوني ابن أبي شيبة وأنا أرحمه.

أخبرني البرقانيّ قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد الأدميّ ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ ، حدّثنا أبو يحيى الساجي قال : حدّثني أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي ، حدّثني عبد الله بن أبي زياد القطواني قال : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول : انتهى العلم ـ يعني علم الحديث ـ إلى أحمد بن حنبل ، وعليّ بن عبد الله ، ويحيى بن معين ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، فكان أحمد أفقههم به ، وكان عليّ أعلمهم به ، وكان يحيى بن معين أجمعهم له ، وكان أبو بكر بن أبي شيبة أحفظهم له ، قال أبو يحيى : وهم أبو عبيد وأخطأ ، أحفظهم له سليمان بن داود الشاذكوني.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الدارقطني ٣ / ١٨٦.

٤٣

أخبرنا أبو سعد الماليني ـ قراءة ـ أخبرنا عبد الله بن عدي الجرجانيّ ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن بخيت ، حدّثنا يزيد بن محمّد بن فضيل ، حدّثنا أبو نعيم قال : كان ابن الشاذكوني يسألني عن الحديث ، فإذا أجبته فيه قال : لبيك اللهم لبيك.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن سيّار قال : سمعت إبراهيم بن الأصبهانيّ يقول : كان أبو داود الطيالسي بأصبهان ، فلما أراد الرجوع أخذ يبكي ، فقالوا له يا أبا داود إن الرجل إذا رجع إلى أهله فرح واستبشر ، وأنت تبكي؟! فقال : إنكم لا تعلمون إلى من أرجع ، إنما أرجع إلى شياطين الإنس ، عليّ بن المديني ، وابن الشاذكوني ، وابن بحر السقاء ـ يعني عمرو بن عليّ ـ.

أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران ، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سمعت أبا علي صالح بن محمّد البغداديّ يقول : سمعت سليمان الشاذكوني يقول : حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ بحديث ، فقال عبيد بن بطة ، فقلت له : يا أبا سعيد هو عبيد بن نضلة ، حدّثنا فلان عن فلان وذكر الحديث ، قال حتى أنظر ، فدخل البيت ثم خرج فقال : هو كذا ولكنه اتصل اللام بالضاد.

أخبرني عليّ بن أحمد بن عليّ المؤدّب ، حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي ، أخبرنا الحسن بن عبد الرّحمن بن خلاد ، حدّثنا عمر بن إسحاق الشّيرازيّ ، حدّثنا أبو جعفر التّمّار قال : سمعت الشاذكوني يقول : دخلت الكوفة نيفا وعشرين دخلة أكتب الحديث فأتيت حفص بن غياث فكتبت حديثه ، فلما رجعت إلى البصرة وصرت في بنانه لقيني ابن أبي خدويه فقال : يا سليمان من أين جئت؟ قلت من الكوفة ، قال : حديث من كتبت؟ قلت : حديث حفص بن غياث ، قال : أفكتبت علمه كله؟ قلت : نعم ، قال : أذهب عليك منه شيء؟ قلت : لا ، قال : فكتبت عنه عن جعفر ابن محمّد عن أبيه عن أبي سعيد الخدري ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضحى بكبش فحيل ، كان يأكل في سواد ، وينظر في سواد ، ويمشي في سواد؟ قلت : لا ، قال : فأسخن الله عينك ، أيش كنت تعمل بالكوفة!! قال : فوضعت خرجي عند النرسيين ، ورجعت إلى الكوفة ، فأتيت حفصا فقال : من أين أقبلت؟ قلت : من البصرة ، قال : لم رجعت؟ قلت : إن ابن أبي خدويه ذاكرني عنك بكذا وكذا. قال : فحدّثني ورجعت ، ولم يكن لي بالكوفة حاجة غيرها.

٤٤

أخبرنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي ، أخبرنا زكريّا بن يحيى ـ يعني الساجي ـ حدّثني أحمد بن محمّد ، حدّثنا ابن عرعرة قال : كنت عند يحيى بن سعيد وعنده بلبل ، وابن أبي خدويه ، وعلي. فأقبل ابن الشاذكوني فسمع عليا يقول ليحيى القطّان : طارق وإبراهيم بن مهاجر؟ فقال يحيى : يجريان مجرى واحدا ، فقال الشاذكوني : نسألك عما لا ندري ، وتكلف لنا ما لا تحسن ، إنما نكتب عليك ذنوبك ، حديث إبراهيم بن مهاجر خمسمائة ، وحديث طارق مائتين ، عندك عن إبراهيم مائة ، وعن طارق عشرة ، فأقبل بعضنا على بعض فقلنا هذا ذل. فقال يحيى : دعوه فإن كلمتموه لم آمن أن يقذفنا بأعظم من هذا.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال : أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : كان يحيى بن سعيد يسمى الشاذكوني الخائب.

أخبرني عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن عبد الله المديني قال : سمعت أبي ـ وقلت له ـ شيئا رواه الشاذكوني عن يحيى بن سعيد عن سفيان ، عن عليّ بن زيد ، عن سعيد بن المسيّب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أريت بني أمية في صورة القردة والخنازير ، يصعدون منبري ، فشق على ذلك ، فأنزلت : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [القدر ١]» (٢).

فأنكر في صورة القردة والخنازير أشد الإنكار.

قال : حدّثناه يحيى بن سعيد عن سفيان عن عليّ بن زيد عن ابن المسيّب قال : قال نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أريت بني أمية يصعدون منبري فشق علي ، فأنزلت : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)».

وأنكر أول حديث ابن الشاذكوني أشد الإنكار ، وقيل له حدث عن هشام بن يوسف قال : أخبرني أبو بكر بن أبي مريم عن الوليد بن أبي الوليد عن رجل قد سماه ـ فذهب عني ـ عن معاذ بن جبل. قال : لما أراد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يبعثني ـ أراه قال إلى اليمن ـ قال : «إنهم سائلوك عن المجرة ، فإذا سألوك فقل إنها من عرق الأفعى التي تحت العرش».

__________________

) انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ٢ / ٩٢. ومجمع الزوائد ٥ / ٢٤٤. والعلل المتناهية ٢ / ٢١٢.

٤٥

فأنكره أشد الإنكار وقال : لم يسمع هشام بن يوسف من أبي بكر بن أبي مريم شيئا ، وأبو بكر شامي ، وهشام صنعاني. ثم قال : أراه أبو بكر بن أبي سبرة.

أنبأني أحمد بن عليّ اليزدي ، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ ، أخبرنا محمّد بن إسحاق الثقفي قال : سمعت محمّد بن إسماعيل الصائغ قال : سمعت عفان يقول : جاءني الشاذكوني فأمليت عليه عبد الواحد بن زياد من أوله إلى آخره شيخا شيخا ، فبلغني بعد خمس سنين ـ أو ست ـ أنه يحدث به عن عبد الواحد ، فقلت لهم : ويحكم مني سمع هذا.

أخبرنا محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد عن سليمان الشاذكوني فقال : ما رأيت أحفظ منه ، فقلت له بأي شيء كان يتهم؟ فقال في الكذب ، وكان يكذب في الحديث ، وكان بلية يرمى باللواطة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن سفيان الأصبهانيّ قال : سمعت أحمد بن الحسين الأنصاريّ يقول : قدم علينا ابن عمرو بن مرزوق الباهلي البصريّ أصبهان في أيام سليمان بن داود الشاذكوني ، وذكر أن سليمان الشاذكوني وسفيان الرؤاسي وبلبل كانوا في رفقة يكتبون الحديث ، فأخذوا غلاما نصرانيّا فلم يكن لهم موضع فأدخلوه مسجدا ، فقالوا لسليمان الشاذكوني أين ترى ننحره؟ فقال : أخبرنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال : المحاريب محدثة فأبى الغلام دخول المحراب ، فقال سليمان : عبد صالح اجتنب المنحر ، فلما ضرب الدهر ضرباته ، وقدم ابن عمرو بن مرزوق أصبهان سأل الشاذكوني وتوسل إليه بأبوته وبالبلديّة فلم يسعفه بشيء ، فأراد أن يخجل الشاذكوني فقام يوم مجلسه فقال : يا أبا أيّوب إن رأيت أن تحدثنا بحديث العبد الصّالح الذي اجتنب المنحر؟ وإذا أبو أيّوب أعظم تجربة وأشد حكمة من أن يخجله شاب ، فقال : هذا عهد بعيد ، والحديث طويل ، ولم أذاكر به منذ حين ، فإذا فرغنا من المجلس فأتنا ونحن في المنزل لنحدثك بحديث العبد الصالح الذي اجتنب المنحر. فرجع خجلا وخرج عن البلد.

أخبرنا الحسين بن عليّ الصّيمريّ ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزبانيّ ، أخبرنا أحمد ابن إبراهيم الجمال ، حدّثنا الحسين بن عليل العنزي ، حدّثنا محمّد بن يوسف الخاركي قال : حدّثني عليّ بن المديني قال : كنا عند عبد الرّحمن بن مهديّ عشية ، إذ

٤٦

جيء بسليمان الشاذكوني وهو سكران في بنيجة ، فلما رآه عبد الرّحمن قال لغلمانه : احملوه فأدخل إلى منزله ، فلم أزل حتى أفاق فلما أتاه ابن مهديّ فوعظه. فقال : والله ما سكرت ولكنهم بنجوني ، فقال ابن مهديّ : دع النبيذ ولك عندي ألف درهم ، فقال نعم ، فأعطاه ألف درهم ، فأقام عنده حتى تغدى ثم انصرف ، قال : علي فما تركه حتى عاد إليه.

أخبرني عبد الملك بن عمر الرّزّاز ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا يزيد بن الهيثم بن طهمان ـ أبو خالد ـ حدّثنا محمّد بن سهل بن عسكر قال : جاء رجل إلى عبد الرّزّاق فدفع إليه كتابا ، فأخذه فقرأه ، فتغير وجهه ثم قال : العدو الله الكذاب الخبيث جاء إلى هاهنا؟ كان يفعل كذا ، ويفعل كذا ، ثم ذهب إلى العراق فذكر أني حدّثته بأحاديث ، والله ما حدّثته بها عن معمر ، ولا عن الثوري ، ولا عن ابن جريج ، ولا سمعتها منهم ، ثم رمى بكتابه ثم قال : ذاك الشاذكوني. ثم ذكر يحيى بن معين فقال : ما رأيت مثله ، ولا أعلم بالحديث منه من غير سرد ، وأما عليّ بن المديني فحافظ سراد ، وأما أحمد بن حنبل فما رأيت أفقه منه ولا أورع.

حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد اللّخميّ ـ بالأنبار ـ أخبرنا الحسين بن ميمون البزّاز ـ بمصر ـ أخبرنا الحسين بن عليّ بن شعبان بن زكير ، حدّثنا محمّد بن سعيد التستري ، حدّثنا القاسم بن نصر المخرّميّ قال : وسألته ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن سليمان الشاذكوني فقال : جالس حمّاد بن زيد ، وبشر بن المفضل ويزيد بن زريع وذكر جماعة فما نفعه الله بواحد منهم.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أنبأنا محمّد بن نعيم قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن العبّاس الضّبّي يقول : سمعت أبا الفضل يعقوب بن إسحاق يقول : سمعت صالحا جزرة يقول : قال لي أبو زرعة الرّازيّ ببغداد : أريد أن أجتمع مع سليمان الشاذكوني فأناظره ، قال صالح فذهبت به إليه ، فلما دخل عليه قلت له : هذا أبو زرعة الرّازيّ أراد مذاكرتك ، فتذاكرا حديث أستار الكعبة وما قطع منها ، فكان الشاذكوني يصنع الأسانيد في الوقت ويذاكره بها ، فتحير أبو زرعة وسكت ، فلما قمنا من عنده قال لي أبو زرعة : اغتممت والله مما فعل هذا الشيخ! قلت له : هذه الأحاديث وضعها الساعة ، ولو ذاكرته بشيء آخر لوضع مثلها.

٤٧

أخبرنا الجوهريّ ، أنبأنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين ـ وذكر ابن الشاذكوني فقال : قد سمع إلا أنه يكذب ويضع الحديث.

أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال يحيى بن معين : جربت علي ابن الشاذكوني الكذب.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا محمّد بن عبد الحميد السهمي ، حدّثنا أحمد بن محمّد الحضرمي قال : سألت يحيى بن معين عن سليمان الشاذكوني فقال : ليس بشيء.

حدثت عن دعلج بن أحمد قال : سمعت أبا العبّاس الأزهري قال : سمعت محمّد ابن إسماعيل البخاريّ ـ وذكر سليمان يعني الشاذكوني فقال : هو عندي أضعف من كل ضعيف.

حدّثنا محمّد بن عليّ الصوري بلفظه ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، أخبرني أبي قال : أبو أيّوب سليمان ابن داود الشاذكوني ليس بثقة.

أخبرنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي قال : سألت عبدان الأهوازيّ عن الشاذكوني كيف هو؟ فقال : معاذ الله أن يتهم الشاذكوني ، وإنما كانت كتبه قد ذهبت ، فكان يحدث فيغلظ.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي قال : سئل عبد الله بن محمّد بن سيّار عن الشاذكوني فقال : سمعت عبّاسا العنبريّ يقول : ما مات ابن الشاذكوني حتى انسلخ من العلم انسلاخ الحية من قشرها.

سمعت أبا نعيم الحافظ يقول : توفي سليمان بن داود السّعدي الشاذكوني بأصبهان سنة ست وثلاثين ومائتين. وهذا القول وهم ، والصواب في تاريخ وفاته.

ما أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم قال : سليمان الشاذكوني توفي بالبصرة سنة أربع وثلاثين ومائتين.

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات سليمان بن داود الشاذكوني المنقري بأصبهان.

٤٨

وكذلك ذكر محمّد بن جرير الطّبريّ أن وفاته كانت بأصبهان في جمادى الأولى من سنة أربع وثلاثين.

حدثت عن محمّد بن المظفر الحافظ قال : سمعت أبا الحسين ابن قانع يقول : سمعت إسماعيل بن الفضل بن طاهر يقول : رأيت سليمان الشاذكوني في النوم فقلت ما فعل الله بك يا أبا أيّوب؟ قال : غفر لي. قلت بما ذا؟ قال : كنت في طريق أصبهان أمر إليها ، فأخذني مطر وكان معي كتب ، ولم أكن تحت سقف ولا شيء فانكببت على كتبي حتى أصبحت ، وهدأ المطر ، فغفر الله لي بذلك.

٤٦٢٨ ـ سليمان بن أيّوب ، أبو أيّوب صاحب البصريّ :

حدّث عن حمّاد بن زيد ، وهارون بن دينار. روى عنه زكريّا بن يحيى الضّرير المدائني ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وصالح بن محمّد جزرة ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ وأبو القاسم البغويّ. وكان من أهل البصرة ، وقدم بغداد وحدّث بها.

أخبرنا الحسين بن محمّد الخلّال ، حدّثنا عمر بن محمّد بن عليّ الناقد ، حدّثنا أحمد بن الحسن الصّوفيّ ، حدّثنا سليمان بن أبي أيّوب ـ صاحب البصريّ ، في منزل عبيد الله القواريري ـ حدّثنا حمّاد بن زيد عن أبي الزبير قال : سألت ابن عمر عن استلام الحجر فقال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستلمه ويقبله. قال : قلت : أرأيت إن زحمت ، أرأيت إن غلبت؟ قال : اجعل أرأيت باليمن. كذا قال لي الخلّال عن أبي الزبير ، والصواب : عن الزبير وهو ابن عدي.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : قال لي يحيى بن معين : هذا البصريّ أبو أيّوب صاحب البصريّ ثقة صدوق حافظ معروف ، أكتب عنه.

أخبرنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عليّ بن أبي طالب البغداديّ ـ بمصر ـ قال : وجدت في كتاب جد أبي الحسين بن حبّان ـ قال : أبو زكريّا سليمان ابن أيّوب صاحب البصريّ من الحفاظ الثقات كان يتحفظ عند يحيى بن سعيد ، يأنف أن يكتب عنده.

__________________

٤٦٢٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢٢٧.

٤٩

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : سنة خمس وثلاثين ومائتين فيها مات سليمان بن أيّوب صاحب البصريّ.

٤٦٢٩ ـ سليمان بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن حبيب ، أبو محمّد الجرشي الشامي :

نزيل واسط حدّث عن الوليد بن مسلم ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ، ومروان ابن معاوية كان فهما حافظا قدم بغداد فكتب عنه بها أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وأحمد بن ملاعب ، وحنبل بن إسحاق.

وقال ابن أبي حاتم كتب عنه أبي وقال : كتبت عنه قديما ، وكان حلوا. قدم بغداد فكتب عنه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وتغير بأخرة ، فلما كان في رحلتي الثانية قدمت واسطا فسألت عنه فقيل لي : قد أخذ في الشرب والمعازف والملاهي فلم أكتب عنه.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي قال : حدّثني سليمان بن أحمد. وقال أحمد ابن حنبل : سألت عنه بالشام فوجدته معروفا يحمدونه.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني. قال : قلت لأبي : حديث رواه الوليد بن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن معيقيب أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اهتز العرش لموت سعد» (١) فقال : هذا الحديث كذب موضوع ، رواه سليمان بن أحمد الواسطيّ ، وعمرو بن مالك.

أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد عن سليمان بن أحمد فقال : كان يتهم في الحديث.

أنبأني أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال :

__________________

٤٦٢٩ ـ انظر : التاريخ الكبير ٤ / ٣. والجرح والتعديل ٤ / ١٠١. وميزان الاعتدال ٢ / ١٩٤. ولسان الميزان ٣ / ٧٢. والمغني ١ / ٢٧٧.

) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٥ / ٤٤. وصحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ١٢٤. وفتح الباري ٧ / ١٢٣.

٥٠

قرأت على محمّد بن طالب بن عليّ قال : قال أبو عليّ صالح بن محمّد البغداديّ : سليمان بن أحمد الواسطيّ كذاب.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : سليمان بن أحمد أبو محمّد ضعيف ، روى عن الوليد بن مسلم.

قرأت في كتاب أبي سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي قال : سألت عبدان وقد حدّثنا عن سليمان بن أحمد الواسطيّ بعجائب فقال : كان عندهم ثقة.

قال ابن عدي : ولسليمان أحاديث أفراد غرائب ، يحدث بها عنه عليّ بن عبد العزيز وغيره ، وهو عندي ممن يسرق الحديث ويشتبه عليه.

حدّثني أحمد بن محمّد المستملي ، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الحافظ قال : سليمان بن أحمد أبو محمّد الواسطيّ متروك الحديث.

٤٦٣٠ ـ سليمان بن أبي شيخ ، واسم أبي شيخ : منصور بن سليمان ، ويكنى أبا أيّوب الواسطيّ :

سكن ببغداد في بركة زلزل ، وحدّث عن سفيان بن عيينة ، وعبد الله بن إدريس ، وأبي سفيان الحميري ، وصالح بن سليمان ، ومحمّد بن الحجّاج اللّخميّ وحجر بن عبد الجبّار الحضرمي ، ويحيى بن سعيد ، وخالد بن سعيد الأمويين ، وصلة بن سليمان ، وغيرهما. وكان عالما بالنسب ، والتواريخ ، وأيام الناس وأخبارهم وكان صدوقا. روى عنه أحمد بن أبي خيثمة ، ومحمّد بن العبّاس اليزيدي ، وأحمد بن القاسم أخو أبي الليث الفرائضي ، وعلي بن الحسن بن المغيرة الدقاق.

أخبرني عبد العزيز بن علي الوراق ، حدّثنا عمر بن محمّد بن إبراهيم البجلي ، حدّثنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي ، حدّثنا أحمد بن سليمان بن أبي الشيخ أن أباه ولد سنة إحدى وخمسين ومائة ، ومات سنة ست وأربعين ومائتين ، وكان عمره خمسا وتسعين سنة ، وأن أبا شيخ جده ولد سنة ثمان عشرة ومائة ، ومات سنة ست وثمانين ومائة ، وكان اسمه منصور ، وأن جد أبيه سليمان الأكبر أبا أبي شيخ ،

__________________

٤٦٣٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٤٦.

٥١

ولد سنة أربعين ، وفيها قتل أمير المؤمنين علي ، ومات في السنة التي ولد فيها ابنه أبو شيخ ، سنة ثمان عشرة ومائة.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن سليمان بن أبي شيخ الواسطيّ فقال : ثقة.

٤٦٣١ ـ سليمان بن معبد ، أبو داود النّحويّ السنجي المروزيّ :

سمع النّضر بن شميل والنّضر بن محمّد الجرشي ، وسيّار بن حاتم ، والهيثم بن عدي ، وعبد الرّزّاق بن همّام والأصمعي ، وعمرو بن عاصم ، ومسلم بن إبراهيم ، وعبد الله بن يوسف التنيسي ، وأصبغ بن الفرج ، وغيرهم.

وكان قد رحل في العلم إلى العراق ، والحجاز ، ومصر واليمن ، وقدم بغداد وذاكر الحفاظ بها ، وسمع منه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد في مذاكرته ليحيى بن معين أحاديث. وروى عنه مسلم بن الحجّاج ، ومحمّد بن عبد الله الحضرمي ، وعبد الرّحمن بن يوسف بن خراش ، وأبو بكر بن أبي داود ومحمّد بن حمدويه المروزيّ ، وكان ثقة.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : أبو داود النّحويّ ـ سليمان بن معبد ـ ليحيى بن معين : حدّثنا مسلم بن إبراهيم قال : سمعت حمّاد بن سلمة يقول : أعض الله أبا حنيفة بكذا وكذا لا يكنى ، فقال يحيى بن معين : أساء أساء.

أنبأنا أحمد بن محمّد الكاتب ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال : قرأت علي ابن جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن صريم السنجي فأقر به.

سمعت أبا رجاء محمّد بن حمدويه بن موسى يقول : سليمان بن معبد من أهل السنج جالس الأصمعي وجلة الفقهاء ، مات في سنة سبع وخمسين ومائتين. زاد غيره : في ذي الحجة.

__________________

٤٦٣١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٥٦٦ (١٢ / ٦٧). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٣١. والجرح والتعديل ٤ / ترجمة ٦٣٢. وثقات ابن حبان ١ / الورقة ١٧٦. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ٦٧. وتقييد المهمل ، الورقة ٦٧. والجمع ١ / ١٨٥. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٤٠٥. ومعجم البلدان ١ / ٢٠٤. والكاشف ١ / ت ٢١٥٠. وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٠٢. والعبر ٢ / ٢١. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٥٥. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٤٢ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ١٣٣. ونهاية السئول ، الورقة ١٣٠. وتهذيب ابن حجر ٤ / ٢١٩. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ٢٧٤٤. وشذرات الذهب ٢ / ١٣٦.

٥٢

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ ، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري ، حدّثنا عمر بن أحمد بن عليّ المروزيّ ، أخبرني أبو جعفر الكمساني المؤدّب ـ بمرو ـ أن هذه الأبيات لأبي داود سليمان بن معبد السنجي :

يا آمر الناس بالمعروف مجتهدا

وإن رأى عاملا بالمنكر انتهره

ابدا بنفسك قبل الناس كلهم

فأوصها واتل ما في سورة البقرة

أتأمرون ببر تاركين له

ناسين ذلك دأب الخيب الخسره

وإن أمرت ببر ثم كنت على

خلافه لم تكن إلّا من الفجره

من كان بالعرف أمارا وتاركه

فذاك يسبق منه سيله مطره

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، حدّثنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ عن أبيه.

ثم حدّثني الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال : ناولني عبد الكريم وكتب لي بيده قال : سمعت أبي يقول : سليمان بن معبد مروزي ثقة ، كنيته أبو داود.

٤٦٣٢ ـ سليمان بن عبد الجبّار بن رزيق ، أبو أيّوب :

من ساكني سر من رأى. حدّث عن سعيد بن عامر الضبعي ، وعثمان بن عمر بن فارس ، ويونس بن محمّد ، وإسحاق بن عيسى بن الطباع ، وعمر بن حفص بن غياث ، وخالد بن مخلد ، وعليّ بن قادم ، وعفان بن مسلم ، وحسين بن محمّد المروزيّ. روى عنه عبد الله بن محمّد بن ناجية ، وأحمد بن عبد الله بن سابور ، وقاسم بن زكريّا المطرز ، ومحمّد بن هارون بن المجدر ، ويحيى بن محمّد بن صاعد.

وقال ابن أبي حاتم : كتب عنه أبي بسامرا. قال : وسمعت أبي يعقوب سمعت حجاج بن الشّاعر يبالغ في الثناء عليه ويذكره بخير.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، أخبرنا عمر بن محمّد بن عليّ الناقد ،

__________________

٤٦٣٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٥٣٩ (١٢ / ٢٠). والجرح والتعديل ٤ / الترجمة ٥٦٦. وثقات ابن حبان ١ / الورقة ١٧٥. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٣٩٨. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٤٢ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). والكاشف ١ / ترجمة ٢١٢٩. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٥٣. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ١٣٠. ونهاية السئول ، الورقة ١٢٩. وتهذيب ابن حجر ٤ / ٢٠٥. وخلاصة الخزرجي ١ / الترجمة ٢٧١٦.

٥٣

حدّثنا عبد الله بن محمّد بن ناجية ، حدّثنا سليمان بن عبد الجبّار وإبراهيم بن سعيد الجوهريّ قالا : حدّثنا حسين بن محمّد المروزيّ قال : حدّثنا جرير بن حازم.

وأخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر بن الهيثم الأنباريّ ، حدّثنا جعفر الصائغ ، حدّثنا حسين ، حدّثنا جرير عن أيّوب ، عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه (١)»وقال إبراهيم : «إذا ولى أحدكم أخاه».

أخبرنا أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا الحسين بن محمّد بن أحمد بن شعبة المروزيّ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محبوب ، حدّثنا أبو عيسى الترمذي ، حدّثنا سليمان بن عبد الجبّار البغداديّ ، حدّثنا عمر بن حفص بن غياث بحديث ذكره.

٤٦٣٣ ـ سليمان بن أيّوب ، الربضي الضّرير :

حدّث عن داود بن المحبر. روى عنه إبراهيم بن الوليد الجشاش.

أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان الغزّال ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا إبراهيم بن الوليد الجشاش قال : سمعت سليمان أبا أيّوب الربضي الضّرير ـ وكان من الصّالحين ـ قال : حدّثنا داود بن المحبر عن مبارك بن فضالة عن ثابت البناني قال : أفضت من عرفات وقد مضى الناس ، فبينما أنا أسير وحدي إذا أنا برجلين يقول أحدهما لصاحبه يا حبيب ، فقال الآخر : لبيك يا محب ما تقول قال : أترى الذي تحاببنا فيه يعذبنا؟ قال : فسمعوا صوتا : ليس بفاعل ، ليس بفاعل.

٤٦٣٤ ـ سليمان بن محمّد بن عاصم ، الطيالسي :

حدّث عن قبيصة بن عقبة. روى عنه ابن أخيه القاسم بن بكر الطيالسي.

٤٦٣٥ ـ سليمان بن خلاد ، أبو خلاد المؤدّب :

سكن سر من رأى وحدّث بها عن يزيد بن هارون ، وشبابة بن سوار ، ووهب بن جرير ، وكثير بن هشام ، ويونس بن محمّد ، وقراد أبي نوح ، والحسن بن موسى الأشيب. روى عنه قاسم بن محمّد الأنباريّ ، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني ، ومحمّد بن نوح الجنديسابوري ، وأبو عيسى بن قطن السّمسار ، ومحمّد بن

__________________

(١) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٤٦٣٣ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٦ / ٧٦.

٤٦٣٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٦٥.

٥٤

زكريّا الدّقّاق ، وأحمد بن عبد الله وكيل أبي صخرة ، ومحمّد بن سهل بن هارون العسكريّ ، ومحمّد بن مخلد الدوري.

وقال ابن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا سليمان بن خلاد ، حدّثنا وهب بن جرير ، حدّثنا أبي قال : سمعت محمّد بن زياد يحدث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار» (١).

أخبرني الطّناجيريّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : قال جدي عن ابن بكر ـ يعني أحمد بن محمّد بن بكر القصير ـ ومات أبو خلاد بسر من رأى في آخر سنة إحدى وستين ومائتين.

٤٦٣٦ ـ سليمان بن الحسن ، أبو أيّوب ، يعرف بأخي المقتصد :

حدّث عن عبد الله بن نمير ، ويزيد بن هارون ، وأبي النّضر هاشم بن القاسم ، والحكم بن مروان الضّرير. روى عنه محمّد بن مخلد ، وكان ثقة.

أخبرنا أحمد بن سليمان بن عليّ المقرئ ، أخبرنا محمّد بن بكران بن عمران ، حدّثنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثني سليمان بن الحسن أبو أيّوب أخو المقتصد قال [حدّثنا] (١) الحكم بن مروان ، حدّثنا عمرو بن بشير أبو هانئ عن الشعبي قال : من قرأ : (إِذا زُلْزِلَتِ) فإنها تعدل سدس القرآن.

قرأت في كتاب ابن مخلد بخطه سنة اثنتين وستين ومائتين ، فيها مات أبو أيّوب سليمان بن الحسن أخو المقتصد في شهر رمضان.

٤٦٣٧ ـ سليمان بن الرّبيع بن هشام بن عزور بن مهلهل ، أبو محمّد النهدي الكوفيّ :

قدم بغداد وحدّث بها عن أبي جنادة حصين بن مخارق ، وهمّام بن مسلم الزاهد وكادح بن رحمة ، وأبي نعيم الفضل بن دكين. روى عنه محمّد بن جرير الطّبريّ ،

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٧٧. وصحيح مسلم ، كتاب الصلاة ١١٤.

٤٦٣٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٨١.

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

) ٤٦٣٧ ـ انظر الحديث في : الدر المنثور ٦ / ٢٤٨. والذهبي في الطب النبوي ١٣٧.

٥٥

وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصّوفيّ ، ويحيى بن صاعد ، وجعفر بن أحمد بن يحيى المؤذن ، ومحمّد بن مخلد العطّار.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عبد الواحد البيع ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا محمّد بن مخلد بن حفص العطّار ، حدّثنا سليمان بن الرّبيع ، حدّثنا همّام بن مسلم الزاهد ، عن مقاتل بن حيّان عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من اشتكى ضرسه فليضع إصبعه عليه وليقرأ هذه الآية : (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) [الأنعام ٩٨] (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) [السجدة](١)».

حدّثني الأزهري قال : قال أبو الحسن الدّارقطنيّ : يقال كادح بن رحمة له اسم كان يعرف به ، فغيره سليمان بن الرّبيع فسماه كادحا ، ذهب إلى قول الله تعالى : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ) [الانشقاق ٦] قال : وقد روى سليمان بن الرّبيع هذا أحاديث مناكير عن شيخ آخر ، فغير اسمه سماه همّام بن مسلم وأظنه ذهب إلى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «كل بني آدم همّام» قال أبو الحسن : أراد منهم من يهم بالخير ، ومنهم من يهم بالشر ، وذهب إلى أن أباه كان مسلما فقال همّام بن مسلم.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ. قال : كان سليمان بن الرّبيع ضعيفا ، أخبرنا أحمد بن عليّ بن الحسين المحتسب قال : قرأنا على أحمد بن الفرج بن الحجّاج عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : سنة أربع وسبعين ومائتين فيها مات سليمان الكادحي.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبا محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان يقول : سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول : سنة أربع وسبعين ومائتين فيها مات سليمان بن الرّبيع النهدي بالكوفة.

٤٦٣٨ ـ سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شدّاد بن عمرو بن عمران ، أبو داود الأزديّ السجستاني :

أحد من رحل وطوف ، وجمع وصنف ، وكتب عن العراقيين ، والخراسانيين ،

__________________

٤٦٣٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٦٨. وتهذيب الكمال ٢٤٩٢ (١١ / ٣٥٥). والجرح والتعديل ٤ / ترجمة ٤٥٦. وثقات ابن حبان ١ / الورقة ١٧٢. وأخبار أصبهان ١ / ٣٤٤. والسابق واللاحق للخطيب ٢٦٤. وشيوخ أبي داود للجياني. وطبقات الحنابلة ١ / ١٥٩. والأنساب للسمعاني ٧ / ٤٦. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٣٨٧. وتاريخ دمشق ٧ / الورقة ٢٧١ ـ ٢٧٤. والكامل في التاريخ ٧ / ٤٢٥. واللباب ٢ / ١٠٥. ووفيات الأعيان ٢ / ٤٠٤. وتاريخ ـ

٥٦

والشاميين ، والمصريين ، والجزريّين. وسمع مسلم بن إبراهيم ، وسليمان بن حرب ، وأبا عمر الحوضي ، وأبا الوليد الطيالسي ، وموسى بن إسماعيل التبوذكي ، وأبا معمر المقعد ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، ومسددا وشاذ بن فياض ، ويحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل ، وقتيبة بن سعيد ، وأحمد بن يونس ، وعثمان بن أبي شيبة ، وإبراهيم ابن موسى الفراء ، وعمرو بن عون ، وأبا الجماهر التّنوخيّ ، وهشام بن عمّار الدمشقي ، ومحمّد بن الصباح الدولابي ، والرّبيع بن نافع الحلبيّ ، ويزيد بن موهب الرملي ، وأبا الطاهر بن السرح ، وأحمد بن صالح المصريين ، وأبا جعفر النفيلي ، وخلقا كثيرا غيرهم. روى عنه ابنه عبد الله ، وأبو عبد الرّحمن النّسائيّ ، وأحمد بن محمّد بن هارون الخلّال ، وعليّ بن الحسين بن العبد ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وأحمد بن سلمان النّجّاد ، في آخرين.

وكان أبو داود قد سكن البصرة ، وقدم بغداد غير مرة ، وروى كتابه المصنف في السنن بها ، ونقله عنه أهلها ، ويقال إنه صنفه قديما وعرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده واستحسنه.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا سليمان بن الأشعث بن إسحاق ـ أبو داود ـ حدّثنا أبو سلمة ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم آخى بين الزبير وبين عبد الله بن مسعود.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّيباني ، حدّثنا أبو عيسى الأزرق. قال : سمعت أبا داود يقول : دخلت الكوفة سنة إحدى وعشرين ، فلم أكتب عن مخول بن إبراهيم النهدي ، ومضيت مع عمر بن حفص بن غياث إلى منزله فلم يقض السماع منه.

أخبرنا محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازيّ ، أخبرنا عليّ بن الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ أخبرنا أبو عبيد محمّد بن عليّ بن عثمان الآجري قال : سمعت سليمان بن الأشعث ـ أبا داود ـ يقول : ولدت سنة اثنتين ومائتين ، وصليت على عفان

__________________

الإسلام ، الورقة ١٠٩ (مجلد أوقاف بغداد ٥٨٨٢). وسير النبلاء ١٢ / ٢٠٣. وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٩١. والعبر ٢ / ٥٤. والكاشف ١ / ت ٢٠٩٠. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ١٢٣. وطبقات السبكي ٢ / ٢٩٣. والبداية والنهاية ١١ / ٥٤. ونهاية السئول ، الورقة ١٢٦. وتهذيب ابن حجر ٤ / ٢٩٨. وطبقات الحفاظ للسيوطي ٢٦١. وطبقات المفسرين ١٩٥. وخلاصة الخزرجي ١ / ترجمة ٢٦٦٩. وشذرات الذهب ٢ / ١٦٧.

٥٧

ببغداد سنة عشرين ، وسمعت من أبي عمر الضّرير مجلسا واحدا ودخلت البصرة وهم يقولون أمس مات عثمان المؤذن ، وتبعت عمر بن حفص بن غياث إلى منزله ولم أسمع منه شيئا ، ورأيت خالد بن خداش ولم أسمع منه شيئا ، وسمعت من سعدويه مجلسا واحدا ، وسمعت من عاصم بن عليّ مجلسا واحدا. قلت : سمعت من يوسف الصّفّار؟ قال : لا ، قلت : سمعت من ابن الأصبهانيّ؟ قال : لا ، قلت : سمعت من عمرو بن حمّاد بن طلحة؟ قال : لا ، ولا سمعت من مخول بن إبراهيم ثم قال : هؤلاء كانوا بعد العشرين ، والحديث رزق ولم أسمع منهم ، كان لا يحدث عن ابن الحماني ، ولا عن سويد ، ولا عن ابن كاسب ، ولا عن ابن حميد ، ولا عن سفيان بن وكيع ، ولم يسمع من خلف بن موسى بن خلف ، ولا من أبي همّام الدلال ، ولا من الرقاشي.

حدّثني أبو بكر محمّد بن عليّ بن إبراهيم القاري الدّينوريّ ـ بلفظه ـ قال : سمعت أبا الحسين محمّد بن عبد الله بن الحسن الفرضي سمعت أبا بكر بن داسه يقول : سمعت أبا داود يقول : كتبت عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خمسمائة ألف حديث ، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب ـ يعني كتاب السنن ـ جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث ، ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث ، أحدها قوله عليه‌السلام «الأعمال بالنيات» (١) والثاني قوله «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» (٢) والثالث قوله «لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه» (٣) والرابع قوله «الحلال بين والحرام بين ، وبين ذلك أمور مشتبهات» (٤) الحديث.

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبليّ قال : أخبرنا أبو بكر الخلّال قال : أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام المقدم في زمانه ، رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم ، وبصره بمواضعها ، أحد في زمانه ، رجل ورع مقدم. وسمع أحمد بن حنبل منه حديثا واحدا كان أبو داود يذكره ، وكان إبراهيم الأصبهانيّ وأبو بكر صدقة يرفعون من قدره ، ويذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله.

__________________

(١) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) انظر الحديث في : الكامل لابن عدي ٣ / ٩٠٧ ، ٤ / ١٥٨٨ ، ٦ / ٢٣٤١. ومسند أحمد ١ / ٢٠. ومجمع الزوائد ٨ / ١٨.

(٣) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٨ / ١٦. ونصب الراية ٤ / ٢٨. والبداية والنهاية ١١ / ٥٥.

(٤) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب المساقاة ١٠٨. وصحيح البخاري ٧ / ٣٠. وفتح الباري ٤ / ٢٩٠.

٥٨

وقد أخبرنا بالحديث الذي سمعه (٥) أحمد من أبي داود أبو الفرج الطّناجيريّ : حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن عمرو الرّازيّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن قيس ، عن حمّاد بن سلمة ، عن أبي العشر الدارمي عن أبيه : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سئل عن العتيرة فحسنها. قال ابن أبي داود : قال أبي : فذكرته لأحمد بن حنبل فاستحسنه وقال : هذا حديث غريب ، وقال لي اقعد ، فدخل فأخرج محبرة وقلما وورقة وقال أمله علي ، فكتبه عني ، ثم شهدته يوما آخر وجاءه أبو جعفر بن أبي سمينة فقال له أحمد بن حنبل : يا أبا جعفر عند أبي داود حديث غريب اكتبه عنه. فسألني فأمليته عليه.

قرأت في كتاب محمّد بن العبّاس بن الفرات ، أخبرنا محمّد بن العبّاس بن أحمد ابن محمّد بن عاصم الضّبّي ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن ياسين الهرويّ قال : سليمان ابن الأشعث أبو داود السجزي كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلمه ، وعلله ، وسنده ، في أعلى درجة النسك ، والعفاف ، والصلاح ، والورع ، من فرسان الحديث.

حدّثني الأزهري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدّثنا أحمد بن سنان ـ أو غيره ـ حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم بن علقمة قال : كان عبد الله يشبه بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في هديه ودلّه ، وكان علقمة يشبه بعبد الله.

وقال جرير بن عبد الحميد : كان إبراهيم يشبه بعلقمة ، وكان منصور يشبه بإبراهيم ، وقال غير جرير : كان سفيان يشبه بمنصور.

قال عمر بن أحمد : وقال أبو عليّ القوهستاني : كان وكيع يشبه بسفيان ، وكان أحمد بن حنبل يشبه بوكيع ، وكان أبو داود يشبه بأحمد بن حنبل.

أخبرنا الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ ، أخبرني محمّد بن بكر بن عبد الرّزّاق ـ في كتابه ـ قال : كان لأبي داود السجستاني كم واسع وكم ضيق ، فقيل له : يرحمك الله ما هذا؟ قال : الواسع للكتب ، والآخر لا يحتاج إليه.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال : سمعت عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ

__________________

(٥) في الصيمصاطية : «بالحديث الذي سمعه أحمد بن أبي دؤاد».

٥٩

يقول : سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول : سمعت أبي يقول : الشهود الخفية حب الرئاسة.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان يقول : سمعت أحمد بن محمود بن صبيح. قال : ومات أبو داود السجستاني بالبصرة سنة خمس وسبعين.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى القرشيّ.

وأخبرنا الجوهريّ قال : أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قالا : أخبرنا أبو الحسين بن المنادي قال : ودخلها ـ يعني بغداد ـ أبو داود السجستاني مرارا ، ثم خرج منها آخر مراته في أول سنة إحدى وسبعين إلى البصرة ، فنزلها ومات بها في سنة خمس وسبعين ومائتين.

حدّثنا محمّد بن الحسن الأهوازيّ ، أخبرنا أبو عليّ الحسين بن محمّد بن أحمد الشّافعيّ ، أخبرنا أبو عبيد محمّد بن عليّ قال : ومات ـ يعني أبا داود ـ لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين ، وصلى عليه عبّاس بن عبد الواحد الهاشميّ (٦).

٤٦٣٩ ـ سليمان بن محمّد ، أبو الرّبيع العبسي :

حدّث عن عبيد الله بن موسى ، وأبي نعيم الفضل بن دكين. روى عنه أبو بكر الشّافعيّ.

أخبرنا عبد الغفار بن محمّد بن جعفر المؤدّب ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، حدّثنا أبو الرّبيع سليمان بن محمّد العبسي ، حدّثنا عبد الله ـ يعني ابن موسى ـ عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عبّاس قال : إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب ، قال : وما أكتب قال : أكتب القدر ما هو كائن من ذلك اليوم إلى يوم القيامة ، ثم ارتفع بخار الماء ففتق منه السموات السبع ، ثم خلق النون فبسط الأرض فوق ظهره ، فاضطرب النون وماجت الأرض ، فأثبتت بالجبال ، فهن يفتخرن عليها.

٤٦٤٠ ـ سليمان بن محمّد بن الفضل بن جبريل ، أبو منصور النهرواني :

من ولد جرير بن عبد الله صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. حدّث عن محمّد بن موسى

__________________

(٦) «آخر الجزء الحادي والستين من تجزئة المؤلف».

٦٠