تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٠

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا محمّد بن عمرو بن البختري الرّزّاز ـ إملاء ـ حدّثنا عبد الله بن روح المدائني ، حدّثنا شبابة ، حدّثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن عبد الله بن شقيق عن سفيان بن عبد الله عن أبيه قال : قلت يا رسول الله أخبرني بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدا بعدك؟ قال : «قل آمنت بالله ثم استقم» قال : قلت : فما أتقي؟ قال «فأومأ بيده إلى لسانه» (١).

سمع هبة الله بن الحسن الطّبريّ ـ وسئل عن عبد الله بن روح ـ فقال : ثقة صدوق.

حدّثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أخبرنا مكي بن محمّد بن الغمر المؤدّب ، أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال أخبرنا أبي قال : سمعت أبا أحمد عبد الله بن روح المدائني يقول : ولدت يوم السبت أول يوم من صفر سنة سبع وثمانين ومائة ، وهو اليوم الذي قتل فيه جعفر بن يحيى البرمكي.

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : مات عبد الله بن روح المدائني ببغداد سنة أربع وسبعين ومائتين ، هذا خطأ والصواب :

ما أخبرنا الحسن بن أبي بكر [عن] (٢) محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال : مات عبد الله بن روح المدائني سنة سبع وسبعين ومائتين.

وكذلك أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع.

وأخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : ومات عبدوس المدائني فيم بلغنا سلخ جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين.

قلت : وذكر ابن قانع أن وفاته كانت بالمدائن.

* * *

حرف الزّاي من آباء العبادلة

٥٠٨٨ ـ عبد الله بن زياد بن سمعان المدائني. مولى أم سلمة زوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم:

حدّث عن محمّد بن كعب القرظي ، ومجاهد بن جبر ، وابن شهاب الزّهريّ

__________________

(١) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٥٠٨٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٢٧٦ (١٤ / ٥٢٦ ـ ٥٣٢). وتاريخ ابن معين ٢ / ٣٠٨. وعلل أحمد ـ

٤٦١

ومحمّد بن عمرو بن عطاء ، ونافع مولى ابن عمر ، ومحمّد بن المنكدر. روى عنه عبد الله بن وهب المصري ، وشبابة بن سوار ، ومحمّد بن فضيل بن غزوان ، وكثير بن هشام ، والحسن بن قتيبة المدائني ، وعليّ بن الجعد. قدم ابن سمعان بغداد في أيام المهديّ وحدّث بها.

أخبرنا محمّد بن عمر بن القاسم النرسي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، أخبرنا إسحاق بن الحسن الحربيّ وأحمد بن بشر المرثدي قالا : حدّثنا عليّ بن الجعد ، أخبرنا عبد الله بن زياد بن سمعان عن محمّد بن المنكدر عن طاوس عن ابن عبّاس عن عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا طلاق إلا بعد نكاح ، ولا عتق إلا بعد ملك»(١).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله يقول : كان ابن سمعان عند أبي عبيد الله فقال : حدّثنا مجاهد. فقال محمّد بن إسحاق : والله إني لأكبر منه والله ما لقيت مجاهدا! وفخم أبو عبد الله كلامه.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت إبراهيم بن سعد يحلف بالله لقد كان ابن سمعان يكذب.

وأخبرنا إبراهيم بن مخلد ، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي ، حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي قال : ذكروا عند إبراهيم بن سعد ، ابن سمعان فقال : والله ما رأيته في حلقة من حلق الفقه قط ، ولقد أخبرني ابن أخي الزّهريّ ـ وسألته ـ هل رأيته عند عمك ابن شهاب الزّهريّ فقال : والله ما رأيته قط.

__________________

ـ ١ / ١٠٨ ، ٢٩٧. والتاريخ الكبير ٥ / ت ٢٧١. والصغير ٢ / ١١٤. والضعفاء الصغير ، ترجمة ١٨٥. وأحوال الرجال للجوزجاني ، ترجمة ٢٤٥. والضعفاء للنسائي ، ترجمة ٣٣٩. والقضاة لوكيع ١ / ٢٢٢. والكنى للدولابي ٢ / ٢٧. وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٠٣. والجرح والتعديل ٥ / ت ٢٧٩. والمجروحين ٢ / ٧. والكامل لابن عدي ٢ / الورقة ١١١. والضعفاء للدارقطني ، ترجمة ٣٠٩. وعلله ١ / الورقة ٨٤ ، ٣ / الورقة ١٨ ، ٥ / الورقة ٧٩. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ٨٤. والكاشف ٢ / ترجمة ٢٧٥٢. والمغني ١ / ت ٣١٧٦. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٤٦. وتاريخ الإسلام ٦ / ٢٠٩. وميزان الاعتدال ٢ / ت ٤٣٢٤. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٢٧٠. والمراسيل للعلائي ، الترجمة ٣٦١. والكشف الحثيث ٣٨٦. ونهاية السئول ، الورقة ١٦٩. وتهذيب التهذيب ٥ / ٢١٩. والتقريب ١ / ٤١٦. وخلاصة الخزرجي ٢ / ت ٣٥٠٣.

(١) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٢١٩٠ ، ٢١٩١ ، ٢١٩٢. وسنن ابن ماجة ٢٠٤٧. والسنن الكبرى للبيهقي ٧ / ٣١٨ ، ٣٢٠ ، ٣٢١. وكشف الخفا ٢ / ٥١٠.

٤٦٢

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا عليّ بن محمّد بن أحمد المصري ـ إملاء ـ حدّثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص ، حدّثنا عبد الحميد بن الوليد ، أخبرني ابن القاسم ـ يعني عبد الرّحمن ـ قال : سألت مالك بن أنس عن ابن سمعان فقال : كذاب. فقلت : فيزيد بن عياض؟ قال : أكذب وأكذب.

أخبرنا البرقانيّ ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم ، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ ، حدّثني محمّد بن إدريس بن المنذر ، حدّثنا أيّوب بن سليمان بن بلال ، حدّثني أبو بكر بن أبي أويس قال : كنت أجالس عبد الله ابن زياد بن سمعان ، وكنا نرى أنه أخذ كتبا غير سماعه ، فبينا هو يحدث إذا انتهى إلى حديث لشهر بن حوشب ، فقال : حدّثني شهر بن جوست. فقلت : من هذا؟ قال رجل من أهل خراسان : اسمه من أسماء العجم ، فقلت : لعلك تريد شهر بن حوشب ، فعلمنا حينئذ أنه يأخذ الكتب.

أخبرنا القاضي أبو حامد أحمد بن محمّد بن أبي عمرو الأستوائي ، وأبو الحسن ابن محمّد بن عبد الواحد قالا : أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل الفارسيّ ، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي ، حدّثنا محمّد بن إدريس ، حدّثنا أيّوب بن سليمان بن بلال ، حدّثنا أبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس قال : كنت جالسا عند عبد الله بن زياد بن سمعان فوجدته يحدث ، فانتهى إلى حديث لشهر بن حوشب فقال : حدّثني شهر بن جوست ، فقلت : من شهر بن جوست؟ فقال : بعض العجم من أهل خراسان قدموا علينا. فقلت : لعلك تريد شهر بن حوشب؟ فسكت فذكرت ذلك لأبي معشر فقال : أما سماعي من المشيخة فأيام كنت أضرب بالإبرة في حانوت أستاذي ، كنت أرش الحانوت وأكنسه ، فكان يجلس إليه محمّد بن كعب ، ومحمّد بن قيس ، وسعيد المقبري ، فسمعت منهم مشافهة وأما ابن سمعان فإنما أخذ كتبه من الدواوين والصحف.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّميّ ، حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا عبّاس بن محمّد ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الأسود ، حدّثنا إسماعيل بن عبد الله بن سمعان بحديث النفل عن أبي هريرة ، فبلغ يحيى بن سعيد فأنكر عليه الرواية عن ابن سمعان.

وأخبرنا العتيقي ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ، حدّثنا محمّد بن عمرو العبسي ، حدّثنا عليّ بن عبد العزيز ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثني أبو مسهر قال :

٤٦٣

سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول : قدم عبد الله بن زياد بن سمعان العراق فزادوا في كتبه ثم دفعوها إليه فقرأها فقالوا كذاب.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت العبّاس بن محمّد الدوري يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : ابن سمعان مدني ضعيف الحديث.

أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي ، عن يحيى بن معين قال : عبد الله بن سمعان ليس بثقة.

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ـ بمصر ـ حدّثنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال : عبد الله بن زياد بن سمعان مديني ليس حديثه بشيء.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا موسى بن النّضر العطّار ، حدّثنا أحمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سئل عليّ بن المديني ـ وأنا أسمع ـ عن عبد الله بن زياد بن سمعان فقال : ذاك عندنا ضعيف ضعيف.

أخبرني عليّ بن محمّد المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : سمعت أبي يقول : ابن سمعان روى أحاديث مناكير ، وضعفه جدّا ، وقال في موضع آخر : سألت أبي عن ابن سمعان عن محمّد بن عمرو بن عطاء العامري عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تجوز شهادة البدوي على القروي» (٢) قال : ابن سمعان ضعيف الحديث.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : قال أبي : إنما كان يعرف ابن سمعان بالمدينة بالصلاة ، ولم يكن يعرف بالحديث. قال أبي : الشاميون أروى الناس عنه.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا الحسين بن عليّ التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة الأسفراييني ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروزيّ. قال : وذكر أبو عبد الله ابن سمعان فقال: كان متروك الحديث.

__________________

(٢) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٣٦٠٢. وسنن ابن ماجة ٢٣٦٧. والسنن الكبرى للبيهقي ١٠ / ٢٥٠. والمستدرك ٤ / ٩٩.

٤٦٤

قال أبو عبد الله : سمعت إبراهيم بن سعد يحلف بالله أن ابن سمعان يكذب.

وأخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أبو أحمد التّيميّ قال : حدّثنا أبو يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد الكشوري قال : سألت أبا مصعب عن ابن سمعان فقال : كان مرمدا.

وسألت يحيى بن معين فقال : كان كذابا. حدّثنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن عليّ قال : وعبد الله بن زياد بن سمعان ضعيف الحديث جدّا.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي قال : وفي كتاب جدي عن ابن رشدين قال : سمعت أحمد بن صالح ـ وذكر ابن سمعان ـ فقال : كان يغير أسماء الله ، يقول : حدّثني عبد الله بن عبد الرّحمن ، قال أحمد وهذا هو كذب.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الجوري ـ في كتابه ـ حدّثنا عبد الله بن أحمد بن أبي صالح ـ همذاني ـ قال : سمعت أبا حاتم محمّد بن إدريس يقول : وعبد الله بن سمعان ضعيف.

حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن عليّ الكتاني ـ بدمشق ـ حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : عبد الله بن زياد بن سمعان ذاهب.

سمعت أبا مسهر يقول : سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول : أتى العراق فأمكنهم من كتبه ، فزادوا فيها فقرأها عليهم فقالوا كذاب.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ قال : سألت أبا داود عن عبد الله بن سمعان فقال : عبد الله ابن سمعان. كان من الكذابين ، ولى قضاء المدينة.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : عبد الله بن زياد بن سمعان مدني متروك الحديث.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ قال : وعبد الله بن زياد بن سمعان متروك الحديث.

٤٦٥

٥٠٨٩ ـ عبد الله بن زيد ، أبو عثمان الكلبي الحمصي :

نزل بغداد وحدّث بها عن الأوزاعي. روى عنه محمّد بن حسّان السمتي.

أخبرنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي ، حدّثنا محمّد بن حسّان السمتي ، حدّثنا أبو عثمان عبد الله بن زيد الكلبي ، حدّثني الأوزاعي ، عن عبدة بن أبي لبابة ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لله أقواما يختصهم بالنعم لمنافع العباد ، ويقرها فيهم ما بذلوها ، فإذا منعوا نزعها عنهم فحولها إلى غيرهم» (١).

أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ ، أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ ، حدّثني أبو حامد أحمد بن عبد الله بن خالد بن ماهان ـ ويعرف بابن أسد الحربيّ الورّاق ـ حدّثنا جعفر بن محمّد بن كزال الطوسي ، حدّثنا أبو جعفر محمّد ابن حسّان السمتي ، حدّثنا عبد الله بن زيد الحمصي بإسناده نحوه. وقال : حدّثنا عبد الله بن زيد ، حدّثنا الأوزاعي عن حسّان بن عطيّة عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بأبي هو وأمى ـ : «لن تهلك الأمة وإن كانت ضالة ، إذا كانت الأئمة هادية مهديّة» «ولن تهلك الأمة إذا كانت ضالة مسيئة إذا كانت الأئمة هادية مهديّة» (٢).

قال أبو جعفر محمّد بن حسّان قال لي يحيى بن معين : ما طن هذان الحديثان بإذني إلا منك ، قلت : كنا عند أبي خالد يزيد بن هارون فجاء عبد الله بن زيد فسأله يزيد عن هذين الحديثين.

٥٠٩٠ ـ عبد الله بن زيد ، أبو محمّد المعروف بزريق المستملي :

حدّث أبو القاسم بن الثلاج عنه عن محمّد بن عليّ بن الفضل الملقب فستقة وذكر أنه توفي في جمادى الآخرة من سنة ست وعشرين وثلاثمائة.

* * *

__________________

(١) ٥٠٨٩ ـ انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ٨ / ١٧٥. والأحاديث الصحيحة ١٦٩٢. ومجمع الزوائد ٨ / ١٩٢. والترغيب والترهيب ٣ / ٣٩١.

(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٤١٧١٥.

٤٦٦

حرف السّين من آباء العبادلة

٥٠٩١ ـ عبد الله بن سلمة ، المرادي الكوفيّ :

سمع عليّ بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وعمّار بن ياسر ، وأبا مسعود الأنصاريّ ، وصفوان بن عسال. روى عنه عمرو بن مرة ، وكان عبد الله بن سلمة في صحبة عليّ بن أبي طالب لما ورد مسكن وقت خروجه إلى الشام ، ومسكن بالقرب من أواني على نهر دجيل ، وهو الموضع الذي قتل فيه مصعب بن الزبير.

حدّثنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب ابن سفيان ، حدّثنا أبو عبد الله الغنوي ، حدّثنا أمية بن خالد قال : حدّثني أبو محصن عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال : سمعت عليا يقول بمسكن : لا أغسل رأسي بغسل حتى آتي البصرة وأحرقها ، وأسوق الناس بعصاي إلى مصر. قال : فأتيت أبا مسعود البدري فأخبرته فقال لي : إن عليا يورد الأمور مواردها ، لا تحسنون تصدرونها ، على لا يغسل رأسه بغسل ويأتي البصرة ولا يحرقها ، ولا يسوق الناس بعصا إلى مصر ، وعليّ رجل أصلع ، وإنما رأسه مثل الطست ، إنما حوله زغيبات ـ أو قال شعيرات ـ.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي ، وأحمد بن جعفر بن حمدان قالا : حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، حدّثنا أبو داود ، حدّثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال : كان عبد الله بن سلمة قد كبر ، فكان يحدثنا فتعرف وتنكر.

وقد روى أبو إسحاق السّبيعيّ عن أبي العالية عبد الله بن سلمة الهمداني فزعم أحمد بن حنبل أنه الذي روى عنه عمرو بن مرة ، وقال محمّد بن عبد الله بن نمير ليس به ، بل هو رجل آخر ، وكان يحيى بن معين قال مثل قول أحمد بن حنبل ، ثم رجع عنه ، فالله أعلم.

__________________

٥٠٩١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٣١٣ (١٥ / ٥٠). وطبقات خليفة ١٤٧. والتاريخ الكبير ٥ / ترجمة ٢٨٥. والصغير ١ / ٢١٠ ، ٢١٢. وثقات العجلي ، الورقة ٢٩. والضعفاء للنسائي ، ترجمة ٣٤٧. والكنى للدولابي ٢ / ٢٠. وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٠١. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٣٤٥. وثقات ابن حبان ٥ / ١٢ ، ٣١. والكامل لابن عدي ٢ / الورقة ١٢٦. وموضح أوهام الجمع ١ / ٣٣٠ ، ٣٣٢. وإكمال ابن ماكولا ٤ / ٣٣٦. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ٨٥. والكاشف ٢ / ترجمة ٢٧٨٦. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٢١٨٩. وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٤٣٦٠. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٥٠. ومعرفة التابعين ، الورقة ٢٤. ومن تكلم فيه وهو ـ

٤٦٧

٥٠٩٢ ـ عبد الله بن السائب ، أبو السائب المخزوميّ المديني :

قدم الأنبار على أبي العبّاس السفاح ، وكان أديبا فاضلا مشتهرا بالغزل يهش عند سماع الشعر ، ويطرب له ، وكان مذكورا بالصلاح والعفاف.

أخبرنا عليّ بن عبد العزيز الطاهري ، أخبرنا عليّ بن عبد الله بن المغيرة الجوهريّ ، حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي ، حدّثني أبو عبد الله الزبير بن أبي بكر بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام قال : حدّثني أبو ضمرة أنس بن عياض عن أبي السائب المخزوميّ. قال : كان جدي في الجاهلية يكنى أبا السائب وبه اكتنيت ، وكان خليطا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الجاهلية ، [وكان رسول الله] (١) إذا ذكره في الإسلام قال : نعم الخليط ، كان أبو السائب لا يشاري ولا يماري.

قلت : واسم جده أبي السائب صيفي بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الأزهر ، حدّثنا حمّاد بن إسحاق ، حدّثنا أبي ، حدّثني أبو عبد الله الزبيري قال : كان أبو السائب المخزوميّ مع حسن بن زيد بالأنبار ، وكان له مكرما وذلك في ولاية أبي العبّاس ، فأنشده ليلة الحسن بن زيد أبياتا لمجنون بني عامر :

وخبرتماني أن تيماء منزل

لليلي إذا ما الصيف ألقى المراسيا

قال : فجعل أبو السائب يحفظها ، فلما انصرف إلى منزله تذكرها فشذ عنه بعضها ، فرجع إلى الحسن بن زيد ، فلما وقف على الباب صاح بأعلى صوته : أبا فلان فسمع ذلك الحسن فقال : افتحوا الباب لأبي السائب فقد دهاه أمر ، فلما دخل عليه قال : أجاء من أهلنا خير؟ قال : أعظم من ذاك ، قال : ما هو ويحك؟ قال : تعيد عليّ :

وخبرتماني أن تيماء منزل

لليلي إذا ما الصيف ألقى المراسيا

فأعادها عليه حتى حفظها. قال إسحاق : وكان أبو السائب خيرا فاضلا ، وكان يشهد ، وكان مع هذا مشتهرا بالغزل.

أخبرنا الطاهري ، أخبرنا عليّ بن عبد الله بن المغيرة ، حدّثنا أحمد بن سعيد

__________________

ـ موثق ، الورقة ١٩. ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٣. وتاريخ الإسلام ٣ / ١٧٥. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٢٧٦. ونهاية السئول ، الورقة ١٧٢. وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٤١. والتقريب ١ / ٤٢٠. وخلاصة الخزرجي ٢ / ترجمة ٣٥٤٢.

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٤٦٨

الدمشقي ، حدّثني الزبير بن بكار ، حدّثني محمّد بن الضّحاك قال : أرسل الحسن بن زيد إلى أبي السائب صحفة من هريس في رمضان ، فوضعت بين يديه حين غابت الشمس ، ومعه ابنه وزوجته قبل أن يتعشوا ، فقال له ابنه أحسن والله يا أبتاه الذي يقول :

فلما علونا شعبة بفنائه

تقطع من أهل الحجاز علائقي

فلا زلن دبرى طلعا لم حملتها

إلى بلد ناء قليل الأصادق

فقال أبو السائب : أمك طالق إن تعشينا ولا تسحرنا إلا بهذين البيتين ، فرفعت الهريس وجعلوا يرددون البيتين ، ثم أيقظهم سحرا فأنشدوهما.

وقال الزبير : حدّثني سليمان بن عبد العزيز الزّهريّ ، حدّثني أبو ثابت محمّد بن ثابت قال : مر أبو السائب بزقاق الصواغين ، فقال له صائغ : يا أبا السائب أما أحسن الذي يقول :

أليس بلاء أنني ذو صبابة

بمن لا ترى عيني ومن لا أناطق

وأن أمنح الهجران من غير بغضة

بمن شكله للشكل مني موافق

قال : فحلف أبو السائب لينفخن له بمنفاخه أبدا وينشده حتى يؤذن المغرب.

أخبرني أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن عثمان السلمي ـ بدمشق ـ حدّثنا جدي ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر القاضي ، حدّثنا الحسن بن عليل ، حدّثنا مسعود بن بشر ، حدّثنا الأصمعي قال : مر أبو السائب ذات يوم بغلام من آل أبي لهب يردد بيتا من شعر ، فاستمع له ففطن به الغلام فأمسك ، فقال له فديتك أعد عليّ هذا البيت ، فقال قد ذهب عني ، قال : فإني لا أفارقك أبدا حتى تذكره فآخذه عنك ، واتبع الغلام حتى عرف منزله فمضى أبو السائب فجاء بفراشه ودثاره فبسطه بباب الغلام واستلقى عليه ، ولجّ الغلام فلم يخبره به ثلاثا وهو بمكانه ، حتى سأله فيه أقاربه وجيرانه ، وجعل الناس يجيئون أفواجا ينظرون إلى أبي السائب ويعجبون منه ، حتى إذا كان بعد ثلاث أخبره الغلام بالبيت ، فجعل يردده حتى حفظه ثم انصرف.

أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا محمّد بن الحسين بن موسى النّيسابوري ، أخبرنا عليّ بن أحمد الفارسيّ ، حدّثنا أبو بكر بن زوران ، حدّثنا

٤٦٩

أبو بكر محمّد بن زكريّا ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن القاسم التّيميّ ، حدّثني أبي قال : بينا أبو السائب في داره إذ سمع رجلا يتغنى بهذه الأبيات :

أبكي الذين أذاقوني مودتهم

حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا

حسبي بأن تعلمي أن قد يحبكم

قلبي وأن تجدي بعض الذي أجد

ألقيت بيني وبين الحب معرفة

فليس تنفد حتى ينفد الأبد

وليس لي مسعد فامنن عليّ به

فقد بليت وقد أضناني الكمد

قال : فخرج أبو السائب من داره يسعى خلفه ، فقال : قف يا حبيبي دعوتك ، أنا مسعدك ، إلى أين تريد؟ قال : إلى خيام الشغف من وادي العرج ، فأصابتهما سماء شديدة فجعل أبو السائب يقرأ : (فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) [آل عمران ١٤٦] قال : فرجع إلى منزله وقد كادت نفسه أن تتلف فدخل عليه أصحابه وإخوانه ، فقالوا له : يا أبا السائب ما الذي تصنع بنفسك؟ قال : إليكم عني فإني مشيت في مكرمة ، وأحييت مسلما والمحسن معان.

٥٠٩٣ ـ عبد الله بن سليمان بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطلب ، أبو العبّاس الهاشميّ :

وهو أخو إسحاق بن سليمان ، ذكر أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن حميد الجهمي أنه ولى اليمن لأمير المؤمنين المهديّ ، ثم عزل ، فقال فيه الشّاعر :

قل لعبد الله يا حلف الندى

وربيع الناس في قحط الزمن

أشرقت بغداد لما جئتها

واقشعرت حزنا أرض اليمن

٥٠٩٤ ـ عبد الله بن سليمان بن يوسف بن يعقوب ، الجارودي (١) :

حدّث عن الليث بن سعد حديثا منكرا رواه عنه أحمد بن عيسى بن زيد الخشّاب القيسي ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي.

أخبرنا عليّ بن أبي بكر الطرازي ـ بنيسابور ـ أخبرنا أبو حامد أحمد بن عليّ بن حسنويه المقرئ ، أخبرنا أحمد بن عيسى الخشّاب ، حدّثنا عبد الله بن سليمان البغداديّ ، حدّثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب.

__________________

(١) ٥٠٩٤ ـ الجارودي : هذه النسبة إلى «الجارود» وهو اسم لبعض أجداد المنتسب (الأنساب ٣ / ١٥٧).

٤٧٠

وأخبرنا عليّ بن أبي علي البصريّ ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن ماهبزد الأصبهانيّ ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، حدّثنا عبد الله بن سليمان ابن يوسف بن يعقوب بن الحكم بن المنذر بن الجارود ، حدّثنا الليث بن سعد ، حدّثنا يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الحر عن عقبة بن عامر ـ زاد الباغندي الجهني ثم اتفقا ـ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لما عرج بي إلى السماء دخلت جنة عدن فأعطيت تفاحة فلما وضعت ـ وقال الخشّاب وقعت ـ في يدي انفقلت عن حوراء عيناء مرضية ، كأن أشفار عينها ـ وقال الخشّاب عينيها ـ مقاديم أجنحة النسور ، فقلت : لمن أنت؟ قالت : أنا للخليفة المقتول ظلما عثمان بن عفان» (٢).

وروى عن عبد الله بن سليمان ابنه إبراهيم حديثا غير هذا.

٥٠٩٥ ـ عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شدّاد بن عمرو بن عمران ، أبو بكر بن أبي داود الأزديّ السجستاني :

رحل به أبوه من سجستان يطوف به شرقا وغربا ، وسمعه من علماء ذلك الوقت. فسمع بخراسان ، والجبال ، وأصبهان ، وفارس ، والبصرة ، وبغداد ، والكوفة ، والمدينة ، ومكة ، والشام ، ومصر ، والجزيرة ، والثغور ، واستوطن بغداد وصنف «المسند» ، و «السنن» ، و «التفسير» ، و «القراءات» ، و «الناسخ والمنسوخ» ، وغير ذلك. وكان فهما عالما حافظا.

وحدّث عن عليّ بن خشرم المروزيّ ، وأبي داود سليمان بن معبد السنجي ، وسلمة بن شبيب ومحمّد بن يحيى الذهلي ، وأحمد بن الأزهر النّيسابوري ، وإسحاق ابن منصور الكوسج ومحمّد بن بشّار بندار ، ومحمّد بن المثني ، وعمرو بن عليّ ، ونصر بن عليّ البصريّين ، وإسحاق بن إبراهيم النّهشلي ، وزياد بن أيّوب ، ومحمّد بن عبد الله المخرّميّ ، ويعقوب الدورقي ، ويوسف بن موسى القطّان ، وعباد بن يعقوب الرّواجني ، وأبي سعيد الأشج ، ومحمّد بن مصفى الحمصي ، والمسيّب بن واضح

__________________

(٢) انظر الحديث في : الموضوعات ، لابن الجوزي ١ / ٣٣٠.

٥٠٩٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٣ / ٢٧٥. وتاريخ أصبهان ٢ / ٦٦. وتذكرة الحفاظ ٦٧٦. وطبقات العبادي ٦٠. والفهرست ٣٢. ووفيات الأعيان ١ / ٢١٤. والرسالة المستطرفة ٤٦. وطبقات السبكي ٣ / ٣٠٧. وطبقات ابن الجزري ١ / ٤٢٠. وغاية النهاية ١ / ٤٢٠. وتاريخ ابن عساكر ٧ / ٤٣٩. ولسان الميزان ٣ / ٢٩٣. وطبقات الحنابلة ٢ / ٥١. والأعلام ٤ / ٩١. وشذرات الذهب ٢ / ٢٧٣. ومرآة الجنان ٢ / ٢٦٩. والنجوم الزاهرة ٣ / ٢٢٢. وطبقات المفسرين ٢٢٢.

٤٧١

السلمي ، وعليّ بن حرب الموصليّ ، وعيسى بن حمّاد زغبة ، وأحمد بن صالح ، وأبي طاهر بن السرح ، ومحمّد بن سلمة المرادي ، وأبي الرّبيع الرشديني المصريين ، وخلق كثير من أمثالهم. روى عنه أبو بكر بن مجاهد المقرئ ، وعبد الباقي بن قانع ، ودعلج ابن أحمد ، وعبد العزيز بن محمّد بن الواثق بالله ، وأبو بكر الشّافعيّ ، ومحمّد بن إسماعيل الورّاق ، ومحمّد بن عبد الله بن الشخير ، وأبو عمر بن حيويه ، وأبو بكر بن شاذان ، والدّارقطنيّ وابن شاهين ، وأبو القاسم بن حبابة ، ومحمّد بن عبد الرّحمن المخلص ، وعيسى بن الوزير ، فيمن لا يحصى.

أخبرني الطّناجيريّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : سمعت عبد الله بن سليمان بن الأشعث يقول : ولدت سنة ثلاثين ومائتين ، ورأيت جنازة إسحاق بن راهويه ، ومات سنة ثمان وثلاثين ، وكنت مع ابنه في كتاب ، وأول ما كتبت سنة إحدى وأربعين عن محمّد بن أسلم الطوسي ، وكان بطوس ، وكان رجلا صالحا. وسر بي أبي لما كتبت عنه ، وقال لي : أول ما كتبت كتبت عن رجل صالح.

أخبرنا عبيد الله بن عمر المروروذي ، حدّثنا أبي قال : سمعت أبا حامد بن أسد المكتب يقول : ما رأيت مثل عبد الله بن سليمان بن الأشعث ـ يعني في العلم ـ وذكر كلاما كثيرا ما ضبطته ـ إلا إبراهيم الحربيّ وأحسب أنه قال : ما رأيت بعد إبراهيم الحربيّ مثله ، أو كلاما يشبه هذا.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى الهمذاني ، حدّثنا أبو الفضل صالح بن أحمد الحافظ قال : أبو بكر عبد الله بن سليمان إمام العراق ، وعلم العلم في الأمصار ، نصب له السلطان المنبر فحدّث عليه لفضله ومعرفته ، وحدّث قديما قبل التسعين ومائتين قدم همذان سنة نيف وثمانين ومائتين ، وكتب عنه عامة مشايخ بلدنا ذلك الوقت ، وكان في وقته بالعراق مشايخ أسند منه ، ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو.

حدّثني أبو القاسم الأزهري ـ من حفظه ـ قال : سمعت أحمد بن إبراهيم بن شاذان يقول ـ في المذاكرة ـ خرج أبو بكر بن أبي داود إلى سجستان في أيام عمرو بن الليث ، فاجتمع إليه أصحاب الحديث وسألوه أن يحدثهم فأبى ، وقال : ليس معي كتاب ، فقالوا له : ابن أبي داود وكتاب؟ قال أبو بكر فأثاروني ، فأمليت عليهم ثلاثين ألف حديث من حفظي ، فلما قدمت بغداد قال البغداديّون : مضى ابن أبي داود إلى سجستان ولعب بالناس ، ثم فيجوا فيجا اكتروه بستة دنانير إلى سجستان ليكتب لهم

٤٧٢

النسخة فكتبت ، وجيء بها إلى بغداد وعرضت على الحفاظ بها فخطئوني في ستة أحاديث، منها ثلاثة حدّثت بها كما حدّثت ، وثلاثة أحاديث أخطأت فيها.

أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد النّيسابوري قال : سمعت أبا علي الحسين بن عليّ الحافظ يقول : سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول : حدّثت بأصبهان من حفظي ستة وثلاثين ألف حديث ، ألزموني الوهم منها في سبعة أحاديث ، فلما انصرفت إلى العراق وجدت في كتابي خمسة منها على ما كنت حدثتهم به.

سمعت الحسن بن محمّد الخلّال يقول : كان أبو بكر بن أبي داود أحفظ من أبيه. أخبرنا عليّ بن محمّد بن الحسن الحربيّ قال : أنشدنا أبو الحسين عليّ بن يحيى ابن إسحاق الواسطيّ ـ في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة في جامع المدينة ـ قال : أنشدنا ابن أبي داود لنفسه :

إذا تشاجر أهل العلم في خبر

فليطلب البعض من بعض أصولهم

إخراجك الأصل فعل الصادقين فإن

لم تخرج الأصل لم تسلك سبيلهم

فاصدع بعلم ولا تردد نصيحتهم

واظهر أصولك إن الفرع متهم

كتب لي أبو ذر عبد بن أحمد الهرويّ ـ من مكة ـ يذكر أنه سمع أبا حفص بن شاهين يقول : سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول : دخلت الكوفة ومعي درهم واحد ، فاشتريت به ثلاثين مدّا باقلاء ، فكنت آكل منه [كل يوم] (١) مدّا ، وأكتب عن أبي سعيد الأشج ألف حديث ، فلما كان الشهر حصل معي ثلاثون ألف حديث قال أبو ذر : من بين مقطوع ، ومرسل ، وموقف.

أخبرنا البرقانيّ قال : قرأت على أبي القاسم بن النخاس : سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول : رأيت أبا هريرة في النوم وأنا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة ، كث اللحية ، ربعة أسمر عليه ثياب غلاظ. فقلت : يا أبا هريرة إني لأحبك ، فقال : أنا أول صاحب حديث كان في الدّنيا. فقلت : يا أبا هريرة كم من رجل أسند عن أبي صالح عنك؟ فقال : مائة رجل ، قال ابن أبي داود : فنظرت فإذا عندي نحوها.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي قال : سمعت أبا القاسم طلحة بن محمّد بن جعفر ـ صاحب ابن مجاهد ـ يقول : سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول : مررت يوما بباب

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٤٧٣

الطاق فإذا رجل يعبر الرؤيا ، فمر به رجل فأعطاه قطعة وقال له : رأيت البارحة كأني أطالب بصداق امرأة ولم أتزوج قط؟ فرد عليه القطعة وقال : ليس لهذه جواب. فتقدمت إليه فقلت : خذ منه القطعة حتى أفسر له جوابها ، فأخذ القطعة فقلت للرجل : أنت تطالب بخراج أرض ليست لك ، فقال : هو ذا والله معي العون.

سمعت بعض شيوخنا وأظنه هبة الله بن الحسن الطّبريّ يحكي عن عيسى بن عليّ ابن عيسى الوزير أنه كان يشير إلى مواضع في داره يقول : حدّثنا أبو القاسم البغويّ في ذلك الموضع ، وحدّثنا يحيى بن صاعد في ذلك الموضع ، وحدّثنا أبو بكر بن مجاهد في ذلك الموضع ، وذكر غير هؤلاء أيضا ، فيقال له : لا نراك تذكر أبا بكر بن أبي داود؟ فيقول : ليته إذا مضينا إلى داره كان يأذن لنا في الدخول إليه ، والقراءة عليه.

حدّثني أحمد بن عمر بن عليّ القاضي ـ بدرزيجان ـ قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن أيّوب القطّان يقول : كنت عند محمّد بن جرير الطّبريّ ، فقال له رجل : إن ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل عليّ بن أبي طالب ، فقال ابن جرير : تكبيرة من حارس.

قلت : كان ابن أبي داود يتهم بالانحراف عن علي والميل عليه.

فأخبرني عليّ بن أبي علي ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف الأزرق قال : سمعت أبا بكر بن أبي داود ـ غير مرة ـ وهو يقول : كل من بيني وبينه شيء ، أو ذكرني بشيء ـ شك أبو الحسن ـ فهو في حل ، إلا من رماني ببغض عليّ بن أبي طالب.

ذكر أبو عبد الرّحمن السلمي أنه سأل الدّارقطنيّ عن أبي بكر بن أبي داود فقال : ثقة إلا أنه كثير الخطأ في الكلام على الحديث.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال : قال لنا عيسى بن حامد بن بشر الرّخّجي : مات عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن أبي داود ـ أبو بكر السجستاني ـ ليلة الاثنين ، ودفن يوم الاثنين الظهر لثمان عشرة خلت من ذي الحجة من سنة ست عشرة وثلاثمائة ، وصلى عليه مطلب الهاشميّ صاحب الصلاة في جامع الرصافة ، ودفن في مقابر باب البستان.

أخبرنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الداودي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن الفتح بن الشخير الصّيرفيّ قال : مات أبو بكر بن أبي داود يوم الأحد لاثنتي عشرة

٤٧٤

بقيت من ذي الحجة من سنة ست عشرة وثلاثمائة ، وصلى عليه مطلب صاحب الصلاة ومات وهو ابن سبع وثمانين سنة قد مضى له منها ثلاثة أشهر ، ودفن في مقبرة باب البستان ، وصلى عليه زهاء ثلاثمائة ألف إنسان أو أكثر ، وصلى عليه في أربعة مواضع ، وأخرج صلاة الغداة ، ودفن بعد صلاة الظهر ، وكان زاهدا عالما ناسكا رضي‌الله‌عنه ، وأسكنه الجنة برحمته.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي قال : سمعت عبد الأعلى بن عبد الله بن سليمان بن الأشعث يقول : توفي أبي وهو ابن ست وثمانين سنة وستة أشهر وأيام ، وصلى عليه مطلب الهاشميّ ثم أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشميّ ، صلى عليه ثمانين مرة ، حتى أنفذ المقتدر بنازوك فخلصوا جنازته ودفنوه ، وخلف ثمانية أولاد ، أبو داود محمّد ، وأبو معمر عبيد الله ، وأبو أحمد عبد الأعلى ، وخمس بنات أكبرهن فاطمة وحدّثت.

٥٠٩٦ ـ عبد الله بن سليمان بن عيسى بن الهيثم ـ وقيل : ابن عيسى بن السندي بن سيرين ، أبو محمّد الورّاق ، المعروف بالفامي :

سمع محمّد بن مسلم بن وارة ، والفضل بن موسى مولى بني هاشم ، وإبراهيم بن هانئ النّيسابوري ، وعبّاسا الدوري ، وأحمد بن ملاعب المخرّميّ ، ومحمّد بن سعد العوفيّ ، وأحمد بن عبد الجبّار العطاردي ، وأحمد بن عليّ الورّاق ، ومحمّد بن عيسى ابن حيّان المدائني ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، روى عنه ابن شاهين ، ويوسف القوّاس ، وابن الثلاج ، وعبد الله بن عثمان الصّفّار ، وغيرهم وكان ثقة.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه قال : مات أبو محمّد عبد الله بن سليمان ابن عيسى الفامي سلخ شوال سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.

٥٠٩٧ ـ عبد الله بن سنان ، الكوفيّ :

نزل بغداد وحدّث بها عن زيد بن أسلم ، وهشام بن عروة. روى عنه أحمد بن حاتم الطويل ، وداود بن رشيد.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الصّمد بن عليّ الطّستيّ ، حدّثنا أبو حفص محمود بن محمّد بن أبي المضاء الحلبيّ ، حدّثنا أحمد بن حاتم الطويل ، حدّثنا عبد الله بن سنان الكوفيّ ـ شريك أبي وكيع على بيت المال ـ عن هشام بن عروة عن

٤٧٥

أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قليل ما كثيره مسكر حرام ، وكثير ما قليله مسكر حرام» (١).

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عبد الله بن سنان كوفي ينزل القطيعة ـ قطيعة الرّبيع ـ وليس حديثه بشيء.

٥٠٩٨ ـ عبد الله بن سنان ، الهرويّ :

نزيل البصرة. حدّث عن عبد الله بن المبارك ، والفضل بن موسى ، ويعقوب القمي ، وفضيل بن عياش ، وسفيان بن عيينة. روى عنه عليّ بن المديني ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، وأبو موسى محمّد بن المثني ، ومحمّد بن يحيى الذهلي ، وأبو زرعة الرّازيّ ، وعبّاس بن محمّد الدوري ، وبشر بن موسى الأسديّ ، ومحمّد بن يونس الكديمي. وهو ممن قدم بغداد وحدّث بها.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا بشر بن موسى ، حدّثنا عبد الله بن سنان ، حدّثنا الفضل بن موسى ، حدّثنا محمّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أكثروا ذكر هاذم اللذات» (١).

أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوري الحافظ قال : عبد الله بن سنان الهرويّ صاحب ابن المبارك حدّث بنيسابور والري وبغداد.

قلت : ذكر غيره أنه حدث بالبصرة أيضا ونزلها.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عليّ الصوري ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن عبد الله بن سنان الهرويّ فقال : ثقة.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن عبد الله بن سنان الخراساني مات في سنة ثلاث عشرة ومائتين.

٥٠٩٩ ـ عبد الله بن السمط بن مروان بن أبي حفصة :

شاعر كان ببغداد في أيام المأمون يجيد قول الشعر ، وله مدائح في عدة من الأكابر.

__________________

(١) ٥٠٩٧ ـ انظر الحديث في : صحيح ابن حبان ١٣٨٥. والكامل لابن عدي ٤ / ١٥٦٠. وكنز العمال ١٣٢٧٩.

(١) ٥٠٩٨ ـ انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٣٠٧. وسنن النسائي ٤ / ٤. وسنن ابن ماجة ٤٢٥٨. ومسند أحمد ٢ / ٢٩٣. والمستدرك ٤ / ٣٢١.

٤٧٦

٥١٠٠ ـ عبد الله بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص ابن أمية ، أبو محمّد القرشيّ ثم الأموي :

أخو محمّد ويحيى وعنبسة وعبيد وأبان بني سعيد. وهو كوفي نزل بغداد وحدّث بها عن زياد بن عبد الله البكائي. روى عنه ابن أخيه سعيد بن يحيى ، وكان ثقة ، وكان متحققا بعلم النحو واللغة ، وأبو عبيد يحكي عنه كثيرا. وقد أسلفنا ذكر نزوله بغداد في خبر أخيه محمّد بن سعيد.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج ، حدّثنا سعيد بن يحيى ، حدّثنا عمي عبد الله بن سعيد عن زياد بن عبد الله البكائي ، عن ابن إسحاق قال : حدّثني محمّد بن مسلم بن شهاب عن عليّ بن حسين بن عليّ بن أبي طالب عن ابن عبّاس عن نفر من الأنصار عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه سألهم «ما تقولون في هذه النجوم التي ترمى»؟ وذكر الحديث.

قال السّرّاج : سمعت عبّاس بن محمّد الدوري يقول : مات عبد الله بن سعيد بعد سنة ثلاث ومائتين.

٥١٠١ ـ عبد الله بن السري ، المدائني :

صاحب شعيب بن حرب. حدّث عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، وهشام بن لاحق ، وشعيب بن حرب ، وسعيد بن زكريّا المدائني ، وحفص بن سليمان الغاضري. روى عنه خلف بن تميم ، وأحمد بن خليد الحلبيّ ، وغيرهما. وكان عبد الله بن السري قد تحول إلى أنطاكية فسكنها وحدّث بها.

أخبرنا الحسين بن عليّ بن الحسين بن بطحا المحتسب ، أخبرنا أبو سليمان محمّد ابن الحسين بن عليّ الحراني ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن قتيبة ، حدّثنا أحمد بن مسلم

__________________

٥١٠١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٢٩٥ (١٥ / ١٤ ـ ١٧). وضعفاء العقيلي ، الورقة ١٠٥. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٣٦٧. والمجروحين ٢ / ٣٣. والكامل لابن عدي ٢ / الورقة ١٤٢. والضعفاء لأبي نعيم ، ترجمة ١٠١. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ٨٤. والكاشف ٢ / ترجمة ٢٧٧١. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٢١٨٠. والمغني ١ / ترجمة ٣١٨٧. وميزان الاعتدال ٢ / ترجمة ٤٣٤٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١١٨ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٥. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٤٨. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٢٧٤. ونهاية السئول ، الورقة ١٧١. وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٣٣. والتقريب ١ / ٤١٨. وخلاصة الخزرجي ٢ / ترجمة ٣٥٢٤.

٤٧٧

الحلبيّ قال : حدّثنا عبد الله بن السري المدائني عن أبي عمر البزّاز عن مجالد عن سعيد عن الشعبي عن تميم الداري قال : قلت يا رسول الله ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها أنطاكية ، وما رأيت أكثر مطرا منها! فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نعم وذلك أن فيها التوراة ، وعصا موسى ، ورضراض الألواح ، ومائدة سليمان بن داود في غار من غيرانها ، ما من سحابة تشرف عليها من وجه من الوجوه إلا فرغت ما فيها من البركة في ذلك الوادي ، ولا تذهب الأيام ولا الليالي حتى يسكنها رجل من عترتي اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي يشبه خلقه خلقي وخلقه خلقي ، يملأ الدّنيا قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا».

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا محمّد بن الفرج الأزرق ، حدّثنا خلف بن تميم ، حدّثنا عبد الله بن السري ، عن محمّد بن المنكدر عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا لعن آخر هذه الأمة أولها ، فمن كان عنده علم فليظهره ، فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل على محمّد»صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

هكذا رواه خلف عن عبد الله بن السري عن محمّد بن المنكدر ، وعبد الله أصغر سنا من خلف بن تميم ، وبينه وبين ابن المنكدر في هذا الحديث ثلاثة أنفس.

أخبرناه أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد الله الأصبهانيّ ـ بها ـ حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني قال : حدّثنا أحمد بن خليد الحلبيّ ، حدّثنا عبد الله بن السري الأنطاكيّ ، حدّثنا سعيد بن زكريّا المدائني عن عنبسة بن عبد الرّحمن ، عن محمّد بن زاذان ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا لعن آخر هذه الأمة أولها ، فمن كان عنده علم فليظهره ، فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل على محمّد»صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢).

وأخبرناه ابن رزق ، حدّثنا أبو سهل بن زياد ، حدّثني أبو عبد الله محمّد بن يوسف بن بشر الهرويّ ، حدّثنا موسى بن النعمان المصري ـ أبو هارون ـ حدّثنا عبد الله بن السري ـ بأنطاكية ـ حدّثنا سعيد بن زكريّا المدائني عن عنبسة بن عبد الرّحمن عن محمّد بن زاذان ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا لعنت هذه الأمة أولها». ثم ذكر الحديث

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٢٦٣. والترغيب والترهيب ١ / ١٢٢. وكنز العمال ٩٠٥ ، ٢٩١٤١.

(٢) انظر الحديث السابق.

٤٧٨

٥١٠٢ ـ عبد الله بن سعيد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن ابن عوف ، أبو القاسم الزّهريّ :

وهو أخو عبيد الله وأحمد ابني سعد وكان أكبر اخوته. سمع أباه ، وعمه يعقوب ، ويونس بن محمّد المؤدّب. روى عنه أبو حاتم الرّازيّ ، وموسى بن إسحاق الأنصاريّ ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وإبراهيم بن أسباط ، وعبد الله بن محمّد البغويّ ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو طالب محمّد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الله بن بكير ، أخبرنا أحمد ابن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبو القاسم الزّهريّ ـ عبد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد ـ حدّثني عمي يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدّثنا شعبة بن نصير الأسديّ ـ قال أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد : نصير الأسديّ هو نصير بن أبي الأشعث ـ عن عامر بن السمط عن أبي الغريب الهمداني أنه سمع عليّ بن أبي طالب يقول : اقرءوا ما لم يكن أحدكم جنبا ، فإذا كان أحدكم جنبا فلا ولا آية. قال أبو عبد الرّحمن : قال أبي : يقرأ دون آية.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : مات عبد الله بن سعد أبو القاسم الزّهريّ بالمصيصة سنة ثمان وثلاثين ـ يعني ومائتين ـ وقد كتبت عنه.

٥١٠٣ ـ عبد الله بن سهل ، أبو محمّد الورّاق الحربيّ :

حدّث عن إبراهيم الترجماني. روى عنه أبو الحسين بن المنادي.

٥١٠٤ ـ عبد الله بن أبي سعيد ، أبو بكر الورّاق :

حدّث عن محمّد بن أحمد بن عثمان بن النبر المروزيّ ، وعمر بن جعفر البصريّ. حدّثنا عنه محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، وكان يفهم ويحفظ.

* * *

__________________

٥١٠٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٢٩٦ (١٥ / ١٧). وتاريخ خليفة ٧٩ ، ٢٤٧. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٢٩٧. وثقات ابن حبان ٨ / ٣٦٦. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٤٧٤. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٤٨. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٤٤ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٢٧٥. ونهاية السئول ، الورقة ١٧١. وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٣٤. والتقريب ١ / ٤١٨. وخلاصة الخزرجي ٢ / ترجمة ٣٥٢٥.

٤٧٩

حرف الشّين من آباء العبادلة

٥١٠٥ ـ عبد الله بن شدّاد بن الهاد ، أبو الوليد الليثي المديني :

واسم الهاد أسامة بن عمرو بن عبد الله بن جابر ـ وقيل خالد ـ بن بشر بن عتوارة ابن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة ، كان من كبار التابعين وثقاتهم. وحدّث عن عمر بن الخطّاب ، وعليّ بن أبي طالب ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عبّاس ، وعائشة ، وأم سلمة ، وميمونة أمهات المؤمنين. روى عنه طاوس بن كيسان ، وعامر الشعبي ، وسعد بن إبراهيم ، وإسماعيل بن محمّد بن سعد ، وعكرمة بن خالد ، ومحمّد بن أبي يعقوب ، وأبو عون الثقفي ، وأبو إسحاق الشّيباني ، وعبد الله بن شبرمة الضّبّي ، وكان ممن نزل الكوفة ، وورد المدائن في صحبة عليّ بن أبي طالب لما خرج إلى حرب الخوارج بالنهروان.

أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي قال : حدّثنا إسحاق بن عيسى الطباع ، حدّثني يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبيد الله بن عياض بن عمرو القاري قال : جاء عبد الله بن شدّاد فدخل على عائشة ونحن عندها جلوس ـ مرجعه من العراق ـ ليالي قتل علي فقالت له : يا عبد الله بن شدّاد ، هل أنت صادقي عما أسألك عنه؟ وساق حديثا طويلا وفيه ، قالت : فما شيء بلغني عن أهل العراق يحدثونه يقولون ذو الثدي ، ذو الثدي ، قد رأيته وقمت مع علي عليه في القتلى ، فدعا الناس فقال : أتعرفون هذا؟ فما أكثر من جاء يقول قد رأيته في مسجد بني فلان يصلي ، ولم يأتوا فيه بثبت يعرف إلا ذاك ، وذكر باقي الحديث.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء قال : قال عليّ بن عبد الله المديني : عبد الله بن شدّاد أصله

__________________

٥١٠٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٣٣٠ (١٥ / ٨١). وطبقات ابن سعد ٥ / ٦١ ، ٦ / ١٢٦. وتاريخ خليفة ٢٨٣ ، ٢٨٧. وطبقاته ١٥٣. والتاريخ الكبير ٥ / الترجمة ٣٤٢. والصغير ١ / ١٧٩. وثقات العجلي ، الورقة ٢٩. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٣٧٣. وثقات ابن حبان ٥ / ٢٠. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ٩٢. والسابق واللاحق ١٠٧. والاستيعاب ٣ / ٩٢٦. والجمع ١ / ٢٦٣. وسير أعلام النبلاء ٣ / ٤٨٨. والعبر ١ / ٩٤. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٥١. والكاشف ٢ / الترجمة ٢٨٠١. وتاريخ الإسلام ٣ / ٢٦٥. وإكمال مغلطاي ٢ / ٢٧٩. ونهاية السئول ، الورقة ١٧٣. وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٥١ ، ٢٥٢. والإصابة ٣ / ترجمة ٦١٧٦. والتقريب ١ / ٤٢٢. وخلاصة الخزرجي ٢ / ترجمة ٣٥٦. وشذرات الذهب ١ / ٩٠.

٤٨٠