تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٠

عبد الله بن حنبل ، في آخرين. روى عنه الدّارقطنيّ ، ومن بعده. وحدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وأبو الحسين بن الفضل ، وأبو القاسم بن المنذر القاضي ، ومحمّد ابن أحمد بن أبي طاهر الدّقّاق ، وأبو عليّ بن شاذان ، وأبو عمرو بن دوست ، وغيرهم.

حدّثني عليّ بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سئل أبو الحسن عليّ بن عمر عن أبي محمّد عبد الله بن إسحاق الخراساني فقال : فيه لين.

حدّثنا ابن شاذان قال : توفي أبو محمّد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخراساني ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.

وهكذا ذكر محمّد بن أبي الفوارس وقال : ودفن يوم الجمعة ، ويقال : إن مولده سنة إحدى وستين ومائتين.

٥٠٢٧ ـ عبد الله بن إسحاق بن يونس بن إسماعيل ، يعرف بابن دقيش :

روى عن بكر بن محمّد بن عبد الوهّاب الزّهريّ ، وزكريا بن يحيى الساجي. حدّثنا عنه بشرى بن عبد الله الرومي.

أخبرنا بشرى ، حدّثنا عبد الله بن إسحاق بن يونس بن إسماعيل المعروف بابن دقيش ـ في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة ، وحضر ذلك محمّد بن إسماعيل الورّاق ـ قال : حدّثنا بكر بن محمّد بن عبد الوهّاب القزاز القرشيّ ـ بالبصرة ـ أخبرنا محمّد ابن أبي الشوارب ، حدّثنا جعفر بن سليمان ، حدّثنا الجعد أبو عثمان ، عن أبي رجاء العطاردي قال : حدّثنا ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما يروى عن ربه تعالى : «إن ربكم رحيم ، من هم بحسنة فلم يعملها كتبت حسنة ، فإن عملها كتبت له عشر ، إلى سبعمائة ، إلى أضعاف كثيرة. ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت أو محاها الله ولا يهلك على الله إلّا هالك» (١).

__________________

(١) ٥٠٢٧ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٢٧٩. وسنن الدارمي ٢ / ٣٢١. والمعجم الكبير ١٢ / ١٦١. وحلية الأولياء ٦ / ٢٩٢. وكنز العمال ١٠٣١٥.

٤٢١

٥٠٢٨ ـ عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرّحمن بن الأسود بن حجية ابن الأصهب بن يزيد بن حلاوة بن الزعافر ـ وهو : عامر ـ بن حرب بن سعد بن منبه بن أود بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، أبو محمّد الأودي الكوفيّ :

سمع أباه ، وسليمان الأعمش ، وأبا إسحاق الشّيباني ، وإسماعيل بن خالد ، ومطرف بن طريف ، وابن جريح ، ومالك بن أنس ، وشعبة ، وسفيان الثوري. روى عنه مالك بن أنس ، وعبيد الله بن المبارك ، وعمرو بن محمّد العنقري ، وأحمد بن يونس ، ومحمّد بن سعيد الأصبهانيّ ، والحسن بن الرّبيع بن البوراني ، ومحمّد بن عبد الله بن نمير ، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، والحسن بن عرفة في آخرين وكان هارون الرشيد أقدمه بغداد يوليه قضاء الكوفة فامتنع عن ذلك ، وعاد إلى الكوفة فأقام بها إلى حين وفاته.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، حدّثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : حدّثنا العبّاس بن الوليد بن صبح ، حدّثنا عرفة بن إسماعيل عن ابن إدريس قال : سمعت شعبة قال : مات حمّاد بن أبي سليمان سنة عشرين ومائة. قال ابن إدريس : وفيها مولدي.

أخبرنا أبو عليّ محمّد بن الحسين بن محمّد بن الحسن بن عليّ بن بكران النهرواني ، حدّثنا المعافى بن زكريّا الجريري ، حدّثنا ابن مخلد ، حدّثنا حمّاد بن المؤمل

__________________

٥٠٢٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣١٥٩ (١٤ / ٢٩٣ ـ ٣٠٠). والمنتظم ٩ / ٢٠٢. وكلام ابن معين لابن طهمان رقم ٢٧. وطبقات ابن سعد ٦ / ٣٨٩. وتاريخ ابن معين ٢ / ٢٩٥. والدارمي ، الترجمة ٥١ ، ٦٨٧. وتاريخ خليفة ٤٦٠. وطبقاته ١٧٠. وعلل أحمد ١ / ١٤١ ، ١٦٨ ، ٣٨٤ ، ٣٨٥. والتاريخ الكبير ٥ / الترجمة ٩٧. والصغير ١ / ٢٧١ ، ٢ / ٢٦٩. والجرح والتعديل ٥ / الترجمة ٤٤. والمراسيل لابن أبي حاتم ١١٥. وثقات ابن حبان ٧ / ٥٩ ، ٦٠. وعلل الدارقطني ٣ / الورقة ٢٢. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ٨٩. وجمهرة ابن حزم ٤١١. والسابق واللاحق ٢٥٥. والجمع ١ / ٢٤٦. وسير النبلاء ٩ / ٤٢. وتذكرة الحفاظ ٣٨٢. والكاشف ٢ / ترجمة ٢٦٥٠. والعبر ١ / ٣٠٨. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٣٠. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٢٥ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٢٤٣. والمراسيل للعلائي ، ترجمة ٣٣٧. وغاية النهاية ١ / ٤٠٩. ونهاية السئول ، الورقة ١٦٢. وتهذيب التهذيب ٥ / ١٤٤. والتقريب ١ / ٤٠١. وخلاصة الخزرجي ٢ / ترجمة ٣٣٨٠. وشذرات الذهب ١ / ٣٣٠.

٤٢٢

ـ أبو جعفر الضّرير الكلبي ـ حدّثني شيخ على باب بعض المحدثين قال : سألت وكيعا عن مقدمه هو وابن إدريس وحفص على هارون الرشيد؟ فقال لي : ما سألني عن هذا أحد قبلك قدمنا على هارون أنا وعبد الله بن إدريس ، وحفص بن غياث ، فأقعدنا بين السريرين ، فكان أول ما دعا به أنا ، فقال لي هارون : يا وكيع ، قلت : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيا وسموك لي فيمن سموا. وقد رأيت أن أشركك في أمانتي ، وصالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة ، فخذ عهدك وامض ، فقلت : يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير ، وإحدى عيني ذاهبة ، والأخرى ضعيفة ، فقال هارون : اللهم غفرا خذ عهدك أيها الرجل وامض. فقلت : يا أمير المؤمنين والله لئن كنت صادقا إنه لينبغي أن تقبل مني ، ولئن كنت كاذبا فما ينبغي أن تولي القضاء كذابا ، فقال : اخرج فخرجت ، ودخل ابن إدريس وكان هارون قد وسم له من ابن إدريس وسم ـ يعني خشونة جانبه ـ فدخل فسمعنا صوت ركبتيه على الأرض حين برك ، وما سمعناه يسلم إلّا سلاما خفيا ، فقال له هارون : أتدري لم دعوتك؟ قال : لا! قال : إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيا ، وأنهم سموك لي فيمن سموا ، وقد رأيت أن أشركك في أمانتي ، وأدخلك في صالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة ، فخذ عهدك وامض. فقال له ابن إدريس : ليس أصلح للقضاء ، فنكت هارون بإصبعه وقال له : وددت أني لم أكن رأيتك. قال ابن إدريس : وأنا وددت أني لم أكن رأيتك ، فخرج ثم دخل حفص بن غياث فقال له كما قال لنا ، فقبل عهده وخرج. فأتانا خادم معه ثلاثة أكياس ، في كل كيس خمسة آلاف ، فقال لي : إن أمير المؤمنين يقرئكم السّلام ويقول لكم قد لزمتكم في شخوصكم مئونة فاستعينوا بهذه في سفركم. قال وكيع : فقلت له : أقرئ أمير المؤمنين السّلام وقل له : وقعت مني بحيث يحب أمير المؤمنين ، وأنا عنها مستغن وفي رعية أمير المؤمنين من هو أحوج إليها مني فإن رأى أمير المؤمنين أن يصرفها إلى من أحب. وأما ابن إدريس فصاح به مرّ من هاهنا ، وقبلها حفص ، وخرجت الرقعة إلى ابن إدريس من بيننا ، عافانا الله وإياك ، سألناك أن تدخل في أعمالنا فلم تفعل ، ووصلناك من أموالنا فلم تقبل ، فإذا جاءك ابني المأمون فحدثه إن شاء الله. فقال للرسول : إذا جاءنا مع الجماعة حدّثناه إن شاء الله ، ثم مضينا فلما صرنا إلى الياسرية حضرت الصلاة ، فنزلنا نتوضأ للصلاة ، قال وكيع : فنظرت إلى شرطي محموم نائم في الشمس عليه سواده ، فطرحت كسائي عليه وقلت يدفأ إلى أن أتوضأ ، فجاء ابن إدريس فاستلبه. ثم قال لي : رحمته لا رحمك الله ، في الدّنيا أحد

٤٢٣

يرحم مثل ذا؟ ثم التفت إلى حفص فقال له : يا حفص قد علمت حين دخلت إلى سوق أسد فخضبت لحيتك ، ودخلت الحمام أنك ستلي القضاء ، لا والله لا كلمتك حتى تموت قال : فما كلمه حتى مات.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الحافظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا الحسين بن أحمد بن بسطام ، حدّثنا أبو سعيد الأشج ، حدّثنا ابن إدريس قال : أتيت الأعمش فقال لي : والله لا أحدثك شهرا ، فقلت له : والله لا آتيك سنة ، قال : فلم آته إلّا بعد سنة ، قال : فلما رآني قال لي : ابن إدريس؟ قلت نعم ، قال : أحب أن تكون للعرب مرارة.

أخبرنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضائريّ ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق قال : حدّثنا أبو محمّد سعدان بن يزيد البزّاز ، حدّثني سلمة بن عقار قال : كنت عند ابن إدريس فوجه بابنه إلى البقال يشتري له حاجة فأبطأ ثم جاء ، فقال له : يا بني ما بطأك؟ قال : مضيت إلى السوق ، قال : لم لم تشتر من هذا البقال الذي معنا في السكة؟ قال : هذا يغلي علينا ، قال : اشتر منه وإن أغلى عليك ، فإنما جاورنا لينتفع.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة ، حدّثني أبو داود سليمان بن الأشعث ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم عن الكسائي قال : قال لي أمير المؤمنين الرشيد : من أقرأ الناس؟ فقلت له : عبد الله بن إدريس ، قال : ثم من؟ قلت : حسين الجعفي ، قال : ثم من؟ قلت : رجل آخر. قال أبو داود : أظنه عنى نفسه.

أخبرنا البرقانيّ قال : قرئ على أبي عليّ بن الصّوّاف ـ وأنا أسمع ـ حدّثكم جعفر الفريابي قال : وسألته ـ يعني محمّد بن عبد الله بن نمير ـ عن عبد الله بن إدريس ، وحفص ـ يعني ابن غياث ـ فقال : كان حفص أكثر حديثا ، ولكن ابن إدريس ما خرج عنه فإنه فيه أثبت ، وأتقن فقلت : فالسنّة ، أليس عبد الله آخذ في السنة؟ فقال : ما أقربهما (١) في السنّة.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا محمّد بن يوسف الجوهريّ قال : قال بشر بن الحارث : ما شرب من ماء الفرات أحد فسلم إلّا ابن إدريس.

__________________

(١) في المطبوعة : «فقال : ما أقرأتهما» خطأ.

٤٢٤

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي ذكر ابن إدريس فقال : كان نسيج وحده.

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المقرئ ، حدّثنا أحمد بن كامل القاضي ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الله بن إدريس ـ وكان نسيج وحده.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : قال ابن عمّار : وكان عبد الله بن إدريس من عباد الله الصّالحين من الزهاد وكنيته أبو محمّد. قال : وكان ابنه أعبد منه ، قال : واشتريت جبة وعليه جبة ، فقال : بكم أخذت جبتك؟ قلت : بكذا. فقال : أخذت جبتي بسبعة ونصف ، قال :ولم أر بالكوفة أحدا أفضل من ابن إدريس ، وعبدة. قال : وكان نسبته ، عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي ، وكان يزيد جده قد شهد الدار يوم قتل عثمان بن عفان ، قال : وكنا عند ابن إدريس يوما فحدّثنا ، وكان رجل يسأله فسأله فلحن فيما سأله ، فقال ابن إدريس لما رآه يلحن : (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا) ثم قال : لا والله إن حدّثتكم اليوم بحديث. قال : وكان ابن إدريس إذا لحن الرجل عنده في كلامه لم يحدثه ، قال : وقال ليس عندكم بالموصل من يتكلم بالعربية؟ قال : وذاك أني كنت أسأل فقال لي عليّ بن المعافى : دعني حتى أسأل أنا ـ وكان صاحب عربية ـ فبقى ، فأول ما أخذ يسأل أخطأ خطأ فاحشا ، فأمسك ابن إدريس عن الحديث. وحلف ألا يحدثنا ذلك اليوم فلم يحدثنا.

أخبرني عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : سمعت أبي يقول : عبد الله بن إدريس فوق أبيه في الحديث وداود الأودي عمه ضعيفا في الحديث.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا بشر بن أحمد الأسفراييني قال : سمعت أبا يعلى الموصليّ. وأخبرني هلال بن محمّد الحفّار قال : حدّثنا محمّد بن حميد بن سهيل المخرّميّ.

وأخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان التّيميّ ـ بدمشق ـ أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي قالا : حدّثنا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثني الموصليّ قال : سمعت يحيى بن معين ـ وقيل له ـ أيما أحب إليك ، ابن إدريس ، أو ابن فضيل؟ قال ابن إدريس : خير من ابن فضيل ، وابن فضيل أحسنهما حديثا.

٤٢٥

أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فابن إدريس أحب إليك ، أو ابن نمير؟ فقال : كلاهما ثقتان ، إلا أن ابن إدريس أرفع ، وهو ثقة في كل شيء.

أخبرنا العتيقي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول : كان ابن إدريس جار بني أبي شيبة فلم يكتبوا عنه كثير شيء ، وكان ينبغي أن يكتبوا حديثه كله. وقال لي أبو بكر بن أبي شيبة : كان يجيء إلينا ابن إدريس وأبي غائب فيقول لكم حاجة؟ تريدون شيئا؟.

أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال :عبد الله بن إدريس ثقة.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي قال : كان عبد الله بن إدريس عابدا فاضلا ، وكان يسلك في كثير فتياه ومذاهبه مسلك أهل المدينة ، وكانت بينه وبين مالك بن أنس صداقة. وقد قيل إن جميع ما يرويه مالك في الموطأ بلغني عن علي فيرسلها أنه سمعها من عبد الله بن إدريس ، وولد ابن إدريس في سنة خمس عشرة في خلافة هشام بن عبد الملك.

قلت : قد تقدم ذكره مولده خلاف هذا ، والمحفوظ ـ فيما أرى ـ هذا والله أعلم.

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا أحمد بن حواس قال : سمعت ابن إدريس يقول : ولدت سنة خمس عشرة ومائة وتلك السنة مات الحكم بن عتيبة.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ وأبو منصور محمّد بن محمّد بن عثمان السواق قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن يونس قال : سمعت بكر بن الأسود يقول : سمعت ابن إدريس يقول : ولدت سنة خمس عشرة.

حدّثني محمّد بن عليّ الصوري ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر المصري ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن زياد ـ أبو سعيد ـ حدّثنا الفضل بن يوسف الجعفي قال : سمعت حسين بن عمرو العنقري قال : لما نزل بابن إدريس الموت ، بكت ابنته ، فقال : لا تبكي فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة.

٤٢٦

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ قال : ولد ابن إدريس سنة خمس عشرة ، ومات سنة اثنتين وتسعين ومائة.

أخبرني ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار قال : سألت أبا سعيد الأشج فقال : مات ابن إدريس سنة اثنتين وتسعين.

٥٠٢٩ ـ عبد الله بن أبان بن الوليد ، أبو محمّد المؤدّب ، ويعرف بالزراد :

حدّث عن إسحاق بن محمّد الفروي ، والحكم بن موسى ، ومحمّد بن أبي غالب صاحب هشيم. روى عنه محمّد بن مخلد الدوري.

وذكر فيما قرأت بخطه أنه مات في يوم السبت ليومين مضيا من شهر ربيع الآخر سنة سبع وثمانين ومائتين.

* * *

حرف الباء من آباء العبادلة

٥٠٣٠ ـ عبد الله بن بكر بن حبيب ، أبو وهب السهمي الباهلي البصريّ :

سكن بغداد وحدّث بها عن حميد الطويل ، وحاتم بن أبي صغيرة ، وسنان بن ربيعة ، وسعيد بن أبي عروبة. روى عنه أحمد بن حنبل ، وأبو خيثمة ، وأبو همّام السكوني ، ويعقوب الدورقي ، والحسن بن عرفة ، وعليّ بن الحسين بن أشكاب ، وأحمد بن سعيد الجمال ، والحارث بن أبي أسامة وغيرهم.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ الديباجي وأبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن رزق ، وأبو الحسين محمّد بن الحسين بن

__________________

٥٠٣٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣١٨٥ (١٤ / ٣٤٠ ـ ٣٤٤). وطبقات ابن سعد ٧ / ٢٩٥. وتاريخ ابن معين ، الترجمة ٥٤١. وتاريخ خليفة ٢٨ / ٤٧٣. وطبقاته ٢٢٦. والتاريخ الكبير ٥ / ت ١١٤. والصغير ٢ / ٣١٤. وثقات العجلي ، الورقة ٢٨. وسؤالات الآجري لأبي داود ٣ / ت ٢٢٣. والمعرفة ليعقوب ١ / ٥١٨ ، ٢ / ٥١. والجرح والتعديل ٥ / ت ٧٢. وثقات ابن حبان ٧ / ٦١. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ٦٨٦. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ٨٩. والجمع ١ / ٢٤٧. والأنساب للسمعاني ٧ / ٢٠٢. والكامل في التاريخ ٦ / ٣٨٧. والكاشف ٢ / ت ٢٦٧٤. وتذكرة الحفاظ ٣٤٣. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٣٣. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٦٤. وتهذيب التهذيب ٥ / ٦٢. وتقريب التهذيب ١ / ٤٠٤. وخلاصة الخزرجي ٢ / ت ٣٤٠٨.

٤٢٧

محمّد بن الفضل القطّان ، وأبو محمّد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار السّكّري ، وأبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد البزّاز قالوا : أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا الحسن بن عرفة قال : حدّثني عبد الله بن بكر السهمي ، حدّثنا حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار أن كريبا أخبره أن ابن عبّاس أخبره : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا له أن يزيده [الله] (١) فهما وعلما. ثم قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نام حتى سمعته ينفخ ، ثم أتاه بلال فنبهه للصلاة فصلى ولم يتوضأ ـ أو قال : ما أعاد وضوءه ـ.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الحسين بن صدقة ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ، أخبرنا سليمان بن أبي شيخ عن أبي عمرو الطائي قال : عرض سوار على عبد الله بن بكر السهمي أن يوليه القضاء بالأبلة فأبى ، فقال له سوار : ترفع نفسك عن قضاء الأبلة؟ قال : لا ولكن ارفع علمي عن قضاء الأبلة.

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : قلت لأبي عبد الله : أجد في حديث سعيد عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه أن رجلا أعتق شقصا ، قال فيه أحد عن أبيه؟ فقال : قاله السهمي ، وما أراه محفوظا. روى عدة منهم إسماعيل وغيره ، ليس فيه عن أبيه ، وأظن هذا من حفظ سعيد ، وأثنى أبو عبد الله على السهمي خيرا. قيل لأبي عبد الله : أين سماعه عندك من سماع محمّد بن بكر عن سعيد؟ وذكر غير محمّد ابن بكر فقال أبو عبد الله : هو عندي فوق هؤلاء كلهم. قلت لأبي عبد الله : السهمي فوق هؤلاء؟ فقال : نعم!.

قال أبو عبد الله : قال السهمي : سمعت من سعيد سنة اثنتين ـ أو إحدى ـ وأربعين.

أخبرني عليّ بن الحسن الدّقّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا عمر بن محمّد ابن شعيب الصابوني ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : قال أبو عبد الله : وعبد الله بن بكر السهمي ثقة.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد ابن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألت يحيى بن معين عن عبد الله بن بكر السهمي فقال : ثقة.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٤٢٨

أخبرنا الحسين بن عليّ الصّيمريّ ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سئل يحيى بن معين عن عبد الله بن بكر السهمي. قال : صالح.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : عبد الله بن بكر أبو وهب السهمي بصري ثقة.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا جعفر بن محمّد الخلدي ، حدّثنا محمّد ابن عبد الله الحضرمي قال : سنة ثمان ومائتين فيها مات عبد الله بن بكر بن حبيب.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشّاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : عبد الله بن بكر السهمي بطن من باهلة ، وهو من أهل البصرة ، وكان ثقة صدوقا. نزل بغداد على سعيد بن سلم ، وسمع منه البغداديّون ، ولم يزل بها حتى مات بها في خلافة المأمون ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة ثمان ومائتين.

٥٠٣١ ـ عبد الله بن بكر ، أبو نصر البزّاز النّيسابوري :

سمع بنيسابور أبا عمرو أحمد بن محمّد الحيرى وأقرانه ، وبالري عبد الرّحمن بن أبي حاتم وأمثاله ، وببغداد القاضي أبا عبد الله المحامليّ وطبقته ، وكان يكثر المقام ببغداد ، وتوفي بها قبل سنة خمسين وثلاثمائة. روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبد الله النّيسابوري وهو ذكر ما حكيته هاهنا من أمره فيما حدّثني به محمّد بن عليّ المقرئ عنه.

٥٠٣٢ ـ عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن الحسين بن محمّد ، أبو أحمد الطبراني:

سمع خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ، وجماعة من أصحاب العبّاس بن الوليد البيروتي ، ومحمّد بن عوف الحمصي ، وكان سماعه بعد سنة ثلاثين وثلاثمائة. وسمع بمكة من أبي سعيد بن الأعرابي ، وقدم بغداد في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة. وكتب عن شيوخها وحدّث بها في ذلك الوقت ، وعاد إلى الشام فاستوطن موضعا يعرف بالأكواخ عند بانياس ، وأقام هناك يتعبد إلى حين وفاته.

__________________

٥٠٣٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٦٨.

٤٢٩

حدّثني عنه محمّد بن عليّ الصوري ، أخبرنا الحسين بن محمّد أخو الخلّال ، أخبرنا محمّد بن بكر الإسماعيلي ، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن بكر الطبراني ـ بمدينة السّلام في مجلس الشّافعيّ ـ أخبرني خالد بن محمّد الحضرمي ـ ببيت لهيا من كورة دمشق ـ بحديث ذكره.

قال لي الصوري : مات أبو عبد الله بن بكر الطبراني ـ حدّثنا بأكواخ بانياس ، وكان يتعبّد في أصل جبل هناك في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة ، وكان ثقة ثبتا مكثرا كتب عند الدّارقطنيّ ، وعبد الغني بن سعيد.

أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن إبراهيم الأهوازيّ ـ بدمشق ـ قال : مات أبو أحمد عبد الله بن بكر الطبراني في أكواخ بانياس يوم الأحد ، ودفن يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.

٥٠٣٣ ـ عبد الله بن أبي بدر ، الدوري :

حدّث عن الوليد بن مسلم ، ويحيى بن يمان ، ووكيع ، ويزيد بن هارون ، وروح بن عبادة ، وكثير بن هشام ، وزيد بن الحباب ، وغيرهم. روى عنه عبّاس بن محمّد الدوري ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوري ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا قال : حدّثني عبد الله بن أبي بدر ، أخبرنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن يزيد قال : كانت لنا جارية أعجمية ، فحضرتها الوفاة ، فجعلت تقول فلان تمرغ في الحياة (١) فلما ماتت سألنا عن الرجل فقالوا : ما كان به بأس ، إلا أنه كان يمشي بالنميمة.

٥٠٣٤ ـ عبد الله بن بدر ، أبو محمّد الأنماطي ، يعرف بزريق :

حدّث عن عبد الله بن أيّوب القربي ، وأحمد بن عليّ الأبّار. روى عنه عبد الله ابن عثمان الصّفّار.

أخبرني الحسين بن عليّ الطّناجيريّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا عبد الله بن بدر المعروف بزريق ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن أيّوب بن زاذان القربي البصريّ ، حدّثنا شيبان الأبلي ، حدّثنا بشر بن عبد الرّحمن الأنصاريّ ، حدّثني

__________________

(١) ٥٠٣٣ ـ هكذا في الأصل ، ولعله «تمرغ في الحمأة» (على هامش المطبوعة).

٤٣٠

عبد الوهّاب بن مجاهد ، عن أبيه عن العبادلة عبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن عبّاس ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر قالوا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «القاص ينتظر المقت ، والمستمع ينتظر الرحمة ، والتاجر ينتظر الرزق ، والمحتكر ينتظر اللعنة ، والنائحة ومن حولها من امرأة مستمعة عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» (١).

٥٠٣٥ ـ عبد الله بن بسيل ، أبو القاسم الخرشني (١) :

أخبرنا البرقانيّ قال : قرئ على عمر بن نوح البجليّ ـ وأنا شاك في سماعي ذلك منه ـ أخبرك أبو القاسم عبد الله بن بسيل الخرشني ـ في دار إسحاق ـ حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن فوزان ـ صاحب أحمد بن حنبل ـ حدّثنا روح بن عبادة ، حدّثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أبي مجلز أن رجلا نادى ابن عبّاس فقال : إني رميت بست فقال : ما أدري ، أرمى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الجمرة بست أو بسبع؟

٥٠٣٦ ـ عبد الله بن بيان بن عبد الله بن بيان الأنباريّ :

حدّث عن أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد القطّان ، ومحمّد بن أحمد بن البراء العبدي ، والحسن بن عبد الرّحمن الربعي. روى عنه أبو بكر محمّد بن القاسم ابن محمّد الأنباريّ ، والربعي هو الحسن بن عليّ العنزي.

٥٠٣٧ ـ عبد الله بن بيان ، السامري :

حدّث عن محمّد بن عبيد الله المصيصي. روى عنه يوسف بن يعقوب النجيرمي البصريّ.

٥٠٣٨ ـ عبد الله بن بشران بن محمّد بن بشر بن مهران بن عبد الله ، أبو الطّيّب القرشيّ الأموي :

سمع بشر بن موسى الأسديّ ، ويوسف بن يعقوب القاضي ، وأحمد بن يحيى الحلواني ، ونحوهم. سمع منه ابنه محمّد وكان ثقة ، وكان يتولى القضاء بنواحي حلب ، وهو جد أبي الحسين ، وأبي القاسم علي وعبد الملك ، ابني محمّد بن عبد الله ابن بشران ، وأخو عمر بن بشران السّكّري.

__________________

(١) ٥٠٣٤ ـ انظر الحديث في : المعجم الكبير ١٢ / ٤٢٧. ومجمع الزوائد ١ / ١٩١. والموضوعات ٢ / ٢٤٢. وتنزيه الشريعة ٢ / ١٨٨. وكشف الخفا ٢ / ١٤٣. واللآلئ المصنوعة ٢ / ٨١.

(١) ٥٠٣٥ ـ الخرشني : هذه النسبة إلى خرشنة وهي من بلاد الشام (الأنساب ٥ / ٨٣).

٥٠٣٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١١٥.

٤٣١

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده حدّثني أبي القاضي عبد الله بن بشران قال : سمعت أبا الحسن الحمّادي القاضي يقول : سمعت الفتح بن شخرف يقول : رأيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في النوم ـ أو فيما يرى النائم ـ فقلت له : يا أمير المؤمنين أوصني. فقال لي : ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء ، وأحسن من ذلك تيه الفقراء على الأغنياء ، قال : فقلت له زدني ، قال : فأومأ إلى بكفه فإذا فيه مكتوب :

قد كنت ميتا فصرت حيا

وعن قليل تصير ميتا

أعيى بدار الفناء بيت

فابن بدار البقاء بيتا

حدّثني أحمد بن عليّ بن الحسين التوزي قال : مات القاضي أبو الطّيّب عبد الله ابن بشران سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.

* * *

حرف الثاء من آباء العبادلة

٥٠٣٩ ـ عبد الله بن ثابت بن يعقوب بن قيس بن إبراهيم بن عبد الله ، أبو محمّد العبقسي المقرئ النّحويّ التوزي :

سكن بغداد وروى بها عن أبيه عن الهذيل بن حبيب تفسير مقاتل بن سليمان. وروى أيضا عن عمر بن شبة النميري. حدّث عنه أبو عمرو بن السّمّاك ، وعبد الخالق ابن الحسن بن أبي روبا ، وغيرهما.

أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمّد بن عبيد الله بن النجار قال : أخبرنا محمّد ابن عبيد الله بن الفضل الكيال قال : قال لنا محمّد بن الهيثم ـ أبو بكر المقرئ ـ أنشدنا عبد الله بن ثابت المقرئ :

إذا لم تكن واعيا حافظا

فعلمك في البيت لا ينفع

وتحضر بالعلم في موضع

وعلمك في البيت مستودع

ومن يك في دهره هكذا

يكن دهره القهقرى يرجع

أخبرني الحسن بن أبي بكر قال : قال عثمان بن أحمد الدّقّاق : توفي عبد الله بن ثابت أبو محمّد في سنة ثمان وثلاثمائة ، ودفن بالرملية.

__________________

٥٠٣٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٩٧.

٤٣٢

قلت : وبلغني عنه أنه قال : ولدت في سنة ثلاث وعشرين ومائتين في آخرها.

* * *

حرف الجيم من آباء العبادلة

٥٠٤٠ ـ عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد ، أبو محمّد البرمكي :

سمع معن بن عيسى القزاز ، وعبد الله بن نمير الحارفي. روى عنه أبو داود السجستاني ، ومسلم بن الحجّاج النّيسابوري ، وعليّ بن الحسين بن الجنيد الرّازيّ ، وجعفر بن محمّد الفريابي وقاسم بن زكريّا المطرز.

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال قال : قال أبو الحسن الدّارقطنيّ : عبد الله بن جعفر بن يحيى البرمكي ثقة.

حدّثني عليّ بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول : سمعت الوزير أبا الفضل جعفر بن الفضل ـ بمصر ـ يقول : أبو محمّد عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك ثقة صدوق معروف في الكتابة.

٥٠٤١ ـ عبد الله بن جعفر بن عبيدة :

حدّث عن بدل بن المحبر اليربوعي. روى عنه محمّد بن مخلد.

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا عبد الله بن جعفر ابن عبيدة ، حدّثنا بدل بن المحبر عن شعبة عن سليمان التّيميّ عن إبراهيم بن قعيس عن أبي وائل عن حذيفة قال : لا يدخل الجنة قتات. موقوف.

٥٠٤٢ ـ عبد الله بن جعفر المتوكل على الله أمير المؤمنين :

كان يسكن بالجانب الشرقي.

أنبأنا إبراهيم بن مخلد ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي قال : مات عبد الله بن المتوكل على الله في داره بالرصافة يوم الأحد لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين ومائتين ، فدفن في منزله.

__________________

٥٠٤٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٢٠٧ (١٤ / ٣٨٤). وسؤالات حمزة السهمي للدارقطني ، رقم ٣٤٣.

٤٣٣

٥٠٤٣ ـ عبد الله بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الهيثم ، أبو القاسم التغلبي ، ويعرف بابن وجه الشاه :

وهو أخو أحمد بن جعفر وكان الأكبر ، حدّث عن عمرو بن عليّ الصّيرفي ، وإسحاق بن بهلول التّنوخيّ. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجانيّ ، وعمر بن بشران السّكّري.

أخبرنا البرقانيّ ، حدّثنا أبو حفص عمر بن بشران ـ لفظا ـ حدّثنا عبد الله بن جعفر ابن عليّ بن الهيثم التغلبي أبو القاسم الدوري ثقة يفهم.

٥٠٤٤ ـ عبد الله بن جعفر بن أحمد بن خشيش ، أبو العبّاس الصّيرفيّ :

سمع يوسف بن موسى القطّان ، ويعقوب الدورقي ، وحميد بن الرّبيع ، والحسن ابن أبي الرّبيع وأبا الأشعث أحمد بن المقدام ، وإبراهيم بن هانئ. روى عنه محمّد بن عبيد الله بن الشخير ، وعبيد الله بن أبي سمرة البغويّ ، وعليّ بن عمرو الحريريّ ، والدّارقطنيّ وابن شاهين ، ويوسف بن عمر القوّاس.

وحدّثني الحسن بن أبي طالب أن يوسف القوّاس ذكره في جملة شيوخه الثقات.

حدّثنا أبو خازم محمّد بن الحسين بن محمّد الفراء قال : قال لنا أبو الحسن الدّارقطنيّ : كان ابن خشيش من الثقات.

حدّثني عبد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر.

وأخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن أبا العبّاس بن خشيش الصّيرفيّ مات في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة ، زاد ابن قانع في جمادى الأولى.

٥٠٤٥ ـ عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان ، أبو محمّد الفارسيّ النّحويّ :

حدّث عن أحمد بن الحباب الحميري ، ويعقوب بن سفيان النسوي ، وعبّاس بن محمّد الدوري ، ويحيى بن أبي طالب ، والقاسم بن المغيرة الجوهريّ ، ومحمّد بن الحسين الحنيني ، وأبي قلابة الرقاشي ، وعبد الرّحمن بن محمّد بن منصور الحارثي ، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي ، وأبي العبّاس المبرد ، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة.

وكان فسويا سكن بغداد إلى حين وفاته ، وحمل عنه من علوم الأدب كتب عدة

__________________

٥٠٤٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٩٦.

٥٠٤٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ١١٥.

٤٣٤

صنفها ، منها تفسير كتاب الجرمي ، ومنها كتابه في النحو الذي يدعي الإرشاد ، ومنها كتابه في الهجاء وهو من أحسن كتبه.

وروى عنه محمّد بن المظفر ، والدّارقطنيّ وابن شاهين ، وأبو عبيد الله المرزبانيّ ، ومنصور بن ملاعب الصّيرفيّ ، وغيرهم من المتقدمين. وحدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وأبو الحسين بن الفضل ، وأبو عليّ بن شاذان.

سمعت هبة الله بن الحسن الطّبريّ ، ذكر ابن درستويه وضعفه وقال : بلغني أنه قيل له حدث عن عبّاس الدوري حديثا ونحن نعطيك درهما ففعل ولم يكن سمع من عبّاس. وهذه الحكاية باطلة لأن أبا محمّد بن درستويه كان أرفع قدرا من أن يكذب لأجل العوض الكثير فكيف لأجل التافه الحقير؟ وقد حدّثنا عنه ابن رزقويه بأمالي أملاها في جامع المدينة ، وفيها عن عبّاس الدوري أحاديث عدة.

سألت البرقانيّ عن ابن درستويه فقال : ضعفوه ، لأنه لما روى كتاب التاريخ عن يعقوب بن سفيان أنكروا عليه ذلك ، وقالوا له إنما حدّث يعقوب بهذا الكتاب قديما فمتى سمعته منه؟! وفي هذا القول نظر ، لأن جعفر بن درستويه من كبار المحدثين وفهمائهم ، وعنده عن عليّ بن المديني وطبقته ، فلا يستنكر أن يكون بكّر بابنه في السماع من يعقوب بن سفيان وغيره.

مع أن أبا القاسم الأزهري قد حدّثني قال : رأيت أصل كتاب ابن درستويه بتاريخ يعقوب بن سفيان لما بيع في ميراث ابن الآبنوسي ، فرأيته أصلا حسنا ، ووجدت سماعه فيه صحيحا.

وسألت أبا سعد الحسين بن عثمان الشّيرازيّ عن ابن درستويه فقال : ثقة ثقة. حدّثنا عنه أبو عبيد الله بن مندة الحافظ بغير شيء ، وسألته عنه فأثنى عليه ووثقه.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : سمعت أبي يسأل أبا محمّد عبد الله بن جعفر بن درستويه النّحويّ ـ وأنا حاضر ـ فقال له : في أي سنة ولدت؟ فقال : في سنة ثمان وخمسين ومائتين.

حدّثنا محمّد بن الحسين القطّان ـ لفظا ـ والحسن بن أبي بكر ـ قراءة عليه ـ قالا:توفي عبد الله بن جعفر بن درستويه يوم الاثنين لست بقين من صفر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.

٤٣٥

٥٠٤٦ ـ عبد الله بن جعفر بن زيد ، أبو القاسم الحرفي (١) :

حدّث عن أحمد بن محمّد بن الحسن التغلبي ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، وجعفر بن محمّد بن المغلس ، ومحمّد بن هارون بن المجدر ، والقاضي المحامليّ. حدّثنا عنه البرقانيّ وسألته عنه فقال : ثقة.

٥٠٤٧ ـ عبد الله بن جناح ، الكلوذاني :

حدّثني محمّد بن عليّ الصوري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر المصري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع السّكّري ، حدّثنا أحمد بن يحيى بن خالد الرقي ، حدّثنا عبد الله بن جناح الكلوذاني ، حدّثنا خلف بن سالم ، حدّثنا قراد عن الليث بن سعد عن مالك بن أنس عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ، ويخونوننى ، وذكر الحديث.

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن إبراهيم البزّاز ـ بالبصرة ـ حدّثنا الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا محمّد بن منصور وأبو بكر بن أبي النّضر قالا : حدّثنا عبد الرّحمن بن غزوان ، حدّثنا قراد أبو نوح ، حدّثنا ليث بن سعد عن مالك بن أنس بإسناده نحوه.

* * *

حرف الحاء من آباء العبادلة

٥٠٤٨ ـ عبد الله بن حبيب بن ربيعة ، أبو عبد الرّحمن السلمي الكوفيّ :

وهو أخو خرشبة بن حبيب ، سمع عثمان بن عفان ، وعليّ بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وحذيفة بن اليمان ، وأبا موسى الأشعريّ. روى عنه سعد بن عبيدة ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم النّخعيّ ، وأبو حصين ، ومسلم البطين ، وأبو إسحاق الهمداني ، وعاصم بن بهدلة ، وعطاء بن السائب ، وإسماعيل السدي.

__________________

(١) ٥٠٤٦ ـ الحرفي : هذه النسبة للبقال ببغداد ومن يبيع الأشياء التي تعلق بالبزور والبقالين (الأنساب ٤ / ١١٢).

٥٠٤٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٧ / ١٠١. وتهذيب الكمال ٣٢٢٢ (١٤ / ٤٠٨). وطبقات ابن سعد ٦ / ١٧٢. وتاريخ ابن معين ٢ / ٣٠١. وتاريخ خليفة ٢٧٣. وطبقاته ١٥٣. وعلل أحمد ١ / ٣٧. والتاريخ الكبير ٥ / ت ١٨٨ ، ٩ / ت ٨٣٥. والتاريخ الصغير ١ / ٢٠١ ، ١٥٨. وثقات العجلي ، الورقة ٢٨. والمعارف ٥٢٨. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ١٦٤. والمراسيل ١٠٦. وثقات ابن حبان ٥ / ٩. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ٩٠.

٤٣٦

وكان يقرئ القرآن بالكوفة من خلافة عثمان إلى إمرة الحجّاج ، وقدم المدائن في حياة حذيفة بن اليمان ، وقد سقنا خبر قدومه المدائن مع أبيه في ذكر الصحابة الذين قدموا المدينة فغنينا عن إعادته.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي وأبو عليّ بن الصّوّاف ، وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا : حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، حدّثنا يحيى بن آدم ، حدّثنا عبد الرّحمن بن حميد قال : سمعت أبا إسحاق يقول :أقرأ أبو عبد الرّحمن السلمي القرآن في المسجد أربعين سنة.

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي ـ بنيسابور ـ أخبرنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن القاسم العبدي ـ بجرجان ـ حدّثنا الحسن بن سفيان ، حدّثنا محمّد بن عبيد بن حساب ، حدّثنا حمّاد بن زيد عن عطاء بن السائب قال : دخلنا على أبي عبد الرّحمن السلمي في مرضه الذي مات فيه ، قال : فذهب بعض القوم يرجيه ، فقال : أنا أرجو ربي ، وقد صمت له ثمانين رمضانا.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يوسف الصياد ، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد ، حدّثنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا عفان بن مسلم ، حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عطاء بن السائب قال : دخلنا على عبد الله بن حبيب وهو يقضي في مسجده فقلنا : يرحمك الله لو تحولت إلى فراشك؟ فقال : حدّثني من سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة ، تقول الملائكة اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه» (١). قال : فأريد أن أموت وأنا في مسجدي.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : وأبو عبد الرّحمن السلمي عبد الله بن حبيب الضّرير المقرئ كوفي تابعي ثقة.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ ،

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب المساجد باب ٤٩. وصحيح البخاري ١ / ٥٥.١٥٧. والجمع ١ / ٢٤٩. والأنساب ، للسمعاني ٧ / ١١٢. والكامل في التاريخ ٥ / ١٢٦. وسير أعلام النبلاء ٤ / ٢٦٧ ـ ٢٧٢. وتذكرة الحفاظ ٥٨. والكاشف ٢ / ترجمة ٢٧٠٥. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٣٨. ومعرفة التابعين ، الورقة ٢٢. وتاريخ الإسلام ٣ / ٢٢٢. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٢٥٦. ومراسيل العلائي ، الترجمة ٣٤٧. وشرح علل الترمذي لابن رجب ٢٧٩. والعقد الثمين ٨ / ٦٦. وغاية النهاية ١ / ٤١٣. ونهاية السئول ، الورقة ١٦٥. وتهذيب التهذيب ٥ / ١٨٣. والتقريب ١ / ٤٠٨. وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٣٤٤٦.

٤٣٧

حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : أبو عبد الرّحمن السلمي واسمه عبد الله بن حبيب توفي زمن بشر بن مروان.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن أبا عبد الرّحمن السلمي مات في سنة خمس ومائة ، وله تسعون سنة.

٥٠٤٩ ـ عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، أبو محمّد :

من أهل المدينة ، وقدم مع جماعة من الطالبيين على أبي العبّاس السفاح وهو بالأنبار ، ثم رجعوا إلى المدينة ، فلما ولى المنصور حبس عبد الله بالمدينة لأجل ابنيه محمّد وإبراهيم عدة سنين ، ثم نقله إلى الكوفة فحبسه بها حتى مات.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ، حدّثنا جدي ، حدّثني أبو الحسن عليّ بن بكر بن أحمد الباهلي قال : سمعت مصعب ابن عبد الله يقول : جعل أبو العبّاس أمير المؤمنين يطوف ببناية بالأنبار ومعه عبد الله ابن الحسن بن الحسن فجعل يريه ويطوف به ، فقال عبد الله بن الحسن بن الحسن يا أمير المؤمنين :

ألم تر حوشبا أمسى يبنى

بيوتا نفعها لبنى نفيله

يؤمل أن يعمر عمر نوح

وأمر الله يحدث كل ليله

فقال له أبو العبّاس : ما أردت إلى هذا؟! قال : أردت أن أزهدك في هذا القليل الذي أريتنيه.

أخبرني الحسين بن عليّ الصّيمريّ ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير ، أخبرنا مصعب بن عبد الله قال : ما

__________________

٥٠٤٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٩١. وتهذيب الكمال ٣٢٢٥ (١٤ / ٤١٤ ـ ٤١٨). وطبقات ابن سعد ٩ / الورقة ١٩٦. وتاريخ ابن معين ٢ / ٣٠١. وتاريخ خليفة ٣٨٥ ، ٤٢١. وطبقات خليفة ٢٥٨. وعلل أحمد ١ / ٢٤ ، ١٦٥ ، ٣٩٠ ، ٤١٢. والتاريخ الكبير ٥ / ت ١٨٠. والتاريخ الكبير ١ / ٢٨٧. وأبو زرعة الرازي ٧٧٤ ـ ٧٧٥. والكنى للدولابي ٢ / ٩٨. والجرح والتعديل ٥ / ترجمة ١٥٠. وثقات ابن حبان ٧ / ١. وجمهرة ابن حزم ٤١ ، ٤٣. وتاريخ ابن عساكر ١٤٠. وأنساب القرشيين ٢٤٦. والكامل في التاريخ ٥ / ٣٨ ، ٢٣١ ، ٢٣٥ ، ٣٧٤ ، ٤٢٣ ، ٤٤٨ ، ٥١٤. والكاشف ٢ / ترجمة ٢٧٠٨. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٣٨. والعبر ١ / ١٩٦. وتاريخ الإسلام ٦ / ٧٨. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٢٥٩. ونهاية السئول ، الورقة ١٦٦. وتهذيب التهذيب ٥ / ١٨٦. والتقريب ١ / ٤٠٩. وخلاصة الخزرجي ٢ / ت ٣٤٥١. وتهذيب ابن عساكر ٧ / ٣٥٧.

٤٣٨

رأيت أحدا من علمائنا يكرمون أحدا ما يكرمون عبد الله بن حسن بن حسن ، وعنه روى مالك الحديث في السدل.

قلت : ولعبد الله بن الحسن رواية عن أبيه ، وعن أمه فاطمة بنت الحسين. روى عنه سوى مالك ، عبد العزيز بن محمّد الدراوردي ، والمنذر بن زياد الطائي.

أخبرنا عليّ بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال : سأل محمّد بن عوف الأنصاريّ يحيى بن معين ـ وأنا أسمع ـ قال له : وعبد الله بن حسن؟ قال يحيى : هذا عبد الله بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب ثقة مأمون.

أخبرنا عليّ بن المحسن التّنوخيّ قال : وجدت في كتاب جدي عليّ بن محمّد بن أبي الفهم حدّثني أحمد بن أبي العلاء المعروف بحرمي ، حدّثنا أبو يعقوب بن إسحاق بن محمّد بن أبان قال : حدّثني أبو معقل ـ وهو ابن إبراهيم بن داحة ـ قال : حدّثني أبي قال : أخذ أبو جعفر أمير المؤمنين عبد الله بن حسن بن حسن فقيّده وحبسه في داره ، فلما أراد أبو جعفر الخروج إلى الحج جلست له ابنة لعبد الله بن حسن يقال لها فاطمة ، فلما أن مر بها أنشأت تقول :

ارحم كبيرا سنّه متهدم

في السجن بين سلاسل وقيود

وارحم صغار بني يزيد إنهم

يتموا لفقدك لا لفقد يزيد

إن جدت بالرحم القريبة بيننا

ما جدنا من جدكم ببعيد

فقال أبو جعفر : أذكرتنيه ، ثم أمر به فحدر إلى المطبق. وكان آخر العهد به. قال ابن داحة : يزيد هذا أخ لعبد الله بن حسن. قال إسحاق بن محمّد : فسألت يزيد بن عليّ بن حسين بن زيد بن عليّ وهو عند الزينبي محمّد بن سليمان بن عبد الله بن محمّد بن إبراهيم الإمام عن هذا الحديث ، وأخبرته بقول إبراهيم بن داحة في يزيد هذا ، فقال لم يقل شيئا ، ليس في ولد عليّ بن أبي طالب يزيد ، إنما هذا شيء تمثلت به ويزيد هو ابن معاوية بن عبد الله بن جعفر.

أخبرنا الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن أحمد الحريريّ ، حدّثنا أحمد بن الحارث الخزّاز قال : قال محمّد بن سلام الجمحي : وأما عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، فكان يكنى أبا محمّد ،

٤٣٩

مات ببغداد ، وكان ذا منزلة من عمر بن عبد العزيز في خلافته ، ثم أكرمه أبو العبّاس ووهب له ألف ألف درهم. ومات أيام أبي جعفر.

قلت : قول ابن سلام أنه مات ببغداد وهم ، إنما كانت وفاته بالكوفة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ، حدّثنا جدي ، حدّثنا موسى بن عبد الله قال : توفي عبد الله بن الحسن في حبس أبي جعفر وهو ابن خمس وسبعين سنة. قال جدي : توفي في حبس أبي جعفر المنصور بالكوفة.

قلت : وقد ذكر ابن سلام أيضا أن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب مات ببغداد ، أخبرنا ذلك الحسن بن أبي طالب بالإسناد المتقدم في ذكر عبد الله ابن الحسن بن الحسن بن عليّ ، فوهم في هذا القول أيضا لأن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ ، وكنيته أبو جعفر مات في حبس المنصور بالكوفة في يوم عيد الأضحى من سنة خمس وأربعين ومائة ، وهو ابن ست وأربعين سنة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ، حدّثنا جدي بذلك.

٥٠٥٠ ـ عبد الله بن الحسن بن إبراهيم ، الأنباريّ :

روى عن الأصمعي حديثا. أخبرناه أبو نعيم الحافظ قال : حدّثنا الحسين بن محمّد ابن عليّ الزعفراني ، حدّثنا عليّ بن محمّد بن جعفر بن عنبسة وراق عبدان ـ حدّثنا عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباريّ ، حدّثنا عبد الملك بن قريب ـ يعني الأصمعي ـ قال : سمعت كدام بن مسعر بن كدام يحدث عن أبيه عن قتادة عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نحن سبعة بنو عبد المطّلب سادات أهل الجنة ؛ أنا ، وعلي أخي ، وعمي حمزة ، وجعفر ، والحسن ، والحسين ، والمهديّ» (١).

هذا الحديث منكر جدّا ، وهو غير ثابت ، وفي إسناده غير واحد من المجهولين.

٥٠٥١ ـ عبد الله بن الحسن بن محمّد بن إسماعيل بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، أبو العبّاس الهاشميّ :

من أهل سر من رأى. حدّث عن يزيد بن هارون ، وشبابة بن سوار ، وروح بن عبادة ، ومنصور بن سلمة الخزاعيّ ، ومحمّد بن عبد الله بن كناسة ، والحسن بن

__________________

(١) ٥٠٥٠ ـ انظر الحديث في : تاريخ أصبهان ٢ / ١٣٠. والعلل المتناهية ١ / ٢٢٠.

٤٤٠