تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٠

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : وتوفي أبو الفضل صالح بن محمّد الرّازيّ المولد لأيام خلت من العشر الأول من شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين ، وكان ثقة مأمونا ، قارئا للقرآن.

وفي حفظي عن أبي بكر أحمد بن محمّد بن غزال أنه قال : سمعت صالح بن محمّد الرّازيّ يقول : ختمت القرآن أربعة آلاف ختمة ، ولم يغير شيبه.

٤٨٦٠ ـ صالح بن عمران بن حرب ـ وقيل : صالح بن عمران بن صالح ـ ابن عمران بن عبد الله ، أبو شعيب الدعاء :

بخاري الأصل. سمع سعيد بن داود الزنبري ، وأبا نعيم الفضل بن دكين ، وأبا غسان النهدي ، وسليمان بن حرب ، ومسلم بن إبراهيم ، وعفان بن مسلم ، وعبيد الله العيشي ، والحسن بن بشير بن سلم ، وأبا عبيد القاسم بن سلام ، ومحمّد بن حميد الرّازيّ. روى عنه يحيى بن محمّد بن صاعد ، وأحمد بن كامل القاضي ، وإسماعيل ابن عليّ الخطبي ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وغيرهم.

وقال الدّارقطنيّ : لا بأس به.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : وأبو شعيب الدعاء واسمه صالح بن عمران ، كتب الناس عنه ولم يكن بذاك القوي.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي قال : ومات أبو شعيب الدعاء صالح بن عمران بن حرب يوم السبت لتسع بقين من ذي القعدة سنة خمس وثمانين ومائتين.

٤٨٦١ ـ صالح بن مقاتل بن صالح الأعور :

حدّث عن أبيه. روى عنه أبو الطّيّب أحمد بن محمّد بن إسماعيل المنادي ، وأبو سهل بن زياد ، وعبد الباقي بن قانع القاضي.

وذكره الدّارقطنيّ فقال : ليس بقوي.

أخبرنا عبد الملك بن محمّد الواعظ ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع ، حدّثنا صالح بن مقاتل ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن الزبرقان ، عن نصر بن طريف ، عن قتادة ، عن أنس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أخف الناس صلاة في تمام.

__________________

٤٨٦٠ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٥ / ٣١٨.

٣٢١

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن صالح بن مقاتل بن صالح الأعور مات في سنة سبع وثمانين ومائتين.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ أن صالح بن مقاتل الذي كان عنده أحاديث هدبة بن المنهال ، مات ـ إما في آخر المحرم ، وإما في أول صفر ـ سنة تسع وثمانين [ومائتين] (١).

٤٨٦٢ ـ صالح بن محمّد بن عمرو بن حبيب بن حسّان بن المنذر بن عمّار ، أبي الأشرس السدي مولى أسد بن خزيمة ، يكنى أبا علي ، ويلقّب (١) جزرة :

وكان حافظا عارفا من أئمة الحديث ، وممن يرجع إليه في علم الآثار ، ومعرفة نقلة الأخبار. رحل كثيرا ، ولقى المشايخ بالشام ومصر وخراسان ، وانتقل عن بغداد إلى بخاري فسكنها فحصل حديثه عند أهلها ، وحدّث دهرا طويلا من حفظه ، ولم يكن معه كتاب استصحبه ، وكان قد سمع من سعيد بن سليمان ، وعليّ بن الجعد ، وخالد ابن خداش ، وعبيد الله العيشي ، وأبي نصر التّمّار ، وهدبة بن خالد ، وإبراهيم بن الحجّاج السّامي ، ويحيى بن معين ، ومنجاب بن الحارث ، وعليّ بن المديني ، وأبي بكر وعثمان والقاسم بني أبي شيبة ، ومحمّد بن عبد الله بن نمير ، ويحيى بن الحماني وأبي الرّبيع الزهراني ، وأحمد بن صالح المصري ، وهشام بن عمّار الدمشقي ، والحكم بن موسى ، والهيثم بن خارجة ، وهارون بن معروف ، وإبراهيم بن زياد سبلان ، وإبراهيم ابن المنذر الحزامي ، وداود بن عمرو الضّبّي ، ونوح بن حبيب القومسي ، ووهب بن بقية الواسطيّ ، ومحمّد بن عبّاد المكي ، وسريج بن يونس ، وخلق كثير غيرهم.

وكان صدوقا ثبتا أمينا ، وكان ذا مزاح ودعابة مشهورا بذلك.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوري قال : سمعت أبا زكريّا يحيى بن محمّد العنبريّ يقول : سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول : كان صالح جزرة يقرأ على محمّد بن يحيى «الزّهريّات» ، فلما بلغ حديث عائشة أنها كانت تسترقى من الخرزة قال : من الجزرة فلقب بجزرة.

قلت : هذا غلط لأن صالحا لقب جزرة قديما في حداثته ، وكان سبب ذلك :

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٤٨٦٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٥٢. وتهذيب التهذيب ٦ / ١٣.

(١) في المطبوعة : «ويقلب» تصحيف.

٣٢٢

ما أخبرنا أبو سعد الماليني ـ قراءة ـ أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال : سمعت محمّد بن أحمد بن سعدان يقول : سمعت صالحا ـ يعني جزرة ـ يقول : قدم علينا بعض الشيوخ من الشام ، وكان عنده عن جرير بن عثمان فقرأت أنا عليه حدّثكم جرير بن عثمان قال : كان لأبي أمامة خرزة يرقى بها المريض ، فصحفت الخرزة فقلت : كان لأبي أمامة جزرة ، وإنما هو خرزة.

وأما البرقانيّ فقال : سمعت أبا حاتم بن أبي الفضل الهرويّ ـ بها ـ وسألته لم قيل لصالح البغداديّ جزرة؟ فقال : حدّثني أبي أنه كان يقرأ على شيخ أن عبد الله بن بشر كان يرقى ولده بخرزة ، فجرى على لسانه بجزرة ، فلقب بذلك. قلت لأبي حاتم : هل غمز بشيء؟ فقال : كان متثبتا في الحديث جدّا ، ولكن كان ربما يطنز كما يكون في البغداديّين ، كان ببخارى رجل حافظ يلقب بجمل ، فكان صالح وهذا الحافظ يمشيان ببخارى ، فاستقبلهما جمل عليه وقر جزر ، فأراد ذلك الحافظ أن يخجل صالحا فقال : يا أبا علي ما هذا الذي على البعير؟ فقال له صالح : أما تعرفه! قال : لا ، قال : هذا أنا عليك أراد جزر على جمل.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ ، أخبرنا عبد الله بن موسى السّلامي ـ إجازة ـ قال : قال لي أبو نوح سنان بن الأغر الأديب قال لي أبو عليّ صالح بن محمّد البغداديّ : كان ببغداد شاعران ، أحدهما صاحب حديث ، والآخر معتزلي ، فاجتاز بي المعتزلي يوما فقال لي : يا بني كم تكتب! يذهب بصرك ويحدودب ظهرك ، وتزدار قبرك ، ثم أخذ كتابي وكتب عليه :

إن القراءة والتف

قه والتشاغل بالعلوم

أصل المذلة والإضا

قة والمهانة والهموم

قال : ثم ذهب وجاء الآخر ، فقرأ هذين البيتين فقال : كذب عدو نفسه ، بل يرتفع ذكرك ، وينتشر علمك ، ويبقى اسمك مع اسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى يوم القيامة. ثم كتب هذين البيتين :

إن التشاغل بالدفا

تر والكتابة والدراسة

أصل التقية والتزه

د والرئاسة والسياسة

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ قال : صالح بن محمّد الحافظ البغداديّ لقبه جزرة ، وهو من ولد حبيب بن أبي الأشرس ، وقع إلى بخاري ، وأقام بها حتى مات ، وحديثه عند البخاريّين ، وكان ثقة صدوقا ، حافظا عارفا.

٣٢٣

حدّثني الحسين بن محمّد أخو الخلّال عن أبي سعيد عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي قال : صالح بن محمّد أبو عليّ الحافظ الملقب بجزرة ما أعلم كان في عصره بالعراق وخراسان في الحفظ مثله ، دخل خراسان وما وراء النهر ، فحدّث بها مدة طويلة من حفظه من غير كتاب أو أصل يصحبه ، وما أعلم أخذ عليه مما حدّث خطأ أو شيء ينقم عليه.

رأيت أبا أحمد بن عدي الحافظ بجرجان يفخم أمره ويعظمه ويفضله بالحفظ على غيره.

أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن عليّ بن حمويه الهمذاني ـ بها ـ أخبرنا أحمد بن عبد الرّحمن الشّيرازيّ قال : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي ـ ببلخ ـ يقول : سمعت أبا حفص محمّد بن حامد بن إدريس البخاريّ يقول : سمعت صالحا جزرة يقول : عبرت جيحونكم وما معي كتاب (٢).

حدّثني محمّد بن عليّ الصوري ـ لفظا ـ حدّثني عبد الغني بن سعيد الحافظ قال : سمعت حمزة بن محمّد ـ هو الكناني ـ يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن محمّد الباغندي يقول : كنا في مجلس عثمان بن أبي شيبة ومعنا صالح جزرة ، فقال رجل من أصحاب الحديث لصالح : من روى عن المغيرة بن شعبة حديث المسح على الخفين؟ قال : فقال له صالح : رواه أبو سلمة بن عبد الرّحمن ، وعروة بن المغيرة بن شعبة ، وذكر جماعة قال : فقال له : بقي عليك ، قد روى هذا عن المغيرة خلق كثير نحو الأربعين ، قال : فقال له صالح : يا هذا قد ذكرت لك جمهور الرواة عنه ، وفي ذلك كفاية ـ أو كما قال ـ ولكن من روى عن المغيرة بن شعبة أن امرأتين اقتتلتا فرمت إحداهما الأخرى بعمود ، قال : فبلح الرجل ولم يأت بشيء. فقال له : يا أعمى القلب أليس الساعة.

قرئ على أبي الحسن عثمان بن أبي شيبة ، عن غندر عن شعبة عن منصور عن إبراهيم عن عبيد بن نضيلة عن المغيرة بن شعبة؟ قال الباغندي : ويضرب الدهر ضربه ، وأجتمع أنا وصالح بمصر ، فنحن في الجامع إذ أقبل ذلك الرجل فقعد معنا ، ثم التفت إلى صالح جزرة فقال له : ما أسند أبان بن تغلب؟ قال : فقال له صالح : ومن أبان

__________________

(٢) آخر الجزء الخامس والستين من تجزئة المؤلف. وهو أول المجلد السابع من النسخة الصميصاطية.

٣٢٤

حتى يهتم بحديثه ، أو يجمع؟ قال : وأساء عليه الثناء في مذهبه. أنفع من هذا أيش أسند سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة ، ما عند الزّهريّ عنه ، ما عند يحيى بن سعيد عنه ، ما عند عليّ بن يزيد بن جدعان عنه قال : فبلح الرجل ، قال الباغندي : فوقع لسعيد بن المسيّب في ذلك الوقت في قلبي حلاوة ، فما زلت أجمعه ـ أو كما قال حمزة ـ.

أخبرني أبو الوليد الدربندي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ حدّثنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن الحسين قال : سمعت أبا سعيد جعفر ابن محمّد بن محمّد الطّستيّ يقول : كنا ببغداد سنة إحدى وتسعين ومائتين عند أبي مسلم الكجي ، وكان معنا عبد الله بن عامر بن أسد ، فقال مستملى أبي مسلم لأبي مسلم : إن هذا الشّيخ ـ يعني عبد الله ـ مستملى صالح؟ فقال أبو مسلم : ومن صالح؟ فقال : صالح الجزريّ فقال أبو مسلم : ويحكم ما أهونه عندكم! لا تقولون سيد الدّنيا ولا سيد المسلمين تقولون صالح الجزريّ؟ قال : وكنا في أخريات الناس فقدّمنا بعد ذلك حتى جلسنا بين يديه فقال لنا : كيف أخي وكبيري؟ وقال لنا : ما تريدون! فقلنا : أحاديث ابن عرعرة ، وحكايات الأصمعي. فأملى علينا عن ظهر قلبه.

ومات ببغداد بعد خروجنا.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي قال : سمعت أبا محمّد عليّ بن محمّد المروزيّ يقول : سمعت صالحا يقول : كان هشام بن عمّار يأخذ على الحديث ولا يحدث ما لم يأخذ ، فدخلت عليه يوما فقال : يا أبا علي حدثني بحديث لعليّ بن الجعد ، فقلت حدّثنا عليّ بن الجعد ، حدّثنا أبو جعفر الرّازيّ عن الرّبيع بن أنس عن أبي العالية قال : علم مجانا ، فقال : تعرضت بي يا أبا علي. فقلت : ما تعرضت بك بل قصدتك.

قرأت على الحسين بن محمّد بن الحسن المؤدّب عن عبد الرّحمن بن محمّد الأسترآباذي قال : سمعت أبا أحمد عبد الله بن عدي الحافظ يقول : سمعت عصمة ابن بجماك البخاريّ ـ بمصر ـ يقول : سمعت صالحا جزرة يقول : كنت شارطت هشام بن عمّار على أن أقرأ عليه كل ليلة بانتخابي ورقة ، فكنت آخذ الكاغد الفرعوني وأكتب مقرمطا ، فكان إذا جاء الليل أقرأ عليه إلى أن يصلي العتمة ، فإذا صلى العتمة يقعد وأقرأ عليه فيقول : يا صالح ليس هذه ورقة ، هذه شقة.

قال : وسمعت صالحا جزرة يقول : الأحول في المنزل مبارك ، يرى الشيء شيئين. أخبرنا البرقانيّ قال : قال لي أبو حاتم بن أبي الفضل الهرويّ : بلغني أن صالحا ـ يعني

٣٢٥

جزرة ـ سمع بعض الشيوخ يقول : إن السين والصاد يتعاقبان ، قال : فسأل بعض تلامذته عن كنية الشّيخ! فقال له أبو صالح ، قال : فقلت للشّيخ : يا أبا صالح أسلحك الله ، هل يجوز أن تقرأ : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) [يوسف ٣] قال : فقال لي بعض تلامذته : أتواجه الشّيخ بهذا؟ فقلت : إنه يكذب ، إنما تتعاقب السين والصاد في بعض المواضع ، وهذا يذكره على الإطلاق.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم قال : سمعت أبا أحمد بكر بن محمّد الصّيرفيّ ـ بمرو ـ يقول : سمعت صالحا جزرة يقول : كان عبد الله بن عمر بن أبان يمتحن كل من يجيئه من أصحاب الحديث فإنه كان غاليا في التشيع ، فدخلت عليه فقال من حفر بئر زمزم؟ قلت : معاوية بن أبي سفيان. قال : فمن نقل ترابها؟ قلت : عمرو بن العاص ، فصاح وزبرني ودخل منزله. وقال ابن نعيم : سمعت أبا النّضر الفقيه يقول : كنا نقرأ على صالح جزرة وهو عليل فتحرك فبدت عورته ، فأشار إليه بعض أهل المجلس بأن يجمع عليه ثيابه فقال : رأيته ، لا ترمد عينيك أبدا.

أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا الوليد حسّان بن محمّد الفقيه يقول : سمعت الوزير أبا الفضل البلعمي يقول لمحمّد بن خزيمة : إنه سمع كتاب المزني من صالح جزرة. قال : فصاح محمّد ابن إسحاق وقال : صالح لم يسمع هذا الكتاب من المزني قط ، فكيف قرأ عليكم ، هو ركن من أركان الحديث لا يتهم بالكذب ، فخجل أبو الفضل البلعمي من مقالته تلك وكتب إلى بخاري في ذلك ، قال : فكتبوا إليه أنهم سألوا صالحا عندك مختصر المزني. فقال : نعم فاستأذنوه في قراءته فأذن لهم ، فقرءوه عليه فلما فرغوا من قراءته قالوا كما قرأنا عليك قال : نعم؟ فسأله بعضهم حدّثكم المزني ، قال : ولا حرفا ، كنت أنا بمصر أتفرغ إلى سماع هذا؟ إنما كان المزني يجالسنا ونجالسه ، وسألتموني عندك الكتاب قلت : نعم ، وكان عندي منه نسخة فاستأذنتموني في قراءة الكتاب فأذنت لكم ، ولم تطالبوني بسماعي منه إلى الآن.

وقال أبو عبد الله : سمعت أبا علي خلف بن محمّد البخاريّ يقول : حضرت قراءة كتاب المزني على أبي علي صالح وجوابه إياهم عند الفراغ. فقال لهم : كنت بمصر وبها جماعة يحدثون عن الليث ، وابن لهيعة ، والمزني ، ممن يختلف معنا إليهم ، كنت أتفرغ له حتى يحدثني بالإرسال عن الشّافعيّ من كلامه؟

٣٢٦

أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوري الحافظ قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن العبّاس يقول : سمعت أبا الفضل بن إسحاق يقول : كنت عند صالح جزرة فدخل عليه رجل من أهل الرستاق ، فأخذ يسأله عن المحدثين ، ويكتب جوابه فيهم ، فقال له : يا أبا علي ما تقول في سفيان الثوري؟ فقال صالح كذاب ، فكتب ذلك الرجل فتعجبت من ذلك. فقلت : يا أبا علي هذا لا يحل لك فان الرجل يتوهم أنك قلته على الحقيقة فيحكيه عنك؟ فقال : ما أعجبك؟ من يسأل مثلي عن مثل سفيان الثوري ، يفكر فيه أن يحكي أو لا يحكي؟

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم قال : سمعت أحمد ابن سهل الفقيه ـ ببخارى ـ يقول : كنت مع صالح جزرة جالسا على باب داره ، إذ أقبل ابنه وعن يمينه رجل أقصر منه ، وعن يساره صبي ، فقال صالح : يا أبا ناصر تبّت.

أخبرني أبو الوليد الدربندي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ، حدّثنا خلف بن محمّد قال : سمعت أبا الحسن عليّ بن صالح بن محمّد يقول : ولد أبي بالكوفة في سنة عشر ومائتين ، وقدم بخاري في ربيع الآخر سنة ست وستين ومائتين ، ومات يوم الثلاثاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبا محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان يقول : سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول : سنة ثلاث وتسعين فيها مات صالح بن محمّد الحافظ جزرة ببخارى.

أخبرني يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم قال : سمعت أبا صالح خلف بن محمّد ابن إسماعيل البخاريّ يقول : مات صالح بن محمّد البغداديّ الملقب بجزرة ببخارى في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

حدّثنا محمّد بن عبد الواحد قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : وجاءتنا من سمرقند وفاة صالح بن محمّد المعروف بجزرة سنة أربع وتسعين.

أخبرني أخو الخلّال عن أبي سعد الإدريسي : أن صالح بن محمّد مات ببخارى في سنة أربع وتسعين ومائتين.

٣٢٧

٤٨٦٣ ـ صالح بن عبد الله ، مولى المعتمد على الله أمير المؤمنين :

حدّث عن عثمان بن أبي شيبة. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجانيّ وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.

٤٨٦٤ ـ صالح بن محمّد ، أبو عليّ الجلاب (١) :

حدّث بدمشق ، وبمصر ، عن أبي عمرو حفص بن عمر الدوري ، ويعقوب الدورقي ، ورزق الله بن موسى الإسكاف ، وإسحاق بن بهلول التنوخيّ ، ومحمّد بن إسماعيل الحسّاني. روى عنه الحسن بن حبيب الدمشقي.

كتب إلينا عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن الحسن بن حبيب بن عبد الملك الفقيه أخبرهم قال : حدّثنا أبو عليّ صالح بن محمّد الجلاب ـ بغدادي ـ حدّثنا أبو عمر حفص بن عمر الأزديّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى الكوفيّ الكناسي عن عمرو بن ذر الهمذاني عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله تعالى عند لسان كل قائل ، فليتق الله عبد ، ولينظر ما ذا يقول» (٢).

أخبرنا محمّد بن الحسين الأزرق ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله القطّان ، حدّثنا محمّد بن الفرج الأزرق ، حدّثنا محمّد بن كناسة ، حدّثنا عمرو بن ذر عن أبيه قال: إن الله عند لسان كل قائل فلينظر عبد ما ذا يقول. ولم يذكر فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

حدّثنا الصوري ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : صالح بن محمّد الجلاب بغدادي قدم مصر بعد الثلاثمائة وحدّث بها.

٤٨٦٥ ـ صالح بن أحمد بن يونس ، أبو الحسين البزّاز ، وهو : صالح بن أبي مقاتل ، ويعرف بالقيراطي :

هروي الأصل. حدّث عن محمّد بن معاوية بن مالج ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ، ويوسف بن موسى القطّان ، ومحمّد بن يحيى القطعي ، والحسن بن زيد

__________________

(١) ٤٨٦٤ ـ الجلاب : هذا الاسم لمن يجلب الرقيق والدواب من موضع إلى موضع (الأنساب ٣ / ٣٩٩).

(٢) انظر الحديث في : حلية الأولياء ٨ / ١٦٠ ، ٣٥٢ ، ٩ / ٤٤. والدر المنثور ٦ / ١٠٥. وإتحاف السادة المتقين ٧ / ٤٥٤. والجامع الكبير ٤٨٧٦ ، ٤٨٧٧.

٤٨٦٥ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٠ / ٢٨٦. والمجروحين ١ / ٣٧٣.

٣٢٨

الجصاص ، ومحمّد بن الحسن بن تسنيم ، وعبيد الله بن جرير بن جبلة ، وعبيد الله بن سعد الزّهريّ ، والمنذر بن الوليد الجارودي ، وفضلك الرّازيّ ، وعليّ بن داود القنطري ، وأحمد بن سنان الواسطيّ ، والحسن بن عليّ بن عفان العامري ، وعيسى بن جعفر الورّاق ، وأحمد بن سعيد الجمال ، وغيرهم. روى عنه أبو بكر الشّافعيّ وأبو عليّ بن الصّوّاف ، ومحمّد بن المظفر ، ومحمّد بن عبيد الله بن الشخير ، وأبو بكر ابن شاذان ، وأبو حفص بن شاهين. وكان يذكر بالحفظ غير أن حديثه كثير المناكير.

قرأت على الأزهري ، عن أبي الحسن الدّارقطنيّ قال : أخبرنا أبو حاتم محمّد بن حسّان البستي ـ إجازة ـ قال : صالح بن أحمد بن أبي مقاتل شيخ كتبنا عنه ببغداد ، يسرق الحديث يقلبه ، لعله قد قلب أكثر من عشرة آلاف حديث فيما خرج من الشيوخ والأبواب ، لا يجوز الاحتجاج به بحال. قال الدّارقطنيّ : صالح حمو أبي عليّ ابن الصّوّاف.

ذكر أبو عبد الرّحمن السلمي أنه سأل الدّارقطنيّ عن صالح القيراطي. فقال : كذاب دجال ، يحدث بما لم يسمعه.

قال لي البرقانيّ : لم نكن نكتب حديث صالح بن أبي مقاتل. قلت : ولم ذاك لضعفه؟ فقال : نعم! هو ذاهب الحديث.

حدّثني الأزهري قال : قال لنا أبو بكر بن شاذان : توفي صالح بن أحمد بن أبي مقاتل في شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وثلاثمائة.

٤٨٦٦ ـ صالح بن محمّد بن نصر بن محمّد بن عيسى بن موسى بن عبد الله ، أبو محمّد الترمذي :

قدم بغداد حاجّا وحدّث بها عن حمدان بن ذي النون ، والقاسم بن عبّاد الترمذي. روى عنه أبو الحسن بن الخلّال المقرئ.

أخبرني محمّد بن جعفر بن علان الشروطي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمّد الخلّال ، حدّثنا أبو محمّد صالح بن محمّد بن نصر بن محمّد بن عيسى بن موسى ابن عبد الله بن جموكيان بن شاذخ بن عبد الله الترمذي ـ قدم حاجّا ـ حدّثنا القاسم ابن عبّاد الترمذي ، حدّثنا صالح بن عبد الله الترمذي ، عن أبي عامر عن نوح بن أبي

٣٢٩

مريم عن يزيد الهاشميّ ، عن الزّهريّ ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الدم مقدار الدرهم ، يغسل وتعاد منه الصلاة» (١).

٤٨٦٧ ـ صالح بن بيان بن السّكن ، الدّقّاق :

حدّث عن حمّاد بن الحسن بن عنبسة ، ومحمّد بن الخليل المخرّميّ ، وأبي إسماعيل الترمذي. روى عنه أبو حفص بن شاهين.

أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا صالح ابن بيان بن السّكن الدّقاق ، حدّثنا محمّد بن الخليل المخرّميّ ، حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاء ، حدّثنا سعيد عن أيّوب عن أبي قلابة عن هشام بن عامر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن بيع الذهب بالفضة نسيئة ، وأنبأنا أن ذلك ربا.

٤٨٦٨ ـ صالح بن محمّد بن صالح ، أبو عليّ الموصليّ :

حدّث ببغداد عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ. روى عنه عمر بن إبراهيم الكتاني المقرئ. وقال : قدم علينا.

٤٨٦٩ ـ صالح بن محمّد بن عبد الوهّاب بن حمزة ، أبو الطّيّب البغداديّ :

سكن سمرقند وحدّث بها عن عبد الله بن محمّد البغويّ.

ذكر أبو سعد الإدريسي فيما حدّثني به الحسين بن محمّد أخو الخلّال عنه وقال : كان فاضلا خيرا ناسكا ثقة ، كتبنا عنه بسمرقند سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ، ومات بعد ذلك بأيام.

٤٨٧٠ ـ صالح بن إدريس بن صالح ، أبو سهل البغداديّ :

حدّث بدمشق عن يحيى بن محمّد بن صاعد. روى عنه تمام بن محمّد بن عبد الله الرّازيّ.

٤٨٧١ ـ صالح بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس ابن الهذيل بن يزيد بن العبّاس بن الأحنف بن قيس ، أبو الفضل التّميميّ الهمذاني :

قدم بغداد وحدّث بها عن عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، ومحمّد بن قارن الرّازيّين ،

__________________

(١) ٤٨٦٦ ـ انظر الحديث في : كشف الخفا ١ / ٥٠٠. والموضوعات ٢ / ٧٥. والأسرار المرفوعة ١٩٩. واللآلئ المصنوعة ٢ / ٣. والفوائد المجموعة ٦. وتذكرة الموضوعات ٣٣. والأحاديث الضعيفة ١٤٩.

٣٣٠

والحسن بن عليّ المكتب ، وإبراهيم بن عمروس ، والقاسم بن بندار ، وعبد الرّحمن بن حمدان الهمذانيين ، ومحمّد بن حمدان بن سفيان الطرائفي ، وسليمان بن داود ، وعليّ بن إبراهيم بن سلمة القزوينيّين ، وعمر بن أحمد بن عليّ المروزيّ ، ومحمّد بن عليّ بن الحسين الصيدلاني ، وغيرهم.

وكان حافظا فهما ، ثقة ثبتا ، صنف كتابا في طبقات الهمذانيين ، وكتابا في سنن التحديث. حدّثنا عنه ممن سمع منه ببغداد محمّد بن الفرج بن عليّ البزّاز ، وعليّ بن طلحة المقرئ ، وقال لي علي : قدم علينا صالح في سنة سبعين وثلاثمائة.

٤٨٧٢ ـ صالح بن محمّد بن المبارك بن إسماعيل ، أبو طاهر المقرئ المؤدّب :

من أهل الجانب الشرقي. حدّث عن أبي ذر أحمد بن محمّد بن محمّد الباغندي ، وأبي بكر بن مجاهد المقرئ ، ومن بعدهما. حدّثنا عنه عبد العزيز بن عليّ الأزجي ، وأحمد بن محمّد العتيقي ، والحسن بن محمّد بن إسماعيل بن أشناس البزّاز.

أخبرنا العتيقي وابن أشناس قالا : حدّثنا أبو طاهر صالح بن محمّد بن المبارك المقرئ ـ في سوق الثلاثاء ـ قال ابن أشناس : في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. وقال العتيقي : وكان ثقة ، ثم اتفقا. قال : حدّثنا أبو ذر بن الباغندي ، حدّثنا عبيد الله بن سعد الزّهريّ ، حدّثنا عمي ، أخبرني ـ وفي حديث العتيقي حدّثنا ابن أخي الزّهريّ عن عمه ـ قال : أخبرني عروة أنه سمع بسرة بنت صفوان تقول : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من مس فرجه فليتوضأ» وفي حديث العتيقي «من مس ذكره فليتوضأ» (١).

٤٨٧٣ ـ صالح بن جعفر بن محمّد بن جعفر بن زياد بن ميسرة ، أبو الفرج ، ويعرف بالرّازيّ :

حدّث عن عبد الله بن محمّد البغويّ ، وأبي بكر النّيسابوري ، وأحمد بن عليّ بن العلاء الجوزجاني. حدّثنا عنه الأزهري ، والعتيقي ، والقاضيان أبو عبد الله الصّيمريّ ، وأبو القاسم التّنوخيّ ، وأحاديثه مستقيمة تدل على صدقه.

حدّثني أحمد بن محمّد العتيقي قال : توفي صالح بن جعفر الرّازيّ يوم الجمعة الخامس من رجب سنة ست وثمانين وثلاثمائة.

__________________

(١) ٤٨٧٢ ـ انظر الحديث في : سنن أبي داود ١٨١. وسنن النسائي ١ / ٢١٦. وسنن ابن ماجة ٤٨١ ، ٤٨٢. وفتح الباري ١ / ٣٨٠.

٣٣١

٤٨٧٤ ـ صالح بن محمّد بن صالح بن عليّ بن يحيى بن عبد الله بن محمّد ابن عبيد الله بن عيسى بن موسى بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، أبو عيسى الهاشميّ ، ويعرف بابن أم شيبان :

حدّث عن عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم المعروف بابن الخراساني. حدّثني عنه القاضي أبو عبد الله الصّيمريّ.

٤٨٧٥ ـ صالح بن محمّد بن الحسن بن موسى ، أبو محمّد المؤدّب :

سمع أحمد بن سلمان النّجّاد ، وعليّ بن محمّد بن الزبير الكوفيّ ، وأحمد بن كامل القاضي ، وأبا عليّ بن الصّوّاف. كتبت عنه في سنة ثمان وأربعمائة ، وكان صدوقا.

ذكر من اسمه صدقة

٤٨٧٦ ـ صدقة بن إبراهيم المقابري :

أحد من يذكر بالصلاح والزهد ، والعلم والفضل ، وكان بينه وبين معروف الكرخي مودة وإخاء.

كما أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا أحمد بن المغلس قال : حدّثني يعقوب ابن أخي معروف قال : كان عمي مؤاخيا لصدقة بن إبراهيم ، وأسود بن سالم ، وكانا جميعا يودان معروفا مودة صحيحة ، ويتجاوبان بالعلم والعمل ، وذكر خبرا طويلا.

حدّثني الحسن بن محمّد بن الحسن الخلّال ـ لفظا ـ حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن زنجي ، حدّثنا محمّد بن خلف القاضي وكيع ، حدّثنا الحسين بن داود ، حدّثنا صدقة ابن إبراهيم المقابري ، أخبرنا النّضر بن سهل عن أبيه قال : قال عليّ بن أبي طالب ليهوديين سألاه عن الدرهم لم سمي درهما ، وعن الدينار لم سمي دينارا؟ قال : أما الدرهم فسمي درّ هّم ، وأما الدينار فضربته المجوس فسمته دي نارا.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، أخبرنا عثمان بن محمّد بن القاسم الأدميّ ، حدّثنا عبد الله بن إسحاق المدائني ، حدّثنا سعدان بن يزيد عن صدقة ـ وهو المقابري ـ

٣٣٢

قال : بلغني أن رجلا عاده إخوانه فقالوا كيف تجدك؟ فقال : إن الذي بي من البلاء ، أقل مما أصبت من لذة الهوى.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن البراء ، حدّثنا أحمد الخلّال قال : قال صدقة المقابري ـ وذكر شيئا من أمر المعاش ـ فقال : لا ترضى ولا تشكر إذ لم يذلك بالسجود لغيره.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت نصر بن أبي نصر الطوسي يحكي عن بعض مشايخه قال : كان صدقة المقابري من المبالغين في التحقيق ، كان يقول أتى على عشرون سنة لم أكلم أحدا حتى أومر بكلامه ، ولا تركت كلام أحد حتى أومر بترك كلامه.

٤٨٧٧ ـ صدقة بن موسى بن تميم بن ربيعة ، أبو العبّاس ، مولى عليّ بن أبي طالب :

روى أحمد بن عبد الله بن نصر الذّارع عنه عن أبي نعيم الفضل بن دكين ، وأبي سعيد الأصمعي ، وأبي الوليد الطيالسي ، وعبد الله بن محمّد بن عائشة ، ومحمّد بن سلام الجمحي ، وسويد بن سعيد ، وأبي الرّبيع الزهراني ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي وعليّ بن المديني ، ويحيى بن معين ، وإبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، وكان الذّارع غير ثقة.

أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن نصر الذّارع ، حدّثنا صدقة بن موسى بن تميم بن ربيعة أبو العبّاس ـ مولى عليّ بن أبي طالب بالبصرة ، وببغداد سنة تسع وثمانين ومائتين ـ حدّثنا أبو الوليد عن شعبة عن يعلى بن عطاء قال : سمعت عبد الله بن سفيان الثقفي يحدث عن أبيه قال : قلت : يا رسول الله أوصني بأمر لا أسأل عنه بعدك غيرك؟ قال : «قل ربي الله واستقم» قلت : ما أتقي؟ قال : «فأشار إلى لسانه» (١).

هذا الشّيخ مجهول ، وقد روى عنه الذّارع أحاديث منكرة ، والحمل فيها عندي على الذّارع ، والله أعلم.

__________________

(١) ٤٨٧٧ ـ انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٤١٠. وسنن ابن ماجة ٣٩٧٢. ومسند أحمد ٣ / ٤١٣. والدارمي ٢ / ٨٩٨. والمستدرك ٤ / ٣١٣.

٣٣٣

٤٨٧٨ ـ صدقة بن زكريّا بن عمرو ، أبو عمرو الدهقان العاقولي :

حدّث أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن الثلاج عنه عن عبد الكريم بن الهيثم. ذكر أنه سمع منه بدير العاقول.

٤٨٧٩ ـ صدقة بن هبيرة ، أبو عبد الله الموصليّ :

قدم بغداد وحدّث بها عن محمّد بن عبيد الله الرفاعي ، ويوسف بن يعقوب المعدّل ، وهما شيخان مجهولان. روى عنه يوسف بن عمر القوّاس ، وذكر أنه سمع منه ببغداد في دار الخليفة.

فأخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا يوسف بن عمر القوّاس قال : قرئ على صدقة بن هبيرة ـ وأنا أسمع ـ قيل له حدّثك يوسف بن يعقوب المعدّل ، حدّثنا حفص ابن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن العلاء الإسكندراني عن بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن أبي أمامة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من مات وهو يقول القرآن مخلوق ، لقى الله يوم القيامة ووجهه إلى قفاه» (١) من بين ابن هبيرة وبقية لا يعرف ، وثور بن يزيد لم يدرك أم الدرداء.

٤٨٨٠ ـ صدقة بن عليّ بن محمّد بن المؤمل ، أبو القاسم التّميميّ الدارمي :

من أهل الموصل كان يتولى القضاء بنصيبين ، وقدم بغداد وحدّث بها عن إبراهيم ابن ثمامة الحنفي ـ شيخ مجهول ـ ذكر صدقة أنه حدّثه عن قتيبة بن سعيد ، وعبد الله ابن معاوية الجمحي ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وإبراهيم بن سعيد الجوهريّ. وروى صدقة أيضا عن عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين المصري ، وبكر بن أحمد الشعراني ، وأحمد بن الحسن بن محمّد بن بكار الدمشقي ، وعبد الله ابن زياد بن المغيرة الموصليّ ، والحسين بن عليّ بن زياد الطبراني ، وأبي عبيد الله محمّد بن الرّبيع بن سليمان الجيزي ، وأحمد بن عبد الرّحمن بن واقد التّنوخيّ ، وأبي بكر محمّد بن القاسم بن بشّار الأنباريّ ، وغيرهم.

حدّثنا عنه عليّ بن المحسن التّنوخيّ ، أخبرنا التّنوخيّ ، حدّثنا صدقة بن عليّ

__________________

(١) ٤٨٧٩ ـ انظر الحديث في : الموضوعات ١ / ١٠٩. واللآلئ المصنوعة ١ / ٦. وتنزيه الشريعة ١ / ١٣٥.

(١) ٤٨٨٠ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٥٩. وصحيح مسلم ، كتاب الصلاة ١٠. وفتح الباري ٢ / ٩٠.

٣٣٤

الموصليّ ـ وكان خليفة أبي على قضاء نصيبين وأعمالها قرأ علينا من لفظه في منزلنا ببغداد في ذي القعدة من سنة سبعين وثلاثمائة ـ بعد أن كتبه لنا من حفظه ـ حدّثنا إبراهيم بن ثمامة الحنفي بمصر ، حدّثنا قتيبة بن سعيد ، حدّثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب ، عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن» (١).

قال التّنوخيّ : ذكر لنا صدقة أنه ولد في سنة سبع وثلاثمائة.

ذكر من اسمه صلة

٤٨٨١ ـ صلة بن زفر ، أبو العلاء ـ ويقال : أبو بكر ـ العبسي الكوفيّ :

حدّث عن عبد الله بن مسعود ، وحذيفة بن اليمان. روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة ، وعامر الشعبي وأبو إسحاق السّبيعيّ ، وربعي بن حراش ، وإبراهيم التّنوخيّ ، والمستورد بن الأحنف ، وكان ثقة. ورد المدائن في حياة حذيفة.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد قال : حدّثنا الحسين بن الحسن المروزيّ ، أخبرنا يزيد بن هارون ، حدّثنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن صلة بن زفر قال : سرت مع حذيفة حتى إذا كنا بالصحراء دون ساباط ، فالتفت وراءه إلى الأفق فقال : يا صلة أرأيت لو كان معك رغيف وعرق أكنت آكلا وأنت تريد الصوم؟ قال : قلت : لا والله ، ثم سار هنية فقلت : يا أبا عبد الله ، الصلاة ، فالتفت إلى الأفق فقال : يا صلة أرأيت لو كان معك قدح من لبن وأنت تريد الصوم أكنت شاربه؟ قال : قلت : لا

__________________

٤٨٨١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٩٠٢ (١٣ / ٢٣٣ ـ ٢٣٥). وطبقات ابن سعد ٦ / ١٩٥. وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٦٨٤. وتاريخ خليفة ٢٦٨. وطبقاته ١٤٣. وعلل أحمد ١ / ٢٨ ، ١٤٨ ، ٣٤٦ ، ٣٦٦. والتاريخ الكبير ٤ / ت ١٩٨٦. والصغير ١ / ١٤٨ ـ ١٤٩. والكنى لمسلم ، الورقة ٨١. وثقات العجلي ، الورقة ٢٥. والجرح والتعديل ٤ / ت ١٩٦٤. وثقات ابن حبان ٤ / ٣٨٣. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ٨٤. ورجال البخاري للباجي ٢ / ت ٧٦٣. والجمع ١ / ٢٢٦. وسير النبلاء ٤ / ٥١٧. والكاشف ٢ / ت ٢٤٣٤. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٩٦. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ١٩٦. ونهاية السئول ، الورقة ١٤٨. وتهذيب التهذيب ٤ / ٤٣٧. والتقريب ١ / ٣٧٠. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ٣١٣٢.

٣٣٥

والله قد أصبحت ، قال : لكني أنا وأيم الله لو رميت بسهم ما خفي علىّ حيث يقع. قال صلة : فقلت في نفسي إنما هذا شيء يعلمنيه.

أخبرني هبة الله بن الحسن بن منصور الطّبريّ ، أخبرنا أحمد بن عبد الله ، أخبرنا عبد الرّحمن ـ يعني ابن أبي حاتم ـ حدّثنا عمر بن شبة ، حدّثنا زيد بن يحيى الأنماطيّ ، حدّثنا شعبة عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة قال : قلب صلة بن زفر من ذهب.

أخبرني الحسين بن عليّ الصّيمريّ ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ ، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : صلة بن زفر كوفي ثقة.

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه الأصبهانيّ ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، أخبرنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازيّ ، حدّثنا خليفة بن خياط : وصلة بن زفر العبسي مات في ولاية مصعب.

٤٨٨٢ ـ صلة بن سليمان ، أبو زيد العطّار :

من أهل واسط. سكن بغداد وحدّث عن هشام بن حسّان ، وعبد الملك بن جريج ، ومحمّد بن عمرو ، وأشعث بن عبد الملك. روى عنه حيدون بن عبد الله ، ومحمّد بن عبد الملك الدقيقي الواسطيّان.

وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : متروك الحديث ، أحاديثه عن أشعث منكرة.

أخبرنا محمّد بن عمر النرسي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد ابن حنيفة أبو حنيفة ، حدّثنا حيدون أبو حيدرة ، حدّثنا صلة بن سليمان العطّار ، حدّثنا أشعث عن ابن سيرين عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لجلسائه : «خذوا جنتكم من النار قولوا سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله. فإنهن المقدمات وهن المعقبات وهن الباقيات الصّالحات» (١).

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا

__________________

٤٨٨٢ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٢ / ت ٣٩١٨.

(١) انظر الحديث في : المستدرك ١ / ٥٤١. والمعجم الصغير ١ / ١٤٥. والمصنف لابن أبي شيبة ١٠ / ٣٩٣. ومجمع الزوائد ١٠ / ٨٩. والترغيب والترهيب ٢ / ٤٣٢.

٣٣٦

جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريّا : وصلة هو ابن سليمان ليس بثقة.

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ـ بمصر ـ حدّثنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال : صلة بن سليمان ضعيف.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن مخلد قال : حدّثنا العبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : صلة بن سليمان كان واسطيا وكان ببغداد وكان كذّابا.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، أخبرني محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي قال : سمعت محمّد بن إسماعيل البخاريّ يقول : صلة بن سليمان ليس بذاك القوي.

حدّثنا محمّد بن عليّ الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، أخبرني أبي قال : أبو زيد صلة بن سليمان واسطي ليس بثقة.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، حدّثنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود عن صلة بن سليمان فقال : كذاب.

٤٨٨٣ ـ صلة بن المؤمل بن خلف ، أبو القاسم البزّاز :

نزل مصر وحدّث بها عن أبي بكر بن مالك القطيعي ، وأبي محمّد بن ماسي ، ومخلد بن جعفر ، وأبي الحسن بن لؤلؤ. وغيرهم.

ذكر لي أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر الإمام بالأنبار أنه كتب عنه بمصر في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ، وكان صدوقا.

وذكر إبراهيم بن سعيد الحبال المصري أنه مات في يوم الخميس الثالث من شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وأربعمائة.

٣٣٧

ذكر من اسمه الصّبّاح

٤٨٨٤ ـ الصّبّاح بن سهل ، أبو سهل المدائني :

حدّث عن زياد بن ميمون. روى عنه محمّد بن سلام البيكندي.

أخبرني أبو الوليد الدربندي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ حدّثنا محمّد بن نصر بن خلف ، حدّثنا أبو كثير سيف بن حفص ، حدّثني عليّ بن الجنيد أبو الحسن ، ومحمّد بن حميد بن فروة قالا : حدّثنا محمّد بن سلام ، حدّثنا أبو سهل المدائني ـ يعني الصّبّاح بن سهل ـ عن زياد بن ميمون ، عن أنس بن مالك قال : كانت امرأة بالمدينة عطارة يقال لها الحولاء فجاءت إلى عائشة فقالت : يا أم المؤمنين نفسي لك الفداء ، إني أزين نفسي لزوجي كل ليلة حتى كأني العروس أزف إليه ، وذكر الحديث.

٤٨٨٥ ـ الصّبّاح بن بيان :

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ قال : الصّبّاح بن بيان بغدادي يحدث عن يزيد بن أوس الحمصي عن عامر بن شرحبيل عن عبد الله بن سعيد بن قيس الهمداني بحديث غزاة مسلمة ، حدّثنا بذلك أبو عمرو بن السّمّاك عن الحسن بن سلام عنه.

قلت : وأخبرنا ابن رزقويه ، أخبرنا أبو عمرو بن السّمّاك بقصة غزاة مسلمة بن عبد الملك بن مروان إلى بلاد الروم ، وخبر دخوله القسطنطينية ، كما ذكر الدّارقطنيّ وهي في جزء مفرد.

__________________

٤٨٨٤ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٢ / ت ٣٨٤٣.

٣٣٨

ذكر من اسمه صبيح

٤٨٨٦ ـ صبيح الخلدي المراق :

قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ أنه سمعه من أبي العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ـ وذهب أصله به ـ ثم أخبرني العتيقي ـ قراءة ـ أخبرنا عثمان بن محمّد بن محمّد المخرّميّ ، أخبرني الأصم أن العبّاس بن محمّد حدّثهم قال : سمعت يحيى بن معين وأبا خيثمة يقولان : صبيح كان ينزل الخلد ، وكان يحدث عن عثمان بن عفان ، وعن عائشة أم المؤمنين ، وكان كذابا خبيثا.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس قال : سمعت يحيى بن معين وأبا خيثمة يقولان : كان صبيح ينزل عند الخلد ، وكان كذابا.

أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ ، أخبرنا أبو عليّ الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ أخبرنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألته ـ يعني أبا داود سليمان بن الأشعث ـ عن صبيح البغداديّ. فقال : ليس بشيء.

٤٨٨٧ ـ صبيح بن عبد الله ، أبو الفتح الأسود ، مولى القاضي أبي عبد الله الحسين بن هارون الضّبّي :

سمع أبا بكر بن مالك القطيعي ، والحسين بن أحمد بن محمّد الشمّاخي الهرويّ ، وجماعة من هذه الطبقة. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.

أخبرنا صبيح بن عبد الله ـ في سنة ثمان وأربعمائة ـ حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن الهرويّ ، حدّثنا أبو حاتم بن المنذر الباشاني ، حدّثنا عليّ بن خشرم ، حدّثنا الفضل بن موسى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : ما حسدت من الناس ما حسدت خديجة ، ما تزوجني إلّا بعد ما ماتت ، وذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشّرها ببيت في الجنة من قصب.

٣٣٩

ذكر من اسمه الصّقر

٤٨٨٨ ـ الصّقر بن عبد الرّحمن ابن بنت مالك بن مغول ، يكنى أبا بهز :

وهو كوفي نزل بغداد وحدّث بها عن عبد الله بن إدريس الأودي ، وخلف بن خليفة الأشجعي. روى عنه أبو بدر عبّاد بن الوليد الغبّري ، وأبو يعلى الموصليّ وغيرهما.

أخبرني عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : قلت لأبي في حديث أبي بهز عن ابن إدريس عن المختار بن فلفل عن أنس : كان في حائط فقال ائذن له وبشّره بالجنة مثل حديث أبي موسى؟ فقال : كذب ، هذا موضوع ، لم يكن عند ابن إدريس إلّا ثلاثة أحاديث عن المختار عن أنس في الأشربة.

أخبرنا بحديث أبي بهز هذا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عثمان المزني ، حدّثنا أبو يعلى.

وحدّثناه الحسن بن عليّ الجوهريّ ـ إملاء ـ أخبرنا محمّد بن النّضر الموصليّ ، أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثني ، حدّثنا أبو بهز صقر بن عبد الرّحمن بن بنت مالك بن مغول ، حدّثنا عبد الله بن إدريس عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال : جاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدخل إلى بستان ، فأتى آت فدق الباب. فقال : «يا أنس قم فافتح له وبشره بالجنة ، وبشّره بالخلافة من بعدي» قال : قلت : يا رسول الله أعلمه؟ قال : «أعلمه» فإذا أبو بكر ، قلت : أبشر بالجنة ، وأبشر بالخلافة من بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم جاء آت فدق الباب فقال : «يا أنس قم فافتح له وبشّره بالجنة ، وبشره بالخلافة من بعد أبي بكر» قلت : يا رسول الله أعلمه؟ قال : «أعلمه» فخرجت فإذا عمر ، قال : قلت له : أبشر بالجنة ، وأبشر بالخلافة من بعد أبي بكر ، ثم جاء آت فدق الباب فقال : «قم يا أنس فافتح له ، وبشره بالجنة وبالخلافة من بعد عمر ، وأنه مقتول» قال : فخرجت فإذا عثمان قلت : أبشر بالجنة ، وبالخلافة من بعد عمر ، وأنك مقتول ، قال : فدخل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله لمه؟ والله ما تغنيت ولا تمنيت ، ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك. قال : «هو ذاك يا عثمان» (١).

__________________

٤٨٨٨ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٢ / ت ٣٩٠٣.

(١) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٥ / ١٧٦. والمطالب العالية ٣٨٤٢. والسنّة لابن أبي عاصم ٢ / ٥٥٧. والعلل المتناهية ١ / ٢٣١.

٣٤٠