تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٠

باب الصاد

٣٠١

ذكر من اسمه صالح

٤٨٤٣ ـ صالح بن حسّان ، أبو الحارث الأنصاريّ :

من بني النضير. مديني روى عن محمّد بن كعب القرظي ، وعروة بن الزبير.

قال ابن أبي حاتم الرّازيّ : هو حجازي قدم بغداد ، وروى عنه ابن أبي ذئب ، وأنس بن عياض ، وعائذ بن حبيب ، وسعيد بن محمّد الورّاق.

قلت : في قول ابن أبي حاتم روى عنه ابن أبي ذئب عندي نظر ، لأن الذي يروي عنه ابن أبي ذئب هو صالح بن أبي حسّان ، لا ابن حسّان ، وذاك يروي عن سعيد بن المسيّب ، وأبي سلمة بن عبد الرّحمن ، فالله أعلم. وقد روى عن صالح بن حسّان أبو حفص عمر بن عبد الرّحمن الأبّار ، وإبراهيم بن عيينة ، وأبو يحيى الحماني ، وحفص ابن عمر قاضي حلب ، وأبو عاصم النبيل ، وأبو داود الحفري. روى عنه أيضا صالح ابن أبي الأسود عن جعفر بن محمّد بن عليّ.

أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا الفضل بن غسان الغلابي ، حدّثنا يحيى بن صالح الوحاظي عن حفص ابن عمر قال : حدّثنا صالح بن حسّان عن محمّد بن كعب عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تأخذوا الحديث إلّا عمن تجيزون شهادته» (١).

رواه أبو حفص الأبّار عن صالح ، فاختلف عليه في رفعه ، ووقفه على ابن عبّاس ورواه أبو داود الحفري عن صالح عن محمّد بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يذكر فيه ابن عبّاس ، ولا نعلم رواه عن محمّد بن كعب غير صالح.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، حدّثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي ، حدّثنا سعيد بن سليمان ، حدّثنا منصور بن أبي الأسود ، حدّثنا صالح بن حسّان عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جده عن عليّ ابن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اتق يا علي دعوة المظلوم ، فإنما يسأل الله حقه ، وإن الله لن يمنع ذا حق حقه» (٢).

__________________

(١) انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ١٢٤. وكنز العمال ٢٩١٨٠.

(٢) انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ٧ / ٤٥٣ ، ١٠ / ٩٥.

٣٠٢

أخبرنا عليّ بن القاسم بن الحسن الشّاهد ـ بالبصرة ـ حدّثنا عليّ بن إسحاق المادراني ، حدّثنا عبّاس بن محمّد الدوري وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ ـ واللفظ لإبراهيم ـ قال : حدّثنا سعيد بن سليمان ، حدّثنا منصور بن أبي الأسود عن صالح بن حسّان بإسناده نحوه. قال إبراهيم الحربيّ : صالح بن حسّان هذا من أهل المدينة ، من خلفاء الأوس ، كان له نبل وشرف ، وكان له قيان ، فهي التي وضعت منه.

أخبرنا الأزهري والجوهريّ قالا : حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق الجلاب ، حدّثنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : صالح بن حسّان النضيري من خلفاء الأوس. قال محمّد بن عمر : أدرك المهديّ وكان سريا مريا يملأ المجلس إذا تحدّث ، وكان عنده جوار مغنيات فهن وضعنه عند الناس ، وكان يحدث عن محمّد بن كعب القرظي وغيره ، وقدم الكوفة فسمع منه الكوفيّون ، وكان قليل الحديث.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت العباس بن محمّد الدوري يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : صالح بن حسّان مديني وليس حديثه بشيء ، روى عنه أبو ضمرة وغيره.

أخبرنا أبو بكر الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن صالح بن حسّان قال : ليس بشيء.

أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريّا : صالح بن حسّان ليس بثقة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : صالح بن حسّان الأنصاريّ المديني منكر الحديث.

قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات ـ بخطه ـ أخبرنا محمّد بن العبّاس الهرويّ ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال : قال أبو عليّ : صالح بن محمّد بن صالح بن حسّان يروي عن محمّد بن كعب ، ضعيف الحديث.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود عن صالح بن حسّان فقال : ضعيف الحديث.

٣٠٣

وقال في موضع آخر : في حديثه نكارة.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : صالح بن حسّان متروك الحديث مديني ، وقيل بصري.

٤٨٤٤ ـ صالح بن عبد القدوس ، أبو الفضل البصريّ مولى لأسد :

أحد الشعراء. اتهمه المهديّ أمير المؤمنين بالزندقة ، فأمر بحمله إليه ، وأحضره بين يديه ، فلما خاطبه أعجب بغزارة أدبه ، وعلمه ، وبراعته ، وحسن بيانه ، وكثرة حكمته ، فأمر بتخلية سبيله ، فلما ولى رده وقال له : ألست القائل؟

والشّيخ لا يترك أخلاقه

حتى يوارى في ثرى رمسه

إذا ارعوى عاد إلى جهله

كذي الضنى عاد إلى نكثه

قال : بلى يا أمير المؤمنين ، قال : فأنت لا تترك أخلاقك ، ونحن نحكم فيك بحكمك في نفسك ، ثم أمر به فقتل. وصلب على الجسر. ويقال إن المهديّ أبلغ عنه أبيات يعرض فيها بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأحضره المهديّ وقال له : أنت القائل هذه الأبيات؟ قال : لا والله يا أمير المؤمنين ، والله ما أشركت بالله طرفة عين ، فاتق الله ولا تسفك دمي على الشبهة ، وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ادرءوا الحدود بالشبهات» (١) وجعل يتلو عليه القرآن ، حتى رق له وأمر بتخليته ، فلما ولى قال : أنشدني قصيدتك السينية ، فأنشده حتى بلغ البيت أوله :

والشّيخ لا يترك أخلاقه

فأمر به حينئذ فقتل. ويقال إنه كان مشهورا بالزندقة ، وله مع أبي الهذيل العلّاف مناظرات ، وشعره كله أمثال ، وحكم ، وآداب ، ومن مستحسنات قصائد صالح القصيدة القافية.

أنشدناها عبيد الله بن أبي الفتح ، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل. قالا : أنشدنا

__________________

٤٨٤٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٢٩١.

(١) انظر الحديث في : كشف الخفا ١ / ٧٣. ونصب الراية ٣ / ٣٣٣. وكنز العمال ١٢٩٥٧ ، ١٢٩٧٢.

٣٠٤

محمّد بن جعفر بن هارون التّميميّ الكوفيّ قال : أنشدنا أبو بكر الدارمي عن عمه لصالح بن عبد القدوس :

مرء يجمع والزمان يفرق

ويظل يرقع والخطوب تمزق

ولأن يعادي عاقلا خيرا له

من أن يكون له صديق أحمق

فارغب بنفسك لا تصادق أحمقا

إن الصديق على الصديق مصدق

وزن الكلام إذا نطقت فإنما

بيدي عيوب ذوي العقول المنطق

ومن الرجال إذا استوت أحلامهم

من يستشار إذا استشير فيطرق

حتى يجيل بكل واد قلبه

فيرى ويعرف ما يقول فينطق

فبذاك يوثق كل أمر مطلق

وبذاك يطلق كل أمر يوثق

وإن امرؤ لسعته أفعى مرة

تركته ـ حين يجر ـ حبل يفرق

لا ألفينك ثاويا في غربة

إن الغريب بكل سهم يرشق

ما الناس إلا عاملان فعامل

قد مات من عطش وآخر يغرق

والناس في طلب المعاش وإنما

الجد يرزق منهم من يرزق

لو يرزقون الناس حسب عقولهم

ألفيت أكثر من ترى يتصدق

لكنه فضل المليك عليهم

هذا عليه موسع ومضيق

وإذا الجنازة والعروس تلاقيا

ألفيت من تبع العرائس يطلق

ورأيت من تبع الجنازة باكيا

ورأيت دمع نوائح يترقرق

لو سار ألف مدجج في حاجة

لم يقضها إلّا الذي يترفق

إن الترفق للمقيم موافق

وإذا يسافر فالترفق أوفق

بقي الذين إذا يقولوا يكذبوا

ومضى الذين إذا يقولوا يصدقوا

أخبرني عليّ بن أيّوب القمي ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى ، حدّثني عليّ ابن هارون النّجم عن أبيه قال : من مختار شعر صالح بن عبد القدوس قوله :

إن الغني الذي يرضى بعيشته

لا من يظل على ما فات مكتئبا

لا تحقرن من الأيام محتقرا

كل امرئ سوف يجزى بالذي اكتسبا

قد يحقر المرء ما يهوى فيركبه

حتى يكون إلى توريطه سببا

بلغني عن عبد الله بن المعتز قال : حدّثني أحمد بن عبد الرّحمن بن المعبر قال : رأيت صالح بن عبد القدوس في المنام ضاحكا مستبشرا ، فقلت : ما فعل بك ربك؟

٣٠٥

وكيف نجوت مما كنت ترمي به؟ قال : إني وردت على رب لا تخفى عليه خافية ، فاستقبلني برحمته. وقال : قد علمت براءتك مما كنت تقذف به.

٤٨٤٥ ـ صالح بن بشير ، أبو بشر القارئ المعروف بالمري :

من أهل البصرة. حدّث عن الحسن ، ومحمّد بن سيرين ، وبكر بن عبد الله المزني ، وثابت البناني ، وسليمان التّيميّ ، ويزيد الرقاشي ، وجعفر بن زيد العبدي. روى عنه شجاع بن أبي نصر البلخيّ ، وسريج بن النعمان الجوهريّ ، ويونس بن محمّد المؤدّب ، وعفان بن مسلم وأبو إبراهيم الترجماني ، وخالد بن خداش المهلّبي ، وبشر بن الوليد الكندي ، وصالح بن مالك الخوارزميّ ، وكان عبدا صالحا. وكان المهديّ أمير المؤمنين قد بعث إليه فأقدمه عليه بغداد.

كذلك أخبرني الأزهري عن أبي الحسن الدّارقطنيّ قال : أخبرنا أبو حاتم محمّد ابن حبّان ـ إجازة ـ قال : صالح بن بشير المري من أهل البصرة حمله المهديّ إلى بغداد ، فسمع منه البغداديّون.

وأخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد الأزهر، حدّثنا ابن الغلابي ، حدّثنا شيخ من الكتاب أن صالح المري لما أرسل إليه المهديّ قدم عليه ، فلما أدخل عليه ودنا بحماره من بساط المهديّ ، أمر ابنيه ـ وهما وليا العهد ، موسى وهارون ـ فقال : قوما فأنزلا عمكما ، فلما انتهيا إليه ، أقبل صالح على نفسه ، فقال : يا صالح لقد خبت وخسرت ، إن كنت إنما عملت لهذا اليوم. وقال ابن الغلابي : حدّثني أبي عن أبي دهمان ـ وكان عالما بفقهاء البصرة ـ. قال :

__________________

٤٨٤٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٧٩٦ (١٣ / ١٦ ـ ٢٣). والمنتظم ٩ / ٢٤. وكلام ابن معين في الرجال ، رواية ابن طهمان ١٦٣. وتاريخ ابن معين ٢ / ٢٦٢. والدارمي ، الترجمة ١٥٥. وتاريخ خليفة ٤٤٨. وطبقاته ٢٢٣. والتاريخ الكبير ٤ / ت ٢٧٨٢. والصغير ٢ / ٢١٢. والضعفاء الصغير ، الترجمة ١٦٥. وأحوال الرجال للجوزجاني ، ترجمة ١٩٧. والكنى لمسلم ، الورقة ١٣. وأبو زرعة ٦٢٦. وضعفاء النسائي ، الترجمة ٣٠٠. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٩٤. والجرح والتعديل ٤ / ت ١٧٣٠. والمجروحين ١ / ٣٧١. والكامل ، لابن عدي ٢ / الورقة ٩١. والضعفاء للدارقطني ، الترجمة ٢٨٧. وحلية الأولياء ٦ / ١٦٥. وإكمال ابن ماكولا ٧ / ٣١٤. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ٧٦. والكامل في التاريخ ٦ / ١٣٤. ووفيات الأعيان ٢ / ٤٩٤ ، ٤٩٥. والكاشف ٢ / ت ٢٣٤٥. وديوان الضعفاء ، ترجمة ١٩١٣. وميزان الاعتدال ٢ / ت ٣٧٧٣. والمغني ١ / ت ٢٨١٧. وتجريد أسماء الصحابة ١ / ت ٢٧٦١. ونهاية السئول ، الورقة ١٤٤. وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٨١. والتقريب ١ / ٣٥٨. وخلاصة الخزرجي ١ / الترجمة ٣٠١١. وشذرات الذهب ١ / ٢٨١.

٣٠٦

كان صالح المري مملوكا لامرأة من بني مرة بن الحارث بن عبد القيس ، وهو صالح ابن بشير.

أخبرني عليّ بن أيّوب ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى ، حدّثنا محمّد بن أحمد الكاتب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثني أبو همّام ، حدّثني إبراهيم بن أعين. قال : قال صالح المري دخلت على المهديّ هاهنا بالرصافة ، فلما مثلت بين يديه قلت : يا أمير المؤمنين احمل لله ما أكملك به اليوم ، فإن أولى الناس بالله أحملهم لغلظة النصيحة فيه ، وجدير بمن له قرابة برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يرث أخلاقه ، ويأتم بهديه ، وقد ورثك الله من فهم العلم ، وإنارة الحجة ، ميراثا قطع به عذرك ، فمهما ادعيت من حجة ، أو ركبت من شبهة ، لم يصح لك بها برهان من الله ، حل بك من سخط الله بقدر ما تجاهلته من العلم ، أو أقدمت عليه من شبهة الباطل ، واعلم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خصم من خالفه في أمته ، يبتزها أحكامها ، ومن كان محمّد خصمه كان الله خصمه ، فأعد لمخاصمة الله ومخاصمة رسول الله حججا تضمن لك النجاة أو استسلم للهلكة ، واعلم أن أبطأ الصرعى نهضة صريع هوى يدعيه إلى الله قربة ، وإن أثبت الناس قدما يوم القيامة آخذهم بكتاب الله وسنة نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فمثلك لا يكابر بتجريد المعصية ، ولكن تمثل له الاساءة إحسانا ويشهد له عليها خونة العلماء ، وبهذه الحبالة تصيدت الدّنيا نظراءك ، فأحسن الحمل قد أحسنت إليك الأداء. قال : فبكى المهديّ.

قال أبو همّام : فأخبرني بعض الكتّاب أنه رأى هذا الكلام مكتوبا في دواوين المهديّ.

أخبرني عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : وجدت في كتاب لي بخط أبي : صالح المري هو صالح بن بشير بن وادع بن أبيّ بن أبي الأقعس من الأقاعسة ، من ولد عامر بن حنيفة ، وأعتقت صالحا المري امرأة من بني حنيفة بن جارية بن مرة ، وأم صالح ميمونة امرأة خراسانية ، وإنما صار صالح بن بشير لأنه كان في كتّاب رجل من كندة ، وكانت ميمونة أم صالح أمة للمرأة المرية ، تزوجها بشير بن وادع وهو عربي حنفي ، فولدت له صالحا ، فكان مملوكا لهذه المرأة ، فقاتل صالح وهو صبي في الكتّاب له ذؤابة ، [صبيا](١) ، فجاء أبو الصبي يتفقده وقال لصالح : يا

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٣٠٧

عبد يا خبيث ومد ذؤابته حتى أدماها ، فدخل وهو يبكي فأخبر مولاته فقالت : اذهب أنت وأخوك حرين لوجه الله ، فصار ولاؤه للمرأة المرية. فقدم بشير أبوه فاشتد عليه ، حين صار ابنه مولى المرأة المرية ، وطلب ميمونة ـ أراه قال : أشتريها ـ فأبت المرأة. قال : وقلت : لا يملكها أحد غيري ـ فأعتقتها ، فصالح مولى للمرية ، وأبوه بشير عربي.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد ابن عليّ الأبّار ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد قال : سمعت خالد بن خداش يقول : ذكر لحمّاد بن زيد حديث عن صالح المري في فضل القرآن فقال : كان صالح صاحب قرآن ، فلعله سمعه ولم أسمعه أنا.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سمعت سليمان بن حرب قال : قال رجل لحمّاد بن زيد : تعرف أيّوب عن أبي قلابة؟ قال : من شهد فاتحة الكتاب حين تستفتح ، كان كمن شهد فتحا في سبيل الله ، ومن شهدها حين يختم كان كمن شهد الغنائم حين تقسم؟ قال : فأنكر حمّاد إنكارا شديدا ، قال : ثم قال له بعد : من حدّثك بهذا؟ قال : صالح المري ، قال : أستغفر الله ما أخلقه أن يكون حقا ، فإن صالحا كان هذا ونحوه من باله ويعنى بطلب (٢) هذا النحو ، ما أخلقه أن يكون صحيحا.

قال يعقوب : وحدّثني بعض الشيوخ عن عبد الرّحمن بن مهديّ قال : قال سفيان : أما لكم مذكر؟ قال : قلت : بلى! لنا قاص. قال : فمر بنا إليه ، قال : فذهبت معه ما بين المغرب والعشاء. فلما انصرف قال : يا عبد الرّحمن تقول قاص؟ هذا نذير قوم ـ يعني صالحا المري ـ.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق الثقفي ، حدّثنا حاتم بن الليث الجوهريّ ، حدّثنا عفان بن مسلم قال : كنا نأتي مجلس صالح المري نحضره وهو يقص ، وكان إذا أخذ في قصصه كأنه رجل مذعور يفزعك أمره ، من حزنه وكثرة بكائه كأنه ثكلى ، وكان صالح شديد الخوف من الله كثير البكاء.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : صالح المري ليس به بأس. روى غيره عن يحيى سوء القول في صالح.

__________________

(٢) في المطبوعة : «ويتعنى ويطلب» ، والتصحيح من تهذيب الكمال.

٣٠٨

قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات ـ بخطه ـ أخبرنا محمّد بن العبّاس الضّبّي الهرويّ ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال : قال صالح بن محمّد : صالح المري هو ابن بشير ـ أو بشر ـ كان يقص وليس هو في الحديث شيئا ، يروي أحاديث مناكير عن ثابت البناني ، وعن الجريري وعن سليمان التّيميّ ، أحاديث لا تعرف.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد قال : سمعت عفان قال : ذكر عند حمّاد بن سلمة صالح المري في حديثه عن أيّوب ، فقال : كذب.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، ومحمّد بن الحسين بن الفضل قالا : أخبرنا دعلج ، حدّثنا ـ وفي حديث ابن الفضل أخبرنا ـ الأبّار.

وأخبرنا الحسن بن عليّ قال : سمعت عفان قال : حدثت حمّاد بن سلمة عن صالح المري بحديث ، فقال : كذب ، وحدثت همّاما عن صالح المري بحديث فقال : كذب.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن إبراهيم الترجماني وقلت له : إنه حدّثنا عن صالح المري. فقال : كان صالح المري ضعيفا. دفع إلى ابن رزق أصل كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي فنقلت منه.

ثم أخبرنا الأزهري ، أخبرنا عبيد الله بن عثمان ، أخبرنا مكرم ، حدّثني يزيد بن الهيثم قال : سمعت يحيى بن معين يقول : صالح الذي [هو] (٣) قاص ليس بشيء.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا جعفر ابن أبي عثمان قال : قال يحيى بن معين : صالح المري كان قاصّا ، وكان كل حديث يحدث به عن ثابت باطلا.

أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريّا : صالح المري ضعيف.

أخبرنا عبيد الله بن عمر ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا محمّد بن إسحاق قال : قال يحيى بن معين ـ وسئل عن صالح المري ـ فقال : ليس بشيء.

__________________

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٣٠٩

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا موسى بن إبراهيم بن النّضر العطّار قال : حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سألت عليّا ـ وهو ابن المديني ـ عن صالح المري. فقال : ليس بشيء ضعيف ، ضعيف.

أخبرني عليّ بن محمّد المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : وسألت أبي عن صالح المري ، فضعفه جدّا.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهيل بن أحمد الواسطيّ قال : قال أبو حفص عمرو بن عليّ : وصالح المري ضعيف في الحديث ، يحدث بأحاديث مناكير عن قوم ثقات مثل سليمان التّيميّ ، وهشام بن حسّان ، والحسن ، والجريري ، وثابت ، وقتادة ، وكان رجلا صالحا ، وكان يهم في الحديث.

حدّثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم ابن يعقوب الجوزجاني قال : صالح المري كان قاصّا واهي الحديث.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي قال : أخبرني محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي قال : سمعت محمّد بن إسماعيل البخاريّ يقول : صالح بن بشير ـ أو بشر ـ المري البصريّ القاص منكر الحديث.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : قلت لأبي داود : تكتب حديث صالح المري؟ فقال : لا.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : صالح المري متروك الحديث.

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ ، حدّثنا خليفة بن خياط قال : وصالح بن بشير المري ، يكنى أبا بشر ، مات سنة اثنتين وسبعين ومائة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : صالح بن بشير ـ أو بشر ـ المري البصريّ القاص. يقال مات سنة ست وسبعين ومائة.

٣١٠

٤٨٤٦ ـ صالح بن بيان الثقفي ـ ويقال العبدي ـ ويعرف بالساحلي :

من أهل الأنبار ولى قضاء سيراف ، وحدّث عن شعبة ، وسفيان الثوري ، وفرات بن السائب ، وعبد الرّحمن المسعودي. روى عنه الفضل بن شخيت ، ومحمّد بن خلف الحدّاد وأحمد بن مطهر العبدي ، ومحمّد بن أبي سمينة التّمّار ، وإسحاق بن أبي إسحاق الصّفّار ، كان ضعيفا يروي المناكير عن الشيوخ الثقات.

أخبرنا أحمد بن عبد الله المحامليّ قال : وجدت في كتاب جدي الحسين بن إسماعيل ـ بخط يده ـ حدّثنا إسحاق بن أبي إسحاق الصّفّار.

وأخبرنا عبد الغفار بن محمّد بن جعفر المؤدّب ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزديّ ، حدّثني جعفر بن أحمد بن مجاشع الختلي ـ ببغداد ـ حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم الصّفّار ، حدّثنا صالح بن بيان الأنباريّ الثقفي ، حدّثنا سفيان الثوري عن أبي عبيدة عن أنس قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سقى الماء في موضع يقدر على الماء ، فله بكل شربة يشربها ـ برّا كان أو فاجرا ـ عشر حسنات تكتب له ، وعشر درجات ترفع له ، وعشر سيئات تحط عنه ، وإن شربه العطشان فعتق نسمة ، فإن شربه العطشان الذي قد هجم على الموت فعتق ستين نسمة ، ومن سقى الماء في موضع لا يقدر على الماء ، فكأنما أحيا الناس جميعا» قلت له : وما أحيا الناس جميعا. قال : «أليس إذا أحييت نفسا فثوابك الجنة؟ وكذا من أحيا الناس جميعا فثوابه الجنة» (١) لفظ حديث المحامليّ.

أخبرنا الحسين بن عليّ الطّناجيريّ ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن شيبة ، حدّثنا أحمد بن المطهر العبدي ، حدّثنا صالح بن بيان قال : سألت سفيان الثوري عن حديث فقال : لست أحدثك حتى تضمن لي أن تخرج عن بغداد ، فضمنت له فحدّثني عن أبي عبيدة عن أنس بن مالك. قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تبنى مدينة بين دجلة ودجيل ، لهي أسرع ذهابا في الأرض من الوتد الحديد في الأرض الرخوة» (٢).

أخبرنا البرقانيّ قال : رأيت بخط الدّارقطنيّ : صالح بن بيان متروك.

__________________

٤٨٤٦ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٧ / ٦.

(١) انظر الحديث في : الموضوعات لابن الجوزي ٢ / ١٦٩.

(٢) انظر الحديث في : الكامل لابن عدي ٤ / ٣٨٤ ، ٥ / ١٧٢٦. واللآلئ المصنوعة ١ / ٢٤٤. وكنز العمال ٣٨٧٢٥.

٣١١

٤٨٤٧ ـ صالح بن إسحاق الجهبذ (١) :

حدّث عن معرف بن واصل. روى عنه محمّد بن منصور الطوسي.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا محمّد بن العبّاس بن أيّوب ، حدّثنا محمّد بن منصور الطوسي ، حدّثنا صالح بن إسحاق الجهبذ ـ دلني عليه يحيى بن معين ـ حدّثنا معرف بن واصل عن يعقوب بن أبي نباتة عن عبد الرّحمن الأغر عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن أناسا من أهل لا إله إلّا الله يدخلون النار بذنوبهم ، فيقول لهم أهل اللات والعزى ؛ ما أغنى عنكم قولكم لا إله إلّا الله وأنتم معنا في النار؟ فيغضب الله ، فيخرجهم ، فيلقيهم في نهر الحياة ، فيبرءون من حروقهم كما يبرأ القمر من كسوفه ، فيدخلون الجنة ويسمون فيها الجهنميون» فقال رجل : يا أنس أنت سمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال أنس : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» نعم أنا سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول هذا.

٤٨٤٨ ـ صالح بن عبد الكريم العابد :

ذكر ابن أبي حاتم أنه بغدادي حدّث عن فضيل بن عياض ، وسفيان بن عيينة. روى عنه إسحاق بن موسى الأنصاريّ ، ومحمّد بن الحسين البرجلاني ، وعليّ بن الموفق ، وغيرهم.

حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق ـ إملاء ـ حدّثنا أحمد بن سلمان الفقيه ، حدّثنا عبد الله بن أبي الدّنيا ، حدّثني مشرف بن أبان قال : سمعت صالح بن عبد الكريم قال : قال لنا فضيل بن عياض : تدرون لم حسنت الجنة؟ لأن عرش رب العالمين سقفها.

أخبرنا البرقانيّ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى ، أخبرنا محمّد بن إسحاق الثقفي قال : سمعت عليّ بن الموفق قال : حدّثني صالح بن عبد الكريم قال : رأيت غلاما أسود في طريق مكة عند ميل يصلي ، قلت له عبد أنت؟ قال : نعم ، قلت : فعليك ضريبة؟ قال : نعم ، قلت : أفلا أكلم مولاك أن يضع عنك؟ قال : وما الدّنيا كلها فأجزع من ذلها!! قال : فاشتريته وأعتقته ، قال : فقعد يبكي وقال : أعتقتني؟ قلت : نعم. قال : أعتقك الله يوم القيامة ، وقعد يبكي ، يقول : اشتد علي الأمر ، قال :

__________________

(١) ٤٨٤٧ ـ الجهبذ : هذه حرفة معروفة في نقد الذهب (الأنساب ٣ / ٣٩٠).

٣١٢

فناولته دنانير ، فأبى أن يأخذها ، قال : فحججت بعد ذلك بأربع سنين ، فسألت عنه فقالوا : غاب عنا ، فمذ غاب عنا قحطنا ، وصار إلى جدة.

كتب اليّ عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي ـ وحدّثنيه عنه أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر الخطيب بالأنبار ـ قال : حدّثنا خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ، حدّثنا أبو العبّاس النّسائيّ ـ صاحب أبي ثور ـ قال : سمعت بعض الأشياخ يقول : قال لي صالح بن عبد الكريم يوما : أيش في كمك يا أبا يوسف؟ قلت : حديث ، قال : يا أصحاب الحديث ما كان ينبغي أن يكون أحد أزهد منكم ، إنما تقلبون ديوان الموتى ، لعل ليس بينك وبين النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في كتابك أحد إلا وقد مات.

أخبرني الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الجوري ـ في كتابه ـ قال : أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر ، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّي ، حدّثني أبو حسّان الزياد قال : سنة ثمان ومائتين فيها مات صالح بن عبد الكريم العابد.

٤٨٤٩ ـ صالح بن نصر بن مالك بن الهيثم ، أبو الفضل الخزاعيّ :

وهو أخو أحمد بن نصر الشهيد. سمع ابن أبي ذئب ، وشعبة بن الحجّاج ، وشريك بن عبد الله النّخعيّ ، وإسماعيل بن عياش ، والمبارك بن سعيد أخا سفيان الثوري ، والهيثم بن عدي الطائي. روى عنه منصور بن أبي مزاحم ، وخالد بن خداش ، ومحمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، وعبّاس بن محمّد الدوري ، وأحمد بن أبي خيثمة النّسائيّ.

أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد ابن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، حدّثنا صالح بن نصر ، حدّثنا شعبة عن قتادة عن أبي الأسود الدؤلي قال : نزل القرآن بلسان الكعبين ، كعب ابن لؤي ، وكعب بن عمرو ، قال : فقال خالد بن سلمة لسعد بن إبراهيم : ألا تسمع ما يقول هذا الأعمى؟ نزل القرآن بلسان الكعبين ، وإنما نزل بلسان قريش. تفرد به صالح بن نصر عن شعبة.

أنبأنا محمّد بن جعفر بن علان ، وأحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب قالا : أخبرنا مخلد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن جرير الطّبريّ. قال : صالح بن نصر بن مالك

__________________

٤٨٤٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٤٥.

٣١٣

ابن الهيثم الخزاعيّ كان ثقة ، وكان من ساكني بغداد وبها كانت وفاته في سنة تسع عشرة ومائتين.

٤٨٥٠ ـ صالح بن إسحاق ، أبو عمر الجرمي النّحويّ :

صاحب الكتاب «المختصر في النحو». قدم بغداد وناظر بها يحيى بن زياد الفراء.

وقيل إنه مولى بجيلة بن أنمار بن أراش بن الغوث بن خثعم ، وقيل له الجرمي لأنه كان ينزل في جرم ، وكان ممن اجتمع له مع العلم صحة المذهب وحسن الاعتقاد ، وأسند الحديث عن يزيد بن زريع ، ويحيى بن كثير الكاهلي. روى عنه أحمد بن ملاعب المخرّميّ ، وأبو خليفة الجمحي ، وغيرهما.

أخبرنا أبو بكر عبد القاهر بن محمّد بن عترة الموصليّ ، أخبرنا أبو هارون موسى ابن محمّد بن هارون الأنصاريّ الزرقي ، حدّثنا أحمد بن ملاعب ، حدّثنا صالح بن إسحاق الجرمي ، حدّثنا يحيى بن كثير ـ وكان يثني عليه خيرا ـ قال : حدّثنا هشام بن حسّان عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كان رجل فيمن كان قبلكم يبايع بالأمانة ، فجاءه رجل فبايعه بالأمانة فحضره الأجل وقد خب البحر وفسد ، فلم يقدر على إتيانه ، فنقر خشبة وجعل فيها زنة ذلك الذهب» (١) وذكر ذلك الحديث. قال عبد القاهر : كذا في كتاب أبي هارون.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن عليّ البزّار ، أخبرنا أبو سعيد الحسن ابن عبد الله السيرافي قال : أبو عمر الجرمي اسمه صالح بن إسحاق ، وهو مولى لجرم ابن ريان ، وجرم من قبائل اليمن.

وقال أبو العبّاس محمّد بن يزيد : هو مولى لبجيلة بن أنمار بن أراش بن الغوث. قال أبو سعيد : أخذ أبو عمر النحو عن الأخفش وغيره ، ولقى يونس بن حبيب ولم يلق سيبويه ، وأخذ اللغة عن أبي عبيدة ، وأبي زيد ، والأصمعي ، وطبقتهم. وكان ذا دين ، وأخا ورع.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ ـ بالكوفة ـ أخبرنا أبو الحسن العروضي ، أخبرنا أبو إسحاق الزجاج قال : سمعت أبا العبّاس المبرد يقول : كان الجرمي أثبت القوم في كتاب سيبويه ، وعليه قراءة الجماعة ، وكان عالما باللغة حافظا لها ، وله كتب انفرد بها.

__________________

٤٨٥٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٠١.

(١) انظر الحديث في : تفسير ابن كثير ٢ / ٢٣٦.

٣١٤

وقال العروضي أيضا : أخبرنا الزجاج عن محمّد بن يزيد قال : كان الجرمي جليلا في الحديث والأخبار ، وله كتاب في السيرة عجيب.

أخبرني عليّ بن أبي علي ، حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق التنوخيّ ، أخبرنا أبو سعيد داود بن الهيثم ، حدّثنا أبو العبّاس ثعلب قال : قال لي ابن قادم : قدم أبو عمر الجرمي على الحسن بن سهل ، فقال له الفراء : بلغني أن أبا عمر الجرمي قدم ، وأنا أحب أن ألقاه ، فقلت له فاني أجمع بينكما ، فأتيت أبا عمر فأخبرته ، فأجاب إلى ذلك ، وجمعت بينهما ، فلما نظرت إلى الجرمي قد غلب الفراء وأفحمه ندمت على ذلك ، قال ثعلب : قلت له : ولم ندمت على ذلك؟ فقال لي : لأن علمي علم الفراء ، فلما رأيته مقهورا قل في عيني ، ونقص علمه عندي.

سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن عليّ الأسديّ يقول : مات الجرمي في سنة خمس وعشرين ومائتين.

٤٨٥١ ـ صالح بن عبد الله ، أبو عبد الله الترمذي.

سكن بغداد وحدّث بها عن مالك بن أنس ، وحمّاد بن يحيى الأبح ، وعبد الوارث بن سعيد ، وعبثر بن القاسم ، وشريك بن عبد الله ، وجعفر بن سليمان ، وفرج ابن فضالة ، وأبي النّضر يحيى بن كثير ، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة ، وعمر بن هارون البلخي ، ومحمّد بن فضيل بن غزوان ، ومعاذ بن معاذ العنبريّ. روى عنه محمّد بن إسحاق الصاغاني ، وعبّاس بن محمّد الدوري ، وأحمد بن زياد السّمسار ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وصالح بن محمّد جزرة ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرّازيّان. وقال أبو حاتم : هو صدوق.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن محمّد الأزرق ، حدّثنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله القطّان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني صالح بن عبد الله الترمذي ، حدّثنا سفيان بن عامر ـ وكان رجلا صالحا ـ قال صالح : حدّثني عمر بن

__________________

٤٨٥١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٨٢١ (١٣ / ٦١ ـ ٦٤). والمنتظم ١١ / ٢٦٧. والتاريخ الكبير ٤ / ت ٢٨٣٣. والجرح والتعديل ٤ / ت ١٧٨٥. وثقات ابن حبان ١ / الورقة ١٩٤. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٤٣٠. وسير أعلام النبلاء ١١ / ٥٣٨. والكاشف ٢ / ت ٢٣٦٧. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٨٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٤١ (أحمد الثالث ٢٩١٧). ونهاية السئول ، الورقة ١٤٥. وتهذيب التهذيب ٤ / ٣٩٥. والتقريب ١ / ٣٦١. وخلاصة الخزرجي ١ / ترجمة ٣٠٣٩.

٣١٥

هارون عن سفيان بن عامر ـ هذا غير الحديث ـ عن عبد الله بن طاوس قال : أشهد على والدي طاوس أنه قال : أشهد على جابر بن عبد الله أنه قال : أشهد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا بها مني دماءهم وأموالهم فيما عشت إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى» (١).

أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ حدّثنا أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر ، حدّثنا أبو عليّ صالح بن محمّد ، حدّثنا صالح بن عبد الله الترمذي ـ أملاه علينا ببغداد ـ حدّثنا يحيى بن كثير ـ أبو النّضر ـ حدّثنا عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرّحمن السلمي قال : حدّثني النفر الذين كانوا يقرءونا من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عثمان بن عفان ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي بن كعب ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يعلمهم القرآن عشرا عشرا فلا يجاوزونها إلى غيرها حتى يعلموا ما فيها.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ قال : مات صالح بن عبد الله الترمذي سنة نيف وثلاثين ومائتين ، أو نحوها.

أخبرنا عليّ بن السّمسار ، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال : حدّثنا عبد الباقي ابن قانع : أن صالح بن عبد الله الترمذي مات بمكة سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

أخبرني الطّناجيريّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : وجدت في كتاب جدي سمعت أحمد بن محمّد بن بكر قال : بلغني موت صالح بن عبد الله الترمذي سنة تسع وثلاثين ومائتين.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : سنة تسع وثلاثين ، مات صالح الترمذي فيها.

٤٨٥٢ ـ صالح بن مالك ، أبو عبد الله الخوارزميّ :

سكن بغداد وحدّث بها عن عبد العزيز بن عبد الله الماجشون ، وعبد الأعلى بن أبي المساور ، وصالح المري ، وأبي عبيدة الناجي ، وحفص بن سليمان البزّاز ، وأبي مسلم قائد الأعمش ، وعيسى بن يونس. روى عنه أبو بكر بن أبي الدّنيا ، وعبد الله ابن أحمد بن حنبل ، وإبراهيم بن عبد الله المخرّميّ ، وأبو القاسم البغويّ ، وكان صدوقا.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٣ ، ٩ / ١٣٨. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان ٣٤ ، ٣٦.

٣١٦

أخبرنا محمّد بن عمر بن القاسم النرسي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا صالح بن مالك ، حدّثنا عبد الأعلى بن أبي المساور ، حدّثنا حمّاد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : لقد صمنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسعا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين.

٤٨٥٣ ـ صالح بن حرب بن خالد ، أبو معمر ، مولى سليمان بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس :

حدّث عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السّامي ، وسلام بن أبي خبزة ، وخالد بن يزيد الهدادي ، وإسماعيل بن يحيى التّميميّ. روى عنه أبو بكر بن أبي الدّنيا ، وعبيد العجل ، وأحمد بن أبي عوف البزوري ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، وأبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي.

أخبرني محمّد بن الفرج بن عليّ البزّاز ، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الزبيبي ، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن مرزوق البزوري ، حدّثنا أبو معمر صالح بن حرب ـ مولى سليمان بن عليّ الهاشميّ ـ قال : حدّثنا إسماعيل بن يحيى قال : حدّثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن صهيب قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يدخل الجنة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا ، يمنة ويسرى» (١).

أنبأنا أحمد بن عليّ الأصبهانيّ ، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ النّيسابوري قال : أبو معمر صالح بن حرب الهاشميّ مولاهم ، سكن بغداد.

٤٨٥٤ ـ صالح بن حكيم ، أبو سعيد البصريّ التّمّار :

نزل سر من رأى وحدّث بها عن مسلم بن إبراهيم.

ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ وقال : كتبت عنه مع أبي بسامرا.

٤٨٥٥ ـ صالح بن خلف بن داود بن سعيد بن عبد الله ، الجواربي :

حدّث عن داود بن مهران الدّبّاغ ، وعاصم بن عليّ ، وموسى بن إبراهيم المروزيّ. روى عنه ابنه محمّد بن صالح ، وقد ذكرنا له حديثا في باب أحمد.

__________________

(١) ٤٨٥٣ ـ انظر الحديث في : حلية الأولياء ١ / ١٥٣. وكنز العمال ١٦١٧٨.

٣١٧

٤٨٥٦ ـ صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد ، أبو الفضل الشّيباني :

سمع أباه ، وأبا الوليد الطيالسي ، وإبراهيم بن الفضل الذّارع ، وعليّ بن المديني. روى عنه ابنه زهير ، وأبو القاسم البغويّ ، ومحمّد بن جعفر الخرائطي ، ويحيى بن صاعد ، ومحمّد بن مخلد.

وقال ابن أبي حاتم : كتبت عنه بأصبهان وهو صدوق ثقة.

قلت : وكان قد ولى قضاء أصبهان ، وخرج إليها فمات بها.

أخبرني أبو يعلى محمّد بن الحسين بن محمّد الفراء قال : وجدت في كتاب عبد العزيز ـ صاحب الزجاج ـ قال أبو بكر بن أبي صالح العكبري : قدم صالح بن أحمد من طرسوس ، وقد كان ولى القضاء بها ، فكان يجلس ببغداد للفقه ، فجاءت عجوز فقالت : من منكم صالح؟ فدخلت فوقفت به وقالت : صالح كيف أصبحت؟ فرفع رأسه إليها وقال : أيش هذا؟ فقالت له إني لأعرف أباك وهو يخرج ولا شيء على رأسه ، ما رفعه بهذه ـ يعني الطويلة ـ إنما رفعه من فوق.

قال لي أبو يعلى : وذكر أبو بكر الخلّال في كتاب «أدب القضاة» من الجامع قال: أخبرني محمّد بن العبّاس قال : حدّثني محمّد بن عليّ قال : لما صار صالح إلى أصبهان ـ وكنت معه ، أخرجني هو ودخل أصبهان ـ فبدأ بمسجد الجامع فدخله وصلى ركعتين ، واجتمع الناس والشيوخ وجلس ، وقرئ عهده الذي كتب له الخليفة ، جعل يبكي بكاء شديدا حتى غلبه ، فبكى الشيوخ الذين قربوا منه ، فلما فرغ من قراءة العهد جعل المشايخ يدعون له ، ويقولون له ما ببلدنا أحد إلا وهو يحب أبا عبد الله ويميل إليك ، فقال لهم : تدرون ما الذي أبكاني؟ ذكرت أبي أن يراني في مثل هذا الحال ـ وكان عليه السواد ـ قال : كان أبي يبعث خلفي إذا جاءه رجل زاهد ، أو رجل متقشف لأنظر إليه يحب أن أكون مثله ، أفتراني مثله! ولكن الله يعلم ما دخلت في هذا الأمر إلا لدين قد غلبني ، وكثرة عيال أحمد الله. وكان صالح غير مرة إذا انصرف من مجلس الحكم يترك سواده ويقول لي: تراني أموت وأنا على هذا.

أخبرنا عليّ بن أبي علي قال : أنشدنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال : أنشد أبو

__________________

٤٨٥٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٩٩.

٣١٨

القاسم التوزي أبي ـ وأنا أسمع ـ للعبّاس الخيّاط في صالح بن أحمد بن حنبل :

جاد بدينارين لي صالح

أصلحه الله وأخزاهما

فواحد تحمله ذرة

ويلعب الريح بأقواهما

بل لو وزنا لك ظليهما

ثم عمدنا فوزناهما

لكان ـ لا كانا ولا أفلحا

عليهما يرجح ظلّاهما

قلت : قد اعتدى هذا القائل في قوله وما ذكر به صالحا ، لأنه كان من السماحة على خلاف ما ذكره.

حدّثت عن عبد العزيز بن جعفر قال : حدّثنا أبو بكر الخلّال قال : كان صالح بن أحمد بن حنبل سخيّا جدّا. أخبرني الحسن بن عليّ الفقيه ـ بالمصيصة ـ قال : كان صالح قد افتصد ، فدعا إخوانه ، قال : وأنفق في ذلك اليوم نحوا من عشرين دينارا في طيب وغيره ، وأحسب قال : كان في الدعوة ابن أبي مريم وذكر عدة ، قال : فإذا أبو عبد الله قد دق الباب ، قال : فقال له ابن أبي مريم : أسبل علينا الستر لا نفتضح ، ولا يشم أبو عبد الله رائحة الطّيب. قال : فدخل أبو عبد الله فقعد في الدار وسأله عن أحواله وقال له : خذ هذين الدرهمين فأنفقهما اليوم وقام فخرج ، فقال ابن أبي مريم لصالح : فعل الله بك وفعل لم أردت أن تأخذ الدرهمين منه؟!

سمعت أبا نعيم الحافظ يقول : صالح بن أحمد بن حنبل قدم أصبهان قاضيا عليها ، وتوفي بها سنة خمس وستين ومائتين.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : وكان صالح بن أحمد بن حنبل قد ولى القضاء بأصبهان ، فخرج من هاهنا فمات بها ، وذلك في شهر رمضان سنة ست وستين ، وله حينئذ ثلاث وستون سنة كان مولده في سنة ثلاث ومائتين.

٤٨٥٧ ـ صالح بن محمّد بن عبد الله بن زياد بن دراج ـ وقيل : درعاز ـ أبو توبة الكاتب :

سمع أبا العتاهية الشّاعر ، وأبا عمرو الشّيباني ، وهارون بن حاتم ، وأبا سعيد الأصمعي ، ومحمّد بن زياد بن الأعرابي. حدّث عنه أبو عليّ الحسن بن عليل العنزي ، ومحمّد بن خلف بن المرزبان ، ومحمّد بن عبد الملك التاريخي ، وأبو عبد الله الحكيمي.

٣١٩

أخبرنا عليّ بن المحسن المعدّل ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يعقوب الكاغدي ، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي ، حدّثنا أبو توبة صالح بن محمّد بن دراج الكاتب قال : أنشدنا ابن الاعرابي :

كانت سليمى إذا ما جئت طارقها

وأحمد الليل نار الموقد الصالي

قارورة من عبير عند ذي لطف

من الدنانير كالوه بمثقال

٤٨٥٨ ـ صالح بن الهيثم ، أبو عليّ الطحان :

حدّث عن أبي الوليد الطيالسي. روى عنه أبو الحسين بن المنادي وذكر أنه سمع منه بحضرة جده أبي جعفر محمّد بن عبيد الله المنادي.

٤٨٥٩ ـ صالح بن محمّد بن عبد الله بن عبد الرّحمن ، أبو الفضل الرّازيّ :

سكن بغداد في مربعة أبي عبيد الله من الجانب الشرقي ، وحدّث عن عبّاد بن موسى الأزرق وعفان بن مسلم ، ومحمّد بن عمر القصبي ، وسليمان بن حرب ، ومعاوية بن عمرو ، وعاصم بن عليّ ، وسعيد بن سليمان ، والحسن بن بشر بن سلم ، وعليّ بن الجعد ، والحكم بن موسى ، وخالد بن خداش ، ويحيى بن أيّوب العابد. روى عنه أبو عمرو بن السّمّاك ، وأحمد بن الفضل بن خزيمة ، وعبد الصّمد بن عليّ الطّستيّ ، وأبو بكر بن كامل ، وأبو سهل بن زياد ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وذكره الدّارقطنيّ فقال : ثقة.

أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ ، أخبرنا أبو عليّ أحمد بن الفضل ابن العبّاس بن خزيمة ، حدّثنا صالح بن محمّد الرّازيّ ، حدّثنا عفان ، حدّثنا همّام ، حدّثنا قتادة عن أبي نضرة قال : قلت لجابر بن عبد الله : إن ابن الزبير نهى عن المتعة ، وإن ابن عبّاس يأمر بها؟! قال : على يدي جرى الحديث ؛ تمتعنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومع أبي بكر.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : وتوفي من جانبنا الشرقي أبو الفضل صالح بن محمّد الرّازيّ ، لأيام خلت من شوال سنة ثلاث وثمانين.

__________________

٤٨٥٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٨٤٣ (١٣ / ١٠٤). وتاريخ واسط ٢٦٠. والجرح والتعديل ٤ / ت ١٨٣٦. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٤٣٣. والكاشف ٢ / ت ٢٣٨٥. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٩٠. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٤٣ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٨. ونهاية السئول ، الورقة ١٤٦. وتهذيب التهذيب ٤ / ٤٠٧. والتقريب ١ / ٣٦٣.

٤٨٥٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٦٢ ، وفيه : «الشيرازي».

٣٢٠