تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٠

أنتم أبا عبد الله ، ثم جلس فقال : حج عمر بن الخطّاب فأنفق في حجته ستة عشر دينارا ، وأنت حججت فأنفقت في حجتك بيوت الأموال ، فقال : أي شيء تريد؟ أكون مثلك؟ قال : فوق ما أنا فيه ، ودون ما أنت فيه ، فقال وزيره أبو عبيد الله : يا أبا عبد الله قد كانت كتبك تأتينا فننفذها. قال : من هذا؟ قال : أبو عبيد الله وزيري ، قال : احذره فإنه كذاب ، أنا كتبت إليك ، ثم قام فقال له المهديّ : أين أبا عبد الله؟ قال : أعود وكان قد ترك نعله حين قام ، فعاد فأخذها ثم مضى فانتظره المهديّ فلم يعد ، قال : وعدنا أن يعود فلم يعد؟ قيل له إنه قد عاد لأخذ نعله ، فغضب فقال : قد آمن الناس إلّا سفيان الثوري. ويونس بن فروة الزنديق ، قرنه بزنديق. قال : فإنه ليطلب ، وإنه لفي المسجد الحرام فذهب فألقى نفسه بين النساء فجللنه ، قيل له : لم فعلت؟ قال : إنهن أرحم ، ثم خرج إلى البصرة فلم يزل بها حتى مات ، فلما احتضر قال : ما أشد الغربة ، انظروا إليّ هاهنا أحدا من أهل بلادي؟ فنظروا فإذا أفضل رجلين من أهل الكوفة ؛ عبد الرّحمن بن عبد الملك بن الجسر ، والحسن بن عياش أخو أبي بكر ، فأوصى إلى الحسن بن عياش في تركته ، وأوصى إلى عبد الرّحمن بالصلاة عليه ، فلما حضرت الصلاة قالت بنو تميم : يماني يصلي على مصري؟! وكان عبد الرّحمن كنديا ، فقيل لهم أوصى بذلك فخلوا سبيله. وكان أصحاب الحديث يأتونه في مكانه ، فإذا سمع بصاحب حديث بعث إليه ، وكان يقول أنت ـ يعني يا يحيى ـ تريد مثل أبي وائل عن عبد الله ، أين تجد كل وقت هذا ، اذهب إلى الكوفة فجئني بكتبي أحدثك ، قال له يحيى : أنا أختلف إليك وأخاف على دمي ، فكيف أذهب فآتي بكتبك؟ قال : وكان يحيى جبانا جدّا.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ ، حدّثني أبو سعيد قال : حدّثني عبد الله بن عبد الله ـ وهو ابن الأسود الحارثي ـ قال : خاف سفيان شيئا فطرح كتبه ، فلما آمن أرسل إلىّ وإلى يزيد بن توبة المرهبي ، فجعلنا نخرجها ، فأقول : يا أبا عبد الله وفي الركاز الخمس ، وهو يضحك ، فأخرجنا تسع قمطرات ، كل واحدة إلى هاهنا ـ وأشار إلى أسفل من ثدييه ـ قال : فقلت له اعرض لي كتابا تحدثني به ، فعزل لي كتابا فحدّثني به.

أخبرنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن غالب قال : حدّثني يحيى بن أيّوب ، حدّثنا مبارك بن

١٦١

سعيد قال : جاء رجل إلى سفيان ببدرة ـ أو قال : ببدرتين ، شك أبو زكريّا ـ وكان أبو ذلك الرجل صديقا لسفيان جدّا ، وكان سفيان يأتيه فيقيل عنده ، ويأتيه كثيرا ، قال : فقال : أبا عبد الله في نفسك من أبي شيء؟ فأثنى عليه وقال : رحم الله أباك وذكر من فضله ، فقال له : يا أبا عبد الله قد عرفت كيف صار إليّ هذا المال ، وأنا أحب أن تقبل هذا الذي جئتك به تستعين به على عيالك ، قال : فقبله منه ، فخرج الرجل ، فلما خرج أو كاد أن يخرج قال لي يا مبارك الحقه فرده ، قال : فلحقته فرددته ، فقال : يا ابن أخي أحب أن تقبل هذا المال ، فإني قد قبلته منك ، ولكن أحب أن تأخذه ، فترجع به فقال : يا أبا عبد الله في نفسك منه شيء؟ قال : لا ولكن أحب أن تقبله فلم يزل به حتى أخذه ، فلما خرج جئت وقد داخلني مالا أملك ، فقعدت بين يديه فقلت : ويحك يا أخي أيش قلبك هذا؟ حجارة. أنت ليس لك عيال ، أما ترحمني ، أما ترحم إخوانك ، أما ترحم صبياننا ، قال : فأكثرت عليه من هذا النحو فقال : يا مبارك تأكلها أنت هنيئا مريئا ، وأسأل أنا عنها؟ لا يكون هذا أبدا.

أخبرنا محمّد بن عبد الله الهيتي ، حدّثنا أحمد بن سلمان ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، حدّثنا أحمد بن أسد ، حدّثنا محمّد بن عبد الوهّاب قال : ما رأيت الفقر قط أعز ولا أرفع منه في مجلس سفيان ، ولا رأيت الغنى ، أذل منه في مجلس سفيان.

أخبرنا عثمان بن محمّد العلّاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن غالب قال : حدّثني يحيى بن أيّوب ، حدّثنا عليّ بن ثابت قال : رأيت سفيان في طريق مكة ، فقومت كل شيء عليه حتى نعليه ، درهم وأربعة دوانيق.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب ، حدّثنا أحمد بن الخليل ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عثمان ، حدّثنا أبو قطن قال : قال لي شعبة : إن سفيان الثوري ساد الناس بالورع والعلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أبان الهيتي ، حدّثنا أحمد بن سلمان الفقيه ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه قال : سمعت أبا رجاء قتيبة يقول : لو لا الثوري لمات الورع.

أخبرنا عليّ بن محمّد الحذّاء ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الخالق ، حدّثنا أبو بكر المروذي ، حدّثنا محمّد بن أبي محمّد قال : قال الأوزاعي : لو قيل لي اختر لهذه الأمة ما اخترت إلا سفيان الثوري.

١٦٢

وقال المروذي : حدّثني محمّد بن أبي محمّد قال : قال ابن عيينة : جالست خمسين شيخا من أهل المدينة ، وذكر عبد الرّحمن بن القاسم ، وصفوان بن سليم ، وزيد بن أسلم ، فما رأيت فيهم مثل سفيان.

أخبرنا أحمد بن سلمان بن عليّ المقرئ ، أخبرنا محمّد بن بكران ، حدّثنا محمّد ابن مخلد العطّار ، حدّثنا محمّد بن المثنّى بن زياد قال : سمعت بشرا ـ يعني ابن الحارث ـ يقول : قال سفيان بن عيينة : كان سفيان الثوري كأن العلم ممثل بين عينيه ، يأخذ منه ما يريد ، ويدع ما لا يريد. وقال الأوزاعي : كنت أقول فيمن ضحك في الصلاة قولا لا أدري كيف هو؟ فلما لقيت سفيان الثوري فسألته فقال لي : يعيد الوضوء ، ويعيد الصلاة ، فأخذت به.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد ، حدّثنا أبي قال : ألقى أبو إسحاق فريضة فلم يصنعوا فيها شيئا ، فقال : لو كان الغلام الثوري فصلها الساعة ، إذ أقبل سفيان فقال له ما تقول في كذا وكذا؟ قال سفيان : أنت حدّثتنا عن عليّ بكذا وكذا ، والأعمش حدّثنا عن ابن مسعود بكذا ، وفلان حدّثنا فيها بكذا ، قال أبو إسحاق : كيف ترون من ساعة فصلها ، ألا تكونون مثله.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أبان الهيتى ، حدّثنا أحمد بن سلمان ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن دلان ، حدّثنا أبو همّام ، حدّثنا المبارك بن سعيد قال : رأيت عاصم بن أبي النجود يجيء إلى سفيان يستفتيه ويقول : يا سفيان أتيتنا صغيرا ، وأتيناك كبيرا.

أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن عمر البجليّ ، حدّثنا أبو منصور محمّد بن محمّد ابن عبد الله المطوعي النّيسابوري ، حدّثنا أبو طاهر محمّد بن الحسين المحمّدآباذي قال : سمعت عثمان بن سعيد يقول : سمعت أحمد بن يونس يقول : سمعت زهيرا يقول : مر سفيان الثوري بجابر الجعفي؟ فقال : هذا سمع مني عشرة آلاف حديث.

أخبرني الحسين بن عليّ الصّيمريّ ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير ، حدّثنا الوليد بن شجاع قال : حدّثنا الأشجعي قال : دخلت مع سفيان الثوري على هشام بن عروة ، فجعل سفيان يسأل وهشام يحدثه فلما فرغ قال : أعيدها عليك؟ قال : نعم ، فأعادها عليه ، ثم خرج سفيان وأذن لأصحاب الحديث ، وتخلفت معهم ، فجعلوا إذا سألوه أرادوا الإملاء فيقول : احفظوا كما حفظ صاحبكم ، فيقولون لا نقدر نحفظ كما حفظ صاحبنا.

١٦٣

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا محمّد بن عليّ الورّاق قال : سمعت أحمد بن يونس.

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله القطّان ، حدّثنا عبد الكريم بن الهيثم قال : سمعت أحمد بن يونس يقول : سمعت زائدة ـ وذكر سفيان ـ قال : كان ـ زاد عبد الكريم ـ ذاك ثم اتفقا أعلم الناس في أنفسنا.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا أحمد بن هاشم ، حدّثنا ضمرة قال : سمعت مالك بن أنس يقول : إنما كانت العراق تجيش علينا بالدراهم والثياب ، ثم صارت تجيش علينا بسفيان ـ يعني الثوري ـ وكان سفيان يقول : مالك ليس له حفظ.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا عليّ بن المديني. وأخبرنا عليّ بن أبي علي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق البزّار ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ قال : رأيت في كتاب عليّ بن المديني إلى أبي عبد الله أحمد.

وحدّثني به صالح عن علي قال : سألت يحيى بن سعيد قلت له : أيما أحب إليك ، رأي مالك ، أو رأي سفيان؟ قال سفيان ، لا يشك في هذا ـ زاد أبو نعيم ثم قال يحيى : سفيان فوق مالك في كل شيء.

حدّثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أخبرنا تمام بن محمّد الرّازيّ ، أخبرنا أبو الميمون بن راشد ، حدّثنا مضر بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سمعت يحيى بن سعيد القطّان يقول : سفيان الثوري أحب إليّ من مالك في كل شيء ـ يعني في الحديث ، وفي الفقه ، وفي الزهد ـ.

أخبرنا عليّ بن المحسن التّنوخيّ ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ماهزد الأصبهانيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز قال : حدّثني عبد الله بن سعيد الكندي ، حدّثنا وليد بن حمّاد قال : سمعت ابن إدريس يقول : ما جعلت بينك وبين الرجال مثل سفيان ، وشعبة.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الصلت الأهوازيّ ، أخبرنا محمّد ابن مخلد ، حدّثنا موسى ـ هو ابن هارون الطوسي ـ حدّثنا محمّد ـ يعني ابن نعيم بن الهيصم ـ قال : سمعت بشرا قال : قال يحيى بن سفيان : ما أنفقت درهما قط في بناء.

١٦٤

قال : سمعت بشرا. قال : قال شعبة وابن عيينة : سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث (٤).

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، حدّثنا أبو بكر بن زنجويه.

وأخبرنا محمّد بن عبد الله الهيتي ، حدّثنا أحمد بن سلمان ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، حدّثنا محمّد بن زنجويه ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن شعبة أنه قال : سفيان أمير المؤمنين في الحديث (٥).

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث (٦).

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، حدّثنا محمّد بن حميد ، حدّثنا يحيى بن أبي بكير قال: سمعت شعبة يقول : ما حدّثني سفيان الثوري بحديث عن إنسان فسألته إلا وكان كما حدّثني.

أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ ، حدّثنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي ، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث ، حدّثنا أحمد بن حنبل ، حدّثنا وكيع عن شعبة قال : كان سفيان أحفظ مني.

وقال : حدّثنا أبو داود ، حدّثنا ابن أبي رزمة قال : سمعت أبي يقول : قال رجل لشعبة : خالفك سفيان قال : دمغتني.

أخبرنا الهيتي ، حدّثنا أحمد بن سلمان ، حدّثنا سعيد بن مسلم بن أحمد بن مسلم ـ بطرسوس ـ حدّثنا أبو جعفر بن الفرجي ، حدّثنا إسحاق بن حفص قال : قيل لإسماعيل بن إبراهيم : كان شعبة أكثر علما أو سفيان؟ فقال : ما علم شعبة عند علم سفيان إلا كتفلة في بحر.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا محمّد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا أبو عبيدة بن أبي السفر قال : سمعت عبد الله بن محمّد بن سالم يقول :

__________________

(٤) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١١ / ١٦٤.

(٥) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١١ / ١٦٤.

(٦) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١١ / ١٦٤.

١٦٥

سمعت يحيى بن يمان يقول : سمعت سفيان الثوري يقول : ما أحدث من كل عشرة بواحد ، وقد كتبنا عنه عشرين ألفا. وأخبرني الأشجعي أنه كتب عنه ثلاثين ألفا.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الله القطّان ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق قال : سمعت مسردا يقول : سمعت يحيى بن سعيد يقول : شعبة أحب إليّ من سفيان ـ يعني في الصلاح ـ فإذا جاء الحديث فسفيان ـ يعني أثبت ـ.

أخبرنا محمّد بن جعفر بن علان الشروطي ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزديّ الحافظ ، حدّثنا محمّد بن عبدة ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن العنبريّ قال : سمعت يحيى بن سعيد القطّان ـ وسأله رجل ـ من أحسن الناس ممن رأيت حديثا؟ قال : شعبة ، قال : فمن أحفظ من رأيت؟ قال : لم أر أحدا أحفظ من سفيان.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا محمّد بن غالب ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة قال : سمعت يحيى يقول : كان سفيان أثبت من شعبة ، وأعلم بالرجال.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر القزوينيّ ، حدّثنا محمّد بن مسلم قال : قال لي عليّ بن المديني : قال يحيى القطّان : لو اتقى الله رجل لم يحدث إلا عن سفيان ، وشعبة.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد ، حدّثنا الحكيمي ، حدّثنا محمّد بن غالب بن حرب قال : سمعت عليّ بن المديني يقول : سمعت يحيى القطّان يقول : شعبة معلمي وسفيان أحب إليّ منه.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا عليّ بن عبد الله المديني قال : وسمعته ـ يعني يحيى بن سعيد ـ يقول : ليس أحد أحب إلى من شعبة ولا يعدله عندي أحد ، وإذا خالف سفيان أخذت بحديث سفيان.

أخبرنا أبو القاسم الحصر بن عبد الله بن كامل المري ـ بدمشق ـ أخبرنا عقيل بن عبيد الله بن عبدان الصّفّار ، حدّثنا أبو الميمون عبد الله بن راشد ، حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو قال : سمعت أبا نعيم يسأل عن سفيان وشعبة أيهما أثبت؟ فقال : قال بعض أصحابنا في ذلك قولا ، فرأيت أبا نعيم يذهب إلى أن قوله فيه وقول وكيع ، أن سفيان أقل خطأ في الحديث.

١٦٦

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أبا الحسن أحمد ابن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألت يحيى بن معين قلت : سفيان أحب إليك في الأعمش ، أو شعبة؟ فقال : سفيان أحب إليّ.

أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سفيان الثوري أعلم الناس بحديث الأعمش ، وغيره ، وذاك أن يحيى سئل أيما أكثر في الأعمش ، أبو معاوية ، أو الثوري؟

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عليّ السوذرجاني ـ بأصبهان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن عليّ بن بحر ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن عليّ قال : سمعت أبا معاوية يقول : ما رأيت رجلا قط كان أحفظ لحديث الأعمش من الثوري.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ ، حدّثني أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : لم يكن أحد أعلم بحديث الأعمش ، وأبي إسحاق ، ومنصور ، من الثوري. قال يحيى : وقال أبو معاوية : كنا إذا ذاكرناه أحاديث الأعمش فكأنا لم نسمعها.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن محمّد المتوثي ، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ قال : قال أبو حفص عمرو بن عليّ : سمعت أبا معاوية الضّرير يقول : كان سفيان يأتيني هاهنا يذاكرني بحديث الأعمش ، فما رأيت أحدا أعلم بها منه وكان شعبة إذا رآني اضطرب في حديث الأعمش.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، أخبرنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عمّار قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : كان سفيان أعلم بحديث الأعمش من الأعمش.

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرّزّاز ، حدّثنا هيثم بن خلف الدوري ، حدّثنا محمود بن غيلان قال : سمعت أبا داود يقول : سمعت زائدة يقول : كنا نأتي الأعمش فنكتب عنه ، ثم نأتي سفيان فنعرض عليه ، فيقول لبعضها : ليس هذا من حديث الأعمش ، فنقول إنما حدّثناه الآن فيقول : اذهبوا إليه فقولوا له ، فنذهب إليه فنقول له ، فيقول : صدق سفيان ، فمحاه.

١٦٧

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان التّميميّ ـ بدمشق ـ أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي ، حدّثنا أبو يعلى أحمد بن عليّ التّميميّ الموصليّ.

وأخبرنا أبو جعفر محمّد بن جعفر بن علان الشروطي ـ واللفظ له ـ أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزديّ ، حدّثنا أبو يعلى أحمد بن عليّ قال : سمعت الحارث ابن سريج يقول : سمعت عبد الرّحمن بن مهديّ يقول : ما رأيت صاحب حديث أحفظ من سفيان الثوري ، حدّث يوما عن حمّاد بن أبي سليمان عن عمرو بن عطيّة عن سلمان الفارسيّ. قال : البصاق ليس بطاهر. فقلت : يا أبا عبد الله هذا خطأ ، فقال لي : كيف؟ عمن هذا؟ قلت : حمّاد عن ربعي عن سلمان قال : من يحدث به عن حمّاد؟ قلت : حدّثنيه شعبة عن حمّاد عن ربعي ، قال : أخطأ شعبة فيه ، ثم سكت ساعة ثم قال : وافق شعبة على هذا أحد؟ قلت : نعم! قال : من؟ قلت : سعيد بن أبي عروبة ، وهشام الدستوائي ، وحمّاد بن سلمة ، فقال : أخطأ حمّاد ، هو حدّثني عن عمرو بن عطيّة عن سلمان ، قال عبد الرّحمن : فوقع في نفسي ، قلت أربعة يجتمعون على شيء واحد يقولون عن حمّاد عن ربعي! فلما كان بعد سنة أخرى سنة إحدى وثمانين ومائة ، أخرج إليّ غندر كتاب شعبة فإذا فيه ، عن حمّاد عن ربعي ، وقد قال حمّاد مرة : عن عمرو بن عطيّة ، قال عبد الرّحمن : فقلت رحمك الله يا أبا عبد الله. كنت إذا حفظت الشيء لا تبالي من خالفك.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ ، حدّثنا يحيى بن إبراهيم الإمام ـ بحمص ـ حدّثنا نوح بن حبيب قال : سمعت عبد الرّزّاق يقول : سمعت سفيان الثوري.

وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا أحمد بن محمّد السوطي ، حدّثنا محمّد بن عليّ السرخسي ، حدّثنا بكر بن خداش قال : سمعت سفيان الثوري يقول : ما استودعت قلبي شيئا فخانني قط.

أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم [بن] (٧) جعفر ، حدّثنا محمّد بن أحمد اللؤلؤي ، حدّثنا أبو داود قال : بلغني عن يحيى بن معين قال : كل من خالف سفيان فالقول قول سفيان.

__________________

(٧) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٦٨

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : رأيت يحيى بن معين لا يقدم على سفيان الثوري في زمانه أحدا في الفقه ، والحديث ، والزهد ، وكل شيء. وقال عبّاس : سمعت يحيى يقول : ليس أحد يخالف سفيان الثوري إلا كان القول قول سفيان ، قلت وشعبة أيضا إن خالفه؟ قال : نعم. قلت لأبي زكريّا : فإن خالفه شعبة في حديث البصريّين القول قول من يكون؟ قال : ليس يكاد يخالف شعبة سفيان في حديث البصريّين.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، حدّثنا محمّد بن منصور الطوسي ، حدّثنا يحيى بن أبي بكير أنه سمع شعبة يقول : ما حدّثني سفيان عن إنسان بحديث فلقيته فسألته إلا كان كما حدّثني به.

حدّثني أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمّد بن عليّ القصري ـ لفظا ـ حدّثنا محمّد بن أحمد بن سفيان الكوفيّ ـ بها ـ حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن سوّار ، حدّثنا سفيان بن وكيع ، حدّثنا أبو يحيى الحماني قال : سمعت أبا حنيفة يقول : لو كان سفيان الثوري في التابعين لكان فيهم له شأن.

وحدّثني أحمد بن أحمد القصري ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن سفيان ، حدّثنا ابن سعيد ، حدّثنا عبد الله بن أسامة الكلبي ، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال : سمعت أبي يقول : جاء رجل إلى أبي حنيفة فقال : ألا ترى ما روى سفيان؟ فقال أبو حنيفة : أتأمرني أن أقول إن سفيان يكذب في الحديث؟ ، لو أن سفيان كان في عهد إبراهيم لاحتاج الناس إليه في الحديث.

أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو الطّيّب محمّد بن الحسين بن حميد بن الرّبيع الخزّاز قال : سمعت أبا عبد الله بن ثواب الهباري يقول : سمعت عبد الحميد الحماني يقول : سمعت أبا حنيفة يقول : لو مات سفيان في زمن إبراهيم لدخل على الناس فقده.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ ، حدّثني ابن زنجويه ، حدّثنا عبد الرّزّاق قال : سألني ابن عيينة عن حديث ، فقلت له : حدّثني الثوري عن رجل ، وقد سمعته أنا من ذلك الرجل ، فقال لي : إن حديثك عن الثوري عن ذلك الرجل ، أحب إلىّ من حديثك عن ذلك الرجل.

١٦٩

أخبرنا أحمد بن عليّ المحتسب ، حدّثنا يوسف بن عمر القوّاس ، حدّثنا أحمد بن عبد الله ـ صاحب أبي صخرة ـ قال : سمعت أحمد بن سنان القطّان يقول : سمعت عبد الرّحمن بن مهديّ يقول : قدمت على سفيان بن عيينة فجعل يسألني عن المحدثين ، فقال : ما بالعراق أحد يحفظ الحديث إلا سفيان الثوري. قال : فلما قدمت حدّثت به شعبة فشق عليه.

أخبرنا البرقانيّ قال : قرئ على عمر بن بشران ـ وأنا أسمع ـ أخبركم عليّ بن الحسين بن حبّان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه قال : سمعت عمرا ـ جليس مسدد ـ يقول : سمعت عبد الرّحمن بن مهديّ يقول : ما رأيت رجلا أحسن عقلا من مالك بن أنس ، ولا رأيت رجلا أنصح للأمة من عبد الله بن المبارك ولا أعلم بالحديث من سفيان ، ولا أقشف من شعبة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا الفضل ـ يعني ابن زياد ـ قال : سئل أحمد بن حنبل : قيل له سفيان الثوري كان أحفظ أو ابن عيينة؟ فقال : كان الثوري أحفظ وأقل الناس غلطا ، وأما ابن عيينة فكان حافظا : إلا أنه كان إذا صار في حديث الكوفيّين كان له غلط كثير ، وقد غلط في حديث الحجازيين في أشياء. قيل له فإن فلان يزعم أن سفيان بن عيينة كان أحفظهما؟ فضحك ثم قال : فلان حسن الرأي في ابن عيينة ، فمن ثم!

أخبرنا عليّ بن محمّد الحذّاء ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم ، حدّثنا ابن عبد الخالق ، حدّثنا أبو بكر المروذي قال : سمعت أبا عبد الله ـ وذكر سفيان الثوري ـ فقال : ما يتقدمه في قلبي أحد ، ثم قال : تدري من الإمام؟ الإمام سفيان الثوري.

أخبرني محمّد بن عليّ بن أحمد المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد ابن عبد الله بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد عن سفيان الثوري ومالك؟ فقال : سفيان ليس يتقدمه عندي في الدّنيا أحد ، وهو أحفظ وأكثر حديثا ، ولكن كان مالك ينتقي الرجال ، وسفيان يروي عن كل أحد. وقال عبد المؤمن : سمعت أبا علي يقول : سفيان أكثر حديثا من شعبة وأحفظ ، يبلغ حديثه ثلاثين ألفا ، وحديث شعبة قريب من عشرة آلاف.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري ، حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام ، حدّثنا

١٧٠

محمّد بن كثير الطرسوسي ، حدّثنا حمّاد بن سلمة قال : كان سفيان الثوري عندنا بالبصرة ، وكان كثيرا يقول : ليتني قد مت ، ليتني قد استرحت ، ليتني في قبري. فقال له حمّاد بن سلمة : يا أبا عبد الله ما كثرة تمنيك للموت والله لقد آتاك الله القرآن والعلم. فقال سفيان ـ يعني لحمّاد بن سلمة ـ يا أبا سلمة وما يدريني لعلي أدخل في بدعة ، لعلي أدخل فيما لا يحل لي ، لعلي أدخل في فتنة ، أكون قد مت فسبقت هذا.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الرّحمن الرباطي ، حدّثنا أبو داود قال : مات سفيان بالبصرة ، ودفن ليلا ولم نشهد الصلاة ـ يعني عليه ـ وغدونا على قبره ومعنا جرير بن حازم ، وسلام بن مسكين ، فتقدم جرير فصلى بنا على قبره ، ثم بكى فقال :

إذا بكيت على ميت لتكرمة

فابك الغداة على الثوري سفيان

أخبرنا عليّ بن أبي علي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ ، حدّثنا أحمد بن منصور المروزيّ ، حدّثنا مسدد قال : سمعت [موسى] (٧) بن داود يقول : سمعت عليّ بن صالح يقول : ولدنا سنة مائة ، وكان سفيان أسن منا بخمس سنين.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : قال أبو نعيم : خرج سفيان الثوري من الكوفة سنة خمس وخمسين ومائة ولم يرجع ، ومات سنة إحدى وستين ومائة ، وهو ابن ست وستين ـ فيما أظن ـ وقال حنبل : حدّثني أبو عبد الله ، حدّثنا موسى بن داود قال : سمعت سفيان الثوري يقول ـ سنة ثمان وخمسين ـ : لي إحدى وستون سنة.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق ، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله ذكر عن موسى بن داود خروج سفيان بن سعيد من الكوفة وسنه ، وهو في كتاب التاريخ فقال : هذا سمعه سماعا كان يثبته ، قال : هذا علي أنه ولد سنة سبع وتسعين ، ليس كما قالوا سنة خمس وتسعين.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عبد الله بن

__________________

(٧) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٧١

محمّد البغويّ ، حدّثني أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ولد سفيان سنة سبع وتسعين.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال : قال أبو نعيم : مات سفيان الثوري سنة إحدى وستين ومائة.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل قال : حدّثني أبو عبد الله ، حدّثنا يحيى بن سعيد قال : مات سفيان الثوري سنة إحدى وستين ، في أولها.

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس ، أخبرنا جدي لأمي إسحاق بن محمّد بن إسحاق النعالي ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني ، حدّثنا قعنب بن المحرر الباهلي قال : مات سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري سنة إحدى وستين ومائة بالبصرة ، وصلى عليه أخ لابن عياش ، جاء يريد عبادان هو وأصحابه.

أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب ـ بأصبهان ـ أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ ، حدّثنا خليفة بن خياط قال : وسفيان بن سعيد بن مسروق الثوري يكنى أبا عبد الله ، مات سنة اثنتين وستين ومائة بالبصرة.

قلت : وسنة إحدى وستين أصح.

أخبرنا حمزة بن محمّد ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ ، حدّثني أبو سعيد الأشج ، حدّثنا عبد الله بن وهب الحضرمي قال : قال أبو زياد الفقيمي ـ يعني يرثي سفيانا :

لقد مات سفيان حميدا مبرزا

على كل قار هجنته المطامع

يلوذ بأبواب الملوك بنية

مبهرجة والزي فيه التواضع

يشمر عن ساقيه والرأس فوقه

قلنسوة فيها اللصيص المخادع

جعلتم فداء للذي صان دينه

وفر به حتى حوته المضاجع

على غير ذنب كان إلا تنزها

عن الناس حتى أدركته المصارع

بعيد من أبواب الملوك مجانب

وإن طلبوه لم تنله الأصابع

فعيني على سفيان تبكي حزينة

شجاها طريد نازح الدار شاسع

يقلب طرفا لا يرى عند رأسه

قريبا حميما ، أوجعته الفواجع

فجعنا به حبرا فقيها مؤدبا

بفقه جميع الناس قصد الشرائع

على مثله تبكي العيون لفقده

على واصل الأرحام والخلق واسع

١٧٢

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين البرجلاني ، حدّثنا زكريّا بن عدي ، حدّثنا أبو خالد الأحمر قال : رأيت سفيان بن سعيد بعد ما مات ، فقلت : أبا عبد الله كيف حالك؟ قال : خير حال ، استرحت من غموم الدّنيا وأفضيت إلى رحمة الله عزوجل.

وقال ابن أبي الدّنيا : كتب إلى أبو سعيد الأشج حدّثنا إبراهيم بن أعين قال : رأيت الثوري في المنام ـ ولحيته حمراء ـ فقلت : ما صنعت فديتك؟ قال : أنا مع السفرة ، قلت : وما السفرة؟ قال : الكرام البررة.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر بن أحمد الدلال ، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا جعفر بن محمّد البالسي ـ ببالس ـ حدّثنا النفيلي ، حدّثنا معاوية بن حفص عن سعير بن الخمس قال : رأيت سفيان الثوري في المنام وهو يطير من نخلة إلى نخلة وهو يقرأ هذه الآية : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ ، وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) [الزمر ٧٤].

أخبرنا عليّ بن محمّد الحذّاء ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الخالق ، حدّثنا أبو بكر المروذي قال : حدّثني محمّد بن أبي محمّد قال : رأى رجل في المنام أنه دخل الجنة ، قال : فرأيت الحسن ، وابن سيرين ، وإبراهيم ، وعدة ، قال : فقلت مالي لا أرى سفيان الثوري معكم ، فقد كان يذكر؟ فقالوا : هيهات ، ذاك فوقنا ، ما نراه إلا كما نرى الكوكب الدري.

٤٧٦٤ ـ سفيان بن عيينة بن أبي عمران ، أبو محمّد مولى بني عبد الله بن رويبة من بني هلال بن عامر بن صعصعة. وقيل : إنه مولى محمّد بن مزاحم الهلالي ، وعيينة أبوه هو المكنى أبا عمران :

ولد بالكوفة وسكن مكة ، وقدم بغداد ، واجتمع مع أبي بكر الهذلي بها ، فقال له أبو بكر : بأي ذنب دخلت بغداد؟ وقد ذكرنا ذلك في مقدمة هذا الكتاب. وكان لسفيان بن عيينة تسعة اخوة ، حدّث منهم أربعة : محمّد ، وآدم ، وعمران ، وإبراهيم.

__________________

٤٧٦٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤١٣ (١١ / ١٧٧ ـ ١٩٦) وطبقات ابن سعد ٥ / ٤٩٧. وتاريخ ابن معين ٢ / ٢١٦. ورواية ابن طهمان ١ ، ٤. وطبقات خليفة ٢٨٤. وتاريخه ٤٦٨. والتاريخ الكبير ٤ / ت ٢٠٨٢. والصغير ٢ / ٢٨٤. وثقات العجلي ، الورقة ٢٠. وسؤالات الآجري ، ـ

١٧٣

فأما سفيان فكان له في العلم قدر كبير ، ومحل خطير ، أدرك نيفا وثمانين نفسا من التابعين ، وسمع ابن شهاب الزّهريّ ، وعمرو بن دينار ، وأبا إسحاق السّبيعيّ ، وعبيد الله بن أبي يزيد ، وعبد الله بن دينار بن أسلم ، ومنصور بن المعتمر ، وأبا الزناد ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وسعد بن إبراهيم ، وسهيل بن أبي صالح ، وأيّوب السختياني ، وصفوان بن سليم ، وعبد الله بن أبي نجيح ، وخلقا يطول ذكرهم.

روى عنه : الأعمش ، والثوري ، وشعبة ، وهمّام بن يحيى ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الرّحمن بن مهديّ ، وعبد الله بن المبارك ، ووكيع ، وابن وهب ، ومحمّد ابن إدريس الشّافعيّ ، وأبو معاوية الضّرير وأبو نعيم ، والحميدي ، وعليّ بن المديني ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وأبو خيثمة ، وابن نمير ، وقتيبة بن سعيد ، وسعيد ابن منصور ، وجماعة من نظرائهم وممن بعدهم.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا أبو عبد الله بن مخلد ، حدّثني أحمد بن ملاعب ـ وكان حافظا ـ عن محمّد بن عليّ بن المديني عن أبيه قال : سفيان بن عيينة بن أبي ميمون ، واسم أبي ميمون عمارة وهو مولى لمحمّد ابن مزاحم ، أخي الضّحاك بن مزاحم.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريّا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجليّ ، حدّثني أبي قال : سفيان بن عيينة مولى لمسعر بن كدام من أسفل.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت الحميدي يقول : سمعت ابن عيينة يقول : ولدت سنة سبع ومائة.

__________________

ـ لأبي داود ٣ / رقم ١٣٢ ، ١٣٣ ، ٥ / الورقة ٢٠. والمعارف ٥٠٦. والمعرفة ١ / ١٨٥ ـ ١٨٧. وذيل المذيل للطبري ١٠٨. والجرح والتعديل ٤ / ت ٩٧٣. والمراسيل ٨٥. وثقات ابن حبان ١ / الورقة ١٦٥. ومشاهير علماء الأمصار ١٤٦. ووفيات ابن زبر ، الورقة ٦٢. وعلل الدارقطني ١ / الورقة ٩٥. وحلية الأولياء ٧ / ٢٧٠. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ٧١. ورجال البخاري للباجي ، الورقة ١٦٧. والسابق واللاحق ٢٢٧. والجمع ١ / ١٩٥. ووفيات الأعيان ٢ / ٣٩١. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢١٢ (أياصوفيا ٣٠٠٦). والعبر ٢٠٨ ـ ٢٠٩. وسير النبلاء ٨ / ٤٠٠. والكاشف ١ / ت ٢٢٠٢. والتذهيب ٢ / الورقة ٣٦. وتذكرة الحفاظ ١ / ٢٦٢. وميزان الاعتدال ٢ / ت ٣٣٢٧. والمغني ١ / ت ٢٤٨٥. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ١١٠. ومراسيل العلائي ٢٥٠. والعقد الثمين ٤ / ٥٩١. وغاية النهاية ١ / ٣٠٨. ونهاية السئول ، الورقة ١٢٢. وتهذيب ابن حجر ٤ / ١١٧. وطبقات المفسرين ١ / ١٨٧. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ٢٥٩٠. وشذرات الذهب ١ / ٣٥٤.

١٧٤

أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزّهريّ ـ الخطيب بالدينور ـ أخبرنا عليّ بن أحمد بن عليّ بن راشد ، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال : قال عليّ بن المديني : ولد سفيان بن عيينة سنة سبع ومائة ، وكتب عنه الحديث سنة اثنتين وأربعين ، وهو ابن خمس وثلاثين سنة. قال علي : كتب عن ابن عيينة قبل موت الأعمش بخمس سنين.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد ابن عليّ الأبّار قال : سمعت عبيد الله بن عمر يقول : سمعت عبد الله بن داود يقول : كنا عند الأعمش ، فجاءنا إنسان فقال : إن سفيان بن عيينة يحدث ، فقمنا من عند الأعمش فسمعنا منه.

أخبرني عبد الملك بن عمر الرّزّاز ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل ، حدّثنا محمّد بن الوليد البسري قال : سمعت عبد الله بن داود يقول : قدم علينا ابن عيينة الكوفة في حياة الأعمش ، فحدّث سفيان في مجلس الأعمش بخمسين حديثا ، وكان الأعمش يحدث سفيان بحديث ، ويحدثه سفيان بحديث. فقال الأعمش لسفيان : يا أبا محمّد نفقت السوق نرضى اثنين بواحد؟.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى ، أخبرنا محمّد ابن إسحاق الثقفي قال : سمعت العبّاس بن أبي طالب يقول : سمعت إسحاق بن إسماعيل يقول: سمعت ابن عيينة يقول : ولدت سنة سبع ومائة ، وحج بي أبي وعطاء بن أبي رباح حي.

أخبرنا البرقانيّ قال : سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ يقول : ابن عيينة أصله كوفي ، أقام بمكة وكان أبوه يحج به قديما.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سمعت أبا داود ذكر ابن عيينة فقال : حج به أبوه سبعا وعشرين حجة ، حج به وله ست سنين إلى أن بلغ نيفا وثلاثين سنة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي ، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن راهويه قال : سمعت عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم قال : سمعت سفيان ابن عيينة يقول : ولدت في سنة سبع ومائة للنصف من شعبان.

١٧٥

أخبرنا البرقانيّ قال : قرئ على أبي عليّ بن الصّوّاف ـ وأنا أسمع ـ حدّثكم جعفر ابن محمّد الفريابي قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن نمير يقول : قال وكيع : كتبنا عن سفيان بن عيينة والأعمش حي ، قال : وكان قيس وضع في كتبه حدّثنا أبو محمّد الهلالي ، وهو سفيان بن عيينة.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت غياث بن جعفر يقول : سمعت ابن عيينة يقول : أول من أسندني إلى الأسطوانة مسعر بن كدام ، فقلت : إني حدث! فقال : إن عندك الزّهريّ وعمرو بن دينار.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : لقى ابن عيينة الزّهريّ وهو ابن ست عشرة سنة ولقيته وأنا ابن ست عشرة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا إسماعيل الخطبي ، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن راهويه قال : سمعت عبد الرّحمن بن بشر قال : سمعت سفيان يقول : زعموا أن الزّهريّ قال : ما رأيت طالبا لهذا الأمر أصغر سنا منه ـ يعني سفيان ـ.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الحنين [الحنيني] (١) يقول : سمعت أبا غسان يقول : سمعت ابن عيينة يقول : سمعت من عمرو بن دينار وأنا ابن تسع عشرة سنة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج [بن أحمد] (٢) أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا الحسن بن عليّ ، حدّثنا علي قال : قال سفيان : جالست عمرو بن دينار اثنتين وعشرين سنة ، ومات سنة ست وعشرين ، وجالسته وأنا ابن أربع عشرة سنة.

[قلت :] (٣) كذا قال وهو خطأ ، وصوابه جالست عمرو بن دينار سنة اثنتين وعشرين ، ومات سنة ست وعشرين.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن هشام الطالقاني قال : سمعت جدي محمّد بن هشام يقول : سمعت سفيان بن عيينة يقول : ما بيني وبين أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا ستر ـ يعني رجلا ـ.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٧٦

أخبرني محمّد بن عليّ بن الفتح ، أخبرنا عمر بن أحمد المروروذي ، حدّثنا عبد الله ابن محمّد البغويّ ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن ميمون قال : سمعت ابن عيينة يقول : حضرت ابن جريج فسمعته يقول : حدّثنا رجل عن ابن عبّاس ، وحدّثنا رجل قال : سألت ابن عبّاس ، فقلت ينبغي أن يكون هذا حيا ، فلما كان يوم الجمعة تصفحت الأبواب ، فإذا أنا بشيخ قد دخل من هاهنا ـ وأشار ابن عيينة إلى بعض أبواب المسجد ـ فقلت : رأيت ابن عبّاس؟ فقال : نعم! سألت ابن عبّاس ، ورأيت عبد الله بن عمر ، وحدّثنا ابن عبّاس ، وسمعت ابن عبّاس. فسمعت منه ، فجلست مع ابن جريج ، فلما قال : حدّثنا رجل قال : سمعت ابن عبّاس قلت : يا أبا الوليد حدّثنا عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عبّاس فقال : قد غصت عليه يا غواص!!

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت محمّد بن عمرو الباهلي يقول : سمعت ابن عيينة يقول : كنت أخرج إلى المسجد فأتصفح الحلق (٤) ، فإذا رأيت مشيخة وكهولا جلست إليهم ، وأنا اليوم قد اكتنفني هؤلاء الصبيان ، ثم ينشد :

خلت الديار فسدت غير مسوّد

ومن الشقاء تفردي بالسؤدد

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهانيّ ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله الطرسوسي قال : سمعت حامد بن يحيى البلخيّ يقول : سمعت سفيان بن عيينة يقول : رأيت كأن أسناني كلها سقطت ، فذكرت ذلك للزهري فقال : تموت أسنانك وتبقى أنت ، فمات أسناني وبقيت ، فجعل الله كل عدو لي محدثا.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا محمّد بن الحسن السروي ، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا محمّد بن يحيى قال : سمعت عليّ بن المديني يقول : ما في أصحاب الزّهريّ أتقن من ابن عيينة.

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ ـ إجازة ـ وأخبرناه هبة الله بن الحسن الطّبريّ ـ قراءة عنه ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : قلت لعليّ بن المديني : من تقدم في الزّهريّ؟ قال : أما أنا فإني أقدم سفيان بن عيينة ، ثم قال علي : الذي سمع سماعا لا يشك فيه ، ولم يتكلم فيه أحد ، ولم يطعن فيه طاعن ، زياد بن سعد وسفيان بن عيينة.

__________________

(٤) في المطبوعة : «فأتصفح الخلق» تصحيف. والحلق : جمع حلقة ، وهي حلق العلماء.

١٧٧

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا عليّ بن عبد الله المديني قال : قلت ليحيى بن سعيد : فمعمر أحب إليك ، أو ابن عيينة في الزّهريّ؟ قال : ابن عيينة.

وأخبرنا أبو نعيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت سلمان بن توبة يقول : سمعت عليا يقول : قال يحيى بن سعيد القطّان : ابن عيينة أحب إلىّ في الزّهريّ من معمر.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألت يحيى بن معين قلت له : إن بعض الناس يقول سفيان بن عيينة أثبت الناس في الزّهريّ؟ فقال : إنما يقول ذاك من سمع منه ، وأي شيء كان سفيان ، إنما كان غليما ـ يعني أيام الزّهريّ ـ.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : وسفيان بن عيينة هلالي كوفي ثقة ، ثبت في الحديث. وكان بعض أهل الحديث يقول : هو أثبت الناس في حديث الزّهريّ وكان حسن الحديث ، وكان يعد من حكماء أصحاب الحديث ، ويكنى أبا محمّد ، سكن مكة وكان مولى لبني هلال ، وكان حديثه نحوا من سبعة آلاف ، ولم يكن له كتب.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي قال : وجدت في كتاب جدي حدّثنا مجاهد بن موسى قال : سمعت ابن عيينة يقول : ما كتبت شيئا قط إلّا شيئا حفظته قبل أن أكتبه.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى قال : سمعت الشّافعيّ يقول : مالك وسفيان بن عيينة القرينان ـ يعني في الأثر ـ.

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال : سمعت الرّبيع بن سليمان يقول : سمعت الشّافعيّ يقول : لو لا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز.

١٧٨

أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا عمر بن سعد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني أبو عليّ محمّد بن عروس ، حدّثني أبي ، حدّثنا أبو الرّبيع النخاس قال : تلقيت هارون أمير المؤمنين فسألني عن علية الهاشميّين ، ثم قال لي ما فعل سيد الناس؟ قال : قلت : يا أمير المؤمنين ومن سيد الناس عندك؟! هكذا في الرواية. والصواب ومن سيد الناس غيرك؟ قال : سيد الناس سفيان ابن عيينة.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد المزكى ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال : سمعت عليّ ابن الحسن بن شقيق يقول : سمعت عبد الله ـ وهو ابن المبارك ـ.

وأخبرنا أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن إبراهيم بن عروة البزّاز ، أخبرنا محمّد ابن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا ابن المجدر ، حدّثنا الحسن بن عليّ الحلواني ، حدّثنا هدية بن عبد الوهّاب ، أخبرنا ابن المبارك. قال : سئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة فقال : ذاك أحد الأحدين. زاد هدية ، ما كان أغربه.

أخبرنا البرقانيّ قال : قرأت على أبي عليّ بن الصّوّاف ، حدّثكم عبد الله بن صالح البخاريّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم قال : سمعت بهزا يقول : ما رأيت مثل سفيان بن عيينة [ولا] (٥) أجمع منه ، قلت له ولا شعبة؟ قال : ولا شعبة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا العبّاس ـ يعني ابن عبد العظيم ـ حدّثنا علي. قال : قال لي يحيى : ما بقي من معلمي الذين تعلمت منهم غير سفيان بن عيينة. فقلت : يا أبا سعيد إمام في الحديث؟ قال : سفيان إمام القوم منذ أربعين سنة. قال علي : وسمعت بشر بن المفضل يقول : ـ وقال بيده على الأرض ـ ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه سفيان بن عيينة. قال علي : قال عبد الرّحمن بن مهديّ : كنت أسمع الحديث من ابن عيينة ، فأقوم فأسمع شعبة يحدث به فلا أكتبه.

أخبرنا منصور بن ربيعة الزّهريّ ، أخبرنا عليّ بن أحمد بن عليّ بن راشد ، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال : قال عليّ بن المديني : سفيان بن عيينة أحسن حديثا من سفيان وشعبة.

__________________

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٧٩

أخبرني محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا ابن منيع قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم المروزيّ ، حدّثنا مؤمل بن إسماعيل قال : سمعت شعبة يقول: من أراد عمرو بن دينار فعليه بالفتى الهلالي ، ومن أراد أيّوب فعليه بحمّاد ابن زيد.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد ابن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألت يحيى بن معين قلت له : ابن عيينة أحب إليك في عمرو ، أو الثوري؟ فقال : ابن عيينة أعلم به ، قلت : فابن عيينة أحب إليك فيه أو حمّاد بن زيد؟ فقال : ابن عيينة أعلم به ، قلت : فشعبة؟ قال : وأيش روى عنه شعبة إنما روى عنه نحوا من مائة حديث.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن كزال قال : سمعت أبا مسلم ـ يعني المستملي ـ قال : سمعت سفيان يقول : سمعت من عمرو ما لبث نوح في قومه.

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ ، أخبرنا عيسى بن عليّ ، أخبرنا عبد الله بن محمّد البغويّ ، حدّثني أحمد بن محمّد الأثرم قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : أعلم الناس بعمرو بن دينار ، ابن عيينة. قال : وبلغني عن يحيى بن معين أنه قال : ابن عيينة أروى الناس عن عمرو ، وأثبتهم فيه ، وهو أعلم بعمرو من الثوري.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المزكى ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت العبّاس بن محمّد يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : أثبت الناس في عمرو بن دينار ، ابن عيينة. قلت له حمّاد بن زيد؟ فقال : هو أعلم بعمرو بن دينار من حمّاد بن زيد ، قلت : فإن اختلف ابن عيينة وسفيان الثوري في عمرو بن دينار؟ قال : سفيان بن عيينة أعلم بعمرو بن دينار منه.

وقال السّرّاج : سمعت سلمة بن شبيب يقول : سمعت عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أبي رواد يقول : كان سفيان الثوري إذا لم ير أصحاب الحديث أسند الأحاديث ، فكنت آتي ابن عيينة ، فيقول : هذا خطأ ، وهذا كذا ، فآتي الثوري فيقول لي أتيت ابن عيينة؟ فأخبره بما قال ابن عيينة ، فيقول هو كما قال.

أخبرنا هبة الله بن الحسن ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن جامع ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : سمعت عليّ بن عبد الله يقول : كنت عند

١٨٠