تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٠

أخبرني عليّ بن أيّوب القمي ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزبانيّ ، حدّثنا ابن دريد قال : أخبرنا الحسن بن جعفر قال : قال أبو معاذ النميري راوية بشّار : لما قال بشّار هذا البيت كان يلهج به كثيرا وينشده :

من راقب الناس لم يظفر بحاجته

وفاز بالطّيّبات الفاتك اللهج

قلت : يا أبا معاذ قد قال سلم الخاسر بيتا في هذا المعنى وهو أخف من هذا وأنشدته:

من راقب الناس مات غما

وفاز باللذة الجسور

فقال : ذهب والله بيتي ، والله لا أكلت اليوم شيئا ، ولا صمت.

٤٧٥٥ ـ سلم بن سالم ، أبو محمّد ـ وقيل : أبو عبد الرّحمن البلخيّ :

قدم بغداد وحدّث بها عن عبيد الله بن عمر العمريّ ، وأبي عصمة نوح بن أبي مريم ، وإبراهيم بن طهمان ، وعبد الرّحيم بن زيد القمي ، وابن جريج ، وسفيان الثوري. روى عنه مخول بن إبراهيم النهدي ، وسريج بن يونس ، وأحمد بن منيع ، ويعقوب بن عبيد النهرتيري ، وموسى بن خاقان ، والحسن بن عرفة ، وسعدان بن نصر ، وغيرهم.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، وجماعة قالوا : أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا الحسن بن عرفة ، حدّثني سلم بن سالم البلخيّ عن نوح بن أبي مريم عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن هذه الآية : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) [يونس ٢٦] قال : «للذين أحسنوا العمل في الدّنيا ، الحسنى وهي الجنة ، قال : والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم» (١).

هكذا رواه سلم عن نوح بن أبي مريم عن ثابت البناني عن أنس ، وهو خطأ ، والصواب عن ثابت عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. كذلك رواه حمّاد بن سلمة وكان أثبت الناس في ثابت.

__________________

٤٧٥٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٨. والجرح والتعديل ٤ / ١١٤٩. والضعفاء والمتروكين ٢٣٥. والكامل لابن عدي ٢ / ورقة ٢٢. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٨٨. وميزان الاعتدال ٢ / ١٨٥. وأحوال الرجال للجوزجاني برقم ٣٨٥.

(١) انظر الحديث في : الكامل لابن عدي ٢ / ورقة ٢٢. وتفسير القرطبي ٨ / ٣٣٠. والمعجم الكبير للطبراني ٨ / ٤٧.

١٤١

قلت : وكان سلم مذكورا بالعبادة والزهد ، خشن الطريقة ، وكان يذهب إلى الإرجاء.

أخبرني عليّ بن أحمد الرّزّاز ، أخبرنا حامد بن محمّد الهرويّ قال : سمعت أبا زكريّا يحيى بن عبد الله بن ماهان يقول : سمعت محمّد بن إسحاق ـ هو اللؤلؤي ـ يقول : رأيت سلم بن سالم مكث أربعين سنة لم نر له فراشا ، ولم ير مفطرا إلّا يوم فطر أو أضحى ، ولم يرفع رأسه إلى السماء أكثر من أربعين سنة.

أخبرني عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : سمعت أبي يقول : أخبرني أبو يحيى قال : صحبت سلم بن سالم في طريق مكة ، فما رأيته وضع جنبه في المحمل إلّا ليلة واحدة ، ومد رجليه ثم استوى جالسا.

قرأت في كتاب أحمد بن قاج الورّاق بخطه سماعه من عليّ بن الفضل بن طاهر البلخيّ قال : سمعت عبد الرّحمن بن محمّد بن سليمان يقول : سمعت سليمان بن محمّد القاضي يقول : سمعت أبا عمران يقول : سمعت أبا مقاتل السّمرقنديّ يقول : سلم بن سالم عين من عيون الله في الأرض ، وسلم بن سالم في زماننا كعمر بن الخطّاب في زمانه.

وسمعت عبد الله بن محمّد بن الحكم ـ وكان شيخا مسنا ـ. قال : دخل سلم بن سالم بغداد فشنع على هارون أمير المؤمنين فحبسه ، فكان يدعو في حبسه : اللهم لا تجعل موتي في حبسه ، ولا تمتني حتى ألقي أهلي ، فمات هارون فخلت عنه زبيدة ، فخرج إلى الحج فوافى أهله بمكة قدموا حجاجا ، فمرض فاشتهى الجمد ، فأبردت السماء فجمعوا له فأكل ومات.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشّاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : سلم بن سالم البلخيّ يكنى أبا محمّد ، وكان مرجئا ضعيفا في الحديث ، ولكنه كان صارما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وكانت له رئاسة بخراسان ، فبعث إليه هارون أمير المؤمنين فأقدمه عليه فحبسه ، فلم يزل محبوسا إلى أن مات هارون ، ثم أخرجه محمّد بن هارون حين ولى الخلافة من سجن الرقة ، فقدم بغداد فأقام بها قليلا ، ثم خرج إلى خراسان فمات بها.

١٤٢

قرأت على الحسن بن أبي القاسم عن أبي سعيد أحمد بن محمّد بن رميح النسوي قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام يقول : سمعت أحمد بن سيّار يقول : سلم بن سالم من أهل بلخ ، كان زاهدا ، وكان رأسا في الإرجاء داعية ، وكان يروي أحاديث ليست لها خطم ولا أزمة ، شبيهة بالموضوع. ذكر لنا أن ابن المبارك دفع إليه حديث وقيل له روى عنك سلم بن سالم فرماه بالكذب ، فأرادوه على الكف فقال : فإلى متى؟! قال أحمد بن سيّار : وكان ابتلى بالسلطان ، والحبس ، وكان في حبس هارون زمانا ، فتكلم فيه أبو معاوية حتى خلى عنه.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي السرخسي ، حدّثنا عبد الله بن جعفر ابن خاقان المروزيّ قال : سمعت عليا ـ يعني ابن خشرم ـ يقول : سمعت أبا معاوية الضّرير يقول : دعاني هارون أمير المؤمنين لأحدثه ، فدخلت عليه أول الليل فحدثته إلى أن مضى من الليل هزيع ، فقال لي : حاجتك يا أبا معاوية؟ فقلت سلم بن سالم هبه لي ، قال فاستوى جالسا ، فعرفت الغضب في وجهه وفي كلامه ، فقال إن سلما ليس على رأيك ورأي أصحابك ، على الإرجاء ، وقد جلس في المسجد الحرام يقول : لو شئت أن أضرب أمير المؤمنين بمائة ألف سيف لفعلت ، وليس هذا رأيك ولا رأي أصحابك ثم سكن فقال : حدثنا ، فتحدثنا عامة الليل ، فقال : حاجتك؟ فقلت : يا أمير المؤمنين إنه أرسل إلى أنه لا يقدر على الصلاة من كثرة قيوده ، فقال لحسين الخادم وهو قائم على رأسه : كم عليه من القيود؟ قال : لا أدري قيده هرثمة ، فصار إلى هرثمة فقال : كم على سلم بن سالم من القيود؟ قال : اثنا عشر قيدا ، قال : فك ثمانية عنه ودع أربعة ، فأرسل إلىّ سلم جزاك الله خيرا فرجت عني ، توضأت وصليت.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله قال : رأيت سلم بن سالم أتى أبا معاوية ببغداد يسلم عليه ـ وكان صديقا له ـ وكان سلم عبدا صالحا ولم أكتب عنه شيئا ، وكان لا يحفظ الحديث ، وكان يخطئ.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد عن أبيه قال : سلم بن سالم البلخيّ ليس بذاك في الحديث وضعفه.

١٤٣

أخبرني الأزهري قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : سمعت أحمد بن شبويه يقول : رأيت عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، وسلم بن سالم الخراساني داعيين إلى الإرجاء.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّي قال : أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد البلخيّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن خلف البلخيّ ، حدّثنا محمّد ابن الفضيل العامري قال : سمعت سلم بن سالم البلخيّ يقول : ما يسرني أن ألقى الله بعمل من مضى وعمل من بقي ، وأنا أقول الإيمان قول وعمل.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا القاضي أبو الحسن عليّ بن محمّد بن جعفر المالكيّ ، حدّثنا القاضي أبو حازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان ـ ببيروت ـ أخبرنا أبو الجهم أحمد بن الحسين المشغراني.

وحدّثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ـ بدمشق ـ حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار قالا : حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : سلم بن سالم غير ثقة.

سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : سئل ابن المبارك عن الحديث الذي حدّث في أكل العدس أنه قدس على لسان سبعين نبيا فقال : ولا على لسان نبي واحد ، إنه لمؤذ منفخ من يحدثكم به؟ قالوا : سلم بن سالم ، قال : عمن؟ قالوا : عنك ، قال : وعني أيضا!

أخبرنا محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوري قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس العنزي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سمعت نعيم بن حمّاد يقول : سمعت ابن المبارك ـ وذكر حديثا عن سلم بن سالم ـ فقال : هذا من عقارب سلم.

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين. قال : سلم بن سالم ضعيف.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا عبّاس ابن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول.

١٤٤

وأخبرنا الحسين بن عليّ الصّيمريّ ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سلم بن سالم البلخيّ ليس بشيء.

أخبرني عليّ بن محمّد المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : سمعت أبي يقول : كان سلم بن سالم مرجئا ، وكان ضعيف الحديث.

أخبرني ابن الفضل القطّان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار قال : سمعت عبّاس بن صالح يقول : وذكرت للأسود بن سالم سلم بن سالم فقال : لا تذكره لي.

أخبرنا محمّد بن الحسن الأهوازيّ ، أخبرنا أبو عليّ الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ أخبرنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألته ـ يعني أبا داود سليمان ابن الأشعث ـ عن سلم بن سالم فقال : ليس بشيء ، كان مرجئا ، أحمد لم يكتب عنه ، قال : في القطيعة.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : سلم بن سالم خراساني ضعيف.

أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد الطرسوسي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : سلم بن سالم ليس بشيء.

قرأت في كتاب أحمد بن قاج سماعه من عليّ بن الفضل بن طاهر البلخيّ ، أخبرني محمّد بن محمّد قال : كان في كتاب أحمد بن أبي علي بن معدلة بن الرماح أن سلم بن سالم راوية للأحاديث ، ظاهر الخشوع ، ملح على نفسه بالعبادة ، يلبس الكساء الرقيق ، ويركب الحمير ، له مجلس حديث ، وعظه لا يفنى.

مات بمكة في ذي الحجة سنة أربع وتسعين ومائة.

٤٧٥٦ ـ سلم بن إبراهيم الورّاق :

حدّث عن عكرمة بن عمّار ، وأبان بن يزيد العطّار ، ومبارك بن فضالة ، وسعيد بن

__________________

٤٧٥٦ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤٢٤ (١١ / ٢١٢). والجرح والتعديل ٤ / ت ١١٥٩. وثقات ابن ـ

١٤٥

محمّد الزّهريّ. روى عنه محمّد بن إسحاق بن صالح الوزّان ، والحسن بن داود بن مهران المؤدّب ، ومحمّد بن غالب التمتام.

وقال ابن أبي حاتم الرّازيّ : سمع منه أبي ببغداد في الرحلة الأولى. وقال : سألت يحيى بن معين عنه فلم يرضه ، وتكلم فيه.

أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان الغزّال ، حدّثنا محمّد بن عمرو بن البختري الرّزّاز ـ إملاء ـ حدّثنا أحمد بن إسحاق بن صالح الوزّان ، حدّثنا سلم بن إبراهيم ، حدّثنا سعيد بن محمّد الزّهريّ ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أحسنوا إلى الماعز وامسحوا عنها الرغام ، فإنها من دواب الجنة ، ما من نبي إلّا وقد رعى» قالوا : وأنت؟ قال : «وأنا قد رعيت الغنم» (١).

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا محمّد ابن إسحاق الصاغاني قال : قال يحيى بن معين : سلم الورّاق كذاب.

٤٧٥٧ ـ سلم بن قادم ، أبو الليث :

سمع سفيان بن عيينة ، ومحمّد بن حرب الخولاني وبقية بن الوليد. روى عنه محمّد بن هارون الفلاس المخرّميّ ، ومحمّد بن عبيد الله المنادي ، وعبّاس بن محمّد الدوري ، وصالح بن جزرة ، وموسى بن هارون الحافظان ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا محمّد بن عبيد الله بن يزيد المنادى ، حدّثنا سلم بن قادم وداود بن رشيد ـ واللفظ لسلم ـ. قالا : حدّثنا بقية بن الوليد ، حدّثني أبو جعفر الرّازيّ عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن صالح بن كيسان عن ابن لعثمان بن عفان عن عثمان بن عفان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من خرج من بيته يريد سفرا ، فقال حين يخرج باسم الله آمنت بالله ، واعتصمت بالله ، وتوكلت على الله ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله ، رزق خير ذلك المخرج ، وصرف عنه شر ذلك المخرج» (١).

__________________

ـ حبان ١ / الورقة ١٦٧. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٣٨. والمغني ١ / ت ٢٥١٦. والكاشف ١ / ت ٢٠٢٨. وديوان الضعفاء ، الترجمة ١٦٩٢. وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٣٣٦٦. والمجرد في رجال ابن ماجة ، الورقة ١٥. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ١١٣. ونهاية السئول ، الورقة ١٢٣. وتهذيب ابن حجر ٤ / ١٢٧. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ٢٥٩٩.(١) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٤ / ٦٦. وكنز العمال ٣٥٢٣٤.

(١) ٤٧٥٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٣٧.

(١) انظر الحديث في : المستدرك ١ / ٨٨. والتاريخ الكبير ٥ / ١٤. وعمل اليوم والليلة ، لابن السني ٤٨٥.

١٤٦

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سئل يحيى بن معين عن سلم بن قادم فقال : ليس به بأس.

أخبرنا البرقانيّ قال : قال محمّد بن العبّاس العصمي ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه ، أخبرنا أبو عليّ صالح بن محمّد الأسديّ قال : أبو الليث سلم بن قادم بغدادي ثقة.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : مات سلم بن قادم في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن عمر بن غالب الجعفي ، أخبرنا موسى بن هارون قال : مات سلم بن قادم ببغداد يوم الجمعة لست عشرة يوما مضت من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين ـ يعني ومائتين ـ وكان في لحيته أثر الخضاب.

٤٧٥٨ ـ سلم بن المغيرة ، أبو حنيفة الأزديّ :

حدّث عن أبي بكر بن عياش ، ومصعب بن ماهان ، وأبي داود النّخعيّ ، وعبد الله ابن ضرار النكري. روى عنه عبّاد بن الوليد الغبري ، والحسن بن عليّ بن مالك الأشناني ، ومحمّد بن خلف بن عبد السلام المروزيّ ، وعمر بن حفص السّدوسيّ.

أخبرنا عليّ بن يحيى بن جعفر الامام ـ بأصبهان ـ حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا عمر بن حفص السّدوسيّ ، حدّثنا سلم بن المغيرة الأزديّ قال : حدّثنا مصعب بن ماهان ، حدّثنا سفيان ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : توضأت أنا ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من إناء واحد ، قد أصابته الهرة قبل.

تفرد برواية هذا الحديث عن سفيان الثوري مصعب بن ماهان ، ولم أره إلّا من حديث سلم بن المغيرة عنه ، ورواه عبد الله بن وهب عن الثوري عن حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة ، ورواه مؤمل بن إسماعيل وعمرو بن محمّد بن أبي رزين عن الثوري عن ابن أبي الرجال عن أمه عمرة عن عائشة.

أخبرنا البرقانيّ قال : قال لنا أبو الحسن الدّارقطنيّ : سلم بن المغيرة يكنى أبا حنيفة ، وهو بغدادي ليس بالقوي.

١٤٧

٤٧٥٩ ـ سلم بن جنادة بن سلم بن خالد بن جابر بن سمرة ، أبو السائب السوائي الكوفيّ :

قدم بغداد وحدّث بها عن عبد الله بن إدريس ، ومحمّد بن فضيل ، ووكيع ، وأبي معاوية ، وحفص بن غياث ، وعبد الله بن نمير ، وأبي أسامة ، وأبي نعيم الفضل بن دكين. روى عنه محمّد بن عبد الله المطين ، وموسى بن هارون ، ومحمّد بن خلف وكيع ، ويحيى بن صاعد ، وأبو بكر بن أبي داود ، والقاضي المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد ، وغيرهم.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الصلت الأهوازيّ ، حدّثنا الحسين ابن إسماعيل المحامليّ ، حدّثنا سلم بن جنادة ، حدّثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تزوجوا النساء فإنهن يأتين بالمال» (١).

قال أبو السائب سلم بن جنادة في موضع آخر : عن هشام ، عن أبيه ، وليس فيه عن عائشة.

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا أبو السائب ، حدّثنا ابن إدريس ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن إبراهيم التّيميّ ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي عبد الله الجدلي ، عن خزيمة بن ثابت قال : سئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن [مسح الخف في] (٢) الوضوء فقال : «ثلاثة أيام للمسافر ، ويوما وليلة للحاضر» (٣) ولو استزاده الأعرابي لزاده.

لم يكن عند ابن مخلد عن أبي السائب سوى هذا الحديث ، وحديث آخر قد ذكرناه في أخبار حفص بن ثابت.

__________________

٤٧٥٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤٢٦ (١١ / ٢١٨). والمنتظم ١٢ / ٧٤. والجرح والتعديل ٤ / الترجمة ١١٦١. وثقات ابن حبان ١ / الورقة ١٦٧. والمعجم المشتمل ، الترجمة ٣٨٦. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٤١ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). والمغني ١ / الترجمة ٢٥١٩. وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٣٣٦٩. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٣٨. والكاشف ١ / الترجمة ٢٠٣٠. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ١١٤. ونهاية السئول ، الورقة ١٢٣. وتهذيب ابن حجر ٤ / ١٢٨. وخلاصة الخزرجي ١ / الترجمة ٢٦٠١.

(١) انظر الحديث في : المستدرك ٢ / ١٦٢. والمصنف لابن أبي شيبة ٤ / ١٢٧. وكشف الخفا ١ / ٣٦١ ، ٥٠٢.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٥٥٤. ومسند أحمد ٥ / ٢٣١ ، ٢١٥. والسنن الكبرى للبيهقي ١ / ٢٧٧.

١٤٨

أخبرني البرقانيّ والجوهريّ قالا : أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا عبد الله ابن جعفر بن خشيش قال : سمعت سلم بن جنادة يقول : دخلت على عبيد الله بن موسى لأسمع منه ، فإذا هو يقرأ على قوم مثالب عثمان بن عفان ، فخرجت ولم أسمع منه شيئا.

أخبرنا البرقانيّ ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم ، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ قال : سألت أبا زرعة عن حديث بريد عن أبي بردة عن أبي موسى : «المؤمن يأكل في معي واحد» (٤) فقال : حدّثنا به أبو كريب ، حدّثنا أبو أسامة ، فقلت له : حدّثنا به أبو السائب سلم بن جنادة السوائي عن أبي أسامة ، فقال : أبو السائب روى هذا؟ قلت : نعم حدّثنا به ، فقال : هذا حديث أبي كريب. وقال لي أبو زرعة : كان أبو هشام الرفاعي يرويه أيضا ، فسألت أبا هشام أن يخرج إليّ كتابه ففعل ، قال أبو زرعة : فرأيته في كتابه بين سطرين بخط غير الخط الذي في الكتاب ، ثم قال لي : ما ظننت أن أبا السائب يروي مثل هذا ـ أو نحو ما قال أبو زرعة ـ وأعاد على غير مرة ، هذا حديث أبي كريب.

أخبرني محمّد بن عليّ الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال : ناولني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ ـ وكتب لي بخطه ـ قال : سمعت أبي يقول : سلم بن جنادة بن سلم بن خالد بن جابر بن سمرة كوفي صالح.

سألت البرقانيّ عن أبي السائب فقال لي : هو ثقة حجة لا يشك فيه ، يصلح للصحيح.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : مات سلم بن جنادة في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين ، وكان يخضب.

قرأت على البرقانيّ عن أبي إسحاق المزكى قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : مات أبو السائب سلم بن جنادة السوائي ـ سوأة قيس ـ بالكوفة يوم الأحد لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين.

قال لي أبو السائب : ولدت سنة أربع وسبعين ومائة إن شاء الله.

كأنه يوم مات ابن ثمانين سنة ، وكان يخضب رأسه ولحيته بالحناء.

__________________

(٤) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٧ / ٩٢. وصحيح مسلم ، كتاب الأشربة ١٨٢ ، ١٨٤ ، ١٨٥. وفتح الباري ٩ / ٥٣٦ ، ٥٣٨.

١٤٩

٤٧٦٠ ـ سلم بن الفضل بن سهل بن الفضل ، أبو قتيبة الأدميّ :

نزل مصر وحدّث بها عن محمّد بن يونس الكديمي ، وأبي علي المعمري ، وموسى ابن هارون الحافظ ومحمّد بن حبّان البصريّ ، وجعفر الفريابي ، وإبراهيم بن هاشم البغويّ ، وهارون بن يوسف بن زياد. روى عنه جماعة آخرهم محمّد بن الفضل بن نظيف الفراء.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل بن نظيف الفراء ـ في كتابه إلينا من مصر ـ حدّثنا أبو قتيبة سلم بن الفضل بن سهل الأدميّ البغداديّ ـ إملاء في شعبان من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ـ حدّثنا محمّد بن يونس الكديمي ، حدّثنا قريش بن أنس ، حدّثنا سليمان التّيميّ ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» (١).

بلغني أن سلم بن الفضل مات في يوم السبت سلخ ذي الحجة من سنة خمسين وثلاثمائة بمصر.

٤٧٦١ ـ سلم بن بندار بن الحسين ، أبو سعيد النشوي الأرمني :

قدم بغداد وحدّث بها عن محمّد بن سفيان بن سعيد ، ومحمّد بن عليّ بن أبي الحديد المصريين ، وبكر بن أحمد التّنيسي ، ومحمّد بن عمر الدمشقي. روى عنه أبو الحسن بن رزقويه.

ذكر من اسمه سفيان

٤٧٦٢ ـ سفيان بن حسين بن الحسن ، مولى بني سليم ـ وقيل : مولى عبد الرّحمن بن سمرة القرشيّ ـ يكنى أبا محمّد ـ ويقال : أبا الحسن :

حدّث عن الحسن البصريّ ، ومحمّد بن سيرين ، وابن شهاب الزّهريّ ، وأبي بشر

__________________

(١) ٤٧٦٠ ـ الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٤٧٦٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٣٩٩ (١١ / ١٣٩). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٠٢. وتاريخ ابن معين ٢ / ٢١٠. ورواية ابن طهمان رقم ١٧٦ ، ٣٩٨ ، ٣٩٩. وعلل ابن المديني ٨٠ ، ٨٤. وطبقات خليفة ٣٢٦. وثقات العجلي ، الورقة ١٩. والمعرفة ليعقوب ١ / ٣٦٣ ، ٤١٩ ، ٢ / ٩٥ ، ٢٠١. ـ

١٥٠

جعفر بن إياس. روى عنه شعبة ، وهشيم ، ومحمّد بن يزيد ، وعباد بن العوام ، ويزيد ابن هارون ، وغيرهم. وكان من أهل واسط فقدم بغداد وضمه المنصور إلى المهديّ يعلمه ، وخرج معه إلى الري.

سمعت هبة الله بن الحسن بن منصور الطّبريّ يقول : أبو محمّد سفيان بن حسين الوسطي المعلم مولى عبد الله بن خازم مؤدب ولد عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ، ثم كان يؤدب ولد يزيد بن عمر بن هبيرة ثم ضمه أبو جعفر إلى المهديّ.

قلت : وكان عبد الله بن خازم سلميا.

أخبرنا أبو عليّ الحسن بن الحسين بن العبّاس ، أخبرنا جدي إسحاق بن محمّد بن إسحاق النعالي ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائني ، حدّثنا قعنب بن المحرر بن قعنب الباهلي قال : سفيان بن حسين مولى لعبد الرّحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس.

حدّثني الحسن بن محمّد الخلّال ـ لفظا ـ حدّثنا أبو بكر بن شاذان ، حدّثنا مرزوق ابن أحمد السّقطيّ ، حدّثنا بن أبي الدّنيا قال : حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، حدّثنا أبو بشر المقدمي عن أبيه قال : قال أبو جعفر المنصور لسفيان بن حسين : ـ وكان حسن الصوت بالقرآن ـ اقرأ ، قال : القرآن لا يتلذذ به ، قال : عالم أنت؟ فسكت ، فقال له الرّبيع : أجب أمير المؤمنين ، قال : سألني عن مسألة لا جواب لها ، إن قلت لست عالما وقد قرأت كتاب الله كنت كاذبا ، وإن قلت أنا عالم كنت بقولي جاهلا.

أخبرنا البرقانيّ قال : قرأت على أحمد بن محمّد بن حسنويه ، أخبركم الحسين بن إدريس قال : قال عثمان بن أبي شيبة : سفيان بن حسين مؤدب المهديّ ، وكان ثقة مضطربا في الحديث قليل.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق ،

__________________

ـ والجرح والتعديل ٤ / ت ٩٧٤. وثقات ابن حبان ١ / الورقة ١٦٥. والمجروحين ١ / ٣٥٨. والكامل لابن عدي ٢ / الورقة ٥٤. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ٦٧. وتاريخ الإسلام ٦ / ١٨٥. وسير النبلاء ٧ / ٣٠٢. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٣٢. والكاشف ١ / الترجمة ٢٠١٠. وميزان الاعتدال ٢ / الترجمة ٣٣١١. والمغني ١ / الترجمة ٢٤٨٠. وديوان الضعفاء ، الترجمة ١٦٧٧. ومن تكلم فيه وهو موثق ، الورقة ١٤. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ١٠٢. ونهاية السئول ، الورقة ١٢١. وتهذيب ابن حجر ٤ / ١٠٧. وخلاصة الخزرجي ١ / الترجمة ٢٥٧٧.

١٥١

حدّثنا عمر بن محمّد بن عيسى الجوهريّ ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله ذكر سفيان بن حسين قال : لم يكن أحد أروى عنه من عبّاد بن العوام ، وقد حدّثنا عنه هشيم بأشياء كان يقول إن لم أكن سمعته من الزّهريّ فحدّثني به صاحبه سفيان بن حسين. قال أبو عبد الله وقد سمع سفيان بن حسين من الحكم ومن الحسن ، وابن سيرين ، وكان صاحب تفسير.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه الغوزمي ، أخبرنا الحسين بن إدريس ، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد سئل : سفيان بن حسين أحب إليك ، أو صالح بن أبي الأخضر؟ قال : سفيان بن حسين.

وأخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن عليّ التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا أبو بكر المروذي قال : وسألت أبا عبد الله عن سفيان بن حسين فقال : ليس هو بذاك في حديثه عن الزّهريّ.

وقال أبو بكر في موضع آخر : سألته عن سفيان بن حسين كيف هو؟ قال : ليس بذاك. وضعفه.

أخبرنا أبو بكر بن محمّد بن محمّد الأشناني قال : سمعت حمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : وسألته ـ يعني يحيى ابن معين ـ عن سفيان بن حسين. فقال : هو ثقة ، وهو ضعيف الحديث عن الزّهريّ.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت العبّاس بن محمّد الدوري يقول : قلت ليحيى بن معين : فسفيان بن حسين؟ قال : ليس به بأس ، وليس هو من أكابر أصحاب الزّهريّ ، إنما المعتمد عليه منهم معمر ، وشعيب ، وعقيل ، ويونس ، ومالك ، وربما قال : وابن عيينة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا عليّ ابن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : سفيان بن حسين واسطي ثقة.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي قال : وسفيان بن حسين صدوق ثقة ، وفي حديثه ضعف.

١٥٢

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن جامع ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا يعقوب بن شيبة قال : سفيان بن حسين مشهور ، وقد حمل الناس عنه ، وفي حديثه ضعف ، ما روى عن الزّهريّ.

أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي ، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : سفيان ابن حسين لين الحديث.

أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : سفيان بن حسين السّلمي ـ مولى لهم ـ كان ثقة ، يخطئ في حديثه كثيرا ، وكان مؤدبا مع المهديّ أمير المؤمنين ، ومات بالري في خلافة المهديّ.

٤٧٦٣ ـ سفيان بن سعيد بن مسروق ، أبو عبد الله الثوري :

من أهل الكوفة ولد في خلافة سليمان بن عبد الملك ، وسمع أبا إسحاق السّبيعيّ ، وعمرو بن مرة ، ومنصور بن المعتمر ، وسلمة بن كهيل ، وحبيب بن أبي ثابت ، وعبد الملك بن عمير ، وأبا حصين ، والأعمش ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وحصين بن عبد الرّحمن ، وأيّوب السختياني ، ويونس بن عبيد ، وسليمان التّيميّ ، وعاصما الأحول ، وعمرو بن دينار وعبد الله بن دينار ، وأبا الزناد ، والعلاء بن عبد الرّحمن ، وصالحا مولى التوأمة ، وسهيل بن أبي صالح ، وخلقا غير هؤلاء. روى عنه محمّد بن عجلان ، ومعمر بن راشد ، والأوزاعي ، وابن جريج ، ومحمّد بن إسحاق ، ومالك ، وشعبة ، وابن عيينة ، وزهير بن معاوية ، وإبراهيم بن سعد ، وسليمان بن بلال ، وأبو الأحوص سلام بن سليم ، وحمّاد بن سلمة ، وعبثر بن القاسم ، وفضيل بن عياض ، وزائدة بن قدامة ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الرّحمن بن مهديّ ، ووكيع ، وابن المبارك ، وعبيد الله الأشجعي ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، وأبو نعيم ، وقبيصة بن عقبة ، وغيرهم.

__________________

٤٧٦٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤٠٧ (١١ / ١٥٤ ـ ١٦٩). والمنتظم ٨ / ٢٥٣. وطبقات ابن سعد ٦ / ٣٧١. وتاريخ ابن معين ٢ / ٢١١. والتاريخ الكبير ٤ / الترجمة ٢٠٧٧. والصغير ٢ / ١٥١ ، ١٥٤. وسؤالات الترمذي للبخاري (الورقة ٧٥). والكنى لمسلم ، الورقة ٦١. وثقات العجلي ، الورقة ١٩. وسؤالات الآجري لأبي داود ٥ / الورقة ٣٣ ، ٤٤. وتاريخ الطبري ٨ / ٥٨. والكنى للدولابي ٢ / ٥٦. والجرح والتعديل ٤ / الترجمة ٩٧٢. وثقات ابن حبان ـ

١٥٣

وكان إماما من أئمة المسلمين ، وعلما من أعلام الدين ، مجمعا على إمامته بحيث يستغني عن تزكيته ، مع الإتقان ، والحفظ ، والمعرفة ، والضبط ، والورع والزهد (١). وورد بغداد غير مرة ، فمنها حين أراد الخروج إلى خراسان ، ويقال : إن نسيبا له كان ببخارى مات ، فخرج لأخذ ميراثه.

أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد ابن سليمان الحافظ ـ ببخارى ـ حدّثنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن موسى بن جعفر البزّاز ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن الحارث ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص ، حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال : سمعت يونس بن أبي يعقوب العبدي يقول : أراد سفيان الثوري الشخوص إلى خراسان لحاجة عرضت له ، ولزيارة أقاربه ، فأخفى ذلك عن أصحابه ، فبلغني عن بعض بطانته ذلك فتجهزت للمضي معه وهو لا يشعر ، وتجهز بعض أصحابنا بمثل الذي تجهزت ، فلما خرج خرج خفيا ، فسبقناه إلى بغداد ، فلما ورد بغداد أخفى نفسه ، فخرجنا إلى حلوان معه وهو كاره ذلك ، فكنا معه إلى أن عبرنا النهر ، ووافينا بخاري فأقمنا معه ببخارى الكثير إلى أن قضيت حاجته ، فتشفع إليه أقرباؤه بأن يقيم بين أظهرهم أكثر ، فما أقام. فقال : قد كنت نويت ذلك إلّا أنه لا بد من الرجوع فرجع ورجعنا معه ، وأسرع السير حتى قدمنا الكوفة.

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، أخبرنا الحسين بن أحمد الهرويّ قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن ياسين ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن السّامي ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن هناد الخزاعيّ ، عن يعلى بن عبيد أنه قال : أول ما جلس سفيان الثوري بخراسان ببخارى ، قيل له : كيف ذاك؟ قال : كان له عم بها فمات ، فخرج سفيان في طلب الميراث وهو ابن ثمان عشرة سنة.

قلت : إن كان هذا القول ثابتا في مبلغ سن سفيان وقت خروجه ، فإن القصة التي ذكرها يونس بن أبي يعقوب كانت بعد ذلك ، ولعله خرج إلى بخاري غير مرة فالله أعلم.

__________________

ـ ١ / الورقة ١٦٥. ومشاهير علماء الأمصار ١٦٩. ووفيات ابن زبر ، الورقة ٥١. وعلل الدارقطني ١ / الورقة ٧٢ ، ١٢٩ ، ٥ / الورقة ٣١. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ٦٩. ورجال البخاري للباجي ، الورقة ١٦٧. وحلية الأولياء ٦ / ٣٥٦ ـ ٧ / ١٤٤. والسابق واللاحق ٢٢٠. والجمع ١ / ١٩٤. والأنساب للسمعاني ٣ / ١٤٦. وتهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٢٢. ووفيات الأعيان ٢ / ٣٨٦. وسير النبلاء ٧ / ٢٢٩ ـ ٢٧٩.

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١١ / ١٦٨ ، ١٦٩.

١٥٤

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا محمّد بن عمر بن سلم الحافظ ، حدّثني أبو عبد الله محمّد بن أبي سعيد يعقوب بن سواك قال : قلت لبشر بن الحارث : أليس قد دخلها ـ أعني سفيان الثوري ـ يريد بغداد؟ قال : نعم جاءوا به. قلت إلى أبي جعفر؟ قال : لا إلى الآخر الذي يقال له المهديّ.

أخبرنا الحسن بن أبي طالب ، حدّثني أحمد بن إبراهيم بن الحسين ، حدّثنا أبو طالب الخشّاب ـ بمصر ـ حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن فتح الورّاق قال : سمعت محمّد بن الحسن الجوهريّ يقول : سمعت عليّ بن سهل الرملي يقول : سمعت زيد ابن أبي الزرقاء يقول : رأيت سفيان الثوري ببغداد ، وقد نظر إلى شيخ جلاد يتصدق وقد ذهب بصره فحمل قطعة فأعطاه ثم قال له : ليست هذه صدقة عليك ، هذه شماتة بك.

أخبرنا أبو عليّ أحمد بن محمّد بن إبراهيم الصيدلاني ـ بأصبهان ـ أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ حدّثكم أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ، حدّثنا قعنب بن المحرر بن قعنب الباهلي ، حدّثنا الهيثم بن عدي في نسب ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر قال : ومنهم سفيان الثوري الفقيه بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبي عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة.

حدّثنا أحمد بن عليّ البادا ـ لفظا ـ أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن أبو بكر. وأخبرني الحسن بن أبي بكر ، حدّثني أبي ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الرّبيع قال : قال أبو عبد الله محمّد بن خلف التّميميّ : وهذا نسب سفيان الثوري ، ابن سعيد بن مسروق بن حمزة بن حبيب بن نافع بن موهبة بن أبي عبد الله بن نصر بن ثعلبة بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، حدّثنا أبو بكر ـ يعني ابن زنجويه ـ حدّثنا عبد الرّزّاق عن ابن عيينة قال : لم يدرك مثل ابن عبّاس في زمانه ، ولا مثل الشعبي في زمانه ، ولا مثل الثوري في زمانه.

١٥٥

وقال الحضرمي : حدّثنا أبو بكر ، حدّثنا الفريابي قال : حدثت ابن عيينة بأحاديث فقلت قال الثوري. فقال : لم تر بعينك مثل الثوري.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز ـ بهمذان ـ حدّثنا أبو القاسم جبريل بن محمّد بن إسماعيل الفقيه المعدّل ، حدّثنا أبو عليّ الحسن بن نصر ابن منصور الطوسي ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن منذر الباهلي قال : سمعت عبد الرّزّاق يقول : سمعت سفيان بن عيينة يقول : أصحاب الحديث ثلاثة ؛ عبد الله بن عبّاس في زمانه ، والشعبي في زمانه ، والثوري في زمانه.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الله بن سليمان ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن قهزاذ ، حدّثني يحيى بن نصر القرشيّ قال : سمعت ورقاء بن عمر يقول : إن الثوري لم ير مثل نفسه.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا أبو بكر ابن أبي داود ، حدّثنا عبد الله بن خبيق ، حدّثني أبي قال : كنت أنا والفزاري وابن المبارك وشيخ معنا. فقال الفزاري لابن المبارك : يا أبا عبد الرّحمن رأيت قط مثل سفيان الثوري؟ قال : لا ، قال ابن المبارك : فأنت يا أبا إسحاق رأيت مثله قط؟ قال : لا ، قال أبي : فقال الشيخ الذي كان معنا : ما رأى سفيان قط مثله ، فكيف نرى نحن مثله؟!

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن عليّ الدوري قال : حدّثني الحسين بن عليّ بن يزيد الصّدائيّ ، حدّثنا البراء بن رستم البصريّ قال : سمعت يونس بن عبيد يقول : ما رأيت أفضل من سفيان الثوري ، فقال له رجل : يا أبا عبد الله رأيت سعيد بن جبير ، وإبراهيم وعطاء ، ومجاهدا وتقول هذا؟! قال : هو ما أقول ما رأيت أفضل من سفيان الثوري (٢).

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا سعيد بن أسد ، حدّثنا ضمرة عن ابن شوذب قال : سمعت صهرا لأيّوب يقول : قال أيّوب : ما لقيت كوفيّا أفضله على سفيان (٣).

__________________

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١١ / ١٦٥.

(٣) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١١ / ١٦٥.

١٥٦

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الصلت الأهوازيّ ، أخبرنا محمّد ابن مخلد العطّار ، حدّثنا موسى ـ هو ابن هارون الطوسي ـ حدّثنا محمّد ـ يعني ابن نعيم بن الهيصم ـ قال : سمعت بشرا يقول : قال يونس بن عبيد : ما رأيت كوفيا أفضل من سفيان. قالوا : إنك رأيت سعيد بن جبير ، وفلانا وفلانا؟! قال : ما رأيت كوفيا أفضل من سفيان قال : وقال ابن المبارك : ما رأيت أحدا أفضل من سفيان. قال : وقال ابن عيينة : والله ما رأى سفيان الثوري مثله.

حدّثنا أبو طالب يحيى بن عليّ الدسكري ـ بحلوان ـ أخبرنا أبو بكر المقرئ ـ بأصبهان ـ حدّثنا عبد الله بن شدّاد العسقلاني ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عمرو قال : سمعت الفريابي يقول : سألت ابن عيينة عن مسألة فتكلم فيها ، فقلت : إن سفيانا يقول خلاف هذا ، فقال : لم تر عيناك مثل سفيان أبدا.

أخبرني عليّ بن أحمد الرّزّاز ، أخبرني عليّ بن محمّد بن سعيد الموصليّ ، حدّثنا حمدان أبو جعفر الوزّان ، حدّثنا محمّد بن جامع ، حدّثنا عرفجة بن كلثوم البصريّ قال : سمعت وكيع بن الجرّاح يقول : ما رأت عيناي مثل سفيان الثوري ، ولا رأى سفيان مثله.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا أسامة بن عليّ بن سعيد ، حدّثنا أبو سهل عبدة بن سليمان بن بكر ، حدّثنا عليّ بن معبد قال : سئل عيسى بن يونس : هل رأيت مثل سفيان الثوري؟ فقال عيسى بن يونس : ولا رأى سفيان مثله.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عمّار قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : ما رأيت أحدا خيرا من سفيان ، وخالد بن الحارث.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا أحمد بن يوسف ـ هو التغلبي ـ حدّثنا الأخنسي قال : سمعت يحيى بن يمان يقول : ما رأينا مثل سفيان ولا رأى سفيان مثله ، أقبلت الدّنيا عليه فصرف وجهه عنها.

أجاز لي أبو سعد الماليني. وحدّثنيه هبة الله بن الحسن الطّبريّ عنه قال : أخبرنا عبد الله بن عدي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مالك ، حدّثنا عمران بن فيروز الأيامي ،

١٥٧

حدّثنا حامد المروذي قال : سمعت ابن المبارك يقول : كتبت عن ألف ومائة شيخ ، ما كتبت عن أفضل من سفيان الثوري.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر القزوينيّ ، حدّثنا محمّد بن مسلم ، حدّثني أحمد بن جواس عن ابن المبارك أنه كان يتأسف على سفيان ويقول : لو لم أطرح نفسي بين يدي سفيان ، ما كنت أصنع بفلان وفلان؟

أخبرني الحسين بن عليّ الطّناجيريّ ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عبد الله ابن سليمان بن الأشعث ، حدّثنا المسيّب بن واضح قال : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : اطلب لسفيان قرنا ولن تجده.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا حسن بن الرّبيع قال : سمعت بن المبارك قبل أن يموت بيومين أو ثلاثة ـ وكان حسن هو الذي غسله ، وكفنه وقبره. قال : سمعته قال : ما أحد عندي من الفقهاء أفضل من سفيان بن سعيد ، ما أدري ما عبد الله بن عون.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أبان الهيتى ، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن دلان ، حدّثنا أبو همّام ، حدّثنا عليّ بن الحسن بن شقيق قال : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : لا أعلم على الأرض أعلم من سفيان الثوري؟

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا جعفر بن محمّد الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، حدّثنا عبد الله بن خبيق قال : حدّثنا خلف بن تميم قال : سمعت زائدة بن قدامة يقول : رأيت منصور بن المعتمر صام سنة وقام ليلها. وما رأيت مثل سفيان الثوري قط.

وقال الحضرمي : حدّثنا عبد الله بن خبيق الأنطاكيّ ، حدّثنا يوسف بن أسباط قال : قال لي سفيان الثوري ـ وقد صلينا العشاء الآخرة ـ ناولني المطهرة ، فناولته فأخذها بيمينه ووضع يساره على خده ، ونمت ، فاستيقظت وقد طلع الفجر ، فنظرت فإذا المطهرة بيمينه كما هي. فقلت : هذا الفجر قد طلع ، فقال : لم أزل منذ ناولتني المطهرة أتفكر في الآخرة حتى الساعة.

أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان الغزّال ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع ، حدّثنا بشر ابن موسى ، حدّثنا عمرو بن عليّ قال : سمعت عبد الرّحمن بن مهديّ يقول : ما

١٥٨

عاشرت في الناس رجلا أرق من سفيان الثوري ، وكنت أرمقه في الليلة بعد الليلة ينهض مذعورا ينادي ، النار النار ، شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري قال : حدّثنا قبيصة. قال : ما جلست مع سفيان مجلسا إلا ذكرت الموت ، وما رأيت أحدا كان أكثر ذكرا للموت منه.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثني أبو سعيد الأشج ، حدّثنا أبو خالد قال : أكل سفيان ليلة فشبع. فقال : إن الحمار إذا زيد في علفه زيد في عمله ، فقام حتى أصبح.

أخبرني عليّ بن أحمد الرّزّاز ، أخبرنا عليّ بن محمّد بن سعيد الموصليّ ، حدّثنا أبو ميمون صغدي بن الموفق السّرّاج ، حدّثنا أحمد بن حنبل ، حدّثنا عبد الرّزّاق قال : قدم علينا الثوري صنعاء ، فطبخت له قدر سكباج فأكل ، ثم أتيته بزبيب الطائف فأكل ، ثم قال : يا عبد الرّزّاق اعلف الحمار وكده ، ثم قام يصلي حتى الصباح.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عبد الله ابن محمّد البغويّ ، حدّثنا عبد الله بن عمر الكوفيّ قال : سمعت أبا أسامة قال : اشتكى سفيان بن سعيد ، فذهبت بمائه في قارورة فأريته الديراني ، فنظر إليه فقال : بول من هذا؟ ينبغي أن يكون هذا بول راهب ، هذا رجل قد فتت الحزن كبده ، ما لهذا دواء.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المقرئ الحذّاء ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الخالق أبو بكر المروذي قال : سمعت بعض المشيخة يقول : سمعت أبا داود يقول : قدمت المسجد الحرام فرأيت حلقة نحوا من خمسمائة ـ أقل أو أكثر ـ ورجل في وسطها نائم ، قلت : من هذا؟ قالوا : هذا أمير المؤمنين ، هذا سفيان الثوري ، فرأيت رأسه في حجر زائدة ، ورأيت رجله في حجر سفيان بن عيينة ، ورأيت رجله في حجر زهير ، قلت : ما له؟ قالوا : أصابته مليلة.

وقال أبو بكر المروذي : حدّثنا أبو بكر بن أبي عون قال : سمعت شعيب بن حرب يقول : إني لأحسب يجاء بسفيان الثوري يوم القيامة حجة من الله على هذا الخلق؟ يقال لهم لم تذكروا نبيكم فقد رأيتم سفيان ، ألا اقتديتم به؟

١٥٩

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، حدّثنا عبد الله بن خبيق ، حدّثنا هشيم بن جميل ، عن مفضل بن مهلهل قال : خرجت حاجّا مع سفيان فلما صرنا إلى مكة وافقنا الأوزاعي بها ، فاجتمعنا في دارنا والأوزاعي وسفيان الثوري ، قال : وكان على الموسم عبد الصّمد بن عليّ الهاشميّ ، فدق داق الباب قلنا من هذا؟ قال : الأمير ، فقام الثوري فدخل المخرج ، وقام الأوزاعي فتلقاه فقال له عبد الصّمد بن عليّ : من أنت أيها الشيخ؟ قال : أنا أبو عمرو الأوزاعي ، قال : حياك الله بالسّلام ، أما أن كتبك كانت تأتينا فكنا نقضي حوائجك ، ما فعل سفيان الثوري؟ قال : قلت : دخل المخرج ، فدخل الأوزاعي في أثره فقال : إن هذا الرجل ما قصد إلّا قصدك ، قال : فخرج سفيان مقطبا فقال : سلام عليكم كيف أنتم؟ فقال له عبد الصّمد بن عليّ : يا أبا عبد الله أتيتك أكتب هذه المناسك عنك ، قال له سفيان : ألا أدلك على ما هو أنفع لك ، قال : وما هو؟ قال : تدع ما أنت فيه ، قال : كيف أصنع بأمير المؤمنين أبي جعفر؟ قال : إن أردت الله كفاك الله أبا جعفر ، فقال له الأوزاعي : يا أبا عبد الله إن هؤلاء قريش وليس يرضون منا الا بالإعظام لهم. فقال له : يا أبا عمرو إنا ليس نقدر نضربهم ، فإنما نؤدبهم بمثل هذا الذي ترى. قال المفضل : فالتفت إلى الأوزاعي فقال لي : قم بنا من هاهنا فإني لا آمن أن يبعث هذا من يضع في رقابنا حبالا ، وأرى هذا ما يبالي.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد المزكى ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت محمّد بن سهل بن عسكر قال : سمعت عبد الرّزّاق يقول : بعث أبو جعفر الخشّابين حين خرج إلى مكة ، فقال : إن رأيتم سفيان الثوري فاصلبوه قال : فجاءه النجّارون ونصبوا الخشب ، ونودي سفيان وإذا رأسه في حجر الفضيل بن عياض ، ورجلاه في حجر ابن عيينة. قال : فقالوا له : يا أبا عبد الله اتق الله ولا تشمت بنا الأعداء ، قال : فتقدم إلى الأستار ثم أخذها ، ثم قال : برئت منه إن دخلها أبو جعفر ، قال : فمات قبل أن يدخل مكة فأخبر بذلك سفيان ، قال : فلم يقل شيئا.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ ، حدّثني أبي قال : دخل سفيان على المهديّ فقال : السّلام عليكم كيف

١٦٠