تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٠

١
٢

باب السين

٣

بسم الله الرّحمن الرّحيم

ذكر من اسمه سليمان

٤٦١١ ـ سليمان بن مهران ، أبو محمّد الأعمش ، مولى بني كاهل :

ولد على ما ذكر جرير بن عبد الحميد بدنباوند ، وهي ناحية من رستاق الري في الجبال ، ويقال كان من أهل طبرستان وسكن الكوفة ، ورأى أنس بن مالك ولم يسمع منه شيئا مرفوعا. وروى عن عبد الله بن أبي أوفى مرسلا ، وسمع المعرور بن سويد ، وأبا وائل شقيق بن سلمة ، وزيد بن وهب ، وعمارة بن عمير ، وإبراهيم التّيميّ ، وأبا صالح ذكوان ، وسعيد بن جبير ، ومجاهدا ، وإبراهيم النّخعيّ. روى عنه أبو إسحاق السّبيعيّ ، وسليمان التّيميّ ، والحكم بن عتبة ، وزبيد اليامي ، وسهيل بن أبي صالح ، وسفيان الثوري ، وشعبة ، وزائدة ، وشيبان بن عبد الرّحمن ، وعبد الواحد ابن زياد ، وسفيان بن عيينة ، وعليّ بن مسهر ، وأبو معاوية ، وحفص بن غياث ،

__________________

٤٦١١ ـ انظر : طبقات ابن سعد ٦ / ٣٤٢. وتاريخ ابن معين ٢ / ٢٣٤. وتاريخ الدارمي رقم ٩٥٢. وتاريخ خليفة ٢٣٢ ، ٤٢٤. وطبقاته ١٦٤. والتاريخ الكبير ٤ / ت ١٨٨٦. والصغير ٢ / ٩١. وأحوال الرجال ١٠٩. وثقات العجلي ، الورقة ٢١. وسؤالات الآجري ، لأبي داود ٣ / رقم ١٠٣ ، ١١١ ، ٢٠٣ ، ٥ / ورقة ٣٧. والكنى للدولابي ٢ / ٩٦. والجرح والتعديل ٤ / ترجمة ٦٣٠. والمراسيل ٨٢ ، ٨٤. وعلل الحديث ١٢ ، ٣٨ ، ٢١١٩. وثقات ابن حبان ١ / ورقة ١٧٦. ووفيات ابن زبر ، الورقة ٤٦. وعلل الدارقطني ٢ / ورقة ٦٥ ، ٣ / ورقة ١٤٠. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ٦٤. وحلية الأولياء ٥ / ٤٦. وموضح أوهام الجمع ٢ / ١٢٢. والسابق واللاحق للخطيب ٢١٠. والجمع لابن القيسراني ١ / ١٧٩. والأنساب للسمعاني ١ / ٣١٤ ، ١٠ / ٣٣٦. والتبيين ٤٦٥. والكامل في التاريخ ٥ / ٥٨٩. ووفيات الأعيان ٢ / ٤٠٠. وسير النبلاء ٦ / ٢٢٦. وتذكرة الحفاظ ١ / ١٥٤. وتاريخ الإسلام ٦ / ٧٥. وميزان الاعتدال ٢ / ت ٣٥١٧. والكاشف ١ / ت ٢١٥٣. والمغني ١ / ت ٢٦٢٨. ومعرفة التابعين ، الورقة ١٦. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٥٦. وإكمال مغلطاي ٢ / ورقة ١٣٣. ومراسيل العلائي ٢٥٨. وشرح علل الترمذي ٤٤٦. وغاية النهاية ١ / ٣١٥. ونهاية السئول ، الورقة ١٣٠. وتهذيب ابن حجر ٤ / ٢٢٢. والألقاب ، الورقة ١٨. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ٢٧٤٨. وشذرات الذهب ١ / ٢٢٠. وتهذيب الكمال ٢٧٥٠ (١٢ / ٧٦ ـ ٩١). والمنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ١١٢.

٤

ووكيع ، وجرير بن عبد الحميد ، وعبد الله بن إدريس ، وعيسى بن يونس ، وعبد الرّحمن المحاربي ، وعبدة بن سليمان ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعمر ويعلى ومحمّد ، بنو عبيد الطنافسي ، وأبو أسامة ، وعبد الله بن نمير ، وغيرهم.

وكان من أقرإ الناس للقرآن ، وأعرفهم بالفرائض ، وأحفظهم للحديث. وذكر قدومه بغداد فيما :

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري. قال : قيل لأبي داود سليمان بن الأشعث : عبد الله ابن عبد الله الرّازيّ قال : هذا ابن سرية عليّ بن أبي طالب ، روى عنه الأعمش لقيه ببغداد.

حدّثت عن محمّد بن العبّاس الخزّاز قال : حدّثنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن عبيد الله المنادي قال : قد رأى سليمان الأعمش أنس بن مالك ، إلا أنه لم يسمع منه ، ولكنه قد رأى أبا بكرة الثقفي وأخذ له بركابه فقال له : يا بني إنما أكرمت ربك عزوجل.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ومحمّد بن الحسين بن الفضل قالا : أخبرنا دعلج ابن أحمد قال : حدّثنا ـ وفي رواية ابن الفضل قال : أخبرنا ـ أحمد بن عليّ الأبار ، حدّثنا أحمد بن عبد الصّمد الأنصاريّ ، حدّثنا وكيع عن الأعمش. قال : رأيت أنس ابن مالك وما منعني أن أسمع منه إلا استغنائي بأصحابي.

وقال الأبّار : حدّثنا جعفر بن عمران التغلبي ، حدّثنا أبو يحيى الحماني عن الأعمش. قال : سمعت أنسا يقول : (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) فقيل له يا أبا حمزة : (وَأَقْوَمُ قِيلاً) [المزمل ٦] فقال : أقوم وأصوب واحد.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم.

وأخبرنا القاضي أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن إبراهيم الهاشميّ ، حدّثنا محمّد ابن عمرو بن البختري الرّزّاز قالا : حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي ، حدّثنا ابن فضيل عن الأعمش قال : رأيت أنسا بال فغسل ذكره غسلا شديدا ، ثم توضأ ومسح على خفيه ، ثم صلى بنا. زاد الرّزّاز ، وحدّثنا في بيته.

٥

أخبرنا محمّد بن يعقوب المعدّل ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد النّحويّ ، حدّثنا عبّاس الدوري قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كل ما روى الأعمش عن أنس ، فهو مرسل (١) ، وقد رأى الأعمش أنسا.

أخبرني عليّ بن محمّد المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني. قال : سمعت أبي يقول : الأعمش لم يحمل عن أنس ، إنما رآه يخضب ، ورآه يصلي ، وإنما سمعها عن يزيد الرقاشي وأبان عن أنس (٢).

حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي قال : قال العبّاس بن محمّد الدوري : كان الأعمش رجلا من أهل طبرستان ، من قرية يقال لها دباوند ، جاء به أبوه حميلا إلى الكوفة فاشتراه رجل من بني كاهل من بني أسد فأعتقه ، وهو مولى لبني أسد ، وكان نازلا في بني أسد.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : قال أبو عبد الله : بلغني أن الأعمش ولد مقتل الحسين.

أخبرنا البرقانيّ قال : قرأت على أبي عبد الرّحمن عبد الله بن عمر بن علك المروزيّ ـ بها ـ سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عليّ بن محمّد الذهلي يقول : ولد عمر بن عبد العزيز ، وهشام بن عروة ، والزّهريّ وقتادة ، والأعمش ليالي قتل الحسين ابن عليّ ، وقتل سنة إحدى وستين.

أخبرنا عليّ بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : سمعت المخرّميّ محمّد بن عبد الله بن المبارك يقول : الأعمش أكبر من الزّهريّ ، وينكر هذا عاقل؟ قال : وسمعت يحيى بن معين يقوله.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل قال : سمعت أبا عبد الله قال : قال يحيى قال الأعمش : إنما كان بيننا وبين أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ستر.

قال أبو عبد الله : صدق هكذا كان قد رأى أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١٢ / ٨٣.

(٢) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ١٢ / ٨٣.

٦

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر قال : حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا عليّ ابن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : سليمان بن مهران الأعمش يكنى أبا محمّد ثقة كوفي ، وكان محدث أهل الكوفة في زمانه ، يقال إنه ظهر له أربعة آلاف حديث ولم يكن له كتاب ، وكان يقرئ القرآن رأسا فيه ، قرأ على يحيى بن وثاب ، وكان فصيحا ، وكان أبوه من سبى الديلم ، وكان مولى لبني كاهل ـ فخذ من بني أسد ـ وكان عسرا سيئ الخلق.

وقال في موضع آخر : كان لا يلحن حرفا ، وكان عالما بالفرائض ، ولم يكن في زمانه من طبقته أكثر حديثا منه ، وكان فيه تشيع ، ولم يختم على الأعمش إلا ثلاثة نفر : طلحة بن مصرف اليامى وكان أفضل من الأعمش وأرفع سنا منه ، وأبان بن تغلب النّحويّ ، وأبو عبيدة بن معن بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن مسعود. وروى عن أنس بن مالك حديثا واحدا أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا دخل الخلاء.

وذكروا أن أبا الأعمش مهران شهد مقتل الحسين ، وأن الأعمش ولد يوم قتل الحسين ، وذلك يوم عاشوراء سنة إحدى وستين. وراح الأعمش إلى الجمعة وعليه فرو ، وقد قلب فروة جلدها على جلده ، وصوفها إلى خارج ، وعلى كتفه منديل الخوان مكان الرداء.

أخبرنا البرقانيّ قال : قرئ على عثمان المجاشي ـ وأنا أسمع ـ حدّثكم يوسف بن يعقوب بن بهلول ، حدّثنا ابن زنجويه ، حدّثنا عبد الرّزّاق ، أخبرنا ابن عيينة. قال : رأيت الأعمش لبس فروا مقلوبا ، وقباء يسبل خيوطه على رجليه ، ثم قال : أرأيتم لو لا أني تعلمت العلم من كان يأتيني؟ لو كنت بقالا كان يقذرني الناس أن يشتروا مني.

وأخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن حميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس ، حدّثنا ابن عمّار ، حدّثني يحيى بن يمان. قال : قال الأعمش : إني لأرى الشيخ يخضب لا يروي شيئا من الحديث فأشتهي أن ألطمه.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا أبي ، حدّثنا غسان بن الرّبيع قال : حدّثنا أبو إسرائيل عن طلحة بن مصرف قال : كنا نختلف إلى يحيى بن وثاب نقرأ

٧

عليه ، والأعمش ساكت ما يقرأ ، فلما مات يحيى بن وثاب فتشنا أصحابنا ، فإذا الأعمش أقرؤنا.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا يوسف بن عمر القوّاس ، حدّثنا أحمد بن عليّ بن العلاء قال : قال أبو هاشم ـ يعني زياد بن أيّوب ـ سمعت هشيما يقول : ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش ، ولا أجود حديثا ، ولا أفهم ولا أسرع إجابة لما يسأل عنه.

أخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال : قرأنا على أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي حدّثكم محمّد بن أحمد بن شبيب ، حدّثنا زياد بن أيّوب قال : سمعت هشيما يقول : ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش ، ولا أجود حديثا ، ولا أفهم إجابة لما يسأل عنه من ابن شبرمة.

أخبرني ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا دلويه زياد ابن أيّوب قال : قال هشيم : ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش.

أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن حمدان القاضي ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن مهديّ العطّار ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن سمرة ، حدّثني ابن أبي حمّاد ، حدّثني زهير قال : سمعت أبا إسحاق يقول : ما بالكوفة منذ كذا وكذا سنة أقرأ من رجلين في بني أسد عاصم والأعمش ، أحدهما لقراءة عبد الله ، والآخر لقراءة زيد.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا عمر بن محمّد بن عليّ ، حدّثنا قاسم بن زكريّا المطرز.

وأخبرنا البرقانيّ قال : قرأنا على أبي بكر الإسماعيلي ، أخبركم القاسم بن زكريّا ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، حدّثنا حجاج عن شعبة قال : سليمان الأعمش أحب إلى من عاصم ، وفي حديث الجوهريّ أحب إلينا حديثا من عاصم.

أخبرنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثني جعفر بن كزال قال : سمعت عليّ بن الجعد يحكي عن الكسائي قال : أتى الأعمش رجل فقال : أقرأ عليك؟ قال : اقرأ ، وكان الأعمش يقرأ عليه عشرون آية ، فقرأ عليه عشرين وجاوز ، فقال : لعله يريد الثلاثين فجاوز الثلاثين حتى بلغ المائة ثم سكت ، فقال له الأعمش : اقرأ فو الله إنه مجلس لا عدت إليه أبدا.

٨

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد ابن زكريّا ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله ، حدّثني أبي قال : أمر عيسى ابن موسى للقراء بصلة ، قال : فأتوا وقد لبسوا ، قال : وجاء الأعمش وعليه ثياب قصار إلى أنصاف ساقيه. ورجل يقوده ، فلما دخل الدار قال : هاهنا ابن أبي ليلى ، هاهنا ابن شبرمة ، أريحونا من هذه الحيطان الطوال. قال عيسى : ما دخل علينا اليوم قارئ غير هذا ، عجلوا له.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا محمّد ابن داود الحداني ، حدّثنا عيسى بن يونس قال : لم نر نحن ولا القرن الذي كانوا قبلنا مثل الأعمش.

وقال حنبل : حدّثنا محمّد بن داود ، حدّثنا عيسى بن يونس قال : ما رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحد أحقر منهم عند الأعمش ، مع فقره وحاجته.

أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن شاذان ، أخبرنا أحمد بن عليّ بن محمّد بن الجهم الكاتب ، أخبرنا محمّد بن جرير ، حدّثنا أبو هشام قال : سمعت عمي يقول : قال عيسى بن موسى لابن أبي ليلى : اجمع الفقهاء ، قال : فجمعهم فجاء الأعمش في جبة فرو ، وقد ربط وسطه بشريط ، فأبطئوا ، فقام الأعمش فقال : إن أردتم أن تعطونا شيئا وإلا فخلوا سبيلنا. فقال : يا ابن أبي ليلى قلت لك تأتي بالفقهاء تجيء بهذا؟! قال : هذا سيدنا هذا الأعمش.

أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، أخبرنا محمّد بن المظفر.

وأخبرنا الطّناجيريّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ـ قال عمر : حدّثنا ، وقال الآخر : أخبرنا ـ محمّد بن هارون بن حميد ، حدّثنا يوسف بن موسى قال : سمعت عبد الله بن داود الخريبي يقول : مات الأعمش يوم مات وما خلف أحدا من الناس أعبد منه ، قال : وكان صاحب سنّة.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغويّ ، حدّثني أحمد بن زهير قال : سمعت إبراهيم ابن عرعرة قال : سمعت يحيى القطّان إذا ذكر الأعمش قال : كان من النساك ، وكان محافظا على الصلاة في جماعة ، وعلى الصف الأول : قال يحيى : وهو علّامة الإسلام.

٩

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، أخبرنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرّزّاز ، حدّثنا هيثم بن خلف الدوري ، حدّثنا محمود بن غيلان ، حدّثنا وكيع قال : كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى ، واختلفت إليه قريبا من ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : حدّثني محمّد بن عبد الرّحيم قال : سمعت عليّا. قال : قال يحيى : كان الأعمش يشبه النساك ، قال : كان له فضل ، وصاحب قرآن.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عيسى البصريّ ـ في كتابه ، حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : قال أبو داود : سمعت يحيى بن معين قال : كان الأعمش جليلا جدّا.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ ، حدّثنا أبو سعيد ، حدّثنا ابن نمير عن الأعمش قال : كنت آتي مجاهدا فيقول لو كنت أطيق المشي لجئتك.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل قال : قال أبو عبد الله : أبو إسحاق ، والأعمش رجلا أهل الكوفة.

أخبرني ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا يوسف بن موسى ، حدّثنا أسيد بن زيد قال : سمعت زهير بن معاوية يقول : ما أدركت أحدا أعقل من الأعمش والمغيرة.

أخبرنا عليّ بن أبي علي البصريّ ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن أحمد بن البهلول وعبيد الله بن محمّد بن إسحاق قالا : حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ ، حدّثنا محمّد ابن يزيد ، حدّثنا أبو بكر بن عياش ، حدّثنا مغيرة. قال : لما مات إبراهيم ، اختلفنا إلى الأعمش في الفرائض.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الكبير ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا قال : حدّثنا عبّاس بن محمّد ، حدّثنا سهل بن حليمة أبو السري قال : سمعت ابن عيينة يقول : سبق الأعمش أصحابه بأربع خصال ، كان أقرأهم للقرآن وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض ، ونسيت أنا واحدة.

١٠

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن النضر قال : سمعت عليّ بن المديني يقول : حفظ العلم على أمة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ستة ، فلأهل مكة عمرو بن دينار ، ولأهل المدينة محمّد بن مسلم ـ وهو ابن شهاب الزّهريّ ـ ولأهل الكوفة أبو إسحاق السّبيعيّ ، وسليمان بن مهران الأعمش ، ولأهل البصرة يحيى بن أبي كثير ناقلة ، وقتادة.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عمر المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا معاذ بن المثنّى ، حدّثنا مسدد ، حدّثنا يحيى.

وأخبرنا البرقانيّ ـ واللفظ له ـ أخبرنا ابن حميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس ، حدّثنا بن عمّار ، حدّثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن عاصم الأحول قال : مرّ الأعمش بالقاسم بن عبد الرّحمن فقال : هذا الشيخ ـ يعني الأعمش ـ أعلم الناس بقول عبد الله بن مسعود.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : حدّثني ابن أبي عمر.

وأخبرنا ابن الفضل ، حدّثنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله القطّان ، حدّثنا جعفر بن كزال ، حدّثنا إسحاق الطالقاني قالا : حدّثنا سفيان عن عاصم قال : قال القاسم بن عبد الرّحمن : لم يبق بالكوفة أحد أعلم بحديث عبد الله من سليمان الأعمش. واللفظ لحديث أبي سهل ، غير أنه لم يذكر في إسناده عاصما.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل ، حدّثنا أبو عبد الله الشامي مهنى حدّثنا بقية. قال : قال لي شعبة : ما شفاني أحد من الحديث ما شفاني الأعمش.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي ، حدّثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزيّ قال : سمعت عمّار بن الحسن يقول : كان جرير إذا أراد أن يأخذ في قراءة كتاب الأعمش قال : إني أريد أن آخذ لكم في الديباج الخسرواني.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا ابن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كان جرير إذا حدّث عن الأعمش قال : هذا الديباج الخسرواني.

١١

أخبرنا الحسن بن الحسن بن عليّ بن المنذر القاضي ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا محمّد بن إسحاق ـ أبو بكر ـ حدّثنا عليّ بن معبد ، حدّثنا عبيد الله ابن عمرو عن إسحاق بن راشد قال : قال لي الزّهريّ : وبالعراق أحد يحدّث؟ قلت : نعم ، قلت له : هل لك أن آتيك بحديث بعضهم؟ فقال لي : نعم ، فجئته بحديث سليمان الأعمش ، فجعل ينظر فيها ، ويقول : ما ظننت أن بالعراق من يحدث مثل هذا! قال : قلت : وأزيدك! هو من مواليهم.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقاق ، حدّثنا أحمد بن يوسف ، حدّثنا الأخنسي ، حدّثنا عبد الله بن داود قال : سمعت شعبة إذا سمع ذكر الأعمش قال : المصحف ، المصحف.

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا سهل بن أبي سهل الواسطيّ. قال : قال أبو حفص عمر بن عليّ : كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أبو الفضل بن حميرويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال: سمعت ابن عمّار يقول : ليس في المحدثين أحد أثبت من الأعمش ، ومنصور بن المعتمر هو ثبت أيضا ، وهو أفضل من الأعمش ، إلا أن الأعمش أعرف بالمسند وأكثر مسندا منه.

أخبرني الحسن بن عليّ الجوهريّ ، أخبرنا عليّ بن محمّد بن أحمد الورّاق ، حدّثنا محمّد بن سويد الزّيّات ، حدّثني أبو يحيى الناقد ، حدّثني محمّد بن خلف التّيميّ قال : سمعت أبا بكر بن عياش يقول : كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين ، وكنا نجيء إليه إذا فرغنا من الدوران ، فيقول عند من كنتم؟ فنقول عند فلان ، فيقول طبل مخرق ، ويقول : عند من؟ فنقول عند فلان فيقول : طير طيار ، ويقول : عند من؟ فنقول عند فلان ، فيقول دف. وكان يخرج إلينا شيئا فنأكله ، قال : فقلنا يوما لا يخرج إليكم الأعمش شيئا إلا أكلتموه ، قال : فأخرج إلينا فأكلناه ، وأخرج فأكلناه ، فدخل فأخرج فتيتا فشربناه ، فدخل فأخرج إجانة صغيرة وقتا فقال : فعل الله بكم وفعل ، أكلتم قوتي وقوت امرأتي وشربتم فتيتها ، كلوا هذا علف الشاة. قال : فمكثنا ثلاثين يوما لا نكتب فزعا منه ، حتى كلمنا إنسانا عطارا كان يجلس إليه ، حتى كلمه لنا.

١٢

أخبرنا محمّد بن عمر النرسي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا هيثم بن مجاهد ، حدّثنا محمّد بن يحيى الأزديّ قال : سمعت عبد الله بن داود يقول : مات الأعمش سنة سبع وأربعين [ومائة] (٣) وولد الأعمش سنة ستين مقتل الحسين.

قال أبو عبد الله ـ يعني محمّد بن يحيى ـ قلت : كأنه مات وله سبع وثمانون. قال : كذا قال أبو عوانة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، حدّثنا نصر بن عليّ ، حدّثنا عبد الله بن داود قال : قال أبو عوانة : مات الأعمش سنة سبع وأربعين ومائة.

وقال الحضرمي : حدّثنا ابن نمير قال : مات الأعمش سنة ثمان وأربعين ومائة.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل ، حدّثني أبو عبد الله ، حدّثنا وكيع قال : مات الأعمش سنة ثمان وأربعين.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب ، حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا الأعمش ـ وهو سليمان بن مهران ـ مولى بني كاهل بن أسد.

قال أبو نعيم : ومات في سنة ثمان وأربعين ومائة.

وأخبرني ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار ، حدّثنا أبو عمّار ـ يعني الحسين بن حريث ـ قال : سمعت أبا نعيم يقول : مات الأعمش وهو ابن ثمان وثمانين سنة وولد سنة ستين ، ومات سنة ثمان وأربعين ومائة في شهر ربيع الأول ، ومات الأعمش بعد منصور بست عشرة سنة.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : وسليمان بن مهران الأعمش مات سنة تسع وأربعين ومائة ، وكان ثقة ثبتا في الحديث.

وقال في موضع آخر : مات الأعمش سنة ثمان وأربعين.

قلت : والصحيح أنه مات في سنة ثمان وأربعين ومائة ، والله أعلم.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عبد الله بن

__________________

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٣

محمّد البغويّ ، حدّثني أبو سعيد ، حدّثنا أبو خالد الأحمر قال : أتيت منزل الأعمش بعد موته ، فقلت : أين أنت يا عميرة؟ ـ امرأة الأعمش ـ أين أنت يا هو ذا؟ ـ ابنة الأعمش ـ أين غطاريف العرب الذين كانوا يأتون هذا المجلس؟.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسين السليطي ـ بنيسابور ـ قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني قال : سمعت أبا سعيد الأشج يقول : سمعت عبد الله بن إدريس يقول : أتيت باب الأعمش بعد موته فدققت الباب ، فقيل : من هذا؟ فقلت ابن إدريس ، فأجابتني امرأة يقال لها برزة ، هاي هاي يا عبد الله بن إدريس ، ما فعلت جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب؟!

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثنا هشام الرّازيّ قال : سمعت جريرا يقول : رأيت الأعمش بعد موته في منامي فقلت : أبا محمّد كيف حالكم؟ قال : نجونا بالمغفرة والحمد لله رب العالمين.

٤٦١٢ ـ سليمان بن أرقم ، أبو معاذ البصريّ مولى قريظة أو النّضير :

قدم بغداد وحدّث بها عن الحسن البصريّ وابن شهاب الزّهريّ ، ويحيى بن أبي كثير. روى عنه عليّ بن حمزة الكسائي ، ومنصور بن أبي مزاحم ، ومحمّد بن بكار ابن الرّيّان ، وغيرهم.

__________________

٤٦١٢ ـ انظر : تاريخ ابن معين ٢ / ٢٢٨. وتاريخ الدارمي رقم ٤٠١. وعلل أحمد ١ / ٢٣٦ ، ٣٩٨. والتاريخ الكبير ٤ / الترجمة ١٧٥٦. والصغير ٢ / ١٩٧. والضعفاء الصغير ، الترجمة ١٤٢. وأحوال الرجال للجوزجاني ، ترجمة ١٦٤. والكنى لمسلم ، الورقة ١٠٢. وسؤالات الآجري ، لأبي داود ٥ / ورقة ١٧. والمعرفة ليعقوب ١ / ٥٧٨ ، ٢ / ١٥٢ ، ٣ / ٤ ، ٣٥ ، ٥٧. وتاريخ واسط ٨٨ ، ١٣١. وضعفاء النسائي ، الترجمة ٢٤٦. والكنى للدولابي ٢ / ١٢٣. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٧٩. والجرح والتعديل ٤ / ت ٤٥٠. والمجروحين لابن حبان ١ / ٣٢٨. والكامل لابن عدي ٢ / ورقة ١٦. وضعفاء الدارقطني ، الترجمة ٢٤٨. وسنن الدارقطني ١ / ١١٠ ، ١٥٣ ، ١٥٤ ، ١٨١ ، ٢ / ١١٣ ، ١٥٠ ، ٣ / ٧٨ ، ٨٨. والعلل للدارقطني ٣ / الورقة ٦٦ ، ٤ / ٣٤ ، ٥ / ورقة ٨٥ ، ١١٠. وموضح الأوهام الجمع ١ / ١٢٥. والسابق واللاحق ٢١٤. وتاريخ دمشق ٦ / ٢٤٥. وضعفاء ابن الجوزي ق ٦٧. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٤٤. والكاشف ١ / ت ٢٠٨٩. وميزان الاعتدال ٢ / ت ٣٤٢٧. والمغني ١ / ت ٢٥٦٠. وديوان الضعفاء ، الترجمة ١٧٢٨. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ١٢٣. وغاية النهاية ١ / ٣١٢. ونهاية السئول ، الورقة ١٢٦. وتهذيب ابن حجر ٤ / ١٦٨. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ٢٦٦٨. وتهذيب الكمال ٢٤٩١ (١١ / ٣٥١).

١٤

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا محمّد بن عمر بن سالم الحافظ ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبيد الشهرزوري ، حدّثنا محمّد بن بكار قال : سمعنا من قيس بن الرّبيع وسليمان بن أرقم ببغداد.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد ابن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألت يحيى بن معين قلت : سليمان بن أرقم؟ قال : ليس بشيء.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال : قال جدي قال يحيى بن معين : سليمان بن أرقم ، وسليمان بن قرم ، جميعا ضعيفان.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريّا : سليمان بن أرقم ليس بذاك.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا العبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سليمان ابن أرقم أبو معاذ ، ليس يسوى فلسا.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : سليمان بن أرقم لا يسوى حديثه شيئا ، ولا يروى عنه الحديث.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا محمّد بن الحسن ، حدّثنا الحسين بن إدريس ، حدّثنا محمّد بن عمّار قال : سليمان بن أرقم ضعيف.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود عن سليمان بن أرقم فقال :متروك الحديث. قلت لأحمد : روى سليمان بن أرقم عن الزّهريّ عن أنس في التلبية؟ فقال : لا نبالي روى أم لم يرو.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أبي سهل الواسطيّ قال : قال أبو حفص عمرو بن عليّ : وسليمان بن أرقم ، ليس بثقة ، وروى أحاديث منكرة ، وكان يكنى بأبي معاذ.

١٥

قال محمّد بن عبد الله الأنصاريّ : كانوا ينهوننا عنه ونحن شباب ، وذكر منه أمرا عظيما.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : باب من يرغب عن الرواية عنهم ، فذكر جماعة منهم سليمان بن أرقم.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : سليمان بن أرقم أبو معاذ متروك الحديث.

أخبرني الحسين بن عليّ الصّيمريّ ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ ، أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : سليمان ابن أرقم متروك الحديث.

٤٦١٣ ـ سليمان بن عمرو بن عبد الله ، أبو داود النّخعيّ الكوفيّ :

سكن بغداد وحدّث بها عن أبي حازم سلمة بن دينار ، وعبد الملك بن عمير. ومختار بن فلفل ، ومعبد بن خالد الجدلي ، ومهاجر أبي الحسن ، وخصيف بن عبد الرّحمن الجزريّ وسالم الأفطس ، ويزيد بن أبي حبيب. روى عنه عمّار بن أبي مالك الحبني ، وبشر بن محمّد بن أبان السّكّري ، ويحيى بن أيّوب العابد ، وأبو الرّبيع الزهراني ، وسلم بن المغيرة الأزديّ. وكان أبو داود ابن عم شريك بن عبد الله القاضي.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أحمد الجواليقيّ ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا محمّد بن حفص بن عمر بن عبد العزيز ، حدّثنا يحيى بن أيّوب ، حدّثنا أبو داود النّخعيّ عن أبي حازم عن ابن عبّاس قال : عمل الأبرار من الرجال الخياطة ، وعمل الأبرار من النساء المغزل.

كذا رواه يحيى بن أيّوب عن أبي داود ، خالفه سلم بن المغيرة فرواه عن أبي داود عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعا.

أخبرناه الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا عليّ بن عمر الحافظ ، حدّثنا إسماعيل بن العبّاس بن مهران ، حدّثنا عبّاد بن الوليد ، حدّثنا سلم بن المغيرة ، حدّثنا أبو داود

__________________

٤٦١٣ ـ انظر : كلام ابن معين في الرجال ، رواية ابن طهمان ٢١٨. وضعفاء البخاري ٥٣. وضعفاء النسائي ٤٩. وتاريخ ابن معين ٢ / ٢٣٢. والجرح والتعديل ٤ / ١٣٢. والتاريخ الكبير ٤ / ٢٨. وميزان الاعتدال ٢ / ٢١٦. ولسان الميزان ٣ / ٩٧.

١٦

النّخعيّ عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «عمل الأبرار من رجال أمتي الخياطة ، وعمل الأبرار من النساء المغزل» (١) وكذا رواه عبد الله بن إسحاق المدائني عن عبّاد بن الوليد.

أخبرنا أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل ، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثني أبو سلمة الواسطيّ قال : قال إسحاق الأزرق : كنا عند شريك بن عبد الله ، فجاء ابن عمه أبو داود النّخعيّ فجرى شيء من ذكر عليّ بن أبي طالب ، فقال أبو داود : نعم الرجل علي ، فقام إليه شريك فقال : ألمثل علي تقول هذا؟ قال أبو داود يا جاهل؟ إن الله أثنى على نفسه فقال : (فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ) [المرسلات ٢٣] وأثنى على نبيه فقال : (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) [ص ٣٠] فقال شريك : (وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) [الكهف ٥٤].

أخبرنا الصّيمريّ ، أخبرنا عليّ بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير ، حدّثنا يحيى بن أيّوب قال : بلغني أن أبا داود كان في مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم قائما يصلي ، وابن أبي حازم قاعد. قال : فقال لي الذي حدّثني أنا قلت لابن أبي حازم ، كم كان حديث أبيك يا أبا تمام؟ قال : والله ما عددتها ، قال : قلت ترى هذا الشيخ؟ يحدث عنه بأكثر من ألف حديث. قال : فبعث إليه فدعا ، فأتاه وهو قريب من قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسلم على النبي ثم ذكر محامده ، ثم بدأ بأبي بكر فذكر منه محامد ، وبعمر مثل ذلك. قال : فأطرق ابن أبي حازم ، ثم التفت إلينا فسلم وقعد ، وقال : ابن أبي حازم؟ وابن أبي حازم مطرق لما رأى منه ومن لسانه ، قال : قلت له : يا أبا داود إني ذكرت لأبي تمام أنك تروي ألف حديث عن أبي حازم فأنكر ذلك ، قال : وكيف ينكر ذلك؟ فلقد كان يكرمني وكنت آتيه ، وكان اسم خادمته فلانة ، وكان وكان فعدد من هذا أشياء حتى كأنه الساعة خرج من بيتهم ، ثم التفت إلى ابن أبي حازم فقال : فلكأني بك تدرج بين أيدينا ، قال : فأخذ ابن أبي حازم يعجب وقال : لا عليك أيها الشيخ أن تكثر ، قال فقام وتركنا.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا أبو الليث نصر بن القاسم الفرائضيّ ، حدّثنا المفضل بن غسان الغلابي ، حدّثنا المعيطي عن شريك قال : ذكر له

__________________

(١) انظر الحديث في : الموضوعات ٢ / ٢٥١. وتنزيه الشريعة ٢ / ١٨٩. والفوائد المجموعة ١٥١. وكشف الخفا ١ / ٣٣٢. واللآلئ المصنوعة ٢ / ٨٥. وكنز العمال ٩٣٤٧.

١٧

أبو داود النّخعيّ فقال : كذاب النخع؟ قال أبو عبد الرّحمن ـ يعني الغلابي ـ وسئل عنه يحيى بن معين فقال : قد كان له أب ثقة.

أخبرنا البرقانيّ ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النّجم ، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعيّ ، حدّثني محمّد بن إدريس قال : سمعت أبا الوليد يقول : سمعت شريكا يقول : ما لقينا من ابن عمنا ـ يعني سليمان بن عمرو ـ يكذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال سعيد : حدّثنا محمّد بن مسلم بن وارة قال : سمعت أبا الوليد يقول : أتيت سليمان بن عمرو فجلست إليه فقلت لقوم معي : ننظر هل لما يقال فيه أصل؟ فجلسنا إليه فقال : حدّثنا سليمان التّيميّ عن أنس قال : من قاد أعمى أربعين خطوة ، فقلت لهم : قوموا من عند هذا الكذاب.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي ، حدّثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبو معمر قال : سئل شريك عن أبي داود النّخعيّ فقال : ذاك كذاب.

قال : وحدّثني أبو معمر قال : حدّثني رجل قال : أتيت أبا داود النّخعيّ فوجدته يحدث بمصنفات سعيد بن أبي عروبة يقول : حدّثنا سالم عن سعيد بن جبير ، وحدّثنا عبد الملك بن عمير ، يضع لها أسانيد.

قال أبو معمر : وكان كذابا ـ يعني أبا داود النّخعيّ ـ.

قال أبو معمر : وكان بشر المريسي ممن أخذ من أبي داود النّخعيّ ـ رأى جهم.

قال أبو معمر : وكان كذابا جهميا.

أخبرني عليّ بن محمّد المالكيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفار ، أخبرنا محمّد ابن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : سألت أبي قلت له : فأبو داود النّخعيّ؟ قال : كان يضع الحديث.

وقال عبد الله في موضع آخر : سمعت أبي يقول : أخبرني سهل بن حسّان قال : كان في حجر أبي داود النّخعيّ كتاب فيه مصنف ابن أبي عروبة ، وهو يركب عليه الأسانيد ، يقول : حدّثنا خصيف ، وحدّثنا حصين ، وحدّث عن مشيخة حسبت مولده وموتهم فإذا موتهم قبل مولده ، منهم معبد بن خالد ، ومهاجر أبو الحسن.

١٨

وقال عبد الله مرة أخرى : سمعت أبي يقول : أبو داود النّخعيّ كان يحدث عن الناس ، وهو من الدجالين. روى أبو داود عن مهاجر أبي الحسن ، وزيد بن سعد ، وشريك بن عبد الله ، ومشايخ ماتوا قبل أن يولد.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال : أخبرنا محمّد بن عمران ابن موسى ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن عبد الله المديني قال : سألت أبي عن أبي داود النّخعيّ فقال : كان من الدجالين. وسمعت أبي يقول : دخلت عليه ـ يعني أبا داود ـ ببغداد وليس في بيته إلا بورى فرد ، عليه ثيابه والكتب ، فجعل يحدّثنا فاتهمته فقلت له : عكرمة ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن طعام المتنابزين؟ فقال : حدّثنا خصيف عن عكرمة. فبان أمره ولم يرو هذا غير الزبير بن الخرّيت.

أخبرنا البرقانيّ ، حدّثني محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاري ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو داود النّخعيّ كذاب النخع.

أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، أخبرنا محمّد بن المظفر ، أخبرنا عليّ بن أحمد بن سليمان البزّاز المصري ، حدّثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال : سمعت يحيى بن معين يقول : المعروف بالكذب ووضع الحديث ، أبو داود النّخعيّ ، وذكر جماعة غيره.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كان ببغداد قوم يضعون الحديث ، منهم أبو داود النّخعيّ سليمان بن عمرو ، وكان لأبي داود أب ثقة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : وأبو داود النّخعيّ اسمه سليمان بن عمرو ، وكان رجل سوء كذابا خبيثا قدريا ، ولم يكن ببغداد رجل إلا وهو خير من أبي داود النّخعيّ ، كان يضع الحديث.

قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد الصّيرفيّ أنه سمعه من أبي العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ـ وذهب أصله به ـ.

ثم أخبرني العتيقي قراءة ، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّميّ ، أخبرني الأصم أن العبّاس بن محمّد بن حاتم حدّثهم. قال : سمعت يحيى يقول : سمعت أبا داود

١٩

النّخعيّ ـ وكان عند درب البقر ـ يقول : سمعت خصيفا وخصافا ومخصفا ، قال يحيى : وكان أكذب الناس.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني قال : قال يحيى بن معين : أبو داود النّخعيّ كذاب.

قال يحيى بن معين : وأخبرني رجل كان صدوقا أنه نزل عليه باب الكرخ فقال كان عنده أصحاب الحديث يوما وهو يملي عليهم. قال : فاطلعت فإذا في حجره كتاب من كتب أبي حنيفة ، وهو يملى عليهم خصيف عن سعيد بن جبير ، وسالم عن سعيد ـ يعني معناه أنه يضع لكل مسألة إسنادا ـ. دفع إلى محمّد بن أحمد بن رزق كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي فنقلت منه.

ثم أخبرنا الأزهري ، أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى ، أخبرنا مكرم ، حدّثنا يزيد بن الهيثم قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو داود النّخعيّ رجل سوء كذاب يضع الأحاديث. انصرفنا من عند هشيم ونحن في أبواب من الطلاق فقال : ليس منها شيء إلا وهو عندي بإسناد ، كان يدخل ويضع الحديث ويخرج.

أخبرني عليّ بن الحسن بن محمّد الدّقاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصابوني ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله يقول : كان أبو داود النّخعيّ هاهنا شيخ مصفّر يصفه. وقال له رجل : أين سمعت من رجل ذكره؟ فقال له : يا مائق تراني لم أعد له جوابا! سمعت منه بالباب والأبواب. قال : وكان أبو داود صاحب جدل يحب الكلام.

أخبرنا ابن رزق وابن الفضل قالا : أخبرنا دعلج بن أحمد ، حدّثنا ـ وفي حديث ابن الفضل أخبرنا ـ أحمد بن عليّ الأبّار قال : سألت مجاهد بن موسى عن أبي داود النّخعيّ فقال قلت له : يزيد بن أبي حبيب أين لقيته؟ فقال : ما حدثت عنه حتى هيأت له الجواب ، لقيته بالباب والأبواب. قال مجاهد : دلني على مكان لا أقدر عليه.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا ابن خميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس ، حدّثنا ابن عمّار قال : أبو داود النّخعيّ سليمان بن عمرو لا شيء.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى البابسيري ـ بواسط ـ أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي قال : قال لي أبي : كان ببغداد رجال يكذبون ويضعون الحديث منهم أبو داود النّخعيّ.

٢٠