تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ٩

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٠

وسمعان بن عيسى ، ومحمّد بن خالد بن عبد الله ، ومحمّد بن حرب النشائي ، وبسطام بن الفضل أخي عارم ، وعمرو بن عليّ الفلاس. روى عنه محمّد بن مخلد ، وأبي عمرو بن السّمّاك ، وإسماعيل بن عليّ الخطبي ، وعبد الباقي بن قانع ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي ، وابن لؤلؤ الورّاق ، وأحمد بن إبراهيم القديسي ، وكان ثقة.

٤٧٣٢ ـ سهل بن يحيى بن سبأ بن سهل بن عبد الله بن عبد المدان ، أبو السري الحدّاد (١) :

حدّث عن الحسن بن عليّ الحلواني ، وسعيد بن عثمان الرّازيّ ، والحسن بن هارون الصائغ. روى عنه محمّد بن حميد المخرّميّ ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى العطشي ، وأبو بكر الأبهري ، وعليّ بن عمر السّكّري ، وأبو حفص بن شاهين ، وغيرهم.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الأبهري ، حدّثني سهل بن يحيى السّقطيّ ـ ببغداد سنة إحدى عشرة وثلاثة ـ.

وأخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا سهل ابن يحيى بن سبأ الحدّاد ، حدّثنا الحسن بن عليّ الحلواني ـ وقال الأبهري الخلّال ، ثم اتفقا ـ حدّثنا عبد الرّزّاق ، أخبرنا معمر عن الزّهريّ ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قتل أربع من الدواب : النحلة ، والنملة ، والهدهد ، والصرد.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ ـ وسئل عن حديث أبي صالح عن أبي هريرة نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قتل أربع من الدواب : النملة ، والنحلة ، والهدهد ، والصرد.

فقال : رواه شيخ يعرف بسهل بن يحيى بن سبأ الحدّاد عن الحسن بن عليّ الحلواني عن عبد الرّزّاق عن معمر عن الزّهريّ عن أبي صالح عن أبي هريرة ووهم فيه ، وإنما رواه الزّهريّ عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عبّاس.

٤٧٣٣ ـ سهل بن أحمد بن الفضل ، أبو حميد ، يعرف بالمكي :

حدّث عن جعفر بن محمّد بن بريق. روى عنه المعافى بن زكريّا الجريري ، وذكر أنه سمع منه بالنهروان.

__________________

(١) ٤٧٣٢ ـ الحدّاد : هذه النسبة إلى بيع الحديد وشرائه وعمله (الأنساب ٤ / ٧١).

١٢١

٤٧٣٤ ـ سهل بن أحمد بن عثمان ، أبو حميد الطّبريّ :

قدم بغداد وحدّث بها عن أحمد بن محمّد بن ياسين الهرويّ ، وعبد الرّحمن بن عبد الله بن حبيب. روى عنه محمّد بن إسحاق القطيعي ، وأبو القاسم بن الثلاج ، وذكر أنه سمع منه في درب سليمان.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، حدّثنا محمّد بن إسحاق القطيعي ، حدّثنا أبو حميد سهل بن أحمد بن عثمان الطّبريّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد الله بن حبيب ، حدّثنا أبو بشر الصّفّار ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا الصباح بن محارب ، عن أبي حنيفة أنه قال ذات يوم : ألا تعجبون؟! مررت على مسعر وهو يحدث عن قتادة عن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعتق صفية ، وجعل عتقها صداقها.

٤٧٣٥ ـ سهل بن إسماعيل بن سهل ، أبو صالح الجوهريّ الطرسوسي :

نزل بغداد وحدّث بها عن أحمد بن داود بن أبي صالح الحراني ، ومحمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ، وعليّ بن محمّد بن جعفر بن أحمد بن عنبسة الورّاق العسكريّ ، وأحمد بن عبد الله بن زكريّا الإياديّ ، وأبي العبّاس بن سريج الفقيه ، ومحمّد بن نصر الأصبهانيّ. حدّثنا عنه عبد الله بن يحيى السّكّري ، ومحمّد بن طلحة النعالي ، وعبد الملك بن محمّد بن بشران ، وكان ثقة.

أخبرنا محمّد بن طلحة النعالي ، حدّثنا أبو صالح سهل بن إسماعيل بن سهل الجوهريّ الطرسوسي ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ، حدّثنا محمّد بن أبي السّريّ العسقلاني ، حدّثنا بقية ، حدّثني عبد الرّحمن بن عثمان عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يزال صيام العبد معلقا بين السماء والأرض ، حتى تؤدى زكاة فطره» (١).

٤٧٣٦ ـ سهل بن أحمد بن سهل ، أبو السّريّ :

ذكر ابن الثلاج أنه حدّثه عن أحمد بن الحسين بن إسحاق الصّوفيّ. وقال : توفي ليومين بقيا من جمادى الآخرة سنة ست وستين وثلاثمائة.

٤٧٣٧ ـ سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل ، أبو محمّد الديباجي (١) :

حدّث عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، ويموت بن المزرع العبدي ،

__________________

(١) ٤٧٣٥ ـ انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ٨. وكنز العمال ٢٤١٣٠.

(١) ٤٧٣٧ ـ الديباجي : هذه النسبة إلى شيئين أحدهما لقب ابن المطرف (الأنساب ٥ / ٣٩٠).

١٢٢

ومحمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفيّ ـ نزيل مصر ، ومحمّد بن العبّاس اليزيدي ، ومحمّد بن الحسن بن دريد ، وأبي بكر بن الأنباريّ. حدّثنا عنه الأزهري ، والقاضي أبو العلاء الواسطيّ ، وأبو القاسم التّنوخيّ ، والعتيقي ، والجوهريّ ، وغيرهم.

سألت الأزهري عن سهل الديباجي فقال : كان كذابا ، رافضيا ، زنديقا.

حدّثني أحمد بن عليّ بن التوزي ، أخبرنا محمّد بن أبي الفوارس قال : كان سهل الديباجي آية ونكالا في الرواية ، وكان رافضيا غاليا فيه ، وكتبنا عنه كتاب محمّد بن محمّد بن الأشعث لأهل البيت مرفوع ولم يكن له أصل نعتمد عليه ولا كتاب صحيح.

حدّثني الأزهري والعتيقي قالا : توفي سهل الديباجي في سنة ثلاثين وثلاثمائة. ـ زاد العتيقي في صفر ـ ثم قالا : ومولده سنة تسع وثمانين ومائتين.

قال العتيقي : وصلى عليه أبو عبد الله بن المعلم ، وكان رافضيا ، ولم يكن في الحديث بذاك.

وقال الأزهري : لم يكن له أصل يعتمد عليه ولا كتاب صحيح. قال : ورأيت في داره على الحائط مكتوبا ، لعن أبي بكر ، وعمر ، وباقي الصحابة العشرة سوى علي.

٤٧٣٨ ـ سهل بن عبد الله بن داود بن سليمان بن أبان بن عبد الله ، أبو نصر البخاريّ :

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ بن يعقوب ، حدّثنا أبو نصر سهل بن عبيد الله بن داود بن سليمان بن أبان بن عبد الله البخاريّ ـ قدم علينا بغداد ـ حدّثنا محمّد بن نوح الجنديسابوري ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن عيسى الناقد ، حدّثنا سهل ابن عثمان ، حدّثنا عبد الله بن مسعر بن كدام ، عن جعفر عن القاسم عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يأتي على جهنم يوم ما فيها من بني آدم أحد تخفق أبوابها كأنها أبواب الموحدين» (١).

__________________

(١) ٤٧٣٨ ـ لم أقف على الحديث ، وفي الأصل : «أبواب الموحدين» وليس لها معنى ، وهو تصحيف.

١٢٣

ذكر من اسمه سعد

٤٧٣٩ ـ سعد بن زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس ، الأنصاريّ الخزرجي :

أحد بني الحبلى قدم العراق في خلافة عمر بن الخطّاب ، ونزل عقرقوف ـ وهي قرية من بغداد على نحو فرسخين ـ.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشّاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد في تسمية الأنصار الذين شهدوا بدرا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزى بن عدي بن مالك بن سالم الحبلى.

قلت : ومالك بن سالم هو ابن غنم بن عوف بن الخزرج.

عدنا إلى الكلام في سعد. قال : وكان سعد بن زيد بن وديعة قد قدم العراق في خلافة عمر بن الخطّاب ونزل بعقرقوف هذه ، فصار ولده بها يقال لهم بنو عبد الواحد بن بشير بن محمّد بن موسى بن سعد بن زيد بن وديعة ، وليس بالمدينة منهم أحد.

٤٧٤٠ ـ سعد بن حذيفة بن اليمان ، العبسيّ :

ولى قضاء المدائن ، وكان يحدث عن أبيه. روى عنه منذر الثوري ، وزياد بن علاقة.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، أخبرنا الحسين بن صدقة ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة ، أخبرنا سليمان بن أبي شيخ ، حدّثنا صلة بن سليمان قال : كان على قضاء المدائن سعد بن حذيفة بن اليمان ، وكلمه ابن جعدة بن هبيرة في شيء من الحكم وبين يديه نار ، فقال له سعد بن حذيفة : ضع إصبعك هذه في هذه النار ، قال : سبحان الله تأمرني أن أحرق بعض جسدي؟ قال : فأنت تأمرني أن أحرق جسدي كله!

١٢٤

٤٧٤١ ـ سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف ، أبو إسحاق الزّهريّ :

سمع أباه ، وعبيدة بن أبي رائطة. روى عنه أحمد بن حنبل ، وخلف بن سالم ، وكان صدوقا. ولى قضاء عسكر المهديّ ببغداد ، وهو أخو يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، وكان أسن من يعقوب.

أخبرنا الحسن بن عليّ التّميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله ابن أحمد ، حدّثني أبي ، حدّثنا سعد بن إبراهيم بن سعد ، حدّثنا عبيدة بن أبي رائطة الحذّاء التّميميّ ، حدّثني عبد الرّحمن بن زياد ـ أبو عبد الرّحمن بن عبد الله ـ عن عبد الله بن مغفل المزني قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه» (١).

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد بن حنبل قيل له : سعد بن إبراهيم أخو يعقوب؟ قال : لم يكن به بأس ، وكان يعقوب أقرأ للكتب ، وأحرّ رأسا منه.

قال : وسمعت أحمد. قال : عند سعد بن إبراهيم شيء لم يسمعه يعقوب كتاب عاصم بن محمّد العمريّ. دفع إلى محمّد بن أحمد بن رزق أصل كتابه الذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي فنقلت منه.

ثم أخبرنا الأزهري ، أخبرنا عبيد الله بن عثمان ، أخبرنا مكرم ، حدّثني يزيد بن الهيثم قال : قلت له ـ يعني يحيى بن معين ـ سعد بن إبراهيم؟ فقال : ثقة. قلت له مثل يعقوب؟ قال : هو أكبر من يعقوب ، أي شيء يقصر به؟ ثقة ولم أسمع منه شيئا.

__________________

٤٧٤١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢١٩٨ (١٠ / ٢٣٨). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٤٣. وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٨٨٦. والتاريخ الكبير ٤ / ت ١٩٢٩. والصغير ٢ / ٢٩٦. وثقات العجلي ، الورقة ١٨. والجرح والتعديل ٤ / ت ٣٤٣. وثقات ابن حبان ١ / الورقة ١٥١. ووفيات ابن زبر ، الورقة ٦٣. وثقات ابن شاهين ، الورقة ٤٢٤. والجمع ١ / ١٦١. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٧ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). وسير أعلام النبلاء ٩ / ٤٣٩. وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ٧. والعبر ١ / ٣٣٦. والكاشف ١ / ت ١٨٣٥. وإكمال مغلطاي ٢ / الورقة ٦٨. ونهاية السئول ، الورقة ١١١. وتهذيب ابن حجر ٣ / ٤٢٦. وخلاصة الخزرجي ١ / ت ٢٣٧٠. والمنتظم ١٠ / ١٠٢.

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٨٦٢. ومسند أحمد ٥ / ٥٤ ، ٥٧. وحلية الأولياء ٨ / ٢٨٧. وصحيح ابن حبان ٢٢٨٤. وإتحاف السادة المتقين ٢ / ٤٢ ، ٢٢٣.

١٢٥

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدّثني أبي قال : سعد بن إبراهيم ـ يعني الأزهري ـ لا بأس به ، وكان على قضاء واسط.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : سعد بن إبراهيم بن سعد الزّهريّ يكنى أبا إسحاق ، ولى قضاء واسط في خلافة هارون ، ثم ولى قضاء عسكر المهديّ في أول خلافة المأمون وهو بخراسان ، وكان يروي كتب أبيه ، وسمع منه بعض البغداديّين ، ثم عزل عن القضاء ببغداد ، فلحق بالحسن بن سهل ، وهو بفم الصلح ، فولاه قضاء عسكره وتوفي بالمبارك في سنة إحدى ومائتين. وهو ابن ثلاث وستين سنة.

أخبرني أبو الفرج الطّناجيريّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا الحسين بن صدقة ، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال : توفي سعد بن إبراهيم سنة إحدى ومائتين ، وسعد أسن من يعقوب ، ومات يعقوب سنة ثمان ومائتين.

٤٧٤٢ ـ سعد بن عبد الحميد بن جعفر بن الحكم بن أبي الحكم ـ وقيل : جعفر بن عبد الله بن الحكم ـ بن رافع بن سنان ، أبو معاذ الأنصاريّ الحكمي :

من أهل مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، سكن بغداد في ربض الأنصار ، وحدّث بها عن مالك بن أنس ، وفليح بن سليمان ، وعبد الرّحمن بن أبي الزناد ، وعليّ بن ثابت ، وكان عنده عن مالك الموطأ. روى عنه حجاج بن الشّاعر ، وأبو يحيى صاعقة ، ويعقوب بن شيبة ، وعبّاس بن محمّد الدوري ، وإبراهيم الحربيّ ، وأحمد بن ملاعب ، والحسن بن الفضل البوصرائي.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج ، حدّثني حجاج بن الشّاعر ، حدّثنا سعد بن عبد

__________________

٤٧٤٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٢١٨ (١٠ / ٢٨٥). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٤٦. وسؤالات ابن الجنيد ، الورقة ٤٣. والتاريخ الكبير ٤ / ت ١٩٦٤. والكنى لمسلم ، الورقة ١٠٣. والجرح والتعديل ٤ / ت ٤٠٢. والمجروحين ١ / ٣٥٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١١٠ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). وتذهيب التهذيب ٢ / الورقة ١٠. والكاشف ١ / الترجمة ١٨٥٣. وميزان الاعتدال ٢ / ت ٣١١٩. والمغني ١ / ت ٢٣٤٧. وديوان الضعفاء ، الترجمة ١٥٧٢. والمجرد في رجال ابن ماجة ، الورقة ١٥. ومن تكلم فيه وهو موثق ، الورقة ١٣. وإكمال مغلطاي ٢ / ورقة ٧٢. ونهاية السئول ، الورقة ١١٢. وتهذيب ابن حجر ٣ / ٤٧٧. وخلاصة الخزرجي ٢٣٩٢.

١٢٦

الحميد بن جعفر قال : أبي عبد الحميد بن جعفر بن الحكم بن أبي الحكم واسم أبي الحكم رافع بن سنان ، وعبد الحميد يكنى أبا الفضل ، ومات بالمدينة سنة ثلاث وخمسين ومائة.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ ، حدّثنا العبّاس بن محمّد ، حدّثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر ، حدّثنا ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة. قال : أخبرني رجل من ولد عبادة بن الصّامت كان ثقة أنه سمع أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «حضر ملك الموت رجلا يموت فلم يجد فيه خيرا ، وشق عن قلبه فلم يجد فيه شيئا ، ثم فك عن لحييه فوجد طرف لسانه لاصقا بحنكه يقول ، لا إله إلّا الله ، فغفر الله له بكلمة الإخلاص»(١).

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم المستملي ، حدّثنا أبو أحمد بن فارس ، حدّثنا البخاريّ.

وحدّثني محمّد بن يوسف النّيسابوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، أخبرني أبي. قالا : أبو معاذ سعد بن عبد الحميد بن جعفر بغدادي. زاد البخاريّ ، سكن ربض الأنصار.

حدّثت عن أبي الحسن محمّد بن العبّاس بن الفرات ، أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو بكر الخلّال ، أخبرني محمّد بن عليّ ، حدّثنا مهنى قال : سألت أحمد بن حنبل وأبا خيثمة ويحيى بن معين فقلت : أبو معاذ سعد بن عبد الحميد بن جعفر؟ فقالوا : هو ابن عبد الحميد بن جعفر المدني ، فقلت : كيف هو؟ قالوا : كان هاهنا في ربض الأنصار يدعي أنه سمع عرض كتب مالك بن أنس. وقال لي أحمد : والناس ينكرون عليه ذاك ، هو هاهنا ببغداد لم يحج ، فكيف سمع عرض مالك؟.

أخبرنا البرقانيّ ، حدّثني محمّد بن أحمد بن محمّد الأدميّ ، حدّثنا محمّد بن عليّ الإياديّ ، حدّثنا زكريّا بن يحيى الساجي. قال : سعد بن عبد الحميد بن جعفر يتكلمون في حديثه.

قرأنا على الجوهريّ عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا محمّد بن القاسم

__________________

(١) انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ١٠ / ٢٧٥. وتخريج الإحياء ٤ / ٤٥٠. وكنز العمال ١٧٧٠.

١٢٧

الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سألت يحيى بن معين عن سعد ابن عبد الحميد بن جعفر فقال : ليس به بأس ، قد كتبت عنه.

أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد عن سعد بن عبد الحميد فقال : لا بأس به.

وقال في موضع آخر : سمعت أبا علي يقول : عبد الحميد بن جعفر سيئ الحفظ. وذكر عن الثوري أنه رآه يفتي في مسائل ويخطئ فيها ، فتكلم فيه الثوري من أجل هذا ، وسعد ابنه أثبت منه.

أخبرني أحمد بن سليمان بن عليّ المقرئ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : حدّثني أبو معاذ الحكمي سعد ابن عبد الحميد بن جعفر المدني ثقة صدوق.

٤٧٤٣ ـ سعد بن محمّد بن الحسن بن عطيّة بن سعد ، العوفيّ :

حدّث عن أبيه ، وعن فليح بن سليمان ، ومحمّد بن طلحة بن مصرف ، وسليمان ابن قرم. روى عنه ابنه محمّد ، ومحمّد بن غالب التمتام ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدّل ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا محمّد بن سعد العوفيّ ، حدّثني أبي ، حدّثنا عمرو بن عطيّة والحسين ابن الحسن بن عطيّة عن عطيّة عن أبي سعيد الخدري عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب ٣٣] وكان في البيت علي ، وفاطمة ، والحسن والحسين. قالت : وكنت على باب البيت ، فقلت : أين أنا يا رسول الله؟ قال : «أنت في خير ، وإلى خير» (١).

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق ، حدّثنا عمر بن محمّد بن عيسى الجوهريّ ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : قلت لأبي عبد الله : أخبرني اليوم إنسان بشيء عجب ، زعم أن فلانا أمر بالكتاب عن سعد بن العوفيّ ، وقال هو أوثق الناس في الحديث ، فاستعظم ذاك أبو عبد الله جدّا وقال : لا إله إلّا الله سبحان الله ، ذاك جهمي امتحن أول شيء قبل أن يخوفوا ، وقبل أن يكون

__________________

(١) ٤٧٤٣ ـ انظر الحديث في : المطالب العالية ٤٠٩١.

١٢٨

ترهيب ، فأجابهم! قلت لأبي عبد الله فهذا جهمي إذا؟ فقال : فأي شيء؟ ثم قال أبو عبد الله : لو لم يكن هذا أيضا لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه ، ولا كان موضعا لذاك.

٤٧٤٤ ـ سعد بن زنبور :

حدّث عن عمرو بن يحيى السّعيدي ، وإسماعيل بن مجالد الهمداني ، وفضيل بن عياض ، وعبد الرّحمن بن عبد الله العمريّ. روى عنه أحمد بن بشر المرثدي ، وإبراهيم بن أحمد الوكيعي ، ومحمّد بن موسى بن حمّاد البربري ، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ.

أخبرني عليّ بن أحمد الرّزّاز ، حدّثنا عبد الصّمد بن عليّ الطّستيّ ، حدّثنا أحمد ابن بشر بن سعد المرثدي ، حدّثنا سعد بن زنبور ، حدّثنا إسماعيل بن مجالد عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة ، عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم ، ومن يتحر الخير يعطه ، ومن يتوق الشر يوقه» (١).

أخبرنا بشرى بن عبد الله ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : قال أبو عبد الله : شيخ هاهنا سعد بن زنبور ذهبت إليه؟ فقلت له رأيته في المسجد الجامع فسألته عن حديثين رأيته يحفظ ما يسأل عنه ، ورأيت عنده قوما ومعهم كتاب وهو يقرأ عليهم من حفظه. فقال : جاءوني عنه بكتاب عن فضيل بن عياض ، فإذا أحاديث مقاربة ، وما استغربت منها شيئا ، إلا أني رأيت حديثا «إذا تكلم الله بالوحي» عن منصور ، وإنما يعرف هذا عن الأعمش ، ورأيت أحاديث عن الأعمش معروفة إلا أني لم أعرفها من حديث فضيل.

أخبرنا عليّ بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ ، حدّثنا بكر بن سهل قال : حدّثنا عبد الخالق بن منصور. قال : وسألت يحيى بن معين عن سعد بن زنبور فقال : ذاك المسكين ذاك الذي يعلم في القرى ، هو ثقة وما أراه يكذب.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله الأصبهانيّ ، حدّثنا محمّد بن

__________________

(١) ٤٧٤٤ ـ انظر الحديث في : مجمع الزوائد ١ / ١٢٨. وحلية الأولياء ٥ / ١٧٤. وفتح الباري ١ / ١٦١. والعلل المتناهية ١ / ٧٦ ، ٢ / ٢٢٣. والدرر المنتثرة ٥١. والأحاديث الصحيحة ٣٤٢.

١٢٩

إسحاق السّرّاج قال : سمعت أحمد بن محمّد بن بكر قال : وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغويّ : مات سعد بن زنبور سنة ثلاثين ومائتين.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : سنة ثلاثين ومائتين فيها مات سعد بن زنبور ببغداد.

قلت : وذكر موسى بن هارون أن وفاته كانت في شهر ربيع الآخر (٢).

٤٧٤٥ ـ سعد بن محمّد بن إسحاق ، أبو إسحاق ، المعروف بابن أبي العبّاس الصّيرفيّ (١) :

سمع محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص ، وأحمد ابن زنجويه المخرّميّ ، وأحمد بن محمّد بن أبان السّرّاج ، وجعفر بن محمّد الفريابي ، وأحمد بن محمّد بن عبد العزيز الوشاء. روى عنه أبو حفص بن شاهين ، وأبو القاسم بن الثلاج. وحدّثنا عنه محمّد بن أبي الفوارس ، وأبو الحسن بن رزقويه ، ومحمّد بن جعفر بن علان الورّاق ، وأبو بكر البرقانيّ ، وبشرى بن عبد الله الرومي ، وأبو عليّ بن دوما النعالي ، وأبو نعيم الحافظ.

أخبرني محمّد بن جعفر بن علان ، حدّثنا أبو إسحاق سعد بن محمّد بن إسحاق الصّيرفيّ ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا أبو بلال الأشعريّ ، حدّثنا عبد السّلام بن حرب عن سفيان الثوري ، عن عبّاس بن عمرو العامري ، عن نعيم بن حنظلة البكري ، عن عمّار بن ياسر : أنه كان يكره أن يؤم الرجل الناس بالليل في شهر رمضان في المصحف ، قال هو من فعل أهل الكتاب.

سألت أبا بكر البرقانيّ وأبا نعيم الحافظ الأصبهانيّ عن سعد بن محمّد الصّيرفيّ. فقالا: ثقة.

قال لنا أبو عليّ الحسن بن الحسين بن العبّاس النعالي : توفي سعد بن محمّد بن إسحاق الصّيرفيّ في جمادى الأولى من سنة خمس وستين وثلاثمائة.

وأخبرنا أبو بكر البرقانيّ قال : توفي أبو إسحاق سعد بن أبي العبّاس الصّيرفيّ يوم

__________________

(٢) آخر الجزء الثاني والستين من تجزئة المؤلف.

(١) ٤٧٤٥ ـ الصّيرفيّ : هذه النسبة معروفة لمن يبيع الذهب (الأنساب ٨ / ١٢٤).

١٣٠

الثلاثاء في جمادى الأولى سنة خمس وستين وثلاثمائة ، وهو شيخ صدوق. قال غيره : توفي لست خلون من الشهر.

٤٧٤٦ ـ سعد بن محمّد بن يوسف ، أبو رجاء القزوينيّ :

سكن بغداد وحدّث بها عن الحسن بن حبيب بن عبد الملك الدمشقي. كتبنا عنه وما علمت به بأسا.

حدّثنا أبو رجاء سعد بن محمّد ـ من حفظه في شوال من سنة ثمان وأربعمائة في الجانب الشرقي ـ حدّثنا أبو عليّ الحسن بن حبيب بن عبد الملك ـ بمدينة دمشق في مسجد باب الجابية ـ حدّثني الرّبيع بن سليمان المرادي ، حدّثني الشّافعيّ ، حدّثنا مالك ابن أنس عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة ـ من آل ابن الأزرق ـ أن المغيرة بن أبي بردة ـ وهو من بني عبد الدار ـ أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول : سأل رجل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله إنا نركب البحر ، ونحمل معنا القليل من الماء ، فان توضأنا عطشنا ، فنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هو الطهور ماؤه ، الحل ميتته» (١).

لم يكن عند أبي رجاء غير هذا الحديث.

ورأيت بخط أبي الفضل بن الفلكي نسبة : سعد بن محمّد بن يوسف بن محمّد بن غسان بن عبد الرّحمن بن بشر بن عبد الله بن حارث بن همّام بن ذهل بن مرة بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.

وقرأت بخط ابن الفلكي أيضا : سئل هذا الشيخ عن مولده فقال : حججت وكنت ابن عشرين سنة ولم أر الحجر بموضعه ، لأنه لم يكن رد.

٤٧٤٧ ـ سعد بن محمّد بن سعد بن القاسم ، أبو بكر الطائي الأبهري :

قدم بغداد حاجّا وحدّث بها عن الحسن بن أحمد المخلدي النّيسابوري. حدّثني عنه أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عليّ بن الأشناني الدّقّاق وكان صدوقا.

__________________

(١) ٤٧٤٦ ـ انظر الحديث في : سنن الترمذي ٦٩. وسنن أبي داود ٨٣. وسنن النسائي ١ / ٥٠ ، ١٧٦. وسنن ابن ماجة ٣٨٦ ـ ٣٨٨. ومسند أحمد ٢ / ٢٣٧ ، ٣٦١ ، ٣ / ٣٧٣ ، ٥ / ٣٦٥.

١٣١

ذكر من اسمه سلمة

٤٧٤٨ ـ سلمة بن صالح ، أبو إسحاق الجعفي الأحمر الكوفيّ :

حدّث عن أبي إسحاق السّبيعيّ ، وعلقمة بن مرثد ، وحمّاد بن أبي سليمان ، وغيرهم. روى عنه بشر بن الوليد الكندي ، ومحمّد بن الصباح الجرجرائي ، وأحمد ابن منيع ، وإبراهيم بن مجشر. وكان قد ولى القضاء بواسط في زمن الرشيد ، ثم عزل وقدم بغداد فأقام بها إلى أن مات.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ ـ إملاء ـ حدّثنا إبراهيم بن مجشر ، حدّثنا سلمة ابن صالح ، حدّثنا أبو إسحاق عن الأسود وحمّاد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت : إن كنت لأدخل مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في شعاره وأنا حائض ، ما علي إلّا إزار ، ولكن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أملككم لإربه.

أخبرني أحمد بن عليّ بن الحسين المحتسب ، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز بن إبراهيم الصيدلاني ، حدّثنا عليّ بن دليل البزّاز ، حدّثنا أبو عبد الله المقدمي ، حدّثنا محمّد بن عيسى الأنصاريّ ـ واسطي ـ قال : تقدم هشيم بن بشير مع خصم له إلى سلمة بن صالح ـ وهو على قضاء واسط في زمن الرشيد ـ فكلم الخصم هشيما بكلمة ، فرفع هشيم يده ، فلطم الخصم بين يدي سلمة بن صالح ، فأمر سلمة بهشيم فضرب عشر درر وقال : تتعدى على خصمك بحضرتي؟ فأغضب ذلك مشيخة واسط ، فخرجوا إلى بغداد إلى الرشيد فأقاموا ببابه إلى أن خرج الرشيد إلى مكة ، فخرجوا بأجمعهم معه وهم ، عبّاد بن العوام ، ومحمّد بن يزيد ، وخالد بن عبد الله ، وغيرهم من المشيخة ، فلما صاروا إلى مكة اعترضوا الرشيد ـ وهو يطوف بالبيت ـ فكلموه في أمر سلمة ، فقالوا : يا أمير المؤمنين لسنا نطعن على سلمة. ولكن رجل مكان رجل ، فرق لهم الرشيد وقال : أما هذا فنعم ، فأمر بعزله وتقليد رجل سواه.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، أخبرنا المعافى بن زكريّا ، حدّثنا طاهر

__________________

٤٧٤٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ٤٩. والجرح والتعديل ٤ / ٧٢٦. والكامل ٢ / ٢٤. والضعفاء للعقيلي ، الورقة ٨٤. والضعفاء والمتروكين ٢٤٣. وميزان الاعتدال ٢ / ١٩٠. وأحوال الرجال للجوزجاني ، برقم ٥٣.

١٣٢

ابن مسلم العبدي ، حدّثني محمّد بن عمران الضّبّي ، حدّثنا أحمد بن خلاس. قال : لما عزل شريك عن القضاء تعلق به رجل ببغداد ، فقال : يا أبا عبد الله لي عليك ثلاثمائة درهم فأعطنيها ، قال : ومن أنا؟ قال : أنت شريك بن عبد الله القاضي ، قال : ومن أين هي لك؟ قال : ثمن هذا البغل الذي تحتك ، قال : نعم تعال ، فجاء يمشي معه حتى إذا بلغ الجسر قال : من هاهنا؟ فقام إليه أولئك الشرط فقال : خذوا هذا فاحبسوه ، لئن أطلقتموه لأخبرن أبا العبّاس عبد الله بن مالك. فقالوا له : إن هذا الرجل يتعلق بالقاضي إذا عزل فيدعى عليه ، فيفتدى منه ، وقد تعلق بسلمة الأحمر حين عزل عن واسط فأخذ منه أربعمائة درهم ، فقال هكذا؟ فكلم فيه فأبى أن يطلقه ، فقال له عبد الله بن مالك : إلى كم تحبس هذا الرجل؟ قال : حتى يرد إلى سلمة الأحمر أربعمائة درهم قال : فرد على سلمة أربعمائة ، فجاء سلمة إلى شريك فشكر له ، فقال له : يا ضعيف كل من سألك مالك أعطيته إياه.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا الحسين بن عليّ التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي ، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل قال : سمعت محمّد بن جعفر الوركاني يقول : كنا عند هشيم ، فقال له رجل : حدّثنا سلمة الأحمر عن حمّاد عن إبراهيم قال : كان أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحرمون في الثياب المورّد ، فقال هشيم : دعونا من حديث الكذابين ، فتبسم أبو عبد الله وقال : ليس من هذا شيء وقال : قد رأيت سلمة.

أخبرني عليّ بن الحسن بن محمّد الدّقّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، حدّثنا عمر بن محمّد بن شعيب الصابوني ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله يقول : سلمة الأحمر يحدث عن أبي إسحاق أحاديث صحاح ، إلّا أنه عن حمّاد مختلط الحديث. وقال : حدّث عن حمّاد عن إبراهيم أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه أحرموا في الثياب المورّدة ، قال : فأنكروه عليه. وحدّث عن حمّاد أحاديث مضطربة.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الله بن سليمان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي ـ وسألت عن سلمة الأحمر ـ قال : ليس بشيء.

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ـ بمصر ـ أخبرنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين. قال : سلمة الأحمر الواسطيّ ضعيف.

١٣٣

أخبرنا عبيد الله بن عمر ، حدّثني أبي ، حدّثنا محمّد بن مخلد. وأخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي قالا : حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سلمة الأحمر ، قال ابن مخلد : قاضي واسط ليس بثقة. وقال السوسي : ليس بشيء.

أخبرني الأزهري وعليّ بن محمّد المالكيّ. قالا : حدّثنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن عليّ بن المديني قال : سمعت أبي يقول : سلمة الأحمر كان يروي عن حمّاد بن أبي سليمان فيقلبها ، ولا يضبطها ، وضعفه. قال : وسمعت أبي يقول : كتبت عن سلمة بن صالح حديثا كثيرا ورميت به.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس ، أخبرنا ابن عمّار. قال : سلمة بن صالح الأحمر ضعيف. وقال مرة أخرى : سلمة بن صالح الأحمر ليس أحد يروى عن ذاك ، ذاك متروك.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : سلمة بن صالح الأحمر قاضي واسط ليس بثقة.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود عن سلمة الأحمر فقال : متروك الحديث.

أخبرني محمّد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد عن حديث حدّث به حسين بن عيسى البسطامي عن أبيه قال : حدّثنا سلمة بن صالح الأحمر عن محمّد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان يرفع يديه ، الحديث. فقال : سلمة بن صالح لا يكتب حديثه. وسألت أبا علي عن الحسين فقال : ثقة نيسابوري ، وسألت أبا علي عن أبيه فقال : لا يعرف.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدّثنا أبي قال : سلمة بن صالح الأحمر متروك الحديث واسطي.

١٣٤

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين المروزيّ ـ في كتابه ـ حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن حبيب البزناني ، حدّثنا أحمد بن سيّار قال : دفع إلى عبيد الله بن يحيى بن عبد الله بن بكير ـ بخطه ولم يقرأه علي ـ : مات سلمة بن صالح سنة ثمانين ومائة.

أخبرنا أبو حازم محمّد بن الحسين بن محمّد الفراء ، أخبرنا الحسين بن عليّ بن أبي أسامة الحلبيّ ، أخبرنا أبو عمران بن الأشيب ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : سلمة بن صالح الأحمر الجعفي ويكنى أبا إسحاق ، توفي ببغداد سنة ثمانين ومائة.

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : ومات أبو إسحاق سلمة بن صالح الأحمر الجعفي ببغداد سنة ثمانين ومائة ، وكان يخلف أبا شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي على القضاء بواسط.

أنبأنا محمّد بن جعفر بن علان الورّاق ، أخبرنا مخلد بن جعفر ، حدّثنا محمّد بن جرير الطّبريّ قال : سلمة بن صالح الأحمر يكنى أبا إسحاق ، ولى قضاء واسط ثم عزل ، وكان كثير الحديث غير أنه اضطرب عليه حفظه فضعف ، وكانت وفاته ببغداد في سنة ست وثمانين ومائة.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : مات سلمة بن صالح الأحمر أبو إسحاق ببغداد سنة ثمان وثمانين ومائة.

٤٧٤٩ ـ سلمة بن عقار :

حدّث عن حمّاد بن زيد ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن إدريس ، وشعيب بن حرب ، وفضيل بن عياض ، ومعروف الكرخي. روى عنه أحمد بن إبراهيم الدورقي ، وسعدان بن يزيد العسكريّ.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا عمر بن بشران ، حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، حدّثنا أحمد ـ يعني ابن إبراهيم الدورقي ـ قال : سمعت سلمة بن عقار يقول : إذا كان لك رغيفان فكل أحدهما على أبواب العلماء.

بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سألت يحيى بن معين عن سلمة بن عقار فقال : ثقة مأمون.

١٣٥

٤٧٥٠ ـ سلمة بن عاصم ، أبو محمّد النّحويّ :

روى عنه يحيى بن زياد الفراء كتبه. حدّث عنه أحمد بن يحيى ثعلب ، وإدريس ابن عبد الكريم الحدّاد ، وكان ثقة ثبتا ، دينا عالما.

أخبرني أبو نصر أحمد بن محمّد بن حسنون النرسي ، حدّثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن بويان المقرئ ، حدّثنا إدريس الحدّاد ، حدّثنا سلمة بن عاصم ، حدّثنا الفراء ، حدّثنا أبو الأحوص وقيس بن الرّبيع عن أبي إسحاق عن عامر عن أبي بكر الصديق : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) [يونس ٢٦] قال : النظر إلى وجه الله تعالى.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ النقاش ، حدّثنا إدريس بن عبد الكريم قال : قال لي سلمة بن عاصم : أريد أن أسمع كتاب العدد من خلف ، فقلت لخلف. فقال : فليجئ ، فلما دخل رفعه لأن يجلس في الصدر ، فأبى وقال : لا أجلس إلّا بين يديك ، وقال : هذا حق التعليم. فقال له خلف : جاءني أحمد بن حنبل ليسمع حديث أبي عوانة ، فاجتهدت أن أرفعه فأبى وقال : لا أجلس إلّا بين يديك ، أمرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه.

٤٧٥١ ـ سلمة بن حفص ، أبو بكر السّعدي :

من ولد عمر بن سعد بن أبي وقاص ، حدّث عن عبد الله بن إدريس ، وعبد الرّحمن بن محمّد المحاربي ، ومروان بن معاوية ، ويونس بن بكير ، ويحيى بن يمان ، ووكيع بن الجرّاح. روى عنه محمّد بن غالب التمتام ، ومحمّد بن عبيد بن أبي الأسد ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وصالح جزرة ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، وإبراهيم بن عبد الله المخرّميّ. وكان من أهل الكوفة ، فنزل بغداد وحدّث بها.

أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي ، أخبرنا محمّد بن الحسن بن عليّ اليقطيني ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيّوب المخرّميّ ، حدّثنا سلمة بن حفص السّعدي ، حدّثنا وكيع ، حدّثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال : رأيت سعد بن أبي وقاص في جنازة عبد الرّحمن بن عوف ، وهو بين يدي السّرير وهو يقول : وا جبلاه.

أخبرني الحسن بن عليّ الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا عبد الرّحمن ابن محمّد الزّهريّ ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم السّعدي قال : سلمة ابن حفص أبو بكر السّعدي مات ببغداد.

١٣٦

٤٧٥٢ ـ سلمة بن أحمد بن محمّد بن مجاشع ، أبو محمّد السّمرقنديّ :

قدم بغداد وحدّث بها عن خالد بن يزيد العمريّ. روى عنه عبد الله بن محمّد بن أبي سعيد البزّاز والحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد المقرئ ، ومحمّد بن مخلد العطّار ، والحسين بن أحمد بن صدقة الفرضي ، وغيرهم.

أخبرني الحسين بن عليّ الطّناجيريّ ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا الحسين ابن أحمد بن صدقة ، حدّثنا سلمة بن أحمد السّمرقنديّ ، حدّثنا خالد بن يزيد ، حدّثنا سفيان الثوري ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس على الخائن قطع ، ولا على المختلس ، ولا على المغتصب قطع» (١).

حدّثني الحسين بن محمّد أخو الخلّال عن أبي سعد عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي قال : سلمة بن محمّد بن أحمد بن مجاشع الباهلي ، وقيل سلمة بن أحمد ابن محمّد سمرقندي كنيته أبو أحمد ، حدّث بالعراق ، وبخراسان عن خالد بن يزيد العمريّ وغيره. روى عنه محمّد بن مخلد العطّار البغداديّ ، وأبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الكوفيّ ، ومحمّد بن قارن بن العبّاس الرّازيّ ، وغيرهم. يقع في أحاديث سلمة هذا عن خالد بن يزيد المناكير.

وحدّثني أخو الخلّال عن الإدريسي قال : حدّثني عبد الله بن عليّ الباهلي عن محمّد بن عثمان بن سالم عن يحيى بن بدر. قال : توفي أبو أحمد سلمة بن أحمد سنة ثلاث وسبعين ومائتين.

٤٧٥٣ ـ سلمة بن حمزة المقرئ :

حدّث عن أبي بكر بن أبي شيبة. روى عنه أبو القاسم الطبراني.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا سلمة بن حمزة المقرئ البغداديّ ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدّثنا شريك عن الأجلح عن أبي الزبير عن جابر قال : لما قدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكة ، أتى بأبي قحافة ورأسه ولحيته كأنهما ثغامة ، فقال : «غيروا الشيب ، واجتنبوا السواد» (١).

قال سليمان : لم يروه عن الأجلح إلّا شريك ، تفرد به أبو بكر بن أبي شيبة.

__________________

(١) ٤٧٥٢ ـ انظر الحديث في : سنن النسائي ٨ / ٨٩. وسنن أبي داود ، كتاب الحدود باب ١٣. ومسند أحمد ٣ / ٣٨٠. والعلل المتناهية ٢ / ٣٠٨.

(١) ٤٧٥٣ ـ انظر الحديث في : المستدرك ٣ / ٢٤٥. وسنن أبي داود ٤٢٠٤. وسنن النسائي ٨ / ١٣٨. والمعجم الصغير ١ / ١٧٤. وإتحاف السادة المتقين ٢ / ٤٢٠.

١٣٧

ذكر من اسمه سلم

٤٧٥٤ ـ سلم الخاسر الشّاعر :

يقال إنه مولى أبي بكر الصديق ويقال بل مولى المهديّ. وهو : سلم بن عمرو بن حمّاد بن عطاء بن ياسر ، نسبه هكذا أحمد بن أبي طاهر وقال غيره : هو سلم بن عمرو بن عطاء بن زبان. بصري قدم بغداد ، ومدح المهديّ ، والهادي ، والبرامكة. وكان على طريقة غير مرضية من المجون ، والتظاهر بالخلاعة والفسوق ، ثم تقرّأ ، ومكث مدة يسيرة على حال جميلة ، فرقت حاله فاغتم لذلك ، ورجع إلى شر مما كان عليه ، وباع مصحفا كان له واشترى بثمنه دفترا فيه شعر ، فشاع خبره في الناس ، وسموه سلما الخاسر لذلك ، وكان من الشعراء المطبوعين المحببين ، وقيل بل سمي سلما الخاسر لأنه ملك مالا كثيرا فأتلفه في معاشرة الأدباء والفتيان ، والله أعلم.

أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر الشّاهد. قال : قال محمّد بن داود بن الجرّاح ، حدّثني إسحاق بن محمّد النّخعيّ ، حدّثني أبو عبد الله محمّد بن عمرو الجماز قال : سلم الخاسر ابن عمي لحا وأنا ورثته ، وهو سلم بن عمرو بن عطاء بن زبان. وأخبرنا محمّد بن عمرو بن عطاء بن زبان الحميري ونحن صلبية من حمير ، ثم سبينا في الردة وأعتقنا أبو بكر الصديق ، فنحن مواليه وهو أحب من نسبي في حمير.

أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن الحسين الحذّاء ، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل ، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ ، حدّثني أبي ، حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن الربعي ، حدّثنا أبو بكر العبدي ، حدّثني أبي عن يحيى بن المبارك اليزيدي قال : إنما قيل له سلم الخاسر لأنه ورث من أبيه مائة ألف درهم ، وأصاب من مدائح الملوك مائة ألف درهم ، فأنفقها كلها على الأدب وأهله.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر. قال : قال محمّد بن داود الجرّاح: حدّثني محمّد بن القاسم بن مهرويه ، حدّثني أحمد بن المبارك بن خالد بن

__________________

٤٧٥٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ١٢٠. ووفيات الأعيان ١ / ١٩٨. والأعلام ٣ / ١١١.

١٣٨

مخلد السروي الجواني قال : حدّثني الجواني الهاشميّ قال : حدّثني أبي قال : كان سلم الخاسر غلام بشّار ، قال : فقال لي بشّار : يا أبا مخلد ما فعلت بغلام قط إلّا بسلم ، وإنما أردت أن أقصر من درايته ، فإنه قد شعر جدا ، فلهذا فعلت. وكان سلم قد كسب مالا منه مائة ألف درهم ، وألف درهم بقوله في قصيدته التي يمدح المهديّ :

حضر الرحيل وشدت الأحداج

وحدا بهن مشمر مزعاج

ويقول فيها :

شربت بمكة في ذرى بطحائها

ماء النبوة ليس فيه مزاج

وكان المهديّ أعطى ابن أبي حفصة مائة ألف درهم بقصيدته :

طرقتك زائرة فحى خيالها

فأراد أن ينقص سلما من هذه الجائزة ، فحلف سلم أن لا يأخذ إلّا مائة ألف درهم ، وألف درهم ، وقال تطرح القصيدتان إلى أهل العلم حتى يخبروا بتقدم قصيدتي ، فأنفذ له المهديّ مائة ألف درهم وألف درهم. فكان هذا من أصل ماله ، وكان ينتمي إلى ولاء بني تيم بن مرة من قريش ، فلما بلغ زمان الرشيد قال قصيدته التي فيها :

قل للمنازل بالكثيب الأعفر

أسقيت غادية السحاب الممطر

قد بايع الثقلان مهديّ الهدى

لمحمّد بن زبيدة ابنة جعفر

فحشت زبيدة فاه درا فباعه بعشرين ألف دينار ، وهذا حين بايع الرشيد لمحمّد بن زبيدة ، ومات سلم في أيام الرشيد وقد اجتمع عنده من المال قيمة ستة وثلاثين ألف دينار ، فأودعها أبا السمراء الغساني ، فبقيت عنده فإن إبراهيم الموصليّ يوما لعند الرشيد وغناه فأطربه ، فقال : يا إبراهيم سل ما شئت؟ قال : نعم! يا سيدي أسأل شيئا لا يرزؤك ، قال : ما هو؟ قال : مات سلم وليس له وارث ، وخلف ستة وثلاثين ألف دينار عند أبي السمراء الغساني تأمره أن يدفعها إليّ ، فبعث إليه أن يدفعها إليه فدفعها ، وكان الجماز بعد ذلك قدم هو وأبوه يطالبان بميراث سلم بأنهما من قرابته.

أخبرنا عبد الواحد بن الحسين الحذّاء ، أخبرنا إسماعيل بن سعيد ، حدّثنا أبو بكر ابن الأنباريّ قال : حدّثني أبي ، حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن الربعي ، حدّثنا محمّد

١٣٩

ابن موسى الحنفي ، عن أبي كعب الخزاعيّ قال : رثى سلم الخاسر المهديّ بقصيدة ، فوعده الرشيد عليها بمائة ألف درهم فأبطأت عليه فكتب إلى الرشيد :

أرى المائة ألفا صادقا قد وعدتها

لمرثية المهديّ غير كثير

ولو غير هارون يجود بوعدها

لما عجت من موعوده بنقير

شبيه أبيه في السماحة والندى

فإن قال لم يأخذ بحبل غرور

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا طلحة بن محمّد قال : قال محمّد بن داود : حدّثني محمّد بن القاسم بن مهرويه ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن يحيى قال : حدّثني أحمد بن صالح المؤدّب ـ وكان أحد العلماء ـ قال : أخبرني جماعة من أهل الأدب أن بشّارا غضب على سلم الخاسر ، وكان من تلامذته ورواته ، فاستشفع عليه بجماعة من إخوانه فأتوه فقالوا : جئناك في حاجة ، فقال : يعني كل حاجة لكم مقضية إلّا سلما ، قالوا : ما جئناك إلّا في سلم ولا بد من أن ترضى عنه ، قال : فأين هو؟ قالوا : ها هو ذا. فقام سلم يقبل رأسه ويديه وقال : يا أبا معاذ خريجك وأديبك ، فقال بشّار ، فمن الذي يقول؟ :

من راقب الناس لم يظفر بحاجته

وفاز بالطّيّبات الفاتك اللهج

قال : أنت يا أبا معاذ ـ جعلني الله فداك ـ قال : فمن الذي يقول؟ :

من راقب الناس مات هما

وفاز باللذة الجسور

قال : خريجك يقول ذلك ، قال : فتأخذ معاني التي قد عنيت بها ، وتعبت فيها وفي استنباطها فتكسوها ألفاظا أخف من ألفاظي ، حتى يروى ما تقول ويذهب شعري ، لا أرضى عنك أبدا ، فما زال يتضرع إليه ، ويشفع له القوم ، حتى رضى عنه.

قال محمّد بن داود : أنشدني الجماز. قال : أنشدني سلم الخاسر لنفسه : أبيات سلم هذه وهي من جيد أشعار سلم وأملحه :

بان شبابي فيما يحور

وطال من ليلي القصير

أهدى لي الشوق وهو خلو

أغن في طرفه فتور

وقائل حين شب وجدي

واشتعل المضمر الستير

لو شئت أسلاك عن هواه

قلب لأشجانه ذكور

فقلت لا تعجلن بلومي

فإنما ينبئ الخبير

عذبني والهوى صغير

فكيف لي والهوى كبير

من راقب الناس مات هما

وفاز باللذة الجسور

١٤٠