تفسير نور الثقلين - ج ٥

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨

اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى) ولعمري لقد ادخل أبوك وفاروقه على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بقربهما منه الأذى ، وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ان الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) فانها نزلت في مارية القبطية أم إبراهيم عليه‌السلام ؛ وكان سبب ذلك ان عائشة قالت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان إبراهيم ليس هو منك وانما هو من جريح القبطي ، فانه يدخل إليها في كل يوم ، فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال لأمير المؤمنين عليه‌السلام : خذ السيف وأتنى برأس جريح ، فأخذ أمير المؤمنين عليه‌السلام السيف ثم قال : بأبى أنت وأمى يا رسول الله انك إذا بعثتني في أمرك أكون فيه كالسفود (١) المحمى في الوبر فكيف تأمرنى أثبت فيه أو أمضى على ذلك؟ فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بل تثبت ، فجاء أمير المؤمنين الى مشربة أم إبراهيم فتسلق عليها فلما نظر اليه جريح هرب منه وصعد النخلة ، فدنا منه أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال له : انزل فقال له يا على اتق الله ما هاهنا الناس انى مجبوب (٢) ثم كشف عن عورته فاذا هو مجبوب ، فأتى به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما شأنك يا جريح؟ فقال : يا رسول الله ان القبط يحبون حشمهم ومن يدخل الى أهليهم ، والقبطيون لا يأنسون الا بالقبطيين ، فبعثني أبوها لأدخل إليها وأخدمها وأونسها ، فأنزل الله عزوجل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ) الآية.

٩ ـ وفي رواية عبد الله بن موسى عن أحمد بن راشد عن مروان بن مسلم عن عبد الله بن بكير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : جعلت فداك كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد أمر بقتل القبطي وقد علم انها كذبت عليه أم لم يعلم ، وانما دفع الله عن القبطي القتل بتثبت على؟ فقال : قد كان والله اعلم ، ولو كانت عزيمة من رسول الله ما رجع على حتى يقتله ، ولكنه انما فعل ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لترجع من ذنبها ، فما رجعت ولا اشتد

__________________

(١) السفود ـ كتنور ـ : حديدة يشوى عليها اللحم.

(٢) المجبوب : الخصى. المقطوع.

٨١

عليها ، قتل رجل مسلم بكذبها.

١٠ ـ في مجمع البيان والمروي عن الباقر عليه‌السلام «فتثبتوا» بالثاء والتاء.

١١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن الحسين بن على عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه : وما أنت يا وليد بن عقبة فو الله ما الومنك أن تبغض عليا عليه‌السلام وقد جلدك في الخمس ثمانين جلدة ، وقتل أباك صبرا بيده يوم بدر ، أم كيف نسبه فقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات من القرآن وسماك فاسقا ، وهو قوله : (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ).

١٢ ـ في أمالي الصدوق رحمه‌الله باسناده الى الصادق عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام للمنصور : لا تقبل في أذى رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول من حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار فان النمام شاهد الزور وشريك إبليس في الإغواء بين الناس ، وقد قال الله تبارك وتعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ).

١٣ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن سعيد بن يسار قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : انا نشتري الغنم بمنى ، ولسنا نعرف عرف بها أم لا (١) فقال انهم يكذبون لا عليك ضح بها.

١٤ ـ في كتاب معاني الاخبار حدثنا أبى رحمه‌الله قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال عن أبى جميلة المفضل بن صالح عن زيد الشحام قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الرفث والفسوق والجدال ، قال : اما الرفث فالجماع ، واما الفسوق فهو الكذب ، الا تسمع قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ) واما الجدال هو قول الرجل : لا والله وبلى والله وسباب الرجل الرجل.

١٥ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد

__________________

(١) قال الشيخ (ره) في التهذيب : ولا يجوز أن يضحى الا بما قد عرف به ، وهو الذي احضر عيشة عرفة بعرفة «انتهى». وبه يفسر هذا الحديث.

٨٢

بن اورمة عن على بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) يعنى أمير المؤمنين (عليه السلام) (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ) الاول والثاني والثالث.

١٦ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن فضل بن يسار قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الحب والبغض من الايمان هو؟ فقال : وهو الايمان الا الحب والبغض ، ثم تلا هذه الاية : (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ).

١٧ ـ على بن إبراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : حرام على قلوبكم ان تعرف حلاوة الايمان حتى تزهد في الدنيا.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثني محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن عمير عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) يعنى أمير المؤمنين عليه‌السلام (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ) الاول والثاني والثالث.

١٩ ـ في مجمع البيان وقيل : الفسوق الكذب عن ابن عباس وابن زيد وهو المروي عن أبى جعفر عليه‌السلام.

٢٠ ـ في محاسن البرقي عنه عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى بن أيوب بن الحر عن الحسن بن زياد قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) هل للعباد بما حبب الله صنع؟ قال : لا : ولا كرامة.

٢١ ـ عنه عن أحمد بن أبى نصر عن صفوان الجمال عن أبى عبيدة زياد الحذاء عن أبى جعفر عليه‌السلام في حديث له قال : يا زياد ويحك وهل الدين الا الحب؟ الا ترى الى قول الله (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) أو لا ترون قول الله لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) قال

٨٣

(يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ) وقال : الدين هو الحب والحب هو الدين.

٢٢ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه‌السلام انه قال القتل قتلان قتل كفارة وقتل درجة ، والقتال قتالان قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا ، وقتال الفئة الباغية حتى يفيئوا.

٢٣ ـ في الكافي باسناده الى أبى عبد الله عليه‌السلام قال : سأل رجل أبا عبد الله عليه‌السلام عن حروب أمير المؤمنين عليه‌السلام وكان السائل من محبينا ، فقال له : ان الله تعالى بعث محمدا بخمسة أسياف ، ثلاثة منها شاهرة لا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها ، ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها ، فاذا طلعت من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم «فيومئذ (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً) وسيف منها مكفوف ، وسيف منها مغمود سله الى غيرنا ، وحكمه إلينا الى قوله : وأما السيف المكفوف فسيف على أهل البغي والتأويل ، قال الله تعالى : و (إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ) فلما نزلت هذه الاية قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، فسئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من هو؟ قال : خاصف النعل يعنى أمير المؤمنين عليه‌السلام ثم قال عمار بن ياسر : قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلثا وهذه الرابعة ، والله لو ضربونا حتى بلغوا بنا السعفات من هجر (١) لعلمنا انا على الحق وأنهم على الباطل ، وكان السيرة فيهم من أمير المؤمنين عليه‌السلام ما كان من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل مكة يوم فتح مكة ، فانه لم يسب لهم ذرية وقال : من أغلق بابه فهو آمن ، ومن ألقى سلاحه فهو آمن ، وكذلك قال أمير المؤمنين يوم البصرة نادى فيهم : لا تسبوا لهم ذرية ، ولا تجهزوا على جريح (٢) ولا تتبعوا مدبرا ، ومن أغلق

__________________

(١) السعفات جمع السعفة : أغصان النخل ، والهجر ـ بالتحريك ـ : بلدة باليمن واسم لجميع ارض البحرين ، وانما خص هجر لبعد المسافة أو لكثرة النخل بها.

(٢) اجهز على الجريح. أسرع في قتله.

٨٤

بابه والقى سلاحه فهو آمن.

٢٤ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه‌السلام وقال : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ) اى ترجع فان فاءت اى رجعت (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).

٢٥ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن على بن الحسين عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ) قال : الفئتان (١) انما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة وهم أهل هذه الآية وهم الذين بغوا على أمير ـ المؤمنين عليه‌السلام فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا الى امر الله ، ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أن لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا ويرجعوا عن رأيهم ، لأنهم بايعوا طائعين غير كارهين (٢) وهي الفئة الباغية كما قال الله عزوجل فكان الواجب على أمير المؤمنين أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم ، كما عدل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل مكة ، انما من عليهم وعفا وكذلك صنع أمير المؤمنين عليه‌السلام بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأهل مكة حذو النعل بالنعل.

٢٦ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال : سألت جعفر بن محمد عليه‌السلام عن طائفتين من المؤمنين إحديهما باغية والاخرى عادلة اقتتلوا ، فقتل رجل من أهل العراق أباه وابنه أو حميمه وهو من أهل

__________________

(١) الفئتان تفسير للطائفتين.

(٢) قال المجلسي (ره) : هذا بيان لكذبهم وبغيهم على جميع المذاهب فان مذهب المخالفين ان مدار وجوب الاطاعة على البيعة. فهم بايعوا طائعين غير مكرهين ، فاذا نكثوا فهم على مذهبهم أيضا من الباغين.

٨٥

البغي وهو وارثه هل يرثه؟ قال : نعم لأنه قتله بحق.

٢٧ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : انما المؤمنون اخوة بنو أب وأم ، إذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له الآخرون.

٢٨ ـ عنه عن أبيه عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان عن جابر الجعفي قال : تقبضت بين يدي أبى جعفر عليه‌السلام فقلت : جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني ، أو أمر ينزل بى حتى يعرف ذلك أهلى في وجهي وصديقي ، فقال : نعم يا جابر ان الله عزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان ، واجرى فيهم من ريح روحه ، ولذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه وامه فاذا أصاب روحا من تلك الأرواح في ولد من الولدان حزن حزنت هذه لأنها منها.

٢٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن على بن عقبة عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيحلفه.

٣٠ ـ وباسناده الى أبى بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد ، ان اشتكى شيئا منه وجدا لم ذلك في ساير جسده ، وأرواحهما من روح واحدة ، وان روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها.

٣١ ـ وباسناده الى الحارث بن المغيرة قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : المسلم أخو المسلم ، هو عينه ومرآته ودليله ، لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه.

٣٢ ـ وباسناده الى حفص بن البختري قال : كنت عند ابى عبد الله عليه‌السلام ودخل عليه رجل فقال لي : تحبه؟ فقلت : نعم ، فقال لي : ولم لا تحبه وهو أخوك وشريكك في دينك وعونك على عدوك ورزقه على غيرك.

٣٣ ـ وباسناده الى محمد بن الفضيل عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه ، لان الله عزوجل خلق المؤمنين من

٨٦

طينة الجنان واجرى في صورهم من ريح الجنة ، فلذلك هم اخوة لأب وأم.

٣٤ ـ وباسناده الى على بن عقبة عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله ، لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه.

٣٥ ـ احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن عبد الله عن رجل عن جميل عن ابى عبد الله قال : سمعته يقول : المؤمنون خدم بعضهم لبعض ، قلت : وكيف يكونون خدما بعضهم لبعض؟ قال : يفيد بعضهم بعضا الحديث.

٣٦ ـ وباسناده الى المفضل بن يسار قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : ان نفرا من المسلمين خرجوا الى سفر لهم ، فضلوا الطريق فأصابهم عطش شديد فتكفئوا (١) ولزموا أصول الشجر ، فجاءهم شيخ وعليه ثياب بيض ، فقال : قوموا فلا بأس عليكم فهذا الماء ، فقاموا فشربوا وارتووا فقالوا : من أنت يرحمك الله؟ فقال : انا من الجن الذين بايعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله ، فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي.

٣٧ ـ وباسناده الى ربعي عن الفضيل بن يسار قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام ، يقول : والمسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يغتابه ولا يخونه ولا يحرمه.

٣٨ ـ في محاسن البرقي عنه عن ابى عبد الله احمد بن محمد السياري وحسن بن معاوية عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة الثمالي عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : المؤمن أخو المؤمن لأبيه وامه. وذلك ان الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من طينة جنان السماوات واجرى فيهم من ريح روحه ، فلذلك هو اخوه لأبيه وامه.

٣٩ ـ في بصائر الدرجات الحسن بن على بن معاوية عن محمد بن سليمان

__________________

(١) اى اتخذوا الكفن ولبسوه.

٨٧

عن أبيه عن عيسى بن أسلم عن معاوية بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام جعلت فداك هذا الحديث الذي سمعته منك ما تفسيره؟ قال : وما هو؟ قال : ان المؤمن ينظر بنور الله ، فقال : يا معاوية ان الله خلق المؤمنين من نوره وصبغهم في رحمته ، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه ، فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه وامه أبوه النور وامه الرحمة ، وانما ينظر بذلك النور.

٤٠ ـ في إرشاد المفيد رحمه‌الله باسناده الى ابى سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل ويقول فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة ان لعلى ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لأحد من الأولين والآخرين ، هو أخى في الدنيا والآخرة ، ليس ذلك لغيره من الناس.

٤١ ـ في مجمع البيان وروى الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : المسلم أخو المسلم يا يظلمه ولا يسلبه ، من كان من حاجة أخيه كان الله في حاجته ؛ ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما يستره الله يوم القيامة أورده البخاري ومسلم في صحيحهما.

٤٢ ـ وفي وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه‌السلام : سر ميلا عد مريضا ، سر ميلين شيع جنازة ، سر ثلاثة أجب دعوة ، سر أربعة أميال زر أخا في الله ، سر خمسة أميال أجب دعوة الملهوف ، سر ستة أميال انصر المظلوم وعليك بالاستغفار.

قال عز من قائل : (فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)

٤٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن حماد بن أبى طلحة عن حبيب الأحول قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : صدقة تحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا ، وتقارب بينهم إذا تباعدوا عنه عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن ابى عبد الله عليه‌السلام مثله.

٤٤ ـ عنه عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : لئن أصلح بين اثنين أحب الى من ان أتصدق بدينارين.

٤٥ ـ عنه عن احمد بن محمد عن ابن سنان عن مفضل قال : قال ابو عبد الله

٨٨

عليه‌السلام : إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من مالي (١)

٤٦ ـ ابن سنان عن ابى حنيفة سائق الحاج قال : مر بنا المفضل وانا وختني (٢) نتشاجر في ميراث ، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا : تعالوا الى المنزل ، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعماة درهم ، فدفعها إلينا من عنده حتى إذا استوثق كل واحد منها من صاحبه ، قال : اما انها ليست من مالي ولكن ابو عبد الله عليه‌السلام أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شيء ان أصلح بينهما وأفتديهما من ماله ، فهذا من مال ابى عبد الله عليه‌السلام

٤٧ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : المصلح ليس بكاذب. (٣)

٤٨ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن معاوية ابن وهب أو معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال : أبلغ عنى كذا وكذا ـ في أشياء امر بها ـ قلت : فأبلغهم عنك وأقول عنى ما قلت لي وغير الذي قلت؟ قال : نعم ان المصلح ليس بكذاب.

٤٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم واما قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ) فانها نزلت في صفية بنت حي بن اخطب ، وكانت زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وذلك ان عائشة وحفصة كانتا تؤذيانها وتشتمانها وتقولان لها : يا بنت اليهودية. فشكت ذلك الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لها : الا تجيبهما؟ فقالت : بماذا يا رسول الله قال : قولي ان أبى هارون نبي الله وعمى موسى كليم الله ، وزوجي محمد رسول الله

__________________

(١) من الافتداء ، وقال المجلسي (ره) : كان الافتداء هنا مجار قال : المال يدفع المنازعة كما ان الدية تدفع الدم ، أو كما ان الأسير يفتدي بالفداء كذلك كل منهما يفتدي من الاخر بالمال فالاسناد الى النار على المجاز.

(٢) الختن : زوج بنت الرجل وزوج أخته أو كان من كان من قبل المرئة.

(٣) قال الفيض (ره) : يعنى إذا تكلم بما لا يطابق الواقع فيما يتوقف عليه الإصلاح لم يعد كلامه كذبا.

٨٩

صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فما تنكران منى؟ فقالت لهما ، فقالتا : هذا علمك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فانزل الله في ذلك : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ) الى قوله : (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ).

٥٠ ـ في عيون الاخبار في باب ما أنشده الرضا عليه‌السلام من الشعر في الحلم وغيره حدثنا الحاكم أبو على الحسين بن أحمد البيهقي قال : حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال : حدثنا محمد بن يحيى بن أبى عباد قال : حدثني عمى قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يوما ينشد وقليلا ما كان ينشد شعرا

كلنا نأمل مدا في الأجل

والمنايا هن آفات الأمل

لا تغرنك أباطيل المنى

والزم القصد ودع عنك العلل

انما الدنيا كظل زايل

حل فيه راكب ثم رحل

فقلت : لمن هذا أعز الله الأمير؟ فقال : لعراقى لكم ، قلت أنشدنيه ابو العتاهية لنفسه ، فقال : هات اسمه ودع هذا ، ان الله سبحانه يقول : ولا تنابزوا بالألقاب ولعل الرجل يكره هذا.

٥١ ـ في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال : كنت عند أبى عبد الله عليه‌السلام إذ دخل اليه رجل من أهل اليمن ، فسلم عليه فرد عليه‌السلام وقال له : مرحبا بك يا سعد ، فقال له الرجل : جعلت فداك بهذا كنت القب ، فقال له ابو عبد الله عليه‌السلام : لا خير في اللقب ان الله تعالى يقول في كتابه : (لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ)

قال عز من قائل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِ).

٥٢ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن الحسين بن حازم عن حسين بن عمر بن يزيد عن أبيه الى قوله بعد نقل حديث عن أبى عبد الله عليه‌السلام وقيل هذا : على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبى عبد الله عليه‌السلام ونقل حديثا أيضا عنه عن أبيه عمن حدثه عن الحسين بن المختار عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال قال : أمير المؤمنين

٩٠

عليه‌السلام في كلام له : ضع امر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه ، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا.

٥٣ ـ وباسناده الى ابى جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله تبارك وتعالى : لا يتكل العاملون لي على أعمالهم التي يعملونها لثوابي ، فإنهم لو اجتهدوا واتبعوا أنفسهم ـ أعمارهم ـ في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي الى قوله : ولكني برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا والى حسن الظن بى فليطمئنوا.

٥٤ ـ وباسناده الى ابى جعفر عليه‌السلام قال : وجدنا في كتاب على عليه‌السلام ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال وهو على منبره : والذي لا اله الا هو ما اعطى مؤمن قط خير الدنيا والاخرة الا بحسن ظنه بالله ورجائه له ، وحسن خلقه ، والكف عن اغتياب المؤمنين ، والذي لا اله الا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار الا بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين ، والذي لا اله الا هو لا يحسن ظن بعد مؤمن بالله الا كان الله عند ظن عبده المؤمن ، لان الله كريم بيده الخيرات ، يستحيي ان يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجائه فأحسنوا بالله الظن وارغبوا اليه.

٥٥ ـ وباسناده الى الرضا عليه‌السلام قال : أحسن الظن ان الله عزوجل يقول : أنا عند ظن عبدي المؤمن بى ، ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا (١).

٥٦ ـ وباسناده الى سفيان بن عيينة قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : حسن الظن بالله ان لا ترجو الا الله ولا تخاف الا ذنبك (٢).

__________________

(١) قال المجلسي (ره) هذا الخبر مروي من طرق العامة أيضا ، وقال الخطابي معناه أنا عند ظن عبدي في حسن عمله وسوء عمله ، لان من حسن عمله حسن ظنه ومن ساء عمله ساء ظنه.

(٢) قال في البحار : فيه اشارة الى ان حسن الظن بالله ليس معناه ومقتضاه ترك العمل والاجتراء على المعاصي اتكالا على رحمة الله بل معناه انه مع العمل لا يتكل على عمله وانما يرجو قبوله من فضله وكرمه ويكون خوفه من ذنبه وقصور عمله لا من ربه فحسن الظن

٩١

٥٧ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب اطرحوا سوء الظن بينكم ، فان الله نهى عن ذلك.

٥٨ ـ في نهج البلاغة وقال عليه‌السلام : إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم يظهر منه حوبة فقد ظلم (١) وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله ثم أحسن رجل الظن برجل فقد غرر.

٥٩ ـ في مجمع البيان وفي الحديث : إياكم والظن فان الظن الكذب الحديث.

قال عز من قائل : ولا تجسسوا

٦٠ ـ في أصول الكافي باسناده الى عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما‌السلام قال : أقرب ما يكون العبد الى الكفر أن يواخى الرجل الرجل على الدين ، فيحصى عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما. وباسناده الى زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام نحوه بتغيير يسير غير مغير للمعنى.

٦١ ـ وباسناده الى ابن بكير عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : أبعد ما يكون العبد من الله أن يكون الرجل يواخى الرجل وهو يحفظ زلاته ليعيره بها يوما.

٦٢ ـ وباسناده الى محمد بن مسلم أو الحلبي عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا تطلبوا عثرات المؤمنين فان من تتبع عثرات أخيه تتبع الله عثرته ، ومن تتبع الله عثرته يفضحه ولو في جوف بيته.

٦٣ ـ وباسناده الى أبى بصير عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

لا ينافي الخوف بل لا بد من الخوف وضمه مع الرجاء وحسن الظن كما مر «انتهى» أقول : لعل معنى كلامه (عليه السلام) ان العبد إذا علم من ربه انه أرحم الراحمين وأرأف بعبده من الولد الى ولده فلا شيء يدعوه الى الخوف منه تعالى ، وهذا معنى حسن الظن به عزوجل ، واما من جهة عصيانه وترك أوامره فهو خائف من انه تعالى عاقبه بذنبه وتجريه على هذا الرب الرءوف فدائما يكون الخوف من الذنب وتبعاته واما بالنسبة اليه تبارك وتعالى فليس له الا الرجاء منه تعالى.

(١) الحوبة : المعصية.

٩٢

يا معشر من أسلم بلسانه ولم يسلم بقلبه ، لا تتبعوا عثرات المسلمين فانه من تتبع عثرات المسلمين تتبع الله عثرته ، ومن تتبع الله عثرته يفضحه.

٦٤ ـ وباسناده الى إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان الى قلبه ، لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ؛ ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته ؛ وباسناده الى أبى الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله.

٦٥ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن مروان عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ثلاثة يعذبون يوم القيامة الى ان قال : والمستمع حديث قوم وهم له كارهون يصب في أذنيه الآنك (١).

٦٦ ـ عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث له : ومن استمع الى حديث قم وهم له كارهون يصب في أذنيه الآنك يوم القيامة ، قال سفيان الآنك الرصاص.

٦٧ ـ وفيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب : إياكم وغيبة المسلم، فان المسلم لا يغتاب أخاه وقد نهى الله ان يأكل لحم أخيه ميتا.

٦٨ ـ عن أسباط بن محمد باسناده الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : الغيبة أشد من الزنا ، فقيل : يا رسول الله ولم ذلك؟ قال : صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه ، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذي يحله.

٦٩ ـ عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ثلاث من كن فيه أو جبن له على الناس أربعا : من إذا حدثهم لم يكذبهم ، وإذا خالطهم لم يظلمهم ، وإذا وعدهم لم يخلفهم ، وجب ان يظهر في الناس عدالته ، ويظهر فيهم مروته ، وان تحرم عليهم غيبته ، وأن تجب عليهم اخوته.

٧٠ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من اخبار هذه المجموعة وباسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدثهم فلم

__________________

(١) الآنك : الرصاص كما سيأتى في الحديث الآتي.

٩٣

يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم ، فهو ممن كملت مروته ، وظهرت عدالته ، ووجبت اخوته ، وحرمت غيبته.

٧١ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن العباس بن عامر عن أبان عن رجل لا نعلمه الا يحيى الأزرق قال : قال لي ابو الحسن عليه‌السلام من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه ، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه ، ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته.

٧٢ ـ وباسناده الى عبد الرحمن بن سيابة قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول ، الغيبة ان تقول في أخيك مما ستره الله عليه ، واما الأمر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا ، والبهتان ان يقول فيه ما ليس فيه.

٧٣ ـ وباسناده الى داود بن سرحان قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الغيبة قال هو أن تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل ، وتثبت عليه امرا قد ستره الله عليه ، لم يقم عليه فيه حد.

٧٤ ـ وباسناده الى السكوني عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الاكلة في جوفه.

قال وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الجلوس في المسجد انتظار الصلوة عبادة ما لم يحدث قيل: يا رسول الله وما يحدث؟ قال : الاغتياب.

٧٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن ابى عبد الله عن أبيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : سئل النبي ما كفارة الاغتياب؟ قال : تستغفر الله لمن اغتبته كما ذكرته.

٧٦ ـ فيمن لا يحضره الفقيه في مناهي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ونهى عن الغيبة ، وقال من اغتاب امرءا مسلما بطل صومه ونقض وضوءه ، وجاء يوم القيامة من فيه رائحة أنتن من الجيفة ، تتأذى به أهل الموقف ، فان مات قبل ان يتوب مات مستحلا لما حرم الله عزوجل ، الا ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مسجد فردها عنه رد الله عنه الف باب من الشر في الدنيا والاخرة ، فان هو لم يردها وهو قادر على ردها كان عليه

٩٤

كوزر من اغتابه سبعين مرة.

٧٧ ـ في مجمع البيان وفي الحديث قولوا في الفاسق ما فيه كى يحذره الناس ٧٨ ـ وعن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إياكم والغيبة فان الغيبة أشد من الزنا ، ثم قال : ان الرجل يزني ويتوب فيتوب الله عليه ، وان صاحب الغيبة لا يغفر له الا ان يغفر له صاحبه ، وفي الحديث : إذا ذكرت الرجل بما فيه مما يكرهه فقد اغتبته ، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته.

٧٩ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده الى أبى ذر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: يا أبا ذر إياك والغيبة ، فان الغيبة أشد من الزنا ، قلت : يا رسول الله ولم ذاك فداك ابى وأمي؟ قال : لان الرجل يزني فيتوب ، فيقبل الله توبته ، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها.

٨٠ ـ في جوامع الجامع وروى ان أبا بكر وعمر بعثا سلمان الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليأتى لهما بطعام ، فبعثه الى أسامة بن زيد وكان خازن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على رحله فقال : ما عندي شيء ، فعاد إليهما فقالا : بخل أسامة ولو بعثنا سلمان الى بئر سميحة لغار ماؤها ، ثم انطلقا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال لهما : ما لى أرى خضرة اللحم في أفواهكما؟ قالا : يا رسول الله ما تناولنا اليوم لحما ، قال ظللتم تأكلون لحم سلمان واسامة فنزلت.

٨١ ـ في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف رحمه‌الله عليه‌السلام من اشعاره عليه‌السلام في موقف كربلا:

لقد فاز الذي نصروا حسينا

وخاب الآخرون بنو السفاح

ومنها :

كل ذا العالم يرجو فضلنا

غير ذا الرجس اللعين الوالدين

٨٢ ـ في عيون الاخبار في باب قول الرضا لأخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه : حدثنا الحاكم ابو على الحسين بن احمد البيهقي قال : حدثني محمد بن يحيى الصولي قال : حدثني ابو عبد الله محمد بن موسى بن نصر الرازي

٩٥

قال : سمعت ابى يقول : قال الرجل للرضا عليه‌السلام ؛ والله ما على وجه الأرض أشرف منك أبا فقال : التقوى شرفهم وطاعة الله اخفضهم ، فقال له آخر : أنت والله خير الناس ، فقال له : لا تحلف يا هذا خير منى من كان اتقى الله تعالى وأطاع له ، والله ما نسخت هذه الآية : (وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ)

٨٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا) قال الشعوب العجم ، والقبائل العرب ، وقوله : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) وهو رد على من يفتخر بالاحساب والأنساب.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتح مكة يا ايها الناس ان الله قد اذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية. وتفاخرها بآبائها ، ان العربية ليست باب والد ، وانما هو لسان ناطق ، فمن تكلم به فهو عربي ، الا انكم من آدم وآدم من التراب ، و (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ).

٨٤ ـ أخبرنا الحسين بن على عن أبيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان عن على بن الحسين العبدي عن ابى هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة بن اليماني قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما ، وذلك قوله : «وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال» فانا من أصحاب اليمين ، وانا خير من أصحاب اليمين ، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرهما ثلاثا ، وذلك قوله : (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) فانا من السابقين وانا خير السابقين ، ثم جعل الا ثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة ، وذلك قوله : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) فقبيلتى خير القبائل ، وانا سيد ولد آدم وأكرمكم على الله ولا فخر ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٦

٨٥ ـ في مجمع البيان وقيل : أراد بالشعوب الموالي ، وبالقبايل العرب في رواية عطا عن ابن عباس ، والى هذا ذهب قوم فقالوا : الشعوب من العجم والقبايل من العرب والأسباط من بنى إسرائيل ، وروى ذلك عن الصادق عليه‌السلام.

٨٦ ـ وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : يقول الله تعالى يوم القيامة : أمرتكم فضيعتم ما عهدت إليكم فيه ، ورفعتم انسابكم فاليوم ارفع نسبي وأضع انسابكم اين المتقون؟ (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ).

٨٧ ـ وروى ان رجلا سأل عيسى بن مريم اى الناس أفضل؟ فأخذ قبضتين من تراب ثم قال : اى هاتين أفضل؟ الناس خلقوا من تراب ، فأكرمهم أتقاهم ، أبو بكر البيهقي بالإسناد عن عباية بن ربعي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ان الله عزوجل جعل القسمين فجعلني في خيرهم قسما وذلك قوله : وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال ، فانا من أصحاب اليمين ، وانا خير من أصحاب اليمين ، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلاثا ، وذلك قوله «وأصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون السابقون» فانا من السابقين ، وانا خير السابقين ، ثم جعل الا ثلاث قبايل فجعلني في خيرها قبيلة ، فذلك قوله : (وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ) الاية فانا اتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر ، ثم جعل القبايل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا ، وذلك قوله عزوجل : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فانا وأهلي مطهرون من الذنوب.

٨٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى الحسين بن خالد قال على بن موسى الرضا عليه‌السلام : لا دين لمن لا ورع له ، ولا أمان لمن لا تقية له ، وان أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية.

٨٩ ـ في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه‌الله وسئل الصادق عليه‌السلام عن قول الله تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) قال : أعملكم بالتقية.

٩٠ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن على بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن عمر بن ابى بكار عن ابى بكر الحضرمي عن ابى عبد الله عليه‌السلام

٩٧

قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله زوج مقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب وانما زوجه لتتضع المناكح وليتأسوا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليعلموا (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ) أتقاهم.

٩١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن هشام بن سالم عن رجل عن أبى عبد الله عليه‌السلام ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله زوج المقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ، ثم قال : انما زوجها المقداد لتتضع المناكح ولتتأسوا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولتعلموا (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) ، وكان الزبير أخا عبد الله وأبى طالب لأبيهما وأمهما.

٩٢ ـ في أصول الكافي أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن عقبة بن بشير الأسدي قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : أنا عقبة بن بشير الأسدي وأنا في الحسب الضخم من قومي؟ قال : فقال : ما تمن علينا بحسبك ، ان الله رفع بالايمان من كان الناس يسمونه وضيعا إذا كان مؤمنا ، ووضع بالكفر من كان الناس يسمونه شريفا إذا كان كافرا ، فليس لأحد فضل على أحد الا بالتقوى.

٩٣ ـ في كتاب مقتل الحسين عليه‌السلام لأبي مخنف رحمه‌الله من كلامه في موقف كربلا أما أنا ابن بنت نبيكم ، فو الله ما بين المشرق والمغرب لكم ابن بنت نبي غيري.

٩٤ ـ ومن كلامه عليه‌السلام للشمر لعنه الله : يا ويلك ومن أنا؟ فقال : الحسين وأبوك على بن ابى طالب ، وأمك فاطمة الزهراء ، وجدك محمد المصطفى ؛ فقال له الحسينعليه‌السلام: يا ويلك إذا عرفت بأن هذا حسبي ونسبي فلم تقتلني؟ ومن اشعاره عليه‌السلام :

انا بن على الحر من آل هاشم

كفاني بهذا مفخر حين أفخر

وفاطم أمى ثم جدي محمد

وعمى يدعى ذو الجناحين جعفر

ونحن ولاة الحوض نسقي محبنا

بكأس رسول الله ما ليس ينكر

٩٨

إذا ما أتى يوم القيامة ظاميا

الى الحوض يسقيه بكفيه حيدر

ومن اشعاره عليه‌السلام أيضا :

خيرة الله من الخلق أبى

بعد جدي فانا ابن الخيرتين

أمى الزهراء حقا وأبى

وارث العلم ومولى الثقلين

فضة قد صفيت من ذهب

فأنا الفضة وابن الذهبين

والدي شمس وأمى قمر

فانا الكوكب وابن القمرين

عبد الله غلاما يافعا (١)

وقريش يعبدون الوثنين

من له جد كجدي في الورى

أو كأمى في جميع المشرقين

خصه الله بفضل وتقى

فأنا الأزهر وابن الازهرين

جوهر من فضة مكنونة

فأنا الجوهر وابن الدرتين

جدي المرسل مصباح الدجى

وأبى الموفى له بالبيعتين

والدى خاتمه جاد به

حين وافى رأسه للركعتين

أيده الله بطاهر طاهر

صاحب الأمر ببدر وحنين

ذاك والله على المرتضى

ساد بالفضل على أهل الحرمين.

٩٥ ـ في روضة الكافي عن على بن إبراهيم عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن حنان قال : سمعت ابى يروى عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : كان سلمان جالسا مع نفر من قريش في المسجد ، فأقبلوا ينتسبون ويرفعون حتى بلغوا سلمان ، فقال له عمر بن الخطاب : أخبرنى من أنت ومن أبوك وما أصلك؟ فقال : انا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله عزوجل بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كنت عائلا فأغنانى الله بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وكنت مملوكا فأعتقني الله بمحمد ، هذا نسبي وهذا حسبي قال : فخرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمان يكلمهم ، فقال له سلمان : يا رسول الله ما لقيت من هؤلاء حبست معهم فأخذوا ينتسبون ويرفعون في أنسابهم حتى إذا بلغوا الى ، قال عمر بن الخطاب : من أنت وما أصلك وما حسبك؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فما قلت له يا سلمان؟ قال : قلت : انا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله عز ذكره بمحمد ، وكنت عائلا فأغنانى الله عز ذكره بمحمد ، وكنت مملوكا فأعتقنى الله عز ذكره بمحمد ، هذا حسبي وهذا نسبي فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) يفع الغلام : راهق العشرين وقيل : ترعرع وناهز البلوغ.

٩٩

يا معشر قريش ان حسب الرجل دينه ، ومروته خلقه وأصله عقله ، قال الله عزوجل : (إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) ثم قال النبي لسلمان : ليس لأحد من هؤلاء عليك فضل الا بتقوى الله عزوجل وان كان التقوى لك عليهم فأنت أفضل.

٩٦ ـ ابو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحجال عن جميل بن دراج قال: قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : فما الكرم؟ قال : التقوى ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٧ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى يونس بن ظبيان عن الصادق جعفر بن محمد قال: حدثني أبى عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : أعبد الناس من اقام الفرائض ، الى قوله : وأكرم الناس وأتقى الناس من قال الحق فيما له وعليه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٨ ـ وروى على بن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن الحارث بن محمد النعمان الأحول صاحب الطاق عن جميل بن صالح عن ابى عبد الله عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أحب ان يكون أكرم الناس فليتق الله ، ومن أحب ان يكون أتقى الناس فليتوكل على الله.

٩٩ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن جميل بن دراج قال : سئلت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) فقال : الا ترى ان الايمان غير الإسلام.

١٠٠ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا عن احمد بن محمد جميعا عن الوشاء عن أبان عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول ؛ (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا) فمن زعم انهم آمنوا فقد كذب ، ومن زعم انهم لم يسلموا فقد كذب.

١٠١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد

١٠٠