تفسير نور الثقلين - ج ٥

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨

مسلم في الصحيح.

٥ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : والتكاثر لهو وشغل واستبدال الذي هو ادنى بالذي هو خير.

٦ ـ في نهج البلاغة من كلام له عليه‌السلام قال بعد تلاوته (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) يا له مراما ما أبعده ، وزورا ما اغفله ، وخطرا ما أفظعه. لقد استخلوا منهم اى مدكر ، وتناوشوهم من مكان بعيد ، أفبمصارع آبائهم يفخرون أم بعديد الهلكى يتكاثرون؟ يرتجعون منهم أجسادا خوت. وحركات سكنت ، ولان يكونوا عبرا أحق من ان يكونوا مفتخرا ، ولا يهبطوا بهم جناب ذلة احجى من ان يقوموا بهم مقام عزة ، لقد نظروا إليهم بابصار العشوة ، وضربوا منهم في غمرة جهالة ، ولو استنطقوا عنهم عرصات تلك الديار الخاوية ، والربوع الخالية ، لقالت ذهبوا في الأرض ضلالا ، وذهبتم في أعقابهم جهالا ، تطؤون في هامهم وتستنبتون في أجسادهم. وترتعون فيما لفظوا وتسكنون فيما خربوا (١)

٧ ـ في مجمع البيان : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) قال الحسن ومقاتل هو وعيد بعد وعيد ، قيل : معناه سوف تعلمون في القبر ثم سوف تعلمون في الحشر ، رواه زر بن حبيش عن على عليه‌السلام ، قال : ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت ألهيكم التكاثر الى قوله : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) يريد في القبر ثم كلا سوف

__________________

(١) المراد بالمرام هو ما كان مقصدهم من التفاخر من إثبات الفخر والمنقبة لأنفسهم فبين (عليه السلام) ان ذلك المرام بعيد جدا لان الفخر بالميت كالفخر بالجماد. قوله (عليه السلام)«وزورا ما أغفله» المراد بالزور : الزائرون للمقابر المتفاخرون بهم ، اسم للواحد والجمع. و «تناوشوهم» اى تناولوهم. قوله (عليه السلام)«يرتجعون ...» اى يطلبون رجوع أجسادهم وقد «خوت» اى خلت من الأرواح. والجناب : الفناء. والحجى : العقل والفتنة. والعشوة : سوء البصر بالليل وغمرة الشيء : شدته ومعظمه. والربوع جمع الربع : الدار حيث كانت والمنزل. والهام جمع الهامة : الرأس «وتستنبتون.» من النبات. اى تزرعون النبات في أجسادهم. واللفظ : أرمي من الفم يقال : لفظت الشيء : رميته من فمي.

٦٦١

تعلمون بعد البعث.

٨ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال ابن عباس قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) قال : التكاثر الأموال جمعها من غير حقها ومنعها من حقها وشدها في الاوعية (حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) حتى دخلتم قبوركم (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) لو قد دخلتم قبوركم (ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) لو قد خرجتم من قبوركم الى محشركم (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ) قال : وذلك حين يؤتى بالصراط فينصب بين جسري جهنم.

٩ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن محمد بن أبى عمير عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قول الله : (لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ) قال : المعانية.

١٠ ـ في مجمع البيان قرأ ابن عامر والكسائي «لترون» بضم التاء وروى ذلك عن علىعليه‌السلام ، والباقي (لَتَرَوُنَّ) بالفتح.

١١ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى جسر جهنم (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : عن خمس عن شبع البطون ، وبارد الشراب ، ولذة النوم ، وظلال المساكين ، واعتدال الخلق.وروى في أخبارنا ان النعيم ولاية على بن أبى طالب عليه‌السلام.

١٢ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن أبى سعيد عن أبى حمزة قال : كنا عند أبى عبد الله عليه‌السلام جماعة فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة وطيبا وأتينا بتمر ننظر فيه أوجهنا من صفائه وحسنه ، فقال رجل : لتسئلن عن هذا النعيم الذي تنعمتم به عند ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال أبو عبد الله عليه‌السلام ان الله عزوجل أكرم وأجل ان يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسئلكم عنه ، ولكن يسئلكم عما أنعم به عليكم بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبآل محمد عليهم‌السلام.

١٣ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن أبيه عن القاسم بن محمد الجوهري الحارث بن جرير عن سدير الصيرفي عن أبى خالد الكابلي قال : دخلت على أبى جعفر عليه‌السلام فدعا بالغدا فأكلت معه طعاما ما أكلت طعاما قط أطيب منه ولا أنظف فلما فرغنا من الطعام قال : يا با خالد كيف رأيت طعامك أو قال طعامنا

٦٦٢

قلت : جعلت فداك ما رأيت أطيب منه قط ولا أنظف ، ولكني ذكرت الاية في كتاب الله عزوجل «و (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال أبو جعفر عليه‌السلام انما يسئلكم عما أنتم عليه من الحق.

١٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام والزمهم الحجة بان خاطبهم خطابا يدل على انفراده وتوحيده ، وبان لهم أولياء تجري أفعالهم وأحكامهم مجرى فعله ، فهم العباد المكرمون ، وهم النعيم الذي يسأل عنه ، ان الله تبارك وتعالى أنعم بهم على من اتبعهم من أوليائهم ، قال السائل : من هؤلاء الحجج؟ قال : هم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن حل محله من أصفياء ـ الله الذين قال : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه.

١٥ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده في حديث طويل قال : سأل ابو حنيفة أبا عبد الله عليه‌السلام عن هذه الآية فقال له : ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال : القوت من الطعام والماء البارد ، فقال : لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتى يسئلك عن كل اكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه ، قال : فما النعيم جعلت فداك؟ قال : نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد ، وبنا ائتلفوا بعد ان كانوا مختلفين ، وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعد ان كانوا أعداء وبنا هداهم الله للإسلام وهو النعمة التي لا تنقطع ، والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبي وعترته.

١٦ ـ في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند الى الصادق عليه‌السلام اللهم وكما كان من شأنك يا صادق الوعد ، يا من لا يخلف الميعاد ، يا من هو كل يوم في شأن ، ان أنعمت علينا بموالاة أولياءك المسئول عنها عبادك ، فانك قلت وقولك الحق : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) وقلت : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ).

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا احمد بن إدريس عن احمد بن محمد عن سلمة بن عطا عن جميل عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قلت : قول الله :

٦٦٣

(لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : تسئل هذه الامة عما أنعم الله عليهم برسول الله ثم بأهل بيته.

١٨ ـ في عيون الاخبار باسناده الى إبراهيم بن عباس الصوفي الكاتب قال : كنا يوما بين يدي على بن موسى الرضا عليه‌السلام فقال : ليس في الدنيا نعيم حقيقى ، فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره : فيقول الله عزوجل : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) اما هذه النعيم في الدنيا وهو الماء البارد؟ فقال له الرضا عليه‌السلام وعلا صوته : كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب ، فقالت طائفة : هو الماء البارد ، وقال غيرهم : هو الطعام الطيب ، وقال آخرون : هو طيب النوم ، ولقد حدثني ابى عن أبيه ابى عبد الله عليه‌السلام ان أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عزوجل : (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) فغضب وقال : ان الله عزوجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به ، ولا يمن بذلك عليهم ، والامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف الى الخالق عزوجل ما لا يرضى المخلوقين به؟ ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا ، يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوة ، لان العبد إذا وفي بذلك اداه الى نعيم الجنة الذي كان لا يزول ولقد حدثني بذلك ابى عن أبيه عن محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عن الحسين بن على عليه‌السلام انه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أول ما يسئل عنه العبد بعد موته شهادة ان لا اله الا الله ، وان محمدا رسول الله ، وانك ولى المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك. فمن أقر بذلك وكان معتقده صار الى النعيم الذي لا زوال له.

١٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى صفوان بن يحيى عمن حدثه عن ابى عبد الله عليه‌السلام انه سئل عن (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فقال : الباء بهاء الله ، والسين سناء الله والميم ملك الله ، قال : قلت : الله ، قال : الالف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حفص بن البختري عن ابى عبد الله في قوله : (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال ان الله أكرم ان يسأل مؤمنا

٦٦٤

عن اكله وشربه.

٢١ ـ عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن الحلبي عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ثلثة أشياء لا يحاسب العبد المؤمن عليهن ، طعام يأكله ، وثوب يلبسه ، وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه.

٢٢ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الاخبار المجموعة بالإسناد قال : قال على عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : الرطب والماء البارد.

٢٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كل نعيم مسئول عنه صاحبه الا ما كان في غزو أو حج.

٢٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده الى الصادق عليه‌السلام قال : من ذكر اسم الله على الطعام لم تسئل عن نعيم ذلك الطعام.

٢٥ ـ في مجمع البيان (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) الصحة والفراغ ، عن عكرمة ويعضده ما رواه ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ.

٢٦ ـ وقيل : هو الأمن والصحة عن عبد الله بن مسعود ومجاهد ، وروى ذلك عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما‌السلام وقيل : يسئل عن كل نعيم الا ما خصه ، الحديث ، وهو قوله : ثلاث لا يسئل عنها العبد : خرقة يوارى بها عورته وكسرة يسد بها جوعته ، وبيت يكنه من الحر والبرد.

٢٧ ـ وروى ان بعض الصحابة أضاف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجماعة من أصحابه فوجدوا عنده تمرا وماء باردا فأكلوا ، فلما خرجوا قال : هذا من النعيم الذي تسئلون عنه.

٢٨ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى حفص الصائغ عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام في قوله : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : نحن من النعيم.

٦٦٥

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ والعصر في نوافله بعثه الله يوم القيامة مشرقا وجهه ، ضاحكا سنه قريرا عينه حتى يدخل الجنة.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبى ومن قرأها ختم له بالصبر ، وكان مع أصحاب الحق يوم القيامة.

٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده الى محمد بن على الباقر عليهما‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها وفي على والله نزلت سورة العصر : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ) الى آخره.

٤ ـ في مجمع البيان وقيل : ان في قراءة ابن مسعود «(وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) وانه فيه الى آخر الدهر» وروى ذلك عن على عليه‌السلام.

٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن سنان عن المفضل ابن عمر قال : سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) قال : العصر عصر خروج القائم عليه‌السلام (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) يعنى اعدانا الا الذين آمنوا يعنى بآياتنا وعملوا الصالحات يعنى بمواساة الاخوان وتواصوا بالحق يعنى الامامة وتواصوا بالصبر يعنى بالعترة.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) قال : قسم بان الإنسان خاسر وقرأ ابو عبد الله عليه‌السلام «(وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) وانه فيه الى آخر الدهر (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) وأتمروا بالتقوى وأتمروا بالصبر.

٧ ـ حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثني يحيى بن زكريا عن على بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) فقال : استثنى أهل صفوته من خلقه ، حيث قال : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) يقول

٦٦٦

آمنوا بولاية أمير المؤمنين (وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ) ذرياتهم ومن خلقوا بالولاية وتواصوا بها وصبروا عليها.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ) في فريضة من فرائض الله بعد الله عنه الفقر ، وجلب عليه الرزق ، ويدفع عنه ميتة السوء.

٢ ـ في مجمع البيان وفي حديث أبى من قرأها أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من استهزء بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه.

٣ ـ في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عن أبيه عن جده عليهم‌السلام قال : المسوخ من بنى آدم ثلثة عشر الى أن قال : واما العقرب فكان رجلا همازا لمازا (١) فمسخه الله عقربا.

٤ ـ وفيه أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن المسوخ فقال : هي ثلثة عشر : الفيل والدب الى أن قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : واما العقرب فكان رجلا لداغا لا يسلم من لسانه.

٥ ـ في عوالئى اللئالى وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيت ليلة الإسراء قوما يقطع اللحم من جنوبهم ثم يلقمونه ، ويقال : كلوا ما كنتم تأكلون من لحم أخيكم فقلت : يا جبرئيل من هؤلاء؟ فقال : هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون ، وفي تفسير على بن إبراهيم نحوه.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ) قال : الذين يغمز الناس ويستحقر الفقهاء وقوله لمزة يلوى عنقه ورأسه ويغضب إذا راى فقيرا أو سائلا الذي جمع مالا

__________________

(١) الهمز : الطعن. واللمز : العيب ، قيل : والفرق بينهما هو ان الهمزة : الذي يعيبك بظهر الغيب واللمزة : يعيبك في وجهك ، وقيل : الهمزة : الذي يؤذى جليسه بسوء لفظه واللمزة : الذي يكسر عينه على جليسه وشير برأسه ويؤمي بعينه.

٦٦٧

وعدده قال : أعده ووضعه.

٧ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن اسمعيل بن بزيع قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول: لا يجتمع المال الا بخمس خصال : بخل شديد وأمل طويل ، وحرص غالب ، وقطيعة رحم ، وإيثار الدنيا على الاخرة.

٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى أبان الأحمر عن الصادق عليه‌السلام انه جاء اليه رجل فقال له بابى أنت وأمي عظني موعظة. فقال عليه‌السلام : ان كان الحسنات حقا فالجمع لماذا؟ وان كان الخلف من الله عزوجل حقا فالبخل لما ذا؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) ويبقيه ثم قال : (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) والحطمة النار التي تحطم كل شيء ، ثم قال : (وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) قال : تلتهب على الفؤاد قال أبو ذر رضى الله عنه : بشر المتكبرين بكى في الصدور وسحب على الظهور (١) قوله : (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) قال: مطبقة (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) قال : إذا مدت العمد عليهم أكلت والله الجلود.

١٠ ـ في مجمع البيان وروى العياشي عن محمد بن النعمان الأحول عن حمران بن أعين عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : ان الكفار والمشركين يعيرون أهل التوحيد في النار ويقولون : ما نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئا وما نحن وأنتم الأسواء؟ قال : فيأنف لهم الرب تعالى ، فيقول للملائكة : اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله ، ثم يقول للنبيين : اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله ، ويقول الله : انا ارحم الراحمين اخرجوا برحمتي فيخرجون كما يخرج الفراش ، ثم قال ابو جعفر عليه‌السلام : ثم مدت العمد وأو صدت عليهم وكان والله الخلود.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ في

__________________

(١) الكي : إحراق الجلد بحديدة ونحوها. والسحب : الجر على وجه الأرض.

٦٦٨

فرائضه الم تر كيف فعل ربك شهد له يوم القيامة كل سهل وجبل ومدر بأنه كان من المصلين ، وينادى له يوم القيامة مناد : صدقتم على عبدي قبلت شهادتكم له وعليه ، أدخلوه الجنة ولا تحاسبوه فانه ممن أحبه الله وأحب عمله.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث ابى من قرأها عافاه الله أيام حيوته من المسخ والقذف.

٣ ـ وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : لا تجمع سورتين في ركعة واحدة الا الضحى والم نشرح ، والم تر كيف ولإيلاف قريش.

٤ ـ وعن ابى العباس عن أحدهما عليهم‌السلام قال : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ) و (لِإِيلافِ) سورة واحدة.

٥ ـ في كتاب الخصال عن ابى عبد الله عليه‌السلام عن أبيه عن جده عليهم‌السلام قال : المسوخ من بنى آدم ثلثة عشر الى ان قال : واما الفيل فكان ينكح البهائم فمسخه الله فيلا.

٦ ـ وفيه أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن ابى طالب عليه‌السلام قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن المسوخ فقال : هي ثلثة عشر : الفيل والدب الى ان قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : اما الفيل كان رجلا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا.

٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى محمد بن الحسن وعلان عن ابى الحسن عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام فاما الفيل فانه كان ملكا زناء لوطيا.

٨ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال على بن الحسين عليه‌السلام كان ابو طالب يضرب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بسيفه الى ان قال : فقال ابو طالب : يا ابن أخ الى الناس كافة أرسلت أم الى قومك خاصة؟ قال : لا بل الى الناس أرسلت كافة الأبيض والأسود والعربي والعجمي ، والذي نفسي بيده لأدعون الى هذا الأمر الأبيض والأسود ومن على رؤس الجبال ومن في لجج البحار ، ولأدعون السنة فارس والروم فحيرت قريش واستكبرت وقالت : أما تسمع الى ابن أخيك وما يقول والله لو

٦٦٩

سمعت بهذا فارس والروم لاختطفتنا من أرضنا ، ولقلعت الكعبة حجرا حجرا ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ) الى آخر الآية وانزل في قولهم لقلعت الكعبة حجرا حجرا (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) الى آخر الآية.

٩ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن ابى عمير عن محمد بن حمران عن أبان بن تغلب قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : لما ان وجه صاحب الحبشة بالخيل ومعهم الفيل ليهدم البيت مروا بابل لعبد المطلب فساقوها ، فبلغ ذلك عبد المطلب فأتى صاحب الحبشة فدخل الآذن فقال : هذا عبد المطلب بن هاشم قال : وما يشاء؟ قال الترجمان : جاء في إبل له ساقوها يسئلك ردها؟ فقال ملك الحبشة لأصحابه : هذا رئيس قوم وزعيمهم جئت الى بيته الذي يعبده لأهدمه وهو يسألني اطلاق ابله؟ اما لو سألنى الإمساك عن هدمه لفعلت ردوا عليه ابله فقال عبد المطلب لترجمانه : ما قال الملك؟ فأخبره فقال عبد المطلب : انا رب الإبل ولهذا البيت رب يمنعه فردت عليه ابله وانصرف عبد المطلب نحو منزله ، فمر بالفيل في منصرفه فقال للفيل : يا محمود فحرك الفيل رأسه ، فقال له : أتدري لم جاءوك؟ فقال الفيل برأسه : لا ، فقال عبد المطلب : جاؤا بك لتهدم بيت ربك أفتراك فاعل ذلك؟ فقال برأسه : لا ، فانصرف عبد المطلب الى منزله فلما أصبحوا غدوا به لدخول الحرم فأبى وامتنع عليهم فقال عبد المطلب لبعض مواليه عند ذلك : اعل الجبل فانظر ترى شيئا؟ فقال : ارى سوادا من قبل البحر فقال له يصيبه بصرك اجمع؟ فقال له : لا ولا شك ان يصيب ، فلما ان قرب قال : هو طير كثير ولا أعرفه يحمل كل طير في منقاره حصاة مثل حصاة الخذف (١) أو دون حصاة الخذف فقال عبد المطلب: ورب عبد المطلب ما تريد الا القوم حتى لما صار فوق رؤسهم

__________________

(١) الخذف ـ بالمعجمتين ـ : الرمي بحصاة أو نواة أو نحوهما تؤخذ بين السبابتين يرمى بها.

٦٧٠

اجمع القت الحصاة فوقعت كل حصاة على هامة (١) رجل فخرجت من دبره فقتلته فما انفلت منهم الا رجل واحد يخبر الناس ، فلما ان أخبرهم القت عليه فقتلته.

١٠ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن ابى عمير عن محمد بن حمران وهشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : لما اقبل صاحب الحبشة بالفيل يريد هدم الكعبة مروا بابل عبد المطلب فاستاقوها فتوجه عبد المطلب الى صاحبهم يسأله رد ابله عليه ، فاستأذن عليه فاذن له ، وقيل : ان هذا شريف قريش أو عظيم قريش فهو رجل له عقل ومروة فأكرمه وأدناه ، ثم قال لترجمانه : سله ما حاجتك؟ فقال له : ان أصحابك مروا بابل لي فاستاقوها فأحببت ان تردها على قال فتعجب من سؤاله إياه رد الإبل وقال : هذا الذي زعمتم انه عظيم قريش وذكرتم عقله يدع ان يسألني ان انصرف عن بيته الذي يعبده اما لو سألنى ان انصرف عن هذه (٢) لانصرفت له عنه فأخبره الترجمان بمقالة الملك ، فقال له عبد المطلب : ان لذلك البيت ربا يمنعه ، وانما سألتك رد ابلى لحاجتي إليها ، فامر برده عليه ومضى عبد المطلب حتى لقى الفيل على طرف الحرم فقال له : محمود ، فحرك رأسه فقال له أتدري لما جيء بك؟ فقال برأسه : لا ، فقال جاؤا بك لتهدم بيت ربك فتفعل؟ فقال برأسه : لا ، قال : فانصرف عنه عبد المطلب وجاؤا بالفيل ليدخل الحرم فلما انتهى الى طرف الحرم امتنع من الدخول فضربوه فامتنع من الدخول ، [فضربوه فامتنع] ، فأداروا به نواحي الحرم كلها كل ذلك يمتنع عليهم ، فلم يدخل وبعث الله عليهم الطير كالخطاطيف في مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها ، فكانت تحاذى برأس الرجل ثم ترسلها على رأسه فتخرج من دبره حتى لم يبق منهم أحد ، الا رجل هرب فجعل يحدث الناس بما راى إذ طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال : هذا الطير منها وجاء الطير حتى حاذى برأسه ثم ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات.

١١ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن

__________________

(١) الهامة : الرأس.

(٢) الهد : الهدم الشديد.

٦٧١

بن محبوب عن جميل بن دراج عن ابى مريم عن ابى جعفر عليه‌السلام قال سألته عن قول الله عزوجل : (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) قال كان طير ساف (١) جاءهم من قبل البحور رؤسهم كأمثال رؤس السباع ، وأظفارها كأظفار السباع من الطير ، مع كل طائر ثلثة أحجار ، في رجليه حجران ، وفي منقاره حجر ، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسامهم فقتلهم بها ، وما كان قبل ذلك رؤي شيء من الجدري ولا رأوا ذلك من الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده ، قال : ومن أفلت منهم يومئذ انطلق حتى إذا بلغوا حضرموت وهو واد دون اليمن أرسل الله عليهم سيلا فغرقهم أجمعين ، قال : وما راى في ذلك الوادي ماء قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة ، قال : فلذلك سمى حضرموت حين ماتوا فيه.

١٢ ـ في مجمع البيان أجمعت الرواة على ان ملك اليمن الذي قصد هدم الكعبة هو أبرهة بن الصباح الاشرم.

١٣ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده الى موسى بن جعفر عليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه آيات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه : ومن ذلك ان أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة الى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه ، فقال عبد المطلب : ان لهذا البيت ربا يمنعه ، ثم جمع أهل مكة فدعا وهذا بعد ما أخبره سيف بن ذي يزن ، فأرسل الله تبارك وتعالى طيرا أبابيل ورفعهم عن مكة وأهلها.

١٤ ـ في الكافي ولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الاول في عام الفيل مع الزوال ، وروى أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة.

١٥ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه‌السلام عن أبيه عن جده قال : لما ان قصد أبرهة بن الصباح ملك الحبشة لهدم البيت تسرعت الحبشة فأغاروا عليها ، فأخذوا سرحا (٢) لعبد المطلب بن

__________________

(١) سف الطائر : مر على وجه الأرض.

(٢) السرح : المال السائم.

٦٧٢

هاشم فجاء عبد المطلب الى الملك فاستأذن عليه فاذن له ، وهو في قبة ديباج على سرير له، فسلم عليه فرد أبرهة السلام وجعل ينظر في وجهه ، فراعه حسنه وجماله وهيئته ، فقال له: هل كان في آبائك مثل هذا النور الذي أراه لك والجمال؟ قال : نعم أيها الملك كل آبائي كان لهم هذا الجمال والنور والبهاء ، فقال له أبرهة لقد فقتم فخرا وشرفا ويحق لك أن تكون سيد قومك ، ثم أجلسه معه على سريره وقال لسايس فيله الأعظم وكان فيلا ابيض عظيم الخلق له نابان مرصعان بأنواع الدر والجواهر ، وكان الملك يباهي به ملوك الأرض : ايتني به فجاء به سايسه وقد زين بكل زينة حسنة ، فحين قابل [وجه] عبد المطلب سجد له ولم يكن سجد لملكه وأطلق الله لسانه بالعربية ، فسلم على عبد المطلب ، فلما راى الملك ذلك ارتاع له وظنه سحرا فقال : ردوا الفيل الى مكانه ، ثم قال لعبد الملك : فيم جئت؟ فقد بلغني سخاؤك وكرمك وفضلك ، ورأيت من هيئتك وجمالك وجلالك ما يقتضي ان انظر في حاجتك فسلني ما شئت ، وهو يرى انه يسأله في الرجوع عن مكة؟ فقال له عبد المطلب : ان أصحابك غدوا على سرح لي فذهبوا به فمرهم برده على قال : فتغيظ الحبشي من ذلك وقال لعبد المطلب لقد سقطت من عيني جئتني تسألنى في سرحك وأنا قد جئت لهدم شرفك وشرف قومك ومكرمتكم التي تتميزون بها من كل جبل؟ وهو البيت الذي يحج اليه من كل صقع في الأرض (١) فتركت مسألتى في ذلك وسألتنى في سرحك؟ فقال له عبد المطلب : لست برب البيت الذي قصدت لهدمه وأنا رب سرحي الذي أخذه أصحابك فجئت أسئلك فيما أنا ربه وللبيت رب هو أمنع له من الخلق كلهم وأولى به منهم ، فقال الملك : ردوا عليه سرحه وانصرف الى مكة واتبعه الملك بالفيل الأعظم مع الجيش لهدم البيت ، فكانوا إذا حملوه على دخول الحرم أناخ وإذا تركوه رجع مهرولا ، فقال عبد المطلب لغلمانه : ادعوا الى إبني فجيء بالعباس فقال : ليس هذا أريد ، ادعوا الى إبني فجيء بأبى طالب ، فقال : ليس هذا أريد أدعو الى إبني فجيء بعبد الله أب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما أقبل اليه قال : اذهب يا بنى حتى تصعد أبا قبيس ثم اضرب ببصرك

__________________

(١) الصقع : الناحية.

٦٧٣

ناحية البحر فانظر اى شيء يجيء من هناك وأخبرنى به ، قال : فصعد عبد الله أبا قبيس فما لبث أن جاء طيرا أبابيل مثل السيل والليل ، فسقط على أبى قبيس ثم صار الى البيت فطاف سبعا ثم صار الى الصفا والمروة فطاف بهما سبعا ، فجاء عبد الله الى أبيه فأخبره الخبر ، فقال : انظر يا بنى ما يكون من أمرها بعد فأخبرنى به ، فنظرها فاذا هي قد أخذت نحو عسكر الحبشة فأخبر عبد المطلب بذلك ، فخرج عبد المطلب وهو يقول : يا أهل مكة اخرجوا الى العسكر فخذوا غنائمكم ، قال : فأتوا العسكر وهم أمثال الخشب النخرة وليس من الطير الا ومعه ثلثة أحجار في منقاره ويديه ، يقتل بكل حصاة منها واحدا من القوم ، فلما أتوا على جميعهم انصرف الطير فلم ير قبل ذلك ولا بعده ، فلما هلك القوم بأجمعهم جاء عبد المطلب الى البيت فتعلق بأستاره وقال :

يا حابس الفيل بذي المغمس

حبسته كأنه مكوس (١)

في مجلس تزهق فيه الأنفس فانصرف وهو يقول في فرار قريش وجزعهم من الحبشة :

طارت قريش إذ رأت خميسا

فظلت فردا لا أرى أنيسا

ولا أحس منهم حسيسا

الا أخا لي ماجدا نفيسا

مسودا في أهله رئيسا

١٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى أبى مريم عن أبى جعفر عليه‌السلام (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) فقال : هؤلاء أهل مدينة كانت على ساحل البحر الى المشرق فيما بين اليمامة والبحرين يخيفون السبيل ويأتون المنكر فأرسل الله عليهم طيرا جائتهم من قبل البحر رؤسهما كأمثال رؤس السباع ، وابصارها كابصار السباع من الطير ، مع كل طير ثلثة أحجار حجران في مخاليبه وحجر في منقاره ، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسادهم فقتلهم الله عزوجل بها ، وما كانوا قبل ذلك رأوا شيئا من ذلك الطير ولا من الجدر ، ومن انفلت منهم انطلقوا حتى بلغوا حضرموت

__________________

(١) قال الفيروزآبادي : المغمس ـ كمعظم ومحدث ـ : موضع بطريق الطائف فيه قبر أبى رغال دليل أبرهة ويرجم ، وقال : المكوس ـ كمعظم ـ : حمار.

٦٧٤

واد باليمن ، أرسل الله عزوجل عليهم سيلا فغرقهم ولا رأوا في ذلك الوادي ماءا قبل ذلك ، فلذلك سمى حضر موت حين ماتوا فيه.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (أَلَمْ تَرَ) الم تعلم يا محمد (كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) قال : نزلت في الحبشة حين جاؤا بالفيل ليهدموا به الكعبة ، فلما أدنوه من باب المسجد قال له عبد المطلب : تدري اين يؤم بك؟ قال : برأسه لا ، قال : أتوا بك لنهدم كعبة الله أتفعل ذلك؟ فقال برأسه : لا فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فامتنع فحملوا عليه بالسيوف وقطعوه «فأرسل الله (عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ) قال : بعضها على اثر بعض (تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) قال : كان مع كل طير ثلثة أحجار ، حجر في منقاره وحجران في مخاليبه ، وكانت ترفرف على رؤسهم وترمى في دماغهم فيدخل الحجر في دماغهم ويخرج من ادبارهم وتنقض أبدانهم فكانوا كما قال الله (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) قال : العصف التين والمأكول هو الذي يبقى من فضله.

قال الصادق عليه‌السلام : وأهل الجدري من ذلك الذي أصابهم في زمانهم جدري.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال من أكثر قراءة لإيلاف قريش بعثه الله يوم القيامة على مركب من مراكب الجنة حتى يقعد على موائد النور يوم القيامة.

٢ ـ في مجمع البيان وفي حديث أبى من قرأها اعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها.

٣ ـ وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : لا تجمع بين سورتين في ركعة واحدة الا الضحى والم نشرح ، والم تر كيف ولإيلاف قريش.

٤ ـ وعن ابن العباس عن أحدهما عليهما‌السلام قال : «الم تر كيف فعل ربك ، ولإيلاف»

٦٧٥

سورة واحدة.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ) قال : نزلت في قريش لأنه كان معاشهم من الرحلتين رحلة في الشتاء الى اليمن ، ورحلة في الصيف الى الشام ، وكانوا يحملون من مكة الأدم واللب وما يقع من ناحية البحر من الفلفل وغيره فيشتروا بالشام الثياب والدرمك (١) والحبوب وكانوا يتألفون في طريقهم ويثبتون في الخروج في كل خرجة رئيسا من رؤساء قريش وكان معاشهم من ذلك ، فلما بعث الله نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله استغنوا عن ذلك لان الناس وفدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحجوا الى البيت ، فقال الله : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ) لا يحتاجون ان يذهبوا الى الشام (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) يعنى خوف الطريق.

٦ ـ في مجمع البيان وقال سعيد بن جبير مر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه ابو بكر بملاؤهم ينشدون :

يا ذا الذى طلب السماحة والندى

هلا مررت بآل عبد الدار

لو ان مررت بهم تريد قراهم

منعوك من جهد ومن إقتار (٢)

فقال لأبي بكر : أهكذا قال الشاعر؟ قال : لا والذي بعثك بالحق بل قال :

يا ذا الذي طلب السماحة والندى

هلا مررت بآل عبد مناف

لو ان مررت بهم تريد قراهم

منعوك من جهد ومن إيجاف (٣)

الرايشين وليس يوجد رايش

والقائلين هلم للاضياف (٤)

والخالطين غنيهم بفقيرهم

حتى يصير فقيرهم كالكافي

والقائلين بكل وعد صادق

ورجال مكة مسنتين عجاف (٥)

__________________

(١) الدرمك : الدقيق الحوارى اى الدقيق الأبيض وهو لباب الدقيق.

(٢) الإقتار : الفقر وضيق المعيشة.

(٣) الإيجاف : سرعة السير.

(٤) راشه : أعانه وأغناه.

(٥) المسنتون : الذين أصابتهم السنة وهي الجوع والقحط والعجاف : من العجف وهو الهزال والضعف.

٦٧٦

سفرين سنهما له ولقومه

سفر الشتاء ورحلة الأصياف

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : من قرأ سورة (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) في فرائضه ونوافله قبل الله عزوجل صلوته وصيامه ، ولم يحاسبه بما كان معه منه في الحيوة الدنيا.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث ابى من قرأها غفر الله له ان كان للزكوة مؤديا.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) قال : نزلت في ابى جهل وكفار قريش (فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) اى يدفعه عن حقه (وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) اى لا يرغبه في إطعام المساكين ثم قال : (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) قال : عنى به تاركون ، لان كل إنسان يسهو في الصلوة ، قال ابو عبد الله عليه‌السلام : تأخير الصلوة عن أول وقتها لغير عذر.

٤ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه : ليس عمل أحب الى الله عزوجل من الصلوة ، فلا يشغلنكم عن أوقاتها شيء من أمور الدنيا ، فان الله عزوجل ذم أقواما فقال : (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) يعنى انهم غافلون استهانوا بأوقاتها.

٥ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين عن محمد بن الفضيل قال : سألت عبدا صالحا عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) قال: هو التضييع.

٦ ـ في مجمع البيان (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) وهم الذين يؤخرون الصلوة عن أوقاتها عن ابن عباس ومسروق ، وروى ذلك مرفوعا ، وقيل يريد المنافقين الذين لا يرجون ثوابا ان صلوا ، ولا يخافون عليها عقابا ان تركوا ، فهم عنها غافلون حتى يذهب وقتها ، فاذا كانوا مع المؤمنين صلوها رياء وإذا لم يكونوا

٦٧٧

معهم لم يصلوا ، وهو قوله : (الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ) عن على عليه‌السلام وابن عباس.

٧ ـ وروى العياشي باسناده عن يونس بن عمار عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله : (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) أهي وسوسة الشيطان؟ فقال : لا كل أحد يصيبه هذا ولكن ان يفعلها ويدع ان يصلى في أول وقتها.

٨ ـ وعن ابى اسامة زيد الشحام قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) قال : هو الترك لها والتواني عنها.

٩ ـ وعن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن عليه‌السلام قال : هو التضييع.

١٠ ـ في جوامع الجامع ولا يكون الرجل مرائيا بإظهار العمل الصالح ان كان فريضة ، فمن حق الفرايض الإعلان بها وتشهيرها لقوله عليه‌السلام : ولا غمة في فرائض الله لأنها شعار الدين وأعلام الإسلام.

١١ ـ وقوله عليه‌السلام : من صلى الخمس جماعة فظنوا به كل خير.

١٢ ـ وقوله عليه‌السلام لأقوام لم يحضروا الجماعة : لتحضرن المسجد أو لأحرقن عليكم منازلكم.

١٣ ـ ولان تاركها يستحق الذم والتوبيخ فوجب إماطة التهمة بالإظهار ، وان كان تطوعا فالاولى فيه الإخفاء لأنه مما لا يلام بتركه ولا تهمة فيه ، فيكون ابعد من الرياء فان أظهره قاصدا للاقتداء به كان حسنا ، فان الرياء ان يقصد بإظهاره ان يراه الناس فيثنوا عليه بالصلاح ، على ان اجتناب الرياء امر صعب الا على المخلصين ولذلك قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الريا أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على المسح الأسود (١).

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ) فيما يفعلون ويمنعون الماعون مثل السراج والنار والخمير وأشباه ذلك من الآلات الذي يحتاج اليه الناس.

١٥ ـ وفي رواية اخرى الخمس والزكاة.

١٦ ـ في مجمع البيان (وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ) اختلف فيه فقيل هو الزكاة

__________________

(١) المسح ـ بكسر الميم ـ : البلاس يقعد عليه. الكساء من شعر.

٦٧٨

المفروضة عن على عليه‌السلام ، وروى ذلك عن ابى عبد الله عليه‌السلام.

١٧ ـ وقيل هو ما يتعاوره الناس بينهم من الدلو والفأس (١) والقدر وما لا يمنع كالماء والملح وروى ذلك مرفوعا.

١٨ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : والماعون أيضا هو القرض يقرضه ، والمتاع يعيره ، والمعروف يصنعه ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٩ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن ابى المغرا عن أبى بصير قال : كنا عند أبى عبد الله عليه‌السلام ومعنا بعض الأموال فذكروا الزكاة فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : ان الزكاة ليس يحمد بها صاحبها ، وانما هو شيء ظاهر انما حقن الله بها دمه وسمى بها مسلما ، ولو لم يردها لم تقبل له صلوة ، وان عليكم في أموالكم غير الزكاة ، فقلت : أصلحك الله وما علينا ما في أموالنا غير الزكاة؟ فقال : سبحان الله اما تسمع الله عزوجل يقول في كتابه (وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) الى قوله وقوله عزوجل: (وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ) هو القرض يقرضه والمعروف يصنعه ومتاع البيت يعيره ومنه الزكاة ، فقلت له : ان لنا جيرانا إذا أعرناهم متاعا كسروه وأفسدوه ، فعلينا جناح أن نمنعهم؟ فقال : لا ليس عليكم جناح ان تمنعوهم إذا كانوا كذلك.

٢٠ ـ في من لا يحضره الفقيه ونهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يمنع أحد الماعون جاره وقال: من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة ، ووكله الى نفسه ومن وكله الى نفسه فما أسوء حاله.

__________________

(١) الفأس : آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره ويقال له بالفارسية «تبر».

٦٧٩

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرء (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) في فرائضه ونوافله سقاه الله من الكوثر يوم القيامة ، وكان محدثه عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أصل طوبى.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث ابى من قرأها سقاه الله من أنهار الجنة واعطى من الأجر بعدد كل قربان قربه العباد في يوم عيد ، ويقربون من أهل الكتاب والمشركين.

٣ ـ خاطب الله سبحانه نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على وجه التعداد لنعمه عليه فقال (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) اختلفوا في تفسير الكوثر فقيل هو نهر في الجنة عن عائشة وابن عمر

قال ابن عباس لما نزل : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فقرأها على الناس فلما نزل قالوا : يا رسول الله ما هذا الذي أعطاكه الله؟ قال : نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن وأشد استقامة من القدح حافتاه قباب الدر والياقوت ، ترده طير خضر لها أعناق كأعناق البخت (١) قالوا : يا رسول الله ما أنعم تلك الطير قال : أفلا أخبركم بأنعم منها؟ قالوا : بلى قال من أكل الطائر وشرب الماء (٢) وفاز برضوان الله.

٤ ـ وروى عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : نهر في الجنة أعطاه الله نبيه عوضا من ابنه.

٥ ـ وقال أنس : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاء ثم رفع رأسه متبسما فقلت : ما أضحك يا رسول الله؟ قال : أنزلت على آنفا سورة فقرأ سورة الكوثر ، ثم قال : أتدرون ما الكوثر؟ قلنا : الله ورسوله اعلم ، قال : فانه نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير ، هو حوضي ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد نجوم السماء فيختلج القرن منهم فأقول : يا رب أمتي؟ (٣) فيقال : انك لا تدري ما أحدثوا

__________________

(١) البخت : الإبل الخراسانية.

(٢) الالف واللام في «الطائر» والماء للعهد.

(٣) وفي المصدر «يا رب انهم من أمتي ... اه».

٦٨٠