تفسير نور الثقلين - ج ٥

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨

عليه‌السلام رأى محمد بن على عليه‌السلام مثل ذلك ، وراى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا والحسن والحسين عليه‌السلام يعينون الملائكة حتى إذا مات محمد بن على عليه‌السلام رأى جعفر مثل ذلك وراى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا والحسن والحسين وعلى بن الحسين عليهم‌السلام يعينون الملائكة حتى إذا مات جعفر وراى موسى عليه‌السلام مثل ذلك وهكذا يجرى الى آخرنا.

١١١ ـ وباسناده الى ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قال على عليه‌السلام في صبيحة أول ليلة القدر التي كانت بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سلوني فو الله لا تسألونى عن شيء الا أخبرتكم بما يكون الى ثلاثمأة وستين يوما من الذر فما دونها وما فوقها ، ثم لأخبرتكم بشيء من ذلك لا بتكلف ولا برأى ولا بادعاء في علم الا من علم الله تبارك وتعالى وتعليمه ، والله لا يسألني أهل التوراة ولا أهل الإنجيل ولا أهل الزبور ولا أهل الفرقان الا فرقت بين أهل كل كتاب بحكم ما في كتابهم.

١١٢ ـ وباسناده الى ابى عبد الله عليه‌السلام انه سئل أرأيت ما تعلمونه في ليلة القدر هل تمضى تلك السنة وبقي منه شيء لم تتكلموا به؟ قال : لا والذي نفسي بيده لو انه فيما علمنا في تلك الليلة ان أنصتوا لأعدائكم فنصتنا فالنصت أشد من الكلام.

١١٣ ـ احمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد قال: سألته عن قول الله عزوجل : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ) قال : ينزل فيها ما يكون من السنة الى السنة من موت أو مولود ، قلت له : الى من؟ قال : الى من عسى ان يكون ، ان الناس في تلك الليلة في صلوة دعاء ومسألة ، وصاحب هذا الأمر في شغل نزول الملائكة اليه بأمور السنة من غروب الشمس الى طلوعها من كل امر سلام هي له الى ان يطلع الفجر.

١١٤ ـ في الصحيفة السجادية في دعائه عليه‌السلام إذا دخل شهر رمضان : ثم فضل ليلة واحدة من لياليه على ليالي ألف شهر وسماها ليلة القدر ، (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ، سَلامٌ) دائم البركة الى طلوع الفجر على ما يشاء من عباده بما أحكم من قضائه.

١١٥ ـ في أصول الكافي باسناده الى ابى جعفر الثاني عليه‌السلام قال : قال أبو عبد الله

٦٤١

عليه‌السلام : كان على بن الحسين عليه‌السلام يقول : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) صدق الله عزوجل انزل القرآن في ليلة القدر الى ان قال : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) يقول تسلم عليك يا محمد ملائكتي وروحي بسلامي من أول ما يهبطون الى مطلع الفجر.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه : قد تقدم في أوائل ما نقلنا في بيان هذه السورة مما أخذنا من كتاب جعفر بن محمد الدوريستي ، ثم ما أخذنا من مجمع البيان بعده بلا فصل ، ما يصلح ان يكون بيانا لقوله عزوجل : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : من قرأ سورة «لم يكن الذين» كان بريئا من الشرك ، وادخل في دين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وبعثه الله عزوجل مؤمنا وحاسبه حسابا يسيرا.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن قرأها كان يوم القيامة مع خير البرية مسافرا ومقيما.

٣ ـ عن ابى الدرداء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو يعلم الناس ما في (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) لعطلوا الأهل والمال وتعلموها ، فقال رجل من خزاعة : ما فيها من الأجر يا رسول الله؟ قال : لا يقرأها منافق أبدا ولا عبد في قلبه شك في الله عزوجل ، والله ان الملائكة المقربين ليقرؤنها منذ خلق الله السماوات والأرض لا يفترون من قراءتها ، وما من عبد يقرأها بليل الا بعث الله ملائكة يحفظونه في دينه ودنياه ، ويدعون له بالمغفرة والرحمة ، فان قرأها نهارا أعطى عليها من الثواب مثل ما أضاء عليها النهار وأظلم عليه الليل.

٤ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن احمد بن محمد ابن ابى نصر قال : رفع الى أبو الحسن عليه‌السلام مصحفا وقال لا تنظر فيه ، ففتحته وقرأت فيه : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) فوجدت فيها اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم و

٦٤٢

أسماء آبائهم ، قال : فبعث الى : ابعث الى بالمصحف.

٥ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال : مما قال هارون لأبي الحسن موسى عليه‌السلام حين أدخل عليه : ما هذه الدار ودار من هي؟ قال : لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة ، قال : فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ قال : أخذت منه عامرة ولا يأخذها الا معمورة ، فقال : اين شيعتك فقرأ ابو الحسن عليه‌السلام : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) قال : فنحن كفار؟ قال : لا ولكن كما قال : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) فغضب عند ذلك وغلظ عليه.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) يعنى قريشا (وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ) قال : هم في كفرهم (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ).

٧ ـ وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : البينة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٨ ـ في مجمع البيان (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) اللفظ لفظ الاستقبال ومعناه المضي وقوله : «البينة» يريد محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ابن عباس ومقاتل وقوله : رسول من الله بيان للبينة وتفسيرها ، اى رسول من حبل الله يتلو عليهم صحفا مطهرة يعنى مطهرة في السماء ولا يمسها الا الملائكة المطهرون من الأنجاس عن الحسن والجبائي وهو محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أتاهم بالقرآن ودعاهم الى التوحيد والايمان فيها اى في تلك الصحف كتب قيمة اى مستقيمة عادلة غير ذات عوج تبين الحق من الباطل وقيل مطهرة عن الباطل والكذب والزور يريد القرآن عن قتادة ويعنى بالصحف ما تضمنه الصحف من المكتوب فيها ويدل على ذلك ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يتلو عن ظهر قلبه لا عن كتاب ، وقيل معناه رسول من الملائكة يتلو صحفا من اللوح المحفوظ عن ابى مسلم.

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم في قوله : (وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) قال : لما جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالقرآن خالفوه وتفرقوا بعده قوله : حنفاء قال : طاهرين قال : قوله : ذلك

٦٤٣

دين القيمة اى دين قيم (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ) قال : انزل الله عليهم القرآن فارتدوا وكفروا وعصوا أمير المؤمنين (أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال : نزلت في آل محمدعليهم‌السلام.

١٠ ـ في مجمع البيان وفي كتاب شواهد التنزيل للحاكم ابى القاسم الحسكاني رحمه‌الله قال: أخبرنا ابو عبد الله الحافظ بالإسناد المرفوع الى يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب على عليه‌السلام قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا مسنده الى صدري فقال : يا على ألم تسمع قول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)؟ هم شيعتك وموعدي وموعدكم الحوض ، إذا اجتمعت الأمم للحساب يدعون غرا محجلين.

١١ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأقبل على بن أبي طالب عليه‌السلام فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قد أتاكم أخي ثم التفت الى الكعبة فضربها بيده ثم قال : والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ثم قال : انه أولكم ايمانا معى وأوفاكم بعهد الله ، وأقومكم بأمر الله ، وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية ، قال : فنزلت : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال : فكان أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا اقبل على عليه‌السلام قالوا : جاء خير البرية.

١٢ ـ وباسناده الى المنذر بن محمد أن أباه أخبره عن على بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على بن الحسين عن أبيه عن على بن ابى طالب صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من هدهد الا وفي جناحه مكتوب بالسريانية : آل محمد خير البرية.

١٣ ـ وباسناده الى يعقوب بن ميثم التمار مولى على بن الحسين قال : دخلت على ابى جعفر فقلت له : جعلت فداك يا ابن رسول الله انى وجدت في كتب ابى ان عليا قال لأبي ميثم أحبب حبيب آل محمد وان كان فاسقا زانيا وأبغض مبغض آل

٦٤٤

محمد وان كان صواما قواما فانى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ثم التفت الى وقال : هم والله أنت وشيعتك يا على ، وميعادك وميعادهم الحوض غدا غرا محجلين متوجين ، فقال ابو جعفر : هكذا هو عيان في كتاب على.

١٤ ـ في روضة الواعظين للمفيد رحمه‌الله وقال الباقر عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلى مبتدئا : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) هم أنت وشيعتك ، وميعادكم الحوض إذا حشر الناس جئت أنت وشيعتك شباعا مرويين غرا محجلين.

١٥ ـ في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه‌الله وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : انا أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ومن جميع الملائكة المقربين ، وانا خير البرية وسيد ولد آدم.

١٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن طاهر قال : كنت عند ابى جعفر عليه‌السلام فأقبل جعفر عليه‌السلام ، فقال ابو جعفر : هذا خير البرية أو أخير.

١٧ ـ أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن يونس بن يعقوب عن طاهر قال : كنت عند ابى جعفر عليه‌السلام فأقبل جعفر عليه‌السلام فقال : هذا خير البرية.

١٨ ـ احمد بن مهران عن محمد بن على عن فضيل بن عثمان عن طاهر قال : كنت قاعدا عند ابى جعفر فأقبل جعفر عليه‌السلام فقال أبو جعفر عليه‌السلام : هذا خير البرية

١٩ ـ في روضة الكافي احمد بن محمد عن على بن الحسن التيمي عن محمد ابن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة الثمالي قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول لرجل من الشيعة : أنتم أهل الرضا عن الله جل ذكره برضاه عنكم ، والملائكة إخوانكم في الخير ، فاذا اجتهدتم ادعوا ، وإذا غفلتم اجهدوا ، وأنتم خير البرية ، دياركم لكم جنة (١) وقبوركم لكم جنة. للجنة خلقتم وفي الجنة نعيمكم

__________________

(١) الجنة ـ بضم الجيم ـ : الستر.

٦٤٥

والى الجنة تصيرون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ وفي محاسن البرقي عنه عن يعقوب بن يزيد عن بعض الكوفيين عن عنبسة عن جابر عن أبى جعفر عليه‌السلام في قول الله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال : هم شيعتنا أهل البيت.

٢١ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) من كتاب محمد بن العباس بن مروان في تفسير قوله تعالى : (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) وانها في مولانا على عليه‌السلام وشيعته ، ورواه مصنف الكتاب من نحو ستة وعشرين طريقا أكثرها من رجال ونحن نذكر منها طريقا واحدا بلفظها.

حدثنا أحمد بن محمد المحذور قال : حدثنا الحسن بن عبيد بن عبد الرحمن الكندي قال : حدثني محمد بن مسكين قال : حدثني خالد بن السري الأودي قال : حدثني النضر بن الياس قال : حدثني عامر بن واثلة قال : خطبنا أمير المؤمنين عليه‌السلام على المنبر بالكوفة وهو اجيرات مجصص فحمد الله واثنى عليه وذكر الله بما هو اهله وصلى على نبيه ثم قال : ايها الناس سلوني فو الله لا تسألوني عن آية من كتاب الله الا حدثتكم عنها متى نزلت بليل أو أنهار أو في مقام أو في سفر أم في سهل أم في جبل وفيمن نزلت أفي مؤمن أو منافق وما عنى بها أخاص أم عامة ولئن فقد تمونى لا يحدثكم أحد حديثي ، فقام اليه ابن الكوا فلما بصر به قال بتعنت لا تسأل تعلما هات سل : فاذا سئلت فاعقل ما تسأل عنه فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) فسكت أمير المؤمنين فأعادها ثانية ابن الكوا فسكت فأعادها الثالثة فقال علىعليه‌السلام ورفع صوته : ويحك يا ابن الكوا أولئك نحن واتباعنا يوم القيامة غرا محجلين رواه مرويين يعرفون بسيماهم.

٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) لا تصف الواصفون خير ما فيها (خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) يريد رضى الله أعمالهم ورضوا عنه رضوا بثواب الله (ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) يريد لمن يخاف ربه وتناهي عن معاصي الله عزوجل.

٦٤٦

٢٣ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد عن على بن الحسن التيمي عن محمد بن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول لرجل من الشيعة : أنتم أهل الرضا عن الله جل ذكره برضاه عنكم والملئكة إخوانكم في الخير فاذا اجتهدتم ادعوا ، وإذا غفلتم اجهدوا ، وأنتم خير البرية ، دياركم لكم جنة وقبوركم لكم جنة. للجنة خلقتم وفي الجنة نعيمكم ، والى الجنة تصيرون ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : لا تملوا من قراءة (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ) فان من كانت قراءته في نوافله لم يصبه الله بزلزلة أبدا ولم يمت بها ، ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا ، فاذا مات أمر به الى الجنة ، فيقول الله عزوجل : عبدي أبحتك جنتي فاسكن منها حيث شئت وهويت ، لا ممنوعا ولا مدفوعا.

٢ ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرأها فكأنما قرأ البقرة وأعطى من الأجر كمن قرأ ربع القرآن.

٣ ـ وعن أنس بن مالك قال : سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رجلا من أصحابه فقال : يا فلان هل تزوجت؟ قال : لا وليس عندي ما أتزوج به. قال : أليس معك (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)؟ قال : بلى ، قال : ربع القرآن ، قال : أليس معك (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ)؟ قال : بلى قال: ربع القرآن ، قال : أليس معك إذا زلزلت؟ قال : بلى قال : ربع القرآن ثم قال: تزوج تزوج تزوج.

٤ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن على بن معبد عن أبيه عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه‌السلام انه قال : لا تملوا من قراءة (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) فانه من كانت قراءته بها في نوافله لم يصبه الله عزوجل بزلزلة أبدا ، ولم يمت بها

٦٤٧

ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا حتى يموت ، وإذا مات نزل عليه ملك كريم من عند ربه فيقعد عند رأسه فيقول : يا ملك الموت ارفق بولي الله ، فانه كان كثيرا ما يذكرني ويذكر تلاوة هذه السورة ، وتقول له السورة مثل ذلك ، ويقول ملك الموت : قد أمرنى ربي ان اسمع له وأطيع ولا أخرج روحه حتى يأمرني بذلك ، فاذا أمرني أخرجت روحه ، ولا يزال ملك الموت عنده حتى يأمره بقبض روحه ، وإذا كشف له الغطاء فيرى منازله في الجنة ، فيخرج روحه في ألين ما يكون من العلاج ثم يشبع روحه الى الجنة سبعون الف ملك يبتدرون بها الى الجنة.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ؛ (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) قال : من الناس (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) قال : ذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى تميم بن حاتم قال : كنا مع على عليه‌السلام حيث توجهنا الى البصرة قال : فبينما نحن نزول إذا اضطربت الأرض ؛ فضربها على عليه‌السلام بيده الشريفة وقال لها : ما لك؟ ثم اقبل علينا بوجهه الكريم ثم قال لنا : اما انها لو كانت الزلزلة التي ذكرها الله عزوجل في كتابه العزيز لأجابتني ولكنها ليست بتلك في روضة الكافي على بن محمد عن صالح عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن ابى بكر الحضرمي عن تميم بن حاتم مثل ما في كتاب العلل بتغيير يسير غير مغير للمعنى المقصود.

٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى هارون بن خارجة رفعه عن فاطمة عليها‌السلام قالت : أصاب الناس زلزلة على عهد ابى بكر وفزع الناس الى ابى بكر وعمر فوجدوهما قد خرجا فزعين الى على عليه‌السلام ، فتبعهما الناس الى ان قال : انتهوا الى باب على عليه‌السلام فخرج عليهم على عليه‌السلام غير مكترث لما هم فيه (١) فمضى واتبعه الناس حتى انتهى الى تلعة (٢) فقعد عليها وقعدوا حوله ، وهم ينظرون الى حيطان المدينة ترتج جائية وذاهبة ، فقال لهم على عليه‌السلام : كأنكم قد هالكم ما ترون؟ قالوا : وكيف

__________________

(١) يقال «هو لا يكترث لهذا الأمر» اى لا يعبأ به ولا يباليه.

(٢) التلعة : التل.

٦٤٨

لا يهولنا ولم نر مثلها قط؟ قال : فحرك شفتيه ثم ضرب الأرض بيده الشريفة ثم قال : ما لك؟ اسكني فسكنت بإذن الله ، فتعجبوا من ذلك أكثر من تعجبهم اولا حيث خرج إليهم ، قال لهم : فانكم قد تعجبتم من صنعي؟ قالوا : نعم ، قال : انا الرجل الذي قال الله : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) فانا الإنسان الذي يقول لها مالك (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) إياي تحدث.

٨ ـ في مجمع البيان وجاء في الحديث ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أتدرون ما اخبارها؟ قالوا : الله ورسوله اعلم ، قال : اخبارها ان تشهد على كل عبد وامة بما عملوا على ظهرها ، تقول : عمل كذا وكذا ويوم كذا وكذا فهذا اخبارها.

٩ ـ وروى الواحدي باسناده مرفوعا الى ربيعة الحرشي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حافظوا على الوضوء وخير أعمالكم الصلوة وتحفظوا من الأرض فانها أملكم وليس فيها أحد يعمل خيرا أو شرا الا وهي مخبرة به.

١٠ ـ وقال ابو سعيد الخدري : إذا كنت بالبوادي فارفع صوتك بالأذان ، فانى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لا تسمعه جن ولا انس ولا حجر الا يشهد له.

١١ ـ في الخرائج والجرائح في روايات الخاصة روى ابو حمزة الثمالي عن ابى ـ جعفرعليه‌السلام قال : قرأت عند أمير المؤمنين عليه‌السلام : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) الى ان بلغ قوله : (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) قال : انا الإنسان أيا تحدث اخبارها.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) الى قوله : «أشتاتا» قال : يجيئون أشتاتا مؤمنين وكافرين ومنافقين ، ليروا أعمالهم قال : يقفوا على ما فعلوه.

١٣ ـ في توحيد المفضل المنقول عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام في الرد على منكري الصانع : الحمد لله مدبر الأدوار ، ومعيد الأكوار ، طبقا عن طبق وعالما بعد عالم ، (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) عدلا منه

٦٤٩

تقدست أسماؤه. وجلت آلاؤه ، ولا يظلم الناس شيئا ولكن أنفسهم يظلمون. يشهد بذلك قوله عزوجل : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) في نظائر لها في كتابه.

١٤ ـ في مجمع البيان في بعض الروايات عن الكسائي «خيرا يره وشرا يره» بضم الياء فيها وهو رواية أبان عن عاصم أيضا وهي قراءة على عليه‌السلام.

١٥ ـ وعن ابى عثمان المازني عن أبى عبيدة قال قدم صعصعة بن ناجية جد الفرزدق على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في وفد بنى تميم فقال : بأبى أنت [وأمي] يا رسول الله أوصني قال : أوصيك بأمك وأبيك ودابتك (١) قال : زدني يا رسول الله قال : احفظ ما بين لحييك ورجليك ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما شيء بلغني عنك فعلته؟ فقال : يا رسول الله رأيت الناس يموجون على غير وجه ولم أدر أين الصواب غير أنى علمت انهم ليسوا عليه فرأيتهم يئدون بناتهم (٢) فعرفت ان الله عزوجل لم يأمرهم بذلك فلم أتركهم يئدون وفديت ما قدرت.

وفي رواية اخرى انه سمع : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فقال : حسبي ما أبالي ان اسمع من القرآن غير هذا.

١٦ ـ وقال عبد الله بن مسعود : أحكم آية في القرآن (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) الى آخر السورة ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يسميها الجامعة.

١٧ ـ في روضة الكافي كلام لعلى عليه‌السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه‌السلام : واعلم يا بن آدم ان وراء هذا أعظم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيامة ، يوم لا تقال فيه عثرة ، ولا يؤخذ من أحد فدية ، ولا تقبل من أحد معذرة ، ولا لأحد فيه مستقبل توبة ، ليس الا الجزاء بالسيئات ، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده ، ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده.

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «وادانيك».

(٢) وأدبنته : دفنها في القبر وهي حية.

٦٥٠

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) يقول : ان كان من أهل النار وقد كان عمل في الدنيا مثقال ذرة خيرا يره يوم القيامة حسرة انه كان عمله لغير الله ، (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) يقول : ان كان من أهل الجنة راى ذلك الشر يوم القيامة ثم غفر له.

١٩ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن محمد بن على عن محمد بن عمر بن يزيد قال : أخبرت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام انى أصبت بابنين وبقي لي بنى صغير؟ فقال : تصدق عنه ، ثم قال حين حضر قيامي : مر الصبى فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشيء وان قل فان كل شيء يراد به الله وان قل بعد ان تصدق النية فيه عظيم ، ان الله تعالى يقول : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ في أصول الكافي باسناده الى مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مأة عام ، وانه لينظر الى أزواجه في الجنة يتنعمن.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ سورة العاديات وأدمن قراءته بعثه الله عزوجل مع أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم القيامة خاصة وكان في حجره ورفقائه.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرأها اعطى من الأجر عشر حسنات ، بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعا.

٣ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره إبراهيم بن اسحق الأحمري قال :

٦٥١

حدثنا محمد بن ثابت وأبو المغراء العجلي قال : حدثني الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل والعاديات ضبحا قال : وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمر بن الخطاب في سرية فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنونه أصحابه ، فلما انتهى الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلى : أنت صاحب القوم فتهيأ أنت ومن تريد من فرسان المهاجرين والأنصار ، فوجهه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال له : أكمن النهار وسر الليل ولا تفارقك العين ، قال : فانتهى على عليه‌السلام الى ما أمره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسار إليهم ، فلما كان عند وجه الصبح أغار عليهم فأنزل الله على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) الى آخرها.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد عن عبيد بن موسى قال : حدثنا الحسن بن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) قال : هذه السورة نزلت في أهل وادي اليابس ، قال : قلت : وما كان حالهم وقصتهم؟ قال : ان أهل وادي اليابس اجتمعوا اثنى عشر ألف فارس وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا أن لا يتخلف رجل عن رجل ، ولا يخذل أحد أحدا ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على حلف واحد ، ويقتلوا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى بن أبى طالب عليه‌السلام (١) فنزل جبرئيل عليه‌السلام على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره بقصتهم وما تعاقدوا عليه وتوافقوا وامره أن يبعث أبا بكر إليهم في اربعة آلاف فارس من المهاجرين والأنصار ، فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال : يا معشر المهاجرين والأنصار ان جبرئيل قد أخبرني ان أهل وادي اليابس اثنى عشر ألفا قد استعدوا وتعاهدوا وتعاقدوا على ان لا يغدر رجل منهم بصاحبه ولا يفر عنه ولا يخذله حتى يقتلوني وأخي على بن أبي طالب ، وأمرني ان أسير إليهم أبا بكر في اربعة آلاف فارس فخذوا في أمركم واستعدوا لعدوكم وانهضوا إليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين ان شاء الله فأخذ المسلمون في عدتهم وتهيئوا وامر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر بامره ، وكان فيما امره به انه إذا رآهم ان يعرض عليهم الإسلام فان بايعوا والا وافقهم فاقتل مقاتليهم واسب ذراريهم واستبح أموالهم وخرب ضياعهم وديارهم فمضى ابو بكر ومن

__________________

(١) وفي المصدر وكذا المنقول عنه في البرهان «محمدا وعليا عليهما‌السلام».

٦٥٢

معه من المهاجرين والأنصار في أحسن عدة وأحسن هيئة يسير بهم سيرا رفيقا حتى انتهوا الى أهل وادي اليابس ، فلما بلغ القوم نزول القوم عليهم ونزل ابو بكر وأصحابه قريبا منهم خرج إليهم من أهل وادي اليابس مأتا رجل مدحجين بالسلاح (١) فلما صادفوهم قالوا لهم : من أنتم ومن اين أقبلتم واين تريدون ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه ، فخرج إليهم ابو بكر في نفر من أصحابه المسلمين ، فقال لهم : أنا أبو بكر صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قالوا : ما أقدمك علينا؟ قال : أمرني صلى‌الله‌عليه‌وآله ان اعرض عليكم الإسلام وان تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ولكم ما لهم وعليكم ما عليهم والا فالحرب بيننا وبينكم ، قالوا له : واللات والعزى لو لا رحم ماسة وقرابة قريبة لقتلناك وجميع أصحابك قتلة تكون حديثا لمن يكون بعدكم ، فارجع أنت ومن معك واربحوا العافية ، فانا انما نريد صاحبكم بعينه وأخاه على بن أبي طالب ، فقال ابو بكر لأصحابه : يا قوم القوم أكثر منكم أضعافا وأعد منكم وقد نأت داركم عن إخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول الله بحال القوم ، فقالوا له جميعا : خالفت يا أبا بكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وما أمرك به فاتق الله وواقع القوم ولا تخالف قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) والشاهد يرى ما لا يرى الغائب ، فانصرف وانصرف الناس أجمعون.

فأخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بمقالة القوم له وما رد عليهم ابو بكر فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا با بكر خالفت أمري ولم تفعل ما امرتك وكنت لي والله عاصيا فيما امرتك ، فقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وصعد المنبر وحمد الله واثنى عليه ثم قال : يا معشر المسلمين انى أمرت أبا بكر ان يسير الى أهل وادي اليابس وان يعرض عليهم الإسلام ويدعوهم الى الله فان أجابوا والا واقعهم وانه سار إليهم وخرج منهم مأتا رجل ، فلما سمع كلامهم وما استقبلوه به انتفخ صدره ودخله الرعب منهم وترك قولي ولم يطع أمري ، وان جبرئيل أمرني عن الله ان أبعث إليهم عمر مكانه في أصحابه في اربعة آلاف فارس ، فسر يا عمر على اسم الله ولا تعمل كما عمل ابو بكر أخوك فانه قد عصا الله وعصاني وامره بما امر به

__________________

(١) المدحج : الشاك في السلاح.

٦٥٣

أبا بكر ، فخرج عمر والمهاجرين والأنصار الذين كانوا مع ابى بكر يقصدونهم في مسيرهم حتى شارف القوم وكان قريبا بحيث يراهم ويرونهم ، وخرج إليهم مأتا رجل فقالوا له ولأصحابه مثل مقالتهم لأبي بكر فانصرف وانصرف الناس معه وكاد ان يطير قلبه مما رأى من عدة القوم وجمعهم ، ورجع يهرب منهم ، فنزل جبرئيل وأخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما صنع عمر وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه ، فصعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنبر فحمد الله واثنى عليه وأخبر بما صنع عمر وما كان منه وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه مخالفا لأمري عاصيا لقولي ، فقدم عليه فأخبره مثل ما أخبره به صاحبه ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عمر عصيت الله في عرشه وعصيتني وخالفت قولي وعملت برأيك ألا قبح الله رأيك ، وان جبرئيل عليه‌السلام قد أمرني ان ابعث على بن أبي طالب في هؤلاء المسلمين وأخبرني ان الله يفتح عليه وعلى أصحابه فدعا عليا عليه‌السلام وأوصاه بما اوصى أبا بكر وعمر وأصحابه الاربعة آلاف ، وأخبره ان الله سيفتح عليه وعلى أصحابه.

فخرج على ومعه المهاجرون والأنصار وسار بهم غير سير أبى بكر وعمر وذلك انه اعنف (١) في السير حتى خافوا ان ينقطعوا من التعب وتحفى دوابهم (٢) فقال لهم : لا تخافوا فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد أمرني بأمر وأخبرني ان الله سيفتح على وعليكم فأبشروا فانكم على خير والى خير ، فطابت نفوسهم وقلوبهم وساروا على ذلك السير المتعب حتى إذا كانوا قريبا منهم حيث يرونه ويراهم امر أصحابه ان ينزلوا ، وسمع أهل وادي اليابس بمقدم على بن ابى طالب وأصحابه فخرج اليه منهم مأتا رجل شاكين في السلاح ، فلما رآهم على عليه‌السلام خرج إليهم في نفر من أصحابه فقالوا لهم : من أنتم ومن انى أقبلتم واين تريدون؟ قال : انا على بن ابى طالب ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واخوه ورسوله إليكم. أدعوكم الى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله ، ولكم ان آمنتم ما للمسلمين وعليكم ما على

__________________

(١) اى أشد ولم يرفق بهم.

(٢) حفي الفرس : دقت حافره من كثرة السير.

٦٥٤

المسلمين من خير وشر ، فقالوا له : إياك أردنا وأنت طلبتنا قد سمعنا مقالتك فخذ حذرك واستعد للحرب العوان (١) واعلم انا قاتلوك وقاتلوا أصحابك والموعود فيما بيننا وبينك غدا ضحوة وقد أعذرنا فيما بيننا وبينك ، فقال لهم على عليه‌السلام : ويلكم تهددوني بكثرتكم وجمعكم فأنا أستعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.

فانصرفوا الى مراكزهم وانصرف على عليه‌السلام الى مركزه ، فلما جنه الليل امر أصحابه ان يحسنوا الى دوابهم ويقضموا (٢) ويسرجوا ، فلما انشق عمود الصبح صلى بالناس بغلس (٣) ثم غار عليهم وبأصحابهم فلم يعلموا حتى وطئتهم الخيل فما أدرك آخر أصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وخرب ديارهم واقبل بالأسارى والأموال معه ، فنزل جبرئيل عليه‌السلام فأخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بما فتح الله على على وجماعة المسلمين ، وصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فحمد الله واثنى عليه وأخبر الناس بما فتح الله على المسلمين وأعلمهم انه لم يصب منهم (٤) منهم الا رجلان ونزل فخرج يستقبل عليا في جميع أهل المدينة من المسلمين حتى لقيه على ثلاثة أميال من المدينة ، فلما رآه على مقبلا نزل عن دابته ونزل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى التزمه وقبل ما بين عينيه فنزل جماعة من المسلمين الى على عليه‌السلام حيث نزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واقبل بالغنيمة والأسارى وما رزقهم الله من أهل وادي اليابس ثم قال جعفر بن محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما غنم المسلمون مثلها قط الا ان يكون من خيبر فانها مثل خيبر وانزل الله تبارك وتعالى في ذلك اليوم هذه السورة (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) يعنى بالعاديات الخيل تعدو بالرجال ، والضبح صيحتها في أعنتها ولجمها.

٥ ـ في مجمع البيان (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) قيل هي الخيل في الغزو تعدو في سبيل الله

__________________

(١) الحرب العوان : التي قوتل فيها مرة ، والحرب العوان أشد الحروب.

(٢) القضم : أكل الشيء اليابس. واللفظ كناية.

(٣) الغلس ـ بفتحتين ـ : ظلمة آخر الليل.

(٤) اى لم يقتل منهم. وفي البرهان «لم يقتل منه» مكان «لم يصب منهم».

٦٥٥

الى قوله : وقيل هي الإبل حين ذهب الى غزوة بدر ، تمد أعناقها في السير فهي تضبح اى تضبع روى ذلك عن على عليه‌السلام.

٦ ـ وروى أيضا انها إبل الحاج تغدو من عرفة الى المزدلفة ، ومن المزدلفة الى منى واختلفت الروايات فيه فروى عن ابى صالح انه قال : قاولت فيه عكرمة فقال عكرمة : قال ابن عباس : هي الخيل في القتال فقلت انا : قال على عليه‌السلام : هي الإبل في الحج وقلت : مولاي اعلم من مولاك.

٧ ـ وفي رواية اخرى ان ابن عباس قال : هي الخيل ألا تراه قال : (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) فهل تثيره الا بحوافرها ، وهل تضبح الإبل انما تضبح الخيل ، فقال على عليه‌السلام : ليس كما قلت لقد رأيتنا يوم بدر وما معنا الا فرس أبلق للمقداد بن الأسود.

٨ ـ وفي رواية اخرى لمرثد بن أبى مرثد الغنوي وروى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال : بينما انا في الحجر جالس إذا أتاني رجل فسأل عن (الْعادِياتِ ضَبْحاً) فقلت له : الخيل حين تغزو في سبيل الله ثم تأوى الى الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم ، فانفتل عنى وذهب الى على بن أبي طالب عليه‌السلام وهو تحت سقاية زمزم فسأله عن (الْعادِياتِ ضَبْحاً) فقال : سألت عنها أحدا قبلي؟ قال : نعم سألت عنها ابن عباس ، فقال : الخيل حين تغزو في سبيل الله قال : فاذهب فادعه لي ، فلما وقف على رأسه قال : تفتي الناس بما لا علم لك به؟ والله ان كانت لاول غزوة في الإسلام بدر وما كان معنا الا فرسان : فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود ، فكيف يكون العاديات الخيل؟ بل العاديات ضبحا الإبل من عرفة الى المزدلفة ومن مزدلفة الى منى ، قال ابن عباس : فرغبت عن قولي ورجعت الى الذي قاله على عليه‌السلام.

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال على بن إبراهيم في قوله : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) اى عدوا عليهم في الضبح ، ضباح الكلاب صوتها فالموريات قدحا كانت بلادهم فيها حجارة فاذا وطئتها سنابك الخيل (١) كاد تنقدح منها النار فالمغيرات صبحا اى صبحهم بالغارة.

__________________

(١) السنابك جمع السنبك ـ كقنفذ : طرف الحافر.

٦٥٦

١٠ ـ وفيه متصل بآخر ما نقلنا من الحديث السابق أعنى قوله ولجمها (فَالْمُورِياتِ قَدْحاً فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً) فقد أخبرك انها غارت عليهم صبحا قلت : قوله (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) قال : الكفور (وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ) قال : يعنيهما قد شهدا جميعا وادي اليابس وكانا لحب الحيوة حريصان قلت : قوله : (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) قال : يعنى الخيل يأثرن بالوادي (نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) قد شهدا جميعا وادي اليابس.

١١ ـ وفيه متصل بقوله قريبا اى صبحهم بالغارة (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) قال : ثارت الغبرة من ركض الخيل (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) قال : توسط المشركون بجمعهم.

١٢ ـ في مجمع البيان في الشواذ قراءة على عليه‌السلام «فوسطن» بتشديد السين.

١٣ ـ (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) روى ابو أمامة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : أتدرون من الكنود؟ قالوا : الله ورسوله اعلم ، قال : الكنود الذي يأكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بقوله : بجمعهم (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) اى كفور وهما الذين امرا واشارا على أمير المؤمنين عليه‌السلام ان يدع الطريق مما حسداه وكان على صلوات الله عليه قد أخذ بهم على غير الطريق الذي أخذ فيه ابو بكر وعمر ، فعلما انه يظفر بالقوم ، فقال عمرو بن العاص لأبي بكر : ان عليا غلام حدث لا علم له بالطريق وهذا طريق مسبع (١) لا يأمن فيه من السباع ، فمشيا اليه وقالا له : يا أبا الحسن هذا الطريق الذي أخذت فيه طريق مسبع فلو رجعت الى الطريق؟ فقال لهما أمير المؤمنين عليه‌السلام : الزما رحالكما وكفا عما لا يعينكما واسمعا وأطيعا فانى اعلم بما اصنع فسكتا ، قوله (وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ) اى على العداوة (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) يعنى حب الحيوة حيث خافوا السباع على أنفسهما فقال الله عزوجل : (أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) اى يجمع ويظهر (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ).

__________________

(١) اى تكثر فيه السباع.

٦٥٧

١٥ ـ وفيه متصل بآخر ما نقلنا من الحديث اعنى قوله : حريصان قلت : قوله : (أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) قال : نزلت الآيتان فيهما خاصة ، كانا يضمران ضمير السوء ويعملان به ، فأخبر الله خبرهما وفعالهما ؛ فهذه قصة أهل وادي اليابس وتفسير العاديات.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : من قرأ وأكثر من قراءة القارعة آمنه الله عزوجل من فتنة الدجال ان يؤمن به ومن قيح جهنم (١) يوم القيامة ان شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث ابى من قرأها ثقل الله بها ميزانه يوم القيامة.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : القارعة ما القارعة وما أدريك ما القارعة يرددها الله لهولها وفزع بها الناس (وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) قال : العهن : الصوف.

٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ومعنى قوله : فمن ثقلت موازينه و (مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) فهو قلة الحسنات وكثرته.

٥ ـ وفيه في احتجاج ابى عبد الله عليه‌السلام قال السائل : أو ليس توزن الأعمال؟ قال: لا لان الأعمال ليست أجساما وانما هي صفة ما عملوا ، وانما يحتاج الى وزن الشيء من جهل عدد الأشياء ولا يعرف ثقلها وخفتها ، وان الله لا يخفى عليه شيء ، قال : فما معنى الميزان؟ قال : العدل قال : فما معناه في كتابه (مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) قال : فمن رجح عمله.

٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن على بن أسباط

__________________

(١) القيح : لمدة البيضاء التي لا يخالطها دم.

٦٥٨

عن العلا عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : ان الله ثقل على أهل الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة ، وان الله عزوجل خفف الشر على أهل الدنيا كخفته في موازينهم يوم القيامة.

٧ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن ابى أيوب عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما‌السلام قال : ما في الميزان شيء أثقل من الصلوة على محمد وآل محمد ، وان الرجل لتوضع اعماله في الميزان فيميل به فيخرج الصلوة فيضعها في ميزانه فيرجح.

٨ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه‌السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيه عليه‌السلام : واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، واشهد ان محمدا عبده ورسوله شهادتان ترفعان القول وتضاعفان العمل ، خف ميزان ترفعان منه ؛ وثقل ميزان توضعان فيه

٩ ـ في نهج البلاغة ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله شهادتين تصعد ان القول وترفعان العمل ، لا يخف ميزانه توضعان فيه ، ولا يثقل ميزان ترفعان منه.

١٠ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن موسى قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان الخير ثقل على أهل الدنيا على قدر ثقله في موازينهم يوم القيامة ، وان الشر خف على أهل الدنيا على قدر خفته في موازينهم يوم القيامة.

١١ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه‌السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات واما قوله : (مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) وخفت موازينه فانما يعنى الحسنات توزن الحسنات والسيئات والحسنات ثقل الميزان والسيئات خفة الميزان

١٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبي طالب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل في تفسير سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر وفيه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقوله : لا اله الا الله يعنى بوحدانيته لا يقبل الله الأعمال الا بها ، وهي كلمة التقوى يثقل الله بها الموازين يوم القيامة.

٦٥٩

١٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن ابى عمير عن عيسى الفراء عن عبد الله بن ابى يعفور قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قال ابو جعفر عليه‌السلام : من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه.

١٤ ـ وروى المفضل عن الصادق عليه‌السلام انه قال : وقع بين سلمان الفارسي رحمة الله عليه وبين رجل حضره فقال الرجل لسلمان : من أنت وما أنت؟ فقال سلمان : اما اولى وأو لك فنطفة قذرة ، واما آخري وآخرك فجيفة منتنة ، فاذا كان يوم القيامة ونصبت الموازين ف (مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) فهو الكريم ، و (مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) فهو اللئيم.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : فأمه هاوية قال : أم رأسه يقلب في النار على رأسه ، ثم قال : وما أدريك يا محمد ماهية يعنى الهاوية ثم قال : نار حامية.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ سورة التكاثر في فريضة كتب الله له ثواب أجر مأة شهيد ، ومن قرأها في نافلة كتب له ثواب خمسين شهيدا ، وصلى معه في فريضته أربعون صفا من الملائكة ان شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبى ومن قرأها لم يحاسبه الله بالنعيم الذي أنعم عليه في دار الدنيا ، وأعطى من الأجر كأنما قرأ الف آية.

٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد ابن بشير عن عبد الله الدهقان عن درست عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ ألهيكم التكاثر عند النوم وقى فتنة القبر.

٤ ـ في مجمع البيان وروى قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال : انتهيت الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول : ألهيكم التكاثر قال : يقول ابن آدم مالي مالي وما لك من مالك الا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت أورده

٦٦٠