تفسير نور الثقلين - ج ٥

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨

على عليه‌السلام (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) قال : في فساد كان في نفسه. (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولسانا يعنى أمير المؤمنين عليه‌السلام وشفتين يعنى الحسنينعليهما‌السلام.

١١ ـ في مجمع البيان وروى عبد الحميد المدائني عن أبى حازم أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ان الله تعالى يقول : يا ابن آدم ان نازعك لسانك فيما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فأطبق ، وان نازعك بصرك الى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فأطبق ، وهديناه النجدين اى سبيل الخير وسبيل الشر عن على عليه‌السلام.

١٢ ـ وروى انه قيل لأمير المؤمنين عليه‌السلام : ان أناسا يقولون في قوله : (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) انهما الثديان فقال : لا ، هما الخير والشر.

١٣ ـ وقال الحسن بلغني أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ايها الناس هما نجدان نجد الخير ونجد الشر ، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير؟ ١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه قريبا اعنى قوله : يعنى الحسن والحسين (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) الى ولايتهما.

١٥ ـ في أصول الكافي باسناده الى حمزة بن محمد عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله تعالى : (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) قال : نجد الخير والشر.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم في قوله : (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) قال : بينا له طريق الخير وطريق الشر.

١٧ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن يونس قال : أخبرنى من رفعه الى ابى عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ) يعنى بقوله : فك رقبة ولاية أمير المؤمنين ، فان ذلك فك رقبة.

١٨ ـ على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمي

٥٨١

عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك قوله : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) قال : من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة ونحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجا ، قال : فسكت فقال لي : فهلا أفيدك حرفا خيرا لك من الدنيا وما فيها؟ قلت : بلى جعلت فداك ، قال : قوله : (فَكُّ رَقَبَةٍ) ثم قال : الناس كلهم عبيد النار غيرك وأصحابك ، فان الله فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت.

١٩ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن على عن محمد بن عمرو بن يزيد قال : أخبرت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام انى أصبت بابنين وبقي لي ابن صغير قال : تصدق عنه ، ثم قال حين حضر قيامي مر الصبى فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشيء وان قل ، فان كل شيء يراد به الله وان قل بعد أن تصدق النية فيه عظيم ، ان الله تعالى يقول : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) وقال : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) علم الله عزوجل ان كل أحد لا يقدر على فك رقبة فجعل إطعام اليتيم والمسكين مثل ذلك تصدق عنه.

٢٠ ـ أحمد بن محمد عن أبيه عن جعفر بن خلاد قال : كان ابو الحسن الرضاعليه‌السلام إذا أكل أتى بصحفة فتوضع قرب مائدته فيعمد الى أطيب الطعام مما يؤتى به ، فيأخذ من كل شيء شيئا ، فيضع في تلك الصحفة ، ثم يأمر بها للمساكين ثم يتلو هذه الاية : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) ثم يقول : علم الله عزوجل انه ليس كل إنسان يقدر على عتق رقبة فجعل لهم السبيل الى الجنة.

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ) قال : العقبة الائمة من صعدها فك رقبته من النار.

٢٢ ـ وفيه (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ) يقول : ما أعلمك وكل شيء في القرآن وما ادراك فهو ما أعلمك. حدثنا جعفر بن محمد قال : حدثنا

٥٨٢

عبد الله بن مسعود عن الحسن بن على بن ابى حمزة عن أبيه عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (فَكُّ رَقَبَةٍ) قال : بنا تفك الرقاب وبمعرفتنا ، ونحن المطعمون في يوم الجوع والمسغبة.

٢٣ ـ في مجمع البيان واما المراد بالعقبة ففيه وجوه : أحدها انه مثل ضربه الله لمجاهدة النفس والهوى والشيطان في اعمال الخير والشر الى قوله : وثانيها انها عقبة حقيقة ، قال الحسن وقتادة : هي عقبة شديدة في النار دون الجسر فاقتحموها بطاعة الله عزوجل ، وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : ان أمامكم عقبة كئودا (١) لا يجوزها المثقلون وانا أريد ان أخفف عنكم لتلك العقبة.

٢٤ ـ وروى مرفوعا عن البراء بن عازب قال : جاء أعرابي الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة ، قال : ان كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسئلة أعتق النسمة وفك الرقبة فقال : أو ليسا واحدا؟ قال : لا ، عتق الرقبة ان تتفرد بعتقها ، وفك الرقبة ان تعين في ثمنها ، والفيء على ذي الرحم الظالم ، فان لم يكن ذلك فأطعم الجائع ، واسق الظمآن ، (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ) ، فان لم تطق ذلك فكف لسانك الا من خير.

٢٥ ـ وروى محمد بن عمر بن يزيد قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : ان لي ابنا شديد العلة قال : مره تتصدق بالقبضة من الطعام بعد القبضة ، فان الله تعالى يقول : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) وقرأ الآيات.

٢٦ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن سعدان بن مسلم العامري عن بعض أصحابه قال : رأيت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام يأكل فتلا هذه الاية (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ) الى آخر الاية ثم قال : علم الله أن ليس كل خلقه يقدر بعتق رقبة ، فجعل لهم سبيلا الى الجنة بإطعام الطعام.

٢٧ ـ في مجمع البيان : (فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) وفي الحديث عن معاذ بن جبل

__________________

(١) اى صعبة شاقة المصعد.

٥٨٣

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أشبع جائعا في يوم مسغب (١) ادخله الله يوم القيامة من باب من أبواب الجنان لا يدخلها الا من فعل مثل ما فعل.

٢٨ ـ وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان (٢).

٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ) يعنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المقربة قرباه (أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) يعنى أمير المؤمنين عليه‌السلام مترب بالعلم ، وفيه (أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) قال : لا يقيه من التراب شيء.

٣٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : من اطعم مؤمنا حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الاخرة ، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل الا الله رب العالمين ، ثم قال : من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان ، ثم تلا قول الله عزوجل : (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ).

وفي محاسن البرقي مثله سواء مع زيادة الجنة بعد موجبات و (ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) أخيرا.

٣١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : أصحاب الميمنة أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام والذين كفروا بآياتنا قال : الذين خالفوا أمير المؤمنين عليه‌السلام (هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ) وقال: المشأمة أعداء آل محمد عليهم‌السلام نار مؤصدة اى مطبقة.

__________________

(١) يوم مسغب أو مسغبة اى مجاعة.

(٢) السغبان : الجائع.

٥٨٤

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من أكثر قراءة «والشمس ، والليل إذا يغشى ، والضحى ، وألم نشرح» في يوم أو ليلة لم يبق شيء بحضرته الا شهد له يوم القيامة حتى شعره وبشره ولحمه ودمه وعروقه وعصبه وعظامه ، وجميع ما أقلت الأرض منه ، ويقول الرب تبارك وتعالى : قبلت شهادتكم لعبدي وأجزتها له ، انطلقوا به الى جناتى حتى يتخير منها حيث ما أحب فأعطوه من غير من ولكن رحمة منى وفضلا عليه وهنيئا لعبدي.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرأها فكأنما تصدق بكل شيء طلعت عليه الشمس والقمر.

٣ ـ في تهذيب الأحكام في الموثق عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : الرجل إذا قرء والشمس وضحاها فختمها أن يقول : صدق الله وصدق رسوله ، قلت : فان لم يقل الرجل شيئا من هذا إذا قرأ؟ قال : ليس عليه شيء والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤ ـ في روضة الكافي جماعة عن سهل عن محمد عن أبيه عن ابى محمد عن ابى عبداللهعليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) قال : الشمس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله به أوضح الله عزوجل للناس دينهم ، قال : قلت : (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها) قال ذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونفثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالعلم نفثا ، قال : قلت : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) قال : ذلك أئمة الجور الذين استبد وأبا الأمر دون آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجلسوا مجلسا كان آل الرسول اولى به منهم ، فغشوا دين الله بالظلم والجور ، فحكى الله فعلهم فقال : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) قال : قلت : (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها) قال : الامام من ذرية فاطمة صلوات الله عليها يسأل عن دين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيجليه لمن سأله ، فحكى الله عزوجل قوله : فقال : (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها).

٥٨٥

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال : أخبرنى ابى عن سليمان الديلمي عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) ونقل نحو ما نقلنا عن الروضة.وفيه متصل بآخر ما نقل اعنى (إِذا جَلَّاها) وقوله : ونفس وما سواها قال : خلقها وصورها (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) اى عرفها وألهمها ثم خيرها فاختارت.

٦ ـ في أصول الكافي باسناده الى حمزة بن محمد الطيار عن ابى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل وفيه يقول عليه‌السلام وقال : (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) قال : بين لها ما تأتى وما تترك.

٧ ـ في مجمع البيان وروى زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابى جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام في قوله : (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) قال : بين لها ما تأتى وما تترك وفي قوله : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) قال : قد أفلح من أطاع (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) قال : قد خاب من عصى.

٨ ـ وجاء الرواية عن سعيد بن ابى هلال قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا قرء هذه الاية (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) وقف ثم قال : اللهم آت نفسي تقواها أنت وليها ومولاها ، وزكها أنت خير من زكاها.

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) يعنى نفسه طهرها (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) اى أغواها.

حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد الله قال : حدثنا الحسن بن جعفر قال حدثنا عثمان بن عبيد الله الفارسي قال حدثنا محمد بن على عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) قال أمير المؤمنين عليه‌السلام زكاه ربه (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) قال : هو الاول والثاني في بيعته إياه حيث مسح على كفه.

وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام في قوله (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها) يقول الطغيان حملها على التكذيب ، وقال على بن إبراهيم في قوله : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها) قال الذي عقر الناقة.

١٠ ـ في مجمع البيان والأشقى عاقر الناقة وهو أشقى الأولين على لسان

٥٨٦

رسول الله واسمه قذار بن سالف وقد صحت الرواية بالإسناد عن عثمان بن صهيب عن أبيه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلى بن ابى طالب عليه‌السلام : من أشقى الأولين؟ قال عاقر الناقة قال : صدقت ، فمن أشقى الآخرين؟ قال : قلت : لا اعلم يا رسول الله قال : الذي يضربك على هذه وأشار الى يافوخه (١).

١١ ـ عن عمار بن ياسر قال كنت أنا وعلى بن ابى طالب عليه‌السلام في غزوة العسرة نائمين في صور من النخل ودقعاء من التراب (٢) فو الله ما أهبنا الا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يحركنا برجله ، وقد تتربنا من تلك الدقعاء ؛ فقال : الا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : أحيمر ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربك يا على على هذه ، ووضع يده على قرنه حتى يبل منها هذه وأخذ بلحيته.

١٢ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ابو بكر مردويه في فضائل أمير المؤمنين وأبو بكر الشيرازي في نزول القرآن انه قال سعيد بن المسيب كان على يقرء إذا انبعث أشقاها قال : فو الذي نفسي بيده ليخضبن هذه من هذه وأشار بيده الى لحيته ورأسه.

١٣ ـ وروى الثعلبي والواحدي بإسنادهما عن عمار عن عثمان بن صهيب وعن الضحاك وروى ابن مردويه باسناده عن جابر بن سمرة وعن صهيب وعن عمار وعن ابن عدى وعن الضحاك والخطيب في التاريخ عن جابر بن سمرة وروى الطبري والموصلي عن عمار وروى أحمد بن حنبل عن الضحاك انه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا على أشقى الأولين عاقر الناقة ، وأشقى الآخرين قاتلك ، وفي رواية من يخضب هذه من هذا.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ) قال أخذهم بغتة وغفلة بالليل ولا يخاف عقباها قال : من بعد هؤلاء الذين أهلكناهم لا يخافون.

__________________

(١) اليافوخ : الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل.

(٢) الصور : المجتمع من النخل. والدقعاء : التراب الدقيق على وجه الأرض.

٥٨٧

١٥ ـ في مجمع البيان قرء أهل المدينة وابن عامر «فلا يخاف» بالفاء وكذلك هو في مصاحف أهل المدينة والشام وروى ذلك عن أبى عبد الله عليه‌السلام.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من أكثر قراءة «والشمس والليل» الحديث وقد تقدم في سورة الشمس.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرأها أعطاه الله حتى يرضى وعافاه من العسر ويسر له اليسر.

٣ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن محمد ابن مسلم قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : قول الله عزوجل : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) و (النَّجْمِ إِذا هَوى) وما أشبه ذلك قال : ان لله عزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء ، وليس لخلقه أن يقسموا الا به.

٤ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى على بن مهزيار قال : قلت لأبي جعفر الثاني قوله عزوجل : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) وقوله عزوجل : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) وما أشبه هذا فقال : ان لله عزوجل ان يقسم من خلقه بما شاء ، وليس لخلقه أن يقسموا الا به.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا احمد بن إدريس قال : حدثنا محمد بن عبد الجبار عن ابن ابى عمير عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا ـ جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) قال : الليل في هذا الموضع الثاني غشي أمير المؤمنين عليه‌السلام في دولته التي جرت له عليه‌السلام ، وأمير المؤمنين عليه‌السلام يصبر في دولتهم حتى تنقضي ، قال : (وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) قال : النهار هو القائم منا أهل البيت إذا قام غلب دولة الباطل ، والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس وخاطب نبيه ونحن ، فليس يعلمه غيرنا.

٥٨٨

٦ ـ في جوامع الجامع وفي قراءة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى عليه‌السلام وابن عباس «والذكر والأنثى».

٧ ـ في مجمع البيان في الشواذ قراءة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقراءة على بن ابى طالب عليه‌السلام (وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) وخلق الذكر والأنثى» بغير «ما» روى ذلك عن ابى عبد اللهعليه‌السلام.

٨ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقر عليه‌السلام في قوله : (وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) فالذكر أمير المؤمنين والأنثى فاطمة عليها‌السلام (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) لمختلف (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) بقوته وصام حتى وفى بنذره وتصدق بخاتمه وهو راكع ، وآثر المقداد بالدينار على نفسه ، قال : (وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) وهي الجنة والثواب من الله بنفسه فسنيسره لذلك بأن جعله إماما في القبر وقدوة بالأئمة يسره الله لليسرى.

٩ ـ في قرب الاسناد للحميري احمد بن محمد عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن ابى الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سمعته يقول في تفسير (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) قال : ان رجلا من الأنصار كان لرجل في حائطه نخلة فكان يضر به فشكا ذلك الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدعاه فقال : أعطني نخلتك بنخلة في الجنة فأبى فسمع ذلك رجل من الأنصار يكنى أبا الدحداح فجاء الى صاحب النخلة فقال : يعنى نخلتك بحائطى فباعه فجاء الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله قد اشتريت نخلة فلان بحائطى ، قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فلك بدلها نخلة في الجنة ، فأنزل الله تعالى على نبيه : (وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَنْ أَعْطى) يعنى النخلة (وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) بموعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) الى قوله تردى.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم في قوله : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) قال : نزلت في رجل من الأنصار ، كانت له نخلة في دار رجل آخر وكان يدخل عليه بغير اذن فشكا ذلك الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال رسول الله لصاحب النخلة : يعنى نخلتك هذه بنخلة في الجنة ،

٥٨٩

فقال : لا أفعل ، فقال : بعينها بحديقة في الجنة ، فقال : لا أفعل وانصرف فمضى اليه ابو الدحداح واشتراها منه وأتى ابو الدحداح الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله خذها واجعل لي في الجنة التي قلت لهذا فلم يقبلها. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لك في الجنة حدائق وحدائق فأنزل الله في ذلك : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) يعنى أبا الدحداح (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى) يعنى إذا مات.

١١ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس قال : حدثنا احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحصين عن خالد بن يزيد عن عبد الأعلى عن أبى الخطاب عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) قال : بالولاية (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى) فقال : بالولاية (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى).

١٢ ـ في مجمع البيان روى الواحدي بالإسناد المرفوع المتصل عن عكرمة عن ابن عباس ان رجلا كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال ، وكان الرجل إذا جاء فدخل الدار وصعد النخلة ليأخذ منها التمر فرعا سقطت التمر فيأخذها صبيان الفقير ، فينزل الرجل من النخلة حتى يأخذ التمر من أيديهم ، فان وجدها في في أحدهم أدخل إصبعه حتى يأخذ التمرة من فيه ، فشكا الرجل الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخبره بما يلقى من صاحب النخلة ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اذهب ولقى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صاحب النخلة فقال : تعطيني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة؟ فقال له الرجل : ان لي نخلا كثيرا وما فيه نخلة أعجب الى تمرة منها ، قال : ثم ذهب الرجل فقال رجل كان يسمع كلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا رسول الله أتعطينى بما أعطيت الرجل نخلة في الجنة ان أخذتها؟ قال : نعم فذهب الرجل ولقى صاحب النخلة فساومها (١) منه فقال له : أشعرت ان محمدا أعطانى

__________________

(١) ساوم السلعة : غالى بها اى عرضها بثمن ودقع له المشترى أقل منه وهكذا الى أن ينفقا على ثمن متوسط بين ما يطلبه البائع ويدفعه الشاري.

٥٩٠

بها نخلة في الجنة فقلت له : يعجبني تمرها وان لي نخلا فما فيه نخلة أعجب الى تمرة منها؟ فقال الاخر : أتريد بيعها فقال : لا الا ان أعطى قال : فما هناك؟ قال : أربعون نخلة ، فقال الرجل : جئت بعظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة؟ ثم سكت عنه فقال له : ان أنا أعطيك أربعين نخلة؟ فقال له : اشهد ان كنت صادقا فمر الى الناس فدعاهم فاشهدهم بأربعين نخلة ، ثم ذهب الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله ان النخلة قد صارت في ملكي فهي لك ، فذهب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الى صاحب الدار فقال له : النخلة لك ولعيالك ، فأنزل الله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) السورة.

عن عطاء قال : اسم الرجل أبو الدحداح (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى) وهو ابو الدحداح (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى) وهو صاحب النخلة وقوله : لا يصليها الا الأشقى هو صاحب النخلة وسيجنبها الأنقى هو ابو الدحداح ولسوف يرضى إذا دخل الجنة قال : فكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يمر بذلك الحش (١) وعذوقه دانية فيقول : عذوق وعذوق لأبي الدحداح في الجنة.

١٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن ضريس الكناسي عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : مر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برجل يغرس غرسا في حائط فوقف له وقال : ألا أدلك على غرس أثبت أصلا وأسرع إيناعا (٢) وأطيب ثمرا وأبقى قال : بلى فدلني يا رسول الله ، فقال : إذا أصبحت وأمسيت فقل : سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر فان لك ان قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة ، وهو من الباقيات الصالحات ، قال : فقال الرجل : فانى أشهدك يا رسول الله ان حائطى هذا صدقة مقبوضة على فقراء المسلمين أهل الصدقة ، فأنزل الله عزوجل آيات من القرآن (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى).

١٤ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن مهران بن

__________________

(١) الحش : النخل القصير.

(٢) أينع الثمر : أدرك وطاب وحان قطافه.

٥٩١

محمد عن سعدان بن طريف عن أبى جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) بان الله عزوجل يعطى بالواحد عشرة الى مأة ألف فما زاد (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) قال : لا يريد شيئا من الخير الا يسره الله له (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى) قال بخل بما آتاه الله عزوجل (وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى) بان الله يعطى بالواحد عشرة الى مأة الف فما زاد (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) قال : لا يريد شيئا من الشر الا يسره له (وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى) قال أما والله ما هو تردى في بئر ولا من جبل ولا من حائط ولكن تردى في نار جهنم.

١٥ ـ في قرب الاسناد للحميري احمد بن محمد عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن ابى الحسن الرضا عليه‌السلام قال : قلت له قول الله تبارك وتعالى (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) قال : الله يهدى من يشاء ويضل من يشاء ؛ فقلت له : أصلحك الله ان قوما من أصحابنا يزعمون ان المعرفة مكتسبة وانهم ان ينظروا من وجه النظر أدركوه ، فأنكر ذلك قال لهؤلاء القوم : لا يكتسبون الخير لأنفسهم ليس أحد من الناس الا وهو يحب ان يكون هو خير ممن هو منه ، هؤلاء بنو هاشم موضعهم موضعهم وقرابتهم قرابتهم وهم أحق بهذا الأمر منكم ، أفترون انهم لا ينظرون انهم لا ينظرون لأنفسهم وقد عرفتم ولم يعرفوا قال ابو جعفر : لو استطاع الناس لأحبونا.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) قال : علينا ان نبين لهم قوله: (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى) اى تتلهب عليهم ، حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا يحيى بن زكريا عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى) قال : في جهنم واد فيه نار لا يصليها الا الأشقى فلان الذي كذب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في على وتولى عن ولايته ، ثم قال : النيران بعضها دون بعض فما كان من نار لهذا الوادي فللنصاب.

وفيه (لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى) يعنى هذا الذي بخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) الذي قال ابو الدحداح.

٥٩٢

١٧ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفر عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : وانزل في «(وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى) فهذا مشرك.

أقول : قد تقدم فيما نقلنا من مجمع البيان عن ابن عباس بيان للاشقى والا تقى فأطلبه.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال الله (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى) قال : ليس لأحد عند الله يدعى ربه بما فعله لنفسه ، وان جازاه فبفضله يفعل وهو قوله (إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى وَلَسَوْفَ يَرْضى) اى يرضى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ويرضى عنه.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : من أكثر قراءة «والشمس ، والليل إذا يغشى ، والضحى» الحديث وقد تقدم في والشمس والضحى.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ومن قرأها كان ممن يرضاه الله ، ولمحمد ان يشفع له ، وله عشر حسنات بعدد كل يتيم وسائل.

٣ ـ وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : لا يجمع سورتين في ركعة واحدة الا الضحى وألم نشرح ، وألم تر كيف ولإيلاف قريش.

وفيه وروى أصحابنا ان الضحى وألم نشرح سورة واحدة ، لتعلق إحديهما بالأخرى.

٤ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن فضالة عن العلا عن زيد الشحام قال: صلى بنا ابو عبد الله عليه‌السلام الفجر فقرأ الضحى وألم نشرح في ركعة.

٥٩٣

٥ ـ في مجمع البيان في الشواذ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ما ودعك بالتخفيف والقراءة المشهورة بالتشديد.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام في قوله : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) وذلك ان جبرئيل عليه‌السلام أبطأ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانه كانت أول سورة نزلت (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) ثم ابطأ عليه فقالت خديجة رضى الله عنها : لعل ربك قد تركك فلا يرسل إليك ، فأنزل الله تبارك وتعالى (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى).

٧ ـ في مجمع البيان وقيل ان المسلمين قالوا ما ينزل عليك الوحي يا رسول الله؟ فقال: وكيف ينزل على الوحي وأنتم لا تتقون براجمكم (١) ولا تقلمون أظفاركم ، ولما نزلت السورة قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لجبرئيل عليه‌السلام : ما جئت حتى اشتقت إليك؟ فقال جبرئيل عليه‌السلام : وانا كنت أشد إليك شوقا ولكني عبد مأمور (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ).

٨ ـ في جوامع الجامع وروى ان الوحي كان قد احتبس عنه أياما فقال المشركون ان محمدا ودعه ربه وقلاه فنزلت.

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن احمد قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن الحسن بن على بن ابى حمزة عن أبيه عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قوله (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى) قال يعنى الكرة وهي الاخرة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قلت : قوله (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) قال : يعطيك من الجنة حتى ترضى.

١٠ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب تفسير الثعلبي عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام وتفسير القشيري عن جابر الأنصاري انه قال : راى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة عليها‌السلام وعليها كساء من اجلة الإبل وهي تطحن بيديها وترضع ولدها ، فدمعت عينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الاخرة ، فقالت : يا رسول الله

__________________

(١) البراجم : العقد التي تكون في ظهور الأصابع يجتمع فيها الوسخ.

٥٩٤

الحمد لله على نعمائه والشكر لله على آلائه فأنزل الله : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى).

١١ ـ في مجمع البيان وعن الصادق عليه‌السلام قال : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على فاطمةعليها‌السلام وعليها كساء من ثلة الإبل (١) وهي تطحن بيدها وترضع ولدها فدمعت عينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أبصرها فقال : يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الاخرة فقد انزل الله على (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) وقال الصادق عليه‌السلام : رضا جدي ان لا يبقى في النار موحد.

١٢ ـ وروى حريث بن شريح عن محمد بن على ، ابن الحنفية انه قال : يا أهل العراق تزعمون ان أرجى آية في كتاب الله عزوجل : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) الاية وانا أهل البيت نقول أرجى آية في كتاب الله (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) وهي والله الشفاعة ليعطينها في أهل لا اله الا الله حتى يقول : رب رضيت.

١٣ ـ وروى العياشي باسناده عن ابى الحسن الرضا عليه‌السلام في قوله : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) قال : فردا لا مثل لك في المخلوقين فآوى الناس إليك ووجدك ضالا اى ضالا في قوم لا يعرفون فضلك فهداهم إليك ووجدك عائلا تعول أقواما بالعلم فأغناهم الله بك وروى ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من على ربي وهو أهل المن.

١٤ ـ وسئل الصادق عليه‌السلام لم اوتم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن أبويه؟ فقال : لئلا يكون لمخلوق عليه حق.

١٥ ـ وفيه (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) قيل في معناه أقوال الى قوله وثانيها ان المعنى وجدت متحيرا لا تعرف وجوه معاشك ، فهداك الى وجوه معاشك ، فان الرجل إذا لم يهتد طريق كسبه ووجه معيشته يقال له انه ضال لا يدرى الى اين يذهب ومن اى وجه يكتسب ، وفي الحديث نصرت بالرعب وجعل رزقي في ظل رمحي يعنى الجهاد.

١٦ ـ وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد

__________________

(١) الثلة ـ بفتح الثاء ـ : الصوف.

٥٩٥

سألت ربي مسئلة وددت انى لم أسئله ، قلت : اى رب انه قد كانت أنبياء قبلي منهم من سخرت له الريح ، ومنهم من كان يحيى الموتى؟ قال : فقال الم أجدك يتيما فآويتك؟ قال : قلت بلى ، قال : الم أجدك ضالا فهديتك؟ قال : قلت بلى اى رب ، قال : الم اشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك؟ قال : قلت بلى اى رب.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم عن احمد بن ابى عبد الله عن أبيه عن خالد بن يزيد عن ابى الهيثم الواسطي عن زرارة عن أحدهما عليهما‌السلام في قول الله : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً) فآوى إليك الناس (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) اى أهدى إليك قوما لا يعرفونك حتى عرفوك (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) اى وجدك تعول أقواما فأغناهم بعلمك قال على بن إبراهيم : في قوله عزوجل (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) قال : اليتيم الذي لا مثل له ، ولذلك سميت الدرة اليتيمة لأنه لا مثل لها (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) قال : فأغناك بالوحي فلا تسئل عن شيء أحدا (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) قال : وجدك ضالا في قوم لا يعرفون فضل نبوتك فهداهم الله بك.

١٨ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عند المأمون في عصمة الأنبياءعليهم‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام للمأمون وقد قال الله عزوجل لنبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) يقول ألم يجدك وحيدا فآوى إليك الناس (وَوَجَدَكَ ضَالًّا) يعنى عند قومك (فَهَدى) اى هديهم الى معرفتك (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) يقول : بان جعل دعاك مستجابا قال المأمون بارك الله فيك يا ابن رسول الله.

١٩ ـ في روضة الكافي باسناده عنهم عليهم‌السلام فيما وعظ الله عزوجل به عيسى عليه‌السلام يا عيسى انا ربك الى قوله عزوجل في صفة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : النور في صدره ، والحق على لسانه ، وهو على الحق حيث ما كان أصله يتيم ضال برهة من زمانه عما يراد به.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) اى لا تظلم والمخاطبة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمعنى للناس.

٢١ ـ في مجمع البيان وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يحسن الى اليتامى ويبرهم و

٥٩٦

يوصى بهم ، وجاء في حديث عن ابن ابى اوفى قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأتاه غلام فقال : غلام يتيم وأخت لي يتيمة وأم لي ارملة (١) أطعمنا مما أطعمك الله ، أعطاك الله مما عنده حتى ترضى قال : ما أحسن ما قلت يا غلام ، اذهب يا بلال فأتنا بما كان عندنا ، فجاء بواحدة وعشرين تمرة فقال سبع لك وسبع لأختك وسبع لأمك ، فقام اليه معاذ بن جبل تمسح رأسه وقال : جبر الله يتمك وجعلك خلفا من أبيك وكان من أبناء المهاجرين. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيتك يا معاذ وما صنعت قال رحمته قال : لا يلي منكم يتيما فيحسن ولايته ويضع يده على رأسه الا كتب الله له بكل شعرة حسنة ، ومحى عنه بكل شعرة سيئة ، ورفع له بكل شعرة درجة.

٢٢ ـ وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مسح على رأس يتيم كان له بكل شعرة تمر به على يده نور يوم القيامة.

٢٣ ـ وقال عليه‌السلام : انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة إذا أتقى الله عزوجل ، وأشار بالسبابة والوسطى.

٢٤ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى ابى خالد الكابلي قال : سمعت زين العابدين على بن الحسين عليهما‌السلام يقول : الذنوب التي تحبس غيث السماء جور الحكام في القضاء ، وشهادة الزور وكتمان الشهادة ، ومنع الزكاة والقرض والماعون وقساوة القلوب على أهل الفقر والفاقة ، وظلم اليتيم والارملة وانتهار السائل ورده بالليل ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٥ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا طرقكم سائل ذكر بالليل فلا تردوه.

٢٦ ـ وسئل الصادق عليه‌السلام عن السائل يسأل فلا يدرى ما هو فقال : أعط من وقعت في قلبك الرحمة له.

٢٧ ـ وروى الوصافي عن ابى جعفر قال : كان فيما ناجى الله به موسى ان قال

__________________

(١) الأرملة : المرأة التي مت زوجها وهي فقيرة.

٥٩٧

يا موسى أكرم السائل ببذل يسير أو برد جميل انه يأتيك من ليس بإنس ولا جان ملائكة من ملائكة الرحمن ، يبلونك فيما خولتك ويسئلونك مما نولتك (١) فانظر كيف أنت صانع يا ابن عمران.

٢٨ ـ وقال عليه‌السلام : أعط السائل ولو ظهر فرس.

٢٩ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تقطعوا على السائل مسئلته ، فلو لا ان المساكين يكذبون ما أفلح من ردهم.

٣٠ ـ وقال ابو جعفر عليه‌السلام : لو يعلم السائل ما في المسئلة ما سئل أحد أحدا ، ولو يعلم المعطى ما في العطية ما رد أحد أحدا.

٣١ ـ وروى عن الوليد بن صبيح قال : كنت عند ابى عبد الله عليه‌السلام ، فجاء سائل فأعطاه ، ثم جاء آخر فأعطاه ، ثم جاء آخر فأعطاه ، ثم جاء آخر فأعطاه ، فقال : وسع الله عليك.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) اى لا تطرد قوله واما ما بنعمة ربك فحدث قال : بما أنزل الله عليك وأمرك به من الصلوة والزكاة والصوم والحج والولاية وبما فضلك الله به فحدث.

٣٣ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب : ألبسوا ثياب القطن فانها لباس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يكن يلبس الشعر والصوف الا من علة ، وقال : ان الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده.

٣٤ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبى جعفر محمد بن على عليهما‌السلام قال : خطب أمير المؤمنين عليه‌السلام بالكوفة منصرفه من النهروان وبلغه ان معاوية يسبه ويعيبه ويقتل أصحابه ، فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه ، ثم قال لو لا آية من كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكر في مقامي هذا ، يقول الله عزوجل : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ

__________________

(١) خوله الله : أعطاه ونوله أيضا بمعناه.

٥٩٨

رَبِّكَ فَحَدِّثْ) اللهم لك الحمد على نعمتك التي لا تحصى ، وفضلك الذي لا ينسى ، يا ايها الناس انه بلغني ما بلغني وانى أرانى قد اقترب أجلى ، وكأني بكم وقد جهلتم أمرى وانى تارك فيكم ما تركه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كتاب الله وعترتي ، وهي عترة الهادي الى النجاة خاتم الأنبياء وسيد النجباء والنبي المصطفى يا ايها الناس لعلكم لا تسمعون قائلا يقول مثل قولي بعدي الا مفتر ، أنا أخو رسول الله وابن عمه وسيف نقمته وعماد نصرته وبأسه وشدته ، انا رحى جهنم الدائرة وأضراسها الطاحنة انا موتم البنين والبنات ، انا قابض الأرواح وبأس الله الذي لا يرده عن القوم المجرمين ، انا مجدل الابطال وقاتل الفرسان ومبير من كفر بالرحمن ، وصهر خير الأنام ، انا سيد الأوصياء ووصى خير الأنبياء ، انا باب مدينة العلم وخازن علم رسول الله ووارثه ، وانا زوج البتول سيدة نساء العالمين فاطمة التقية الزكية البرة المهدية حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته ، وريحانة رسول الله سبطاه خير الأسباط ، وولداي خير الأولاد ، هل أحد ينكر ما أقول؟ اين مسلموا أهل الكتاب ، انا رسمي في الإنجيل اليا وفي التورية «بريى» وفي الزبور «ارى» وعند الهند «كبكر» وعند الروم «بطريسا» وعند الفرس «جبتر» وعند الترك «بثير» وعند الزنج «حيتر» وعند الكهنة «بويئ» وعند الحبشة «بثريك» وعند أمي «حيدرة» وعند ظئرى «ميمون» وعند العرب «على» وعند الأرمن «فريق» وعند أبى «ظهير» (١) الا وانى مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم ، يقول الله عزوجل : «ان الله مع الصادقين» انا ذلك الصادق وانا المؤذن في الدنيا والاخرة قال الله عزوجل : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) انا ذلك المؤذن وقال : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) وانا ذلك الأذان ، وانا المحسن يقول الله عزوجل (إِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) وانا ذو القلب يقول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) وانا الذاكر يقول الله عزوجل (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً

__________________

(١) في ضبط بعض تلك الأسماء خلاف راجع المصدر صفحة ٥٨ ـ ٥٩ من الطبعة الجديدة. وفيه شرح للأسماء أيضا.

٥٩٩

وَعَلى جُنُوبِهِمْ) ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمى وأخي وابن عمى ، و (اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى) لا يلج النار لنا محب ، ولا يدخل الجنة لنا مبغض ، يقول الله عزوجل : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) وانا الصهر يقول الله عزوجل (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) وانا الاذن الواعية يقول الله عزوجل : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) وانا السلم لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول الله عزوجل (وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ) ومن ولدي مهدي هذه الامة الا وقد جعلت حجتكم (١) ، ببغضى يعرف المنافقون ، وبمحبتي امتحن الله المؤمنين ، هذا عهد النبي الأمي الى انه لا يحبك الا مؤمن ، ولا يبغضك الا منافق ، وانا صاحب لواء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الدنيا والاخرة ، ورسول الله فرطي وأنا فرط شيعتي (٢) والله لا عطش محبي ولا خاف وليي ، انا ولى المؤمنين والله وليي ، حسب محبي أن يحبوا ما أحب الله ، وحسب مبغضي ان يبغضوا ما أحب الله ، الا وانه بلغني ان معاوية سبني ولعنني ، اللهم اشدد ووطأتك (٣) عليه وانزل اللعنة على المستحق آمين رب العالمين ، برب اسمعيل وباعث إبراهيم ، انك حميد مجيد ، ثم نزل عن أعوادها فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم لعنه الله.

٣٥ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن صالح بن ابى حماد وعدة من أصحابنا عن احمد بن محمد وغيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين على عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملا وشكاه اخوه الربيع بن زياد الى أمير المؤمنين عليه‌السلام انه قد غم اهله وحزن ولده بذلك ، فقال أمير المؤمنين : على بعاصم بن زياد فجيء به ، فلما رآه عبس في وجهه فقال له : اما استحييت من أهلك؟ أما رحمت ولدك؟ أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أخذك منها؟ أنت أهون على الله من ذلك ، أو ليس الله يقول : (وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ

__________________

(١) وفي المصدر «محنتكم» مكان «حجتكم».

(٢) الفرط : العلم المستقيم يهتدى به.

(٣) الوطأة : الاخذة الشديدة.

٦٠٠