تفسير نور الثقلين - ج ٥

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨

صحيفة ، وانزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، قلت : يا رسول الله وما كانت صحف إبراهيم؟ قال : كانت أمثالا كلها ، وكان فيها : ايها الملك المبتلى المغرور انى لم أبعثك تجمع الدنيا بعضها على بعض ، ولكني بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم فانى لا أردها وان كانت من كافر ، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا ان يكون له ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يتفكر فيها صنع الله عزوجل اليه ، وساعة يخلو فيها لحظ نفسه من الحلال ، فان هذه الساعة عون لتلك الساعات ، واستحمام للقلوب وتوديع لها ، وعلى العاقل ان يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه ، فانه من حسب كلامه من عمله قل كلامه الا فيما يعنيه ، وعلى العاقل ان يكون طالبا لثلاث : مرمة لمعاش ، أو تزود لمعاد ، أو تلذذ في غير محرم ، قلت : يا رسول الله فيما كانت صحف موسى؟ قال : كانت عبرا كلها ، عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ ولمن أيقن بالنار كيف يضحك؟ ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها؟ ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصب؟ ولمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل؟

٤٢ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي قال أبو ذر : قلت يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم عليه‌السلام؟ قال : كانت أمثالا كلها : ايها الملك المسلط المبتلى المغرور انى لم أبعثك لتجمع المال بعضه على بعض ، وانما بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم فانى لا أردها وان كانت من كافر أو فاجر فجوره على نفسه ؛ وكان فيها أمثال وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله ان يكون له ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يفكر فيها في صنع الله ، وساعة يحاسب نفسه فيما قدم وأخر ، وساعة يخلو فيها بحاجته من الحلال ومن المطعم والمشرب ، وعلى العاقل ان يكون طاعنا في ثلاث : تزود لمعاد ، أو مرمة لمعاش ، أو لذة في غير محرم ، وعلى العاقل أن يكون بصيرا في زمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه ، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه الا في ما يعنيه ، قلت : يا رسول الله فما كانت صحف موسى عليه‌السلام؟ قال : كانت عبرا كلها : عجبت لمن أيقن بالنار ثم ضحك ، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ،

٥٦١

عجبت لمن أبصر الدنيا وتقلبها بأهلها حالا بعد حال وهو يطمئن إليها؟ عجبت لمن أيقن بالحساب ثم لم يعمل قلت : يا رسول الله فهل في أيدينا شيء مما كان في صحف إبراهيم وموسى عليهما‌السلام فيما أنزل الله عليك؟ قال : أقرأ يا با ذر (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى).

٤٣ ـ في مجمع البيان روى عن أبى ذر أنه قال : قلت : يا رسول الله كم الأنبياء قال : مأة الف نبي وأربعة وعشرون ألفا قلت : يا رسول الله كم المرسلون منهم؟ قال : ثلاثمأة وثلاثة عشر وبقيتهم أنبياء ، قلت : كان آدم نبيا؟ قال : نعم كلمه الله وخلقه بيده ، يا با ذر أربعة من الأنبياء عرب : هود وصالح وشعيب ونبيك ، قلت : يا رسول الله كم انزل الله من كتاب؟ قال : مأة وأربعة كتب ، انزل منها على آدم عشرة صحف ، وعلى شيث خمسين صحيفة ، وعلى أخنوخ وهو إدريس ثلاثين صحيفة ، وهو أول من خط بالقلم ؛ وعلى إبراهيم عشر صحائف ، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان.

٤٤ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى انس بن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بعثت على اثر ثمانية آلاف نبي. منهم أربعة آلاف من بنى إسرائيل.

٤٥ ـ في تهذيب الأحكام باسناده الى أبى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : من أحب ان يصافحه مأتا الف نبي وعشرون الف نبي فليزر قبر الحسين بن على عليهما‌السلام في النصف من شعبان ، فان أرواح النبيين تستأذن الله في زيارة قبره فيؤذن لهم.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من أدمن قراءة (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) في فريضة أو نافلة غشاه الله برحمته في الدنيا والاخرة ، و

٥٦٢

آتاه الأمن يوم القيامة من عذاب النار.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من قرءها حاسبه الله حسابا يسيرا.

٣ ـ في روضة الكافي عن محمد عن أبيه عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قلت : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) قال : يغشاهم القائم بالسيف ، قال : قلت : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ) قال : خاضعة لا تطيق الامتناع ، قال : قلت : عاملة قال : عملت بغير ما انزل الله قال : قلت ناصبة قال : نصبت غير ولاة الأمر قال : قلت : (تَصْلى ناراً حامِيَةً) قال : تصلى نارا الحرب في الدنيا على عهد القائم وفي الاخرة نار جهنم.

٤ ـ على بن إبراهيم عن على بن الحسين عن محمد بن الكناسي قال : حدثنا من رفعه الى أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) قال : الذين يغشون الامام.

٥ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن حنان عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال لا يبالي الناصب صلى أم زنا ، وهذه نزلت فيهم : (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً).

٦ ـ على بن إبراهيم عن ابن أبى عمير عن عمرو بن أبى المقدام قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : قال أبى قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : كل ناصب وان تعبد واجتهد منسوب الى هذه الاية : (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧ ـ في كتاب ثواب الأعمال أبى رحمه‌الله قال : حدثني احمد بن إدريس عن محمد بن أحمد قال : حدثني ابو عبد الله الرازي عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن صالح بن سعيد القماط عن أبان بن تغلب قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : كل ناصب وان تعبد واجتهد يصير الى هذه الغاية : (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً).

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حديثنا جعفر بن احمد قال : حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال : حدثنا محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة : قال

٥٦٣

سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : كل من خالفكم وان تعبد واجتهد منسوب الى هذه الاية : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً).

٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى ابى إسحاق الليثي عن الباقر عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه ابو إسحاق بعد ان قال : وأجد من أعدائكم ومن ناصبيكم من يكثر من الصلوة ومن الصيام ويخرج الزكاة ويتابع بين الحج والعمرة ويحض على الجهاد ويأثر على البر وعلى صلة الأرحام ويقضى حقوق إخوانه ويواسيهم من ماله ويتجنب شرب الخمر والزنا واللواط وساير الفواحش؟ وان ناصب على ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم لو اعطى ما بين المشرق والمغرب ذهبا وفضة ان يزول عن محبة الطواغيت وموالاتهم الى موالاتكم ما فعل ولا زال ، ولو ضربت خياشيمه (١) بالسيوف فيهم ولو فعل فيهم ما ارتدع ولا رجع ، وإذا سمع أحدهم منقبة لكم وفضلا اشمأز من ذلك وتغير لونه وراى كراهة ذلك في وجهه بغضا لكم ومحبة لهم ، قال : فتبسم الباقر عليه‌السلام ثم قال : يا إبراهيم هاهنا هلكت «العاملة الناصبة (تَصْلى ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) ومن ذلك قال عزوجل : (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً).

١٠ ـ في أمالي الصدوق رحمه‌الله حدثنا محمد بن الحسن رضى الله عنه قال : حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن محمد بن ابى عمير عن على ابن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه‌السلام : كل ناصب وان تعبد واجتهد فمنسوب الى هذه الاية : (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ).

١١ ـ في مجمع البيان وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : كل ناصب وان تعبد واجتهد يصير الى هذه الاية : (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً).

١٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن الحسن بن على

__________________

(١) الخياشيم جمع الخيشوم : أقصى الأنف.

٥٦٤

عليهما‌السلام يتكلم فيه على جمع كثير في مجلس معاوية بن ابى سفيان وعلى معاوية أيضا وفيه : واما أنت يا عقبة بن أبى سفيان فو الله ما أنت بحصيف (١) فأجاوبك ولا عاقل فأعاتبك ، وما عندك خير يرجى ولا شر يخشى وما كتب ولو سببت عليا لأعير به عليك لأنك عندي لست بكفو لعبد عند على بن ابى طالب فأرد عليك وأعاتبك ، ولكن الله عزوجل لك ولأبيك ولأمك وأخيك بالمرصاد ، فأنت ذرية آبائك الذين ذكرهم الله في القرآن فقال : (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) الى قوله : (مِنْ جُوعٍ).

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ) وهم الذين خالفوا دين الله وصلوا وصاموا ونصبوا لأمير المؤمنين عليه‌السلام وهو قوله : (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ) عملوا ونصبوا فلا يقبل شيء من أفعالهم و «(تَصْلى) وجوههم (ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) قال : لها أنين من شدة حرها (لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ) قال : عرق أهل النار وما يخرج من فروج الزواني.

١٤ ـ في مجمع البيان عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الضريع شيء يكون في النار يشبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة ، وأشد حرا من النار سماه الله الضريع.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبى عن محمد بن أبى عمير عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : يا ابن رسول الله خوفني فان قلبي قد قسا ، فقال : يا با محمد استعد للحياة الطويلة فان جبرئيل جاء الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو قاطب (٢) وقد كان قبل ذلك يجيء وهو متبسم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا؟ فقال يا محمد قد وضعت منافخ النار ، فقال : وما منافخ النار يا جبرئيل فقال : يا محمد ان الله عزوجل امر بالنار فنفخ عليها الف عام حتى ابيضت ، ثم نفخ عليها الف عام حتى احمرت ، ثم نفخ عليها الف عام حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة ، لو ان قطرة من

__________________

(١) الحصيف : المحكم العقل.

(٢) قطب الرجل : زوي ما بين عينيه وكلح.

٥٦٥

الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن هشام بن سالم عن زرارة عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : سأله الأبرش الكلبي عن قول الله عزوجل : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) قال : تبدل خبزة يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب ، قال الأبرش : ان الناس لفي شغل عن الاكل؟ فقال أبو جعفر عليه‌السلام : هم في النار لا يشتغلون عن أكل الضريع وشرب الحميم في العذاب فكيف يشتغلون عنه في الحساب

١٧ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن ابى عبد الله عن أبيه عن القاسم بن عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) قال : تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغوا من الحساب ، فقال له قائل : انهم لفي شغل يومئذ عن الاكل والشرب؟ فقال : ان الله عزوجل خلق ابن آدم أجوف لا بد له من الطعام والشراب ، أهم أشد شغلا يومئذ أم في النار؟ فقد استغاثوا والله عزوجل يقول : «و (إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ).

١٨ ـ في تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه‌السلام (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) قال : تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب فقال قائل : انهم لفي شغل عن الاكل والشرب؟ فقال له : ان ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب أهم أشد شغلا أم هم في النار؟ فقد استغاثوا فقال : «و (إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ).

١٩ ـ وفيه بعد ان ذكر حديثا عن ابى جعفر عليه‌السلام وفي خبر آخر عنه فقال : وهم في النار لا يشغلون عن أكل الضريع وشرب الحميم وهم في العذاب ، كيف يشغلون عنه في الحساب؟

٢٠ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن على بن الحسين عن محمد الكناسي قال : حدثنا من رفعه الى ابى عبد الله عليه‌السلام في قول الله «هل أتيك حديث الغاشية

٥٦٦

قال : الذين يغشون الامام الى قوله عزوجل (لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ) قال : لا ينفعهم ولا يغنيهم ولا ينفعهم الدخول ولا يغنيهم القعود.

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ذكر اتباع أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعْيِها راضِيَةٌ) يرضى الله بما سعوا فيه (فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً) قال: الهزل والكذب.

٢٢ ـ في مجمع البيان وعن عاصم بن ضمرة عن على عليه‌السلام انه ذكر أهل الجنة فقال : يجيئون فيدخلون فاذا أساس بيوتهم من جندل اللؤلؤ و (سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ) ولو لا أن الله تعالى قدرها لهم لا لتمعت أبصارهم بما يرون ، ويعانقون الأزواج ويقعدون على السرر ، ويقولون : الحمد لله الذي هدانا لهذا.

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم في قوله : (وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ) قال : البسط والوسائد (وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ) قال : كل شيء خلقه الله في الجنة له مثال في الدنيا الا الزرابي فانه لا يدرى ما هي؟

٢٤ ـ في مجمع البيان وروى عن على عليه‌السلام (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) بفتح أوائل هذه الحروف كلها وضم التاء.

٢٥ ـ في كتاب الخصال عن أبى حمزة الثمالي عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : جمع الخير كله في ثلاث خصال : النظر والسكوت والكلام ، وكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو ، وكل سكوت ليس فيه فكر فهو غفلة ، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو ، فطوبى لمن كان نظره عبرا ، وسكوته فكرا ، وكلامه ذكرا ، وبكى على خطيئته وأمن الناس شره.

٢٦ ـ في كتاب التوحيد قال هشام : فكان من سؤال الزنديق ان قال : فما الدليل عليه؟ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : وجود الأفاعيل التي دلت على أن صانعا صنعها ألا ترى انك إذا نظرت الى بناء مشيد مبني علمت أن له بانيا وان كنت لم تر الباني

٥٦٧

ولم تشاهده وفي أصول الكافي مثله سواء.

٢٧ ـ في كتاب الاهليلجة المنقول عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام في الرد على من أنكر وجود الصانع قال عليه‌السلام لمن كان منكرا للصانع : إذا رأيت بناء أتقر ان له بانيا ، وإذا رأيت صورة أتقر أن لها مصورا؟ قال لا بد من ذلك.

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال على بن إبراهيم في قوله : (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) قال : بحافظ ولا كاتب عليهم.

وفي رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ) يريد من لم يتعظ ولم يصدقك وجحد ربوبيتى وكفر نعمتي (فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ) يريد الغليظ الشديد الدائم (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ) يريد مصيرهم (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) يريد جزاءهم.

٢٩ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا فما كان لله سألنا الله ان يهبه فهو لهم وما كان لنا فهو لهم ثم قرء ابو عبد الله عليه‌السلام : (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ).

٣٠ ـ في روضة الكافي سهل بن زياد عن ابن سنان عن سعدان عن سماعة قال : كنت قاعدا مع ابى الحسن الاول عليه‌السلام والناس في الطواف في جوف الليل ، فقال لي : يا سماعة إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم فما كان لهم من ذنب بينهم وبين الله عزوجل حتمنا على الله عزوجل في تركه لنا ، فأجابنا الى ذلك ، وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم فأجابوا الى ذلك وعوضهم الله عزوجل.

٣١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه‌السلام قال قال : يا جابر إذا كان يوم القيامة جمع الله عزوجل الأولين والآخرين لفصل الخطاب ، دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودعا أمير المؤمنين عليه‌السلام فيكسى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حلة خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب ، ويكسى على عليه‌السلام مثلها ، ويكسى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حلة وردية يضيء لها ما بين المشرق و

٥٦٨

المغرب ، ويكسى على عليه‌السلام مثله ثم يصعدان عندها ، ثم يدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس فنحن والله ندخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٢ ـ في بصائر الدرجات الحسن بن على بن صباح عن زيد بن الشحام عن أبى عبد الله عليه‌السلام انه قال : إلينا الصراط والميزان وحساب شيعتنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٣ ـ في من لا يحضره الفقيه في الزيارة الجامعة لجميع الائمة صلوات الله عليهم المنقولة عن محمد بن على الجواد عليه‌السلام : وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم.

٣٤ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمن بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : واما الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض ، ان الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه اقسم قسما على نفسه فقال : وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف ومسحة بكف ولو نطحة ما بين الجماء الى القرناء فيقضى للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد على أحد مظلمة ثم يبعثهم للحساب (١) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال أهل القيامة يقول فيه عليه‌السلام : والناس يومئذ على طبقات ومنازل ، فمنهم من يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى أهل مسرورا ، ومنهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، لأنهم لم يتلبسوا من أمر الدنيا بشيء ، وانما الحساب هناك على من تلبس بها هاهنا ، ومنهم من يحاسب على النقير والقطمير ويصير الى عذاب السعير.

٣٦ ـ في نهج البلاغة وسئل عليه‌السلام كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم؟ قال كما يرزقهم على كثرتهم ، قيل : فكيف يحاسبهم ولا يرونه؟ قال : كما يرزقهم ولا يرونه ٣٧ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من اخبار هذه المجموعة

__________________

(١) مضى الحديث في تفسير سورة الانفطار فراجع.

٥٦٩

وباسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله تعالى يحاسب كل خلق الا من أشرك بالله فانه لا يحاسب ويؤمر به الى النار.

٣٨ ـ في كتاب علل الشرائع ابى رحمه‌الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : أرأيت الميت إذا مات لم تجعل معه الجريدة؟ قال : تجافى عنه العذاب والحساب ما دام العود رطبا ، انما الحساب والعذاب كله في يوم واحد في ساعة واحدة قدر ما يدخل ويرجع الناس ، فانما جعل السعاف لذلك ولا عذاب ولا حساب بعد جفوفها ان شاء الله.

٣٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبى عن جعفر بن إبراهيم عن أبى الحسن الرضا عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة أوقف المؤمن بين يديه فيكون هو الذي يلي حسابه ، فيعرض عليه عمله فينظر في صحيفته ، فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه وترتعد فرائصه وتفزع نفسه ثم يرى حسناته فتقر عينه وتسر نفسه وتفرح روحه ، ثم ينظر الى ما أعطاه الله من الثواب فيشتد فرحه ، ثم يقول الله للملائكة : هلموا بالصحف التي فيها الأعمال التي لم يعملوها ، قال : فيقرءونها فيقولون : وعزتك انك لتعلم انا لم نعمل منها شيئا ، فيقول : صدقتكم لكنكم نويتموها فكتبناها لكم ثم يثابون عليها.

٤٠ ـ وفيه فقال الصادق عليه‌السلام : كل امة يحاسبها امام زمانها ، ويعرف الائمة أوليائهم وأعدائهم بسيماهم ، وهو قوله : «(وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) أفيعطوا أولياءهم كتابهم بيمينهم ، فيمروا الى الجنة بغير حساب ، ويعطوا أعدائهم كتابهم بشمالهم فيمروا الى النار بغير حساب.

٥٧٠

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : اقرؤوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم ، فانها سورة الحسين بن على عليهما‌السلام ، من قرءها كان مع الحسينعليه‌السلام يوم القيامة في درجته من الجنة ان الله عزيز حكيم.

٢ ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن قرأها في ليالي عشر غفر له ، ومن قرأها ساير الأيام كانت له نورا يوم القيامة.

٣ ـ والفجر أقسم الله سبحانه بفجر النهار الى قوله : وقيل : أراد بالفجر النهار كله عن ابن عباس وليال عشر يعنى العشر من ذي الحجة عن ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك والسدي وروى ذلك مرفوعا والشفع والوتر قيل : الشفع لأنه قال : وخلقناكم أزواجا والوتر الله تعالى عن ابن عباس ، وهو رواية ابى سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقيل الشفع والوتر الصلوة منها شفع ومنها وتر وهو رواية ابن حصين عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقيل : الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة عن ابن عباس وعكرمة وضحاك وهو رواية جابر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقيل : الشفع يوم التروية ؛ والوتر يوم عرفة روى ذلك عن ابى جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام:

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (وَالْفَجْرِ) قال : ليس فيها واو انما هو «الفجر» (وَلَيالٍ عَشْرٍ) قال : عشر ذي الحجة (وَالشَّفْعِ) قال : الشفع ركعتان والوتر ركعة. وفي حديث آخر قال : «الشفع» الحسن والحسين و «الوتر» أمير المؤمنين عليهم‌السلام. (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) قال : هي ليلة جمع.

٥ ـ وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله لذي حجر يقول : لذي عقل.

٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى أبان الأحمر قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ) لأي شيء سمى ذا الأوتاد؟ فقال :

٥٧١

لأنه كان إذا عذب رجلا بسطه على الأرض على وجهه ومد يده ورجليه فأوقدها بأربعة أوتاد في الأرض ، وربما بسطه على خشب منبسط ، فوتد رجليه ويديه بأربعة أوتاد ، ثم تركه على حاله حتى يموت فسماه الله عزوجل فرعون ذا الأوتاد.

٧ ـ في كتاب الخصال عن رجل من أهل الشام عن أبيه قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : شر خلق الله خمسة : إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه ، وفرعون ذو الأوتاد ، ورجل من بنى إسرائيل ردهم عن دينهم ، ورجل من هذه الامة يبايع على كفر عند باب لد (١) ثم قال انى : لما رأيت معاوية يبايع عند باب لد ذكرت قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلحقت بعلى عليه‌السلام كنت معه.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ) عمل الأوتاد التي أراد ان يصعد بها الى السماء.

٩ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن مفضل بن صالح عن جابر عن ابى جعفر عليه‌السلام قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أخبرني الروح الأمين ان الله لا اله غيره إذا وقف الخلائق وجميع الأولين والآخرين أتى بجهنم ثم يوضع عليها صراط أدق من الشعر وأحد من السيف عليه ثلاثة قناطر الاولى عليها الامانة والرحمة ، والثانية عليها الصلوة ، والثالثة عليها عدل رب العالمين لا اله غيره فيكلفون الممر عليها فتحبسهم الرحم والامانة ، فان نجوا منها حبستهم الصلوة ، فان نجوا منها كان المنتهى الى رب العالمين جل ذكره وهو قول الله تبارك وتعالى (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم عن ابى جعفر عليه‌السلام حديث ستقف عليه مسندا قريبا عند قوله تعالى : و (جِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ) في هذه السورة وفيه مثل ما في روضة الكافي سواء.

١١ ـ في نهج البلاغة ولئن أمهل الله الظالم فلن يفوت اخذه وهو له ،

__________________

(١) قال الحموي : اللد ـ بالضم والتشديد ـ : قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين.

٥٧٢

بالمرصاد على مجاز طريقة ، وبموضع الشجا من مساغ ريقه. (١)

١٢ ـ في مجمع البيان (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) وروى عن على عليه‌السلام انه قال ان معناه ان ربك قادر ان يجزى أهل المعاصي جزاءهم.

١٣ ـ وعن الصادق عليه‌السلام انه قال : المرصاد قنطرة على الصراط ، لا يجوزها عبد بمظلمة عبد.

١٤ ـ في غوالي اللئالى وقال الصادق عليه‌السلام في تفسير قوله تعالى : (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) انما ظن بمعنى استيقن ان الله تعالى لن يضيق عليه رزقه ألا تسمع قول الله تعالى : و (أَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ) اى ضيق عليه.

١٥ ـ وفيه في باب ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام عند قوله : (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) الاية فظن بمعنى استيقن (أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) اى لن يضيق عليه رزقه ومنه قوله عزوجل (وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ) اى ضيق عليه وقتر.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) اى لا تدعون وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم وأكلوا مال اتباعهم وفقرائهم وأبناء سبيلهم.

١٧ ـ في مجمع البيان (لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) وهو الطفل الذي لا أب له ، اى لا تعطونهم مما أعطاهم الله حتى تغنوهم عن ذل السؤال وخص اليتيم لأنه لا كافل لهم يقوم بأمرهم ، وقد قال : انا وكافل اليتيم كهاتين ، وأشار بالسبابة والوسطى.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) قال : هي الزلزلة.

١٩ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى داود بن سليمان قال : حدثني على بن موسى عن أبيه عن جعفر عن على بن الحسين عن أبيه عن على بن

__________________

(١) قوله (عليه السلام)«مجاز طريقه» اى مسلكه وموضع جوازه. والشجا : ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه. ومساغ : موضع الاساغة.

٥٧٣

ابى طالب عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هل تدرون ما تفسير هذه الاية : (كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) قال : إذا كان يوم القيامة تقاد جهنم بسبعين الف زمام بيد سبعين الف ملك ؛ فتشرد شردة لو لا ان الله تعالى حبسها لأحرقت السموات والأرض

٢٠ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الاخبار في التوحيد باسناده الى على بن الحسين عن على بن فضال عن أبيه قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) فقال : ان الله سبحانه لا يوصف بالمجيء والذهاب ، تعالى عن الانتقال انما يعنى بذلك «وجاء امر ربك» والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام واما قوله : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) وقوله : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ) فذلك كله حق وليست له جثة جل ذكره كجثة (١) خلقه وانه رب كل شيء ورب شيء من كتاب الله عزوجل يكون تأويله على غير تنزيله ، ولا يشبه تأويل كلام البشر ولا فعل البشر ، وسأنبئك بمثال لذلك تكتفى إنشاء الله وهو حكاية الله عزوجل عن إبراهيم عليه‌السلام حيث قال : (إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي) فذهابه الى ربه توجيهه اليه وعبادته واجتهاده ، الا ترى ان تأويله غير تنزيله؟ وقال : (أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) وقال: (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) فانزاله ذلك خلقه وكذلك قوله : (إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) اى الجاهدين فالتأويل في هذا القول باطنه مضاد لظاهره.

٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى) قال : حدثني ابى عن عمرو بن عثمان عن جابر عن ابى جعفر عليه‌السلام قال: لما نزلت هذه الاية (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ) سئل عن ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال بذلك أخبرني الروح الأمين ان الله الا اله غيره إذا برز للخلائق وجمع الأولين والآخرين أتى بجهنم تقاد بألف زمام أخذ بكل زمام الف ملك تقودها من الغلاظ

__________________

(١) في المصدر «جيئة كجيئة خلقه».

٥٧٤

الشداد ، لها هدة (١) وغضب وزفير وشهيق ، وانها لتزفر الزفرة فلو لا ان الله اخرهم للحساب لأهلكت الجمع ، ثم يخرج منها عنق (٢) فيحيط بالخلائق البر منهم والفاجر. فما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيا الا ينادى رب نفسي نفسي ، وأنت يا نبي الله تنادي أمتي أمتي ، ثم يوضع عليها الصراط أدق من حد السيف عليه ثلاثة قناطر ، فأما واحدة فعليها الامانة والرحم ، والثانية فعليها الصلوة ، واما الثالثة فعليها رب العالمين لا اله غيره ، فيكلفون الممر عليها فيحسبهم الرحم والامانة ، فان نجوا منها حبستهم الصلوة. فان نجوا منها كان المنتهى الى رب العالمين وهو قوله : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) والناس على الصراط فمتعلق بيد وتزول قدم وتستمسك بقدم والملائكة حولها ينادون يا حليم اعف واصفح وعد بفضلك وسلم سلم ، والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها ، فاذا نجا ناج برحمة ومر بها فقال : الحمد لله وبنعمته تتم الصالحات وتزكوا الحسنات ، والحمد لله الذي نجاني منك بعد إياس بمنه وفضله ، ان ربنا لغفور شكور.

٢٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن ابى طالب عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل : ان الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها ، فاذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شيء دون العرش بحمد ربي جل جلاله ، وهي الساعة التي يصلى فيها ربي ، ففرض الله عزوجل على أمتي فيها الصلوة ، وقال : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيامة ، فما من مؤمن يوافق تلك الساعة ان يكون ساجدا أو راكعا أو قائما الا حرم الله عزوجل جسده على النار.

٢٤ ـ في مجمع البيان (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ) وروى مرفوعا عن ابى سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الاية تغير وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعرف حتى اشتد على

__________________

(١) الهدة : صوت وقع الحائط ونحوه.

(٢) اى طائفة من النار.

٥٧٥

أصحابه ما رأوا من حاله ، وانطلق بعضهم الى على بن ابى طالب عليه‌السلام ، فقالوا : يا على لقد حدث امر قد رأيناه في نبي الله فجاء على عليه‌السلام فاحتضنه من خلفه وقبل بين عاتقيه ثم قال : يا نبي الله بابى أنت وأمي ما الذي حدث اليوم؟ قال : جاء جبرئيل فاقرأنى (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ) قال : فقلت يجاء بها؟ قال : يجيء بها سبعون ألف يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع ، ثم أتعرض لجهنم فتقول : ما لي ولك يا محمد فقد حرم الله لحمك على فلا يبقى أحد الا قال : نفسي نفسي وان محمدا يقول : أمتي أمتي.

في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي مثل ما في مجمع البيان سواء

٢٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وفي رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي ونقل كلاما طويلا وفيه قال : قال لي عمر بن الخطاب : قل ما شئت أليس قد عزلها الله عزوجل عن أهل هذا البيت الذين قد اتخذتموهم أربابا قال قلت فانى اشهد انى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : وقد سألته عن هذه الاية (فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ) فقال : انك أنت هو ، فقال اسكت اسكت الله نامتك ايها العبد يا ابن اللخناء فقال لي على عليه‌السلام : اسكت يا سلمان فسكت ، وو الله لو لا انه أمرنى بالسكوت لأخبرته بكل شيء نزل فيه وفي صاحبه ، فلما رأى ذلك عمر انه قد سكت قال: انك له مطيع مسلم.

٢٦ ـ في مجمع البيان واما القرائة بفتح العين في يعذب ويوثق فقد وردت الرواية عن أبى قلابة قال : اقرأنى من اقرأه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ) والمعنى لا يعذب أحد تعذيب هذا الكافر ان قلنا انه كافر بعينه ، أو تعذيب هذا الصنف من الكفار وهم الذين ذكروا في قوله : (لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) الآيات.

٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ) قال : هو الثاني.

٢٨ ـ قوله : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً

٥٧٦

قال : إذا حضر المؤمن الوفاة نادى مناد من عند الله : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي) بولاية على مرضية بالثواب (فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) فلا يكون له همة الا اللحوق بالنداء.

حدثنا جعفر بن أحمد قال : حدثنا عبد الله بن موسى عن الحسن ابن على بن أبى حمزة عن أبيه عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً) الاية يعنى الحسين ابن على عليهما‌السلام.

٢٨ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير الصيرفي قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : جعلت فداك يا ابن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال : لا والله انه إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك فيقول ملك الموت : يا ولى الله لا تجزع فو الذي بعث محمدا لأنا أبر بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك ، افتح عينيك فانظر قال : ويمثل له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ذريتهم عليهم‌السلام فيقال له : هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم‌السلام رفقاؤك ، قال : فيفتح عينيه فينظر فينادى روحه مناد من قبل رب العزة فيقول : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) الى محمد وأهل بيته ، (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً) بالولاية مرضية بالثواب ، (فَادْخُلِي فِي عِبادِي) يعنى محمدا وأهل بيته ، وادخلى جنتي ، فما من شيء أحب اليه من استدلال روحه واللحوق بالمنادي

٢٩ ـ في محاسن البرقي عنه عن محمد بن على عن محمد بن أسلم عن الخطاب الكوفي ومصعب الكوفي عن ابى عبد الله عليه‌السلام انه قال لسدير : والذي بعث محمدا بالنبوة وعجل روحه الجنة ما بين أحدكم وبين ان يغتبط ويرى السرور أو تبين له الندامة الا ان يعاين ما قال الله عزوجل في كتابه : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ) وأتاه ملك الموت بقبض روحه فينادى روحه فتخرج من جسده ، فاما المؤمن فلا يحس بخروجها ، وذلك قول الله تبارك وتعالى : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) ثم قال :

٥٧٧

ذلك لمن كان ورعا مواسيا لإخوانه وصولا لهم ، وان كان غير ورع ولا وصول لإخوانه قيل له : ما منعك عن الورع والمواساة لإخوانك أنت ممن اتخذ المحبة بلسانه ولم يصدق ذلك بفعله ، وإذا لقى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام لقيهما معرضين مغضبين في وجهه ، غير شافعين له قال سدير من جدع [الله] انفه (١) قال ابو عبد الله عليه‌السلام : فهو ذلك.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : من كان قراءته في فريضته (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) كان في الدنيا معروفا انه من الصالحين ، وكان في الاخرة معروفا أن له من الله مكانا ، وكان يوم القيامة من رفقاء النبيين والشهداء والصالحين.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأها أعطاه الله الا من غضبه يوم القيامة.

٣ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن احمد بن محمد بن عبد الله رفعه في قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) قال : أمير المؤمنين عليه‌السلام وما ولد من الائمة.

٤ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : كانت الجاهلية يعظمون المحرم ولا يقسمون به ، ولا شهر رجب ولا يعرضون فيهما لمن كان فيهما ذاهبا أو جائيا وان كان قتل أباه. ولا لشيء يخرج من الحرم دابة أو شاة أو بعيرا أو غير ذلك ، فقال الله عزوجل لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

(١) قال المجلسي (ره) : جدع الأنف اى قطعه ، كناية عن المذلة اى من أذله الله يكون كذلك ، ويحتمل أن يكون «من» استفهاما اى من يكون كذلك؟ فقوله : جدع الله انفه جملة دعائية ، فأجاب (عليه السلام)بأنه هو الذي ذكرت لك سابقا.

٥٧٨

(لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) قال : فبلغ من جهلهم انهم استحلوا قتل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعظموا أيام الشهر حيث يقسمون به فينقضون.

٥ ـ على بن إبراهيم عن إسماعيل بن مهران عن يونس عن بعض أصحابنا قال : سألته عن قول الله عزوجل (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) قال : عظم اثم من يحلف بها ، قال : وكان أهل الجاهلية يعظمون الحرم ولا يقسمون به ويستحلون حرمة الله فيه ، ولا يعرضون لمن كان فيه ولا يخرجون منه دابة ، فقال الله تبارك وتعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) قال : يعظمون البلدان يحلفون به ويستحلون فيه حرمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله.

٦ ـ في مجمع البيان (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) اجمع المفسرون على أن هذا قسم بالبلد الحرام وهو مكة (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) تشرف من حل به من الرسول الداعي الى توحيده وإخلاص عبادته ، وقيل معناه وأنت محل بهذا البلد وهو ضد المحرم ، والمراد أنت حلال لك قتل من رأيت من الكفار ، وذلك حين امر بالقتال يوم فتح مكة فأحلها الله له حتى قاتل وقتل وقد قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لا حد بعدي ولم تحل لي الا ساعة من نهار ، عن ابن عباس ومجاهد وعطا وهذا وعد من الله لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يحل له مكة حتى يقاتل فيها ويفتحها على يده ويكون بها يصنع بها ما يريد من القتل والأسر ، وقد فعل سبحانه ذلك فدخلها غلبة وكرها وقتل ابن أخطل وهو متعلق بأستار الكعبة ، ومقيس بن صبابة (١) وغيرهما وقيل : معناه : لا اقسم بهذا البلد وأنت حلال منتهك الحرمة مستباح العرض لا تحترم فلا يبقى للبلد حرمة حيث هتكت عن ابى مسلم وهو المروي عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال كانت قريش تعظم البلد وتستحل محمدا فيه ، فقال : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) يريد انهم استحلوك فيه وكذبوك وشتموك ، وكانوا لا يأخذ الرجل منهم فيه قاتل أبيه ويتقلدون لحاء شجر الحرم فيأمنون بتقليدهم إياه فاستحلوا

__________________

(١) وفي المصدر «سبابة» بالسين لكن الظاهر الموافق للسيرة لابن هشام وغيره هو المختار.

٥٧٩

من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما لم يستحلوا من غيره فعاب الله ذلك عليهم. (وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) يعنى آدم وذريته الى قوله وقيل آدم وما ولد من الأنبياء والأوصياء وأتباعهم عن ابى عبد الله عليه‌السلام.

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) والبلد مكة (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) قال : كانت قريش لا يستحلون ان يظلموا أحدا في هذا البلد ويستحلون ظلمك فيه (وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) قال : آدم وما ولد من الأنبياء والأوصياء (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ) اى منتصبا.

٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى حماد بن عثمان قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام انا نرى الدواب في بطون أيديها الرقعتين مثل الكي فمن أى شيء ذلك؟ فقال : ذلك موضع منخريه في بطن امه ، وابن آدم منتصب في بطن امه ، وذلك قول الله عزوجل : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ) وما سوى ابن آدم فرأسه في دبره ويداه بين يديه.

٩ ـ في أصول الكافي على بن محمد مرسلا عن أبى الحسن الرضا عليه‌السلام حديث طويل وفيه يقول عليه‌السلام : وهو قائم ليس على معنى انتصاب وقيام على ساق في كبد كما قامت الأشياء ، ولكن قائم يخبر انه حافظ كقول الرجل القائم بأمرنا فلان.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده الى الحسين بن أبى يعقوب عن بعض أصحابه عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) يعنى يقتل في قتله ابنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (يَقُولُ : أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) يعنى الذي جهز به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في جيش العسرة.

وفيه (يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) قال : اللبد المجتمع.

وفي رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) قال: هو عمرو بن عبد ود حين عرض عليه على بن أبى طالب عليه‌السلام الإسلام يوم الخندق وقال : فأين ما أنفقت فيكم مالا لبدا ، وكان أنفق مالا في الصد عن سبيل الله فقتله

٥٨٠