تفسير نور الثقلين - ج ٥

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨

٤ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبى الصباح الكناني عن الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ان للشمس ثلاثمأة وستين برجا كل برج منها مثل جزيرة من جزاير العرب ، وتنزل يوم على برج منها ، فاذا غابت انتهت الى بطنان العرش فلم تنزل ساجدة الى الغد ثم ترد الى موضع مطلعها ، ومعها ملكان يهتفان معها.

٥ ـ في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال : كنت عند أبى عبد الله عليه‌السلام إذا دخل عليه رجل من أهل اليمن الى قوله عليه‌السلام : يا أخا أهل اليمن عندكم علم؟ فقال اليماني: نعم جعلت فداك ان في اليمن قوما ليسوا كأحد من الناس في علمهم فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : وما يبلغ من علم عالمهم؟ قال له اليماني : ان علم عالمهم ليزجر الطير ويقفو الأثر في الساعة الواحدة مسيرة شهر للراكب المجد فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : فان عالم المدينة أعلم من عالم اليمن. قال اليماني : وما بلغ من علم عالم المدينة؟ فقال : ان عالم المدينة ينتهى الى حيث لا يقفو الأثر ويزجر الطير ويعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس تقطع اثنى عشر برجا واثنى عشر برا واثنى عشر عالما ؛ فقال له اليماني : جعلت فداك ما ظننت ان أحدا يعلم هذا أو يدرى ما كنهه؟ قال : ثم قام اليماني وخرج.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم واليوم الموعود اى يوم القيامة.

٧ ـ في مجمع البيان (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) يعنى يوم القيامة في قول جميع المفسرين ، وهو الذي تجازى فيه الخلائق ويفصل فيه القضاء.

أقول : وستقف قريبا إنشاء الله على حديثين في أن اليوم الموعود يوم القيامة.

٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قوله : وشاهد ومشهود قال : النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمير المؤمنين عليه‌السلام.

٩ ـ في كتاب معاني الاخبار سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل :

٥٤١

وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) قال : الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة.

١٠ ـ وباسناده الى عبد الرحمان بن أبى عبد الله عن أبى عبد الله عليه‌السلام انه قال : الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة والموعود يوم القيامة.

١١ ـ وباسناده الى يعقوب بن سعيد قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول اللهعزوجل : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) قال : الشاهد يوم عرفة.

١٢ ـ وباسناده الى محمد بن هاشم عمن روى عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : سأله الأبرش الكلبي عن قول الله عزوجل : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) فقال عليه‌السلام : ما قيل لك؟ فقال : قالوا : شاهد يوم الجمعة ومشهود يوم عرفة ، فقال ابو جعفر عليه‌السلام : ليس كما قيل لك ، الشاهد يوم عرفة ، والمشهود يوم القيامة ، أما تقرء القرآن قال الله عزوجل (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ).

١٣ ـ عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبان عن أبى الجارود عن أحدهما عليهما‌السلام في قول الله عزوجل (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) قال : الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم عرفة ، والموعود يوم القيامة.

١٤ ـ أبى رحمه‌الله قال : حدثنا أحمد بن إدريس عن عمران بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى أبى جعفر محمد بن على عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) قال : النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين عليه‌السلام.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) قال : الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم القيامة.

١٦ ـ في مصباح شيخ الطائفة خطبة لأمير المؤمنين عليه‌السلام خطب بها يوم الغدير يقول فيها عليه‌السلام : ان هذا يوم عظيم الشأن الى قوله عليه‌السلام : ويوم شاهد ومشهود.

١٧ ـ في مجمع البيان (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) فيه أقوال : أحدها ان الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة عن ابن عباس وقتادة وروى ذلك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى قوله.

٥٤٢

١٨ ـ وثانيها ان الشاهد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله والمشهود يوم عرفة عن ابن عباس وسعيد بن المسيب وهو المروي عن الحسن بن على عليهما‌السلام.

١٩ ـ وروى ان رجلا دخل مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاذا رجل يحدث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : فسألته عن الشاهد والمشهود فقال : نعم ، الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة ، فجزته الى آخر يحدث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسألته عن ذلك فقال : اما الشاهد فيوم الجمعة واما المشهود فيوم النحر فجزتهما الى غلام كأن وجهه الدينار ، وهو يحدث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت : أخبرنى عن شاهد ومشهود فقال : نعم اما الشاهد فمحمد واما المشهود فيوم القيامة ، أما سمعت الله سبحانه يقول : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) وقال : (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) فسألت عن الاول ، فقالوا : ابن عباس وسألت عن الثاني فقالوا : ابن عمر ، وسألت عن الثالث فقالوا : الحسن بن على عليهما‌السلام

٢٠ ـ وقيل : الشاهد الأيام والليالي والمشهود بنو آدم ، وينشد للحسين بن علىعليهما‌السلام:

مضى أمسك الماضي شهيدا معدلا

وخلفت في يوم عليك شهيد

فان أنت بالأمس اقترفت اسائة

فقيد بإحسان وأنت حميد

فلا ترج فعل الخير يوما الى غد

لعل غدا يأتى وأنت فقيد

٢١ ـ في الصحيفة السجادية في دعائه عليه‌السلام عند الصباح والمساء : وهذا يوم حادث جديد ، وهو علينا شاهد عتيد ، ان أحسنا ود عنا بحمد ، وان أسأنا فارقنا بذم.

٢٢ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن إسماعيل القرشي عمن حدثه أن إسماعيل بن أبى رافع عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه وقد ذكر بخت النصر : وملك بعده مهرويه بن بخت نصر ستة عشر سنة وعشرين يوما وأخذ عند ذلك دانيال. وحفر له جبا في الأرض وطرح فيه دانيال عليه‌السلام وأصحابه وشيعته من المؤمنين ، فألقى عليهم النيران ، فلما رأى أن النار ليست

٥٤٣

تقربهم ولا تحرقهم استودعهم الجب وفيه الأسد والسباع بكل لون من العذاب حتى خلصهم الله عزوجل منه ، وهم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه فقال جل وعز : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ).

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) قال : كان سببهم ان الذي هيج الحبشة على غزوة اليمن ذو نواس وهو آخر من ملك من حمير. تهود واجتمعت معه حمير على اليهودية وسمى نفسه يوسف ، وأقام على ذلك حينا من الدهر ، ثم أخبر ان بنجران بقايا قوم على دين النصرانية وكانوا على دين عيسى وعلى حكم الإنجيل ، ورأس ذلك الدين عبد الله بن بريا من ، فحمله. أهل دينه على أن يسير إليهم ويحملهم على اليهودية ويدخلهم فيها ، فسار حتى قدم نجران فجمع من كان بها على دين النصرانية ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيها فأبوا عليه ، فجادلهم وعرض عليهم وحرص الحرص كله فأبوا عليه وامتنعوا من اليهودية والدخول فيها واختاروا القتل. فاتخذ لهم أخدودا وجمع فيه الحطب اشتعل فيه النار فمنهم من أحرق بالنار ، ومنهم من قتل بالسيف ومثل بهم كل مثلة ، فبلغ عدد من قتل وأحرق بالنار عشرين ألفا وأفلت منهم (١) رجل يدعى دوس ذو ثعلبان على فرس له ركضه ، واتبعوه حتى أعجزهم في الرمل ، ورجع ذو نواس الى ضيعة من جنوده فقال الله : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) الى قوله : (الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)

٢٤ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن هارون بن الجهم عن مفضل بن صالح عن جابر الجعفي عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : بعث الله نبيا حبشيا الى قومه فقاتلهم فقتل أصحابه وأسروا وخدوا لهم أخدودا من نار ، ثم نادوا : من كان من أهل ملتنا فليعتزل ، ومن كان على دين هذا النبي فليقتحم النار ، فجعلوا يقتحمون النار ، وأتت امرأة معها صبي لها فهابت النار ، فقال لها صبيها : اقتحمي ، قال : فاقتحمت النار وهم أصحاب الأخدود.

__________________

(١) اى خلص.

٥٤٤

٢٥ ـ في مجمع البيان روى مسلم في الصحيح عن هدية (١) بن خالد عن حماد بن سلمة عن ثابت بن عبد الرحمان بن ابى ليلى عن صهيب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : كان ملك فيمن كان قبلكم له ساحر ، فلما مرض الساحر قال : انى قد حضر اجلى فادفع الى غلاما أعلمه السحر ، فدفع اليه غلاما وكان يختلف اليه. وبين الساحر والملك راهب ، فمر الغلام بالراهب فأعجبه كلامه وامره ، فكان يطيل عنده القعود ، فاذا ابطأ عن الساحر ضربه وإذا ابطأ عن اهله ضربوه فشكا ذلك الى الراهب ، فقال : يا بنى إذا استبطأك الساحر فقل حبسني أهلي وإذا استبطأك أهلك فقل : حبسني الساحر ، فبينما هو ذات يوم إذا بالناس قد غشيهم دابة عظيمة فظيعة فقال : اليوم أعلم أمر الساحر أفضل أم امر الراهب ، فأخذ حجرا فقال : اللهم ان كان امر الراهب أحب إليك فاقتل هذه الدابة ، فرمى فقتلها ومضى الناس ، فأخبر بذلك الراهب فقال : يا بنى انك ستبتلى فاذا ابتليت فلا تدل على ، قال : وجعل يداوي الناس فيبرئ الأكمه والأبرص ، فبينما هو كذلك إذ عمى جليس للملك فأتاه وحمل اليه مالا كثيرا ، فقال : اشفني ولك ما هاهنا ، فقال : انا لا أشفى أحدا ولكن الله يشفى فان آمنت بالله دعوت الله فشفاك ، قال : فآمن فدعا الله فشفاه فذهب فجلس الى الملك فقال : يا فلان من شفاك؟ فقال : ربي قال : انا؟ قال : لا ، ربي وربك الله ؛ قال : أو ان لك ربا غيري؟ قال : نعم ربي وربك الله فأخذه فلم يزل به حتى له على الغلام ؛ فبعث الى الغلام فقال : لقد بلغ من أمرك أن تشفى الأكمه والأبرص قال : ما أشفى أحدا ولكن الله يشفى قال : أو ان لك ربا غيري؟ قال : نعم ربي وربك الله فأخذه فلم يزل به حتى دله على الراهب فوضع المنشار عليه فنشر حتى وقع شقتين فقال للغلام : ارجع عن دينك فأبى فأرسل معه نفرا قال اصعدوا به جبل كذا وكذا فان رجع عن دينه والا فدهدهوه(٢)

__________________

(١) كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا والظاهر انه مصحف «هدبة» بالباء الموحدة روى عنه البخاري ومسلم وترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب وغيره في غيره فراجع.

(٢) اى دحرجوه.

٥٤٥

منه قال : فعلوا به الجبل فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فتدهدهوا أجمعون وجاء الى الملك فقال : ما صنع أصحابك؟ فقال : كفانيهم الله فأرسل به مرة اخرى قال : انطلقوا به فلججوه في البحر ، فان رجع والا فأغرقوه فانطلقوا به في قرقور (١) فلما توسطوا به البحر قال : اللهم اكفنيهم بما شئت ، فانكفأت (٢) بهم السفينة وجاء حتى قام بين يدي الملك فقال : ما صنع أصحابك؟ فقال : كفانيهم الله ، ثم قال : انك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به أجمع الناس ثم اصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضعه على كبد القوس ، ثم قل : باسم رب الغلام فانك ستقتلني ، قال فجمع الناس وصلبه ثم أخذ سهما من كنانته فوضعه على كبد القوس وقال : باسم رب الغلام ورمى فوقع السهم في صدغه (٣) ومات. فقال الناس : آمنا برب الغلام ، فقيل له : أرأيت ما كنت تخاف قد نزل والله بك من الناس ، فأمر بالأخدود فخددت على أفواه السكك ثم أضرمها نارا فقال من رجع عن دينه فدعوه ، ومن أبى فاقحموه فيها فجعلوا يقتحمونها ، وجاءت امرأة بابن لها فقال لها : يا امة اصبري فانك على الحق.

قال ابن المسيب كنا عند عمر بن الخطاب إذ ورد عليه انهم احتفروا فوجدوا ذلك الغلام وهو واضع يده على صدغه ، فكلما مدت يده عادت الى صدغه ، فكتب عمر : واروه حيث وجدتموه.

٢٦ ـ وروى سعيد بن جبير قال : لما انهزم أهل إسفندهان قال عمر بن الخطاب : ما هم يهود ولا نصارى ولا لهم كتاب وكانوا مجوسا ، فقال على بن ابى طالب عليه‌السلام : بلى قد كان لهم كتاب رفع ، وذلك ان ملكا لهم سكر فوقع على ابنته ـ أو قال : على أخته ـ فلما أفاق قال لها : كيف المخرج مما وقعت فيه؟ قال : تجمع أهل مملكتك وتخبرهم انك ترى نكاح البنات وتأمرهم أن يحلوه ، فجمعهم فأخبرهم فأبوا

__________________

(١) القرقور ـ بالضم ـ : السفينة الطويلة.

(٢) اى فانقلبت.

(٣) الصدغ ـ بضم الصاد ـ ما بين العين والاذن.

٥٤٦

ان يتابعوه فخد لهم أخدودا في الأرض وأوقد فيه النيران وعرضهم عليها فمن ابى قبول ذلك قذفه في النار ومن أجاب خلى سبيله ، وقال الحسن كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا ذكر عنده أصحاب الأخدود تعوذ بالله من جهد البلاء.

٢٧ ـ وروى العياشي باسناده عن جابر عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : أرسل على عليه‌السلام الى اسقف نجران يسأله عن أصحاب الأخدود فأخبره بشيء فقال عليه‌السلام : ليس كما ذكرت ولكن سأخبرك عنهم ان الله بعث رجلا حبشيا نبيا وهم حبشية فكذبوه فقاتلهم فقتلوا أصحابه وأسروه وأسروا أصحابه ، ثم بنوا له جسرا ثم ملأه نارا ثم جمعوا الناس فقالوا : من كان على ديننا وأمرنا فليعتزل ، ومن كان على دين هؤلاء فليرم نفسه في النار ، فجعل أصحابه يتهافتون في النار ، فجاءت امرأة معها صبي لها ابن شهر فلما هجمت هابت ورقت على ابنها فنادى الصبى : لا تهابي وارمينى ونفسك في النار ، فان هذا والله في الله قليل ، فرمت بنفسها في النار وصبيها وكان ممن تكلم في المهد.

٢٨ ـ وباسناده عن ميثم التمار قال : سمعت أمير المؤمنين وذكر أصحاب الأخدود فقال : كانوا عشرة وعلى مثالهم عشرة يقتلون في هذا السوق.

٢٩ ـ في كتاب الخصال عن المفضل بن عمر عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن النيران فقال عليه‌السلام : اربعة : نار تأكل وتشرب ، ونار تأكل ولا تشرب ، ونار تشرب ولا تأكل ، ونار لا تأكل ولا تشرب. فالتي تأكل وتشرب فنار ابن آدم وجميع الحيوان ؛ والتي تأكل ولا تشرب فنار الوقود ، والتي تشرب ولا تأكل فنار الشجر ، والتي لا تأكل ولا تشرب فهي نار القداحة والحباحب.

٣٠ ـ في روضة الكافي محمد بن سالم بن أبى سلمة عن أحمد بن الريان عن أبيه عن جميل بن دراج عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قد كان قبلكم قوم يقتلون ويحرقون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم الأرض برحبها فما يردهم عما هم عليه شيء مما هم فيه من غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم ولا أذى ، بل (ما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) ، فاسئلوا ربكم درجاتهم واصبروا على نوائب دهركم

٥٤٧

تدركوا سعيهم.

٣١ ـ في جوامع الجامع : (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) اى أحرقوهم وعذبوهم بالنار وهم أصحاب الأخدود فلهم في الاخرة عذاب جهنم بكفرهم و (لَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ) وهي نار اخرى عظيمة بإحراقهم المؤمنين (فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ) في الاخرة (وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ) في الدنيا لما روى أن النار انقلبت عليهم فأحرقتهم.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله ذا العرش المجيد فهو الله الكريم المجيد حدثني أبى عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس وعنده جبرئيل إذا حانت من جبرئيل نظرة قبل السماء الى أن قال : قال جبرئيل عليه‌السلام : ان هذا إسرافيل صاحب الرب وأقرب خلق الله منه ، واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء ، فاذا تكلم الرب تبارك وتعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ثم ألقاه إلينا نسعى به في السموات والأرض.

٣٣ ـ وفيه قال على بن إبراهيم في قوله : (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) قال : اللوح المحفوظ ، له طرفان ، طرف على يمين العرش على جبهة إسرافيل فاذا تكلم الرب جل ذكره بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل. فنظر في اللوح فيوحى بما في اللوح الى جبرئيلعليه‌السلام.

٣٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده الى محمد بن يعقوب النهشلي قال : حدثني على بن موسى الرضا عليه‌السلام عن أبيه عن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين بن على عن أبيه على بن أبى طالبعليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن الله جل جلاله ونقل حديثا طويلا.

وباسناده الى على بن بلال عن على بن موسى الرضا عن موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن محمد بن على عن على بن الحسين عن الحسين بن على عن على

٥٤٨

بن ابى طالب عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عليهم‌السلام عن اللوح عن القلم قال : يقول الله عزوجل : ولاية على بن أبى طالب حصني فمن دخل حصني امن من ناري.

٣٥ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب العقد ، كتب ملك الروم الى عبد الملك : أكلت لحم الجمل الذي هرب عليه أبوك من المدينة لأغزونك بجنود مأة ألف ، ومأة ألف ومأة ألف ، فكتب عبد الملك الى الحجاج ان يبعث الى زين العابدين عليه‌السلام ويتوعده ويكتب اليه ما يقول ففعل فقال على بن الحسين : ان لله لوحا محفوظا يلحظه في كل يوم ثلاثمأة لحظة ليس منها لحظة واحدة الا يحيى فيها ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء ، وانى لأرجو أن يكفيك منها لحظة واحدة ، فكتب بها الحجاج الى عبد الملك فكتب عبد الملك بذلك الى ملك الروم ، فلما قرأه قال : ما خرج هذا الا من كلام النبوة.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من كانت قراءته في فرائضه بالسماء والطارق كانت له عند الله يوم القيامة جاها ومنزلة ، وكان من رفقاء النبيين وأصحابهم في الجنة.

٢ ـ في مجمع البيان عن ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من قرأها أعطاه الله بعدد كل نجم في السماء عشر حسنات.

٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم : والسماء والطارق قال : الطارق النجم الثاقب وهو نجم العذاب ، ونجم القيامة وهو زحل في أعلى المنزل حدثنا جعفر بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن أبيه عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله: (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ) قال : السماء في هذا الموضع أمير المؤمنين ، والطارق الذي يطرق الائمة من عند الله مما يحدث بالليل والنهار ،

٥٤٩

رو هو الروح الذي مع الائمة يسددهم قلت ؛ والنجم الثاقب؟ قال : ذاك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٤ ـ في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال : كنت عند أبى عبد الله عليه‌السلام إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن وذكر حديثا طويلا وفيه فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : فما زحل عند كم في النجوم؟ قال اليماني : نجم نحس فقال له ابو عبد الله عليه‌السلام : لا تقولن هذا فانه نجم أمير المؤمنين وهو نجم الأوصياء عليهم‌السلام ؛ وهو النجم الثاقب الذي قال الله في كتابه ، فقال له اليماني : فما يعنى بالثاقب؟ قال : لان مطلعه في السماء السابعة ، وانه ثقب (١) بضوءه حتى أضاء السماء الدنيا ، فمن ثم سماه الله النجم الثاقب.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) قال : الملائكة قال على بن إبراهيم في قوله : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ) قال : النطفة التي تخرج بقوة (يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ) قال الصلب الرجل والترائب المرأة وهو صدرها.

٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) قال ابو محمد الحسن العسكري عليه‌السلام سأل عبد الله بن صور يا رسول الله فقال : أخبرنى يا محمد الولد يكون من الرجل أو المرأة؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اما العظام والعصب والعروق فمن الرجل واما اللحم والدم والشعر فمن المرأة ، قال : صدقت يا محمد ، ثم قال : فما بال الولد يشبه أعمامه ليس فيه من شبه أخواله شيء ، ويشبه أخواله ، وليس فيه من شبه أعمامه شيء فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيهما علمائه ماء صاحبه كان الشبه له فقال : صدقت يا محمد ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧ ـ وعن ثوبان قال : ان يهوديا قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفلا اسألك عن شيء لا يعلمه الا نبي؟ قال : وما هو؟ قال : عن شبه الولد بأبيه وامه ، قال : ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق ، فاذا علا ماء الرجل ماء المرأة كان الولد

__________________

(١) ثقب الكوكب : أضاء.

٥٥٠

ذكرا بإذن الله عزوجل : ومن قبل ذلك يكون الشبه ، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل خرج الولد أنثى بإذن الله عزوجل ، ومن قبل ذلك يكون الشبه ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى أنس بن مالك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه لعبد الله بن سلام وقد سأله عن مسائل : وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد الى أبيه (١).

٩ ـ وباسناده الى محمد بن عبد الله بن زرارة عن على بن عبد الله عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : تعتلج النطفتان في الرحم فأيتهما كانت أكثر جاءت تشبهها فان كانت نطفة المرأة أكثر جاءت تشبه أخواله ، وان كانت نطفة الرجل أكثر جاءت تشبه أعمامه ، وقال : تجول النطفة في الرجل أربعين يوما فمن أراد أن يدعو الله عزوجل ففي تلك الأربعين قبل ان يخلق ، ثم يبعث الله عزوجل ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها الى الله عزوجل ، فيقف ما شاء الله فيقول : يا الهى أذكر أم أنثى؟ فيوحى الله عزوجل ما يشاء ويكتب الملك.

١٠ ـ وباسناده الى داود بن القاسم الجعفري عن ابى جعفر الثاني عن الحسن بن علىعليهم‌السلام انه قال مجيبا للخضر بأمر أمير المؤمنين وقد سأل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن مسائل : واما ما ذكرت من امر الرجل يشبه أعمامه وأخواله فان الرجل إذا أتى اهله بقلب ساكن وعروق هادئة (٢) وبدن غير مضطرب أسكنت تلك النطفة في تلك الرحم ، فخرج الولد يشبه أباه وامه وان هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب اضطربت تلك النطفة في جوف تلك الرحم ، فوقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه، فان وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله.

١١ ـ وباسناده الى على بن ابى حمزة عن ابى بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام

__________________

(١) نزع الولد اى أبيه اى أشبهه.

(٢) اى ساكنة.

٥٥١

فقلت : ان الرجل ربما أشبه أخواله وربما أشبه أباه وربما أشبه عمومته؟ فقال : ان نطفة الرجل بيضاء ونطفة المرأة صفراء رقيقة فان غلبت نطفة الرجل نطفة المرأة أشبه الرجل أباه وعمومته ، وان غلبت نطفة المرأة نطفة الرجل أشبه الرجل أخواله.

١٢ ـ وباسناده الى ابن بكير عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : المولود يشبه أباه وعمه؟ قال : إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة فالولد يشبه أباه وعمه ، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل يشبه الولد ، امه وخاله.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ) كما (خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ) يقدر ان يرده الى الدنيا والى القيامة ، وقوله (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) قال : يكشف عنها.

١٤ ـ في مجمع البيان والسرائر أعمال ابن آدم والفرائض التي أوجبت عليه ، وهي سرائر بين الله والعبد و «تبلى» اى تختبر تلك السرائر يوم القيامة حتى يظهر خيرها من شرها ومؤديها من مضيعها روى ذلك مرفوعا عن ابى الدرداء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ضمن الله خلقه أربع خصال : الصلوة والزكاة وصوم شهر رمضان والغسل من الجنابة وهي السرائر التي قال الله تعالى : (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ).

١٥ ـ وعن معاذ بن جبل قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما هذه السرائر التي ابتلى الله بها العباد في الاخرة؟ فقال : سرائركم هي أعمالكم من الصلوة والصيام والزكاة والوضوء والغسل من الجنابة ، وكل مفروض ، لان الأعمال كلها سرائر خفية فان شاء الرجل قال : صليت ولم يصل ، وان شاء قال : توضأت ولم يتوضأ ، فذلك قوله : (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ).

١٦ ـ في مصباح شيخ الطائفة قدس‌سره خطبة لأمير المؤمنين عليه‌السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول : ان هذا يوم عظيم الشأن الى قوله : ويوم كمال الدين هذا يوم إبلاء السرائر.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد بن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن أبى بصير في قوله : (فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ)

٥٥٢

قال : (فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ) يهوى بها على خالقه ، ولا ناصر من الله ينصره ان أراد به سوءا (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) قال : ذات المطر (وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) اى ذات النبات.

١٨ ـ في مجمع البيان : (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) يعنى ان القرآن يفصل بين الحق والباطل بالبيان عن كل واحد منهما وروى ذلك عن الصادق عليه‌السلام.

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بقوله : ان أراد به سوءا قلت : (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً) قال : كادوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكادوا عليا عليه‌السلام وكادوا فاطمة عليها‌السلام ، فقال الله : يا محمد (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) لو قد بعث القائم عليه‌السلام فينتقم لي من الجبارين والطواغيت من قريش وبنى امية وساير الناس ، وفيه (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) قال : دعهم قليلا.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال وباسناده عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرء (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) في فرائضه أو نوافله قيل له يوم القيامة : ادخل الجنة من اى أبواب الجنة شئت ان شاء الله.

٢ ـ وباسناده عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة ان يقرء في ليلة الجمعة بالجمعة و (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) ، الحديث.

٣ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من قرءها أعطاه الله عشر حسنات بعدد كل حرف انزل الله على إبراهيم وموسى ومحمد صلوات الله عليهم

٤ ـ وعن على بن أبي طالب عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يحب هذه السورة (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى). وأول من قال سبحان ربي الأعلى ميكائيل.

٥ ـ عن ابن عباس كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا قرء (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) قال : سبحان ربي الأعلى ؛ وكذلك روى عن على عليه‌السلام.

٦ ـ وفيه قال الباقر عليه‌السلام : إذا قرأت (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) فقل : سبحان ربي الأعلى

٥٥٣

وان كنت في الصلوة فقل فيما بينك وبين نفسك.

٧ ـ وروى العياشي باسناده عن ابن ابى حميصة عن على عليه‌السلام قال : صليت خلفه عشرين ليلة وليس يقرء الا سبح الاسم ربك الأعلى. وقال : لو تعلمون ما فيها لقرءها الرجل كل يوم عشرين مرة ؛ وان من قرءها فكأنما قرء صحف موسى وإبراهيم الذي وفى.

٨ ـ وفي تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباته قال : لما تقدم أمير المؤمنين عليه‌السلام الكوفة صلى بهم أربعين صباحا يقرء بهم (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى).

٩ ـ وعن عقبة بن عامر الجهني قال : لما نزلت (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اجعلوها في ركوعكم ، ولما نزل (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) قال : اجعلوها في سجودكم.

١٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابى بصير قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : اقرء في ليلة الجمعة بالجمعة ، وسبح (اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى).

١١ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر الأخلاق الرضا عليه‌السلام ووصف عبادته ، فاذا قرء (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) قال سرا : سبحان ربي الأعلى.

١٢ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه : إذا قرأتم من المسبحات الاخيرة فقولوا : سبحان الله الأعلى.

١٣ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) وروى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم‌السلام انه قال : وان لله ملكا يقال له : حزقائيل له ثمانية عشر الف جناح ما بين الجناح الى الجناح خمسمائة عام ، ثم اوحى الله اليه ايها الملك : طر فطار مقدار عشرين الف عام لم ينل رأس قائمة من قوائم العرش ، ثم ضاعف الله له في الجناح والقوة ، وامره ان يطير فطار مقدار ثلثين الف عام لم ينل أيضا ، واوحى الله اليه : ايها الملك لو طرت الى نفخ الصور ومع أجنحتك وقوتك لم تبلغ الى ساق عرشي ، فقال الملك

٥٥٤

سبحان ربي الأعلى ، فأنزل الله عزوجل (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اجعلوها في سجودكم ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن على بن الحسين العبدي عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة انه سأل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) فقال : مكتوب على قائمة العرش قبل ان يخلق الله السماوات والأرضين بألفى عام ، لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله فاشهدوا بهما وان عليا وصى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وفيه (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) قال : قل سبحان ربي الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى قال : قال : قدر الأشياء بالتقدير الاول ثم هدى إليها من يشاء.

١٥ ـ في مجمع البيان قرء الكسائي «قدر» بالتخفيف وهو قراءة على عليه‌السلام والباقون «قدر» بالتشديد.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى) قال : اى النبات فجعله بعد إخراجه غثاء أحوى قال : يصير هشيما بعد بلوغه ويسود.

قوله : سنقرئك فلا تنسى اى نعلمك فلا تنسى ثم استثنى فقال : الا ما شاء الله لأنه لا يؤمن النسيان اللغوي وهو الترك لان الذي لا ينسى هو الله.

١٧ ـ في مجمع البيان (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) قال ابن عباس : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا نزل عليه جبرئيل عليه‌السلام بالوحي يقرئه مخافة ان ينساه فكان لا يفرغ جبرئيل عليه‌السلام من آخر الوحي حتى يتكلم هو بأوله ، فلما نزلت هذه الاية لم ينس بعد ذلك شيئا (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) فان من تطهر من الشرك وقال : لا اله الا الله الى قوله : وقيل : أراد صدقة الفطرة وصلوة العيد وروى ذلك مرفوعا.

ومتى قيل : على هذا القول كيف يصح والسورة مكية ولم يكن هناك صلوة العيد ولا زكوة فطر؟ قلنا يحتمل ان يكون أولها بمكة وختمت بالمدينة.

١٨ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن احمد بن الحسين عن على بن ريان عن

٥٥٥

عبيد الله بن عبد الله الدهقان قال : دخلت على أبى الحسن الرضا عليه‌السلام فقال لي : ما معنى قوله (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) فقلت : كلما ذكر اسم ربه قام فصلى ، فقال لي لقد كان الله عزوجل كلف هذا شططا! فقلت : جعلت فداك فكيف هو؟ فقال : كلما ذكر اسم ربه صلى على محمد وآله.

١٩ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) قال : من اخرج الفطرة. قيل له : (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) قال : خرج الى الجبانة(١) فصلى.

٢٠ ـ وروى حماد بن عيسى عن حريز عن ابى بصير وزرارة قالا : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان من إتمام الصوم إعطاء الزكاة يعنى الفطرة ، كما ان الصلوة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من تمام الصلوة ، لأنه من صام ولم يؤد الزكاة فلا صوم له إذا تركها متعمدا ، ولا صلوة له إذا ترك الصلوة على النبي وآله ، ان الله عزوجل قد بدء بها قبل الصوم قال (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى).

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) قال : زكوة الفطرة ، فاذا أخرجها قبل صلوة العيد (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) قال : صلوة الفطر والأضحى.

٢٢ ـ في مجمع البيان : بل تؤثرون الحيوة الدنيا والاخرة خير وأبقى وفي الحديث من أحب آخرته أضر بدنياه ، ومن أحب دنياه أضر بآخرته.

٢٣ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) قال : ولاية شبوية (٢) (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى) ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى).

٢٤ ـ باسناده الى درست بن ابى منصور عن رجل عن ابى عبد الله عليه‌السلام وهشام

__________________

(١) الجبانة : الصحراء.

(٢) الشبوة : العقرب والنسبة إليها شبوية قال الفيض (ره) : كأنه شبه الجائر بالعقوب «انتهى» وفي المصدر وكذا المنقول عنه في البحار «ولايتهم» مكان «ولاية شبوية».

٥٥٦

عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال رأس كل خطيئة حب الدنيا.

٢٥ ـ وباسناده الى مسلم بن عبد الله قال : سئل على بن الحسين عليهما‌السلام اى الأعمال أفضل عند الله؟ قال : ما من عمل بعد معرفة الله عزوجل ومعرفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل من بغض الدنيا ، فان لذلك شعبا كثيرة وللمعاصي شعب ، فأول ما عصى الله به الكبر معصية إبليس حين (أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) ، ثم الحرص وهي معصية آدم وحوا عليهما‌السلام حين قال الله عزوجل لهما : «كلا (مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) فأخذا ما لا حاجة بهما اليه ، فدخل ذلك على ذريتهما الى يوم القيامة ، وذلك ان أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به اليه ، ثم الحسد وهي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله ، فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرياسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة ، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا ، فقالت الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك : حب الدنيا رأس كل خطيئة ، والدنيا دنيائان دنيا بلاغ ودنيا ملعونة وأمل لا يدرك ورجاء لا ينال.

قال مؤلف هذا الكتاب والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ومفادها لا يخفى على من (كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) رزقنا الله وإياكم دوام التفكر في حقيقة أحوال الدارين.

٢٦ ـ في كتاب الخصال عن عتبة بن عمر الليثي عن أبى ذر رحمه‌الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه قلت : يا رسول الله فما في الدنيا مما أنزل الله عليك شيء مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال : يا با ذر اقرأ (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى).

٢٧ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن على بن النعمان عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال لي : يا با محمد ان الله عزوجل لم يعط الأنبياء شيئا الا وقد أعطاه

٥٥٧

محمدا ، وقال : وقد اعطى محمدا جميع ما اعطى الأنبياء وعندنا الصحف التي قال الله عزوجل: (صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) قلت : جعلت فداك : هي الألواح؟ قال : نعم.

٢٨ ـ وباسناده الى مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ايها الناس ان الله تبارك وتعالى أرسل إليكم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله الى أن قال : فجاءهم بنسخة ما في الصحف الاولى ، وتصديق الذي بين يديه ، وتفصيل الحلال من ريب الحرام ، ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم.

٢٩ ـ وباسناده الى عبد الحميد بن أبى الديلم عن ابى عبد الله عليه‌السلام انه قال : وقد ذكر المسيح عليه‌السلام وجرت بعده في الحواريين في المستحفظين ، وانما سماهم الله عزوجل المستحفظين لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر وهو الكتاب الذي يعلم به علم كل شيء ، الذي كان مع الأنبياء عليهم‌السلام ، يقول الله عزوجل : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ) الكتاب الاسم الأكبر ، وانما عرف مما يدعى الكتاب التوراة ، والإنجيل والفرقان ، فيها كتاب نوح عليه‌السلام وفيها كتاب صالح وشعيب وإبراهيم فأخبر الله عزوجل : (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) فأين صحف إبراهيم انما صحف إبراهيم الاسم الأكبر ، وصحف موسى الاسم الأكبر.

٣٠ ـ على بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان الى البيت المعمور ثم نزل في طول عشرين سنة ، ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نزل صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان.

٣١ ـ في الكافي باسناده الى ابى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : أنزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان ، ونزل الإنجيل في اثنى عشر ليلة من شهر رمضان ، وانزل الزبور في ليلة ثمان عشرة مضت من شهر رمضان ، ونزل القرآن في ليلة القدر.

٥٥٨

٣٢ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد بن الكوفي عن على بن الحسن التيمي عن على بن أسباط عن على بن جعفر قال : حدثني معتب أو غيره قال : بعث عبد الله بن الحسن الى أبى عبد الله عليه‌السلام يقول لك أبو محمد : انا أشجع منك وأنا أسخى منك وانا أعلم منك فقال لرسوله : اما الشجاعة فو الله ما كان لك موقف يعرف به جبنك من شجاعتك ، واما السخي فهو الذي يأخذ الشيء من جهته فيضعه في حقه ، واما العلم فقد أعتق أبوك على بن أبى طالب ألف مملوك فسم لنا خمسة منهم وأنت عالم ، فعاد اليه فأعلمه ثم عاد اليه ، فقال له : يقول لك انك رجل صحفي فقال له ابو عبد الله عليه‌السلام قل له : اى والله صحف إبراهيم وموسى وعيسى ورثتها عن آبائي عليهم‌السلام.

٣٣ ـ في بصائر الدرجات احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر ابن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن ابى بصير قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : عندنا الصحف التي قال الله : (صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) قلت : الصحف هي الألواح؟ قال : نعم.

٣٤ ـ محمد بن عيسى عمن رواه عن محمد قال : حدثني عبد الله بن إبراهيم الأنصاري الهمداني عن ابى خالد القماط عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : لنا ولادة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طهر ، وعندنا (صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) ورثناها عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله.

٣٥ ـ محمد بن عبد الجبار عن الحسين عن احمد بن الحسن التيمي عن فيض بن المختار عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أفضت اليه صحف إبراهيم وموسى فائتمن عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا ، فائتمن عليها على الحسن ، وائتمن عليها الحسن الحسين حتى انتهى إلينا.

٣٦ ـ احمد بن محمد عن ابن سنان عن عبد الله بن مسكان وشعيب الحذاء عن ابى بصير قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : عندي الصحف الاولى صحف إبراهيم وموسى ، قال ضريس أليست هي الألواح؟ قال : نعم.

٣٧ ـ إبراهيم بن هاشم عن البرقي عن ابن سنان وغيره عن بشر عن حمران

٥٥٩

ابن أعين قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : عندكم التوراة والإنجيل والزبور وما في الصحف الاولى صحف إبراهيم وموسى؟ قال : نعم قلت : ان هذا لهو العلم الأكبر؟ قال : يا حمران ولكن ما يحدث بالليل والنهار علمه عندنا أعظم.

٣٨ ـ إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبى خالد القماط عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : عندنا صحف إبراهيم وموسى ورثناها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله.

٣٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم‌السلام قال : قال على عليه‌السلام لبعض أحبار اليهود وقد ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومناقبه : واعطى سورة بنى إسرائيل وبراءة بصحف إبراهيم وصحف موسى عليهما‌السلام.

٤٠ ـ في مجمع البيان في تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة قال : لما قدم أمير المؤمنين عليه‌السلام الكوفة صلى بهم أربعين صباحا يقرء بهم (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) فقال المنافقون : لا والله ما يحسن ابن ابى طالب أن يقرأ القرآن ، ولو أحسن ان يقرء لقرء بنا غير هذه السورة ، قال : فبلغه ذلك فقال : ويلهم انى لأعرف ناسخه من منسوخه ومحكمه من متشابهه ، وفصله وفصاله وحروفه من معانيه ، والله ما من حرف نزل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله الا انى أعرف فيمن أنزل وفي أى يوم واى موضع ، ويل لهم أما يقرؤن (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) والله عندي ورثتها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

في بصائر الدرجات محمد بن عيسى عن ابى محمد الأنصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة المزني عن الأصبغ بن نباتة نحو ما في تفسير العياشي.

٤١ ـ في كتاب الخصال عن عتبة بن عمير الليثي عن أبى ذر رحمه‌الله قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو في المسجد جالس وحده فاغتنمت خلوته الى أن قال : قلت : يا رسول الله كم انزل الله من كتاب؟ قال : مأة كتاب واربعة كتب ، انزل الله على شيث خمسين صحيفة ، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة ، وعلى إبراهيم عشرين

٥٦٠