تفسير نور الثقلين - ج ٥

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨

على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فسأل ، فسكت القوم ثم ان رجلا أعطاه فأعطاه القوم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من استن خيرا فله اجره ومثل اجوره من اتبعه غير منتقص من أجورهم ومن استن شرا فاستن فعليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منتقص من أوزارهم.

قال : فتلا حذيفة بن اليمان (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) اى أى شيء غرك بخالقك وخدعك وسول لك الباطل حتى عصيته وخالفته ، وروى أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما تلا هذه الاية قال : غره جهله.

٦ ـ وقال أمير المؤمنين : كم من مغرور بالستر عليه ومستدرج بالإحسان اليه.

٧ ـ في نهج البلاغة من كلامه عليه‌السلام قال عند تلاوته (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) ادحض مسئول حجة وأقطع مغتر معذرة لقد أبرح جهالة بنفسه إياه يا ايها الإنسان ما جرأك على ذنبك وما غرك بربك ، وما آنسك بهلكة نفسك ، اما من دائك بلول أم ليس من نومتك يقظة؟ أما ترحم من نفسك ما ترحم من غيرك فلربما ترى الضاحي من حر الشمس فتظله أو ترى المبتلى بألم يمض جسده فتبكى رحمة له فما صبرك على دائك ، وجلدك على مصابك ، وعزاك عن البكاء على نفسك وهي أعز الا نفس عليك ، وكيف لا يوقظك خوف بيات نقمة ، وقد تورطت بمعاصيه مدارج سطواته. (١)

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) قال : لو شاء ركبك على غير هذه الصورة.

٩ ـ في مجمع البيان وروى عن الرضا عن آبائه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال لرجل ما ولد لك؟ قال : يا رسول الله وما عسى أن يولد لي اما غلام واما جارية ، قال : فمن يشبه؟ قال: يشبه امه أو أباه ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله. لا تقل هكذا ان النطفة إذا استقرت

__________________

(١) يقال هذا الأمر أبرح من هذا اى أشد. و «جهالة» منصوب على التميز. والبلول مصدر بل الرجل من مرضه إذا برىء والضاحي لحر الشمس : البارز. ومض بمعنى أحرق. وبيات نقمة ـ بفتح الباء ـ : طروقها ليلا. وتورط : وقع في الورطة وهي الهلاك. والمدارج : الطرق والمسالك.

٥٢١

في الرحم أحضر الله كل نسب بينها وبين آدم عليه‌السلام ، اما قرأت هذه الاية (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ)؟ اى فيما بينك وبين آدم.

١٠ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : لو شاء ركبك على غير هذه الصورة.

١١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الشيرازي في كتابه باسناده الى الحسن بن على بن أبى طالب عليه‌السلام قال في قوله : (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) قال : صور الله عزوجل على بن أبى طالب في ظهر أبى طالب على صورة محمد ، فكان على بن أبى طالب أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان الحسين بن على أشبه الناس بفاطمة وكنت أشبه الناس (١) بخديجة الكبرى.

١٢ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى أبى جعفر الباقر عليه‌السلام حديث طويل وفيه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلى عليه‌السلام : قل : ما أول نعمة أبلاك الله عزوجل وأنعم عليك بها؟ قال : أن خلقني جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا ، قال : صدقت الى قوله : فما الثالثة قال : ان أنشأنى فله الحمد في أحسن صورة وأعدل تركيب قال : صدقت.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ) قال برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام و (إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ) قال : الملكان الموكلان بالإنسان.

١٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل وفيه يقول السائل : فما علة الملكين الموكلين بعباده يكتبون ما عليهم ولهم ، والله عالم السر وما هو أخفى؟ قال : استعبدهم بذلك وجعلهم شهودا على خلقه ليكون العباد لملازمتهم إياهم أشد على طاعة الله مواظبة وعن معصيته أشد انقباضا ، وكم من عبد يهم بمعصية فذكر مكانهما فارعوى وكف ، فيقول : ربي يراني وحفظنى على بذلك تشهد ، وان الله برأفته ولطفه وكلهم بعباده يذبون عنهم مردة الشياطين وهو أم الأرض وآفات كثيرة من حيث لا يرون بإذن الله الى ان يجيء امر الله عزوجل.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثني ابى عن النضر بن سويد عن محمد بن قيس عن ابن سنان عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : اقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما واضعا

__________________

(١) كذا في الأصل ولم أقف على الحديث في المصدر.

٥٢٢

يده على كتف العباس فاستقبله أمير المؤمنين صلوات الله عليه فعانقه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقبل بين عينيه ثم سلم العباس على على فرد عليه ردا خفيا فغضب العباس فقال : يا رسول الله لا يدع على زهوه (١) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تقل ذلك في على فانى لقيت جبرئيل آنفا فقال : لقيني الملكان الموكلان بعلى الساعة فقالا : ما كتبا عليه ذنبا منذ يوم ولدا لي هذا اليوم.

١٦ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه‌الله فصل فيما يذكر من كتاب قصص القرآن وأسباب نزول آثار القرآن تأليف الهيصم بن محمد بن الهيصم النيشابوري فصل في ذكر الملكين الحافظين دخل عثمان بن عفان على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أخبرني عن العبد كم معه من ملك؟ قال : ملك على يمينك على حسناتك وواحد على الشمال ، فاذا عملت حسنة كتب عشرا وإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين : اكتب ، قال : لعله يستغفر الله ويتوب فاذا قال ثلاثا قال نعم اكتب أراحنا الله منه فلبئس القرين ما أقل مراقبته لله عزوجل وأقل استحيائه منا يقول الله تعالى : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وملكان بين يديك ومن خلفك يقول الله سبحانه (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ) وملك قابض على ناصيتك فاذا تواضعت لله عزوجل رفعك. وإذا تجبرت لله فضحك ، وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك الا الصلوات على محمد ، وملك قائم على فيك لا يدع أن تدب الحية في فيك ، وملكان على عينيك فهذا عشرة أملاك في كل آدمي يعد ان ملائكة الليل على ملائكة النهار لان ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهؤلاء عشرون ملائكة على كل آدمي وإبليس بالنهار وولده بالليل قال الله سبحانه (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ) الاية وقال عزوجل : (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ) الاية.

١٧ ـ وفي كتاب سعد السعود أيضا بعد أن ذكر ملكي الليل وملكي النهار وفي رواية انهما يأتيان المؤمن عند حضور صلوة الفجر ، فاذا هبطا صعد الملكان الموكلان بالليل ، فاذا غربت الشمس نزل اليه الموكلان بكتابة الليل ، ويصعد

__________________

(١) الزهو : الكبر والفخر.

٥٢٣

الملكان الكاتبان بالنهار بديوانه الى الله عزوجل ، فلا يزال ذلك دأبهم الى وقت حضور اجله ، فاذا حضر اجله قالا للرجل الصالح : جزاك الله من صاحب عنا خيرا فكم من عمل صالح أريتناه ، وكم من قول حسن أسمعتناه ، وكم من مجلس خير أحضرتناه ، فنحن اليوم على ما تحبه وشفعاء الى ربك ، وان كان عاصيا قالا له : جزاك الله من صاحب عنا شرا فلقد كنت تؤذينا ، فكم من عمل سيئ أريتناه وكم من قول سيئ أسمعتناه ، ومن مجلس سوء أحضرتناه ، ونحن اليوم لك على ما تكره وشهيدان عند ربك.

١٨ ـ في أصول الكافي باسناده الى عبد الله بن موسى بن جعفر عن أبيه قال : سألته عن الملكين هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن يفعله أو الحسنة؟ فقال : ريح الكنيف والطيب سواء؟ قلت : لا قال : ان العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح ، فقال صاحب اليمين لصاحب الشمال : قم فانه قد هم بالحسنة ، فاذا فعلها كان لسانه قلمه ، وريقه مداده ، وأثبتها له وإذا هم بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين : قف فانه قد هم بالسيئة فاذا هو فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده وأثبتها عليه.

١٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن فضيل بن عثمان المرادي قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أربع من كن فيه لم يهلك على الله بعدهن الا هالك ، يهم العبد بالحسنة فيعملها فان هو لم يعملها أجل سبع ساعات ، وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال : لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها ، فان الله عزوجل يقول : «إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ.» أو الاستغفار فان هو قال : استغفر الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذا الجلال والإكرام وأتوب اليه ، لم يكتب عليه شيء وان مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات : اكتب على الشقي المحروم (١).

٢٠ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن محمد بن حمران عن

__________________

(١) لهذا الحديث بيان في أصول الكافي ج ٢ ص ٤٢٩.

٥٢٤

زرارة قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان العبد إذا أذنب ذنبا أجل من غدوة الى الليل ، فان استغفر الله لم يكتب عليه.

٢١ ـ على بن إبراهيم عن أبيه وابو على الأشعري ومحمد بن يحيى جميعا عن الحسين بن إسحاق عن على بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن عبد الصمد بن بشير عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان العبد المؤمن إذا أذنب ذنبا اجله الله سبع ساعات فان استغفر لم يكتب عليه شيء ، وان مضت الساعات ولم يستغفر كتبت عليه سيئة ، وان المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له ، وان الكافر لينساه من ساعته.

٢٢ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن احمد عن احمد بن محمد بن قيس ابى نصر عن درست قال : سمعت أبا إبراهيم عليه‌السلام يقول : إذا مرض المؤمن اوحى الله عزوجل الى صاحب الشمال : لا تكتب على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي ذنبا ويوحى الى صاحب اليمين : ان اكتب لعبدي ما كنت تكتب له في صحته من الحسنات.

٢٣ ـ وباسناده الى سدير عن ابى جعفر الباقر عليه‌السلام قال : من أحب ان يمشى مشى الكرام الكاتبين فليمش جنبي السرير.

٢٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى محمد بن سنان عن المفضل قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن العلة التي من أجلها وجب التسليم في الصلوة؟ قال : لأنه تحليل الصلوة ، قلت : فلأي علة يسلم على اليمين ولا يسلم على اليسار؟ قال : لان الملك الموكل يكتب الحسنات على اليمين ، والذي يكتب السيئات على اليسار ، والصلوة حسنات ليس فيها سيئات ، فلهذا يسلم على اليمين دون اليسار ، قلت : فلم لا يقال : السلام عليك والملك على اليمين واحد ، ولكن يقال : السلام عليكم؟ قال : ليكون قد سلم عليه وعلى من على اليسار ، وفضل صاحب اليمين عليه بالإيماء اليه ، قلت : فلم لا يكون الإيماء في التسليم بالوجه كله ولكن كان بالأنف لمن يصلى وحده وبالعين لمن يصلى بقوم؟ قال : لان مقعد الملكين من ابن آدم الشدقين (١) فصاحب

__________________

(١) الشدق ـ بالكسر والفتح ـ : زاوية الفم من باطن الخدين.

٥٢٥

اليمين على الشدق الأيمن ، وتسليم المصلى عليه ليثبت له صلوته في صحيفته ، قلت : فلم يسلم المأموم ثلاثا؟ قال : يكون واحدة ردا على الامام ، ويكون عليه وعلى ملائكته ، ويكون الثانية على يمينه والملكين الموكلين به ، ويكون الثالثة على من على يساره والملكين الموكلين به ، ومن لم يكن على يساره أحد لم يسلم على يساره الا أن يكون يمينه الى الحائط ويساره الى مصلى معه خلف الامام فيسلم على يساره قلت : فتسليم الامام على من يقع؟ قال : على ملائكته (١) والمأمونين ، يقول لملائكته : اكتبا سلامة صلاتي لما يفسدها ويقول لمن خلفه : سلمتم وامنتم من عذاب الله عزوجل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٥ ـ وباسناده الى محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ان حافظي على بن أبي طالب عليه‌السلام ليفتخر ان على جميع الحفظة لكينونتهما مع ذلك انهما لم يصعدا الى الله عزوجل بشيء يسخط الله تبارك وتعالى.

٢٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن بعض أصحابنا عن الحسن بن على بن أبى عثمان عن واصل عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : جاء رجل الى أبى ذر فقال له : يا با ذر كيف ترى حالنا عند الله؟ قال : اعرضوا أعمالكم على الكتاب ان الله يقول : (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) فقال الرجل فأين رحمة الله؟ قال : رحمة الله قريب من المسلمين ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٧ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب بالإسناد عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن على بن أبى طالب عليه‌السلام قال : كل ما في كتاب الله عزوجل من قوله: (إِنَّ الْأَبْرارَ) فو الله ما أراد به الا على بن ابى طالب وفاطمة وأنا والحسين ، لأنا نحن أبرار آبائنا وأمهاتنا ، وقلوبنا علمت بالطاعات والبر وتبرأت من الدنيا وجيها ، وأطعنا الله في جميع فرائضه ، وآمنا بوحدانيته ، وصدقنا برسوله.

__________________

(١) وفي المصدر «على ملكيه» بصيغة التثنية.

٥٢٦

٢٨ ـ في مجمع البيان : والأمر يومئذ لله وحده اى الحكم له في الجزاء والثواب والعفو والانتقام ؛ وروى عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه‌السلام انه قال : (وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) والأمر كله لله ، يا جابر إذا كان يوم القيامة بادت (١) الحكام فلم يبق حاكم الا الله.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرء في فرائضه (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) أعطاه الله الأمن يوم القيامة من النار ولم تره ولم يرها ، ولم يمر على جسر جهنم ولا يحاسب يوم القيامة.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأها سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : ويل للمطففين قال : الذين يبخسون المكيال والميزان. وفي رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : نزلت على نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين قدم المدينة، وهم يومئذ أسوء الناس كيلا فأحسنوا الكيل فأما الويل فبلغنا والله أعلم انه بئر في جهنم.

٤ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن محمد عن بعض أصحابنا عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران ، عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه : وانزل في الكيل (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) ولم يجعل الويل لأحد حتى يسميه كافرا ، قال الله عزوجل : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ).

٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وانه رب شيء من كتاب الله عزوجل يكون تأويله على تنزيله ، ولا يشبه تأويل كلام البشر ولا فعل البشر ، وسأنبئك بمثال لذلك تكتفى به ان شاء الله ،

__________________

(١) باد : هلك.

٥٢٧

الى قوله : (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) فسمى فعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فعلا له ، ألا ترى تأويله على غير تنزيله؟ ومثل قوله : (بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ) فسمى البعث لقاء وكذلك قوله : (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) اى يوقنون (أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ) ومثله قوله : (أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ) اى أليس يوقنون انهم مبعوثون.

٦ ـ وفيه أيضا عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام واما قوله : (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها) يعنى تيقنوا انهم دخلوها وكذلك قوله (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) واما قوله للمنافقين (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) فهو ظن شك وليس ظن يقين ؛ والظن ظنان ظن شك وظن يقين فما كان من أمر المعاد من الظن فهو ظن يقين ، وما كان من أمر الدنيا فهو على الشك.

٧ ـ في عوالي اللئالى وفي الحديث انه صلى‌الله‌عليه‌وآله لما قرء (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) قال يقومون حتى يغيب أحدهم في رشحه الى انصاف أذنيه.

٨ ـ في مجمع البيان (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) وجاء الحديث انهم يقومون في رشحهم الى انصاف آذانهم ، وفي حديث آخر يقومون حتى يبلغ الرشح الى أطراف آذانهم.

وفي الحديث عن سليم بن عامر عن المقداد بن الأسود قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون الشمس بمقدار ميل أو ميلين ، قال سليم : فلا أدري أمسافة الأرض أم الميل الذي يكحل به العين؟ ثم قال: صهرتهم الشمس فيكونون في العرق بمقدار أعمالهم ، فمنهم من يأخذه الى عقبه ومنه من يلجمه الجاما ، قال : فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يشير بيده الى فيه قال : يلجمه الجاما أورده مسلم في الصحيح.

٩ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه وعلى بن محمد جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن حفص عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : مثل الناس يوم القيامة إذا قاموا لرب العالمين مثل السهم في القرب ، ليس له من الأرض الا موضع

٥٢٨

قدرته كالسهم في الكنانة ، لا يقدر أن يزول هاهنا ولا هاهنا.

١٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن ابى نهشل قال : حدثني محمد بن إسماعيل عن أبى حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : ان الله خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا ، وخلق أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا ، ثم تلا هذه الاية (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) وخلق عدونا من سجين ، وخلق قلوب شيعتهم ، مما خلقهم منه وأبدانهم من دون ذلك ، قلوبهم تهوى إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه ثم تلا هذه الاية (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ).

١١ ـ محمد بن يحيى وغيره عن احمد بن محمد وغيره عن محمد بن خلف عن ابى نهشل قال : حدثني محمد بن إسماعيل عن ابى حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : ان الله عزوجل خلقنا من أعلى عليين ، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه ، وخلق أبدانهم من دون ذلك ، وذكر الى آخر ما سبق وزاد (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ).

١٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى محمد بن إسماعيل رفعه الى محمد ابن سنان عن زيد الشحام عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله تبارك وتعالى خلقنا من نور مبتدع من نور سنخ ذلك النور في طينة من أعلى عليين ، وخلق قلوب شيعتنا مما خلق منه ، ثم قرء (إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) وان الله تبارك خلق قلوب أعدائنا من طينة من سجين وخلق أبدانهم من طينة دون ذلك ، وخلق قلوب شيعتهم مما خلق منه أبدانهم قلوبهم تهوى إليهم ، ثم قرء (إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ).

١٣ ـ في مجمع البيان عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سجين أسفل سبع أرضين ، وقيل : ان سجين جب في جهنم مفتوح ، والفلق جب

٥٢٩

في جهنم مغطى ، رواه أبو هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

١٤ ـ وروى عن أبى جعفر الباقر عليه‌السلام انه قال : اما المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم الى السماء ، فتنفتح لهم أبوابها ، واما الكافر فيصعد بعلمه وروحه حتى إذا بلغ الى السماء نادى مناد : اهبطوا به الى سجين ، وهو واد بحضر موت يقال له برهوت.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) قال : ما كتب الله لهم من العذاب لفي سجين وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : السجين الأرض السابعة وعليون السماء السابعة.

١٦ ـ وباسناده الى الكلبي عن جعفر بن محمد عليه‌السلام في قوله : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) قال : هو فلان وفلان.

١٧ ـ وفيه عن الامام الحسن بن على بن ابى طالب عليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس ، فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف المعتبر ، وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الأرضين السابعة وفيها الفلق والسجين.

١٨ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه‌السلام قال : قلت : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) قال : هم الذين فجروا في حق الائمة واعتدوا عليهم ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٩ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به ، فاذا صعد بحسناته يقول اللهعزوجل : اجعلوها في سجين انه ليس إياي أراد فيها.

٢٠ ـ باسناده الى أبى عبد الله عليه‌السلام قال : مر عيسى بن مريم على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابها : فقال : اما انهم لم يموتوا الا بسخط ، ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا ، فقال الحواريون : يا روح الله وكلمته ادع الله ان يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت

٥٣٠

أعمالهم فنجتنبها فدعا عيسى عليه‌السلام ربه فنودي من الجو : أن نادهم ، فقام عيسى عليه‌السلام بالليل على شرف من الأرض ، فقال : يا أهل هذه القرية ، فأجابه منهم مجيب : لبيك يا روح الله وكلمته ، فقال : ويحكم ما كانت أعمالكم؟ قال : عبادة الطاغوت وحب الدنيا مع خوف قليل وأمل بعيد وغفلة في لهو ولعب ، فقال : كيف كان حبكم للدنيا؟ قال : كحب الصبى لامه إذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا ، وإذا أدبرت بكينا وحزنا. قال : كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟ قال : الطاعة لأهل المعاصي قال : كيف كان عاقبة أمركم؟ قال : بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في الهاوية ، فقال : وما الهاوية؟ فقال سجين قال : وما سجين؟ قال : جبال من جمر توقد علينا الى يوم القيامة ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه من الرواية قريبا اعنى قوله : فلان وفلان (وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ) الى قوله : (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) الاول والثاني (وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) وهو الاول والثاني كانا يكذبان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٢٢ ـ في أصول الكافي ابو على الأشعري عن عيسى بن أيوب عن على بن مهزيار عن القاسم بن عروة عن ابن بكير عن زرارة عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : ما من عبد الا وفي قلبه نكتة بيضاء ، فاذا أذنب ذنبا خرج في تلك النكتة نكتة سوداء ، فان تاب ذهب ذلك السوداء ، وان تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطى البياض فاذا غطى البياض لم يرجع صاحبه الى خير أبدا ، وهو قول الله عزوجل (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ).

٢٣ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن عبد الله بن محمد الحجال عن بعض أصحابنا رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تذاكروا وتلا قوا وتحدثوا ، فان الحديث جلاء للقلوب ، ان القلوب لترين كما يرين السيف وجلاءه الحديث.

٢٤ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال الباقر عليه‌السلام : ما من شيء أفسد للقلب من الخطيئة ، ان القلب لتواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أسفله

٥٣١

أعلاه وأعلاه أسفله ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه ، فان تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منه وان ازداد زادت فذلك الران الذي ذكره الله تعالى في كتابه (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ).

٢٥ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وقال الحسن عليه‌السلام لحبيب بن مسلمة الفهري : رب مسير لك في غير طاعة ، قال : اما مسيري الى أبيك فلا ، قال : بلى ولكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك في آخرتك فلو كنت إذا فعلت شرا قلت خيرا كنت كما قال الله عزوجل : (خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً) ولكنك كما قال (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ).

٢٦ ـ في عيون الاخبار باسناده الى على بن الحسين بن على بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله تعالى : (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) فقال : ان الله تعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده ، ولكنه يعنى انهم عن ثواب ربهم محجوبون.

٢٧ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه‌السلام يقول : فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات واما قوله : (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) فانما يعنى يوم القيامة انهم عن ثواب ربهم محجوبون.

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بما نقلنا من قوله : كانا يكذبان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى قوله : (إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ) هما (ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعنى هما ومن تبعهما.

٢٩ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه‌السلام قال : قلت : (ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) قال : يعنى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قلت : تنزيل؟ قال : نعم ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٠ ـ محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد وغيره عن محمد بن خلف عن أبى نهشل قال : حدثني محمد بن إسماعيل عن أبى حمزة الثمالي قال : سمعت

٥٣٢

أبا جعفر عليه‌السلام يقول : ان الله عزوجل خلقنا من أعلى عليين ، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه ، وخلق أبدانهم من دون ذلك وقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا ، ثم تلا هذه الاية (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ).

٣١ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن محمد بن خالد عن ابى نهشل قال : حدثني محمد بن إسماعيل عن ابى حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : ان الله خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا وخلق أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا ، ثم قرأ هذه الاية (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

٣٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى محمد بن إسماعيل رفعه الى محمد بن سنان عن زيد الشحام عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله تبارك وتعالى خلقنا من نور مبتدع من نور سنخ ذلك النور في طينة من أعلى عليين ، وخلق قلوب شيعتنا مما خلق منه أبداننا ، وخلق أبدانهم من طينة دون ذلك ، فقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا منه ، ثم قرء (إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٣ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في كتابه بالإسناد عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن على بن أبى طالب عليهم‌السلام قال : كلما في كتاب الله عزوجل من قوله : (إِنَّ الْأَبْرارَ) فو الله ما أراد به الا على بن أبي طالب وفاطمة وانا والحسين ، وقد تقدم في سورة الانفطار.

٣٤ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال في وصيته له يا على ان الله تبارك وتعالى أعطانى فيك سبع خصال الى قوله : وأنت أول من يشرب من الرحيق المختوم الذي ختامه مسك.

٣٥ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن إبراهيم عن أبى

٥٣٣

حمزة عن على بن الحسين عليهما‌السلام قال : من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم.

٣٦ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حسين بن نعيم عن مسمع أبى سيار قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من نفس عن مؤمن كربة الى قوله : ومن سقاه شربة سقاه الله من الرحيق المختوم.

٣٧ ـ في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلى عليه‌السلام : يا على من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم ، فقال على : لغير الله؟ قال : نعم والله صيانة لنفسه فيشكره الله تعالى على ذلك.

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ) قال : ماء إذا شربه المؤمن وجد رائحة المسك فيه ، وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم ، قال : يا ابن رسول الله من تركه لغير الله؟ قال : نعم صيانة لنفسه.

٣٩ ـ في مجمع البيان وفي الحديث من صام لله في يوم صائف سقاه الله من الظمأ من الرحيق المختوم.

٤٠ ـ وفي وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين عليه‌السلام : يا على من ترك الخمر لله سقاه الله من الرحيق المختوم.

٤١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : وفي ذلك فليتنا فس المتنافسون قال : فيما ذكرناه من الثواب الذي يطلبه المؤمن.

٤٢ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن على بن أسباط عنهم عليهم‌السلام قال : فيما وعظ الله عزوجل به عيسى عليه‌السلام : يا ابن مريم ولو رأت عينك ما أعددت لأوليائي الصالحين ذاب قلبك وزهقت نفسك شوقا (١) فليس كدار الاخرة دار تجاور فيها الطيبين ، ويدخل عليهم فيها الملائكة المقربون مما يأتى يوم القيامة من أهوالها آمنون ، دار لا يتغير فيها النعيم ، ولا يزول عن أهلها ، يا ابن مريم نافس فيها

__________________

(١) زهقت نفسه : خرجت.

٥٣٤

مع المتنافسين فانها امنية المتمنين حسنة المنظر. طوبى لك يا ابن مريم ان كنت لها من العاملين مع آبائك آدم وإبراهيم في جنات ونعيم لا تبغي بها بدلا ولا تحويلا ، كذلك افعل بالمتقين ، وفي هذا الحديث أيضا : فنافس في الصالحات جهدك وفيه فنافس في العمل الصالح.

٤٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ) وهو مصدر سنمه إذا رفعه لأنها أرفع شراب أهل الجنة ، أو لأنها تأتيهم من فوق ، أشرف شراب أهل الجنة يأتيهم من عال يتسنم عليهم في منازلهم ، وهي عين (يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) وهم آل محمد صلوات الله عليهم يقول الله : (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) رسول الله وخديجة وعلى بن أبى طالب وذرياتهم تلحق بهم يقول الله (أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) والمقربون يشربون من تسنيم بحتا صرفا ، وساير المؤمنين ممزوجا.

٤٤ ـ وفيه (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) الى قوله : (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) وهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم‌السلام.

٤٥ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقر عليه‌السلام في قوله : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ) الى قوله : (الْمُقَرَّبُونَ) وهو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام.

٤٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) الاول والثاني ومن تابعهما (كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) قيل نزلت في على بن ابى طالب عليه‌السلام وذلك انه كان في نفر من المسلمين جاؤا الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا ، ثم رجعوا الى أصحابهم فقالوا : رأينا اليوم الأصلع (١) فضحكنا منه ، فنزلت الاية قبل أن يصل على وأصحابه الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن مقاتل والكلبي. وذكر الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفضيل باسناده عن أبى صالح عن ابن عباس قال : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) منافقوا

__________________

(١) الأصلع هو الذي انحسر مقدم شعر رأسه.

٥٣٥

قريش «والذين آمنوا» على بن ابى طالب عليه‌السلام.

٤٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) الى قوله : (فَكِهِينَ) قال: يسخرون.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده الى الحسين بن أبى العلاء قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من قرء هاتين السورتين وجعلهما نصب عينيه في صلوة الفريضة والنافلة (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) و (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) لم يحجبه الله من حاجة ، ولم يحجزه من الله حاجز ، ولم يزل ينظر الى الله وينظر الله اليه حتى يفرغ من حساب الناس.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن قرء «انشقت» أعاذه الله أن يعطيه كتابه وراء ظهره.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) قال : يوم القيامة.

٤ ـ في مصباح شيخ الطائفة قدس‌سره في دعاء مروي عن الصادق عليه‌السلام : واسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فنسفت ، ووضعته على السماء فانشقت.

٥ ـ في جوامع الجامع والاذن الاستماع قال عدى :

وسماع يأذن الشيخ له

وحديث مثل ما ذي مشار (١)

ومنه قوله عليه‌السلام : ما اذن الله لشيء كاذنه لنبي يتغنى بالقرآن.

٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم : (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ) قال : تمد الأرض فتشق فيخرج الناس منها.

٧ ـ في مجمع البيان وروى ابو هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : (تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي (٢) (لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً).

__________________

(١) الماذي : العسل الأبيض. والمشار بمعنى الأبيض.

(٢) مر الحديث بمعناه قريبا فراجع.

٥٣٦

٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال القيامة وفيه يقول : والناس يومئذ على طبقات ومنازل ، فمنهم من يحاسب حسابا (وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً) ومنهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، لأنهم لم يلبسوا من امر الدنيا بشيء ، وانما الحساب هناك على من تلبس بها هاهنا ومنهم من يحاسب على النقير والقطمير ويصير الى عذاب السعير.

٩ ـ في كتاب معاني الاخبار حدثنا ابى رحمه‌الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن احمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن ابن سنان عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كل محاسب معذب ، فقال له قائل : يا رسول الله فأين قول الله عزوجل (فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) قال ذلك العرض يعنى التصفح.

١٠ ـ في مجمع البيان (فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) يريد انه لا يناقش في الحساب ويوقف على ما عمل من الحسنات ، وما له عليها من الثواب وما حط عنه من الأوزار ، اما بالتوبة أو بالعفو ، وقيل : الحساب اليسير التجاوز عن السيئات والاثابة على الحسنات ، ومن نوقش الحساب عذب ، في خبر مرفوع.

١١ ـ وفي رواية اخرى يعرف بعلمه ثم يتجاوز عنه.

١٢ ـ وفي حديث آخر : ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته ، قالوا : وما هي يا رسول الله؟ قال : تعطى من حرمك ، وتصل من قطعك ، وتعفو عمن ظلمك.

١٣ ـ في محاسن البرقي عن الحسن بن على بن يقطين عن محمد بن سنان عن أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : انما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا.

١٤ ـ في جوامع الجامع : حسابا يسيرا اى سهلا مهينا لا تناقش فيه وروى أن الحساب اليسير هو الاثابة على الحسنات والتجاوز عن السيئات ومن نوقش الحساب عذب.

١٥ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن

٥٣٧

الحسن بن محبوب عن سدير الصيرفي قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام : في حديث طويل : إذا بعث الله عزوجل المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه امامه ، كلما رأى المؤمن هو لا من أهوال يوم القيامة قال له المثال : لا تفزع ولا تحزن وأبشر بالسرور والكرامة من الله جل وعز ، حتى يقف بين يدي الله جل وعز فيحاسبه حسابا يسيرا ، ويأمر به الى الجنة والمثال امامه ، فيقول له المؤمن : رحمك الله نعم الخارج خرجت معى من قبري وما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من ربي حتى رأيت ذلك ، فيقول : من أنت؟ فيقول : انا السرور الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا ، خلقني الله جل وعز منه لا بشرك انتهى.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام في قوله : واما من اوتى كتابه بيمينه فهو ابو سلمة عبد الله بن عبد الأسود بن هلال المخزومي وهو من بنى مخزوم. (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ) فهو اخوه الأسود بن عبد الأسود بن هلال المخزومي فقتله حمزة بن عبد المطلب يوم بدر.

١٧ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفر عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : وانزل في «(إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً وَيَصْلى سَعِيراً إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) بلى فهذا مشرك.

١٨ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده الى صفوان عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لجبرئيل عليه‌السلام : يا جبرئيل أرنى كيف يبعث الله تبارك وتعالى العباد يوم القيامة ، قال : نعم فخرج الى مقبرة بنى ساعدة فأتى قبرا فقال له اخرج بإذن الله ، فخرج رجل ينفض رأسه من التراب ، وهو يقول : والهفاه واللهف الثبور ثم قال : ادخل فدخل ، الحديث وهو بتمامه مذكور في الحج عند قوله تعالى : (يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ).

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً) والثبور الويل (إِنَّهُ

٥٣٨

ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ بَلى) يقول : ظن ان لن يرجع بعد ما يموت قوله : (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) والشفق الحمرة بعد غروب الشمس والليل وما وسق يقول : إذا ساق كل شيء من الخلق الى حيث يهلكوا بها (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) إذا اجتمع (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) يقول : حالا بعد حال يقول : لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة (١) لا تخطون طريقهم ، ولا يخطى شبر بشبر وذراع بذراع وباع بباع (٢) حتى أن لو كان من دخل حجر ضب لدخلتموه ، قالوا : اليهود والنصارى تعنى يا رسول الله؟ قال : فمن أعنى لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فيكون أول ما تنقضون من دينكم الامامة وآخره الصلوة.

٢٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى حنان عن أبيه عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : ان للقائم غيبة يطول أمدها فقلت له : ولم ذلك يا ابن رسول الله؟ قال : لان الله عزوجل ابى ان لا يجرى فيه سير الأنبياء عليهم‌السلام في غيباتهم ، وانه لا بد له يا سدير من انتهاء مدة غيباتهم ، قال الله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) اى سير من كان قبلكم.

٢١ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زرارة ، عن ابى جعفر عليه‌السلام في قول الله : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) قال : يا زرارة أو لم تركب هذه الامة بعد نبيها (طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) في امر فلان وفلان وفلان؟ ٢٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : وليس كل من أقر أيضا من أهل القبلة بالشهادتين كان مؤمنا ان المنافقين كانوا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويدفعون عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما عهد به من دين الله ، وعزائمه وبراهين نبوته الى وصيه ، ويضمرون من الكراهية لذلك ، والنقض لما أبرمه عند إمكان الأمر لهم فيه ما قد بينه

__________________

(١) القذة : ريش السهم. يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان.

(٢) الباع : قدر مدالدين وما بينهما من البدن.

٥٣٩

الله لنبيه ، مثل قوله : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) اى لتسلكن سبيل من كان قبلكم من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء ، وهذا كثير في كتاب الله عزوجل.

٢٣ ـ في جوامع الجامع وعن ابى عبيدة لتركبن سنن كان قبلكم من الأولين وأحوالهم ، وروى ذلك عن الصادق عليه‌السلام.

٢٤ ـ في مجمع البيان (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) اى لتركبن يا محمد سماء بعد سماء تصعد فيها عن ابن عباس وابن مسعود ومجاهد والشعبي والكلبي الى قوله : وقيل : معناه شدة بعد شدة ، حياة ثم موت ، ثم بعث ثم جزاء ، وروى ذلك مرفوعا.

٢٥ ـ (وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ) وفي خبر مرفوع عن أبى هريرة قال : قرء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) فسجد.

٢٦ ـ في جوامع الجامع روى ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قرء ذات يوم (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) فسجد هو ومن معه من المؤمنين ، وقريش تصفق فوق رؤسهم وتصفر فنزلت.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرء (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) في فرائضه فانها سورة النبيين كان محشره وموقفه مع النبيين والمرسلين والصالحين.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن قرءها أعطاه الله من الأجر بعدد كل يوم جمعة وكل يوم عرفة يكون في دار الدنيا عشر حسنات.

٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : ولقد سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وانا عنده عن الائمة بعده فقال للسائل : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) ان عددهم بعدد البروج ورب الليالي والأيام والشهور ، ان عدتهم كعدة الشهور.

٥٤٠