تفسير نور الثقلين - ج ٥

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨

الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له وضوؤهما من نور عرشه وحرهما من جهنم فاذا كانت القيامة عاد الى العرش نورهما ، وعاد الى النار حرهما.

فلا يكون شمس ولا قمر ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٦ ـ في كتاب الخصال عن أبى الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : في الشمس أربع خصال : تغير اللون ، وتنتن الريح ، وتخلق الثياب ، وتورث الداء.

٤٧ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قول الله عزوجل : (وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً) من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار فيه وهو متكئ وان الأنواع من الفاكهة ليقلن لولى الله يا ولى الله كلني قبل ان تأكل هذه قبلي.

٤٨ ـ في مجمع البيان كانت تلك الأكواب قواريرا اى زجاجا قوارير من فضة قال الصادق عليه‌السلام : ينفذ البصر في فضة الجنة كما ينفذ في الزجاج.

٤٩ ـ في كتاب الخصال عن ابى صالح عن ابن عباس قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أعطاني الله تعالى خمسا وأعطى عليا خمسا ؛ أعطانى الكوثر وأعطاه السلسبيل ، الحديث.

٥٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عبد الله بن مرة عن ثوبان قال يهودي للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها؟ قال : كبد الحوت قال : فما شرابهم على أثر ذلك؟ قال : السلسبيل قال : صدقت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : ولدان مخلدون قال : مستورون.

٥٢ ـ في كتاب معاني الاخبار أبى رحمه‌الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن يزيد بن إسحاق عن عباس بن يزيد قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ـ وكنت عنده ذات يوم : ـ أخبرني عن قول الله عزوجل :

٤٨١

(وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً) ما هذا الملك الذي كبر الله عزوجل حتى سماه كبيرا؟ قال : إذا ادخل الله أهل الجنة الجنة أرسل رسولا الى ولى من أوليائه فيجد الحجبة على بابه ، فتقول له : قف حتى نستأذن لك ؛ فما يصل اليه رسول ربه الا بإذن ، فهو قوله عزوجل : (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً).

٥٣ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قول الله عزوجل : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) فقال : يا على ان الوفد لا يكون الا ركبانا الى قوله : فقال علىعليه‌السلام يا رسول الله أخبرنا عن قول الله عزوجل : «غرف مبنية من فوقها غرف» بما ذا بنيت يا رسول الله؟ فقال يا على تلك غرف بناها الله عزوجل لأوليائه بالدر والياقوت والزبرجد، سقوفها الذهب محبوكة بالفضة (١) لكل غرفة منها الف باب من ذهب ، على كل باب منها ملك موكل به فيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بألوان مختلفة وحشوها الكافور والعنبر وذلك قول الله عزوجل (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) إذا ادخل المؤمن الى منازله في الجنة ووضع على رأسه تاج الملك والكرامة البس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظومة في الإكليل (٢) تحت التاج قال : فألبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة وضروب مختلفة منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الأحمر ، فذلك قوله عزوجل : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) فاذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا ، فاذا استقر لولى الله عزوجل منازله في الجنان استأذن عليه الموكل بجنانه ليهنئه بكرامة الله عزوجل إياه ، فيقول له خدام المؤمن من الوصفاء

__________________

(١) الحبك : الشد والأحكام وتحسين اثر الصنعة في الثوب.

(٢) الإكليل : تحت التاج وشبه العصابة تزين بالجواهر.

٤٨٢

والوصائف : (١) مكانك فان ولى الله قد اتكى على أريكته وزوجته الحوراء تهيأ له ، فاصبر لولى الله قال : فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمة لها تمشي مقبلة وحولها وصائفها وعليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد ، وهي من مسك وعنبر ، وعلى رأسها تاج الكرامة وعليها نعلان من ذهب مكللتان بالياقوت واللؤلؤ شراكهما ياقوت أحمر ، فاذا دنت من ولى الله فهم أن يقوم إليها شوقا فتقول له : يا ولى الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب فلا تقم ، انا لك وأنت لي ، فيعتنقان مقدار خمسمائة عام من أعوام الدنيا لا يملها ولا تمله ، قال : فاذا فتر بعض الفتور من غير ملالة نظر الى عنقها فاذا عليها قلائد من قصب من ياقوت أحمر وسطها لوح صفحته درة مكتوب فيها : أنت يا ولى الله حبيبي وانا الحوراء حبيبتك إليك تناهت نفسي والى تناهت نفسك ، ثم يبعث الله اليه ألف ملك يهنونه بالجنة ويزوجونه بالحوراء قال : فينتهون الى أول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب جنانه استأذن على ولى الله فان الله بعثنا نهنئه ، فيقول لهم الملك : حتى أقول للحاجب فيعلمه مكانكم ، قال : فيدخل الملك الى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلاثة جنان حتى ينتهى الى أول باب فيقول للحاجب : ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين ليهنئوا ولى الله وقد سألونى أن آذن لهم عليه ، فيقول الحاجب : انه ليعظم على أن استأذن لأحد على ولى الله وهو مع زوجته الحوراء ، قال : وبين الحاجب وبين ولى الله جنتان قال : فيدخل الحاجب الى القيم فيقول له : ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العزة يهنئون ولى الله فاستأذن [لهم فيتقدم القيم الى الخدام فيقول لهم : ان رسل الجبار على باب العرصة وهم الف ملك أرسلهم الله يهنئون ولى الله] فأعلموه بمكانهم [قال : فيعلمونه فيؤذن للملائكة فيدخلون على ولى الله وهو في الغرفة ولها الف باب وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل. فاذا اذن للملائكة بالدخول على ولى الله فتح كل ملك بابه الموكل به] قال : فيدخل القيم كل ملك من باب من أبواب الغرفة قال : فيبلغونه رسالة الجبار جل

__________________

(١) الوصفاء جمع الوصيف : الخادم والخادمة.

٤٨٣

وعز وذلك قول الله عزوجل : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ) من أبواب الغرفة «سلام عليكم» الى آخر الاية قال : وذلك قوله عزوجل : (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً) يعنى بذلك ولى الله وما هو فيه من الكرامة والنعيم والملك العظيم الكبير ، ان الملائكة من رسل الله عز ذكره يستأذنون عليه فلا يدخلون عليه الا باذنه ، فذلك الملك العظيم الكبير ، قال : والأنهار تجري من تحت مساكنهم وذلك قول الله عزوجل : (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ).

٥٤ ـ في مجمع البيان (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً) لا يزول ولا يفنى عن الصادق عليه‌السلام.

٥٥ ـ وعن أبى الدرداء قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يذكر الناس فذكر الجنة وما فيها من الأزواج والنعيم وفي القوم أعرابي فجثا لركبتيه وقال : يا رسول الله هل في الجنة من سماع؟ قال : نعم ، يا أعرابي ، ان في الجنة نهرا حافتاه الأبكار من كل بيضاء يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط ، فذلك أفضل نعيم الجنة.

٥٦ ـ عن ابى أمامة الباهلي ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ما من عبد يدخل الجنة الا ويجلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين يغنيانه بأحسن صوت سمعه الانس والجن ، وليس بمزمار الشيطان ولكن بتحميد الله وتقديسه.

٥٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثني ابى عن ابن ابى عمير عن ابى بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام جعلت فداك يا ابن رسول الله شوقني فقال : يا با محمد ان من أدنى نعيم أهل الجنة أن يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدنيا ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أبى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل : فكيف يتنعم أهل الجنة بما فيها من النعيم وما منهم أحد الا وقد افتقد ابنه أو أباه أو حميمه أو امه ، فاذا افتقدوهم في الجنة لم يشكوا في مصيرهم الى النار فيما يصنع بالنعيم من يعلم أن حميمه في النار يعذب؟ قال عليه‌السلام : ان أهل العلم

٤٨٤

قالوا : انهم ينسون ذكرهم وقال بعضهم انتظروا قدومهم ورجوا أن يكونوا بين الجنة والنار في أصحاب الأعراف.

٥٩ ـ في مجمع البيان : (عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ) وروى عن الصادق عليه‌السلام في معناه تعلوهم الثياب فيلبسونها.

٦٠ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قول الله عزوجل : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) فقال : يا على ان الوفد لا يكونون الا ركبانا ، أولئك رجال اتقوا الله فأحبهم الله عز ذكره ، واختصهم ورضى أعمالهم فسماهم المتقين ، ثم قال له : يا على اما والذي فلق الحبة وبرىء النسمة انهم ليخرجون من قبورهم وان الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق العز ، عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت ، وجلائلها الإستبرق والسندس وخطمها جذل الأرجوان (١) تطير بهم الى المحشر مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله يزفونهم زفا (٢) حتى ينتهوا بهم الى باب الجنة الأعظم ، وعلى باب الجنة شجرة ان الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من الناس ، وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية ، قال : فيسقون منها شربة فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد ، ويسقط عن أبشارهم (٣) الشعر وذلك قول الله عزوجل : (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً) من تلك العين المطهرة قال : ثم يصرفون الى عين اخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون فيها وهي عين الحياة

__________________

(١) «مكللة» اى محفوفة. وقوله «جلائلها» كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا لكن في تفسير على بن إبراهيم «جلالها» وهو بالكسر جمع جل بالضم : وهو للدابة كالثوب للإنسان تصان به «والإستبرق» : الديباج الغليظ. والسندس : الديباج الرقيق. والخطم ، اللجام. والجذل ـ بالكسر والفتح ـ : أصل الشجرة يقطع وقد يجعل العود جذلا. والأرجوان معرب أرغوان.

(٢) اى يذهبون بهم على غاية الكرامة كما يزف العروس زوجها ، أو يسرءون بهم.

(٣) جمع بشرة.

٤٨٥

فلا يموتون أبدا ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦١ ـ في أصول الكافي عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه‌السلام قال : قلت : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً) قال : بولاية على تنزيلا ، قلت : هذا تنزيل؟ قال : نعم. ذا تأويل.

٦٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : بكرة وأصيلا قال : بالغداة ونصف النهار و (مِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً) قال : صلوة الليل.

٦٣ ـ في مجمع البيان (وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً) وروى عن الرضا عليه‌السلام انه سأله احمد بن محمد عن هذه الاية وقال : ما ذلك التسبيح؟ قال : صلوات الليل.

٦٤ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه‌السلام قال : قلت : ان هذه تذكرة قال : الولاية.

٦٥ ـ في الخرائج والجرائح عن القائم عليه‌السلام حديث طويل فيه يقول لكامل بن إبراهيم المدني : وجئت تسأل من مقالة المفوضة ، كذبوا بل قلوبنا اوعية لمشية الله عزوجل ، فاذا شاء شئنا ، والله يقول : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ).

٦٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل يقول عليه‌السلام ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره وفعلهم فعله وكل ما يأتونه منسوب اليه ، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت ، وفعل ملك الموت فعل الله ، لأنه يتوفى الأنفس من على يد من يشاء ، ويعطى ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء ، وان فعل امنائه فعله ، كما قال : (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ).

٦٧ ـ في نهج البلاغة وان الله يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة.

٦٨ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه‌السلام قال : قلت : يدخل من يشاء في

٤٨٦

رحمته قال : في ولايتنا ، قال : (وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) الا ترى ان الله يقول : «(وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) قال : ان الله أعز وأمنع من أن يظلم ، وأن ينسب نفسه الى الظلم ، ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته ، ثم انزل بذلك قرآنا على نبيه فقال : (وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) قلت : هذا تنزيل؟ قال نعم.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرء (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) عرف الله بينه وبين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرء سورة «والمرسلات» كتب ليس من المشركين.

٣ ـ في كتاب الخصال عن ابن عباس قال : قال أبو بكر : أسرع الشيب إليك يا رسول الله؟ قال : شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : والمرسلات عرفا قال : آيات يتبع بعضها بعضا.

٥ ـ في مجمع البيان (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) يعنى الرياح أرسلت متتابعة كعرف الفرس (١) عن ابن مسعود وابن عباس الى قوله : وقيل انها الملائكة أرسلت بالعرف أمر الله ونهيه في رواية الهروي عن ابن مسعود وأبى حمزة الثمالي عن أصحاب على عليه‌السلام.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : والعاصفات عصفا قال : القبر والناشرات نشرا قال: نشر الأموات فالفارقات فرقا قال : الدابة فالملقيات ذكرا قال : الملائكة (عُذْراً أَوْ نُذْراً) أعذركم وأنذركم بما أقول وهو قسم وجوابه (إِنَّما

__________________

(١) العرف : شعر عنق الفرس.

٤٨٧

تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ) قوله : (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) قال : يذهب نورها وتسقط.

٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى عبد الله بن سلام مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن رسول الله حديث طويل وفيه فيأمر الله عزوجل أن تنفخ في وجوه الخلائق نفخة فتنفخ ؛ فمن شدة نفختها تنقطع السماء ، وتنطمس النجوم ، وتجمد البحار ، وتزول الجبال ، وتظلم الأبصار وتضع الحوامل حملها ، وتشيب الولدان من هولها يوم القيامة.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) فطمسها ذهاب ضوءها (وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ) قال : تفرج وتنشق (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) قال : بعثت في أوقات مختلفة.

٩ ـ في مجمع البيان وقال الصادق عليه‌السلام : «اقتت» اى بعثت في أوقات مختلفة.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ) قال : أخرت ليوم الفصل.

١١ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه‌السلام قال : قلت : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) قال يقول : ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت إليك من ولاية على عليه‌السلام (أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ) قال : الأولين الذين كذبوا الرسل في طاعة الأوصياء (كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ) قال : من أجرم الى آل محمد وركب من وصيه ما ركب.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) قال : منتن (فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ) قال في الرحم واما قوله : (إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ) يقول : منتهى الأجل.

١٣ ـ في نهج البلاغة ايها المخلوق السوي والمنشأ المرعى في ظلمات الأرحام ، ومضاعفات الأستار ، بديت من سلالة من طين ، ووضعت (فِي قَرارٍ

٤٨٨

مَكِينٍ ، إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ) ، وأجل مقسوم. تمور في بطن أمك جنينا ، لا تخبر دعاء ولا تسمع نداء.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً) قال : الكفات المساكن وقال : نظر أمير المؤمنين عليه‌السلام في رجوعه من صفين الى المقابر فقال : هذه كفات الأموات اى مساكنهم ، ثم نظر الى بيوت الكوفة ، فقال : هذه كفات الأحياء ، ثم تلا قوله : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً).

١٥ ـ في كتاب معاني الاخبار حدثنا أبى رحمه‌الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقري عن حماد بن عيسى عن أبى عبد الله عليه‌السلام انه نظر الى المقابر فقال : يا حماد هذه كفات الأموات ونظر الى البيوت فقال : هذه كفات الأحياء ثم تلا هذه الاية : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً).

١٦ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن بعض أصحابه عن ابى كهمس عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً) قال : دفن الشعر والظفر.

١٧ ـ في م علي بن إبراهيم وقوله : (وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ) قال : جبال مرتفعة.

١٨ ـ في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل في بيان الأيام وفيه قال: قلت : فالثلثاء؟ قال : خلقت النار فيه ، وذلك قوله تعالى : (انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ) قال : قلت : فالأربعاء؟ قال : بنيت أربعة أركان النار يوم الأربعاء.

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قولهعزوجل (أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) فبلغنا والله أعلم انه إذا استوى أهل النار الى النار لينطلق بهم قبل أن يدخلوا النار فيقال لهم : ادخلوا (إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) من دخان النار ، فيحسبون انها الجنة ثم يدخلون النار أفواجا وذلك

٤٨٩

نصف النهار.

٢٠ ـ وفيه وقوله : (انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) قال فيه ثلاث شعب من النار وقوله : (إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ) قال : شرر النار مثل القصور والجبال.

٢١ ـ في إرشاد المفيد (ره) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه يقول صلى‌الله‌عليه‌وآله وتزفر النار بمثل الجبال شررا.

٢٢ ـ في روضة الكافي باسناده الى حماد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول في قوله عزوجل : (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) فقال : الله أجل واعدل وأعظم من ان يكون لعبده عذر ولا يدعه يعتذر به ، ولكنه فلج فلم يكن له عذر.

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ) قال : في ظلال من نور أنور من الشمس.

٢٤ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب ، عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي قال : قلت : «ان المتقين» قال : نحن والله وشيعتنا ليس على ملة إبراهيم غيرنا وساير الناس منها براء.

٢٥ ـ في مجمع البيان (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ) اى لا يصلون قال ، مقاتل : نزلت في ثقيف حين أمرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالصلوة فقالوا لا ننحنى ، والرواية لا نحني فان ذلك سبة علينا فقال عليه‌السلام : لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود.

٢٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ) قال : إذا قيل لهم تولوا الامام لم يتولوه.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرء «عم يتساءلون» لم تخرج سنته إذا كان يد منها في كل يوم حتى يزور بيت الله الحرام.

٤٩٠

٢ ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ومن قرء عم يتساءلون سقاه الله برد الشراب يوم القيامة.

٣ ـ في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال أبو بكر : يا رسول الله أسرع إليك الشب؟ قال : شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون.

٤ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة ومحمد بن عبدالله عن على بن حسان عن عبد الله بن كثير عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) قال : النبأ العظيم الولاية.

٥ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن أبى عمير وغيره عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك ان الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الاية (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)؟ قال : ذلك الى ان شئت أخبرتهم وان شئت لم أخبرهم ، ثم قال : لكني أخبرك بتفسيرها ، قلت : عم يتساءلون؟ قال : فقال : هي في أمير المؤمنين عليه‌السلام. كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : ما لله عزوجل آية هي أكبر منى ، ولا لله من نبأ أعظم منى.

٦ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين هي خطبة الوسيلة قال عليه‌السلام فيها : وانى النبأ العظيم.

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبى عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضاعليه‌السلام في قوله : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما لله نبأ أعظم منى ، وما لله آية أكبر منى ، ولقد عرض فضلي على الأمم الماضية على اختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي.

٨ ـ في عيون الاخبار باسناده الى ياسر الخادم عن ابى الحسن على بن موسى الرضاعليه‌السلام عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلىعليه‌السلام : يا على أنت حجة الله وأنت باب الله ، وأنت الطريق الى الله ، وأنت النبأ العظيم ، وأنت الصراط المستقيم وأنت المثل الأعلى ، الحديث.

٤٩١

٩ ـ في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند الى الصادق عليه‌السلام شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا اله الا أنت ربنا ، ومحمد عبدك ورسولك نبينا وعلى أمير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبرى والنبأ العظيم الذي هم فيه يختلفون.

١٠ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى ابن عباس قال : كنا جلوسا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ هبط عليه الأمين جبرئيل ومعه جام من البلور الأحمر مملوء مسكا وعنبرا ، وكان الى جنب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على بن أبى طالب عليه‌السلام وولداه الحسن والحسين ، الى قوله : فلما صارت في كف الحسن عليه‌السلام قالت : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً) قال : يمهد فيها الإنسان والجبال أوتادا اى أوتاد الأرض.

١٢ ـ في نهج البلاغة قال عليه‌السلام : ووتد بالضحور ميدان أرضه.

١٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً) قال : يلبس على النهار.

١٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أخبرني لم سمى الليل ليلا؟ قال : لأنه يلايل الرجال من النساء (١) جعله اللهعزوجل ألفة ولباسا وذلك قول الله عزوجل : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً) قال: صدقت يا محمد ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وجعلنا سراجا وهاجا قال : الشمس المضيئة (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ) قال : من السحاب ماء ثجاجا قال : صبا على صب

١٦ ـ وفيه وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : قرء رجل على أمير المؤمنين عليه‌السلام

__________________

(١) لايله ملايلة : استأجره لليلة.

٤٩٢

(ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) فقال : ويحك اى شيء يعصرون؟ يعصرون الخمر؟ قال الرجل : يا أمير المؤمنين كيف اقرأها؟ فقال : انما نزلت «عام (يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) (١) اى يمطرون بعد سنى المجاعة ، والدليل على ذلك قوله : (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً).

١٧ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن على الصيرفي عن رجل عن أبى عبد الله عليه‌السلام (عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) بالياء (٢) يمطرون ثم قال : اما سمعت قوله : (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً).

١٨ ـ عن على بن معمر عن أبيه عن أبى عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) مضمومة ثم قال : (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً).

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : جنات ألفافا قال : بساتين ملتفة الشجر.

٢٠ ـ في مجمع البيان وفي الحديث عن البراء بن عازب قال : كان معاذ بن جبل جالسا قريبا من رسول الله في منزل أبى أيوب الأنصاري فقال معاذ : يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى : (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) الآيات فقال : يا معاذ سألت عن عظيم من الأمر ثم أرسل عينيه ثم قال : يحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتا قد ميزهم الله تعالى من المسلمين وبدل صورهم بعضهم على صورة القردة ؛ وبعضهم على صورة الخنازير ، وبعضهم منكسون أرجلهم من فوق ، ووجوههم من تحت ، ثم يسحبون عليها ، وبعضهم عمى يترددون ، وبعضهم صم وبكم لا يعقلون ، وبعضهم يمضغون ألسنتهم تسيل القيح من أفواههم لعابا يتقذرهم أهل الجمع ، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم ، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار ، وبعضهم أشد نتنا من الجيف ، وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم ، فأما الذين

__________________

(١) اى «يصرون» بضم الياء.

(٢) وفي البحار «بضم الياء».

٤٩٣

بصورة القردة فالفتات من الناس (١) واما الذين على صورة الخنازير فأهل السحت واما المنكسون على رؤسهم فآكلة الربا والعمى الجائرون في الحكم ، والصم البكم المعجبون بأعمالهم والذين يمضغون بألسنتهم العلماء والقضاة الذين خالف أعمالهم أقوالهم ، والمقطعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران ، والمصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس الى السلطان ، والذين أشد نتنا من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات. ويمنعون حق الله تعالى في أموالهم ، والذينهم يلبسون الجباب فأهل الفخر والخيلاء.

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً) قال : تفتح أبواب الجنان قوله (وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) قال : تسير الجبال مثل السراب الذي يلمع في المفازة.

٢٢ ـ في نهج البلاغة وتذل الشم الشوامخ والصم الرواسخ فيصير صلدها سرابا رقراقا ومعهدها قاعا سملقا (٢)

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً) قال : قائمة قوله: (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) قال : الاحقاب السنين والحقب سنة ، والسنة عددها ثلاثمأة وستون يوما ، واليوم كألف سنة مما تعدون ، أخبرنا احمد بن إدريس عن احمد ابن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن درست بن ابى منصور عن الأحول عن حمران بن أعين قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً) قال : هذه في الذين لا يخرجون من النار.

__________________

(١) اى النامون.

(٢) الشم الشوامخ : الجبال العالية وذلها : تدكدكها ، وهي أيضا : الصم الرواسخ ، فيصير صلدها وهو الصلب الشديد الصلابة سرابا وهو ما يتراءى في النهار فيظن ماء والرقراق : الخفيف ومعهدها ما جعل منها منزلا للناس. والقاع : الأرض الخالية ، والسملق : الصفصف المستوى ليس بعضه أرفع وبعضه أخفض.

٤٩٤

٢٤ ـ في كتاب معاني الاخبار ابى رحمه‌الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن جعفر بن محمد بن عقبة عمن رواه عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) قال : الاحقاب ثمانية احقاب والحقب ثمانون سنة ، والسنة ثلاثمأة وستون يوما ، واليوم (كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ).

٢٥ ـ في مجمع البيان روى نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يخرج من النار من دخلها حتى يمكث فيها أحقابا ، والحقب بضع وستون سنة ، والسنة ثلاثمأة وستون يوما ، كل يوم (أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) فلا يتكلمن أحد على أن يخرج من النار.

٢٦ ـ وروى العياشي باسناده عن حمران قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن هذه الاية فقال : هذه في الذين يخرجون من النار ، وروى عن الأحول مثله.

٢٧ ـ ورووا عن على عليه‌السلام و (كَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً) خفيفة والقرائة المشهورة (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً) بالتثقيل.

٢٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً) قال : يفوزون قوله : وكواعب اترابا قال : جوار وأتراب لأهل الجنة ، وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام قال في قوله : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً) قال : هي الكرامات (وَكَواعِبَ أَتْراباً) اى الفتيات النواهد. (١)

٢٩ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : حتى إذا كان يوم القيامة حسب لهم حسناتهم ثم أعطاهم بكل واحدة عشرا أمثالها الى سبعمائة ضعف ، قال الله عزوجل (جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً) وقال : (فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ).

٣٠ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه‌السلام قال : قلت : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ) الاية قال : نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون

__________________

(١) النواهد : النسوة اللاتي كعب ثديهن وأشرف.

٤٩٥

صوابا ، قلت : ما تقولون إذا تكلمتم؟ قال : نمجد ربنا ونصلي على نبينا ، ونشفع لشيعتنا ، ولا يردنا ربنا ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣١ ـ في مجمع البيان (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا) الاية اختلف في معنى الروح هنا على أقوال الى قوله : وروى على بن إبراهيم باسناده الى الصادق عليه‌السلام قال : هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا) قال : الروح ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل ، وكان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مع الائمة عليهم‌السلام.

٣٣ ـ في مجمع البيان (يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) وروى معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : سئل عن هذه الاية فقال : نحن والله المأذونون لهم يوم القيامة والقائلون صوابا ، قال : جعلت فداك ما تقولون؟ قال : نمجد ربنا ونصلي على نبينا ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا رواه العياشي مرفوعا.

٣٤ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل وفيه يقول عليه‌السلام حاكيا أحوال موقف أهل المحشر ثم يجتمعون في مواطن أخر فليستنطقون فيفر بعضهم من بعض ، ذلك قوله عزوجل : (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) فليستنطقون (لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) فيقوم الرسول عليهم‌السلام فيشهدون في هذا الموطن فذلك قوله عزوجل : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً).

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله (إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً) قال في النار وقال : (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) اى علويا وقال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : المكنى أمير المؤمنين ابو تراب.

٣٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عباية بن ربعي قال : قلت لعبد الله ابن عباس : لم كنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا أبا تراب؟ قال : لأنه صاحب الأرض وحجة الله على أهلها بعده ، وبه بقاؤها واليه سكونها ، ولقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :

٤٩٦

إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تبارك وتعالى لشيعة على من الثواب والزلفى والكرامة قال : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) اى من شيعة على عليه‌السلام ، وذلك قول الله عزوجل (وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً).

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرء والنازعات لم يمت الا ريانا ولم يبعثه الله الا ريانا.

٢ ـ في مجمع البيان وقال ابو عبد الله عليه‌السلام من قرءها لم يمت الا ريان ، ولم يبعثه الله الا ريان ، ولم يدخل الجنة الا ريان.

٣ ـ ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن قرء سورة والنازعات لم يكن حبسه وحسابه يوم القيامة الا كقدر صلوة مكتوبة حتى يدخل الجنة.

٤ ـ والنازعات غرقا اختلف في معناه على وجوه : أحدها انه يعنى الملائكة الذين ينزعون أرواح الكفار عن أبدانهم بالشدة كما يغرق النازع بالقوس فيبلغ بها غاية المد وروى ذلك عن على عليه‌السلام.

٥ ـ وقيل هو الموت ينزع النفوس وروى ذلك عن الصادق عليه‌السلام.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) قال نزع الروح والناشطات نشطا قال : الكفار ينشطون في الدنيا.

٧ ـ في مجمع البيان (وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً) في معناه أقوال وثانيها انها الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الجلد والأظفار حتى تخرجها من أجوافهم بالكرب والغم عن علىعليه‌السلاميقال : نشط الجلد نشطا : نزعها.

٨ ـ والسابحات سبحا فيه أقوال : أحدها الملائكة يقبضون أرواح المؤمنين يسلونها سلا رفيقا ثم يدعونها حتى تستريح كالسابح بالشيء في الماء يرمى به عن على عليه‌السلام.

٤٩٧

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في قوله فالسابقات سبقا يعنى أرواح المؤمنين تسبق أرواحهم الى الجنة بمثل الدنيا ، وأرواح الكافرين بمثل ذلك الى النار.

١٠ ـ في مجمع البيان (فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً) فيه أقوال أيضا أحدها انها الملائكة لأنها سبقت ابن آدم بالخير والايمان والعمل الصالح عن مجاهد ، وقيل انها تسبق الشياطين بالوحي الى الأنبياء ، وقيل : انها تسبق أرواح المؤمنين الى الجنة عن على عليه‌السلام ومقاتل. (وثانيها) انها أنفس المؤمنين تسبق الى الملائكة الذين يقبضونها وقد عاينت السرور شوقا الى رحمة الله ولقاء ثوابه وكرامته عن ابن مسعود.

١١ ـ في عيون الاخبار باسناده الى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عليهم‌السلام قال : كان قوم من خواص الصادق عليه‌السلام جلوسا بحضرته في ليلة مقمرة مصبحة (١) فقالوا : يا ابن رسول الله ما أحسن أديم (٢) هذه السماء ونور هذه النجوم والكواكب؟ فقال الصادقعليه‌السلام : انكم لتقولون هذا وان المدبرات الاربعة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم‌السلام ينظرون الى الأرض فيرونكم وإخوانكم في أقطار الأرض ، ونوركم الى السماوات وإليهم أحسن من نور هذه الكواكب ، وانهم ليقولون كما تقولون : ما أحسن أنوار هؤلاء المؤمنين؟.

١٢ ـ في مجمع البيان فالمدبرات امرأ فيه أقوال أيضا أحدها انها الملائكة تدبر امر العباد من السنة الى السنة عن على عليه‌السلام.

١٣ ـ وثالثها انها الأفلاك يقع فيها امر الله تعالى فيجري به القضاء في الدنيا رواه على بن إبراهيم ، أقسم الله بهذه الأشياء التي عددها ، وقيل تقديره ورب النازعات ، وما ذكره بعدها ، وهذا ترك الظاهر بغير دليل ، وقد قال الباقر والصادق عليهما‌السلام : ان لله تعالى ان يقسم بما شاء من خلقه ، وليس لخلقه ان يقسموا الا به.

١٤ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : قول الله عزوجل : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «مضحية» مكان «مصبحة».

(٢) أديم السماء : وجهها.

٤٩٨

وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) وما أشبه ذلك قال : ان لله عزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخلقه أن يقسموا الا به.

١٥ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن على بن مهزيار قال : قلت لأبي جعفرعليه‌السلام: قوله عزوجل : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) وقوله عزوجل : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) وما أشبه هذا ، فقال : ان لله عزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخلقه أن يقسموا الا به.

١٦ ـ وفي تفسير علي بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم في قوله : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) قال : تنشق الأرض بأهلها ، والرادفة الصيحة (يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) قال : قالت قريش أنرجع بعد الموت (أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً) اى بالية (تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ) قال : قالوا هذه على حد الاستهزاء ، فقال الله : (فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) قال : الزجرة النفخة الثانية في الصور ، والساهرة موضع بالشام عند بيت المقدس.

١٧ ـ في نهج البلاغة وصارت الأجساد شحبة بعد بضتها ، والعظام نخرة بعد قوتها.(١)

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام قوله : (أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) يقول : في الخلق الجديد واما قوله (فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) والساهرة الأرض كانوا في القبور فلما سمعوا الزجرة خرجوا من قبورهم فاستووا على الأرض.

١٩ ـ في مجمع البيان روى أبو هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي (٢) (لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً) ثم يزجر الله الخلق زجرة فاذا هم في هذه المبدلة في مثل مواضعهم من الاولى ،

__________________

(١) الشحب : الهلاك. والبض : الرخص الجسد الرقيق الجلد الممتلئ.

(٢) منسوب الى عكاظ وهي سوق من أسواق العرب كانت تقوم هلال ذي القعدة وتستمر عشرين يوما وقيل شهرا.

٤٩٩

ما كان في بطنها كان في بطنها ، وما كان في ظهرها كان على ظهرها.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم في قوله : فحشر فنادى يعنى فرعون (فَنادى فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ) الاخرة والاولى والنكال العقوبة ، والاخرة هو قوله : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) والاولى قوله : (ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي) فأهلكه الله بهذين القولين.

٢١ ـ في كتاب الخصال عن زرارة عن أبى جعفر عليه‌السلام قال املى الله لفرعون ما بين الكلمتين أربعين سنة ثم أخذه الله نكال الاخرة والاولى ، فكان بين أن قال الله تعالى لموسى وهارون : (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما) وبين أن عرفه الاجابة أربعين سنة ، ثم قال : قال جبرئيلعليه‌السلام : نازلت ربي في فرعون منازلة شديدة ، فقلت : يا رب تدعه وقد قال (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى)؟ فقال : انما يقول هذا عبد مثلك.

٢٢ ـ عن رجل من أصحاب أبى عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ان أشد الناس عذابا يوم القيامة سبعة نفر أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه الى قوله : وفرعون الذي قال : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) الحديث.

٢٣ ـ في مجمع البيان (فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى) بأن أغرقه في الدنيا ويعذبه في الاخرة ، وقيل معناه فعاقبه الله بكلمة الاخرى وكلمة الاولى ، فالاخرى قوله : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) والاولى قوله : (ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي) فنكل به نكال هاتين الكلمتين ، وجاء في التفسير عن أبى جعفر عليه‌السلام انه كان بين الكلمتين أربعون سنة.

٢٤ ـ وروى أبو بصير عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال جبرئيل قلت : يا رب تدع فرعون وقد قال : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى)؟ فقال : انما يقول هذا مثلك من يخاف الفوت.

٢٥ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) نقلا عن تفسير الكلبي محمد عن الكلبي عن ابى صالح عن ابن عباس أن جبرئيل قال لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمد لو رأيتنى وفرعون يدعو بكلمة الإخلاص (آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وانا ارسه في الماء والطين لشدة غضبى عليه مخالفة ان

٥٠٠