تفسير نور الثقلين - ج ٥

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨

(قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ) ان كتمت ما أمرت به ولم أجد من دونه ملتحدا يعنى مأوى الا بلاغا من الله أبلغكم ما أمرنى الله به من ولاية على بن أبى طالب عليه‌السلام.

٤٥ ـ في أصول الكافي متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قوله «(ضَرًّا وَلا رَشَداً «قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ) ان عصيته (أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ) في على» قلت : هذا تنزيل؟ قال : نعم ، ثم قال توكيدا : (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ) في ولاية على (فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) قلت : (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً) يعنى بذلك القائم وأنصاره ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم «(وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ) في ولاية على (فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا على أنت قسيم الجنة والنار تقول : هذا لي وهذا لك ، قالوا : فمتى تكون ما تعدنا به يا محمد من امر على والنار؟ فأنزل الله (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ) يعنى الموت والقيامة (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً) يعنى فلانا وفلانا وفلانا ومعاوية وعمرو بن عاص وأصحاب الضغائن من قريش.

٤٧ ـ وفيه قوله : (حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ) قال : القائم وأمير المؤمنين عليهما‌السلام في الرجعة (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً) قال : هو قول أمير المؤمنين عليه‌السلام لزفر : (١) والله يا ابن صهاك لولا عهد من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا (أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً) ، قال : فلما أخبرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما يكون من الرجعة قالوا : متى يكون هذا؟ قال الله : «قل يا محمد (إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً).

٤٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن سدير الصيرفي قال : سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفرعليه‌السلام عن قوله جل ذكره : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً)

__________________

(١) الزفر هو الثاني كما ورد في غير واحد من الروايات.

٤٤١

فقال أبو جعفر عليه‌السلام : (إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) وكان والله محمد ممن ارتضاه ، واما قوله : عالم الغيب فان الله عزوجل عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدر من شيء ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه وقبل أن يقضيه الى الملائكة ، فذلك يا حمران علم موقوف عنده اليه فيه المشية فيقضيه إذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه ، فأما العلم الذي يقدره الله عزوجل ويقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم إلينا ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٩ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم ابن محمد عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان لله عزوجل علمين علما عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه وعلما نبذه الى ملائكته ورسله فما نبذه الى ملائكته ورسله فقد انتهى إلينا.

٥٠ ـ على بن إبراهيم عن الصالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن ضريس قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : ان لله عزوجل علمين علم مبذول وعلم مكفوف ، فأما المبذول فانه ليس من شيء تعلمه الملائكة والرسل الا نحن نعلمه ، واما المكفوف فهو الذي عند اللهعزوجل في أم الكتاب إذا خرج نفذ.

٥١ ـ ابو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن على بن النعمان عن سويد القلا عن أبى أيوب عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : ان لله عزوجل علمين علم لا يعلمه الا هو ، وعلم علمه ملائكته ورسله عليهم‌السلام فما علمه ملائكته ورسله فنحن نعلمه.

٥٢ ـ على بن محمد وغيره عن سهل بن زياد عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن بدر بن الوليد عن ابى الربيع الشامي عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : الامام إذا شاء ان يعلم علم.

٥٣ ـ ابو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ابن مسكان عن بدر بن الوليد عن ابى الربيع الشامي عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان الامام إذا شاء ان يعلم علم.

٤٤٢

٥٤ ـ محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد المدائني عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : إذا أراد الامام ان يعلم شيئا أعلمه الله ذلك.

٥٥ ـ محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة وعبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم البطل عن أبى بصير قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : اى امام لا يعلم ما يصيبه والى ما يصير ، فليس ذلك بحجة الله على خلقه.

٥٦ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة عن عبد الله بن سليمان عن حمران بن أعين عن أبى عبد الله قال : ان جبرئيل أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله برمانتين فأكل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إحداهما وكسر الاخرى بنصفين فأكل نصفا واطعم عليا عليه‌السلام نصفا ، ثم قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أخى هل تدري ما هاتان الرمانتان؟ قال : لا ، قال : اما الاولى فالنبوة ليس لك فيها نصيب واما الاخرى فالعلم أنت شريكي فيه فقلت : أصلحك الله وكيف كان؟ يكون شريكه فيه؟ قال : لم يعلم الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله علما الا وامره أن يعلمه عليا.

٥٧ ـ على عن أبيه عن ابن ابى عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبى جعفر عليه‌السلام قال: نزل جبرئيل عليه‌السلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله برمانتين من الجنة فأعطاه إياهما ، فأكل واحدة وكسر الاخرى بنصفين فأعطى عليا عليه‌السلام نصفها فأكلها ، فقال : يا على الرمانة الاولى التي أكلتها فالنبوة ليس لك فيها شيء ، واما الاخرى فهو العلم فأنت شريكي فيه.

٥٨ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن محمد بن عبد الحميد عن منصور ابن يونس عن ابن أذينة عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : نزل جبرئيلعليه‌السلام على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله برمانتين من الجنة ، فلقيه على عليه‌السلام فقال : ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك؟ فقال : اما هذه النبوة ليس لك فيها نصيب ، وأما هذه فالعلم ثم فلقها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بنصفين ، فأعطاه نصفها وأخذ رسول الله نصفها ، ثم قال : أنت شريكي فيه وانا شريكك فيه ، قال : فلم يعلم والله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حرفا مما علمه الله عزوجل الا وقد علمه عليا عليه‌السلام ، ثم انتهى العلم إلينا ثم وضع

٤٤٣

يده على صدره.

٥٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل وفيه وألزمهم الحجة بأن خاطبهم خطابا يدل على انفراده وتوحيده ، وبأن لهم أولياء تجري أفعالهم وأحكامهم مجرى فعله ، وعرف الخلق اقتدارهم على علم الغيب بقوله : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) قال السائل : من هؤلاء الحجج؟ قال : هم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن حل محله من أصفياء الله الذين قال : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله ، وفرض على العباد من طاعتهم ، مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه.

٦٠ ـ في الخرائج والجرائح روى محمد بن الفضل الهاشمي عن الرضا عليه‌السلام نظر الى ابن هذاب فقال : ان انا أخبرتك انك ستبتلى في هذه الأيام بدم ذي رحم لك لكنت مصدقا لي؟ قال : لا فان الغيب لا يعلمه الا الله تعالى ، قال عليه‌السلام : أو ليس انه يقول : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عند الله مرتضى ، ونحن ورثة ذلك الرسول الذي اطلعه الله على ما يشاء من غيبه ، فعلمنا ما كان وما يكون الى يوم القيامة ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦١ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الاخبار النادرة في فنون شتى باسناده الى الحارث بن الدلهاث (١) مولى الرضا عليه‌السلام قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال : سنة من ربه ، وسنة من نبيه ، وسنة من وليه فالسنة من ربه كتمان سره ، قال الله تعالى : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) واما السنة من نبيه فمداراة الناس ، فان الله عزوجل أمر نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمداراة الناس فقال عزوجل : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) واما السنة من وليه فالصبر على البأساء والضراء قال الله عزوجل : (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ).

__________________

(١) دلهاث ـ على زنة دحراج ـ بمعنى الأسد.

٤٤٤

٦٢ ـ في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين وتعدادها قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : واما الثالثة والثلاثون فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله النقم اذنى فعلمني ما كان وما يكون الى يوم القيامة ، فساق الله عزوجل ذلك لي على لسان نبيه.

٦٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) يعنى عليا المرتضى من الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو منه قال الله تعالى : (فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) قال : في قلبه العلم ومن خلفه الرصد يعلمه علمه ويزقه العلم زقا ، ويعلمه الله إلهاما ، والرصد التعليم من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله «ليعلم النبي أن قد ابلغوا رسالات ربه وأحاط على بما لدى الرسول من العلم واحصى كل شيء عددا» ما كان وما يكون منذ خلق الله آدم الى أن تقوم الساعة من فتنة أو زلزلة أو خسف ، أو قذف أو امة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقي ، وكم من امام جائر وعادل يعرفه باسمه ونسبه ، ومن يموت موتا أو يقتل قتلا ، وكم من امام مخذول لا يضره خذلان من خذله ، وكم من امام منصور لا ينفعه نصر من نصره.

وفيه وقوله : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) قال : يخبر الله رسوله الذي يرتضيه بما كان قبله من الاخبار وما يكون بعده من أخبار القائم والرجعة والقيامة.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرء سورة المزمل في العشاء الاخرة في آخر الليل كان له الليل والنهار شاهدين مع سورة المزمل وأحياه الله حياة طيبة وأماته ميتة طيبة.

٢ ـ في مجمع البيان أبى بن كعب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ومن قرء سورة المزمل دفع عنه العسر في الدنيا والاخرة.

٤٤٥

٣ ـ في جوامع الجامع وروى انه قد دخل على خديجة وقد جئت (١) فرقا فقال زملوني ، فبينا هو على ذلك إذ ناداه جبرئيل : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ).

٤ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن منصور عن عمر بن أذينة عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله تعالى : (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً) قال : أمره الله ان يصلى كل ليلة الا أن تأتى عليه ليلة من الليالي لا يصلى فيها شيئا.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ) قال : هو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتزمل بثوبه وينام ، فقال : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً) قال : انقص من القليل أو زد عليه اى على القليل قليلا.

٦ ـ في مجمع البيان وقيل : ان نصفه بدل من القليل ، فيكون بياتا للمستثنى ويؤيد هذا القول ما روى عن الصادق عليه‌السلام قال : القليل ، النصف ، أو انقص من القليل قليلا ، أو زد على القليل قليلا.

٧ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن على بن معبد عن واصل بن سليمان عن عبد الله بن سليمان قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) قال : قال : أمير المؤمنين عليه‌السلام : بينه بيانا ولا تهذه هذ الشعر ولا تنثره نثر الرمل (٢) ولكن أفزعوا قلوبكم القاسية ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.

٨ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا عن على بن أبى حمزة قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان القرآن لا يقرء هذرمة (٣) ولكن يرتل ترتيلا ، فاذا

__________________

(١) كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا.

(٢) الهذ : سرعة القرائة قال الفيض (ره) : اى لا بتسرع فيه كما يتسرع في قراءة الشعر ولا تفرغ كلماته بحيث لا تكاد تجتمع كذرات الرمل.

(٣) الهذرمة : الاسراع في القرائه.

٤٤٦

مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها ؛ واسأل الله عزوجل الجنة ، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار.

٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن أبى حمزة قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان القرآن لا يقرء هذرمة ولكن يرتل ترتيلا ، إذا مررت بآية فيها ذكر النار وقفت عندها وتعوذت بالله من النار ، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

١٠ ـ في مجمع البيان وقيل : رتل معناه ضعف والرتل اللين عن قطرب. قال : والمراد بهذا تحزين القلب اى اقرأه بصوت حزين ، ويعضده ما رواه أبو بصير عن أبى عبد اللهعليه‌السلام في هذا ، قال : هو أن تتمكث فيه وتحسن به صوتك ، وروى عن أم سلمة انها قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقطع قراءة آية آية ، وعن انس قال : كان يمد صوته مدا.

١١ ـ وعن عبد الله بن عمر قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يقال لصاحب القرآن : اقرأ وأرق ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فان منزلتك عن آخر درجة تقرأها (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) اى سنوحى إليك قولا يثقل عليك وعلى أمتك الى قوله وقيل : قولا ثقيلا نزوله ، فانه صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتغير حاله عند نزوله ويعرق وإذا كان راكبا تبرك راحلته ولا تستطيع المشي.

١٢ ـ وسأل الحارث بن هشام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس فهو أشد على فيفصم عنى (١) وقد وعيت ما قال ، وأحيانا يتمثل الملك رجلا فأعى ما يقول ، قالت عائشة : انه كان ليوحى الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو على راحلته فتضرب بجرانها (٢) قالت : ولقد رأيته ينزل في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وان جبينه ليرفض عرقا.

١٣ ـ وروى العياشي باسناده عن عيسى بن عبيد عن أبيه عن جده عن على عليه‌السلام قال :

__________________

(١) قال الجزري : اى يقلع عنى.

(٢) الجران : مقدم عنق البعير من مذبحه الى منحره.

٤٤٧

كان القرآن ينسخ بعضه بعضا وانما يؤخذ من أمر رسول الله بآخره ، وكان من امر آخر ما نزل عليه سورة المائدة نسخت ما قبلها ، ولم ينسخها شيء ، لقد نزلت عليه وهو على بغلة شهباء وثقل عليها الوحي حتى وقفت وتدلى بطنها حتى رأيت سرتها تكاد تمس الأرض.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في بيان نزول سورة المنافقين فما ساره الا قليلا حتى أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما كان يأخذه من البرحاء ـ (١) عند نزول الوحي عليه ، فثقل حتى كادت ناقته تبرك من ثقل الوحي فسرى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يسكب العرق عن جبهته(٢).

وفيه قوله : (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) قال : قيام الليل وهو قوله : (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) قال : أصدق القول.

١٥ ـ في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) قال : يعنى بقوله : (وَأَقْوَمُ قِيلاً) قيام الرجل عن فراشه ، يريد به الله عزوجل لا يريد به غيره.

١٦ ـ محمد بن أحمد بن يحيى عن أيوب بن نوح عن صفوان عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) قال : قيامه عن فراشه لا يريد الا الله.

١٧ ـ في كتاب علل الشرائع أبى رضى الله عنه قال : حدثنا على بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) قال : يعنى بقوله : (وَأَقْوَمُ قِيلاً) قيام الليل عن فراشه بين يدي الله عزوجل لا يريد به غيره.

١٨ ـ في الكافي على بن محمد باسناده عن بعضهم عليهم‌السلام قال : في قول الله

__________________

(١) البرحاء ـ كعلماء ـ : شدة الأذى والمشقة.

(٢) سكب الماء : صبه. لازم متعد.

٤٤٨

عزوجل : (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) قال : هي ركعتان بعد المغرب ، يقرء في أول ركعة بفاتحة الكتاب وعشر من أول البقرة وآية السخرة من قوله (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) الى قوله : (لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) وخمس عشرة مرة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ، وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب وآية الكرسي وآخر البقرة من قوله : (لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) الى ان تختم السورة ، وخمس عشرة مرة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ، ثم ادع بعدها بما شئت ، قال : ومن واظب عليه كتب له بكل صلوة ستمائة الف حجة.

١٩ ـ في مجمع البيان (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) والمروي عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما‌السلام انهما قالا : هي القيام في آخر الليل.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً) يقول : فراغا طويلا لنومك وحاجتك ، قوله : و (تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) يقول : أخلص النية إخلاصا وفيه قوله : (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) قال : رفع اليدين وتحريك السبابتين.

٢١ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى على بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفرعليه‌السلام قال : التبتل ان تقلب كفيك في الدعاء إذا دعوت.

٢٢ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبى إسحاق عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) قال : الدعاء بإصبع واحدة تشير بها ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٣ ـ وباسناده الى مروك بياع اللؤلؤ عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : هكذا التبتل ويرفع أصابعه مرة ويضعها مرة ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن فضالة عن العلاء عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول الى قوله : وقال : والتبتل تحرك السبابة

٤٤٩

ترفعها الى السماء وتضعها.

٢٥ ـ وباسناده الى ابى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : واما التبتل فإيماء بإصبعك السبابة.

٢٦ ـ وباسناده الى محمد بن مسلم وزرارة قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : والتبتل الإيماء بالإصبع.

٢٧ ـ في مجمع البيان وروى محمد بن مسلم وزرارة وحمران عن ابى جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام ان التبتل هذا رفع اليدين في الصلوة.

وفي رواية ابى بصير قال : هو رفع يدك الى الله وتضرعك.

٢٨ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه‌السلام قال : قلت : فاصبر على ما يقولون قال يقولون فيك واهجرهم هجرا جميلا وذرني يا محمد والمكذبين بوصيك (أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً) قلت : ان هذا تنزيل؟ قال : نعم.

٢٩ ـ على بن إبراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا حفص ان من صبر صبر قليلا ، وان من جزع جزع قليلا ، ثم قال : عليك بالصبر في جميع أمورك ، فان الله عزوجل بعث محمدا فأمره بالصبر والرفق ، فقال : (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ) فصبر حتى نالوه بالعظائم ورموه بها ، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

٣٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنين حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام بعد ان ذكر المنافقين : وما زال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتألفهم ويقربهم ويجلسهم عن يمينه وشماله حتى اذن الله عزوجل له في ابعادهم بقوله : (وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً).

٣١ ـ في مجمع البيان : وطعاما ذا غصة روى عن حمران بن أعين عن

٤٥٠

عبد الله بن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سمع قاريا يقرء هذه فصعق.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ) اى تخسف قوله : و (كانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً) قال : مثل الرمل ينحدر قوله : (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً) يقول : كيف ان كفرتم تتقون ذلك اليوم الذي يجعل الولدان شيبا.

٣٣ ـ في نهج البلاغة احذروا يوما تفحص فيه الأعمال ويكثر فيه الزلزال وتشيب فيه الأطفال.

٣٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى عبد الله بن سلام مولى رسول الله عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه : فيأمر الله عزوجل نارا يقال لها الفلق أشد شيء في جهنم عذابا، فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلاسل والأغلال ، فيأمرها الله عزوجل ان تنفخ في وجوه الخلائق نفخة فتنفخ ، فمن شدة نفختها تنقطع السماء وتنطمس النجوم ، وتجمد البحار ، وتزول الجبال ، وتظلم الأبصار ، وتضع الحوامل حملها ، وتشيب الولدان من هولها يوم القيامة.

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ) ففعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك وبشر الناس به فاشتد ذلك عليهم وعلم أن لن تحصوه وكان الرجل يقوم ولا يدرى متى ينتصف الليل ومتى يكون الثلثان ، وكان الرجل يقوم حتى يصبح مخافة ان لا يحفظه فأنزل الله ان ربك يعلم انك تقوم الى قوله : (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ) يقول : متى يكون النصف والثلث نسخت هذه الاية فاقرأوا ما تيسر من القرآن واعلموا انه لم يأت نبي قط إلا خلا بصلوة الليل ، ولا جاء نبي قط بصلاة الليل في أول الليل.

٣٦ ـ في مجمع البيان (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ) روى عن الرضا عليه‌السلام عن أبيه عن جده قال : ما تيسر منه لكم فيه خشوع القلب وصفاء السر.

٣٧ ـ في كتاب الخصال عن ابن فضال عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه‌السلام

٤٥١

قال ثلاثة يشكون الى الله تعالى الى قوله : ومصحف معلق قد وقع عليه الغبار لا يقرء فيه.

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا الحسن بن على عن أبيه عن الحسين ابن سعيد عن زرعة عن سماعة قال : سألته عن قول الله : (وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) قال : هو غير الزكاة.

قال : عز من قائل : (وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ) ـ الاية.

٣٩ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه : أكثروا الاستغفار تجلبوا الرزق ، وقدموا ما استطعتم من عمل الخير تجدوه غدا.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى جعفر محمد بن على الباقر عليه‌السلام قال : من قرء في الفريضة سورة المدثر كان حقا على الله عزوجل أن يجعله مع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله في درجة ولا يدركه في حياة الدنيا شقاء أبدا ان شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ومن قرء سورة المدثر أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد وكذب به.

٣ ـ قال الأوزاعي : سمعت يحيى بن كثير يقول : سألت جابر بن عبد الله : أى القرآن انزل قبل؟ قال : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) ، فقلت : أو «اقرء»؟ (١) فقال جابر : أحدثكم ما حدثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي فنودي فنظرت امامى وخلفي وعن يميني وشمالي فلم أر أحدا ، ثم نوديت فرفعت رأسى فاذا هو على العرش في الهواء يعنى جبرئيل عليه‌السلام ، فقلت :

__________________

(١) أراد سورة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).

٤٥٢

دثروني دثروني فصبوا على ماء ، فأنزل الله عزوجل (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ). وفي رواية اخرى فجثيت (١) منه فرقا حتى هويت الى الأرض فجئت أهلي فقلت : زملوني فنزل (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ).

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : قم فأنذر قال : هو قيامه في الرجعة ينذر فيها.

٤ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه تشمير الثياب طهور لها ، قال الله تبارك وتعالى : وثيابك فطهر يعنى فشمر.

٥ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) قال : فشمر.

٦ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن احمد ابن عائذ عن ابى خديجة عن معلى بن خنيس عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان عليا صلوات الله عليه كان عندكم فأتى بنى ديوان فاشترى ثلاثة أثواب بدينار القميص الى فوق الكعب ، والإزار الى نصف الساق ، والرداء من بين يديه الى ثدييه ، ومن خلفه الى ألييه ، ثم رفع يده الى السماء فلم يزل يحمد الله على ما كساه حتى دخل منزله ثم قال : هذا اللباس الذي ينبغي للمسلمين ان يلبسوه. قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ولكن لا يقدرون أن يلبسوا هذا اليوم ولو فعلنا لقالوا مجنون ولقالوا مرائى والله عزوجل يقول : (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) قال : وثيابك ارفعها لا تجرها ، فاذا قام قائمنا كان هذا اللباس.

٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن عبد الرحمان ابن عثمان عن رجل من أهل اليمامة كان مع أبى الحسن عليه‌السلام أيام حبس ببغداد قال : قال ابو الحسن عليه‌السلام : ان الله عزوجل قال لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) وكانت ثيابه طاهرة وانما أمره بالتشمير.

__________________

(١) وفي البحار «فخشيت» مكان «فجثيت» وفي بعض النسخ «فحييت».

٤٥٣

٨ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن محمد بن على عن رجل عن سلمة بياع القلانس قال : كنت عند أبى جعفر عليه‌السلام إذ دخل عليه ابو عبد الله عليه‌السلام فقال ابو جعفر عليه‌السلام : يا بنى ألا تطهر قميصك؟ فذهب فظننا أن ثوبه اصابه شيء فرجع فقال : انه هكذا فقلنا : جعلنا فداك ما لقميصه؟ فقال : كان قميصه طويلا فأمرته ان يقصره ان الله عزوجل يقول : «فثيابك فطهر».

٩ ـ في مجمع البيان وروى ابو بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام غسل الثياب يذهب الهم والحزن ، وهو طهور الصلوة ، وتشمير الثياب طهورها ، وقد قال الله سبحانه (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) اى فشمر.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) قال : التطهير هنا تشميرها ، ويقال : شيعتنا يطهرون ، قوله : والرجز فاهجر الرجز الخبيث قوله : ولا تمنن تستكثر وفي رواية ابى الجارود يقول : لا تعط تلتمس أكثر منها.

١١ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من اعطى لسانا ذاكرا فقد اعطى خير الدنيا والاخرة ، وقال في قوله تعالى : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) قال : تستكثر ما عملت من خير الله ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٢ ـ في نهج البلاغة وإياك والمن على رعيتك بإحسانك ، أو التزيد فيما كان من فعلك ، فان المن يبطل الإحسان ، والتزيد يذهب بنور الحق.

١٣ ـ في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة قدس‌سره وأخبرنى جماعة عن ابى المفضل عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن المفضل بن عمر قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن تفسير جابر ، فقال : لا تحدث به السفل فيذيعوه أما تقرء كتاب الله (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) ان منا إماما مستترا فاذا أراد إظهار امره ، نكت في قلبه نكتة فيظهر فقام بأمر الله.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا أبو العباس قال : حدثنا يحيى بن زكريا

٤٥٤

عن على بن حسان عن عمه عبد الرحمان بن كثير عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) قال : الوحيد ولد الزنا وهو عمر وجعلت له ما لا ممدودا قال : أجلا الى مدة وبنين شهودا قال : أصحابه الذين شهدوا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يورث و (مَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً) ملكته الذي ملك مهدت له (ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا إِنَّهُ كانَ) لاياتناها عنيدا قال : لولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام جاهدا ومعاندا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيها سأرهقه (صَعُوداً إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ) فكر فيما امر به من الولاية «وقدر» اى ان مضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ان لا يسلم لأمير المؤمنين عليه‌السلام البيعة التي بايعه بها على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) قال : عذاب بعد عذاب يعذبه القائم عليه‌السلام ثم نظر الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين عليه‌السلام فعبس وبسر مما امر به (ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقالَ : إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ) قال عمر : ان النبي سحر الناس لعلى (إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) اى ليس هو وحي من الله عزوجل سأصليه سقر الى آخر الاية ففيه نزلت.

١٥ ـ وفيه أيضا وقال على بن إبراهيم في قوله : (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) الى قوله (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) فانها نزلت في الوليد بن المغيرة وكان شيخا كبيرا مجربا من دهاة العرب وكان من المستهزئين برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان رسول الله يقعد في الحجر ويقرء القرآن ، فاجتمعت قريش الى الوليد بن المغيرة فقالوا : يا با عبد ـ شمس ما هذا الذي يقول محمد؟ أشعر هو أم كهانة أم خطب؟ فقال : دعوني اسمع كلامه فدنا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا محمد انشدنى من شعرك ، قال : ما هو شعر ولكنه كلام الله الذي ارتضاه لملائكته وأنبيائه ورسله ، فقال : اتل على ـ منه شيئا فقرأ عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «حم السجدة» فلما بلغ قوله : (فَإِنْ أَعْرَضُوا) يا محمد قريش «فقل لهم (أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) قال : فاقشعر الوليد وقامت كل شعرة في رأسه ولحيته ، ومر الى بيته ولم يرجع الى قريش من ذلك ، فمشوا الى أبى جهل فقالوا :

٤٥٥

يا أبا الحكم ان أبا عبد شمس صبا (١) الى دين محمد أما تراه لم يرجع إلينا فغدا ابو جهل الى الوليد فقال : يا عم نكست رؤسنا وفضحتنا واشمت بنا عدونا وصبوت الى دين محمد؟! فقال : ما صبوت الى دينه ولكني سمعت كلاما صعبا تقشعر منه الجلود ، فقال له ابو جهل : أخطب هو؟ قال : لا ان الخطب كلام متصل وهذا كلام منثور ولا يشبه بعضه بعضا ، قال : أفشعر هو؟ قال : لا أما انى لقد سمعت اشعار العرب بسيطها ومديدها ورملها ورجزها وما هو بشعر ، قال : فما هو؟ قال : دعني أفكر فيه فلما كان من الغد قالوا له : يا أبا عبد شمس ما تقول فيما قلناه؟ قال : قولوا هو سحر فانه أخذ بقلوب الناس ، فأنزل الله على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) وانما سمى وحيدا لأنه قال لقريش : أنا أتوحد بكسوة البيت سنة وعليكم في جماعتكم سنة ، وكان له مال كثير وحدائق ، وكان له عشر بنين بمكة وكان له عشرة عبيد عند كل عبد ألف دينار يتجر بها ، وتلك القنطار في ذلك الزمان ، ويقال : ان القنطار جلد ثور مملو ذهبا ، فأنزل الله : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) الى قوله : (صَعُوداً) قال : جبل يسمى صعودا (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) يعنى خلقه الله كيف سواه وعدله (ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ) قال : عبس وجهه (وَبَسَرَ) قال : ألقى شدقه (٢).

١٦ ـ في جوامع الجامع وروى ان الوليد قال لبني مخزوم : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجن ، ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان أعلاه لمثمر وان أسفله لمعذق (٣) وانه يعلو وما يعلى ، فقالت قريش : صبا والله الوليد ، والله ليصبأن قريش ، فقال أبو جهل انا أكفيكموه فقعد اليه حزينا وكلمه بما أحماه ، فقام فأتاهم فقال : تزعمون ان محمدا مجنون فهل رأيتموه يحنق (٤)

__________________

(١) صبا فلان : خرج من دين الى دين آخر.

(٢) الشدق : زاوية الفم من باطن الخدين.

(٣) الطلاوة : الحسن والبهجة والقبول والعذق : النخلة. وأعذق بمعنى أزهر.

(٤) حنق : اغتاظ.

٤٥٦

وتقولون انه كاهن فهل رأيتموه يحدث بما يحدث به الكهنة؟ وتزعمون انه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعرا قط؟ وتزعمون انه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب؟ فقالوا في كل ذلك : اللهم لا قالوا له : فما هو؟ ففكر فقال : ما هو الا ساحر ما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه ، وما يقوله سحر يؤثر عن أهل بابل فتفرقوا معجبين منه.

١٧ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وابى عبد الله عليهما‌السلام ان الوحيد الوليد ولد زنا قال زرارة : ذكر لأبي جعفر عليه‌السلام عن أحد بنى هاشم انه قال في خطبة : انا الوليد الوحيد فقال : ويله لو علم ما الوحيد ما فخربها ، فقلنا له : وما هو؟ قال : من لا يعرف له أب.

١٨ ـ وفيه قيل : «صعود» جبل في جهنم من نار يؤخذ بارتقائه ، فاذا وضع يده عليه ذابت ، فاذا رفعها عادت وكذلك رجله ، في خبر مرفوع.

١٩ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال الباقر عليه‌السلام : ان في جهنم جبلا يقال له صعود ، وان في صعود لواديا يقال له سقر ، وان في سقر لجبا يقال له هبهب ، كلما كشف غطاء ذلك الجب ضج أهل النار من حره ، وذلك منازل الجبارين.

٢٠ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن بكير عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ان في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له سقر ، شكا الى الله عزوجل شدة حره ، وسأله أن يأذن له ان يتنفس فتنفس فأحرق جهنم.

٢١ ـ على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه‌السلام قال : قلت (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) قال : يستيقنون ان الله ورسوله ووصيه حق ، قلت : (وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً) قال : يزدادون لولاية الوصي ايمانا ، قلت : (وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ) قال : بولاية على قلت ما هذا الارتياب؟ قال : يعنى بذلك أهل الكتاب والمؤمنين

٤٥٧

الذين ذكر الله فقال له : ولا يرتابون في الولاية قلت : (وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ) قال : نعم ولاية على ، قلت : (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ) قال : الولاية.

٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده الى أبى حمزة عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِلْبَشَرِ) قال : يعنى فاطمة عليها‌السلام.

أقول : في الأصول متصل بآخر ما نقلنا قريبا اعنى قوله : قال الولاية قلت (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) قال : من تقدم الى ولايتنا أخر عن سقر ، ومن تأخر عنا تقدم الى سقر.

٢٣ ـ وفيه عنه رفعه قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : اقصر نفسك عما يضرها من قبل أن تفارقك ، واسع في فكاكها ، كما تسعى في طلب معيشتك ، فان نفسك رهينة بعملك.

أقول : متصل بآخر ما نقلنا من حديث محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضيعليه‌السلام اعنى قوله : تقدم الى سقر (إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) قال : هم والله شيعتنا.

٢٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم في قوله : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) قال : اليمين أمير المؤمنين عليه‌السلام وأصحابه شيعته ، فيقول لأعداء آل محمد ، (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) فيقولون : (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) اى لم نكن من اتباع الائمة.

٢٥ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه‌السلام قال : قلت : (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) قال : انا لم نتول وصى محمد والأوصياء من بعده ولا يصلون عليهم.

٢٦ ـ على بن محمد عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن الحسن القمى عن إدريس بن عبد الله عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن تفسير هذه الاية (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) قال : عنى به لم نك من اتباع الائمة الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) الا ترى الناس

٤٥٨

يسمون الذي يلي السابق في الحلبة (١) مصليا فذلك الذي عنى حيث قال : (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) اى لم نك من اتباع السابقين.

٢٧ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبى حمزة عن عقيل الخزاعي أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان إذا حضر الحرب يوصى المسلمين بكلمات يقول : تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فانها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ، وقد علم ذلك الكفار حين سئلوا (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) وقد عرف حقها من طرقها (٢) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٨ ـ في نهج البلاغة تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فانها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ، الا تسمعون الى جواب أهل النار حين سئلوا (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ).

٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) قال : حقوق آل محمد من الخمس لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ، وهم آل محمد صلوات الله عليه ، وقوله : (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) قال : لو ان كل نبي مرسل وكل ملك مقرب شفعوا في ناصب آل محمد ما شفعوا فيه.

٣٠ ـ في مجمع البيان (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) اى شفاعة الملائكة والنبيين كما نفعت الموحدين عن ابن عباس. قال الحسن : لم تنفعهم شفاعة ملك ولا شهيد ولا مؤمن ويعضدها الإجماع على ان عقاب الكفار لا يسقط بالشفاعة ، وعن الحسن عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يقول الرجل من أهل الجنة يوم القيامة : اى رب عبدك فلان سقاني شربة من ماء في الدنيا فشفعني فيه ، فيقول : اذهب فأخرجه من النار فيذهب فيتجسس في النار حتى يخرجه منها.

__________________

(١) الحلبة : خيل تجمع للسباق.

(٢) قال المجلسي (ره) في مرآة العقول «وقد عرف حقها من طرقها» اى أتى بها ليلا من الطروق بمعنى الإتيان بالليل ، اى واظب عليها في الليالي ، وقيل : جعلها دأبه وصنعه.

٤٥٩

٣١ ـ وقال عليه‌السلام : ان من أمتي من سيدخل الله الجنة بشفاعته أكثر من مضر.

٣٢ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه‌السلام قال : قلت : (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) قال عن الولاية معرضين.

٣٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم ثم قال : (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) قال : عما يذكر لهم من موالاة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٣٤ ـ في إرشاد المفيد رحمه‌الله من كلام لأمير المؤمنين عليه‌السلام ايها الناس انى استنفرتكم بجهاد هؤلاء القوم فلم تنفروا ، وأسمعتكم فلم تجيبوا ، ونصحت لكم فلم تقبلوا ، شهود كالغيب اتلو عليكم الحكمة فتعرضون عنها ، وأعظكم بالموعظة البالغة فتنفرون منها كأنكم (حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ).

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً) وذلك انهم قالوا : يا محمد قد بلغنا ان الرجل من بنى إسرائيل كان يذنب الذنب فيصبح وذنبه مكتوب عند رأسه وكفارته ، فنزل جبرئيل على رسول الله وقال : يسألك قوم سنة بنى إسرائيل في الذنوب ، فان شاؤا فعلنا ذلك بهم ، وأخذناهم بما كنا نأخذ به بنى إسرائيل ، فزعموا ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كره ذلك لقومه.

٣٦ ـ أقول في رواية محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه‌السلام قلت : (كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) قال : الولاية.

٣٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) قال : هو أهل ان يتقى وأهل ان يغفر.

٣٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) قال : قال الله تبارك وتعالى : أنا أهل ان اتقى ولا يشرك عبدي شيئا ، وانا أهل ان لم يشرك بى عبدي شيئا أن أدخله الجنة.

٤٦٠