تفسير نور الثقلين - ج ٥

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : أكثر من قراءة الحاقة فان قراءتها في الفرائض والنوافل من الايمان بالله ورسوله ، لأنها انما نزلت في أمير المؤمنين عليه‌السلام ومعاوية ولم يسلب قاريها دينه حتى يلقى الله عزوجل.

٢ ـ في مجمع البيان وروى جابر الجعفي عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : أكثروا من قراءة الحاقة في الفرائض والنوافل فان قراءتها في الفرائض والنوافل من الايمان بالله ورسوله ، ولم يسلب قاريها دينه حتى يلقى الله.

٣ ـ ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن قرء سورة الحاقة حاسبه الله حسابا يسيرا.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ) قال : الحاقة الحذر بنزول العذاب (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ) قال : قرعهم بالعذاب (وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ) اى باردة عاتية قال : خرجت أكثر مما أمرت به

٥ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما خرجت ريح قط الا بمكيال الا زمن عاد فانها عتت على خزانها ، فخرجت في مثل خرق الإبرة فأهلكت قوم عاد.

٦ ـ في روضة الكافي باسناده الى أبى جعفر عليه‌السلام حديث طويل وفيه : واما الريح العقيم فانها ريح عذاب لا تلقح شيئا من الأرحام ولا شيئا من النبات ، وهي ريح تخرج من تحت الأرضين السبع وما خرجت منها ريح الا على قوم عاد حين غضب الله عليهم ، فأمر الخزان ان يخرجوا منها على مقدار سعة الخاتم ، قال : فعتت على الخزان فخرج منها على مقدار منخر الثور تغيظا منها على قوم عاد ، قال : فضج الخزان الى الله عزوجل من ذلك فقالوا : ربنا انها قد عتت عن أمرنا انا نخاف أن يهلك من لم يعصك من خلقك

٤٠١

وعمار بلادك قال : فبعث الله عزوجل إليها جبرئيل عليه‌السلام فاستقبلها بجناحه فردها الى موضعها وقال لها : أخرجى على ما أمرت به ، قال : فخرجت على ما أمرت به وأهلكت قوم عاد وكل من حضرتهم.

٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عثمان بن عيسى رفعه الى ابى عبد اللهعليه‌السلام قال : الأربعاء يوم نحس مستمر لأنه أول يوم وآخر يوم من الأيام التي قال الله عزوجل (سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ).

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً) قال : كان القمر منحوسا بزحل (سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ) حتى هلكوا ، قوله : و (جاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ) المؤتفكات البصرة والخاطئة فلانة وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً) والرابية التي أربيت على ما صنعوا.

وقوله : (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ) يعنى أمير المؤمنين وأصحابه

٩ ـ في كتاب معاني الاخبار خطبة لعلى عليه‌السلام يذكر فيها نعم الله عزوجل عليه وفيها يقول عليه‌السلام : الا وانى مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم ، الى قوله : وانا الاذن الواعية يقول الله عزوجل : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ).

١٠ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الاخبار المجموعة وباسناده عن على عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قول الله عزوجل : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَة) قال : دعوت الله عزوجل ان يجعلها اذنك يا على.

١١ ـ في مجمع البيان (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) روى الطبري باسناده عن مكحول انه لما نزلت هذه الاية قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اللهم اجعلها اذن على ثم قال عليه‌السلام : فما سمعت شيئا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فنسيته.

١٢ ـ وروى باسناده عن عكرمة عن بريدة الأسلمي ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلىعليه‌السلام : يا على ان الله تعالى أمر في أن أدنيك ولا أقصيك ، وان أعلمك وتعى وحق

٤٠٢

على الله ان تعى ، فنزل : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ).

١٣ ـ وأخبرنى بما كتب الى بخطه المفيد أبو الوفاء عبد الجبار الى قوله : قال : سمعت أبا عمر وعثمان بن الخطاب المعمر المعروف بابى الدنيا الأشج قال : سمعت على بن ابى طالب عليه‌السلام يقول : لما نزلت (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سألت الله عزوجل ان يجعلها اذنك يا على.

١٤ ـ في جوامع الجامع وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال لعلى عليه‌السلام عند نزول هذه الاية : سألت الله عزوجل ان يجعلها اذنك يا على ، قال : فما نسيت شيئا بعد ، وما كان لي ان انسى.

١٥ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) بعد أن ذكر عليا عليه‌السلام فان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : انه المراد بقوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ).

١٦ ـ في بصائر الدرجات محمد بن عيسى عن ابى محمد الأنصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حضيرة المزني عن الأصبغ بن نباتة عن على عليه‌السلام انه قال في حديث طويل : انا الذي انزل الله في (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) فانا كنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيخبرنا بالوحي فأعيه ويفوتهم ، فاذا خرجنا «قالوا ماذا قال آنفا».

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم و (حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ) قال : وقعت فدك بعضها على بعض.

١٨ ـ في أصول الكافي باسناده الى يحيى بن سالم عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : لما نزلت (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هي اذنك يا على.

١٩ ـ في إرشاد المفيد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ان الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت الا نشر ، ولا حي الا مات الا ما شاء الله ، ثم يصاحب بهم صيحة اخرى فينشر من مات ، ويصفون جميعا وينشق السماء وتهد الأرض وتخر الجبال وتزفر النار بمثل الجبال شررا

، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة قال عز من قائل : (وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها).

٢٠ ـ في نهج البلاغة وليس في أطباق السموات موضع إهاب الا وعليه ملك

٤٠٣

ساجد أو ساع حافد (١)

٢١ ـ في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه‌السلام عن الواحد الى المأة قال له اليهودي : فربك يحمل أو يحمل؟ قال : ان ربي يحمل كل شيء بقدرته ، ولا يحمله شيء ، قال : فكيف قوله عزوجل : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) قال : يا يهودي ألم تعلم أن لله ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ، فكل شيء على الثرى ، والثرى على القدرة ، والقدرة ، تحمل كل شيء.

٢٢ ـ عن حفص بن غياث النخعي قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان حملة العرش لكل واحد منهم ثمانية أعين كل عين طباق الدنيا.

٢٣ ـ وعن الصادق عليه‌السلام قال : ان حملة العرش أربعة : أحدهم على صورة ابن آدم يسترزق الله لبني آدم ، والثاني على صورة الديك يسترزق الله للطير ، والثالث على صورة الأسد يسترزق الله للسباع ، والرابع على صورة الثور يسترزق الله للبهائم ، ونكس الثور رأسه منذ عبد بنو إسرائيل العجل ، فاذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية.

٢٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى زاذان عن سلمان الفارسي انه قال : سأل بعض النصارى أمير المؤمنين عليه‌السلام عن مسائل فأجابه عنها ، فكان فيما سأله أن قال له : أخبرنى عن ربك أيحمل أو يحمل؟ فقال عليه‌السلام : ربنا جل جلاله يحمل ولا يحمل ، قال النصراني : وكيف ذلك ونحن نجد في الإنجيل : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ)؟ فقال على عليه‌السلام : ان الملائكة تحمل العرش وليس العرش كما تظن كهيئة السرير ولكنه شيء محدود مخلوق مدبر ، وربك عزوجل مالكه ، لا انه عليه ككون الشيء على الشيء ، وامر الملائكة بحمله يحملون العرش بما أقدرهم عليه ، قال النصراني : صدقت رحمك الله.

٢٥ ـ عن على بن الحسين عليهما‌السلام حديث طويل في صفة خلق العرش وفيه يقول

__________________

(١) الإهاب : الجلد. والحافد. المسرع.

٤٠٤

عليه‌السلام : له ثمانية أركان على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم الا الله عزوجل ، (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ).

٢٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي رفعه قال : سأل الجاثليق أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال له : أخبرني عن قوله : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) فكيف قال ذاك وقلت : انه يحمل العرش والسماوات والأرض؟ قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ان العرش خلقه الله تعالى من أنوار اربعة ، نور أحمر منه احمرت الحمرة ، ونور أخضر منه اخضرت الخضرة ، ونور اصفر منه اصفرت الصفرة ، ونور ابيض منه ابيض البياض ، وهو العلم الذي حمله الله الحملة ، وذلك نور من عظمته فبعظمته ونوره ابصر قلوب المؤمنين ، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون ، وبعظمته ونوره ابتغى من في السماء والأرض من جميع خلائقه اليه الوسيلة بالأعمال المختلفة والأديان المتشتتة (١) فكل محمول يحمله الله بنوره وعظمته وقدرته لا يستطيع لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياتا ولا نشورا ، فكل شيء (٢) محمول ، والله تبارك وتعالى الممسك لهما ان تزولا والمحيط بهما من شيء وهو حياة كل شيء ونور كل شيء سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ، فالذين يحملون العرش هم العلماء الذين حملهم الله علمه ، وليس يخرج عن هذه الاربعة شيء خلق الله في ملكوته ، وهو الملكوت الذي أراه الله أصفياءه وأراه خليله عليه‌السلام ، فقال : (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) وكيف يحمل حملة عرش الله وبحياته حييت قلوبهم ، وبنوره اهتدوا الى معرفته؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٧ ـ احمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن ابى الحسن الرضا عليه‌السلام انه قال له ابو قرة ـ وقد قال عليه‌السلام : والمحمول ما سوى الله ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه : يا محمول ـ فانه قال : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ

__________________

(١) وفي المصدر «والأديان المشتبهة».

(٢) ضمائر التثنية ـ على ما قيل ـ ترجع الى السماوات والأرض.

٤٠٥

رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) وقال : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ) فقال ابو الحسن عليه‌السلام : العرش ليس هو الله والعرش اسم علم وقدرة ، وعرش فيه كل شيء ثم أضاف الحمل الى غيره: خلق من خلقه (١) لأنه استعبد خلقه بحمل عرشه وهم حملة علمه ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٨ ـ محمد عن احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : حملة العرش ـ والعرش : العلم ـ ثمانية : اربعة منا واربعة ممن شاء الله.

٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) قال : حملة العرش ثمانية لكل واحد ثمانية أعين ، كل عين طباق الدنيا.

وفي حديث آخر قال : حملة العرش ثمانية اربعة من الأولين واربعة من الآخرين ، فاما الاربعة من الأولين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، واما الآخرون فمحمد وعلى والحسن والحسين عليهم‌السلام ، ومعنى يحملون يعنى العلم.

٣٠ ـ في مجمع البيان (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) من الملائكة عن ابن زيد وروى ذلك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انهم اليوم أربعة. فاذا كان يوم القيامة أيدهم بأربعة اخرى فيكونون ثمانية.

٣١ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) وروى من طريق المخالفين في قوله (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) قال : ثمانية صفوف لا يعلم عددهم الا لله ، لكل ملك منهم أربعة وجوه ، لهم قرون كقرون الوعلة من أصول القرون الى منتهاها مسيرة خمسمائة عام ، والعرش على قرونهم ، وأقدامهم في الأرض السفلى ، و

__________________

(١) قال المجلسي (عليه السلام): قوله «خلق» بالجر بدل من غيره وأشار بذلك الى ان الحامل لما كان من خلقه فيرجع الحمل اليه تعالى ، قوله : «وهم حملة علمه» اى وقد يطلق حملة العرش على حملة العلم أيضا ، أو حملة العرش في القيامة هم حملة العلم في الدنيا.

٤٠٦

رؤسهم في السماء العليا ودون العرش سبعون حجابا من نور.

٣٢ ـ في محاسن البرقي عن ابى عبد الله عليه‌السلام ان حملة العرش لما ذهبوا ينهضون بالعرش لم يستقلوه فألهمهم الله لا حول ولا قوة الا بالله فنهضوا به.

٣٣ ـ في كتاب التوحيد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل فيه وقد ذكر عظمة العرش ما تحمله الا ملاك الا بقول لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله.

٣٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) فانه قال الصادق عليه‌السلام كل امة يحاسبها امام زمانها ويعرف الائمة أوليائهم وأعداهم بسيماهم وهو قوله (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ) وهم الائمة (يَعْرِفُونَ «كُلًّا بِسِيماهُمْ) فيعطوا أوليائهم كتابهم بيمينهم ، فيمروا الى الجنة بلا حساب ، ويعطوا أعداءهم كتابهم بشمالهم فيمروا الى النار بلا حساب ؛ فاذا نظر أولياؤهم في كتابهم يقولون لإخوانهم (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ).

٣٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : واما قوله : (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها) يعنى يتيقنوا انهم داخلوها وكذلك قوله : (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) واما قوله للمنافقين (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) فهو ظن شك وليس ظن يقين.

٣٦ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه‌السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات واما قوله : (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) وقوله : (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) وقوله للمنافقين : (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) فان قوله : (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) يقول. انى ظننت انى ابعث فأجاب وقوله للمنافقين : (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) فهذا الظن ظن شك ، وليس الظن ظن يقين ، والظن ظنان ظن شك وظن يقين ، فما كان من امر معاد من الظن فهو ظن يقين ، وما كان من امر الدنيا فهو ظن شك فافهم ما فسرت لك.

٣٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) اى مرضية فوضع الفاعل مكان المفعول.

٤٠٧

٣٨ ـ في مجمع البيان : (فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ) وقد ورد الخبر عن عطاء بن يسار عن سلمان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يدخل الجنة أحد الا بجواز (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) هذا كتاب من الله لفلان بن فلان أدخلوه (جَنَّةٍ عالِيَةٍ قُطُوفُها دانِيَةٌ).

قال عز من قائل : (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ).

٣٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عبد الله بن مرة عن ثوبان قال : قال يهودي للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها؟ قال : كبد الحوت قال : فما شرابهم على اثر ذلك؟ قال : السلسبيل قال : صدقت. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٠ ـ وباسناده الى انس بن مالك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال لعبد الله بن سلام وقد سأله عن مسائل : واما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت.

٤١ ـ في مجمع البيان وعن زيد بن أرقم قال : جاء رجل من أهل الكتاب الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا أبا القاسم تزعم ان أهل الجنة يأكلون ويشربون؟ قال : والذي نفسي بيده ان الرجل منهم ليؤتى قوة مأة رجل في الاكل والشرب والجماع ، قال : فان الذي يأكل ويشرب يكون له الحاجة؟ فقال : عرق يفيض مثل ريح المسك فاذا كان ذلك ضمر له بطنه.

٤٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفر عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : وانزل في الحاقة : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ: يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ) الى قوله (إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ) فهذا مشرك.

٤٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثنا جعفر بن محمد بن احمد قال : حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال : انى لأعرف ما في كتاب أصحاب اليمين وكتاب أصحاب الشمال ، واما كتاب أصحاب اليمين بسم الله الرحمن الرحيم وقوله : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ) قال : نزلت في معاوية فيقول : «(يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ

٤٠٨

ما حِسابِيَهْ يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ) يعنى الموت (ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ) يعنى ماله الذي جمعه هلك عنى سلطانية اى حجته فيقال : (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ) اى أسكنوه (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ) قال : معنى السلسلة السبعون ذراعا في الباطن هم الجبابرة السبعون.

٤٤ ـ حدثني ابى عن محمد بن ابى عمير عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال لو أن حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا ؛ وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٥ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن الحسين بن ابى العلا قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : وكان معاوية صاحب السلسلة التي قال اللهعزوجل: (فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ) وكان فرعون هذه الامة.

٤٦ ـ في بصائر الدرجات على عن العباس بن عامر عن أبان عن بشير النبال عن ابى جعفر عليه‌السلام انه قال كنت خلف ابى وهو على بغلة فنفرت بغلته فاذا شيخ في عنقه سلسلة ورجل يتبعه ، فقال : يا على بن الحسين اسقني ، فقال الرجل : لا تسقه لا سقاه الله وكان الشيخ م ع وى ه.

٤٧ ـ الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن عبد الملك القمى عن إدريس أخيه قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : بينا أنا وابى متوجهان الى مكة وأبى قد تقدمني في موضع يقال له ضجنان ، إذ جاء رجل في عنقه سلسلة يجرها ، فقال لي : اسقني قال : فصاح بى ابى لا تسقه لا سقاه الله ، ورجل يتبعه حتى جذب سلسلة جذبه وطرحه في أسفل درك من النار.

٤٨ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبى البلاد عن على بن المغيرة قال : نزل أبو جعفر عليه‌السلام بوادي ضجنان فقال ثلاث مرات : لا غفر الله لك ، ثم قال لأصحابه : أتدرون لم قلت ما قلت؟ قالوا : لم قلت جعلنا الله فداك؟ قال : مر معاوية يجر سلسلة قد ادلى لسانه يسألني ان استغفر له وانه ليقال : ان هذا واد من اودية جهنم.

٤٠٩

٤٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) حقوق آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله التي غصبوها قال الله عزوجل : (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ) اى قرابة (وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ) قال : عرق الكفار

٥٠ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه‌السلام قال : قال : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) يعنى جبرئيل عن الله في ولاية على قلت : (وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ) قال قالوا : ان محمدا كذب وما أمره الله بهذا في على فأنزل الله بذلك قرآنا فقال : ان ولاية على (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا) محمد (بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) ثم عطف فقال : «ان ولاية على لتذكرة للمتقين للعالمين (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ) * وان علينا (لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ) * وان ولايته (لَحَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ) يا محمد (بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) يقول : اشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥١ ـ في تفسير العياشي عن زيد بن الجهم عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال لي : لما أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيد على عليه‌السلام فأظهر ولايته قالا جميعا : والله ما هذا من تلقاء الله ولا هذا الا شيء أراد أن يشرف به ابن عمه ، فأنزل الله عليه : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ) فلانا وفلانا (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ) يعنى عليا (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) يعنى عليا (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ).

٥٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ) يعنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ) قال : انتقمنا منه بقوة (ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) قال : عرق في الظهر يكون منه الولد ثم قال : (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ) يعنى لا يحجز الله عنه أحد ولا يمنعه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقوله : (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) يعنى أمير المؤمنين عليه‌السلام (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)

٤١٠

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : أكثروا من قراءة سأل سائل فان من أكثر قراءتها لم يسأل الله تعالى يوم القيامة عن ذنب عمله وأسكنه الجنة مع محمد ان شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان وعن جابر عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : من أدمن قراءة سأل سائل لم يسأله الله يوم القيامة عن ذنب عمله وأسكنه جنته مع محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٣ ـ ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ومن قرء سورة سأل سائل أعطاه الله ثواب (الَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ ، وَالَّذِينَ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ).

٤ ـ وأخبرنا السيد أبو الحمد الى قوله : عن جعفر بن محمد الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال : لما نصب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا يوم غدير خم قال : من كنت مولاه فعلى مولاه طار ذلك في البلاد ، فقدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لنعمان بن الحارث الزهري فقال : أمرتنا عن الله ان نشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحج والصوم والصلوة والزكاة فقبلناها ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت : من كنت مولاه فعلى مولاه ، فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟ فقال : لا والله الذي لا اله الا هو ان هذا من الله فولى النعمان بن الحارث وهو يقول : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ) ، فرماه الله بحجر على رأسه فقتله وانزل الله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ).

٥ ـ في أصول الكافي باسناده الى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : «(سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ) بولاية على (لَيْسَ لَهُ دافِعٌ) ثم قال : هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه‌السلام على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٦ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان

٤١١

عن أبيه عن أبى بصير قال : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان فيك شبها من عيسى بن مريم الى قوله : قال : فغضب الحارث بن عمرو الفهدي فقال اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك ان بنى هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل (١) «فأرسل (عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) فأنزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت هذه الاية (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) ثم قال له : يا عمرو أما تبت واما رجليه؟ فقال : يا محمد بل تجعل لساير قريش شيئا مما في يديك فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس ذلك الى ، ذلك الى الله تبارك وتعالى فقال : يا محمد قلبي ما يتابعني على التوبة ولكن ارحل عنك فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضت هامته (٢) ثم أتى الوحي الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : «(سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ) بولاية على (لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ) قال : قلت : جعلت فداك انا لا نقرءها هكذا؟ فقال : هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة عليها‌السلام فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لمن حوله من المنافقين : انطلقوا الى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به ، والحديث طويل مذكور في الزخرف عند قوله تعالى : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً) الاية.

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) قال : سئل ابو جعفر عليه‌السلام عن معنى هذا فقال : نار تخرج من المغرب ، وملك يسوقها من خلفها حتى تأتى دار بنى سعد بن همام عند مسجدهم فلا تدع دارا لبني امية الا أحرقتها وأهلها ، ولا تدع دارا فيها وتر لآل محمد الا أحرقتها وذلك المهدي عليه‌السلام.

٨ ـ وفي حديث آخر لما اصطفت الخيلان يوم بدر رفع أبو جهل يده فقال : اللهم أقطعنا للرحم وآتنا بما لا نعرفه فاجئه العذاب ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ).

__________________

(١) هرق : اسم ملك الروم أراد بنى هاشم يتوارثون ملك بعد ملك.

(٢) الجندلة واحدة الجندل ـ : الحجارة ، ورضه : دقه. والهامة : رأس كل شيء.

٤١٢

٩ ـ أخبرنا احمد بن إدريس عن محمد بن عبد الله عن محمد بن على عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبى الحسن عليه‌السلام في قوله (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) قال : سأل رجل عن الأوصياء وعن شأن ليلة القدر وما يلهمون فيها ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سالت عن عذاب واقع ثم كفر بان ذلك لا يكون فاذا وقع فليس (لَهُ دافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ) قال : (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ) في صبح ليلة القدر اليه من عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والوصي.

١٠ ـ في روضة الكافي باسناده الى حفص بن غياث قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام في حديث طويل : قال فان للقيامة خمسين موقفا كل موقف مقداره ألف سنة ثم تلا : (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) مما تعدون.

١١ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى أبى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : الا فحاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا ، فان في القيامة خمسين موقفا كل موقف مثل ألف سنة مما تعدون ، ثم تلا هذه الاية : (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ).

١٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين عليهم‌السلام ان أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : وقد ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه اسرى به (مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) مسيرة شهر وعرج به (فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ) مسيرة خمسين الف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى الى ساق العرش ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٣ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من آيات الكتاب واما قوله : «(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ) وقال صوابا» وقوله : «و (اللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) وقوله «و (يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) وقوله : (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) وقوله : (لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ) وقوله : (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) : فان ذلك في مواطن

٤١٣

غير واحد من مواطن ذلك اليوم الذي كان مقداره خمسين الف سنة يجمع الله عزوجل الخلائق في مواطن يتفرقون ويكلم بعضهم بعضا ويستغفر بعضهم لبعض أولئك الذين كان منهم الطاعة في دار الدنيا الرؤساء والاتباع ويلعن بعض أهل المعاصي الذين بدت منهم البغضاء وتعاونوا على الإثم والعدوان في دار الدنيا المستكبرين والمستضعفين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا والكفر في هذه الاية البرائة يقول : فيبرأ بعضهم من بعض ونظيرها في سورة إبراهيم قول الشيطان (إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ) وقول إبراهيم خليل الرحمن : (كَفَرْنا بِكُمْ) اى تبرأنا منكم ثم يجتمعون في موطن آخر يبكون فلو ان تلك الأصوات بدت لأهل الدنيا لأذهلت جميع الخلق عن معايشهم ، ولتصدعت قلوبهم الا ما شاء الله ، فلا يزالون يبكون الدم ، ثم يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيه فيقولون : (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) فيختم الله تبارك وتعالى على أفواههم ويستنطق الأيدي والأرجل والجلود ، فنشهد بكل معصية كانت منهم ، ثم يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم : (لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) ثم يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيفر بعضهم من بعض ، فذلك قوله عزوجل : (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) فيستنطقون (لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) فيقوم الرسل صلوات الله عليهم فيشهدون في هذا الموطن ، فذلك قوله تعالى : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) ثم يجتمعون في موطن آخر فيكون فيه مقام محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو المقام المحمود ، فيثنى على الله تبارك وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله ، ثم يثنى على الملائكة كلهم فلا يبقى ملك الا اثنى عليه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم يثنى على الرسل بما لم يثن عليهم أحد مثله ، ثم يثنى على كل مؤمن ومؤمنة يبدأ بالصديقين ثم الشهداء ثم الصالحين ، فيحمده أهل السماوات وأهل الأرض وذلك قوله عزوجل : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) فطوبى لمن كان له في ذلك المقام حق ، وويل لمن لم يكن له في ذلك المقام حظ ولا نصيب ، ثم يجتمعون في موطن آخر ويدان بعضهم من بعض ؛ وهذا كله قبل الحساب فاذا أخذ في الحساب شغل كل إنسان بما لديه ، نسأل الله

٤١٤

بركة ذات اليوم.

١٤ ـ وباسناده الى زيد بن على عن أبيه سيد العابدين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه سيد العابدين عليه‌السلام : وان لله تبارك وتعالى بقاعا في سمواته فمن عرج به الى بقعة منها فقد عرج به اليه ، ألا تسمع الله عزوجل يقول : (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ). وفي الفقيه مثله سواء.

١٥ ـ في مجمع البيان (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) وروى أبو سعيد الخدري قال : قيل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أطول هذا اليوم؟ فقال : والذي نفس محمد بيده انه ليخف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلوة مكتوبة يصليها في الدنيا.

١٦ ـ وروى عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : لو ولى الحساب غير الله لمكثوا فيه خمسين ألف سنة من قبل أن يفرغوا ، والله سبحانه يفرغ من ذلك في ساعة.

١٧ ـ وعنه عليه‌السلام أيضا قال : لا ينتصف ذلك اليوم حتى يقبل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً) اى لتكذيب من كذب ان ذلك يكون ، قوله : (يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ) قال : الرصاص الذائب والنحاس ، كذلك تذوب السماء وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله يبصرونهم يقول : يعرفونهم ثم لا يتساءلون.

١٩ ـ وقوله : (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ) وهي امه التي ولدته قوله : نزاعة للشوى قال : تنزع عينيه وتسود وجهه تدعو (مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى) قال : تجره إليها (إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً) قال الشر هو الفقر والفاقة (وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً) قال : الغنى والسعة وفي رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : ثم استثنى فقال : الا المصلين فوصفهم بأحسن أعمالهم الذين هم على صلوتهم دائمون يقول : إذا فرض على نفسه شيئا من النوافل دام عليه.

٤١٥

٢٠ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه : لا يصلى الرجل نافلة في وقت فريضة الا من عذر ، ولكن يقضى بعد ذلك إذا امكنه القضاء ، قال الله تعالى : (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) يعنى الذين يقضون ما فاتهم من الليل بالنهار ، وما فاتهم من النهار بالليل ، لا تقضى النافلة في وقت فريضة ، ابدء بالفريضة ثم صل ما بدا لك.

٢١ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد ومحمد بن يحيى عن احمد عن حماد بن عيسى عن حريز عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ) قال : هي الفريضة ، قلت : (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) قال : هي النافلة.

٢٢ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال : دخلت على ابى جعفر عليه‌السلام وانا شاب فوصف لي التطوع والصوم ، فرأى ثقل ذلك في وجهي ، فقال لي : ان هذا ليس كالفريضة من تركها هلك ، انما هو التطوع ان شغلت عنه أو تركته قضيته ، انهم كانوا يكرهون ان ترفع أعمالهم يوما تاما ويوما ناقصا ، ان الله عزوجل يقول : (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) وكانوا يكرهون ان يصلوا حتى يزول النهار ، ان أبواب السماء تفتح إذا زال النهار.

٢٣ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله تعالى فرض للفقراء في اموال الأغنياء فريضة لا يحمدون الا بأدائها وهي الزكاة ، بها حقنوا دماءهم وبها سموا مسلمين ، ولكن الله تعالى فرض في اموال الأغنياء حقوقا غير الزكاة ، فقال سبحانه وتعالى و (الَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ) فالحق المعلوم غير الزكاة وهو شيء يفرضه الرجل على نفسه في ما له يجب عليه ان يفرضه على قدر طاقته وسعة ما له فيؤدى الذي فرض على نفسه ان شاء في كل يوم وان شاء في كل جمعة وان شاء في كل شهر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن

٤١٦

ابى المعزاء عن ابى بصير قال : كنا عند ابى عبد الله عليه‌السلام ومعى بعض أصحاب الأموال فذكروا الزكاة فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : ان الزكاة ليس يحمد بها صاحبها انما هو شيء ظاهر انما حقن بها دمه وسمى بها مسلما ولو لم يؤدها لم تقبل له صلوة وان عليكم في أموالكم غير الزكاة فقلت : أصلحك الله وما علينا في أموالنا غير الزكاة فقال : سبحان الله اما تسمع الله عزوجل يقول في كتابه : (وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) قال : قلت ما ذا الحق المعلوم الذي علينا؟ قال : هو الشيء يعمله الرجل في ماله يعطيه في اليوم أو في الجمعة أو في الشهر قل أو كثر غير انه يدوم عليه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٥ ـ على بن محمد بن عبد الله عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن إسماعيل بن جابر عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) أهو سوى الزكاة؟ فقال : هو الرجل يؤتيه الله الثروة من المال ، فيخرج منه الالف والألفين والثلاثة الآلاف والأقل والأكثر فيصل به رحمه ، ويحمل به الكل عن قومه.

٢٦ ـ عنه عن احمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الرحمان بن الحجاج عن القاسم بن عبد الرحمان الأنصاري قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : ان رجلا جاء الى ابى على بن الحسين عليهما‌السلام وقال له : أخبرني عن قول الله عزوجل : «و (فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) ما هذا الحق المعلوم؟ فقال له على بن الحسين عليهما‌السلام : الحق المعلوم الشيء يخرجه من ما له ليس من الزكاة ولا من الصدقة المفروضتين ، فقال : وإذا لم يكن من الزكاة ولا من الصدقة فما هو؟ فقال : هو الشيء الذي يخرجه من ما له أن شاء أكثروا ان شاء أقل على قدر ما يملك ، فقال له الرجل : فما يصنع به؟ قال : يصل به رحما ويقوى به ضعيفا ويحمل به كلا أو يصل به أخا له في الله ، أو النائبة تنوبه فقال الرجل : الله أعلم حيث يجعل رسالاته.

٢٧ ـ عنه عن ابن فضال عن صفوان بن الجمال عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول

٤١٧

الله عزوجل : للسائل والمحروم قال : المحروم المحارف (١) الذي قد حرم كدّيده في الشراء والبيع.

٢٨ ـ وفي رواية اخرى عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما‌السلام انهما قالا : المحروم الرجل الذي ليس بعقله بأس ولم يبسط له في الرزق وهو محارف.

٢٩ ـ على بن محمد بن بندار وغيره عن أحمد بن أبى عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن رجل من أهل ساباط قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام لعمار : يا عمار أنت رب مال كثير؟ قال : نعم جعلت فداك قال : فتؤدي ما افترض عليه من الزكاة؟ قال : نعم قال : فتخرج المعلوم من مالك؟ قال : نعم ، قال : فتصل قرابتك؟ قال : نعم ، قال فتصل إخوانك؟ قال : نعم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٠ ـ في مجمع البيان وروى عن أبى عبد الله عليه‌السلام انه قال : الحق المعلوم ليس الزكاة وهو الشيء تخرجه من مالك ان شئت كل جمعة وان شئت كل يوم ، ولكل ذي فضل فضله.

٣١ ـ وروى عنه أيضا انه قال : هو ان تصل القرابة وتعطى من حرمك ، وتصدق على من عاداك.

٣٢ ـ في محاسن البرقي وروى محمد بن على عن على بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير قال : كنت عند أبى جعفر عليه‌السلام إذا أتاه رجل من الشيعة ليودعه بالخروج الى العراق ، فأخذ أبو جعفر عليه‌السلام بيده ثم قال حدثه عن أبيه بما كان يصنع قال : فودعه الرجل ومضى فأتى الخبر بأنه قطع عليه فأخبرت بذلك أبا جعفر عليه‌السلام فقال : سبحان الله أو لم أعظه؟ فقلت : بلى ، ثم قلت : جعلت فداك إذا أنا فعلت ذلك اعتد به من الزكاة؟ قال : لا ولكن ان شئت ان يكون ذلك من الحق المعلوم.

٣٣ ـ في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمان عن عاصم بن حميد عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل :

__________________

(١) المحارف : المحروم المحدود الذي طلب فلا يرزق وهو خلاف قولك مبارك.

٤١٨

(وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) قال : بخروج القائم عليه‌السلام.

٣٤ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال : حدثنا أبو عمر والزبيري عن أبى عبد الله عليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام بعد ان قال : وفرض على البصر ان لا ينظر الى ما حرم الله عليه وان يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له وهو عمله ، وهو من الايمان وذكر قوله تعالى : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) الى قوله : «ويحفظن فروجهن» وفسرها وكل شيء في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا الا هذه الاية فانها من النظر.

٣٥ ـ في الكافي باسناده الى إسحاق بن أبى سارة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عنها يعنى المتعة فقال لي : حلال فلا تتزوج الا عفيفة ، ان الله عزوجل يقول : (الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) فلا تضع فرجك حيث لا تأمن على درهمك.

٣٦ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : تحل الفروج بثلاثة وجوه : نكاح بميراث ، ونكاح بلا ميراث ونكاح بملك يمين.

٣٧ ـ في الكافي باسناده الى الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : الذين هم على صلوتهم يحافظون قال : هي الفريضة قلت : (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) قال : هي النافلة.

٣٨ ـ في مجمع البيان (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ) وروى محمد بن الفضيل عن ابى الحسن عليه‌السلام انه قال : أولئك أصحاب الخمسين صلوة من شيعتنا.

٣٩ ـ وروى زرارة عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : هذه الفريضة ، من صلاها لوقتها عارفا بحقها لا يؤثر عليها غيرها كتب الله له برارة لا يعذبه ، ومن صلاها لغير وقتها مؤثرا عليها غيرها ، فان ذلك اليه ان شاء غفر له وان شاء عذبه.

٤٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل و

٤١٩

فيه قال عليه‌السلام وقد ذكر المنافقين : وما زال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتألفهم ويقربهم ويجلسهم عن يمينه وعن شماله حتى اذن الله عزوجل له في ابعادهم بقوله : (وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) وبقوله : (فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ).

٤١ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ) يقول : قعود وقوله : (كَلَّا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ) قال : من نطفة ثم علقة وقوله : فلا اقسم اى (أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) قال : مشارق الشتاء ومشارق الصيف ، ومغارب الشتاء ومغارب الصيف.

٤٢ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى عبد الله بن ابى حماد رفعه الى أمير المؤمنينعليه‌السلام في قول الله عزوجل : (بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) قال : لهما ثلاثمأة وستون مشرقا ، وثلاثمأة وستون مغربا ، فيومها الذي تشرق فيه لا تعود فيه الا من قابل.

٤٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه لابن الكوا واما قوله : (بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) فان لها ثلاثمأة وستون برجا تطلع كل يوم من برج ، وتغيب في آخر ، فلا تعود فيه الا من قابل في ذلك اليوم.

٤٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً) قال : من القبر كأنهم الى نصب يوفضون قال : الى الداعي ينادون وقوله ترهقهم ذلة قال : تصيبهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من كان يؤمن بالله ويقرء كتابه لا يدع قراءة سورة (إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) ، فأى عبد قرأها محتسبا

٤٢٠