تفسير نور الثقلين - ج ٥

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨

لها أربعة أشهر وعشرا؟ فقال : ان كان دخل بها فرق بينهما ثم لم تحل له أبدا واعتدت بما بقي عليها من الاول واستقبلت عدة اخرى من الأخير ثلاثة قروء ، وان لم يكن دخل بها فرق بينهما واعتدت بما بقي عليها من الاول وهو خاطب من الخطاب.

٧١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن عبد الكريم عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه‌السلام قال: قلت له : المرأة الحلبي يتوفى عنها زوجها وتضع وتتزوج قبل ان تعتد اربعة أشهر وعشرا؟ فقال : ان كان الذي تزوجها دخل بها فرق بينهما وأتمتها ما بقي من عدتها وهو خاطب من الخطاب.

٧٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) قال : المطلقة التي للزوج عليها رجعة عليه سكنى ونفقة ما دامت في العدة ، فان كانت حاملا ينفق عليها حتى تضع حملها.

٧٣ ـ في جوامع الجامع والسكنى والنفقة واجبتان للمطلقة الرجعية بلا خلاف وعندنا ان المبتوتة (١) لا سكنى لها ولا نفقة ، وحديث فاطمة بنت قيس ان زوجها بت طلاقها فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا سكنى لك ولا نفقة يدل عليه.

٧٤ ـ في مجمع البيان ويجب السكنى والنفقة للمطلقة الرجعية بلا خلاف ، فأما المبتوتة ففيها خلاف الى قوله : وذهب الحسن وابو ثور الى انه لا سكنى لها ولا نفقة. وهو المروي عن أئمة الهدى عليهم‌السلام وذهب اليه أصحابنا.

٧٥ ـ في الكافي ابو العباس الرزاز عن أيوب بن نوح وابو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان وحميد بن زياد عن ابن سماعة كلهم عن صفوان بن يحيى عن موسى بن بكير عن زرارة عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : ان المطلقة ثلاثا ليس لها نفقه على زوجها ، انما هي للتي لزوجها عليها رجعة.

٧٦ ـ حميد بن زياد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن المطلقة ثلاثا على السنة هل لها سكنى أو نفقة؟ قال : لا.

__________________

(١) المبتوتة : المطلقة باينا ، وطلاق البتة طلاق البائن قال الجوهري : يقال : لا افعله بتة ولا أفعله لكل امر لا رجعة فيه ، ونصبه على المصدر.

٣٦١

٧٧ ـ على بن إبراهيم عن حماد بن عيسى أو رجل عن حماد بن عيسى عن شعيب عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه‌السلام انه سئل عن المطلقة ثلاثا لها سكنى ونفقة؟ قال : حبلى هي؟ قلت : لا قال : لا.

٧٨ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : المطلقة ثلاثا ليس لها نفقة على زوجها ، انما ذلك للتي لزوجها عليها رجعة.

٧٩ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد وعلى بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال : قلت : المطلقة ثلاثا ألها سكنى أو نفقة؟ فقال : حبلى هي؟ قلت : لا قال : ليس لها سكنى ولا نفقة.

٨٠ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن الحلبي عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : لا يضار الرجل امرأته إذا طلقها فيضيق عليها حتى تنتقل قبل ان تنقضي عدتها فان الله قد نهى عن ذلك ، فقال : ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن. محمد بن يحيى عن احمد بن الحكم عن على بن ابى حمزة عن ابى عبد الله عليه‌السلام مثله.

قال عز من قائل : (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ).

٨١ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : الحامل أجلها ان تضع حملها ، وعليه نفقة بالمعروف حتى تضع حملها.

٨٢ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه‌السلام في الرجل يطلق امرأته وهي حبلى قال : أجلها ان تضع حملها وعليه نفقتها حتى تضع حملها أقول : تقدم قريبا ما يؤيد هذين الحديثين من رواية ابى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام وخبر سماعة.

٨٣ ـ في الكافي عن نوح بن شعيب عن بعض أصحابه عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال

٣٦٢

سألته عن الرجل الموسر يتخذ الثياب الكثيرة الجياد والطيالسة والقمص الكثيرة يصون بعضها بعضا يتجمل بها أيكون مسرفا؟ قال : لا ، لان الله عزوجل يقول : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ).

٨٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا احمد بن إدريس عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله : (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ) قال : ان أنفق (١) الرجل على امرأته ما يقيم ظهرها مع الكسوة ، والا فرق بينهما.

٨٥ ـ في الكافي أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار أو غيره عن ابن فضال عن غالب عن روح بن عبد الرحيم قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام قوله عزوجل : (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ) قال : إذا أنفق عليها ما يقيم ظهرها مع كسوة والا فرق بينهما.

٨٦ ـ أحمد بن محمد عن محمد بن على عن محمد بن سنان عن أبى الحسن عليه‌السلام قال في قول الله عزوجل (وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) قال : القوام هو المعروف (عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ) على قدر عياله ومؤنته التي صلاح له ولهم ، (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها).

٨٧ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء له : فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه‌السلام : في الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا الى قوله : واما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) فنحن أهل الذكر فاسئلوا ان كنتم لا تعلمون ، فقالت العلماء : انما عنى بذلك اليهود والنصارى ، فقال أبو الحسن عليه‌السلام : سبحان الله وهل يجوز ذلك؟ إذا يدعونا الى دينهم ، ويقولون : انه أفضل من دين الإسلام؟ فقال المأمون : فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟ فقال

__________________

(١) وفي المصدر «إذا أنفق ...».

٣٦٣

عليه‌السلام : نعم الذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونحن أهله ، وذلك بين في كتاب الله عزوجل حيث يقول في سورة الطلاق : (فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ) قال : الذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن أهله.

٨٨ ـ في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابنا رفعه قال : ما يعبأ من أهل هذا الدين بمن لا عقل له قال : قلت : جعلت فداك انا آتى قوما لا بأس بهم عندنا ممن يصف هذا الأمر ليست له تلك العقول؟ فقال : ليس هؤلاء ممن خاطب الله في قوله : (يا أُولِي الْأَلْبابِ) ان الله خلق العقل فقال له : اقبل فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر ، ثم قال : وعزتي وجلالي ما خلقت شيئا أحسن منك وأحب الى منك بك آخذ وبك اعطى.

٨٩ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبى نجران عن صفوان عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشمي عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : جاءت زينب العطارة الحولاء الى نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبناته وكانت تبيع منهن العطر ، فجاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهي عندهن فقال : إذا أتيتنا طابت بيوتنا فقالت : بيوتك بريحك أطيب يا رسول الله ، قال : إذا بعت فأحسنى ولا تغشى فانه أتقى وأبقى للمال ، فقالت : يا رسول الله ما أتيت بشيء من بيعي وانما أتيت اسألك عن عظمة الله عزوجل فقال : جل جلال الله سأحدثك عن بعض ذلك ، ثم قال : ان هذه الأرض بمن عليها عند الذي تحتها كحلقة ملحقاة في فلاة قي (١) وهاتان بمن فيهما ومن عليهما عند الذي تحتها كحلقة ملقاة في فلاة والثالثة حتى انتهى الى السابعة وتلا هذه الاية (خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) والسبع الأرضين بمن فيهن ومن عليهن على ظهر الديك كحلقة ملقاة في فلاة قي ، والديك له جناح في المشرق وجناح في المغرب ورجلاه في التخوم (٢) والسبع والديك بمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة ملقاة

__________________

(١) القى ـ بالكسر والتشديد ـ : الأرض القفر الخالية.

(٢) التخوم جمع التخم : منتهى كل ارض.

٣٦٤

في فلاة قي والصخرة بمن فيها ومن عليها على ظهر الحوت كحلقة في فلاة قي ، والسبع والديك والصخرة والحوت بمن فيه ومن عليه على البحر المظلم كحلقة في فلاة قي ، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم على الهواء الذاهب كحلقة ملقاة في فلاة قي ، والسبع ، والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء على الثرى كحلقة في فلاة قي ، ثم تلا هذه الاية (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى) ثم انقطع الخبر عند الثرى (١) والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم أو الهواء والثرى ومن فيهن ومن عليه عند السماء الاولى كحلقة في فلاة قي ، وسماء الدنيا بمن عليها عند التي فوقها كحلقة في فلاة قي ، وهاتان السمائان ومن فيهما ومن عليهما عند التي فوقهما كحلقة في فلاة قي ، وهذه الثلاثة بمن فيهن ومن عليهن عند الرابعة كحلقة في فلاة قي ، حتى الى السابعة وهذه السبع ومن فيهن ومن عليهن عند البحر المكفوف (٢) عن أهل الأرض كحلقة في فلاة قي ، وهذه السبع البحر والمكفوف عند جبال البرد كحلقة في فلاة قي وتلا هذه الاية (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد عند الهواء الذي تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة قي ، وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء وحجب النور عند الكرسي كحلقة في فلاة قي ، ثم تلا هذه الاية (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء وحجب النور والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة قي ، وتلا هذه الاية : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) وفي رواية الحسن الحجب قبل الهواء الذي تحار فيه القلوب.

٩٠ ـ في أصول الكافي باسناده الى أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله عزوجل لما أراد أن يخلق آدم عليه‌السلام بعث جبرئيل في أول ساعة من يوم الجمعة ، فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة الى السماء الدنيا ، وأخذ من كل سماء تربة وقبض

__________________

(١) قال المجلسي (ره) في البحار : اى انا لم نخبر به أولم نؤمر بالاخبار به.

(٢) اى الممنوع عنهم لا ينزل منه ماء إليهم.

٣٦٥

قبضة اخرى من الأرض السابعة العليا الى الأرض السابعة القصوى ، الحديث.

٩١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبى عن الحسين بن خالد عن ابى الحسن الرضا عليه‌السلام قال : قلت له : أخبرنى عن قول الله : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ) فقال : هي محبوكة الى الأرض وشبك بين أصابعه. فقلت : كيف يكون محبوكة الى الأرض والله يقول : (رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) فقال : سبحان الله! أليس الله يقول : (بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) فقلت : بلى فقال : فثم عمد ولكن لا ترونها ، قلت : كيف يكون محبوكة ذلك (١) جعلني الله فداك؟ قال : فبسط كفه اليسرى ثم وقع اليمنى عليها فقال : هذه أرض الدنيا والسماء عليها فوقها قبة ، والأرض الثانية فوق السماء الدنيا ، والسماء الثانية فوقها قبة ، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية والسماء الثالثة فوقها قبة ، والأرض الرابعة فوق السماء الثالثة والسماء الرابعة فوقها قبة ، والأرض الخامسة فوق السماء الرابعة والسماء الخامسة فوقها قبة ، والأرض السادسة فوق السماء الخامسة والسماء السادسة فوقها قبة ، والأرض السابعة فوق السماء السادسة والسماء السادسة فوقها قبة ، وعرش الرحمن تبارك وتعالى فوق السماء السابعة وهو قول الله : (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) فاما صاحب الأمر فهو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والوصي بعد رسول الله قائم على وجه الأرض فانما يتنزل الأمر اليه من فوق السماء بين السموات والأرضين ، قلت : فما تحتنا [الا ارض واحدة؟ فقال : فما تحتنا] الا ارض واحدة وان الست لهي فوقنا.

٩٢ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن على بن سنان عن عبد الرحيم قال : ابتدأني ابو جعفر عليه‌السلام فقال : اما ان ذا القرنين فقد خير السحاب واختار الذلول ، وذخر لصاحبكم الصعب ، قلت : وما الصعب؟ قال : ما كان من سحاب فيه رعد وبرق وصاعقة فصاحبكم يركبه ؛ اما انه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع ، خمس عوامر وثنتان خراب.

٩٣ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن

__________________

(١) وفي المصدر «قلت : فكيف ذلك جعلني الله فداك ... اه».

٣٦٦

مهران أو غيره عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه‌السلام انه قال : ان عليا صلوات الله عليه ملك ما فوق الأرض وما تحتها ، فعرضت له السحابتان الصعب والذلول فاختار الصعب فكان في الصعب ملك ما تحت الأرض ، وفي الذلول ملك ما فوق الأرض. واختار الصعب على الذلول ، فدارت به سبع أرضين فوجد ثلاثا خرابا وأربعا عوامر.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ سورة الطلاق والتحريم في فريضة أعاذه الله من أن يكون يوم القيامة ممن يخاف أو يحزن وعوفي من النار ، وأدخله الله الجنة بتلاوته إياهما ومحافظته عليهما ، لأنهما للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٢ ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن قرأ سورة : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) أعطاه الله توبة نصوحا.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال : حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) الاية قال : اطلعت عائشة وحفصة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مع مارية فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : والله ما أقربها فأمره الله ان يكفر عن يمينه قال على بن إبراهيم : كان سبب نزولها ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان في بعض نسائه ، وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة ، فذهبت حفصة في حاجة لها ، فتناول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مارية فعلمت حفصة بذلك ، فغضبت وأقبلت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت : يا رسول الله هذا في يومى وفي داري وعلى فراشي فاستحيى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منها ، فقال : كفى فقد حرمت مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبدا وانا افضى إليك سرا فان أنت أخبرت به فعليك (لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) ، فقالت : نعم ما هو؟ افض ، فقال : ان أبا بكر يلي الخلافة بعدي ثم بعده أبوك فقالت :

٣٦٧

(مَنْ أَنْبَأَكَ هذا؟ قالَ : نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) ، فأخبرت حفصة به عائشة من يومها ذلك ، وأخبرت عائشة أبا بكر ، فجاء أبو بكر الى عمر فقال له : ان عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء ولا أثق بقولها فاسئل أنت حفصة فجاء عمر الى حفصة فقال له : ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟ فأنكرت ذلك ، وقالت : ما قلت لها من ذلك شيئا ، فقال لها عمر: ان كان هذا حق فأخبرينا حتى نتقدم فيه ، فقالت : نعم قد قال ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاجتمعوا أربعة على أن يسموا رسول الله ، فنزل جبرئيل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بهذه السورة (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي) الى قوله : (تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ) يعنى قد أباح الله لك ان تكفر عن يمينك و (اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).

٤ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبى نصر عن محمد بن سماعة عن زرارة عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن رجل قال لامرأته : أنت على حرام ، فقال لي لو كان لي عليه سلطان لا وجعت رأسه وقلت له : الله أحلها لك فما حرمها عليك؟ انه لم يزد على أن كذب فزعم ان ما أحل الله له حرام ، ولا يدخل عليه طلاق ولا كفارة ، فقلت : قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) فجعل فيه الكفارة؟ فقال : انما حرم عليه الجارية مارية (١) وحلف ان لا يقر بها ، فانما جعل عليه الكفارة في الحلف ولم يجعل عليه في التحريم.

٥ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : قال الله عزوجل لنبيه : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ) فجعلها يمينا وكفرها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قلت : بم كفر؟ قال : أطعم عشرة مساكين ، لكل مسكين مد ، قلنا : فما حد الكسوة؟ (٢) قال : ثوب يوارى به عورته.

٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وفي رواية نضر بن سويد عن عبد الله بن سنان

__________________

(١) وفي المصدر «انما حرم عليه جاريته مارية ... اه».

(٢) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل «فمن وجد الكسوة ... اه».

٣٦٨

عن أبى عبد الله عليه‌السلام في رجل قال : امرأته طالق ومماليكه أحرار ان شربت حراما أو حلالا من الطل (١) أبدا فقال : اما الحرام فلا يقربه أبدا ان حلف أو ان لم يحلف (٢) وان الطل فليس له أن يحرم ما أحل الله عزوجل : قال الله عزوجل «(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) فلا يجوز يمين في تحليل حرام ولا في تحريم حلال ولا في قطيعة الرحم.

في مجمع البيان واختلف العلماء فيمن قال لامرأته : أنت حرام فقال مالك : هو ثلاث تطليقات ، وقال ابو حنيفة : ان نوى به الظهار فهو ظهار ، وان نوى الإيلاء فهو إيلاء ، وان نوى الطلاق فهو طلاق بائن ، وان نوى ثلاثا كان ثلاثا ، وان نوى ثنتين فواحدة بائنة ؛ وان لم يكن له نية فهو يمين ، وقال الشافعي : ان نوى الطلاق كان طلاقا أو الظهار كان ظهارا وان لم يكن له نية فهو يمين ، وقال أصحابنا : انه لا يلزم شيء ووجوده كعدمه ، وانما أوجب الله فيه الكفارة ، لان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان حلف أن لا يقرب جاريته أو لا يشرب الشراب المذكور فأوجب الله عليه أن يكفر عن يمينه ويعود الى استباحة ما كان حرمه ، وبين ان التحريم لا يحصل الا بأمر الله ونهيه ، ولا يصير الشيء حراما بتحريم من يحرمه على نفسه الا إذا حلف على تركه.

٧ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه‌السلام : انى لأكره للرجل أن يموت وقد بقيت عليه خلة من خلال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم آتها فقلت : وهل تمتع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ قال نعم. وقرأ هذه الاية : وإذا سر النبي الى بعض أزواجه حديثا الى قوله : ثيبات وأبكارا.

٨ ـ في مجمع البيان وقيل : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله خلا في بعض يوم العائشة مع جاريته أم إبراهيم مارية القبطية ، فوقفت حفصة على ذلك فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تعلمي عائشة ذلك وحرم مارية على نفسه ، فأعلمت حفصة عائشة الخبر واستكتمتها إياه

، فأطلع الله نبيه على ذلك وهو قوله : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً) يعنى حفصة

__________________

(١) الطل : اللبن.

(٢) كذا في الأصل ولم اظفر على الحديث في مظانه في الفقيه ولكن الظاهر «أولم يحلف» كما في رواية العياشي في تفسير قوله تعالى «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ... اه».

٣٦٩

عن الزجاج ، قال : ولما حرم مارية القبطية أخبر حفصة انه يملك من بعده أبو بكر وعمر فعرفها بعض ما أفشت من الخبر وأعرض عن بعض ان أبا بكر وعمر يملكان بعدي ، وقريب من ذلك ما رواه العياشي بالإسناد عن عبد الله بن عطاء المكي عن أبى جعفر عليه‌السلام الا انه زاد في ذلك ان كل واحد منهما حدثت أباها في ذلك ، فعاتبهما [رسول الله] في أمر مارية وما أفشتا عليه من ذلك ، وأعرض عن أن يعاتبها في الأمر الاخر.

٩ ـ وفيه قرأ الكسائي وحده «وعرف» بالتخفيف والباقون عرف بالتشديد ، واختار التخفيف ابو بكر بن عياش وهو من الحروف العشرة التي قال : انى أدخلتها في قراءة عاصم من قراءة على بن أبي طالب عليه‌السلام ، حتى استخلصت قراءته يعنى قراءة على عليه‌السلام أقول : قد تقدم فيما نقلنا عن على بن إبراهيم في بيان سبب النزول بيان لقوله عزوجل: (مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ).

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا محمد بن عبد الله عن ابن أبى نجران عن عاصم بن حميد عن أبى بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) الى قوله : (صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال : صالح المؤمنين هو على بن أبى طالب عليه‌السلام.

١١ ـ في مجمع البيان وعن ابن عباس قال : قلت لعمر بن الخطاب : من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : عائشة وحفصة أورده البخاري في الصحيح ، ووردت الرواية من طريق العام والخاص أن المراد بصالح المؤمنين أمير المؤمنين عليه‌السلام وفي كتاب شواهد التنزيل عن سدير الصيرفي عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : لقد عرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا أصحابه مرتين ، اما مرة فحيث قال : من كنت مولاه فعلى مولاه ، واما الثانية فحيث ما نزلت هذه الاية (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) الاية أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيد على عليه‌السلام وقال : يا ايها الناس هذا صالح المؤمنين.

١٢ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى محمد بن محمد بن عبد العزيز قال : وجدت في كتاب أبى عن الزهري عن عبيد الله بن عباس عن ابن عباس

٣٧٠

قال : وجدت حفصة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مع أم إبراهيم في يوم عائشة ، فقالت : لأخبرنها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اكتمي ذلك وهي على حرام ، فأخبرت حفصة عائشة بذلك ، فأعلم الله نبيه فعرفت حفصة أنها أفشت سره ، فقالت له : (مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) فآلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من نسائه شهرا ، فأنزل الله عز اسمه (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) قال ابن عباس : فسألت عمر بن الخطاب من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال : حفصة وعائشة.

١٣ ـ في جوامع الجامع وقرأ موسى بن جعفر عليه‌السلام : (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ).

١٤ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) فقد روى من يعتمد عليه من رجال المخالف والمؤلف ان المراد بصالح المؤمنين على بن أبى طالب عليه‌السلام ، وقد ذكرنا بعض الروايات في كتاب الطرائف.

قال عز من قائل : (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَ) الاية.

١٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى سعد بن عبد الله القمى قال : دخلت على ابى محمد عليه‌السلام بسر من رأى فوجدت على فخذه الأيمن مولانا القائم عليه‌السلام وهو غلام ، وقد كنت اتخذت طومارا واثبت فيه نيفا وأربعين مسألة من صعاب المسائل لم أجد لها مجيبا فقال لي : ما جاء بك يا سعد؟ فقلت : شوقني احمد بن اسحق الى لقاء مولانا قال : فلما المسائل التي أردت ان تسأل عنها؟ فقلت : على حالها يا مولاي ، قال فاسئل قرة عيني عنها ـ وأومى الى الغلام ـ : فقال الغلام : سل عما بدا لك منها ، فقلت له : مولانا وابن مولانا انا روينا عنكم ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جعل طلاق نسائه بيد أمير المؤمنين عليه‌السلام حتى قال يوم الجمل لعائشة : انك قد أرهجت (١) على الإسلام وأهله بفتنتك ، وأوردت بنيك حياض الهلاك بجهلك ، فان كففت عنى غربك (٢) والا طلقتك؟ ونساء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طلاقهن وفاته ، قال : ما الطلاق؟ قلت : تخلية السبيل ، قال : فاذا كان وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلت لهن السبيل فلم لا تحل لهن الأزواج؟ قلت : لان الله تبارك

__________________

(١) من ارهج الغبار : أثاره.

(٢) الغرب : الحدة.

٣٧١

وتعالى حرم الأزواج عليهن ، قال : وكيف وقد خلى الموت سبيلهن؟ قلت : فأخبرنى يا ابن مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حكمه الى أمير المؤمنين عليه‌السلام؟ قال : ان الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فخصهن بشرف الأمهات ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا الحسن ان هذا الشرف باق لهن ما دمن لله على الطاعة ، فأيتهن عصت الله بعدي بالخروج عليك فأطلق لها في الأزواج وأسقطها من تشرف الأمهات ومن شرف امومة المؤمنين ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام للقوم لما مات عمر بن الخطاب : نشدتكم بالله هل فيكم أحد جعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طلاق نسائه بيده غيري؟ قالوا : لا.

١٧ ـ في أصول الكافي باسناده الى سليمان بن خالد قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام: ان لي أهل بيت وهم يسمعون منى أفأدعوهم الى هذا الأمر؟ فقال : نعم ، ان الله عزوجل يقول في كتابه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ).

١٨ ـ في الكافي باسناده الى عبد الأعلى مولى آل سام عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : لما نزلت هذه الاية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) قلت : كيف أقيهم؟ قال : تأمرهم بما أمر الله وتنهاهم عما نهاهم الله ، ان أطاعوك كنت قد وقيتهم ، وان عصوك كنت قد قضيت ما عليك.

١٩ ـ وباسناده الى سماعة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله تعالى : (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) كيف نقى أهلنا؟ قال : تأمرونهم وتنهونهم.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده الى زرعة بن محمد عن أبى بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) قلت : هذه نفسي أقيها فكيف أقى أهلى؟ قال : تأمرهم بما أمرهم الله به وتنها هم عما نهاهم الله عنه ، فان أطاعوك كنت قد وقيتهم ، وان عصوك كنت قد قضيت ما عليك.

٣٧٢

٢١ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) كيف نقيهن؟ قال : تأمرونهن وتنهونهن قيل له : انا فأمرهن وننهاهن فلا يقبلن؟ قال : إذا أمرتموهن ونهيتموهن فقد قضيتم ما عليكم.

٢٢ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي وفي خبر آخر عن ابن مسعود قال : لما نزلت هذه الاية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) تلاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على أصحابه فخر فتى مغشيا عليه ، فوضع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يده على فؤاده فوجده يكاد يخرج من مكانه فقال : يا فتى قل : لا اله الا الله ، فتحرك الفتى فقالها ، فبشره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالجنة فقال القوم : يا رسول الله من بيننا؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أما سمعتم الله تعالى يقول : (ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ).

٢٣ ـ في روضة الكافي باسناده الى جابر عن أبى جعفر قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرنى الروح الأمين ان الله لا اله غيره ، إذا وقف الخلائق وجمع الأولين والآخرين ، أتى بجهنم تقاد بألف زمام أخذ بكل زمام الف ملك من الغلاظ الشداد ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في هاروت وماروت حديث طويل وفيه يقول عليه‌السلام : ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى قال الله تعالى فيهم : (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ)

٢٥ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى أحمد بن هلال قال : سألت أبا الحسن الأخير عليه‌السلام عن النصوح ما هي؟ فكتب عليه‌السلام ان يكون الباطن كالظاهر وأفضل من ذلك.

٢٦ ـ وباسناده الى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) قال : هو صوم يوم الأربعاء والخميس والجمعة.

٢٧ ـ وباسناده الى عبد الله بن سنان وغير واحد عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : النصوح أن يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل.

وروى ان التوبة النصوح ان يتوب الرجل من ذنب وينوى ان لا يعود اليه أبدا.

٣٧٣

٢٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة فقلت : وكيف يستر عليه؟ قال ينسى ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ، ويوحى الى جوارحه : اكتمي عليه ذنوبه ، ويوحى الى بقاع الأرض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب ، فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب.

٢٩ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن ابى الصباح الكناني قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) قال : يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود فيه.

٣٠ ـ قال محمد بن الفضيل سالت عنها أبا الحسن عليه‌السلام قال : يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه ، وأحب العباد الى الله المفتنون التوابون. (١)

٣١ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن أبى أيوب عن ابى بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) قال : هو الذنب الذي لا يعود فيه أبدا ، قلت : وأينا لم يعد؟ فقال : يا با محمد ان الله يحب من عباده المفتن التواب.

عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن موسى بن القاسم عن جده الحسن بن راشد عن معاوية بن وهب قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : وذكر كما سبق سواء.

٣٢ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه : باب التوبة مفتوح لمن أرادها ، فتوبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم.

٣٣ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمان بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال : صعد أمير المؤمنين عليه‌السلام بالكوفة المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم

__________________

(١) المفتن : الممتحن يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب ، ثم يعود ثم يتوب ، قاله في النهاية.

٣٧٤

قال : ايها الناس ان الذنوب ثلاثة الى أن قال عليه‌السلام : واما الذنب الثالث فذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه ، فأصبح خائفا من ذنبه راجيا لربه ، فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العذاب.

٣٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) فمن كان له نور يومئذ نجا وكل مؤمن له نور.

٣٥ ـ وباسناده الى صالح بن سهل عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) قال : أئمة المؤمنين (نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) حتى ينزلوا منازلهم.

٣٦ ـ في مجمع البيان وقال أبو عبد الله عليه‌السلام يسعى أئمة المؤمنين يوم القيامة بين أيديهم وبايمانهم حتى ينزلوهم منازلهم في الجنة.

٣٧ ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ) وروى عن أبى عبد الله عليه‌السلام أنه قرأ «جاهد الكفار بالمنافقين» قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يقاتل منافقا قط انما كان يتألفهم.

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال على بن إبراهيم في قوله : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً) فقال : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) امرأة نوح وامرأة نوح (وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما) قال : والله ما عنى بقوله : فخانتا هما الا الفاحشة وليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق البصرة ، وكان طلحة (١) يحبها ، فلما أرادت ان تخرج الى البصرة قال لها طلحة : لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من طلحة.

٣٩ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة عن ابى جعفر عليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه‌السلام : قد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تزوج وقد كان من امر امرأة نوح وامرأة لوط ما كان ، انهما قد كانتا

__________________

(١) وفي المصدر «وكان فلان يحبها ... اه» وكذا فيما يأتى «فلان» مكان «طلحة».

٣٧٥

تحت عبدين من عبادنا صالحين ، قلت : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليس في ذلك بمنزلتي انما هي تحت يده وهي مقرة بحكمة مقرة بدينه ، قال : فقال لي : ما ترى من الخيانة في قول الله عزوجل : «فخانتاهما» ما يعنى بذلك الا الفاحشة وقد زوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلانا (١)

٤٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قلت : ما تقول في مناكحة الناس فانى قد بلغت ما ترى وما تزوجت قط قال : وما يمنعك من ذلك؟ قلت : ما يمنعني الا انى أخشى أن لا يكون يحل لي مناكحتهم فما تأمرنى؟ قال : كيف تصنع ، أنت شاب أتصبر؟ قلت : اتخذ الجواري قال : فهات الآن فبم تستحل الجواري؟ أخبرنى ، قلت : ان الامة ليست بمنزلة الحرة ان رابتني الامة بعتها أو أعتزلها ، قال : حدثني فبم تستحلها؟ قال : فلم يكن عندي جواب ، فقلت : جعلت فداك أخبرنى ما ترى أتزوج؟ قال : ما أبالي ان تفعل ، قلت : أرايت قولك ما أبالي أن تفعل ، فان ذلك على وجهين تقول لست أبالي أن تأثم أنت من غير ان آمرك فما تأمرنى أفعل ذلك عن أمرك؟ قال : فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد تزوج وكان من امرأة نوح وامرأة لوط ما قص الله عزوجل وقد قال الله عزوجل : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما) فقلت : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليست في ذلك مثل منزلته ، انما هي تحت يديه وهي مقربة بحكمة مظهرة دينه ، أما والله ما عنى بذلك الا في قول الله عزوجل (فَخانَتاهُما) ما عنى بذلك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى [هشام بن] سالم عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قيل له : كيف كان يعلم قوم لوط انه قد جاء لوطا رجال؟ قال : كانت امرأته تخرج فتصفر ؛ فاذا سمعوا الصفير جاؤا فلذلك كره الصفير.

٤٢ ـ في من لا يحضره الفقيه ودخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على خديجة وهي لما فيها فقال لها : بالرغم منا ما نرى يا خديجة فاذا قدمت على ضرائرك فاقرءهن السلام ، فقالت : من

__________________

(١) يظهر معنى هذا الحديث من الخبر الآتي.

٣٧٦

هن يا رسول الله؟ فقال : مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وآسية امرأة فرعون فقالت بالرفاء (١) يا رسول الله.

٤٣ ـ في مجمع البيان وجاءت الرواية عن معاذ بن جبل قال : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على خديجة وهي تجود بنفسها فقال : اكره ما نزل بك يا خديجة وقد جعل الله في الكره خيرا كثيرا فاذا قدمت على ضرائرك فأقرئيهن منى السلام ، قالت : يا رسول الله ومن هو؟ قال : مريم ابنة عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وكلثم أو حكيمة أخت موسى عليه‌السلام ـ شك الراوي ـ فقالت : بالرفاء والبنين.

٤٤ ـ وعن ابى موسى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا اربع : آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله

٤٥ ـ في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين ، مؤمن آل ياسين ، وعلى بن ابى طالب ، وآسية امرأة فرعون.

٤٦ ـ عن على بن حمزة عن عكرمة عن ابن عباس قال : خط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اربع خطط في الأرض وقال : أتدرون ما هذا؟ قلنا : الله ورسوله اعلم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.

٤٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) قال: لم ينظر إليها (فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا) اى روح مخلوقة (وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ) اى من الداعين.

٤٨ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب حلية الأولياء قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ، قال ابن مندة : خاص الحسن و

__________________

(١) اى بالسكون والطمأنينة ، من رفوت الرجل إذا سكنته أو بمعنى الاتفاق وحسن الاجتماع يقال ذلك لمن تزوج امرأة.

٣٧٧

الحسين ويقال : اى من ولدته بنفسها ، وهو المروي عن على بن موسى عليه‌السلام والاولى كل مؤمن منهم.

٤٩ ـ وفيه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال بإسناد ، عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرء (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) في المكتوبة قبل ان ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح وفي امانه يوم القيامة حتى يدخل الجنة.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن قرء سورة تبارك فكأنما أحيى ليلة القدر.

٣ ـ وعن ابن عباس قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : وددت ان تبارك الملك في قلب كل مؤمن.

وروى ابن ابى الزبير عن جابر وعن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا ينام حتى يقرء «الم تنزيل» و (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).

٤ ـ وعن ابى هريرة ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ان سورة [من كتاب الله] ما هي الا ثلثون آية شفعت لرجل فأخرجته يوم القيامة من النار وأدخلته الجنة ، وهي سورة تبارك.

٥ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى جميعا عن ابن محبوب عن جميل عن سدير عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : سورة الملك هي المانعة تمنع من عذاب القبر ، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك ومن قرأها في ليلة فقد أكثروا طاب ولم يكتب [بها] من الغافلين ، وانى لأركع بها بعد عشاء الاخرة وانا جالس ، وان والدي عليه‌السلام كان يقرءها في يومه وليلته ، ومن قرأها

٣٧٨

إذا دخل عليه ناكر ونكير من قبل رجليه قالت رجلاه : ليس لكما الى ما قبلي سبيل ، قد كان هذا العبد يقوم على فيقرأ سورة الملك في كل يوم وليلة ؛ وإذا أتياه من قبل جوفه قال لهما : ليس لكما الى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد أو عانى سورة الملك ، وإذا أتياه من قبل لسانه قال لهما : ليس لكما الى ما قبلي سبيل ، قد كان هذا العبد يقرأ بى في كل يوم وليلة سورة الملك.

٦ ـ في روضة الكافي ابن محبوب عن ابى جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : ان الله عزوجل خلق الحياة قبل الموت.

٧ ـ في الكافي باسناده الى موسى بن بكر عن زرارة عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : الحياة والموت خلقان خلق الله ، فاذا جاء الموت فدخل في الإنسان لم يدخل في شيء الا وخرجت منه الحياة.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ) قال : قدرهما ومعناه : قدر الحياة ، ثم الموت.

٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى الحسن بن على الناصري عن أبيه عن محمد بن على عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عليهم‌السلام قال : قيل للصادق عليه‌السلام صف لنا الموت ، قال : للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه (١) وينقطع التعب والا لم كله عنه ، وللكافر كلسع الأفاعي ولذع العقارب أو أشد ، قيل : فان قوما يقولون انه أصعب من نشر بالمناشير (٢) وقرض بالمقاريض ورضخ بالأحجار وتدوير قطب الارحية في الا حداق؟ قال : كذلك على بعض الكافرين والفاجرين بالله عزوجل ، الا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد فذلكم الذي هو أشد من هذا الا ان من عذاب الاخرة (٣) فانه أشد من عذاب الدنيا ، قيل: فما بالنا نرى كافرا

__________________

(١) نعس الرجل : إذا أخذته فترة في حواسه فقارب النوم.

(٢) المناشير جمع المنشار : آلة ذات أسنان ينشر بها الخشب ونحوه.

(٣) كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا لكن في العيون ومعاني الاخبار «الا من عذاب الاخرة ... اه».

٣٧٩

يسهل عليه النزع فينطفى وهو يحدث ويضحك ويتكلم ، وفي المؤمنين أيضا من يكون كذلك ، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسى عند سكرة الموت هذه الشدائد؟ فقال : ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو عاجل ثوابه ، وما كان من شديدة فتمحيصه من ذنوبه ليرد الاخرة نقيا نظيفا مستحقا للثواب الا بد لا مانع له دونه. وما كان من سهولة هناك على الكافر فليوف أجر حسناته في الدنيا ليرد الاخرة وليس له الا ما يوجب عليه العذاب ، وما كان من شدة على الكافر هناك فهو ابتداء عذاب الله بعد حسناته ، ذلكم بأن الله عدل لا يجوز.

١٠ ـ في اعتقادات الامامية للصدوق (ره) قيل لعلى بن الحسين عليهما‌السلام : ما الموت؟ قال : الموت للمؤمن كنزع ثياب ووسخة قملة وفك قيود وأغلال ثقيلة ، والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح. واوطأ المراكب وآنس المنازل ، وللكافر كخلع ثياب فاخرة والنقل عن منازل أنيسة والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها ، وأوحش المنازل وأعظم العذاب.

١١ ـ وقيل لمحمد بن على الباقر عليه‌السلام : ما الموت؟ قال : هو النوم الذي يأتيكم في كل ليلة ، الا انه طويل مدته لا ينتبه منه الى يوم القيامة.

١٢ ـ في مجمع البيان قال ابو قتادة سالت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله [فيما امر الله] عن قوله : أيكم أحسن عملا ما عنى به؟ فقال يقول : أيكم أحسن عقلا ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتمكم عقلا وأشدكم لله خوفا وأحسنكم فيما أمر الله عزوجل به ونهى عنه نظرا ، وان كان أقلكم تطوعا.

١٣ ـ وعن ابن عمران عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تلا (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) الى قوله : (أَحْسَنُ عَمَلاً) قال : أيكم أحسن عقلا. وأورع عن محارم الله ، وأسرع في طاعة الله.

١٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الرضا عليه‌السلام حديث طويل وفيه واما قوله عزوجل (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) فانه عزوجل خلق خلقه ليبلوكم بتكليف طاعته وعبادته لا على سبيل الامتحان والتجربة لأنه لم يزل عليكما بكل شيء.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) قال :

٣٨٠