تفسير نور الثقلين - ج ٥

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨

٧ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن جميل عن محمد بن مسلم عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله أكرم بالجمعة المؤمنين فسنها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بشارة لهم ، والمنافقين توبيخا للمنافقين ولا ينبغي تركها ، فمن تركها متعمدا فلا صلاة له.

٨ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن القرائة في الجمعة إذا صليت وحدي أربعا أجهر بالقرائة؟ فقال : نعم. وقال : اقرأ بسورة الجمعة والمنافقين في يوم الجمعة.

٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما‌السلام في الرجل يريد ان يقرأ بسورة الجمعة في الجمعة فيقرأ قل هو الله أحد؟ قال : يرجع الى سورة الجمعة.

وروى أيضا يتمها ركعتين ثم يستأنف.

١٠ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن عمر بن يزيد قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : من صلى الجمعة بغير الجمعة والمنافقين أعاد الصلوة في سفر أو حضر وروى لا بأس في السفر ان يقرأ بقل هو الله أحد.

١١ ـ في كتاب علل الشرائع أبى رضى الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبى جعفر عليه‌السلام في حديث طويل يقول : اقرأ سورة الجمعة والمنافقين ، فان قراءتهما سنة يوم الجمعة في الغداة والظهر والعصر ولا ينبغي لك أن تقرء بغيرهما في صلوة الظهر ، يعنى الجمعة إماما كنت أو غير امام.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) القدوس البريء من الآفات الموجبات للجهل.

١٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عبد الله بن الفضل الهاشمي عن أبى عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : ومتى علمنا انه عزيز حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة ، وان وجهها غير منكشف.

٣٢١

١٤ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا عن أبى الحسن الاول عليه‌السلام قال : بعث الله عزوجل محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله رحمة للعالمين في سبع وعشرين من رجب ، فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ) قال : الأميون الذين ليس معهم كتاب ، قال : فحدثني أبى عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ) قال : كانوا يكتبون ولكن لم يكن معهم كتاب من عند الله ، ولا بعث إليهم رسول ، فنسبهم الله الى الأميين.

١٦ ـ في بصائر الدرجات الحسين بن محمد عن أحمد بن هلال عن خلف بن حماد عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقرء ويكتب ويقرأ ما لم يكتب.

١٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى جعفر الصوفي قال : سألت أبا جعفر محمد بن على الباقر فقلت : يا ابن رسول الله لم سمى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الأمي؟ فقال : ما تقول الناس؟ قلت : يزعمون انه انما يسمى الأمي لأنه لم يحسن أن يكتب فقال عليه‌السلام : كذبوا عليهم لعنة الله ، انى ذلك والله يقول : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن؟ والله لقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقرء ويكتب باثنين وسبعين أو قال : بثلاث وسبعين لسانا ، وانما سمى الأمي لأنه كان من أهل مكة ؛ ومكة من أمهات القرى ، وذلك قول الله عزوجل : (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها).

١٨ ـ وباسناده الى على بن حسان وعلى بن أسباط وغيره رفعه عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قلت : ان الناس يزعمون ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكتب ولا يقرء فقال : كذبوا لعنهم الله انى يكون ذلك وقد قال الله عزوجل : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) فيكون يعلمهم

٣٢٢

الكتاب والحكمة وليس يحسن ان يقرء أو يكتب ، قال : قلت : فلم سمى النبي الأمي؟ قال: نسب الى مكة وذلك قوله عزوجل : (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها) فأم القرى مكة فقيل أمى لذلك.

١٩ ـ في أصول الكافي وعن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : كان على عليه‌السلام كثيرا ما يقول: اجتمع التيمي والعدوى عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقرء انا أنزلناه بتخشع وبكاء ، فيقولان : ما أشد رقتك لهذه السورة؟! فيقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما رأت عيني ووعى قلبي ولما يرى قلب هذا من بعدي ؛ فيقولان : وما الذي رأيت وما الذي يرى؟ قال : فيكتب لهما في التراب : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : وآخرين منهم لما يلحقوا بهم قال : دخلوا الإسلام بعدهم.

٢١ ـ في مجمع البيان (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) وهم كل من بعد الصحابة الى يوم القيامة الى قوله : وقيل : هم الأعاجم ومن لا يتكلم بلغة العرب ، فان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مبعوث الى من شاهده والى من بعدهم من العجم والعرب ، عن ابن عمر وسعيد بن جبير وروى ذلك عن أبى جعفر عليه‌السلام.

٢٢ ـ وروى ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قرأ هذه الاية فقيل له : من هؤلاء؟ فوضع يده على كتف سلمان وقال : لو كان الايمان في الثريا لنالته رجال من هؤلاء.

٢٣ ـ وروى محمد بن أبى عمير عن هشام بن سالم يرفعه قال : جاء الفقراء الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا : يا رسول الله ان للأغنياء ما يتصدقون وليس لنا ما نتصدق؟ ولهم ما يحجون وليس لنا ما نحج؟ ولهم ما يعتقون وليس لنا ما نعتق؟ فقال : من كبر الله مأة مرة كان أفضل من عتق رقبة ، ومن سبح الله مأة مرة كان أفضل من مأة فرس في سبيل الله بسرجها وبلجمها ، ومن هلل الله مأة مرة كان أفضل الناس عملا في ذلك اليوم الا من زاد ، فبلغ ذلك الأغنياء فقالوه ؛ فرجع الفقراء الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : يا رسول الله قد بلغ ذلك الأغنياء ما قلت فصنعوا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

٣٢٣

(ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ).

٢٤ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن المستورد النخعي عمن رواه عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ان الملائكة الذين في السماء ليطلعون الى الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد قال : فيقول : أما ترون الى هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوهم يصفون فضل آل محمد؟ فتقول الطائفة الاخرى من الملائكة : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).

٢٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم ضرب مثلا في بنى إسرائيل فقال : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً) قال : الحمار يحمل الكتب ولا يعلم ما فيها ولا يعمل به كذلك بنو إسرائيل قد حملوا مثل الحمار لا يعلمون ما فيه ولا يعملون به وقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) قال : ان في التوراة مكتوب : أولياء الله يتمنون الموت.

٢٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه عن الحسن بن على بن ابى عثمان عن واصل عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : جاء رجل الى أبى ذر فقال : يا أبا ذر ما لنا نكره الموت؟ فقال : لأنكم عمرتم الدنيا وخربتم الاخرة فتكرهون أن تنقلوا من عمران الى خراب.

٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال : (إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ايها الناس كل امرء لاق في فراره ما منه يفر ، والأجل مساق النفس اليه والهرب منه موافاته.

٢٨ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن محمد الأزدي عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) الى قوله (تَعْمَلُونَ) قال : تعد السنين ثم تعد الشهور ثم تعد الأيام ثم تعد الساعات ثم يعد النفس فاذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.

٣٢٤

٢٩ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى انه كان بالمدينة إذا اذن المؤذن يوم الجمعة نادى مناد : حرم البيع لقول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ).

٣٠ ـ في مجمع البيان وقرء عبد الله بن مسعود «فامضوا الى ذكر الله» وروى ذلك عن على بن أبى طالب عليه‌السلام وهو المروي عن أبى جعفر عليه‌السلام.

٣١ ـ في الكافي على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد عن المفضل بن الصالح عن جابر بن يزيد عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : قول الله عزوجل : (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) قال : اعملوا وعجلوا فانه يوم مضيق على المسلمين ، وثواب أعمال المسلمين على قدر ما ضيق عليهم ، والحسنة والسيئة تضاعف فيه. قال : وقال أبو جعفر عليه‌السلام : والله لقد بلغني أن أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كانوا يتجهزون للجمعة يوم الخميس ؛ لأنه يوم مضيق على المسلمين.

٣٢ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن الحسن بن علان عن حماد بن عيسى وصفوان بن يحيى عن ربعي بن عبد الله عن فضيل بن يسار عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : ان من الأشياء أشياء موسعة وأشياء مضيقة ، فالصلوات مما وسع فيه تقدم مرة وتؤخر اخرى ، والجمعة مما ضيق فيها فان وقتها يوم الجمعة ساعة تزول ، ووقت العصر فيها وقت الظهر في غيرها.

٣٣ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن موسى عن العباس بن معروف عن ابن أبى نجران عن ابى عبد الله عن ابى جعفر عليهما‌السلام قال : قال له رجل : كيف سميت الجمعة؟ قال : ان الله عزوجل جمع فيها خلقه لولاية محمد ووصيه في الميثاق ، فسماه يوم الجمعة لجمعه فيه خلقه.

٣٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى الحلبي عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : إذا قمت الى الصلوة إنشاء الله فأتها سعيا وليكن عليك السكينة والوقار ، فما أدركت فصل وما سبقت فأتمه ، فان الله عزوجل يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) ومعنى فاسعوا هو الانكفاء.

٣٢٥

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) قال : الاسراع في المشي ، وفي رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام في قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ) يقول : واسعوا اى امضوا ويقال : اسعوا اعملوا لها وهو قص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظفار والغسل ولبس أنظف الثياب وتطيب للجمعة فهو السعي ، يقول الله : (وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ).

٣٦ ـ في مجمع البيان وفرض الجمعة لازم جميع المكلفين الا أصحاب الاعذار من السفر أو المرض أو العمى أو العرج أو ان يكون امرأة أو شيخا لا حراك به أو عبدا أو يكون على رأس أكثر من فرسخين من الجامع ، وعند حصول هذه الشرائط لا تجب الا عند حضور السلطان العادل أو من نصبه السلطان للصلوة ، والعدد يتكامل عند أهل البيت عليهم‌السلام بسبعة ، والاختلاف بين الفقهاء في مسائل الجمعة كثير موضعه كتب الفقه.

٣٧ ـ في كتاب الخصال وعن على عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اطرقوا أهليكم في كل جمعة بشيء من الفاكهة واللحم حتى يفرحوا بالجمعة وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا خرج في الصيف من بيت خرج يوم الخميس ، وإذا أراد ان يدخل البيت في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة.

٣٨ ـ فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه : وفي يوم الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد الا مات.

٣٩ ـ عن محمد بن رباح القلا قال : رأيت أبا إبراهيم عليه‌السلام يحتجم يوم الجمعة فقلت: جعلت فداك تحتجم يوم الجمعة؟ قال : اقرأ آية الكرسي فاذا هاج بك الدم ليلا كان أو نهارا اقرأ آية الكرسي واحتجم.

٤٠ ـ عن الصقر بن ابى دلف الكرخي قال : قلت لأبي الحسن العسكري عليه‌السلام حديث يروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا اعرف معناه؟ قال : وما هو؟ قلت : قوله : لا تعادوا الأيام فتعاديكم ما معناه؟ قال : نعم ، الأيام نحن ما قامت السموات والأرض

٣٢٦

فالسبت اسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. والأحد كناية عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والاثنين الحسن والحسين ، والثلثاء على بن الحسين ومحمد بن على وجعفر بن محمد ، والأربعاء موسى بن جعفر وعلى بن موسى ومحمد بن على وانا ، والخميس إبني الحسن بن على ، والجمعة ابن إبني واليه تجمع عصابة الحق ، وهو الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، فهذا معنى الأيام. فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الاخرة.

٤١ ـ في الكافي احمد بن الحسين عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يستحب إذا دخل وإذا خرج في الشتاء ان يكون ذلك في ليلة الجمعة.

٤٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال على بن إبراهيم في قوله : (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ) يعنى إذا فرغ من الصلوة (فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ) قال : يوم السبت.

٤٣ ـ في مجمع البيان وروى انس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال في قوله : (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ) الاية ليست بطلب الدنيا ، ولكن عيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في الله.

٤٤ ـ وروى عمر بن يزيد عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : انى لا ركب في الحاجة التي كفاها الله ما أركب فيها الا التماس أن يراني الله أضحى في طلب الحلال ؛ أما تسمع قول الله عز اسمه : (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) أرأيت لو أن رجلا دخل بيتا وطين عليه بابه ، ثم قال : رزقي ينزل على أكان يكون هذا؟ اما انه أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم ، قال : قلت : من هؤلاء؟ قال : رجل تكون عنده المرأة فيدعو عليها فلا يستجاب له ؛ لان عصمتها في يده لو شاء أن يخلى سبيلها ، والرجل يكون له الحق على الرجل فلا يشهد عليه فيجحده حقه فيدعو عليه فلا يستجاب ، لأنه ترك ما أمر به ، والرجل يكون عنده الشيء فيجلس في بيته فلا ينتشر ولا يطلب ولا يلتمس حتى يأكله ثم يدعو فلا يستجاب له.

٣٢٧

٤٥ ـ وروى عن أبى عبد الله عليه‌السلام انه قال : الصلوة يوم الجمعة والانتشار يوم السبت.

٤٦ ـ في محاسن البرقي عنه عن عثمان بن عيسى عن عبد الله بن سنان وأبى أيوب الخزاز قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) قال : الصلوة يوم الجمعة والانتشار يوم السبت.

وقال : السبت لنا والأحد لبني امية.

٤٧ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الاخبار المجموعة وباسناده عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : السبت لنا والأحد لشيعتنا والاثنين لبني امية ، والثلثاء لشيعتهم ، والأربعاء لبني العباس والخميس لشيعتهم ، والجمعة لساير الناس جميعا وليس فيه سفر ، قال الله تعالى : (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) يعنى يوم السبت.

٤٨ ـ في الكافي الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن على بن مهزيار عن جعفر بن محمد الهاشمي عن أبى حفص العطار شيخ من أهل المدينة قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا صلى أحدكم المكتوبة وخرج من المسجد فليقف بباب المسجد ثم ليقل : اللهم دعوتني فأجبت دعوتك وصليت مكتوبك وانتشرت في أرضاك كما أمرتنى فأسئلك من فضلك العمل بطاعتك واجتناب سخطك والكفاف في الرزق برحمتك.

٤٩ ـ في مجمع البيان : (وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً) اى اذكروه على إحسانه الى قوله : وقيل معناه : اذكروا الله في تجاراتكم وأسواقكم كما روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : من ذكر الله مخلصا في السوق عند غفلة الناس وشغلهم بما هم فيه كتب الله له ألف حسنة ويغفر الله له يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر ، لعلكم تفلحون اى لتفلحوا وتفوزوا بثواب النعيم ، علق سبحانه الفلاح بالقيام بما تقدم ذكره من أعمال الجمعة وغيرها.

٣٢٨

٥٠ ـ وصح الحديث عن أبى ذر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من اغتسل يوم الجمعة فأحسن غسله ولبس صالح ثيابه ، ومس من طيب بيته أو دهنه ، ثم لم يفرق بين اثنين غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الاخرى وزيادة ثلاثة أيام بعدها أورده البخاري في الصحيح.

٥١ ـ وروى سلمان التيمي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ان لله عزوجل في كل جمعة ستمائة الف عتيق من النار كلهم قد استوجب النار.

٥٢ ـ وفيه قال جابر بن عبد الله : اقبل عير ونحن نصلي مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فانقض الناس إليها فما بقي غير اثنى عشر رجلا انا فيهم فنزلت الاية (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً) وقال الحسن وابو مالك : أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر ، فقدم دحية ابن خليفة بتجارة زيت من الشام والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخطب يوم الجمعة ؛ فلما رأوه قاموا اليه بالبقيع وخشية ان يسبقوا اليه ، فلم يبق مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الا رهط فنزلت الاية فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والذي نفسي بيده لو انه تتابعتكم حتى لا يبقى أحد منكم لسال بكم الوادي نارا.

٥٣ ـ في عوالي اللئالى وروى مقاتل بن سليمان قال : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب يوم الجمعة إذا قدم دحية الكلبي من الشام بتجارة ، وكان إذا قدم لم يبق في المدينة عاتق الا أتته (١) وكان يقدم إذا قدم بكل ما يحتاج اليه الناس من دقيق وبر وغيره ، ثم ضرب الطبل ليؤذن الناس بقدومه ، فيخرج الناس فيبتاعوا منه ، فقدم ذات جمعة وكان قبل ان يسلم ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب على المنبر ، فخرج الناس فلم يبق في المسجد الاثنى عشر ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو لا هؤلاء لسومت عليهم الحجارة من السماء وانزل الله الاية في سورة الجمعة.

٥٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها) قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلى بالناس يوم الجمعة و

__________________

(١) العاتق : الجارية أول ما أدركت أو التي بين الإدراك والتعنيس سميت بذلك لأنها عتقت عن خدمة أبويها ولم يدركها زوج بعد.

٣٢٩

دخلت ميرة (١) وبين يديها قوم يضربون بالدفوف والملاهي ، فترك الناس الصلوة ومروا ينظرون إليهم ، فأنزل الله : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها) الى قوله (وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).

أخبرنا أحمد بن إدريس قال : حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن مسكان عن أبى بصير انه سئل عن الجمعة كيف يخطب الامام؟ قال : يخطب قائما فان الله يقول : وتركوك قائما.

٥٥ ـ وعنه عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن أبى أيوب عن ابى يعفور (٢) عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : نزلت : «(وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً) انصرفوا (إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ) يعنى للذين اتقوا (وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).

٥٦ ـ في مجمع البيان (انْفَضُّوا) اى تفرقوا وروى عن أبى عبد الله عليه‌السلام انه قال : انصرفوا إليها وتركوك قائما تخطب على المنبر ، قال جابر بن سمرة : ما رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخطب الا وهو قائم فمن حدثك انه خطب وهو جالس فكذبه.

وسئل عبد الله بن مسعود كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب قائما؟ فقال : أما تقرأ (وَتَرَكُوكَ قائِماً).

٥٧ ـ في كتاب الخصال فيما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام : يا على ثلاث يقسين القلب : استماع اللهو وطلب الصيد وإتيان باب السلطان.

٥٨ ـ عن أبى الحسن الاول عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أربع خصال يفسدن القلب وينبتن النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر : استماع اللهو ، والبذاء (٣)

__________________

(١) الميرة : الطعام يدخره الإنسان.

(٢) كذا في الأصل وتوافقه المصدر لكن في نسخة البرهان «عن ابن أبى يعفور» وهو الصحيح.

(٣) البذاء : الفحش في القول.

٣٣٠

وإتيان باب السلطان وطلب الصيد.

٥٩ ـ عن زرارة بن أعين عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : لهو المؤمن في ثلاثة أشياء : التمتع في النساء ومفاكهة الاخوان والصلوة بالليل.

٦٠ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر أخلاق الرضا عليه‌السلام ووصف عبادته : وكان يقرء في سورة الجمعة : «(قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ) للذين اتقوا (وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في ليلة بالجمعة بالجمعة وسبح اسم ربك الأعلى. وفي صلوة الظهر بالجمعة والمنافقين ، فاذا فعل ذلك فكأنما يعمل بعمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان جزاؤه وثوابه على الله الجنة.

٢ ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن قرء سورة المنافقين برىء من النفاق.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) قال : نزلت في غزوة المريسيع (١) وهي غزوة المصطلق في سنة خمس من الهجرة ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج إليها فلما رجع منها نزل على بئر وكان الماء قليلا فيها ، وكان انس بن سيار حليف الأنصار ، وكان جهجاه بن سعيد الغفاري أجيرا لعمر بن الخطاب فاجتمعوا على البئر فتعلق دعو سيار (٢) بدلو جهجاه فقال سيار دلوي ، وقال جهجاه : دلوي. فضرب جهجاه على وجه سيار فسال منه الدم. فنادى سيار

__________________

(١) قال الفيروزآبادي : المريسيع مصغر مرسوع : بئر أو ماء لخزاعة على يوم من الفرع واليه تضاف غزوة بنى المصطلق.

(٢) كذا في الأصل والصحيح كما في المصدر «ابن سيار» وكذا فيما يأتى.

٣٣١

بالخزرج ونادى جهجاه بقريش ، وأخذ الناس السلاح وكاد أن تقع الفتنة فسمع عبد الله بن أبى النداء فقال : ما هذا؟ فأخبروه بالخبر ، فغضب غضبا شديدا ثم قال : قد كنت كارها لهذا المسير انى لأذل العرب ما ظننت انى أبقى الى ان اسمع مثل هذا فلا يكن عندي تغيير ، ثم أقبل على أصحابه فقال : هذا عملكم أنزلتموهم منازلكم ، وواسيتموهم بأموالكم ووقيتموهم بأنفسكم ، وأبرزتم نحوركم للقتل فأرمل نساؤكم (١) وأيتم صبيانكم ولو أخرجتموهم لكانوا عيالا على غيركم ، ثم قال : (لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) وكان في القول زيد بن أرقم وكان غلاما قد راهق ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في ظل شجرة في وقت الهاجرة (٢) وعنده قوم من أصحابه من المهاجرين والأنصار ، فجاء زيد فأخبره بما قال عبد الله بن أبى ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لعلك وهمت يا غلام؟ قال : لا والله ما وهمت ، قال : فلعلك غضبت عليه؟ قال : لا والله ما غضبت عليه ، قال : فلعله سفه عليك؟ فقال : لا والله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لشقران مولاه : احدج ، (٣) فأحدج راحلته وركب وتسامع الناس بذلك ؛ فقالوا : ما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليرحل في مثل هذا الوقت ، فرحل الناس ولحقه سعد بن عبادة فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، فقال : وعليك السلام فقال : ما كنت لترحل في مثل هذا الوقت؟ فقال : أو ما سمعت قولا قال صاحبكم؟ قالوا : وأى صاحب لنا غيرك يا رسول الله؟ قال : عبد الله بن أبى زعم انه ان رجع الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل؟ فقال : يا رسول الله فانك وأصحابك الأعز وهو وأصحابه الأذل ، فسار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يومه كله لا يكلمه أحد ، فأقبلت الخزرج على عبد الله بن ابى يعذلونه (٤) فحلف عبد الله انه لم يقل شيئا من

__________________

(١) أرملت المرأة : مات عنها زوجها.

(٢) الهاجرة : مؤنث الهاجر : نصف النهار في القيظ ، أو من عند زوال الشمس الى العصر ، لان الناس يسكنون في بيوتهم كأنهم هاجروا.

(٣) الحدج : شد الأحمال وتوثيقها.

(٤) العذل : الملامة كالتعذيل.

٣٣٢

ذلك ، فقالوا : فقم بنا الى رسول الله حتى تعتذر اليه ، فلوى عنقه ؛ فلما جن الليل سار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليله كله والنهار فلم ينزلوا الا للصلوة ، فلما كان من الغد نزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونزل أصحابه وقد أمهدهم الأرض (١) من السفر الذي أصابهم فجاء عبد الله بن أبى الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحلف عبد الله له انه لم يقل ذلك وانه يشهد ان لا اله الا الله و (إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ) ، وان زيدا قد كذب على ، فقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منه وأقبلت الخزرج على زيد بن أرقم يشتمونه ويقولون له : كذبت على عبد الله سيدنا فلما رحل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان زيد معه يقول : اللهم انك لتعلم انى لم أكذب على عبد الله بن ابى ، فما سار الا قليلا حتى أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما كان يأخذه من البرحاء (٢) عند نزول الوحي ، فثقل حتى كادت ناقته أن تبرك من ثقل الوحي فسرى عن رسول الله وهو يسكب العرق عن جبهته (٣) ثم أخذ بإذن زيد بن أرقم فرفعه من الرحل ثم قال : يا غلام صدق قولك ووعى قلبك وأنزل الله فيما قلت قرآنا ، فلما نزل جمع أصحابه وقرأ عليهم سورة المنافقين : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) الى قوله : (وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) ففضح الله عبد الله بن ابى.

٤ ـ حدثنا أحمد بن ثابت قال : حدثنا أحمد بن ميثم عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن أبان بن عثمان قال : سار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما وليلة ومن الغد حتى ارتفع الضحى ، فنزل ونزل الناس ، فرموا بأنفسهم نيام ، وانما أراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يكف الناس عن الكلام ، قال : وان ولد عبد الله بن أبى أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله ان كنت عزمت على قتله فمرني ان أكون أنا الذي أحمل

__________________

(١) أمهدهم الأرض اى صارت لهم مهادا فلما وقعوا عليها ناموا.

(٢) البرحاء : الشدة والأذى.

(٣) سكب الماء : صبه. وفي البحار يسلت بدل يسكب وهو من سلت الخضاب عن يده مسحه وألقاه.

٣٣٣

إليك رأسه ، فو الله لقد علمت الأوس والخزرج انى أبر هم ولدا بوالدي فانى أخاف ان تأمر غيري فيقتله فلا تطيب نفسي ان انظر الى قاتل عبد الله فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بل يحسن لك صحابته ما دام معنا.

٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن أبى بصير قال : قال طاوس اليماني لأبي جعفر عليه‌السلام : أخبرني عن قوم شهدوا شهادة الحق وكانوا كاذبين قال : المنافقون حين قالوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ) فأنزل الله عزوجل : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ).

٦ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي قال : قلت له : ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا قال : ان الله تبارك وتعالى سمى من لم يتبع رسوله في ولاية وصية منافقين ، وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمدا ، وأنزل بذلك قرآنا فقال : يا محمد إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك (قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ) بولاية على (لَكاذِبُونَ ، اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) والسبيل هو الوصي (إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا) برسالتك وكفروا بولاية وصيك فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون ، قلت : ما معنى لا يفقهون؟ قال : يقول : لا يعقلون نبوتك.

٧ ـ وفي أصول الكافي باسناده الى أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : وانما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس ، رجل منافق يظهر الايمان متصنع بالإسلام لا يتأثم ولا يتحرج أن يكذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله متعمدا ، فلو علم الناس انه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدق ، ولكنهم قالوا : هذا قد صحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورآه وسمع منه وأخذوا عنه وهم لا يعرفون حاله ، وقد أخبر الله تعالى عن المنافقين بما أخبره ووصفهم بما وصفهم ، فقال عزوجل : (وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ) ثم بقوا بعدهم فتقربوا الى أئمة الضلالة والدعاة الى

٣٣٤

النار بالزور والكذب والبهتان ، فولوهم الأعمال وحملوهم على رقاب الناس وأكلوا بهم الدنيا ، وانما الناس مع الملوك والدنيا الا من عصم الله فهذا أحد الاربعة.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ) يقول : لا يسمعون ولا يعقلون (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) يعنى كل صوت (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) فلما أنبأ الله رسوله وعرفه خبرهم مشى إليهم عشائرهم (١) وقالوا : لقد افتضحتم ويلكم.

فأتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يستغفر لكم فلووا رؤسهم وزهدوا في الاستغفار يقول الله : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ).

أقول : قد تقدم في أول السورة في بيان شأن النزول (٢) بيان لقوله عزوجل : «لووا رؤسهم».

٩ ـ في أصول الكافي متصل بقوله : لا يعقلون نبوتك ، قلت : (إِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ) قال : وإذا قيل لهم ارجعوا الى ولاية على يستغفر لكم النبي من ذنوبكم (لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ) قال الله : «ورأيتهم يصدون عن ولاية على وهم مستكبرون عليه» ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) يقول : الظالمين لوصيك ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

أقول : قد تقدم في أول السورة في بيان شأن النزول (٣) بيان لقوله عزوجل: (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ).

١٠ ـ في الكافي باسناده الى الحسن الأحمسي عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله تعالى فوض الى المؤمن أموره كلها ، ولم يفوض اليه ان يكون ذليلا ، اما

__________________

(١) وفي المصدر «فلما نعمتهم الله لرسوله وعرفه مسائتهم إليهم والى عشائرهم ... اه» ولكن الظاهر هو المختار في الكتاب.

(٢ و ٣) مر في حديث تفسير القمى (ره) تحت رقم (٣)

٣٣٥

تسمع قول الله تعالى : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا ، ثم قال : المؤمن أعز من الجبل ، ان الجبل يستفل منه بالمعاول (١) والمؤمن لا يستفل من دينه شيء.

١١ ـ وباسناده الى سماعة قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان الله سبحانه وتعالى فوض الى المؤمن أموره كلها ، ولم يفوض اليه أن يذل نفسه ألم تسمع لقول الله تعالى : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) فالمؤمن ينبغي أن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا يعزه الله بالايمان والإسلام.

١٢ ـ وباسناده الى داود الرقى قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قيل له : وكيف يذل نفسه؟ قال : يتعرض لما يطيق.

١٣ ـ وباسناده الى مفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام لا ينبغي للمؤمنين ان يذل نفسه ، قلت : بما يذل نفسه؟ قال : يدخل فيما يعتذر منه.

١٤ ـ وبإسناد له آخر الى سماعة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله تبارك وتعالى فوض الى المؤمن أموره كلها ولم يفوض اليه ان يذل نفسه الم تر قول الله سبحانه وتعالى هاهنا: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) والمؤمن ينبغي أن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا.

١٥ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وقيل للحسن بن على عليهما‌السلام : ان فيك عظمة؟ قال : بل في عزة ، قال الله تعالى : «(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ).

١٦ ـ في كتاب الخصال عن عبد المؤمن الأنصاري قال : ان الله عزوجل أعطى المؤمن ثلاث خصال : العز في الدنيا في دينه ؛ والفلاح في الاخرة ، والمهابة في صدور العالمين.

١٧ ـ عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : ان الله أعطى المؤمن ثلاث خصال : العزة في الدنيا ، والفلاح في الاخرة ، والمهابة في قلوب الظالمين ، ثم قرأ : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) وقرء : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) الى قوله : (هُمْ فِيها خالِدُونَ)

__________________

(١) الغل ، الثلم ، والمعاول جمع المعول : أداة الحفر الأرض.

٣٣٦

١٨ ـ عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : شرف المؤمن صلوته بالليل ، وعزه كف الأذى عن الناس.

١٩ ـ عن معاوية بن وهب قال : راني ابو عبد الله عليه‌السلام وانا احمل بقلا ، فقال : انه يكره للرجل السري (١) ان يحمل الشيء الدني فيجترأ عليه.

٢٠ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وسئل عن قول الله تعالى : (فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) قال : اصدق من الصدقة ، وأكن من الصالحين أحج.

٢١ ـ في مجمع البيان عن ابن عباس قال : ما من أحد يموت وكان له مال فلم يؤد زكوته ، وأطاق الحج فلم يحج الا سأل الرجعة عند الموت ، قالوا : يا ابن عباس اتق الله فانما نرى هذا الكافر يسأل الرجعة؟ فقال : أنا اقرأ به عليكم قرآنا ثم قرء هذه الاية الى قوله : (مِنَ الصَّالِحِينَ) قال : الصلاح هنا الحج ، وروى ذلك عن أبى عبد الله عليه‌السلام.

٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا احمد بن إدريس قال : حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه‌السلام في قول الله : (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها) قال : ان عند الله كتبا موقوفة يقدم منها ما يشاء ، ويؤخر ما يشاء فاذا كان ليلة القدر أنزل الله فيها كل شيء يكون الى مثلها (٢) فذلك قوله : (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها) إذ أنزله الله وكتبه كتاب السموات وهو الذي لا يؤخره.

__________________

(١) السري : السيد الشريف السخي.

(٢) وفي المصدر «الى ليلة مثلها».

٣٣٧

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرء سورة التغابن في فريضة كانت شفيعة له يوم القيامة وشاهد عدل عند من يجيز شهادتها ثم لا تفارقه حتى يدخل الجنة.

٢ ـ وباسناده عن جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : من قرأ بالمسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك القائم ، وان مات كان في جوار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٣ ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرأ سورة التغابن دفع الله عنه موت الفجاءة.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) قال : هذه الاية خاصة في المؤمنين والكافرين.

حدثنا على بن الحسين عن احمد بن أبى عبد الله عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال : سألت الصادق عليه‌السلام عن قوله : (فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) فقال : عرف الله عزوجل ايمانهم بولايتنا وكفر هم بتركها.

٥ ـ في مجمع البيان ولا يجوز حمله على أن الله سبحانه خلقهم مؤمنين وكافرين لأنه لم يقل كذلك بل أضاف الكفر والايمان إليهم والى فعلهم.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كل مولود يولد على الفطرة تمام الخبر ، وقال الصادق عليه‌السلام حكاية عن الله سبحانه.

خلقت عبادي كلهم حنفاء ، ونحو ذلك من الاخبار كثير.

٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : (فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) فقال : عرف الله ايمانهم بولايتنا وكفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم صلى الله عليه وهم ذر.

٣٣٨

٧ ـ على عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن الفضيل قال قال أبو جعفر عليه‌السلام حبنا ايمان وبغضنا كفر.

٨ ـ على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قلت أصلحك الله ما تأمرنى انطلق فأتزوج بأمرك فقال لي : ان كنت فاعلا فعليك بالبلهاء من النساء ، قلت : وما البلهاء؟ قال : ذوات الخدور العفائف ، فقلت : من هي على دين سالم بن أبى حنيفة؟ قال : لا فقلت : من هي على دين ربيعة الرأى (١) فقال : لا ولكن العواتق اللواتي لا ينصبن كفرا ولا يعرفن ما تعرفون ، قلت : وهل تعدو أن تكون مؤمنة أو كافرة؟ فقال : تصوم وتصلى وتتقى الله ولا تدري ما أمركم فقلت : قد قال الله عزوجل : «و (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) لا والله لا يكون أحد من الناس ليس بمؤمن ولا كافر قال : فقال : أبو جعفر عليه‌السلام : قول الله اصدق من قولك. يا زرارة أرأيت قول الله عزوجل : (خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) قال : فلما قال عسى قلت : ما هم الا مؤمنين أو كافرين قال : فقال ما تقول في قوله عزوجل : (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً) الى الايمان فقلت : ما هم الا مؤمنين أو كافرين ، فقال : والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين ، ثم أقبل على فقال : ما تقول في أصحاب الأعراف؟ فقلت : ما هم الا مؤمنين أو كافرين ان دخلوا الجنة فهم مؤمنون وان دخلوا النار فهم كافرون ، فقال : والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين ولو كانوا مؤمنين لدخلوا الجنة كما دخلها المؤمنون ، ولو كانوا كافرين لدخلوا النار كما دخلها الكافرون ، ولكنهم قد استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم الأعمال ، وانهم لكما قال الله عزوجل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن أسباط عن سليم مولى طربال قال : حدثني هشام عن حمزة بن الطيار قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : الناس على ستة

__________________

(١) سالم بن ابى حفصة من رؤساء الزيدية لعنه الصادق (عليه السلام) وكذبه وكفره. وربيعة الرأى من فقهاء العامة.

٣٣٩

أصناف قال : قلت تأذن لي ان أكتبها؟ قال : نعم قلت : ما اكتب؟ قال : اكتب أهل الوعيد من أهل الجنة وأهل النار ، «و (آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً) قال : قلت : من هؤلاء؟ قال : وحشى منهم ، قال : واكتب و (آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ) قال : واكتب (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً) الى الكفر ولا يهتدون سبيلا الى الايمان ، (فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ) ، قال ؛ واكتب أصحاب الأعراف. قال : قلت : وما أصحاب الأعراف؟ قال : قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم ، فان أدخلهم النار فبذنوبهم ، وان أدخلهم الجنة فبرحمته.

١٠ ـ على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن حماد عن حمزة بن الطيار قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : الناس على ستة فرق : يؤلون كلهم الى ثلاث فرق : الايمان والكفر والضلال وهم أهل الوعيد الذين وعدهم الله الجنة والنار ، المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لأمر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم ، والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، وأهل الأعراف.

١١ ـ على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابه عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن المستضعف فقال : هو الذي لا يهتدى حيلة الى الكفر فيكفر ، ولا يهتدى سبيلا الى الايمان ، لا يستطيع أن يؤمن ولا يستطيع ان يكفر ، فهم الصبيان ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان مرفوع القلم.

١٢ ـ على بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم بن معاوية ومحمد بن يحيى عن العمركي بن على جميعا عن على بن جعفر عن أبى الحسن موسى عليه‌السلام قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان الله عزوجل خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا فأحسن صورنا وجعلنا خزائنه (١) في سمائه وأرضه ولنا نطقت الشجرة وبعبادتنا عبد الله عزوجل ، ولولانا ما عبد الله.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا احمد بن إدريس قال : حدثنا أحمد

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «خزانة» مكان «خزائنه».

٣٤٠