تفسير نور الثقلين - ج ٥

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨

كلهم فرسانا وقال لهم : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فان فيها ظعينة (١) معها كتاب من حاطب الى المشركين فخذوه منها ، فخرجوا حتى أدركوها في ذلك المكان الذي ذكره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا لها : أين الكتاب؟ فحلفت بالله ما معها من كتاب ، فنحوها وفتشوا متاعها فلم يجدوا معها كتابا فهموا بالرجوع ، فقال علي عليه‌السلام : والله ما كذبنا ولا كذبنا وسل سيفه وقال : أخرجى الكتاب والا والله لأضربن عنقك فلما رأت الجد أخرجه من ذوابتها قد أخبأته في شعرها ، فرجعوا بالكتاب الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأرسل الى حاطب فأتاه فقال له : هل تعرف الكتاب؟ قال : نعم ، قال : فما حملك على ما صنعت؟ فقال : يا رسول الله والله ما كفرت مذ أسلمت ، ولاغششتك مذ نصحتك ؛ ولا أحببتهم مذ فارقتهم ، ولكن لم يكن أحد من المهاجرين الاول بمكة من يمنع عشيرته ، وكنت عريرا اى غريبا وكان أهلى بين ظهرانيهم فخشيت على أهلى فأردت أن اتخذ عندهم يدا ، وقد قلت : ان الله ينزل بهم بأسه وان كتابي لا يغني عنهم شيئا ، فصدقه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعذره. فقام عمر بن الخطاب وقال : دعني يا رسول الله اضرب عنق هذا المنافق؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فغفر لهم ، فقال لهم : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.

٥ ـ وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن أبى رافع قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنا والمقداد والزبير وقال : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فان بها ظعينة معها كتاب فخرجنا وذكر نحوه.

٦ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام لرجل : ان كنت لا تطيع خالقك فلا تأكل رزقه ، وان كنت واليت عدوه فاخرج من ملكه، وان كنت غير قانع برضاه (٢) وقدره فاطلب ربا سواه.

٧ ـ وفيه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر قوله تعالى : (يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) والكفر في هذه الاية البرائة يقول :

__________________

(١) الظعينة : المرأة ما دامت في الهودج أو عموما.

(٢) وفي بعض النسخ «بقضاه» مكان «برضاه».

٣٠١

فيبرأ بعضكم من بعض : ونظيرها في هذه سورة إبراهيم قول الشيطان : (إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ) وقول إبراهيم خليل الرحمن : كفرنا بكم يعنى تبرأنا منكم.

٨ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن ابى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : أخبرنى عن وجوه الكفر في كتاب الله عزوجل ، قال : الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه الى ان قال عليه‌السلام : والوجه الخامس من الكفر كفر البرائة ، وذلك قول الله عزوجل يحكى قول إبراهيم : (كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ) يعنى تبرأنا منكم.

٩ ـ وباسناده الى ابى عبيدة الحذاء عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله جل وعز فهو ممن كمل ايمانه.

١٠ ـ ابن محبوب عن مالك بن عطية عن سعيد الأعرج عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال: من أوثق عرى الايمان أن يحب في الله ويبغض في الله ، ويعطى في الله ويمنع في الله جل وعز.

١١ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم وحفص بن البختري عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ان الرجل ليحبكم وما يعرف ما أنتم عليه ، فيدخله الله عزوجل الجنة بحبكم ، وان الرجل ليبغضكم وما يعرف ما أنتم عليه فيدخله الله ببغضكم النار.

١٢ ـ وباسناده الى الحسين بن أبان عمن ذكره عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : ولو أن رجلا أبغض رجلا لله لأثابه الله عزوجل على بغضه إياه ، وان كان المبغض في علم الله من أهل الجنة.

١٣ ـ وباسناده الى اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : كل من لم يحب على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام قوله : (عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ

٣٠٢

غَفُورٌ رَحِيمٌ) فان الله امر نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله والمؤمنين بالبرائة من قولهم ما داموا كفارا ، فقال : (قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) الى قوله : (وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) الاية قطع الله عزوجل ولاية المؤمنين منهم ، وأظهر لهم العداوة ، فقال : (عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً) فلما أسلم أهل مكة خالطهم أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وناكحوهم ، وتزوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أم حبيب بنت أبى سفيان بن حرب.

١٥ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن إبراهيم بن عقبة عن إسماعيل بن عباد يرفع الحديث الى أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ما كان من ولد آدم مؤمن الا فقيرا ولا كافر الأغنياء ، حتى جاء إبراهيم عليه‌السلام فقال : (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) فصير الله في هؤلاء أموالا وحاجة ، وفي هؤلاء أموالا وحاجة.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام في قوله (عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ) الى آخره وقد تقدم قريبا.

١٧ ـ في مجمع البيان : (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ) الى قوله : (يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) اى ليس ينهاكم الله عن مخالطة أهل العهد ؛ وقيل : من آمن من أهل مكة ولم يهاجروا ، وقيل : هي عامة في كل من كان بهذه الصفة ، والذي عليه الإجماع ان بر الرجل من يشاء من أهل الحرب قرابة كان أو غير قرابة ليس بمحرم ، وانما الخلاف في اعطائهم مال الزكاة والفطرة والكفارات. فلم يجوزه أصحابنا وفيه خلاف بين الفقهاء.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم في قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ) قال إذا لحقت امرأة من المشركين بالمسلمين تمتحن بان تحلف بالله انه لم يحملها على اللحوق بالمسلمين بغض لزوجها الكافر ، ولأحب لأحد من المسلمين ، وانما حملها على ذلك الإسلام فاذا حلفت على ذلك قبل إسلامها ثم قال الله عزوجل : (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا

٣٠٣

تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا) يعنى ترد المسلمة على زوجها الكافر صداقها. ثم يتزوجها المسلم ، وهذا هو قوله : (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَ).

١٩ ـ في الكافي أحمد بن محمد عن ابن فضال عن على بن يعقوب عن مروان بن مسلم عن الحسين بن الحناط عن الفضيل بن يسار قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ان لامرأتى أختا عازمة على ديننا وليس على ديننا بالبصيرة الا قليل ، فان زوجها ممن لا يرى رأيها ، قال : لا ولا نعمة ؛ ان الله عزوجل يقول : «و (فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ).

٢٠ ـ في مجمع البيان قال ابن عباس : صالح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالحديبية مشركي مكة على أن من أتاه من أهل مكة رده عليهم ، ومن أتى أهل مكة من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهو لهم ولم يردوه عليهم ، وكتبوا بذلك كتابا وختموا عليه ، فجاءت سبيعة بنت الحارث الاسلمية مسلمة بعد الفراغ من الكتاب ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالحديبية ، فجاء زوجها مسافر من بنى مخزوم وقال مقاتل هو صيفي بن الواهب في طلبها وكان كافرا ، فقال : يا محمد اردد على امرأتى فانك شرطت لنا أن ترد علينا من أتاك منا وهذه طينة الكتاب لم تجف بعد ، فنزلت : «(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ) من دار الكفر الى دار الإسلام فامتحنوهن» قال ابن عباس : امتحانهن أن يستحلفن ما خرجت من بغض زوج ، ولا رغبة عن أرض الى ارض ، ولا التماس دنيا انما خرجت حبا لله ولرسوله فاستحلفها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما خرجت بغضا لزوجها ولا عشقا لرجل منا ؛ وما خرجت الا رغبة في الإسلام ، فحلفت بالله الذي لا اله الا هو على ذلك ، فأعطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله زوجها مهرها وما أنفق عليها ولم يردها عليه ، فتزوجها عمر بن الخطاب وكان رسولالله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرد من جاء من الرجال.

ويحبس من جاء من النساء إذا امتحن ويعطى أزواجهن مهورهن. قال الجبائي : لم يدخل في شرط صلح الحديبية الا رد الرجال دون النساء ولم يجز للنساء ذكر ، وان أم كلثوم بنت عتبة بن أبى معيط جاءت مسلمة مهاجرة من مكة فجاء أخواها

٣٠٤

الى المدينة وسألا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ردها عليهما ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الشرط بيننا في الرجال لا في النساء ، فلم يردها عليهما ، قال الجبائي : وانما لم يجر هذا الشرط في النساء لان المرأة إذا أسلمت لم تحل لزوجها الكافر ، فكيف ترد عليه وقد وقعت الفرقة بينهما؟ ٢١ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أحمد بن عمر عن درست الواسطي عن على بن رئاب عن زرارة بن أعين عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : لا ينبغي نكاح أهل الكتاب ، قلت : جعلت فداك وأين تحريمه؟ قال : قوله : (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ).

٢٢ ـ على بن إبراهيم عن أبى جعفر عن أبيه عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) فقال : هذه منسوخة بقوله : (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ).

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ) يقول : من كانت عنده امرأة كافرة يعنى على غير ملة الإسلام ، وهو على ملة الإسلام ، فليعرض عليها‌السلام ، فان قبلت فهي امرأته والا فهي برية ، فنهى الله أن يمسك بعصمتها.

٢٤ ـ في مجمع البيان عند قوله تعالى : (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) وروى أبو الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام انه منسوخ بقوله : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ) وبقوله : (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ).

٢٥ ـ في مصباح شيخ الطائفة (ره) خطبة لأمير المؤمنين عليه‌السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول : وتقربوا الى الله بتوحيده وطاعة من أمركم أن تطيعوه ، (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ).

٢٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم في قوله : وأسألوا ما أنفقتم يعنى إذا لحقت امرأة من المسلمين بالكفار ، فعلى الكافر ان يرد على المسلم صداقها ،

٣٠٥

فان لم يفعل الكافر وغنم المسلمون غنيمة أخذ منها قبل القسمة صداق المرأة اللاحقة بالكفار ، وقال في قوله : (وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ) يقول : يعنى يلحقن بالكفار من أهل عقدكم فاسئلوهم صداقها ، وان لحقوا بكم من نسائهم شيء فأعطوهم صداقها ذلكم حكم الله يحكم بينكم. واما قوله : (وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ) يقول : يلحقن بالكفار الذين لا عهد بينكم وبينهم فأصبتم غنيمة فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون قال : وكان سبب نزول ذلك ان عمر بن الخطاب كانت عنده فاطمة بنت ابى امية بن المغيرة ، فكرهت الهجرة معه وأقامت مع المشركين. فنكحها معاوية بن أبى سفيان ، فأمر الله رسوله أن يعطى عمر مثل صداقها.

وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام (وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ) فلحقن بالكفار من أهل عهدكم فاسئلوهم صداقها ، وان لحقن بكم من نسائهم شيء فأعطوهم صداقها (ذلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ).

٢٧ ـ في كتاب علل الشرائع حدثنا محمد بن الحسن رضى الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار رحمه‌الله عن إبراهيم بن هاشم عن صالح بن سعيد وغيره من أصحاب يونس عن يونس عن أصحابه عن ابى جعفر وأبى عبد الله عليهما‌السلام قال قلت : رجل لحقت امرأته بالكفار وقد قال الله عزوجل في كتابه : (وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا) ما معنى العقوبة هاهنا؟ قال : ان الذي ذهبت امرأته فعاقب على امرأة اخرى غيرها يعنى تزوجها فاذا هو تزوج امرأة اخرى غيرها ، فعلى الامام ان يعطيه مهر امرأته الذاهبة فسألته فكيف صار المؤمنون يردون على زوجها المهر بغير فعل منهم في ذهابها وعلى المؤمنين ان يردوا على زوجها ما أنفق عليها مما يصيب المؤمنين قال : يرد الامام عليه أصابوا من الكافر أو لم يصيبوا ، لان على الامام ان يجبر (١) حاجته من تحت يده ، وان حضرت القسمة فله أن يسد كل نائبة تنوبه قبل القسمة ، وان بقي بعد ذلك

__________________

(١) وفي المصدر «ان ينجز حاجته ....».

٣٠٦

شيء قسمه بينهم ، وان لم يبق لهم شيء فلا شيء لهم.

٢٨ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبان عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : لما فتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مكة بايع الرجال ، ثم جاءت النساء يبايعنه ، فأنزل الله عزوجل : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) قالت هند : اما الولد فقد ربينا صغارا وقتلتهم كبارا ، وقالت أم حكيم بنت الحارث بن هشام وكانت عند عكرمة بن أبى جهل : يا رسول الله ما ذاك المعروف الذي أمرنا الله أن لا نعصينك فيه؟ قال : لا تلطمن خدا ، ولا تخمشن وجها ، ولا تنتفن شعرا ، ولا تشققن جيبا ، ولا تسودن ثوبا ، ولا تدعين بويل ، فبايعهن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على هذا ، فقالت : يا رسول الله كيف نبايعك! قال : اننى لا أصافح النساء فدعا بقدح من ماء ، فأدخل يده ثم أخرجها ، فقال : ادخلن أيديكن في هذا الماء.

٢٩ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن محمد بن على عن محمد بن مسلم الجبلي عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن المفضل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : كيف ماسح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله النساء حين بايعهن؟ قال : دعا بمركنه (١) الذي كان يوضى فيه فصب فيه ماء ثم غمس يده اليمنى فكلما بايع واحدة منهن قال : اغمسي يدك فتغمس كما غمس رسول الله ، فكان هذا مماسحته اياهن.

على بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله عليه‌السلام مثله.

٣٠ ـ أبو على الأشعري عن أحمد بن إسحاق عن سعد بن مسلم قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : أتدري كيف بايع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله النساء؟ قلت : الله اعلم وابن رسوله قال : جمعهن حوله ثم دعا بتور برام (٢) فصب فيه ماء نضوحا ثم غمس

__________________

(١) المركن : الاجانة التي يغسل فيها الثياب.

(٢) التور : إناء يشرب فيه. وبرام : موضع.

٣٠٧

يده فيه ثم قال : اسمعن يا هؤلاء أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن أولادكن ، ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن ، ولا تعصين بعولتكن في معروف ، أقررتن؟ قلن : نعم ؛ فأخرج يده من التور ثم قال لهن : اغمسن أيديكم : ففعلن فكانت يد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطاهرة أطيب من أن يمس بها كف أنثى ليست له بمحرم.

٣١ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن أبى أيوب الخزار عن رجل عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ) قال : المعروف ان لا يشققن جيبا ولا يلطمن خدا ؛ ولا يدعون ويلا ، ولا يتخلفن عند قبر ، ولا يسودن ثوبا ، ولا ينشرن شعرا.

٣٢ ـ محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة الخزاعي عن على بن إسماعيل عن عمر وبن أبى المقدام قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : تدري ما قوله تعالى : (وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ)؟ قلت : لا قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لفاطمة عليها‌السلام : إذا أنا مت فلا تخمشي على وجها ، ولا ترخى على شعرا ، ولا تنادي بالويل ، ولا تقيمي على نائحة ؛ قال : ثم قال : هذا المعروف الذي قال الله عزوجل.

٣٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا احمد بن إدريس قال : حدثنا أحمد بن محمد عن على عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : (وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ) قال : هو ما فرض الله عليهن من الصلوة والزكاة وما أمرهن به من خير.

٣٤ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وفي رواية ربعي بن عبد الله انه لما بايع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله النساء وأخذ عليهن ، دعا بإناء فملأه ثم غمس يده في الإناء ثم أخرجها ثم أمرهن بان يدخلن أيديهن فتغمس فيه.

٣٥ ـ في مجمع البيان وروى ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بايعن وكان على الصفا وكان عمر أسفل منه ، وهند بنت عتبة متنقبة متنكرة مع النساء خوفا أن يعرفها رسول الله

٣٠٨

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا ، فقالت هند : انك لتأخذ علينا امرا ما رأيناك أخذته على الرجال ؛ وذلك انه بايع الرجال يومئذ على الإسلام والجهاد فقط ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ولا تسرقن فقالت هند : ان أبا سفيان رجل ممسك وانى أصبت من ماله هنات (١) فلا أدرى أيحل لي أم لا؟ فقال أبو سفيان : ما أصبت من مالي فيما مضى وفيما غبر (٢) فهو لك حلال ، فضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعرفها فقال : وانك لهند بنت عتبة؟ قالت : نعم فاعف عما سلف يا نبي الله عفا الله عنك.

فقال : ولا تزنين فقالت هند : أو تزني الحرة؟ فتبسم عمر بن الخطاب لما جرى بينه وبينها في الجاهلية فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ولا تقتلن أولادكن فقالت : ربيناهم صغارا وقتلتموهم كبارا فأنتم وهم أعلم ، وكان ابنها حنظلة بن أبى سفيان قتله على بن أبى طالب عليه‌السلام يوم بدر ، فضحك عمر حتى استلقى ، وتبسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولما قال : ولا تأتين ببهتان قالت هند : والله ان البهتان قبيح وما تأمرنا الا بالرشد ومكارم الأخلاق. ولما قال : ولا يعصينك في معروف ، قالت هند : ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في شيء.

وروى الزهري عن عائشة قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يبايع النساء بالكلام بهذه الاية ان لا يشركن بالله شيئا ، وما مست يد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يد امرأة قط الا امرأة يملكها رواه البخاري في الصحيح.

٣٦ ـ وروى انه صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا بايع النساء دعاء بقدح فغمس يده فيه ، ثم غمس أيديهن فيه ، وقيل انه كان يبايعهن من وراء الثوب عن الشعبي.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : من قرأ سورة الصف وأدمن قراءتها في فرائضه ونوافله صفه الله مع ملائكته وأنبيائه المرسلين.

٢ ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : من قرأ سورة

__________________

(١) الهنات جمع الهنة بمعنى الشيء.

(٢) غبر بمعنى مضى أيضا.

٣٠٩

عيسى عليه‌السلام (١) كان عيسى عليه‌السلام مصليا مستغفرا له ما دام في الدنيا وهو يوم القيامة رفيقه.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ) مخاطبة لأصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذين وعدوه ان ينصروه ولا يخالفوا امره ولا ينقضون عهده في أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فعلم الله انهم لا يفون بما يقولون ، فقال : (لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ) الاية وقد سماهم الله مؤمنين بإقرارهم وان لم يصدقوا.

٤ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له ، فمن أخلف فبخلف الله بدأ ولمقته تعرض وذلك قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ).

٥ ـ في نهج البلاغة والخلف يوجب المقت عند الله والناس ، قال الله سبحانه : (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ).

٦ ـ وفيه قال عليه‌السلام : كان لي فيما مضى أخ الى أن قال عليه‌السلام : وكان يفعل ما يقول ولا يقول ما لا يفعل.

٧ ـ في الكافي في حديث مالك بن أعين قال : حرض أمير المؤمنين عليه‌السلام الناس بصفين فقال : ان الله عزوجل دلكم الى ان قال عليه‌السلام : وقال جل جلاله : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص ، فقدموا الدارع وأخروا الحاسر وعضوا على النواجذ فانه أنبأ للسيوف على الهام ، والتووا على أطراف الرماح فانه أمور للاسنة ، وغضوا الأبصار فانه اربط للجأش وأسكن للقلوب وأميتوا الأصوات فانه أطرد للفشل وأولى بالوقار ولا تميلوا براياتكم ولا تزيلوها ولا تجعلوها الا مع شجعانكم ، فان المانع للذمار

__________________

(١) تسمى سورة الصف بسورة عيسى (عليه السلام) وسورة الحواريين أيضا.

٣١٠

والصابر عند نزول الحقائق هم أهل الحفاظ (١) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم ثم ذكر المؤمنين الذين جاهدوا وقاتلوا في سبيل الله فقال : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) قال : يصطفون كالبنيان الذي لا يزول.

٩ ـ في مصباح شيخ الطائفة قدس‌سره خطبة لأمير المؤمنين عليه‌السلام خطب بها يوم الغدير يقول فيها عليه‌السلام واعلموا أيها المؤمنون ان الله عزوجل قال : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) أتدرون ما سبيله؟ انا سبيل الله الذي نصبني للاتباع بعد نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٠ ـ في مجمع البيان : (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ

__________________

(١) الدارع : لا بس الدرع. والحاسر ـ بالمهملات ـ : الذي لا مغفر له ولا درع والنواجذ : أقصى الأسنان والضواحك منها. وأنبأ ـ بتقديم النون على الموحدة ـ : اى أبعد وأشد دفعا ، قال الفيض (ره) في الوافي : قيل : الوجه في ذلك ان العض على الأضراس يشد شئون الدماغ ورباطاته فلا يبلغ اليف مبلغه. والهام جمع الهامة وهي الرأس ، قيل : أمرهم با يلتووا إذا طعنوا لأنهم إذا فعلوا ذلك فبالحرى ان يمور الإنسان اى يتحرك عن موضعه فيخرج زالقا وإذا لم يلتووا لم يمر السنان ولم يتحرك عن موضعه فينخرق وينفذ ويقتل. وأمرهم بغض الأبصار في الحرب لأنه أربط للجأش اى أثبت للقلب لان الغاض بصره في الحرب أحرى أن لا يدهش ولا يرتاع لهول ما ينظر. وأمرهم باماتة الأصوات واخفائها لأنه أطرد للفشل وهو الجبن والخوف وذلك لان الجبان يرعد ويبرق والشجاع صامت وأمرهم بحفظ رآياتهم ان لا تميلوها بأيدي الجبناء كيلا يجنبوا عن إمساكها. والذمار ـ بالكسر ـ : ما يلزم حفظه وحمايته سمى ذمارا لأنه يجب على أهله التذمر له اى الغضب. والحقائق جمع الحاقة وهي الأمر الصعب الشديد ومنه قول تعالى «الحاقة الحاقة».

٣١١

تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ) روى في قصة قارون انه دس اليه امرأة وزعم انه زنى بها ورموه بقتل هارون.

١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله (زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) اى شكك الله قلوبهم ثم حكى قول عيسى عليه‌السلام لبني إسرائيل : انى رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتى من بعدي اسمه احمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين قال : وسأل بعض اليهود لعنهم الله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لم سميت أحمد ومحمد وبشيرا ونذيرا؟ فقال : اما محمد فانى في الأرض محمود ، واما أحمد فانى في السماء أحمد منى في الأرض ، واما البشير فأبشر من أطاع الله بالجنة ، واما النذير فأنذر من عصى الله بالنار.

١٢ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه : وقام اليه آخر وسأله عن ستة من الأنبياء لهم اسمان؟ فقال : يوشع بن نون وهو ذو الكفل ويعقوب وهو إسرائيل ، والخضر وهو حليقا ، ويونس وهو ذو النون ، وعيسى وهو المسيح ، ومحمد وهو أحمد صلوات الله عليهم أجمعين.

١٣ ـ وباسناده الى صفوان بن يحيى صاحب السابري قال : سألنى أبو قرة صاحب الجاثليق ان أوصله الى الرضا عليه‌السلام فاستأذنته في ذلك قال : ادخله على فلما دخل عليه قبل بساطه وقال : هكذا علينا في ديننا أن نفعل بأشراف أهل زماننا ، ثم قال : أصلحك الله ما تقول في فرقة ادعت دعوى فشهدت لهم فرقة اخرى معدلون؟ قال : الدعوى لهم قال : فادعت فرقة اخرى دعوى فلم يجدوا شهودا من غيرهم؟ قال : لا شيء لهم ، قال : فانا نحن ادعينا أن عيسى روح الله وكلمته فوافقنا على ذلك المسلمون وادعى المسلمون ان محمدا نبي فلم نتابعهم عليه وما أجمعنا عليه خير مما افترقنا فيه ، فقال أبو الحسن عليه‌السلام : ما اسمك؟ قال : يوحنا قال : يا يوحنا انا آمنا بعيسى روح الله وكلمته الذي كان يؤمن بمحمد ويبشر به ويقر على نفسه أنه عبد مربوب فان كان عيسى الذي هو عندك روح الله وكلمته ليس هو الذي آمن بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و

٣١٢

بشر به ولا هو الذي أقر الله عزوجل بالعبودية فنحن منه براء ، فأين اجتمعنا؟ فقام وقال لصفوان بن يحيى ؛ قم فما كان أغنانا عن هذا المجلس؟

١٤ ـ في كتاب الخصال عن أبى أمامة قال : قلت : يا رسول الله ما كان بدو أمرك؟ قال : دعوة أبى إبراهيم وبشرى عيسى ، ورأت أمي انه خرج منها شيء أضاءت منه قصور الشام.

١٥ ـ عن أبى جعفر عليه‌السلام ان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عشرة أسماء : خمسة في القرآن وخمسة ليست في القرآن ، فأما التي في القرآن فمحمد وأحمد وعبد الله ويس وان ، الحديث.

١٦ ـ في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه‌السلام مع أصحاب الملل والمقالات قال الجاثليق للرضا عليه‌السلام : ما تقول في نبوة عيسى وكتابه صلى‌الله‌عليه‌وآله هل تنكر منها شيئا قال الرضا عليه‌السلام : انا مقر بنبوة عيسى وكتابه وما بشر به أمته وأقرت به الحواريون وكافر بنبوة كل عيسى لم يقر بنبوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبكتابه ولم يبشر به أمته ، قال الجاثليق : أليس انما تقطع الأحكام بشاهدي عدل؟ قال : بلى قال : فأقم شاهدين من غير أهل ملتك على نبوة محمد لا تنكره النصرانية ، وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا ، قال الرضا عليه‌السلام : الآن جئت بالنصفة يا نصراني ، ألا تقبل منى العدل المقدم عند المسيح بن مريم؟ قال الجاثليق : ومن هذا العدل؟ سمه لي ، قال : ما تقول في يوحنا الديلمي؟ قال : بخ بخ ذكرت أحب الناس الى المسيح ، قال عليه‌السلام : فأقسمت عليك هل نطق الإنجيل ان يوحنا قال : ان المسيح أخبرنى بدين محمد العربي وبشرنى به أن يكون من بعده فبشرت به الحواريين فآمنوا به؟ قال الجاثليق : قد ذكرنا ذلك يوحنا عن المسيح وبشر بنبوة رجل وأهل بيته ووصيه ولم يلخص متى يكون ذلك؟ ولم يسم لنا القوم لنعرفهم ، قال الرضا عليه‌السلام : فان جئناك بمن يقرأ الإنجيل فتلا عليك ذكر دين محمد وأهل بيته أتؤمن به؟ قال : سديدا (١) قال الرضا عليه‌السلام : لنسطاس الرومي : كيف حفظك للسفر الثالث من الإنجيل؟

__________________

(١) وفي نسخة البحار «شديدا» بدل «سديدا».

٣١٣

قال : ما أحفظنى له! ثم التفت الى رأس الجالوت فقال : ألست تقرأ الإنجيل؟ قال : بلى لعمري قال : فخذ على السفر الثالث فانه كان فيه ذكر محمد وأهل بيته وأمته فاشهدوا لي ، وان لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا ، ثم قرأ عليه‌السلام السفر الثالث حتى إذا بلغ ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقف ثم قال : يا نصراني اسألك بحق المسيح وأمه أتعلم انى عالم بالإنجيل؟ قال : نعم ثم تلا علينا ذكر محمد وأهل بيته وأمته ، ثم قال : ما تقول يا نصراني؟ هذا قول عيسى بن مريم فان كذبت ما ينطق به الإنجيل فقد كذبت عيسى وموسى ، ومتى أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل لأنك تكون قد كفرت بربك وبنبيك وبكتابك ، قال الجاثليق : لا أنكر ما قد بان لي من الإنجيل وانا أقربه ، قال الرضا عليه‌السلام : اشهدوا على إقراره ، ثم قال : يا جاثليق سل عما بدا لك ، قال الجاثليق : أخبرنى عن حواري عيسى بن مريم كم كان عدتهم وعن علماء الإنجيل كم كانوا؟ قال الرضا عليه‌السلام : على الخبير سقطت ، أما الحواريون فكانوا اثنى عشر رجلا وكان أعلمهم وأفضلهم ألوقا ، واما علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال يوحنا الأكبر بأخ ويوحنا بقرقيسا ويوحنا الديلمي بزجار (١) وعنده كان ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر أهل بيته وأمته ، وهو الذي بشر امة عيسى وبنى إسرائيل به في عيون الاخبار مثله سواء.

١٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى معاوية بن عمار قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : بقي الناس بعد عيسى عليه‌السلام خمسين ومأتى سنة بلا حجة ظاهرة.

١٨ ـ وباسناده الى يعقوب بن شعيب عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : كان بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما خمسمائة عام منها مأتين وخمسين عاما ليس فيها نبي ولا عالم ظاهر ، قلت : فما كانوا؟ قال : كانوا متمسكين بدين عيسى عليه‌السلام قلت : فما كانوا؟ قال : كانوا مؤمنين

__________________

(١) أخ : موضع بالبصرة. وقرقيساء : بلدة : على الفرات سمى بقرقيسا بن طهمورث وزجار ـ كما في الأصل وكذا المصدر ونسخة البحار ـ : مجهول لم نعرف مكانا بهذا الاسم ولعله مصحف «الرجاز» كشداد كما في العيون واد بنجد وموضع بفارس.

٣١٤

ثم قال عليه‌السلام : ولا تكون الا وفيها عالم.

١٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبى طالب عليهم‌السلام قال : جاء نفر من اليهود الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسأله أعلمهم فيما سأله فقال : لأي شيء سميت محمدا وأحمد وأبا القاسم وبشيرا ونذيرا وداعيا؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اما محمد فانى محمود في الأرض ، واما أحمد فانى محمود في السماء ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ في أصول الكافي باسناده الى عبد الحميد بن أبى الديلم عن أبى عبد الله : عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : فلما أن بعث الله عزوجل المسيح قال المسيح عليه‌السلام انه سوف يأتى من بعدي نبي اسمه أحمد من ولد إسماعيل عليه‌السلام يجيء بتصديقي وتصديقكم وعذري وعذركم.

٢١ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : لم تزل الأنبياء تبشر بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى بعث الله تبارك وتعالى المسيح عيسى بن مريم ، فبشر بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وذلك قوله تعالى : «يجدونه» يعنى اليهود والنصارى «مكتوبا» يعنى صفة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله «عندهم» يعنى في التوراة والإنجيل (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ) وهو قول الله عزوجل يخبر عن عيسى : و (مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) وبشر موسى وعيسى بمحمد كما بشر الأنبياء صلوات الله عليهم بعضهم ببعض ، حتى بلغه محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٢ ـ وباسناده الى على بن عيسى رفعه قال : ان موسى عليه‌السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته : أوصيك يا موسى وصية الشفيق والمشفق بابن البتول عيسى بن مريم صاحب الاوتان والبرنس والزيت والزيتون والمحراب ومن بعده بصاحب الجمل الأحمر الطيب الطاهر المطهر (١) فمثله في كتابك انه مؤمن مهيمن على الكتب كلها ، راكع ساجد راغب راهب إخوانه المساكين وأنصاره قوم آخرون ،

__________________

(١) مر معناه في صفحة. ٢١١ فراجع.

٣١٥

ويكون في زمانه أزل وزلازل (١) وقتل وقلة من المال ، اسمه أحمد محمد الأمين من الباقين من ثلة الأولين الماضين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى يونس بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبى جعفر محمد بن على الباقر عليه‌السلام قال : ان اسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في صحف إبراهيم الماحي ، وفي توراة موسى الحاد ، وفي إنجيل عيسى احمد ، وفي الفرقان محمد ، قيل : فما تأويل الماحي؟ فقال : الماحي صورة الأصنام وماحي الأزلام والأوثان وكل معبود دون الرحمن ، قيل : فما تأويل الحاد؟ قال : يحاد من حاد الله ودينه قريبا كان أو بعيدا ، قيل : فما تأويل احمد قال : حسن ثناء الله عزوجل في الكتب بما حمد من أفعاله ، قيل : فما تأويل محمد؟ قال : ان الله وملائكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع أممهم يحمدونه ويصلون عليه.

٢٤ ـ في عوالي اللئالى وروى في الحديث أن الله تعالى لما بشر عليه بظهور نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في صفته : واستوص بصاحب الجمل الأحمر والوجه الأقمر نكاح النساء.

٢٥ ـ في مجمع البيان وصحت الرواية عن الزهري عن محمد بن مسلم عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان لي أسماء أنا أحمد وانا محمد وانا الماحي الذي يمحوا الله بى الكفر وانا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وانا العاقب الذي ليس بعدي نبي أورده البخاري في الصحيح.

٢٦ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم قال : يريدون ليطفئوا نور الله ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام بأفواههم ، قلت : والله متم نوره قال : والله متم الامامة لقوله : (الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا) فالنور هو الامام.

__________________

(١) الأزل : الضيق. والزلازل : البلايا.

٣١٦

٢٧ ـ احمد بن إدريس عن الحسين بن عبيد الله عن محمد بن الحسن (١) وموسى بن عمر عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله تبارك وتعالى : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ) قال : ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام بأفواههم قلت : (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ) قال يقول : والله متم الامامة والامامة هي النور وذلك قوله : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا) قال : النور هو الامام.

٢٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى عمار بن موسى الساباطي عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته وهو يقول : لم تخل الأرض من حجة عالم يحيى فيها ما يميتون من الحق ، ثم تلا هذه الاية : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ).

٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ) قال : بالقائم من آل محمد عليهم‌السلام حتى إذا خرج يظهره الله على الدين كله حتى لا يعبد غير الله وهو قوله عليه‌السلام : يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

٣٠ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه‌السلام قال : قلت : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ) قال هو الذي أرسل رسوله بالولاية لوصيه ، والولاية هي دين الحق قلت : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) قال : يظهر على جميع الأديان عند قيام القائم ، يقول الله : «والله متم ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام ولو كره الكافرون بولاية على» قلت : هذا تنزيل؟ قال: نعم اما هذا الحرف فتنزيل واما غيره فتأويل والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

أقول : وهذا متصل بآخر ما نقلنا عن أصول الكافي سابقا اعنى قوله : فالنور هو الامام ؛ ويتصل هذا المتن به قلت : هو الذي إلخ.

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر ولكتاب جامع الرواة ، لكن في الأصل محمد بن الحسين «مصغرا».

٣١٧

٣١ ـ في مجمع البيان وروى العياشي بالإسناد عن عمران بن ميثم عن عباية انه سمع أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : هو الذي أرسل عبده بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله أظهروا ذلك بعد؟ قالوا : نعم قال : كلا والذي نفسي بيده حتى لا تبقى قرية الا وينادى فيها بشهادة أن لا اله الا الله ومحمد رسول الله بكرة وعشيا.

٣٢ ـ في الكافي وفي حديث مالك بن أعين قال : حرض أمير المؤمنين عليه‌السلام الناس بصفين فقال : ان الله عزوجل دلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم وتشفى بكم على الخير (١) والايمان بالله والجهاد في سبيل الله ، وجعل ثوابه مغفرة للذنب ومساكن طيبة في جنات عدن.

٣٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) فقالوا : لو نعلم ما هي لنبذلن فيها الأموال والأنفس والأولاد ، فقال الله : (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ) الى قوله (ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

٣٤ ـ في مجمع البيان وسأل الحسن عمران بن حصين وأبا هريرة عن تفسير قوله تعالى : (وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ) فقالا : على الخبير سقطت.

سألنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذلك فقال : قصر من لؤلؤ في الجنة ، في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء ، في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء ، في كل بيت سبعون سريرا ، على كل سرير سبعون فراشا من كل لون ، على كل فراش امرأة من الحور العين ، في كل بيت سبعون مائدة ، على كل مائدة سبعون لونا من الطعام في كل بيت سبعون وصيفة (٢) قال : ويعطى الله المؤمن من القوة في غداة واحدة ما يأتى على ذلك كله.

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ)

__________________

(١) أشفى على الشيء اى أشرف.

(٢) الوصيفة : الجارية. وفي المصدر «في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة».

٣١٨

يعنى في الدنيا بفتح القائم عليه‌السلام ، وأيضا قال فتح مكة.

٣٦ ـ في روضة الكافي حدثنا ابن محبوب (١) عن أبى يحيى كوكب الدم عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ان حواري عيسى صلى الله عليه كانوا شيعته ، وان شيعتنا حواريونا ، وما كان حواري عيسى بأطوع له من حوارينا لنا ، وانما قال عيسى عليه‌السلام : من أنصاري الى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فلا والله ما نصروه من اليهود ، ولا قاتلوهم دونه ، وشيعتنا والله لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينصرونا ويقاتلون دوننا ويخوفون ويحرقون ويعذبون ويشردون في البلاد ، جزاهم الله عنا خيرا ، وقد قال أمير المؤمنين عليه‌السلام والله لو ضربت خيشوم (٢) محبينا بالسيف ما أبغضونا ، والله لو أدنيت الى مبغضينا وحثوت لهم من المال ما أحبونا (٣).

٣٧ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل وفيه : ولم يخل أرضه من عالم بما يحتاج الخليقة اليه ، ومتعلم على سبيل النجاة.

أولئك هم الأقلون عددا وقد بين الله ذلك من أمم الأنبياء وجعلتهم مثلا لمن تأخر مثل قوله في حواري عيسى حيث قال لساير بنى إسرائيل : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) يعنى مسلمون لأهل الفضل فضلهم ، ولا يستكبرون عن أمر ربهم ، فما أجابه منهم الا الحواريون.

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله «(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي * اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ * فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ) قال : التي كفرت هي التي قتلت شبيه عيسى عليه‌السلام ، وصلبته ، والتي آمنت هي التي قبلت فقتلت الطائفة التي قتلته وصلبته وهو قوله : (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ).

__________________

(١) وقبله : «محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب .... اه».

(٢) الخيشوم : أقصى الأنف.

(٣) كناية عن كثرة العطاء قال في القاموس : حثوت له اى أعطيته كثيرا.

٣١٩

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة ان يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة وسبح اسم ربك الأعلى ، وفي صلوة الظهر بالجمعة والمنافقين ، فاذا فعل ذلك فكأنما يعمل بعمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان جزائه وثوابه على الله الجنة.

٢ ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قرأ سورة الجمعة اعطى عشر حسنات ؛ بعدد من أتى الجمعة وبعدد من لم يأتها في أمصار المسلمين.

٣ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن أبى أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : القرائة في الصلوة فيها شيء موقت؟ قال : لا الا الجمعة فانه يقرأ فيها الجمعة والمنافقين.

٤ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن منصور ابن حازم عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ليس في القرائة موقت الا الجمعة يقرأ بالجمعة والمنافقين.

٥ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبى بصير قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : اقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة و (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) ، وفي الفجر بسورة الجمعة و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ، وفي الجمعة بالجمعة والمنافقين.

٦ ـ الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن على بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن أبى حمزة قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام بما أقرأ في صلوة الفجر في يوم الجمعة؟ قال : اقرأ في الاولى بسورة الجمعة. وفي الثانية بقل هو الله أحد ، ثم اقنت حتى تكونا سواء.

٣٢٠