تفسير نور الثقلين - ج ٥

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨

مَنْ تابَ) الاية واليمين الغموس (١) لان الله عزوجل يقول : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ) الاية والغلول (٢) قال الله عزوجل : (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ). ومنع الزكاة المفروضة لان الله عزوجل يقول : (يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) وشهادة الزور وكتمان الشهادة لان الله عزوجل يقول : (وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) وشرب الخمر لان الله عزوجل عدل بها عبادة الأوثان وترك الصلوة متعمدا أو شيئا مما فرض الله عزوجل لان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من ترك الصلوة متعمدا فقد برىء من ذمة الله وذمة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونقض العهد وقطيعة الرحم لان الله عزوجل يقول : (أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) قال : فخرج عمرو بن عبيد وله صراخ من بكائه وهو يقول : هلك من قال برأيه ونازعكم في الفضل والعلم.

٦٤ ـ في أصول الكافي يونس عن اسحق بن عمار عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) قال : الفواحش الزنا والسرقة واللمم (٣) الرجل يلم بالذنب فيستغفر الله منه قلت : بين الضلال والكفر منزلة؟ فقال : ما أكثر عرى الايمان.

٦٥ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن أبى أيوب عن محمد بن مسلم عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : أرايت قول الله عزوجل : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) قال : هو الذنب يلم به الرجل فيمكث ما شاء الله ثم يلم به بعد.

٦٦ ـ ابو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن العلا عن محمد

__________________

(١) اليمين الغموس هي اليمين الكاذبة الفاجرة يقطع بها الحالف ما لغيره مع علمه ان الأمر بخلافه وليس فيها كفارة لشدة الذنب فيها سميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في الإثم.

(٢) الغلول : السرقة والخيانة. وقيل : الغلول في المغنم خاصة.

(٣) اللمم : مقاربة الذنب أو صفار الذنوب.

١٦١

ابن مسلم عن أحدهما عليهما‌السلام قال : قلت : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) قال : الهنة بعد الهنة (١) اى الذنب ، بعد الذنب يلم به العبد.

٦٧ ـ على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن اسحق بن عمار قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام ما من مؤمن الا وله ذنب يهجره زمانا (٢) ثم يلم به وذلك قول الله عزوجل : «الا اللمم» وسألته عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) قال : الفواحش الزنا والسرقة واللمم الرجل يلم بالذنب فيستغفر الله منه.

٦٨ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ما من ذنب الا وقد طبع عليه عبد مؤمن يهجره الزمان ثم يلم به وهو قول الله عزوجل : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) قال : اللمام العبد الذي يلم بالذنب بعد الذنب ، ليس من سليقته اى من طبعه.

٦٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى اسحق القمى قال : دخلت على أبى جعفر الباقر عليه‌السلام فقلت : جعلت فداك ، لا يزني (٣) ولا يلوط ولا يرتكب السيئات فأى شيء ذنبه؟ فقال : يا اسحق قال الله تبارك وتعالى (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) وقد يلم المؤمن بالشيء الذي ليس فيه مراد والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٠ ـ في مجمع البيان قال الفراء : اللمم أن يفعل الإنسان الشيء في الحين لا يكون له عادة ومنه إلمام الخيال ، والإلمام الزيادة التي لا تمتد ، وكذلك اللمام قال امية :

__________________

(١) الهن ـ على وزن أخ ـ كلمة كناية ومعناها شيء واصله هنو.

(٢) يهجره اى يتركه وقيل : العموم في هذا الكلام عرفي كناية عن الكثرة.

(٣) يعنى المؤمن المذكور في الحديث قبيل لذلك وتمام الحديث مذكور في الباب ٢٤٠ من كتاب العلل ج ٢ صفحة ١٧٥ ط قم فراجع ان شئت.

١٦٢

ان تغفر اللهم تغفر جما

واى عبد لك لا ألما

وقد روى ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان ينشدهما ويقولهما اى لم يلم بمعصية.

٧١ ـ في عيون الاخبار في باب ما كتبه الرضا عليه‌السلام من محض الإسلام وشرايع الدين قال عليه‌السلام : واجتناب الكبائر وهي قتل النفس التي حرم الله عزوجل والزنا والسرقة وشرب الخمر ، وعقوق الوالدين ، والفرار من الزحف ، وأكل مال اليتيم ظلما ، وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير ، وما أهل لغير الله به من غير ضرورة ، وأكل الربا بعد البينة والسحت ، والميسر وهو القمار ، والبخس في المكيال والميزان ، وقذف المحصنات واللواط ، وشهادة الزور ؛ واليأس من روح الله ، والأمن من مكر الله تعالى ، والقنوط من رحمة الله تعالى ، ومعونة الظالمين والركون إليهم واليمين الغموس وحبس الحقوق من غير عسر ، والكذب ، والكبر ، والإسراف والتبذير والخيانة ، والاستخفاف بالحج ، والمحاربة لأولياء الله ، والاشتغال بالمناهى ، والإصرار على الذنوب.

٧٢ ـ في كتاب الخصال عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : وجدنا في كتاب على بن ابى طالب عليه‌السلام الكبائر خمس : الشرك بالله وعقوق الوالدين وأكل الربا بعد البينة ؛ والفرار من الزحف والتعرب بعد الهجرة.

٧٣ ـ وعن عبيد بن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أخبرني عن الكبائر فقال : هو خمس وهن ما أوجب الله عليهن النار قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) وقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ) الى آخر الاية ، وقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا) الى آخر الاية ، ورمى المحصنات الغافلات ، وقتل المؤمن عمدا.

٧٤ ـ عن عبد الرحمن بن كثير عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : الكبائر سبع فينا نزلت ومنا استحلت ، فانها الشرك بالله العظيم ، وقتل النفس التي حرم الله ، وأكل مال اليتيم وعقوق الوالدين ، وقذف المحصنة والفرار من الزحف وانكار

١٦٣

حقنا ، فأما الشرك بالله فقد أنزل الله فينا ما أنزل ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما قال : فكذبوا الله وكذبوا رسوله وأشركوا بالله تعالى واما قتل النفس التي حرم الله فقد قتلوا الحسين بن على عليهما‌السلام وأصحابه ، وأما أكل مال اليتيم فقد ذهبوا بفيئنا الذي جعله الله لنا وأعطوه غيرنا ، واما عقوق الوالدين فقد أنزل في كتابه : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) فعقوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذريته ، وعقوا أمهم خديجة في ذريتها ، وأما قذف المحصنة فقد قذفوا فاطمة عليها‌السلام على منابرهم ؛ واما الفرار من الزحف فقد أعطوا أمير المؤمنين عليه‌السلام بيعتهم طائعين غير مكرهين ففروا عنه وخذلوه ، واما انكار حقنا فهذا لا يتنازعون فيه.

٧٥ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده الى عباد بن كثير النوا قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الكبائر فقال : كل شيء وعد الله عليه النار.

٧٦ ـ وباسناده الى أحمد بن إسماعيل الكاتب قال : اقبل محمد بن على عليهما‌السلام في المسجد الحرام فنظر اليه قوم من قريش فقالوا : هذا اله أهل العراق فقال بعضهم : لو بعثتم اليه بعضكم فسأله؟ فأتاه شاب منهم فقال له : يا عم ما أكبر الكبائر؟ فقال : شرب الخمر فأتاهم فأخبرهم فقالوا له : عد اليه فلم يزالوا به حتى عاد اليه فسأله فقال له : ألم أقل لك يا ابن أخ شرب الخمر؟ ان شرب الخمر يدخل صاحبه في الزنا والسرقة وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وفي الشرك وتالله أفاعيل الخمر تعلوا على كل ذنب كما تعلوا شجرتها على كل شجرة.

٧٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى ابن إسحاق الليثي عن أبى جعفر الباقرعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه خلق الله طينة الشيعة وطينة الناصب وان الله مزج بينهما الى قوله : فما رأيته من شيعتنا من زنا أو لواط أو ترك صلوة أو صيام أو حج أو جهاد أو خيانة أو كبيرة من هذا الكبائر فهو من طينة الناصب وعنصره الذي قد مزج فيه ، لان من سنخ الناصب وعنصره وطينته اكتساب المآثم والفواحش والكبائر ، وما رأيت من الناصب ومواظبته على الصلوة والصيام والزكاة والحج

١٦٤

والجهاد وأبواب البر فهو من طينة المؤمن وسنخه الذي قد مزج فيه ، لان من سنخ المؤمن وعنصره وطينته اكتساب الحسنات واستعمال الخير واجتناب المآثم وفي آخره قال عليه‌السلام : اقرأ يا إبراهيم : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) يعنى من الأرض المنتنة (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى) يقول : لا يفتخر أحدكم بكثرة صلوته وصيامه وزكوته ونسكه لان الله عزوجل ، أعلم بمن اتقى منكم ، فان ذلك من قبل اللمم وهو المزج وفي هذا الحديث إيضاح وفوائد وهو مذكور في سورة الفرقان عند قوله تعالى : (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) (١).

٧٨ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى جميل بن دراج قال : سألت أبا عبد الله عن قول الله عزوجل : (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى) قال : قول الناس صليت البارحة وصمت أمس ونحو هذا ، ثم قال عليه‌السلام : ان قوما كانوا يصبحون فيقولون : صلينا البارحة وصمنا أمس ، فقال على عليه‌السلام : لكني أنام الليل والنهار ولو أجد بينهما شيئا لنمته.

٧٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن معمر بن راشد قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : أتى يهودي الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقام بين يديه يحد النظر اليه (٢) فقال: يا يهودي ما حاجتك؟ فقال : أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه الله عزوجل ، وأنزل عليه التوراة ، والعصاء ، وفلق له البحر وأظله بالغمام؟ فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : انه يكره للعبد أن يزكى نفسه ولكني أقول : ان آدم عليه‌السلام لما أصاب الخطيئة كانت توبته ان قال : اللهم انى أسئلك بحق محمد وآل محمد لما غفرت لي فغفر الله له ، وان نوحا عليه‌السلام لما ركب السفينة وخاف الغرق قال : اللهم انى أسئلك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتنى من الغرق فنجاه الله عزوجل وان إبراهيم عليه‌السلام لما القى في النار قال : اللهم انى أسئلك بحق محمد و

__________________

(١) راجع ج ٤ صفحة ٣٥ ـ ٤٠.

(٢) حد اليه النظر : بالغ في النظر اليه.

١٦٥

آل محمد لما أنجيتني منها ، فجعلها الله عليه بردا وسلاما ؛ وان موسى عليه‌السلام لما القى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال : اللهم انى أسئلك بحق محمد وآل محمد لما آمنتنى ، قال الله عزوجل : (لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى) يا يهودي ان موسى لو أدركنى ثم لم يؤمن بى وبنبوتي ما نفعه ايمانه شيئا ، ولا نفعته النبوة ، يا يهودي ومن ذريتي المهدي إذا خرج نزل عيسى بن مريم عليه‌السلام لنصرته فقدمه ويصلى خلفه.

٨٠ ـ وفيه من كلام لعلى عليه‌السلام : ولو لا ما نهى الله عنه من تزكية المرء نفسه لذكر ذاكر فضائل جمة تعرفها قلوب المؤمنين ، ولا تمجها آذان السامعين (١).

٨١ ـ في تفسير العياشي وقال سليمان قال سفيان لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما يجوز أن يزكى المرء نفسه؟ قال : نعم إذا اضطر اليه ، اما سمعت قول يوسف : (اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) وقول العبد الصالح : (وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ).

٨٢ ـ في كتاب مقتل الحسين (عليه السلام)لأبي مخنف رحمه‌الله من أشعار الحسينعليه‌السلام في موقف كربلاء

أنا ابن على الحر من آل هاشم

كفاني بهذا مفخرا حين أفخر

بنا بين الله الهدى عن ضلاله

وينجز بنا دين الا له ويظهر

علينا وفينا انزل الوحي والهدى

ونحن سراج الله في الأرض نزهر

ونحن ولاة الحوض نسقي محبنا

بكأس رسول الله ما ليس ينكر

وشيعتنا في الناس أكرم شيعة

ومبغضنا يوم القيامة يخسر

فطوبى لعبد زارنا بعد موتنا

بجنة عدن صفوها لا يكدر

__________________

(١) هذا الكلام من جملة ما كتبه (عليه السلام)جوابا الى معاوية وهو من محاسن الكتب وقد ذكره الشريف الرضى (قده) في نهج البلاغة بتمامه فمن أراد الوقوف على فليراجع رقم ٢٨ من الكتب والرسائل ، وقوله (عليه السلام)«ولولا ما نهى الله ... اه» اشارة الى نفسه عليه الصلوة والسلام. وقوله «ولا تمجها آذان السامعين» اى لا تقذفها يقال مج الرجل من فيه اى قذفه.

١٦٦

ومنها :

خيرة الله من الخلق ابى

بعد جدي فأنا ابن الخيرتين

أمي الزهراء حقا وأبى

وارث العلم ومولى الثقلين

فضة قد صفيت من ذهب

فأنا الفضة وابن الذهبين

والدي شمس وأمي قمر

فأنا الكوكب وابن القمرين

من له جد كجدي في الورى

أو كامى في جميع المشرقين

خصه الله بفضل وتقى

فأنا الأزهر وابن الازهرين

جوهر من فضة مكنونة

فأنا الجوهر وابن الدرتين

نحن أصحاب العبا خمستنا

قد ملكنا شرقها والمغربين

نحن جبرئيل لنا سادسنا

ولنا البيت ومولى الحرمين

كل ذا العالم يرجو فضلنا

غير ذا الرجس اللعين الوالدين

٨٣ ـ في مجمع البيان : أفرأيت الذي تولى نزلت الآيات السبع في عثمان بن عفان كان يتصدق وينفق فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبى سرح : ما هذا الذي تصنع؟ يوشك أن لا يبقى لك شيء فقال عثمان : ان لي ذنوبا وانى أطلب ما أصنع رضى الله وأرجو عفوه ، فقال له عبد الله أعطني ناقتك برحلها وانا أتحمل عنك ذنوبك كلها ، فأعطاه واشهد عليه وأمسك عن النفقة فنزلت : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى) اى يوم أحد حين ترك المركز واعطى قليلا ثم قطع النفقة الى قوله : (وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى) فعاد عثمان الى ما كان عليه عن ابن عباس والسدي والكلبي وجماعة من المفسرين أقول : ونقل أقوال أربعة أنها نزلت في غير عثمان.

٨٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى حفص بن البختري عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : وإبراهيم الذي وفي قال : انه كان يقول : إذا أصبح وامسى : أصبحت وربي محمود ، أصبحت لا أشرك به شيئا ولا ادعو مع الله الى آخر ولا اتخذ من دونه وليا وسمى بذلك عبدا شكورا.

١٦٧

٨٥ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن محمد بن سنان عن ابى سعيد المكاري عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : ما عنى بقوله : وإبراهيم الذي وفي قال : كلمات بالغ فيهن ، قلت : وما هن؟ قال : كان إذا أصبح قال : أصبحت وربي محمود أصبحت لا أشرك بالله شيئا ولا أدعو معه إلها ولا اتخذ من دونه وليا ـ ثلاثا ـ وإذا أمسى قالها ثلاثا ، قال : فأنزل الله عزوجل في كتابه : (وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) قال : وفى بما أمره الله به من الأمر والنهى وذبح ابنه.

قال عز من قائل : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى)

٨٧ ـ في الكافي أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن اسحق بن عمار عن أبى إبراهيم عليه‌السلام قال : سألته عن الرجل يحج فيجعل حجته وعمرته أو بعض طوافه لبعض أهله وهو عنه غائب في بلد آخر قال : قلت : فينتقص ذلك من أجر قال : هي له ولصاحبه وله أجر سوى ذلك بما وصل ، قلت : وهو ميت هل يدخل ذلك عليه؟ قال : نعم ، حتى يكون مسخوطا عليه فيغفر له أو يكون مضيقا عليه فيوسع عليه ، قلت : فيعلم هو في مكانه أنه عمل ذلك لحقه؟ قال : نعم قلت : وان كان ناصبا ينفعه ذلك؟ قال: نعم يخفف عنه.

٨٨ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رفع رأسه الى السماء فتبسم فقيل له : يا رسول الله رأيناك رفعت رأسك الى السماء فتبسمت؟ قال : نعم عجبت لملكين هبطا من السماء الى الأرض يلتمسان عبدا صالحا مؤمنا في مصلى كان يصلى فيه ليكتبا له عمل في يومه وليلته ، فلم يجداه في مصلاه فعرجا الى السماء فقالا : يا رب عبدك فلان المؤمنالتمسناه في مصلاه لنكتب عمله ليومه وليلته فلم نصبه فوجدناه في حبالك (١)؟ فقال الله عزوجل : اكتبا لعبدي مثل ما كان يعمله في صحته من الخير

__________________

(١) اى وجدناه مريضا.

١٦٨

في يومه وليلته ما دام في حبالى ، فان على أن أكتب له أجر ما كان يعمله إذ حبسته عنه.

٨٩ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن المفضل بن صالح عن جابر عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان المؤمن إذا غلبه ضعف الكبر امر الله عزوجل الملك ان يكتب له في حالته تلك مثل ما كان يعمل وهو شاب نشيط (١) صحيح ومثل ذلك إذا مرض وكل الله به ملكا يكتب له في سمعه ما كان يعمل من الخير في صحته حتى يرفعه الله ويقبضه ، وكذلك الكافر إذا اشتغل بقسم في جسده كتب الله له ما كان يعمل من شر في صحته.

٩٠ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله عزوجل للملك الموكل بالمؤمن إذا مرض : اكتب له ما كنت تكتب له في صحته ، فانى انا الذي صيرته في حبالى.

٩١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الحميد عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : إذا صعد ملكا العبد المريض الى السماء عند كل مساء يقول الرب تبارك وتعالى : ما ذا كتبتما لعبدي في مرضه؟ فيقولان : الشكاية ، فيقول : ما أنصفت عبدي أن حبسته في حبس من حبسي ثم أمنعه الشكاية ، اكتبا لعبدي مثل ما كنتما تكتبان له من الخير في صحته ؛ ولا تكتبان عليه سيئة حتى أطلقه من حبسي.

٩٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن درست قال : سمعت أبا إبراهيم عليه‌السلام يقول : إذا مرض المؤمن أوحى الله عزوجل الى صاحب الشمال : لا تكتب على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي ذنبا ويوحى الى صاحب اليمين : ان اكتب لعبدي ما كنت تكتب له في صحته من الحسنات.

٩٣ ـ ابو على الأشعري عن محمد بن حسان عن محمد بن على عن محمد بن

__________________

(١) النشيط : ذو النشاط.

١٦٩

الفضيل عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : حمى ليلة تعدل عبادة سنة ، وحمى ليلتين تعدل عبادة سنتين ؛ وحمى ثلاث ليال تعدل عبادة سبعين سنة ، قال : قلت : فان لم يبلغ سبعين؟ قال : فلامه وأبيه ، قال : قلت : فان لم يبلغا؟ قال : فلقرابته قال : قلت :فان لم تبلغ قرابته؟ قال : فجيرانه.

٩٤ ـ في أصول الكافي باسناده الى محمد بن مروان قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين أو ميتين يصلى عنهما ويتصدق عنهما ويحج عنهما ويصوم عنهما فيكون الذي صنع لهما وله مثل ذلك فيزيده الله جل وعز ببره وصلته خيرا كثيرا.

٩٥ ـ في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر الا ثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته الى يوم القيامة صدقة موقوفة لا تورث ، وسنة هدى سنها وكان يعمل بها وعمل بها من بعده غيره ، وولد صالح يستغفر له.

٩٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال عمر بن يزيد : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام يصلى عن الميت؟ فقال : نعم حتى انه يكون في ضيق فيوسع الله عليه ذلك الضيق ، ثم يؤتى فيقال له : خفف الله عنك هذا الضيق بصلوة فلان أخيك عنك ، قال : قلت له : فأشرك بين رجلين في ركعتين؟ قال : نعم.

وقال عليه‌السلام : ان الميت ليفرح بالترحم عليه والاستغفار له كما يفرح الحي بالهدية.

وقال عليه‌السلام : ستة تلحق المؤمن بعد وفاته : ولد يستغفر له ، ومصحف يخلفه ، وغرس يغرسه ، وصدقة ماء يجريه ، وقليب يحفره ، وستة يؤخذ بها من بعده ، وقال عليه‌السلام: من عمل (من ظ) المسلمين عن ميت عملا صالحا أضعف له أجره ، ونفع الله به الميت.

وقال عليه‌السلام : يدخل الميت في قبره الصلوة والصوم والحج والصدقة والبر والدعاء ويكتب أجره للذي يفعله وللميت.

٩٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله : وان الى ربك المنتهى قال :

١٧٠

إذا انتهى الكلام الى الله فأمسكوا وتكلموا فيما دون العرش ولا تكلموا فيما فوق العرش فتاهت عقولهم (١) حتى كان الرجل من بين يديه فيجيب من خلفه ، وينادى من خلفه فيجيب من بين يديه.

وفيه حدثني أبى عن ابن ابى عمير عن جميل عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : إذا انتهى الكلام الى الله وقال كالكلام السابق.

أقول : وكأنه الاول.

٩٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبى عمير عن عبد الرحمان بن الحجاج عن سليمان بن خالد قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : ان الله يقول : (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) فاذا انتهى الكلام الى الله فأمسكوا.

٩٩ ـ وباسناده الى زرارة بن أعين عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ان ملكا عظيم الشأن كان في مجلس له ، فتناول الرب تبارك وتعالى ، ففقد فما يدرى اين هو؟ ١٠٠ ـ وباسناده الى أبى عبيدة الحذاء قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : يا زياد إياك والخصومات فانها تورث الشك وتحبط العمل وتردى صاحبها ، وعسى أن يتكلم بالشيء فلا يغفر له ، انه كان فيما مضى قوم تركوا علم ما وكلوا به وطلبوا علم ما كفوه حتى انتهى كلامهم الى الله فتحيروا ، حتى كان الرجل يدعى من بين يديه فيجيب من خلفه ، ويدعى من خلفه فيجيب من بين يديه ، وفي رواية اخرى حتى تا هوا في الأرض.

١٠١ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى على بن حسان الواسطي عن بعض أصحابنا عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام ان الناس قبلها قد أكثروا في الصفة (٢) فما تقول؟ فقال : مكروه اما تسمع الله عزوجل يقول : (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) تكلموا فيما دون ذلك.

١٠٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى) قال :

__________________

(١) تاه : تحير وضل.

(٢) وفي بعض النسخ «القصة» بدل الصفة والظاهر الموافق للمصدر هو المختار ويحتمل التصحيف أو ان اللفظ كناية عن البحث في الله والتفكر فيه جل شأنه العزيز.

١٧١

أبكى السماء بالمطر وأضحك الأرض بالنبات قال الشاعر :

كل يوم باقحوان جديد

تضحك الأرض من بكاء السماء (١)

وقوله : (مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى) قال : تتحول النطفة الى الدم فتكون أو لا دما ثم تصير النطفة في الدماغ في عرق يقال له الورد ، وتمر في فقار الظهر فلا تجوز فقرا فقرا حتى تصير في الحالين فتصير ابيض ، واما نطفة المرأة فانها تنزل من صدرها.

١٠٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله قال أبو محمد الحسن العسكري عليه‌السلام سأل عبد الله بن صوريا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أخبرنى عمن لا يولد له ومن يولد له؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا اصفرت النطفة لم يولد له اى إذا احمرت وكدرت ، وإذا كانت صافية ولد له ؛ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٤ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى السكوني عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى) قال : اغنى كل إنسان معيشته : وأرضاه بكسب يده.

١٠٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) قال : النجم في السماء يسمى الشعراء كانت قريش وقوم من العرب يعبدونه وهو نجم يطلع في آخر الليل.

وقوله : والمؤتفكة أهوى قال : المؤتفكة البصرة والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : يا أهل البصرة ويا أهل المؤتفكة يا جند المرئة واتباع البهيمة رغا فأجبتم وعقر فهربتم مائكم زعاق وأحلامكم رقاق وفيكم ختم النفاق (٢) ولعنتم على لسان سبعين نبيا ، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخبرنى أن جبرئيل عليه‌السلام أخبره

__________________

(١) الأقحوان : نبات له زهر ابيض يشبهون بها الأسنان ويسمونه بالبابونج.

(٢) رغا البعير : صوت. وزعق الماء زعاقة : كان مرا لا يطاق شربه. وقوله (عليه السلام)«وأحلامكم رقاق» كذا في النسخ وتوافقه المصدر والرقاق ـ بضم الراء ـ : الرقيق وفي معجم البلدان «دقاق» بالدال المهملة وضمها وهو الظاهر : فتات كل شيء وفيه أيضا «دينكم النفاق» وفي البرهان «وفيكم النفاق».

١٧٢

انه طوى له الأرض فرأى البصرة أقرب الأرضين من الماء. وأبعدها من السماء ، فيها تسعة أعشار الشر والداء العضال (١) المقيم فيها مذنب والخارج منها برحمة وقد ائتفكت بأهلها مرتين ، وعلى الله تمام الثالثة ، وتمام الثالثة في الرجعة.

١٠٦ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن على بن الحسين عن على بن أبى حمزة عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قلت : «والمؤتفكة أهوى» قال : هم أهل البصرة هي المؤتفكة.

١٠٧ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن عمر بن أذينة عن أبان بن ابى عياش عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : بنى الكفر على اربع دعائم الى ان قال : والشك على اربع شعب على المرية والهوى والتردد والاستسلام ، وهو قوله عزوجل : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا على بن الحسين عن احمد بن ابى عبد الله عن محمد بن على عن على بن أسباط عن على بن معمر عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى) قال : ان الله تبارك وتعالى لما ذرأ الخلق في الذر الاول أقامهم صفوفا قدامه ، وبعث الله عزوجل محمدا حيث دعاهم فآمن به قوم وأنكره قوم ، فقال الله عزوجل : (هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى) يعنى به محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث دعاهم الى الله عزوجل في الذر الاول.

١٠٩ ـ في بصائر الدرجات بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين عن على بن أسباط عن على بن معمر عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى) (قال ظ) يعنى محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث دعاهم الى الإقرار بالله في الذر الاول.

١١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال على بن إبراهيم في قوله : أزفت

__________________

(١) العضال : الشديد.

١٧٣

الازفة : قال : قربت القيامة (أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ) يعنى ما قد تقدم ذكره من الاخبار.

١١١ ـ في مجمع البيان (أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ) يعنى بالحديث ما تقدم من الاخبار عن الصادق عليه‌السلام.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ سورة اقتربت الساعة أخرجه الله من قبره على ناقة من نوق الجنة.

٢ ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ومن قرء سورة اقتربت الساعة في كل عشية بعث يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر ، ومن قرأها كل ليلة كان أفضل وجاء يوم القيامة ووجهه مسفر على وجوه الخلائق وانشق القمر قال ابن عباس : اجتمع المشركون الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا : ان كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ان فعلت تؤمنون؟ قالوا : نعم ، وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ربه ان يعطيه ما قالوا فانشق القمر على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرقتين ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينادى يا فلان يا فلان اشهدوا.

وقال ابن مسعود : انشق القمر شقتين فقال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اشهدوا اشهدوا.

وروى أيضا عن ابن مسعود انه قال : والذي نفسي بيده لقد رأيت حراء بين فلكي القمر.

وعن حسين بن مطعم قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى صار فرقتين على هذا الجبل ، فقال أناس : سحرنا محمد فقال رجل : ان كان سحركم فلم يسحر الناس كلهم.

وقد روى حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصحابة منهم عبد الله بن

١٧٤

مسعود ، وأنس بن مالك ، وحذيفة بن اليمان ، وابن عمر ، وجبير بن معطم ، وابن عباس وعبد الله بن عمر ، وعليه جماعة من المفسرين الا ما روى عن عثمان بن عطاء عن أبيه انه قال : معناه وسينشق القمر وروى ذلك عن الحسن وأنكره أيضا البلخي ، وهذا أيضا لا يصح لان المسلمين أجمعوا على ذلك فلا يعتد بخلاف من خالف فيه ولان اشتهاره بين الصحابة يمنع من القول بخلافه.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) قال : اقتربت القيامة فلا يكون بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الا القيامة ، وقد انقضت النبوة والرسالة وقوله : (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) فان قريشا سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآلهان يريهم آية فدعا الله فانشق القمر نصفين حتى نظروا اليه ثم التأم ، فقالوا هذا سحر مستمر اى صحيح.

٤ ـ وروى أيضا في قوله : اقتربت الساعة قال : خروج القائم عليه‌السلام. حدثنا حبيب بن الحصين بن أبان الآجري قال : حدثني محمد بن هشام عن محمد قال : حدثني يونس قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام : اجتمعوا أربعة عشر رجلا أصحاب العقبة ليلة أربع عشرة من ذي الحجة فقالوا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما من نبي الا وله آية فما آيتك في ليلتك هذه؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما الذي تريدون؟ فقالوا : ان يكن لك عند ربك قد فأمر القمر أن ينقطع قطعتين ، فهبط جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك : انى قد أمرت كل شيء بطاعتك ، فرفع رأسه فأمر القمر أن ينقطع قطعتين ، فانقطع قطعتين فسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله شكر الله وسجدت شيعتنا ثم رفع النبي رأسه ورفعوا رؤسهم فقالوا : تعيده كما كان فعاد كما كان ، ثم قال : ينشق فرفع رأسه فأمره فانشق فسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شكرا لله وسجد شيعتنا ، فقالوا : يا محمد حين تقدم أسفارنا من الشام واليمن فنسألهم ما رأوا في هذه الليلة ، فان يكونوا رأوا مثل ما رأينا علمنا أنه من ربك ، وان لم يروا مثل ما رأينا علمنا انه سحر سحرتنا به ، فأنزل الله : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) الى آخر السورة.

٥ ـ في إرشاد المفيد رحمه‌الله وروى أبو بصير عن أبى جعفر عليه‌السلام في حديث طويل انه قال : إذا قام القائم عليه‌السلام سار الى الكوفة فهدم فيها أربع مساجد ، ولم يبق مسجد على وجه الأرض له شرف الا هدمها وجعلها جماء (١) ووسع الطريق الأعظم ،

__________________

(١) ارض جماء : ملساء وهي المستوية.

١٧٥

وكسر كل جناح خارج في الطريق وأبطل الكنف والميازيب الى الطرقات ، ولا يترك بدعة الا أزالها ولا سنة الا أقامها ، ويفتح قسطنطنية والصين وجبال الديلم ، فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم ، ثم يفعل الله ما يشاء قال : قلت : جعلت فداك كيف تطول السنون؟ قال : يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون ، قال له : انهم يقولون ان الفلك أن تغير فسد؟ قال : ذاك قول الزنادقة فأما المسلمون فلا سبيل لهم الى ذلك وقد شق القمر لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورد الشمس من قبله ليوشع بن بنون ، وأخبرنا بطول يوم القيامة وانه كألف سنة مما تعدون.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ) قال : الامام إذا خرج يدعوهم الى ما ينكرون.

٧ ـ في روضة الكافي باسناده الى ثوير بن أبى فاختة قال : سمعت على بن الحسينعليهم‌السلام يحدث في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : حدثني أبى انه سمع أباه على بن ابى طالب عليه‌السلام يحدث الناس قال : إذا كان يوم القيامة بعث الله تبارك وتعالى من حفرهم عز لا بهما جردا مردا في صعيد واحد يسوقهم النور وتجمعهم الظلمة (١) حتى يقفوا على عقبة المحشر فيركب بعضهم بعضا ويزدحمون دونها ، فيمنعون من المضي فتشتد

__________________

(١) عز لا ـ بضم العين العين المهملة وسكون الزاء المعجمة كما في بعض النسخ والمصدر ـ جمع اعزل : اى لا سلاح لهم. وفي بعض النسخ «غر لا» ـ بالغين المعجمة والراء المهملة ـ وهو جمع الأغرل : الذي لم يختن وقد ورد بهذا المعنى أحاديث أخر في أحوال القيامة وقد مر في الكتاب أيضا. قوله (عليه السلام)«بهما» اى ليس معهم شيء «جردا» اى لا ثياب معهم «مردا» اى ليس معهم لحية قال الفيض (ره) : وهذه كلها كناية عن تجردهم عما يباينهم ويغطيهم ويخفى حقائقهم مما كان معهم في الدنيا. وقال (ره) في قوله : «يسوقهم النور» اى نور الايمان والشرع فانه سبب ترقيهم طورا بعد طور «ويجمعهم الظلمة» اى ما يمنعهم من تمام النور والإيقان فانه سبب تباينهم الموجب لكثرتهم التي يتفرع عليها الجمعية ، ويحتمل ان يكون المراد كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا والمعنيان متقاربان «انتهى».

١٧٦

أنفاسهم ويكثر عرقهم ، وتضيق بهم أمورهم ويشتد ضجيجهم وترفع أصواتهم ، قال : وهو أول هول من أهوال يوم القيامة ، قال : فيشرف الجبار تبارك وتعالى عليهم من فوق عرشه في ظلال من الملائكة (١) فيأمر ملكا من الملائكة فينادى فيهم يا معشر الخلايق أنصتوا واسمعوا منادى الجبار ، قال : فيسمع آخرهم كما يسمع أو لهم قال : فتنكسر أصواتهم عند ذلك وتخشع أبصارهم وتضطرب فرائصهم (٢) وتفزع قلوبهم ويرفعون رؤسهم الى ناحية الصوت مهطعين الى الداع (٣) قال فعند ذلك يقول الكافر : (هذا يَوْمٌ عَسِرٌ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن ابى نصر عن أبان بن عثمان عن اسمعيل الجعفي عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : لبث فيهم نوح الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم سرا وعلانية ، فلما أبوا وعتوا قال : رب انى مغلوب فانتصر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله كلام لعلى عليه‌السلام يقول فيه وقد قيل له : لم لا حاربت أبا بكر وعمر كما حاربت طلحة والزبير ومعاوية؟ : ان لي أسوة بستة من الأنبياء أولهم نوح حيث قال : «رب (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) فان قال قائل : انه قال هذا لغير خوف فقد كفر ، والا فالوصى أعذر.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثني ابى عن صفوان عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : لما أراد الله عزوجل هلاك قوم نوح وذكر حديثا طويلا وفيه فصاحت امرأته لما فار التنور ، فجاء نوح الى التنور فوضع عليها طينا وختمه حتى ادخل جميع الحيوان السفينة ، ثم جاء الى التنور ففض الخاتم (٤) ورفع الطين وانكسفت

__________________

(١) قال المجلسي (ره) : يمكن ان يكون أشراف الله تعالى كناية عن توجهه الى محاسبتهم فالاشراف في حقه مجاز وفي الملائكة حقيقة.

(٢) الفريصة : اللحمة بين الجنب والكتف التي لا تزال ترعد.

(٣) أهطع : إذا مد عنقه ، اى يمدون أعناقهم لسماع صوته.

(٤) فض ختم الكتاب : كسره وفتحه.

١٧٧

الشمس ، وجاء من السماء ماء منهمر صبا بلا قطر ، وتفجرت الأرض عيونا وهو قوله عزوجل : (فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ).

١١ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ان نوحا لما كان في أيام الطوفان دعا المياه كلها فأجابت الإماء الكبريت والماء المر فلعنهما.

١٢ ـ وباسناده الى أبى سعيد عقيصا التيمي قال : مررت بالحسن والحسين عليهما‌السلام وهما في الفرات مستنقعان (١) في إزارين الى قوله : ثم قالا : الى أين تريد؟ فقلت : الى هذا الماء ؛ فقالا : وما هذا الماء؟ فقلت : أريد دواءه اشرب منه لعلة بى أرجو أن يخف له الجسد ويسهل البطن فقالا : ما نحسب ان الله جل وعز جعل في شيء قد لعنه شفاء ، قلت : ولم ذاك؟ فقالا : لان الله تبارك وتعالى لما آسفه (٢) قوم نوح فتح (السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ) ، وأوحى الى الأرض فاستعصت عليه عيون منها فلعنها وجعلها ملحا أجاجا.

١٣ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عمن ذكره عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : كان أبى يكره ان يتداوى بالماء المرو بماء الكبريت وكان يقول : ان نوحا لما كان الطوفان دعا المياه فأجابت كلها الا الماء المر والماء الكبريت فدعا عليهما فلعنهما.

١٤ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبى الجارود قال : حدثني أبو سعيد دينار بن عقيصا (٣) التيمي قال : مررت بالحسن والحسين عليهما‌السلام

__________________

(١) استنقع فلان في النهر : دخله ومكث فيه يتبرد.

(٢) اى أغضبه. اشارة الى قوله تعالى : (فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ) وماء منهمر اى منصب بلا قطر.

(٣) كذا في النسخ وتوافقه المصدر والظاهر زيادة لفظة «ابن» لان دينارا كنية «أبو سعيد» ولقبه «عقيصا» كما في رواية الكليني (قده) في الكافي وقد مر آنفا.

١٧٨

وهما في الفرات مستنقعين في إزارهما فقالا : ان للماء سكانا كسكان الأرض ثم قالا : اين تذهب؟ فقلت : الى هذا الماء قالا : وما هذا؟ قلت : ماء يشرب في هذا الحير (١) يخف له الجسد ويخرج الحر ويسهل البطن هذا الماء له سر ، فقالا : ما نحسب ان الله تبارك وتعالى جعل في شيء مما قد لعنه شفاء ، فقلت : ولم ذاك؟ فقالا ان الله تبارك وتعالى لما آسفه قوم نوح فتح السماء ، بماء منهمر ، فأوحى الى الأرض فاستعصت عليه عيون منها فلعنها فجعلها ملحا أجاجا.

١٥ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن ابن محبوب عن هشام الخراساني عن المفضل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام أخبرنى عن قول الله عزوجل : (حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ) فأنى كان موضعه وكيف كان؟ فقال : كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة [المسجد] ميمنة المسجد فقلت له : فان ذلك موضع زاوية باب الفيل اليوم ، ثم قلت له : وكان بدو خروج الماء من ذلك التنور؟ فقال : نعم ان الله عزوجل أحب أن يرى قومه آية ثم ان الله تبارك وتعالى أرسل عليهم المطر يفيض فيضا ، وفاض الفرات فيضا ، والعيون كلهن فيضا فغرقهم الله عزوجل وأنجى نوحا ومن معه في السفينة.

١٦ ـ على بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لم تنزل قطرة من السماء من مطر الا بعدد معدود ووزن معلوم ، الا ما كان من يوم الطوفان على عهد نوح عليه‌السلام فانه نزل ماء منهمر بلا وزن ولا عدد ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٧ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبان بن عثمان عن أبى حمزة الثمالي عن أبى رزين الأسدي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انه قال : ان نوحا عليه‌السلام لما فرغ من السفينة وكان ميعاده فيما بينه وبين ربه في إهلاك قومه أن يفور التنور ، ففار التنور فقالت امرأته : ان التنور قد فار؟ فقام اليه فختمه فقام الماء (٢) وادخل من أراد أن يدخل ، وأخرج من أراد أن يخرج ، ثم

__________________

(١) الحير : الموضع الذي يجتمع فيه الماء.

(٢) قام الماء : جمد.

١٧٩

جاء الى خاتمه فنزعه يقول الله عزوجل : (فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ) قال : وكان نجرها في وسط مسجدكم ، ولقد نقص عن ذرعه سبعمائة ذراع (١).

١٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم‌السلام قال : ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه‌السلام : فان نوحا دعا ربه فهطلت السماء (٢) بماء منهمر ، قال له على عليه‌السلام : لقد كان كذلك وكانت دعوته دعوة غضب ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله هطلت له السماء بماء منهمر رحمة ، انه صلى‌الله‌عليه‌وآله لما هاجر الى المدينة أتاه أهلها في يوم جمعة فقالوا له : يا رسول الله احتبس القطر واصفر العود وتهافت الورق (٣) فرفع يده المباركة الى السماء حتى راى بياض إبطيه وما يرى في السماء سحابة ؛ فما برح حتى سقاهم الله ، حتى ان الشاب المعجب بشبابه لتهمه نفسه في الرجوع الى منزله فما يقدر من شدة السيل ، فدام أسبوعا فأتوه في الجمعة الثانية ، فقالوا : يا رسول الله لقد تهدمت الجدر واحتبس الركب والسفر؟ فضحك عليه‌السلام وقال : هذه سرعة ملالة ابن آدم ثم قال : اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم في أصول الشيخ (٤) ومراتع البقر فرأى حول المدينة المطر يقطر قطرا ، وما يقع بالمدينة قطرة لكرامته على الله عزوجل.

١٩ ـ وعن الأصبغ بن نباتة قال : قال ابن الكوا لأمير المؤمنين عليه‌السلام :

__________________

(١) قال المجلسي (ره) : لعل الغرض رفع الاستبعاد عن عمل السفينة في المسجد مع ما اشتهر من عظمها اى نقصوا المسجد عما كان عليه في زمن نوح سبعمائة ذراع ويدل على أصل النقص اخبار أخر.

(٢) هطل المطر : نزل متتابعا عظيم القطر.

(٣) اى تساقط.

(٤) الشيخ ـ بالكسر ـ : نبت تنبت بالبادية وفي نسخة البحار «مراتع البقع» وذكر المجلسي (ره) في معناه وجوها ثم قال في آخر كلامه والظاهر ان فيه تصحيفا.

١٨٠