تفسير نور الثقلين - ج ٥

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨

قال : قصرت الأبناء عن عمل الآباء ، فالحق الله عزوجل الأبناء بالآباء ليقر بذلك أعينهم.

٢٩ ـ وباسناده الى أبى بصير قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إذا مات الطفل من أطفال المؤمنين نادى مناد في ملكوت السماوات والأرض ألا ان فلان بن فلان قد مات ، فان كان قد مات والداه أو أحدهما أو بعض أهل بيته من المؤمنين دفع اليه يغذوه ، والا دفع الى فاطمة عليها‌السلام تغذوه حتى يقدم أبواه أو أحدهما ، أو بعض أهل بيته من المؤمنين فتدفعه اليه.

٣٠ ـ وباسناده الى جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن أطفال الأنبياء عليهم‌السلام فقال : ليسوا كأطفال ساير الناس ، قال : وقد سئلته عن إبراهيم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لو بقي كان صديقا؟ قال : لو بقي كان صديقا؟ قال : لو بقي كان على منهاج أبيه عليه‌السلام.

٣١ ـ وباسناده الى عامر بن عبد الله قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : مات إبراهيم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان له ثمانية عشر شهرا ، فأتم الله عزوجل رضاعه في الجنة.

٣٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ) قال : ليس في الجنة غناء ولا فحش ويشرب المؤمن ولا يأثم (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) قال: في الجنة (قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ) اى خائفين من العذاب.

٣٣ ـ في أصول الكافي باسناده الى معروف بن خربوذ عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : صلى أمير المؤمنين عليه‌السلام بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف الله عزوجل ، ثم قال : أما والله لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنهم ليصبحون ويمشون شعثاء غبراء خمصاء بين أعينهم كركب المعزاء (١) يبيتون لربهم سجدا وقياما يراوحون بين اقدامهم وجباههم ، يناجون

__________________

(١) الشعث : تفرق الشعر وعدم إصلاحه ومشطه وتنظيفه والغبر من الأغبر : المتلطخ بالغبار. وخمصاء جمع الأخمص (وقيل : الخميص) اى بطونهم خالية ، قال المجلسي (ره) اما للصوم أو للفقر اولا يشبعون لئلا يكسلوا في العبادة ، والمعز : ذوات الثغر من الغنم.

١٤١

ربهم ويسألونه فكاك رقابهم من النار ، والله لقد رأيتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون.

٣٤ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاووس رحمه‌الله نقلا عن مختصر كتاب محمد بن العباس بن مروان باسناده الى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل يذكر فيه شيعة على عليه‌السلام وحالهم في الجنة وفيه يقول صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ان ذكر دخولهم الجنة على النجايب (١) تقودهم الملائكة فينطلقون صفا واحدا معتدلا لا يفوت منهم شيء شيئا ، ولا يموت أذن ناقة ناقتها ، ولا بركة ناقة بركتها (٢) ولا يرمون بشجرة من أشجار الجنة الا لحقتهم بثمارها ورجلت لهم عن طريقهم كراهية ان تنثلم طريقهم (٣) وان يفرق بين الرجل ورفيقه ، فلما رفعوا الى الجبار تبارك وتعالى قالوا ربنا أنت السلام ومنك السلام ولك بحق الجلال والإكرام ، قال : فقال : أنا السلام ومنى السلام ولي بحق الجلال والإكرام فمرحبا بعبادي الذي أحفظوا وصيتي في أهل بيت نبيي ورعوا حقي وخافوني بالغيب ، وكانوا منى على كل حال مشفقين.

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم فمن الله علينا ووقينا عذاب السموم قال : السموم الحر الشديد ، (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا) قال : لم يكن في الدنيا أحلم من قريش (أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ) قال : هو ما قالت قريش ان الملائكة بنات الله.

٣٦ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه عن أبى جعفر عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه : ولقد بات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند بعض أزواجه في ليلة انكسف فيها القمر ، فلم يكن منه في تلك الليلة مما كان يكون منه في غيرها حتى أصبح فقال له : يا رسول الله البغض كان هذا منك في هذه الليلة؟ قال لا. ولكن هذه الاية ظهرت في هذه الليلة ، فكرهت ان أتلذذ و

__________________

(١) النجيب : الفاضل من كل حيوان.

(٢) البركة : هيئة البروك وهو أن يلصق صدره بالأرض.

(٣) انثلم الحائط : أحدث فيه خللا.

١٤٢

ألهو فيها ، وقد غير الله أقواما فقال جل وعز في كتابه : (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ).

٣٧ ـ في تهذيب الأحكام الحسن بن محبوب عن أبى أيوب عن عمر بن عثمان عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه‌السلام : ولقد بات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عند بعض النساء فانكسف القمر في تلك الليلة فلم يكن منه فيها شيء ، فقالت له زوجته : يا رسول الله بأبى أنت وأمى أكل هذا للبغض؟ فقال : ويحك هذا الحدث في السماء ، فكرهت أن أتلذذ وأدخل في شيء ، ولقد عير الله قوما فقال عزوجل : (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ).

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : وان الذين ظلموا آل محمد حقهم عذابا دون ذلك قال : عذاب الرجعة بالسيف ، (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) قال : لصلوة الليل فسبحه قال صلوة الليل (١).

وادبار النجوم أخبرنا محمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبى نصر عن الرضاعليه‌السلام قال : أدبار السجود أربع ركعات بعد المغرب ، وادبار النجوم ركعتين قبل صلوة الصبح.

٣٩ ـ في مجمع البيان (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ) يعنى صلوة الليل وروى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما‌السلام في هذه الاية قالا : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقوم من الليل ثلاث مرات ، فينظر في آفاق السماء ويقرأ الخمس من آل عمران التي آخرها (إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ) ثم يفتتح صلوة الليل ؛ الخبر بتمامه.

٤٠ ـ «وادبار النجوم» يعنى الركعتين قبل صلوة الفجر ، وهو المروي عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما‌السلام.

٤١ ـ وفيه «ادبار السجود» فيه أقوال أحدها ان المراد به الركعتان بعد المغرب «وادبار النجوم» ركعتان قبل الفجر ، عن على بن ابى طالب والحسن بن على عليهما‌السلام وعن

__________________

(١) وفي المصدر «قبل صلوة الليل» مكان «قال صلوة الليل».

١٤٣

ابن عباس مرفوعا الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٤٢ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : «وادبار النجوم»! قال : ركعتان قبل الصبح.

٤٣ ـ في قرب الاسناد باسناده الى إسماعيل بن عبد الخالق قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : الركعتين اللتين بعد الفجر هما (وَإِدْبارَ النُّجُومِ).

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده الى ابى عبد الله عليه‌السلام قال : من كان يدمن قراءة والنجم في كل يوم أو في كل ليلة عاش محمودا بين الناس ، وكان مغفورا له ، وكان محبوبا بين الناس.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ومن قرأ سورة والنجم اعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد ومن جحد به.

٣ ـ في كتاب الخصال عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان العزائم اربع : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) والنجم وتنزيل السجدة وحم السجدة.

٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده الى ابن عباس قال : صلينا العشاء الاخرة ذات ليلة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما سلم اقبل علينا بوجهه ثم قال : انه سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم ، فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي والامام بعدي ، فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره ، وكان أطمع القوم في ذلك ابى العباس بن عبد المطلب ، فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهوى فسقط في دار على بن ابى طالب ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلى عليه‌السلام : يا على والذي بعثني بالنبوة لقد وجبت لك الوصية والخلافة والامامة بعدي ، فقال المنافقون عبد الله بن ابى وأصحابه : لقد ضل محمد في محبة ابن عمه وغوى ، وما ينطق في شأنه الا بالهوى ، فأنزل الله تبارك

١٤٤

تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) يقول عزوجل : وخالق النجم إذا هوى ما ضل صاحبكم يعنى في محبة على بن ابى طالب وما غوى ومما ينطق عن الهوى يعنى في شأنه ان هو الا وحي يوحى.

وحدثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الري يقال له احمد بن محمد بن الصقر الصائغ العدل ، قال : حدثنا محمد بن العباس بن بسام قال : حدثني ابو جعفر محمد بن أبى الهيثم السعدي قال : حدثني احمد بن الخطاب قال حدثنا ابو إسحاق الفزاري عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم‌السلام عن عبد الله بن عباس بمثل ذلك ، الا انه في حديثه : يهوى كوكب من السماء مع طلوع الشمس فيسقط في دار أحدكم.

٥ ـ وباسناده الى الصادق عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : لما مرض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرضه الذي قبضه الله فيه اجتمع اليه أهل بيته وأصحابه فقالوا : يا رسول الله ان حدث بك حدث فمن لنا بعدك ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم عن شيء مما سألوه ؛ فلما كان اليوم الثالث قالوا له : يا رسول الله ان حدث بك حدث فمن لنا بعدك ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال لهم : إذا كان غدا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فانظروا من هو؟ فهو خليفتي عليكم من بعدي والقائم فيكم بأمرى ولم يكن فيهم أحد الا وهو يطمع أن يقول له : أنت القائم من بعدي فلما كان اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم إذا نقض نجم من السماء قد غلب ضوئه على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة على عليه‌السلام ، فهاج القوم وقالوا : والله لقد أضل هذا الرجل وغوى وما ينطق في ابن عمه الا بالهوى ، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) الى آخر السورة.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) قال : النجم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (إِذا هَوى) لما اسرى به الى السماء وهو في الهوى ، حدثني أبى عن الحسين بن خالد عن ابى الحسن الرضا عليه‌السلام قال : قلت : (النَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) قال : النجم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سماه الله في غير موضع ، فقال : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) والحديث طويل

١٤٥

أخذنا منه موضع الحاجة.

٧ ـ في مجمع البيان وروت العامة عن جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام ان محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله نزل من السماء السابعة ليلة المعراج ولما نزلت السورة ، أخبر بذلك عتبة بن ابى لهب فجاء الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وطلق ابنته وتفل في وجهه وقال : كفرت بالنجم ورب النجم ، فدعا صلى‌الله‌عليه‌وآله عليه وقال : اللهم سلط عليه كلبا من كلابك ، فخرج عتبة الى الشام فنزل في بعض الطريق وألقى الله عليه الرعب فقال لأصحابه ليلا : أنيمونى بينكم ليلا ففعلوا فجاء أسد وافترسه من بين الناس.

٨ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : قول الله عزوجل : «(وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى * وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) وما أشبه ذلك؟ قال : ان الله عزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء ، وليس لخلقه ان يقسموا الا به.

٩ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى على بن مهزيار قال : قلت لأبي جعفر الثاني عليه‌السلام : قول الله عزوجل : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) وقوله عزوجل : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) وما أشبه هذا ، قال : ان الله عزوجل يقسم من خلقه بما يشاء وليس لخلقه ان يقسموا الا به عزوجل.

١٠ ـ في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن ابى جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) قال : أقسم بقبر محمد (١) إذا قبض (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) بتفضيله أهل بيته (وَما غَوى)

١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن العباس عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى) يقول : ما ضل في على وما غوى (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) وما كان قال فيه الا بالوحي الذي أوحى اليه.

__________________

(١) كذا في النسخ وفي المصدر «بقبض محمد».

١٤٦

١٢ ـ في روضة الكافي متصل بآخر ما نقلنا قريبا أعنى وما غوى (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) يقول : ما يتكلم بفضل أهل بيته بهواه ، وهو قول الله عزوجل : (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)

١٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن مسمع بن الحجاج عن صباح الحذاء عن صباح المزني [عن جابر] عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : لما أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيد على عليه‌السلام يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم في بر ولا بحر الا أتاه فقالوا : يا سيدهم ومولاهم (١) ماذا دهاك؟ فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه ، فقال لهم : فعل هذا النبي فعلا ان تم لم يعص الله أبدا ، فقالوا : يا سيدهم أنت كنت لادم ، فلما قال المنافقون : انه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه : اما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون؟ ـ يعنون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ صرخ إبليس صرخة يطرب فجمع أوليائه فقال لهم : اما علمتم انى كنت لادم من قبل؟ قالوا : نعم قال : آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب ، وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده الى ابى عبد الله عليه‌السلام انه قال لعلقمة : ان رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط ، وكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسوله وحجج الله عليهم‌السلام ، ألم ينسبوه الى انه ينطق عن الهوى في ابن عمه على عليه‌السلام حتى كذبهم الله عزوجل ، فقال : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد

__________________

(١) اى قالوا يا سيدنا ومولانا وانما غيره لئلا يوهم انصرافه اليه (عليه السلام). وهذا شايع في كلام البلغاء في نقل امر لا يرضى القائل لنفسه كما في قوله تعالى : (أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ) وقوله «ماذا دهاك ، يقال : دهاه إذا أصابته داهنة ، قاله المجلسي (ره) في مرآة العقول.

١٤٧

عن عمر بن عبد العزيز عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيره قالوا : سمعنا أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : حديثى حديث أبى ، وحديث أبى حديث جدي وحديث جدي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير ـ المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وحديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قول الله عزوجل.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى) يعنى الله عزوجل (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى) يعنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : حدثني ياسر عن أبى الحسن صلوات الله عليه قال : ما بعث الله نبيا الاصحاب مرة سوداء صافية وقوله : (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى) يعنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم دنى يعنى رسول الله من ربه عزوجل فتدلى قال : إنما نزلت ثم دنا (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) قال : كان من الله كما بين مقبض القوس الى رأس السية (١) «أو أدنى» اى من نعمته ورحمته قال بل أدنى من ذلك.

١٧ ـ وفيه واما قوله : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) فانه حدثني أبى عن ابن ابى عمير عن هشام عن أبى عبد الله عليه‌السلام ان هذه الاية مشافهة الله لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما أسرى به الى السماء قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : انتهيت الى سدرة المنتهى وإذا الورقة منها تظل امة من الأمم فكنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى كما حكى الله عزوجل ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨ ـ وفيه : (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) كان بين لفظه وبين سماع محمد كما بين وتر القوس وعودها ، حدثني أبى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن سنان قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : أول من سبق الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) وذلك انه أقرب الخلق الى الله تعالى وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل لما اسرى به الى السماء : تقدم يا محمد فقد وطيت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل ، ولو لا أن روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه ، وكان من الله عزوجل كما

__________________

(١) سية القوس : ما عطف من طر فيها.

(٢) كذا.

١٤٨

قال الله عزوجل (قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) اى بل أدنى.

١٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى على بن سالم عن أبيه عن ثابت بن دينار قال : سألت زين العابدين على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم‌السلام عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان؟ فقال : تعالى عن ذلك قلت فلم أسرى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله الى السماء؟ قال : ليريه ملكوت السموات وما فيها من عجائب صنعه وبدايع خلقه ، قلت فقول الله عزوجل : (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى)؟ قال : ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دنى من حجب النور فرأى من ملكوت السماوات ثم تدلى عليه‌السلام فنظر من تحته الى ملكوت الأرض حتى ظن أنه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى.

٢٠ ـ وباسناده الى هشام بن الحكم عن أبى الحسن موسى حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : فلما اسرى بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان من ربه كقاب قوسين أو أدنى رفع له حجاب من حجبه.

٢١ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما عرج بى الى السماء دنوت من ربي عزوجل حتى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى، فقال لي : يا محمد من تحب من الخلق؟ قلت : يا رب عليا. قال : التفت يا محمد ، فالتفت عن يساري فاذا على بن أبى طالب عليه‌السلام.

٢٢ ـ وباسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما اسرى بى الى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى فأوحى الى ربي ما أوحى ، ثم قال : يا محمد اقرأ على بن أبى طالب أمير المؤمنين ، فما سميت بهذا أحدا قبله ولا أسمى بها أحدا بعده.

٢٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن على بن ابى حمزة قال : سأل ابو بصير أبا عبد الله عليه‌السلام وانا حاضر فقال : جعلت فداك كم عرج برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : مرتين فأوقفه جبرئيل عليه‌السلام موقفا فقال له مكانك يا محمد ، فلقد وقفت.

١٤٩

موقفا ما وقفه ملك ولا نبي ، ان ربك يصلى فقال : يا جبرئيل وكيف يصلى؟ قال ، يقول : سبوح قدوس انا رب الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبى ، فقال : اللهم عفوك عفوك ، قال : وكان كما قال الله : (قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) فقال له ابو بصير جعلت فداك ما قاب قوسين أو ادنى؟ قال : ما بين سيتها (١) الى رأسها. فقال : كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق والا أعلمه الا وقد قال : زبرجد ، فنظر في سم الإبرة الى ما شاء الله من نور العظمة ، فقال الله تبارك وتعالى : يا محمد ، قال لبيك ربي ، قال : من لامتك بعدك؟ قال : الله اعلم قال : على بن ابى طالب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين ، قال : ثم قال ابو عبد الله عليه‌السلام لأبي بصير : يا با محمد والله ما جاءت ولاية على من الأرض ، ولكن جاءت من السماء مشافهة.

٢٤ ـ في مجمع البيان وروى مرفوعا عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قوله : (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) قال : قدر ذراعين أو أدنى من ذراعين.

٢٥ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الصمد بن بشير قال : ذكر أبو عبد الله عليه‌السلام بدو الأذان وقصة الأذان في أسراء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى انتهى الى سدرة المنتهى قال : فقال السدرة : ما جازني مخلوق قبل ، قال : (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) ، قال : فدفع اليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه فنظر اليه فاذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم.

ثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه وفتح صحيفة أصحاب الشمال فاذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثم نزل ومعه الصحيفتان ، فدفعهما الى على بن ابى طالب عليه‌السلام وفي هذا الحديث أشياء ستقف عليها في محالها إنشاء الله تعالى.

__________________

(١) مر معناه آنفا فراجع.

١٥٠

٢٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن على بن الحسين عليهما‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : انا ابن من علا فاستعلى فجاز سدرة المنتهى فكان من ربه قاب قوسين أو أدنى.

٢٧ ـ وعن يعقوب بن جعفر الجعفري قال : سأل رجل يقال له عبد الغفار السلمي أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليهما‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) فقال : أرى هاهنا خروجا من حجب النور وتدليا الى الأرض وأرى محمدا رأى ربه بقلبه ونسبه الى بصره فكيف هذا؟ فقال أبو إبراهيم عليه‌السلام : دنا فتدلى فانه لم يزل عن موضع ولم يتدل ببدن فقال عبد الغفار أصفه بما وصف به نفسه حيث قال : (دَنا فَتَدَلَّى) يتدل عن مجلسه الا وقد زال عنه ولو لا ذلك لم يصف بذلك نفسه ، فقال ابو إبراهيم عليه‌السلام : ان هذه لغة في قريش إذا أراد الرجل منهم أن يقول : قد سمعت يقول : قد تدليت وانما التدلي الفهم.

٢٨ ـ وعن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم‌السلام قال ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه‌السلام : فان هذا سليمان قد سخرت له الرياح فسارت في بلاده غدوها شهر ورواحها شهر؟ فقال له على عليه‌السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى ما هو أفضل من هذا ، انه أسرى به من مسجد الحرام الى المسجد الأقصى مسيرة شهر وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى الى ساق العرش ، فدنى بالعلم فتدلى ، فدلى له من الجنة رفرف خضر ، وغشي النور بصره فرأى عظمة ربه عزوجل بفؤاده ولم يرها بعينه ، فكان قاب قوسين بينهما وبينه أو ادنى فأوحى الى عبده ما أوحى ، فكان فيما أوحى اليه الاية التي في سورة البقرة قوله تعالى : (لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وكانت الاية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدم عليه‌السلام الى أن بعث الله تبارك اسمه محمدا ؛ وعرضت على الأمم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها ، وقبلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعرضها على أمته فقبلوها. وهذا

١٥١

الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى حبيب السجستاني قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قوله عزوجل : (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) فقال : يا حبيب لا تقرء هكذا ، اقرأ : «ثم دنا فتدانى (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ) في القرب (أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ) يعنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله «ما أوحى» يا حبيب ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما فتح مكة أتعب نفسه في عبادة الله عزوجل والشكر لنعمه في الطواف بالبيت ، وكان على عليه‌السلام معه قال : فلما غشيهما الليل انطلقا الى الصفا والمروة يريدان السعي ، قال : فلما هبطا من الصفا الى المروة وسارا في الوادي دون العلم الذي رأيت غشيتهما من السماء نور فأضاءت لهما جبال مكة وخشعت أبصارهما ، قال : ففزعا فزعا شديدا قال : فمضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى ارتفع عن الوادي وتبعه على عليه‌السلام ، فرفع رسول الله رأسه الى السماء فاذا هو برمانتين على رأسه قال : فتناولهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأوحى الله عزوجل الى محمد يا محمد انهما من قطف الجنة (١) فلا يأكل منها الا أنت ووصيك على بن أبى طالب ، قال : فأكل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إحداهما وأكل على عليه‌السلام الاخرى ، ثم اوحى الله عزوجل الى محمد ما اوحى.

٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) قال : وحي مشافهة.

وفيه (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) فسئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذلك الوحي؟ فقال: أوحى الى أن عليا سيد المؤمنين وامام المتقين وقائد الغرا المحجلين ، وأول خليفة يستخلفه خاتم النبيين ، فدخل القوم في الكلام ، فقالوا : من الله ومن رسوله؟ فقال الله جل ذكره لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قل لهم (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) ثم رد عليهم فقال ؛ أفتمارونه على ما يرى فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد أمرت بغير هذا ، أمرت ان أنصبه للناس فأقول لهم: هذا وليكم من بعدي ، وانه بمنزلة السفينة يوم الغرق ؛ من دخل

__________________

(١) قطف الثمرة : قطعها.

١٥٢

فيها نجى ومن خرج عنها غرق.

قال مؤلف هذا الكتاب قد تقدم لقوله عزوجل : (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) بيان فيما نقلناه عند قوله عزوجل : (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ) الاية من أمالي شيخ الطائفة ، وأصول الكافي ، وبصاير الدرجات ، وكتاب الاحتجاج فليراجع هناك.

٣١ ـ في مجمع البيان (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) قال ابن عباس : راى محمد ربه بفؤاده ، وروى ذلك عن محمد بن الحنفية عن أبيه على عليه‌السلامو روى عن ابى ذر وابى سعيد الخدري ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قوله : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) قال : قد رأيت نورا.

٣٢ ـ وعن ابى العالية قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هل رأيت ربك ليلة المعراج؟ قال : رأيت نهرا ورأيت وراء النهر حجابا ، ورأيت وراء الحجاب نورا لم أر غير ذلك.

٣٣ ـ في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى قال : سألنى أبو قرة المحدث أن ادخله على أبى الحسن الرضا عليه‌السلام فاستأذنته في ذلك فأذن لي فدخل عليه‌السلام فسأله عن الحلال والحرام والأحكام الى قوله : قال ابو قرة : فانه يقول : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى) فقال أبو الحسن عليه‌السلام ان بعد هذه الاية ما يدل على ما راى حيث قال : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) يقول : ما كذب فؤاد محمد ما رأت عيناه ثم أخبره بما راى فقال : لقد راى من آيات الكبرى فآيات الله غير الله.

٣٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى محمد بن الفضيل قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام هل رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ربه عزوجل؟ فقال : نعم بقلبه رآه ، أما سمعت الله عزوجل يقول : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) لم يره بالبصر ولكن رآه بالفؤاد.

قال مؤلف هذا الكتاب : قد سبق في تفسير على بن إبراهيم قريبا عند قوله تعالى : (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) بيان ما لقوله تعالى : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) وكذلك لقوله عزوجل : أفتمارونه على ما يرى. أقول.

وقد سبق قريبا في أصول الكافي بيان لقوله عزوجل : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى)

١٥٣

٣٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى حبيب السجستاني قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : يا حبيب (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) يعنى عندها وافى به جبرئيل حين صعد الى السماء ، فلما انتهى الى محل السدرة وقف جبرئيل دونها وقال : يا محمد ان هذا موقفي الذي وضعني الله عزوجل فيه ، ولن أقدر على أن أتقدمه ، ولكن امض أنت أمامك الى السدرة فقف عندها. قال : فتقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله السدرة وتخلف جبرئيل عليه‌السلام قال أبو جعفر عليه‌السلام انما سميت سدرة المنتهى لان أعمال أهل الأرض تصعد بها الملائكة الحفظة الى محل السدرة والحفظة البررة دون السدرة يكتبون ما يرفع إليهم من أعمال العباد في الأرض ، قال : فينتهون بها الى محل السدرة قال : فنظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فرأى أغصانها تحت العرش وحوله قال : فتجلى لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله نور الجبار عزوجل ، فلما غشي محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله شخص بصره وارتعدت فرائصه ، قال : فشد الله عزوجل ، لمحمد قلبه وقوى له بصره حتى راى من آيات ربه ما راى ، وذلك قول الله عزوجل (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) قال : يعنى الموافاة قال : فرأى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ما راى ببصره (مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) ، يعنى أكبر الآيات قال أبو جعفر عليه‌السلام : وان غلظ السدرة لمسيرة مأة عام من أيام الدنيا ، وان الورقة منها تغطى أهل الدنيا.

٣٦ ـ في بصاير الدرجات باسناده الى عبد الصمد بن بشير قال : ذكر أبو عبد الله عليه‌السلام بدو الأذان وقصة الأذان في أسراء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى انتهى الى سدرة المنتهى قال : فقالت السدرة : ما جازني مخلوق قبل.

٣٧ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن على بن الحسين عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : أنا ابن من على فاستعلى فجاز سدرة المنتهى وكان من ربه قاب قوسين أو ادنى.

٣٨ ـ وروى موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم‌السلام قال. ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه‌السلام : فان موسى

١٥٤

ناجاه الله عزوجل على طور سيناء قال على عليه‌السلام لقد كان كذلك ولقد أوحى الله عزوجل الى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله عند سدرة المنتهى ، فمقامه في السماء محمود ، وعند منتهى العرش مذكور ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبى عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن على بن موسى الرضا عليه‌السلام قال : قال لي يا أحمد ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد؟ فقلت : جعلت فداك قلنا نحن بالصورة للحديث الذي روى أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم راى ربه في صورة شاب ، وقال هشام بن الحكم بالنفي للجسم ، فقال : يا احمد ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما اسرى به الى السماء وبلغ عند سدرة المنتهى خرق له في الحجب مثل سلام الإبرة فرأى من نور العظمة ما شاء الله أن يرى ، وأردتم أنتم التشبيه ، دع هذا يا احمد لا ينفتح عليك منه أمر عظيم.

٤٠ ـ حدثني ابى عن ابن ابى عمير عن هشام عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انتهيت الى سدرة المنتهى وإذا الورقة منها تظل امة من الأمم ، كنت من ربي كقاب قوسين او أدنى.

٤١ ـ وباسناده الى إسماعيل الجعفي عن ابى جعفر عليه‌السلام وذكر حديثا طويلا وفيه قال : فلما انتهى به الى سدرة المنتهى تخلف عنه جبرئيل عليه‌السلام فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : في هذا الموضع تخذلني؟ فقال تقدم أمامك فو الله لقد بلغت مبلغا لم يبلغه خلق من خلق الله قبلك ، فرأيت من نور ربي وحال بيني وبينه السبحة (١) قلت : وما السبحة جعلت فداك؟ فأومى بوجهه الى الأرض وأومى بيده الى السماء وهو يقول جلال ربي ، جلال ربي ثلاث مرات.

٤٢ ـ وفيه وقال على بن إبراهيم في قوله (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى) قال : في السماء السابعة.

__________________

(١) قال المجلسي (ره) لعل المراد بالسبحة تنزهه وتقدسه تعالى اى حال بيني وبينه تنزهه عن المكان والرؤية والا فقد حصل غاية ما يمكن من القرب ، وقال غيره : بل المراد جلاله وعظمته وكبريائه وقال (ره) : وايماؤه الى الأرض وحط رأسه كان خضوعا لجلاله تعالى.

١٥٥

وفيه (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى) يقول رأيت الوحي مرة اخرى عند سدرة المنتهى التي يتحدث تحتها الشيعة في الجنان.

٤٣ ـ في كتاب الخصال عن على عليه‌السلام انه قال في وصية له : يا على انى رأيت اسمك مقرونا الى اسمى في اربعة مواطن فآنست بالنظر اليه الى قوله : فلما انتهيت الى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها انى انا الله لا اله الا انا وحدي ، محمد صفوتي من خلقي ، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره ، فقلت لجبرئيل : من وزيري؟ فقال على بن ابى طالب عليه‌السلام : فلما جاوزت السدرة انتهيت الى عرش رب العالمين جل جلاله. الحديث.

٤٤ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه‌السلام وفيه يقول : واما قوله : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى) يعنى محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله حين كان عند سدرة المنتهى حيث لا يجاوزها خلق من خلق الله.

٤٥ ـ في مجمع البيان وروى العامة عن على عليه‌السلام (جَنَّةُ الْمَأْوى) بالهاء.

٤٦ ـ في جوامع الجامع وأبى الدرداء «جنه المأوى بالهاء» وروى ذلك عن الصادق عليه‌السلام ومعناه ستره بظلاله ودخل فيه.

٤٧ ـ في من لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قلت لبلال : يرحمك الله زدني وتفضل على فانى فقير ، فقال يا غلام لقد كلفتني شططا؟ اما الباب الأعظم فدخل منه العباد الصالحون وهم أهل الزهد والورع ، والراغبون الى الله عزوجل المستأنسون به قلت : يرحمك الله فاذا دخل الجنة فما ذا يصنعون؟ قال : يسيرون على نهرين في ماء صاف في سفن الياقوت مجاديفها الياقوت (١) فيها ملائكة من نور ، عليهم ثياب خضر شديدة خضرتها ، قلت يرحمك الله هل يكون من النور الخضر؟ قال : ان الثياب خضر ولكن فيها نور من نور رب العالمين جل جلاله ليسيروا على حافتي ذلك النهر قلت : فما اسم ذلك النهر؟ قال : جنة المأوى.

__________________

(١) المجداف : خشبة طويلة مبسوطة أحد الطرفين تسير بها القوارب وفي المصدر «مجاديفها اللؤلؤ».

١٥٦

٤٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى) قال لما رفع الحجاب بينه وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غشي نور السدرة.

٤٩ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده الى ابى عبد الله عليه‌السلام عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما اسرى بى الى السماء وانتهيت الى سدرة المنتهى قال : ان الورقة منها تظل الدنيا ؛ وعلى كل ورقة ملك يسبح ، يخرج من أفواههم الدر والياقوت تبصر اللؤلؤة مقدار خمسمائة عام ، وما يسقط من ذلك الدر والياقوت ، يخرجونه ملائكة موكلون به ، يلقونه في بحر من نور ، يخرجونه كل ليلة جمعة الى سدرة المنتهى ، فلما نظروا الى رحبوا بى وقالوا : يا محمد مرحبا بك ، فسمعت اضطراب ريح السدرة وخفقة أبواب الجنان (١) وقد اهتزت فرحا بمجيئك ، فسمعت الجنان تنادي وا شوقاه الى على وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام أجمعين.

٥٠ ـ في مجمع البيان (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى) وروى أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال رأيت على كل ورقة من ورقها ملكا قائما يسبح الله عزوجل.

٥١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث أو غيره قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) قال : راى جبرئيل على ساقه الدر مثل القطر على البقل ، له ستمائة جناح قد ملاء ما بين السماء والأرض.

٥٢ ـ في أصول الكافي احمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى قال : سألنى ابو قرة المحدث ان ادخله على ابى الحسن الرضا عليه‌السلام فأستأذنته في ذلك فأذن لي فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والأحكام الى قوله : قال ابو قرة : فانه يقول : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى) فقال ابو الحسن عليه‌السلام : ان بعده هذه الآية ما يدل على ما راى حيث قال : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) يقول : ما كذب فؤاد محمد ما رأت عيناه ، ثم أخبر بما راى ، فقال : (لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى)

__________________

(١) الخفقة : اسم المرة من خفق الراية : تحرك.

١٥٧

فآيات الله غير الله.

٥٣ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه‌السلام يقول فيه : وقوله في آخر الاية : (ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) رأى جبرئيل عليه‌السلام في صورته مرتين هذه المرة ومرة اخرى ، وذلك ان خلق جبرئيل عظيم فهو من الروحانيين الذين لا يدرك خلقهم وصفتهم الا الله رب العالمين.

٥٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى حبيب السجستاني عن ابى جعفر عليه‌السلام حديث طويل وفي آخره : فرأى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ما راى ببصره من آيات ربه الكبرى يعنى أكبر الآيات.

٥٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) يقول : لقد سمع كلاما لو لا انه قوى ما قوى.

وباسناده الى ابى بردة الأسلمي قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعلى عليه‌السلام : يا على ان الله أشهدك معى في سبع مواطن : اما أول ذلك قليلة اسرى بى الى السماء قال لي جبرئيل : اين أخوك؟ فقلت : خلفته ورائي ، قال : ادع الله فليأتك به ، فدعوت الله وإذا بمثالك معى. والثاني حين اسيرى بى في المرة الثانية فقال لي جبرئيل : اين أخوك؟ قلت : خلفته ورائي ، قال : ادع الله فليأتك به ، فدعوت الله فاذا مثالك معى ، الى قوله : واما السادس لما اسرى بى الى السماء جمع الله لي النبيين فصليت بهم ومثالك خلفي.

٥٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن ابى عمير أو غيره عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : ما لله عزوجل آية هي أكبر منى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٧ ـ في أمالي شيخ الطائفة «قدس‌سره» باسناده الى ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما عرج بى الى السماء ودنوت من ربي عزوجل حتى كان بيني وبينه (قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) قال لي : يا محمد من تحب من الخلق؟ قلت : يا رب عليا قال : التفت يا محمد فالتفت عن يساري فاذا على بن أبي طالب عليه‌السلام.

١٥٨

٥٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : أفرأيتم اللات والعزى قال : اللات رجل والعزى امرأة وقوله : ومناة الثالثة الاخرى قال : كان صنم بالمسلك خارج من الحرم على ستة أميال يسمى المناة.

٥٩ ـ في عيون الاخبار في باب النصوص على الرضا عليه‌السلام حديث قدسي حكاه صلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه : وهذا القائم الذي يحل حلالي ويحرم حرامي وبه أنتقم من أعدائى وهو راحة لأوليائي وهو الذي به يشفى قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين ، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما فيفتتن الناس بهما أشد من فتنة العجل والسامري.

٦٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن محمد بن على بن موسى عليهم‌السلام حديث طويل يذكر فيه القائم عليه‌السلام وفي آخره يقول عليه‌السلام : فاذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما.

٦١ ـ في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف (ره) من أشعار الحسين عليه‌السلام في موقف كربلاء :

والدي شمس وأمي قمر

فأنا الكوكب وابن القمرين

عبد الله غلاما يافعا

وقريش يعبدون الوثنين

يعبدون اللات والعزى معا

وعلى قائم بالحسنين

مع رسول الله سبعا كاملا

ما على الأرض مصل غير ذين

هجر الأصنام لم يعبدها

مع قريش لا ولا طرفة عين

٦٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول فيه ، وقد ذكر الملحدين في آيات الله : ووكلوا تأليفه ونظمه الى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله فألفه على اختيارهم ومما يدل للمتأمل له على إخلال تمييزهم وافترائهم وتركوا منه ما قدروا أنه لهم وهو عليهم وزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره ، وعلم الله أن ذلك يظهر ويبين فقال : (ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ).

١٥٩

٦٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن أبى جعفر محمد بن على الرضا عليه‌السلام عن أبيه قال : سمعت أبى موسى بن جعفر عليه‌السلام يقول : دخل عمرو بن عبيد البصري على ابى عبد الله عليه‌السلام ، فلما سلم وجلس تلا هذه الاية الذين يجتنبون كبائر الإثم ثم أمسك فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام : ما أمسكك؟ فقال : أحب ان أعرف الكبائر من كتاب الله عزوجل فقال : يا عمرو! أكبر الكبائر الشرك بالله يقول الله تبارك وتعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) ويقول عزوجل : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النَّارُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) وبعده اليأس من روح الله لان الله عزوجل يقول : (وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ) ثم الأمن من مكر الله لان الله عزوجل يقول : (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ). ومنها عقوق الوالدين لان الله عزوجل جعل العاق جبارا شقيا في قوله تعالى : (وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا) وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق لان الله عزوجل يقول : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها) الى آخر الاية. وقذف المحصنات لان الله عزوجل يقول : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ). وأكل مال اليتيم ظلما لقول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) والفرار من الزحف لان الله عزوجل يقول : (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) وأكل الربا لان الله عزوجل يقول : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ) ويقول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) والسحر لان الله عزوجل يقول : (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ). والزنا لان الله عزوجل يقول : «(وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً إِلَّا

١٦٠