تفسير نور الثقلين - ج ٥

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧٤٨

جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن حمران ابن أعين عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : الإسلام لا يشرك الايمان ، والايمان يشرك الإسلام ، وهما في القول والفعل يجتمعان كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في الكعبة ، وكذلك الايمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الايمان ، وقد قال الله عزوجل : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) فقول الله اصدق القول ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٢ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قال ابو جعفر عليه‌السلام : يا سلمان أتدري من المسلم؟ قلت : جعلت فداك أنت اعلم ، قال : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، ثم قال : وتدري من المؤمن؟ قال : قلت : أنت اعلم ، قال : المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وأنفسهم ، والمسلم حرام على المسلم ان يخذله أو يظلمه أو يدفعه دفعة تعننه.

١٠٣ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب عن أبى عبد الله عليه‌السلام انه قال في حديث طويل : ان الإسلام قبل الايمان ، وعليه يتوارثون ويتناكحون ، والايمان عليه يثابون.

١٠٤ ـ على بن إبراهيم عن العباس بن معروف عن عبد الرحمن بن أبى نجران عن حماد بن عثمان عن عبد الرحيم القصير قال : كتبت مع عبد الملك بن أعين الى ابى عبد الله عليه‌السلام اسأله عن الايمان ما هو؟ فكتب الى مع عبد الملك بن أعين : سألت رحمك الله عن الايمان والايمان هو الإقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالأركان ، والايمان بعضه من بعض ، وهو دار وكذلك الإسلام دار ، والكفر دار ، فقد يكون العبد مسلما قبل ان يكون مؤمنا ، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما ، فالإسلام قبل الايمان وهو يشارك الايمان ، فاذا أتى العبد كبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى الله عزوجل عنها ، كان خارجا

١٠١

من الايمان ساقطا عنه اسم الايمان ، وثابتا عليه اسم الإسلام ، فان تاب واستغفر عاد الى دار الايمان ، ولا يخرجه الى الكفر الا الجحود والاستحلال ان يقول : للحلال هذا حرام ، وللحرام هذا حلال ، ودان بذلك ، فعندها يكون خارجا من الإسلام والايمان ، داخلا في الكفر وكان بمنزلة من دخل الحرم ثم دخل الكعبة ، وأحدث في الكعبة حدثا ، فاخرج عن الكعبة وعن الحرم فضربت عنقه وصار الى النار.

١٠٥ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال : سألت عن الايمان والإسلام قلت له : افرق بين الإسلام والايمان؟ قال : فاضرب لك مثله؟ قال : قلت : أورد ذلك قال : مثل الايمان والإسلام مثل الكعبة الحرام من الحرم ، قد يكون في الحرم ولا يكون في الكعبة ، ولا يكون في الكعبة حتى يكون في الحرم ، وقد يكون مسلما ولا يكون مؤمنا ، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما قال : قلت: فيخرج من الايمان شيء؟ قال : نعم ، قلت : فصيره الى ما ذا؟ قال : الى الإسلام أو الكفر.

١٠٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن سماعة قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أخبرنى عن الإسلام والايمان أهما مختلفان؟ فقال : ان الايمان يشارك الإسلام والإسلام لا يشارك الايمان ، فقلت : فصفهما لي ، فقال : الإسلام شهادة ان لا اله الا الله والتصديق برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث ، وعلى ظاهره جماعة الناس والايمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الإسلام ، وما ظهر من العمل به والايمان ارفع من الإسلام بدرجة ، ان الايمان يشارك في الإسلام في الظاهر ، والإسلام لا يشارك الايمان في الباطن ، وان اجتمعا في القول والصفة.

١٠٧ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن سفيان بن السمط قال : سأل رجل أبا عبد الله عليه‌السلام عن الإسلام والايمان ما الفرق بينهما؟ فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه ، ثم التقيا في الطريق قد أزف (١) من الرجل الرحيل

__________________

(١) اى قرب ، وفي القاموس : أزف الترحل : دنا.

١٠٢

فقال له ابو عبد الله عليه‌السلام : كأنه قد أزف منك رحيل؟ فقال : نعم ، فقال : فألقى في البيت ، فلقيه فسأله عن الإسلام والايمان ما الفرق بينهما؟ فقال : الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس : شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ، واقام الصلوة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان فهذا الإسلام ، وقال : الايمان معرفة هذا الأمر مع هذا ، فان أقربها ولم يعرف هذا الأمر كان مسلما وكان ضالا.

١٠٨ ـ في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : هذه شرايع الدين الى ان قال عليه‌السلام : والإسلام غير الايمان ، وكل مؤمن مسلم ، وليس كل مسلم مؤمن

١٠٩ ـ عن ابى بصير قال : كنت عند ابى جعفر عليه‌السلام فقال له رجل : أصلحك الله ان بالكوفة قوما يقولون مقالة ينسبونها إليك ، قال : وما هي؟ قال : يقولون : الايمان غير الإسلام ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : نعم فقال الرجل : صفه لي ، فقال : من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وأقر بما جاء من عند الله. وأقام الصلوة وآتى الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت فهو مسلم ، فقلت : الايمان؟ قال من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وأقر بما جاء من عند الله واقام الصلوة وآتى الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت ولم يلق الله بذنب أوعد عليه النار فهو مؤمن ، قال أبو بصير : جعلت فداك وأينا لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار؟ فقال : ليس هو حيث تذهب ، انما هو لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار لم يتب منه.

١١٠ ـ في مجمع البيان وروى انس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الإسلام علانية ، والايمان في القلب ، وأشار الى صدره.

١١١ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا) اى لم يشكوا (وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) الاية قال : نزلت في أمير المؤمنين عليه‌السلام.

وقوله : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا) نزلت في عثمان يوم الخندق ، وذلك انه مر بعمار بن ياسر وهو يحفر الخندق وقد ارتفع الغبار من الحفرة فوضع عثمان كمه على انفه ومر فقال عمار : لا يستوي من يعمر المساجد فيصلى فيها راكعا وساجدا

١٠٣

كمن يمر بالغبار حديدا يعرض عنه جاحدا معاندا. فالتفت اليه عثمان فقال : يا ابن السودا إياي تعنى؟ ثم أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : لم ندخل معك لتسب أعراضنا فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قد أقلتك إسلامك. فاذهب ، فانزل الله عزوجل : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) اى ليس هم صادقين ان الله يعلم غيب السموات والأرض والله بصير بما يعملون.

١١٢ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عن احمد بن عمر الحلال عن على بن سويد عن أبى الحسن عليه‌السلام قال : سألته عن العجب الذي يفسد العمل ، فقال : العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه ، ويحسب أنه يحسن صنعا ومنها ان يؤمن العبد بربه فيمن على الله عزوجل والله عليه فيه المن.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى جعفر عليه‌السلام من أدمن في فرائضه ونوافله قراءة سورة «ق» وسع الله عليه في رزقه ؛ وأعطاه كتابه بيمينه ، وحاسبه حسابا يسيرا.

٢ ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال من قرء سورة «ق» هون الله عليه تارات الموت وسكراته.

٣ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : وأما «ق» فهو الجبل المحيط بالأرض ، وخضرة السماء منه وبه يمسك الله الأرض أن تميد بأهلها.

٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم : (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) قال : قاف جبل محيط بالدنيا وراء يأجوج ومأجوج وهو قسم.

٥ ـ وباسناده الى يحيى بن ميسرة الخثعمي عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : سمعته

١٠٤

يقول «عسق» «عدد سنى القائم وقاف جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر» فخضرة السماء من ذلك الجبل. وعلم على عليه‌السلام كله في عسق بل عجبوا يعنى قريشا ان جاءهم منذر منهم يعنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ) علينا بعيد قال : نزلت في أبى بن خلف ، قال أبى جهل : تعال الى أعجبك من محمد ثم أخذ عظما ففته ثم قال يا محمد تزعم أن هذا يحيى؟ فقال الله (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) يعنى مختلف

٦ ـ في أصول الكافي باسناده الى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال: يا بنى الكفر على أربع دعائم الفسق والغلو والشك والشبهة ، الى قوله : والغلو على أربع شعب ، على التعمق بالرأى والتنازع فيه ، والزيغ والشقاق ، فمن تعمق لم ينسب الى الحق ، ولم يزدد إلا غرقا في الغمرات ، ولم تحبس عنه فتنة إلا غشيته أخرى ، وانخرق ذنبه فهو يهوى (فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ).

قال عز من قائل : (وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) الى قوله تعالى : (رِزْقاً لِلْعِبادِ).

٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم باسناده الى أبى بكر الحضرمي عن أبى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : كانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب ، وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب ، ولم يكن للأرض أبواب ، وهو النبت ولم تمطر السماء عليها فتنبت ، ففتق السماء بالمطر ، وفتق الأرض بالنبات ، وذلك قوله : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) الاية.

٨ ـ في روضة الكافي باسناده الى محمد بن عطية عن أبى جعفر عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : كانت السماء رتقا لا تنزل المطر ، وكانت الأرض رتقا لا تنبت الحب ، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيها من كل دابة فشق السماء بالمطر ، والأرض بنبات الجب.

٩ ـ في الكافي باسناده الى محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : في قوله تعالى : (وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً) قال ليس : من

١٠٥

ماء في الأرض الا وقد خالطه ماء السماء.

١٠ ـ في روضة الكافي باسناده الى أبى الربيع الشامي عن ابى جعفر عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : ان الله تبارك وتعالى أهبط آدم الى الأرض فكانت السماء رتقا لا تمطر شيئا ، وكانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا ، فلما تاب الله عزوجل على آدم أمر السماء فتفطرت بالغمام ، ثم أمرها فأرخت عزاليها (١) ثم امر الأرض فأنبت الأشجار وأثمرت الثمار وتفيهت بالأنهار (٢) فكان ذلك رتقها وهذا فتقها.

١١ ـ في الكافي باسناده الى هشام الصيدناني عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : سأله رجل عن هذه الاية : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِ) فقال بيده هكذا ، فمسح إحديهما على الاخرى فقال : هن اللواتي باللواتي ، يعنى النساء بالنساء.

١٢ ـ في مجمع البيان وقيل كان سحق النساء في أصحاب الرس وروى ذلك عن ابى جعفر وابى عبد الله عليه‌السلام.

قال عز من قائل : وقوم تبع.

١٣ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل وفيه : لم سمى تبع تبعا؟ فقال : لأنه كان غلاما كاتبا ، وكان يكتب لملك كان قبله ، فكان إذا كتب كتب بسم الله الذي خلقا صبيحا وريحا ، فقال الملك : اكتب وابدأ باسم ملك الرعد ، فقال : لا ابدء الا باسم الهى ؛ ثم اعطف على حاجتك فشكر الله عزوجل ذلك فأتاه ملك ذلك الملك فتابعه الناس على ذلك فسمى تبعا.

١٤ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى عمر بن أبان عن

__________________

(١) قوله «أرخت السماء عزاليها» من أرخى زمام الناقة : أرسله وعزالى جمع العزلاء فم المزادة ومصب الماء من القربة ونحوها وهذا الكلام كناية عن شدة وقع المطر.

(٢) اى انها فتحت أفواهها ولكن القياس «تفوهت» بالواو وفي المصدر «تفهقت» وهو من فهق الإناء : امتلاء.

١٠٦

أبان رفعه ان تبعا قال في شعره :

حتى أتاني من قريضة عالم

حبر لعمرك في اليهود مسودا (١)

قال ازدجر عن قرية محجوبة

لنبي مكة من قريش مهتدى (٢)

فعفوت عنهم عفو غير مثرب (٣)

وتركتهم لعقاب يوم سرمد

وتركتها لله أرجو عفوه

يوم الحساب من الجحيم الموقد

ولقد تركت له بها من قومنا

نفرا أولى حسب وبأس يحمد

نفرا يكون النصر في أعقابهم

أرجو بذاك ثواب نصر محمد

ما كنت احسب ان بيتا ظاهرا

لله في بطحاء مكة يعبد

قالوا بمكة بيت مال داثر

وكنوزه من لؤلؤ وزبر جد (٤)

فأردت امرا حال ربي دونه

والله يدفع عن خراب المسجد

فتركت ما أملته فيه لهم

وتركته مثلا لأهل المشهد

قال ابو عبد الله عليه‌السلام : قد أخبر انه سيخرج من هذه يعنى مكة نبي يكون مهاجرته الى يثرب ، فأخذ قوما من اليمن فأنزلهم مع اليهود لينصروه إذا خرج ، ففي ذلك يقول شعرا

شهدت على احمد أنه

رسول من الله بارى النسم (٥)

فلو مد عمرى الى عمره

لكنت وزيرا له وابن عم

وكنت عذابا على المشركين

اسقيهم كأس حتف وغم (٦)

١٥ ـ وباسناده الى الوليد بن صبيح عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان تبعا قال

__________________

(١) الحبر : رئيس الكهنة عند اليهود.

(٢) ازدجره : منعه وطرده.

(٣) ثربه ـ بتشديد الراء وتخفيفها ـ لامه. قبح عليه فعله.

(٤) دثر الرسم : بلى وامحى.

(٥) البارئ : الخالق ، والنسم جمع النسمة ـ : النفوس.

(٦) الحتف : الموت.

١٠٧

للأوس والخزرج : كونوا هاهنا حتى يخرج هذا النبي ، اما انا فلو أدركته لخدمته ولخرجت معه.

١٦ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه : لعلكم ترون انه إذا كان يوم القيامة وصير الله أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة ، وصير الله أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار ، ان الله تبارك وتعالى لا يعبد في بلاده ، ولا يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه ، بلى والله ليخلقن خلقا من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه ، ويخلق لهم أرضا تحملهم وسماء تظلمهم ، أليس الله يقول : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) وقال الله تعالى : (أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ).

١٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد قال : سئل أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) قال : يا جابر تأويل ذلك ان الله عزوجل إذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم ، وسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ، جدد الله عالما غير هذا العالم ، وجدد خلقا من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه ، وخلق لهم أرضا غير هذه الأرض تحملهم ، وسماء غير هذه السماء تظلهم ، لعلك ترى ان الله انما خلق هذا العالم الواحد أو ترى ان الله لم يخلق بشرا غيركم؟ بلى والله لقد خلق الف الف عالم ، والف الف آدم ، أنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين.

١٨ ـ في الكافي على بن إبراهيم رفعه عن محمد بن مسلم قال : دخل ـ ابو حنيفة على ابى عبد الله عليه‌السلام فقال له : رأيت ابنك موسى يصلى والناس يمرون بين يديه فلا ينهاهم وفيه ما فيه؟ فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : ادعوا لي موسى ، فدعى فقال : يا بنى ان أبا حنيفة يذكر انك كنت صليت والناس يمرون بين يديك فلا تنهاهم؟ فقال : يا أبت ان الذي كنت أصلي له كان أقرب الى منهم ؛ يقول الله عزوجل (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) قال : فضمه ابو عبد الله عليه‌السلام الى نفسه ثم قال : بأبى أنت وأمي يا مستودع الأسرار ، وهذا تأديب منه عليه‌السلام لا انه ترك الفضل.

١٠٨

١٩ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه‌الله فيما نذكر من كتاب قصص القرآن وأسباب نزول آثار القرآن تأليف الهيثم بن محمد بن الهيثم النيشابوري فصل في ذكر الملكين الحافظين ، دخل عثمان بن عفان على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : أخبرنى عن العبد كم معه من ملك؟ قال : ملك على يمينك على حسناتك ، وواحد على الشمال ، فاذا عملت حسنة كتب عشرا وإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين : اكتب ، قال : لعله يستغفر الله ويتوب؟ فاذا قال ثلاثا قال : نعم أكتب أرحنا الله منه فلبئس القرين ما أقل مراقبته الله عزوجل.

أقل استحيائه منا يقول الله تعالى : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وملكان بين يديك ومن خلفك يقول الله سبحانه وتعالى : (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ) وملك قابض على ناصيتك ، فاذا تواضعت لله عزوجل رفعك ، وإذا تجبرت لله فضحك (١) وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك الا الصلوات على محمد ، وملك قائم على فيك لا يدع ان تدب الحية في فيك (٢) وملكان على عينيك ، فهذه عشرة أملاك على كل آدمي ، يعد ان ملائكة الليل على ملائكة النهار لان ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهؤلاء عشرون ملائكة على كل آدمي وإبليس بالنهار وولده بالليل ؛ قال الله تعالى (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ) الآية وقال عزوجل : (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ) الآية.

٢٠ ـ وفي كتاب سعد السعود وأيضا بعد أن ذكر ملكي الليل وملكي النهار ، وفي رواية أنهما يأتيان المؤمن عند حضور صلوة الفجر ، فاذا هبطا صعد الملكان الموكلان بالليل ، فاذا غربت الشمس نزل اليه الموكلان بكتابه الليل ويصعد الملكان الكاتبان بالنهار بديوانه الى الله عزوجل ؛ فلا يزال ذلك دأبهم الى وقت حضور أجله ، فاذا حضر أجله قالا للرجل الصالح: جزاك الله من صاحب عنا خيرا فكم من عمل صالح أريتناه ، وكم من قول حسن أسمعتناه ، ومن مجلس خير

__________________

(١) وفي المصدر «وضعك وفضحك».

(٢) دب : مشى.

١٠٩

أحضرتناه فنحن اليوم على ما تحبه وشفعاء الى ربك وان كان عاصيا ، قالا له جزاك الله من صاحب عنا شرا فلقد كنت تؤذينا ، فكم من عمل سيئ أديتناه ، وكم من قول سيئ أسمعتناه ، ومن مجلس سوء أحضرتناه ، ونحن لك اليوم على ما تكره وشهيدان عند ربك.

٢١ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ما من قلب الا وله أذنان ، على إحديهما ملك مرشد وعلى الاخرى شيطان مفتن ، هذا يأمره وهذا يزجره ، الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها ، وهو قول الله تعالى : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).

٢٢ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن إسحاق بن عمار قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان المؤمنين إذا قعدا يتحدثان قالت الحفظة بعضها لبعض : اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا وقد ستر الله عليهما ؛ فقلت : أليس الله عزوجل : يقول : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) فقال : يا إسحاق ان كانت الحفظة لا تسمع فان عالم السر يسمع ويرى ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٣ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة (١) فاذا الزما لا يريدان بذلك الا وجه الله ولا يريدان غرضا من أغراض الدنيا قيل لهما مغفورا لكما ، فاستأنفا فاذا أقبلا على المسائلة قالت الملائكة بعضها لبعض : تنحوا عنهما ؛ فان لهما سرا وقد ستره الله عليهما ، قال إسحاق. فقلت : جعلت فداك فلا يكتب عليهما لفظهما وقد قال الله عزوجل : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)؟ قال : فتنفس ابو عبد الله الصعداء (٢) ثم بكى حتى اخضلت دموعه لحيته ، وقال : يا إسحاق ان الله

__________________

(١) غمره : علاه وغطاه.

(٢) الصعداء : التنفس الطويل من هم أو تعب.

١١٠

تبارك وتعالى انما امر الملائكة ان تعتزل عن المؤمنين إذا التقيا إجلالا لهما ، وانه وان كانت لا تكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما فانه يعرفه ويحفظه عليهما عالم السر وأخفى.

٢٤ ـ في كتاب جوامع الجامع وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على شماله ، وصاحب اليمين أمير على صاحب الشمال ؛ فاذا اعمل حسنة كتبتها ملك اليمين عشرا ، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبع أو يستغفر.

٢٥ ـ في مجمع البيان وعن ابى أمامة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ان صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المخطئ أو المسيء. فان ندم واستغفر منها ألقاها والا كتب واحدة.

٢٦ ـ وعن انس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان الله تعالى وكل بعبده ملكين يكتبان عليه ، فاذا مات قالا : يا رب قد قبضت عبدك فلانا فالى اين؟ قال : سمائي مملوة بملائكتى يعبدونني وارضى مملوة من خلقي يطيعوننى ، اذهبا الى قبر عبدي فسبحاني وكبراني وهللاني واكتبا ذلك في حسنات عبدي.

٢٧ ـ في الشواذ : وجاءت سكرة الحق بالموت وهي قراءة سعيد بن جبير وطلحة ورواها أصحابنا عن أئمة لهدى عليهم‌السلام.

٢٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ) قال : نزلت «وجاءت سكرة الحق بالموت ذلك ما كنت منه تحيد» قال نزلت في الاول (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) يشهد عليها قال : سائق يسوقها ٢٩ ـ في نهج البلاغة «و (كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) سائق يسوقها الى محشرها وشاهد يشهد عليها بعملها.

٣٠ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن ابى الجهم عن ابى حذيفة قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : كم بينك وبين

١١١

البصرة؟ قلت في الماء خمس إذا طابت الريح ، وعلى الظهر ثمان ونحو ذلك ، فقال : ما أقرب هذا تزاوروا وتعاهدوا بعضكم بعضا ، فانه لا بد يوم القيامة من ان يأتى كل إنسان بشاهد يشهد له على دينه ؛ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣١ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وفي رواية السكوني قال : قال على عليه‌السلام : ما من يوم يمر على ابن آدم الا قال له ذلك اليوم : انا يوم جديد وانا عليك شهيد ، فافعل في خيرا واعمل في خيرا اشهد لك به يوم القيامة ، فانك لن تراني بعد هذا أبدا ، ٣٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله تعالى : وقال قرينه اى شيطانه وهو الثاني هذا ما لدى عتيد وقوله : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) مخاطبة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلى عليه‌السلام وذلك قول الصادقعليه‌السلام على قسيم الجنة والنار.

٣٣ ـ وباسناده الى عبيد بن يحيى عن محمد بن على بن الحسين عن أبيه عن جده عن على بن أبى طالب عليه‌السلام في قوله : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد ، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش ، ثم يقول الله تبارك وتعالى ولك : قوما والقيا من أبغضكما وكذبكما في النار.

٣٤ ـ وحدثني أبى عن عبد الله بن المغيرة الخزاز عن ابن سنان عن ابى عبد اللهعليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إذا سألتم الله فاسئلوه لي الوسيلة وذكر صلوات الله عليه وآله الوسيلة وصفتها ، وهو حديث طويل وفي آخره : فبينما انا كذلك إذا ملكين قد أقبلا الى ، اما أحدهما فرضوان خازن الجنة ، واما الاخر فمالك خازن النار فيدنو لي رضوان ويسلم على فيقول : السلام عليك يا رسول الله فارد عليه‌السلام وأقول : ايها الملك الطيب الريح الحسن الوجه الكريم على ربه من أنت؟ فيقول : انا رضوان خازن الجنة ، أمرني ربي ان آتيك بمفاتح الجنة فخذها يا محمد. فأقول : قد قبلت ذلك من ربي ، فله الحمد على ما أنعم به على ادفعها الى أخى على بن أبى طالب عليه‌السلام فيدفعها الى على ، ويرجع رضوان ثم يدنوا مالك خازن النار فيسلم ويقول : السلام عليك يا حبيب الله ، فأقول

١١٢

له : عليك السلام ايها الملك ما أنكر رؤيتك وأقبح وجهك من أنت؟ فيقول أنا مالك خازن النار أمرنى ربي ان آتيك بمفاتيح النار ، فأقول : قد قبلت ذلك [من ربي] فله الحمد على ما أنعم به على وفضلني به ، ادفعها الى أخي على بن ابى طالب عليه‌السلام فيدفعها اليه ثم يرجع ويقبل على ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقعد على شفير جهنم ويأخذ زمامها بيده وقد علا زفيرها (١) واشتد حرها وكثر شررها ، فتنادي جهنم : يا على جزني فقد اطفأ نورك لهبى ، فيقول على لها : قرى يا جهنم ذرى هذا لي وخذي هذا عدوى ، فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلى من غلام أحدكم لصاحبه ، فان شاء يذهب به يمنة وان شاء يذهب به يسرة ، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلى فيما يأمرها به من جميع الخلائق ؛ وذلك ان عليا عليه‌السلام يومئذ قسيم الجنة والنار.

٣٥ ـ في مجمع البيان وروى أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن الأعمش أنه قال : حدثنا أبو المتوكل التاجر عن أبى سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة يقول الله لي ولعلى : ألقيا في النار من أبغضكما ، وادخلا الجنة من أحبكما ، وذلك قوله : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ).

٣٦ ـ في أمالى شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى أبى سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة لي ولعلى بن أبى طالب : أدخلا الجنة من أحبكما ، وأدخلا النار من أبغضكما ، وذلك قوله تعالى : «ادخلا (فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ).

٣٧ ـ وباسناده قال : قال رسول قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله عزوجل : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) قال : نزلت في وفي على بن أبى طالب عليه‌السلام ، وذلك انه إذا كان يوم القيامة شفعنى ربي وشفعك يا على وكساني وكساك يا على ، ثم قال لي ولك يا على : ألقيا في جهنم من أبغضكما ، وادخلا الجنة كل من أحبكما ، قال : ذلك هو المؤمن.

__________________

(١) زفر النار زفيرا : سمع صوت توقدها.

١١٣

٣٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : مناع للخير قال : المناع الثاني ، والخير ولاية على عليه‌السلام وحقوق آل محمد عليه‌السلام ، ولما كتب الاول كتاب فدك بردها على فاطمة منعه الثاني فهو معتد مريب الذي جعل مع الله إلها آخر قال : هو ما قالوا نحن كافرون بمن جعل لكم الامامة والخمس ، واما قوله : قال قرينه اى شيطانه وهو الثاني ربنا ما أطغيته يعنى الاول ولكن كان في ضلال بعيد فيقول الله لهما : (لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ) اى ما فعلتم لا تبدل حسنات ، ما وعدته لا أخلفه.

٣٩ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى عن زيد بن على بن الحسين عليهما‌السلام انه قال : سألت ابى سيد العابدين عليه‌السلام فقلت له : يا أبت أخبرني عن جدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما عرج به الى السماء ، وامر ربه عزوجل بخمسين صلوة كيف لم يسئله التخفيف عن أمته حتى قال له موسى بن عمران : ارجع الى ربك فاسئله التخفيف ، فان أمتك لا تطيق ذلك ، فقال : يا بنى ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يقترح على ربه عزوجل ولا يراجعه في شيء يأمره به فلما سأله موسى ذلك وصار شفيعا لامته اليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى عليه‌السلام ، فرجع الى ربه عزوجل يسئله التخفيف الى ان ردها الى خمس صلوات قال : فقلت له : يا أبت فلم يرجع الى ربه عزوجل ولم يسئله التخفيف من خمس صلوات وقد سئل موسى عليه‌السلام ان يرجع الى ربه ويسئله التخفيف فقال : يا بنى أراد عليه‌السلام ان يحصل لامته التخفيف مع أجر خمسين صلوة لقول الله عزوجل : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) الا ترى انه عليه‌السلام لما هبط الى الأرض نزل عليه جبرئيل فقال : يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول : انها خمس بخمسين (ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) قال : هو استفهام ، لان وعد الله النار ان يملأها فتمتلى النار ، ثم تقول لها : (هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) على حد الاستفهام اى ليس في مزيد ، قال : فتقول الجنة : يا رب وعدت النار ان تملأها وعدتني ان تملأنى فلم تملأت وقد ملأت النار؟

١١٤

قال : فيخلق الله يومئذ خلقا فيملأ بهم الجنة ، فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : طوبى لهم لم يروا غموم الدنيا وهمومها.

٤١ ـ في مجمع البيان (وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) ويجوز ان يكون تطلب الزيادة على ان يزاد في سعتها كما جاء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قيل له يوم فتح مكة الا تنزل دارك؟ فقال عليه‌السلام : هل ترك لنا عقيل من دار ، [لأنه قد كان] قد باع دور بنى هاشم لما خرجوا الى المدينة ، فعلى هذا يكون المعنى : وهل بقي زيادة «انتهى».

٤٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) اى زينت غير بعيد قال : بسرعة.

٤٣ ـ في عوالي اللئالى وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما دخل المدنية عند هجرته : ايها الناس أفشوا السلام وصلوا الأرحام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام.

٤٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقول : (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ) قال : النظر الى رحمة الله حدثني ابى عن عبد الرحمن بن ابى نجران عن عاصم بن حميد عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله كرامة في عباده المؤمنين في كل يوم جمعة ، فاذا كان يوم الجمعة بعث الله الى المؤمن ملكا معه حلتان (١) فينتهي الى باب الجنة فيقول : استأذنوا لي على فلان ، فيقال له : هذا رسول ربك على الباب ، فيقول لأزواجه : أى شيء ترين على أحسن؟ فيقلن : يا سيدنا والذي أباحك الجنة ما رأينا عليك أحسن من هذا ، قد بعث إليك ربك فيتزر بواحد وتتعطف بالأخرى ، فلا يمر بشيء الا أضاء له حتى ينتهى الى الموعد ، فاذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك وتعالى ، فاذا نظروا اليه اى الى رحمته خروا سجدا ؛ فيقول : عبادي ارفعوا رؤسكم ليس هذا يوم سجود ولا عبادة ، قد رفعت عنكم المؤنة ، فيقولون. يا رب وأى شيء أفضل مما أعطيتنا؟ أعطيتنا الجنة فيقول : لكم مثل ما في أيديكم سبعين ضعفا ، فيرجع المؤمن في كل جمعة بسبعين ضعفا مثل ما في يديه ، وهو قوله : «ولدينا

__________________

(١) وفي نسخة البحار «معه حلة».

١١٥

مزيد» وهو يوم الجمعة ان ليلها ليلة غراء ويومها يوم أزهر فأكثروا فيها من التسبيح والتهليل والتكبير والثناء على الله والصلوة على رسول الله ، قال فيمر المؤمن فلا يمر بشيء الا أضاء له حتى ينتهى الى أزواجه فيقلن ، والذي أباحنا الجنة يا سيدنا ما رأينا قط أحسن منك الساعة ، فيقول انى قد نظرت الى نور ربي ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٥ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه‌السلام عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انه قال : الا وانى مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم ، أنا ذو القلب يقول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٦ ـ في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام : يا هشام ان الله يقول في كتابه (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) يعنى عقل.

٤٧ ـ في روضة الواعظين للمفيد رحمه‌الله روى ان اليهود أتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فسألته عن خلق السماوات والأرض ، فقال خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين وخلق الجبال وما فيهن يوم الثلثاء وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمداين والعمران والخراب ؛ وخلق يوم الخميس السماء ، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة ، قالت اليهود ثم ما ذا يا محمد؟ قال ثم استوى على العرش ، قالوا قد أصبت لو أتممت ، قالوا ثم استراح ، فغضب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله غضبا شديدا ، فنزل : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ).

٤٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عبد الله بن يزيد بن سلام أنه سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرنى عن أول يوم خلق الله عزوجل ، قال : يوم الأحد ، قال : ولم يسمى يوم الأحد؟ قال : لأنه واحد محدود ، قال : فالاثنين؟ قال : هو اليوم الثاني من الدنيا ، قال : فالثلثاء قال : الثالث من الدنيا ، قال : فالأربعاء

١١٦

قال اليوم الرابع من الدنيا ، قال : فالخميس؟ قال : هو يوم الخامس من الدنيا ، وهو يوم إبليس لعن فيه إبليس ورفع فيه إدريس ، قال ، فالجمعة هو يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وهو شاهد ومشهود ، قال : فالسبت قال : يوم مسبوت ، وذلك قوله عزوجل في القرآن : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) فمن الأحد الى الجمعة ستة أيام ، والسبت معطل ، قال صدقت يا محمد ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٩ ـ في أصول الكافي خطبة لعلى عليه‌السلام وفيها : أتقن ما أراد خلقه من الأشياء كلها بلا مثال سبق ، ولا لغوب (١) دخل عليه في خلق ما خلق لديه.

٥٠ ـ على بن إبراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال : قال أبو عبد الله : عليك بالصبر في جميع أمورك ، فان الله عزوجل بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأمره بالصبر والرفق فصبر صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى نالوه بالعظائم ورموه بها ، فضاق صدوره ، فأنزل الله عزوجل ؛ (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل الله عزوجل ؛ (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا) فألزم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه الصبر فتعدوا فذكروا الله تبارك وتعالى وكذبوه ، فقال : قد صبرت في نفسي وأهلى وعرضي ولا صبر لي على ذكر الهى ، فأنزل الله عزوجل : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) فصبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في جميع أحواله ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥١ ـ في مجمع البيان روى عن أبى عبد الله عليه‌السلام انه سئل عن قوله : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) فقال : تقول : حين تصبح

__________________

(١) اللغوب : التعب.

١١٧

وحين يمسى عشر مرات : لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

٥٢ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما عجت الأرض الى ربها كعجيجها من ثلاثة : من دم حرام يسفك عليها ، [أ] واغتسال من زنا ، [أ] والنوم عليها قبل طلوع الشمس.

٥٣ ـ وفيه فيما علم أمير المؤمنين عليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب : واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس ، فانه أسرع في طلب الرزق عن الضرب في الأرض ، وهي الساعة التي تقسم الله فيها الرزق بين عباده.

٥٤ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قلت : وادبار السجود قال : ركعات بعد المغرب (١).

٥٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبى نصر قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ) قال : أربع ركعات بعد المغرب.

٥٦ ـ في قرب الاسناد للحميري وباسناده الى اسمعيل بن عبد الخالق قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ركعتين اللتين بعد المغرب هما أدبار السجود.

٥٧ ـ في مجمع البيان «وأدبار السجود» فيه أقوال : (أحدها) ان المراد به الركعتان بعد المغرب «وادبار النجوم» قبل الفجر عن على بن أبى طالب عليه‌السلام ، والحسن بن على عليه‌السلام وعن ابن عباس مرفوعا الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٥٨ ـ ورابعا أنه الوتر من آخر الليل ، وروى ذلك عن أبى عبد الله عليه‌السلام.

٥٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) قال : ينادى المنادي باسم القائم واسم أبيه عليه‌السلام ، قوله : (يَوْمَ

__________________

(١) وفي بعض النسخ «ركعتان بعد المغرب».

١١٨

يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) قال : صيحة القائم من السماء ؛ (ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) قال هي الرجعة.

حدثنا أحمد بن إدريس قال : حدثنا محمد بن أحمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله : (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) قال : هي الرجعة.

وقال على بن إبراهيم في قوله : (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً) قال : في الرجعة.

٦٠ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال في وصية له يا على ان الله تبارك وتعالى أعطانى فيك سبع خصال أنت أول من ينشق عنه القبر معى ؛ الحديث.

٦١ ـ عن الزهري قال : قال على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم‌السلام أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات ، الساعة التي يعاين فيها ، ملك الموت ، والساعة التي يقوم فيها من قبره ؛ الحديث.

٦٢ ـ عن على بن موسى الرضا عليه‌السلام عن أبيه عن آبائه عن على عليهم‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا على سألت ربي فيك خمس خصال فأعطانى ، أما أولها فسألت ربي أن أكون أول من تنشق عنه الأرض وانفض التراب عن رأسى وأنت معى الحديث.

٦٣ ـ في تهذيب الأحكام باسناده الى عطية الابرارى قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لا تمكث جثة نبي ولا وصى نبي في الأرض أكثر من أربعين يوما.

٦٤ ـ وباسناده الى زياد بن أبى الحلال عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ما من نبي ولا وصى يبقى في الأرض بعد موته أكثر من ثلاثة أيام حتى ترفع روحه وعظمه ولحمه الى السماء ، وانما تؤتى مواضع آثارهم ويبلغهم السلام من بعيد ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب.

٦٥ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه‌السلام : ان الله عزوجل أوحى الى موسى بن عمران ان أخرج عظام يوسف عليه‌السلام من مصر الحديث.

٦٦ ـ وفيه في آخر زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام متصل بزيارة الحسين عليه‌السلام وتصلى

١١٩

عنده ست ركعات بتسليم في كل ركعتين ، لان في قبره عظام آدم وجسد نوح وأمير المؤمنين عليهم‌السلام ومن زار قبره فقد زار آدم ونوح وأمير المؤمنين عليهم‌السلام فتصلي لكل زيارة ركعتين.

٦٧ ـ في روضة الواعظين للمفيد رحمه‌الله قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لا تنشق الأرض عن أحد يوم القيامة الا وملكان اخذان بضبعه (١) يقولان : أجب رب العزة.

٦٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم في قوله : (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ) قال ذكريا محمد ما وعدناه من العذاب.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال من قرء سورة والذاريات في يومه أو في ليلته أصلح الله له معيشته ، وأتاه برزق واسع ونور له في قبره ، بسراج يزهر الى يوم القيامة.

٢ ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من قرء سورة الذاريات أعطى من الأجر عشر حسنات ، بعدد كل ريح هبت وجرت في الدنيا.

٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبى عن ابن أبى عمير عن جميل عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله : والذاريات ذروا فقال ابن الكوا سأل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن «الذاريات ذروا»؟ قال الريح ، وعن الحاملات وقرا فقال : هي السحاب وعن الجاريات يسرا فقال هي السفن وعن المقسمات امرا فقال الملائكة ، وهو قسم كله وخبره (إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ) يعنى المجازاة والمكافاة.

٤ ـ في مجمع البيان وقال ابو جعفر وأبو عبد الله عليهما‌السلام لا يجوز لأحد ان يقسم الا بالله تعالى والله سبحانه يقسم بما شاء من خلقه.

٥ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه‌السلام : في قول الله عزوجل : «فالمقسمات

__________________

(١) الضبع : العضد.

١٢٠