تفسير نور الثقلين - ج ٤

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٤

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٥٢

اصبهانى قال أهديت لإسماعيل بن أبى عبد الله صلصلا (١) فدخل ابو عبد الله عليه‌السلام فلما رآها قال : ما هذا الطير الميشوم؟ فانه يقول : فقدتكم فافقدوه قبل أن يفقدكم.

٣٧ ـ وعنه عن الجاموراني عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن محمد بن يوسف التميمي عن محمد بن جعفر عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : استوصوا بالصنانيات خيرا يعنى الخطاف ، فانه آنس طير الناس بالناس ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتدرون ما يقول الصنانية إذا هي ترنمت تقول : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) حتى تقرأ أم الكتاب ، فاذا كان في آخر ترنمها قالت : ولا الضالين.

٣٨ ـ عبد الله بن محمد عن محمد بن إبراهيم بن شمر عن بشر عن على بن أبى ـ حمزة قال : دخل رجل من موالي أبى الحسن عليه‌السلام فقال : جعلت فداك أحب ان تتغذى عندي ، فقام أبو الحسن حتى مضى معه فدخل البيت وإذا في البيت سرير فقعد على السرير وتحت السرير زوج حمام ، فهدر الذكر على الأنثى وذهب الرجل ليحمل الطعام فرجع وأبو الحسن عليه‌السلام يضحك فقال : أضحك الله سنك مما ضحكت؟ قال : ان هذا الحمام هدر على هذه الحمامة فقال : لها يا سكنى ويا عرسي والله ما على وجه الأرض أحب الى منك ما خلا هذا القاعد على السرير ، قلت : جعلت فداك وتفهم الكلام الطير؟ قال : نعم (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ).

٣٩ ـ عبد الله بن محمد عمن رواه عن محمد بن عبد الكريم عن عبد الله بن عبد ـ الرحمن عن أبان بن عثمان عن زرارة عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لابن عباس : ان الله علمنا منطق الطير كما علم سليمان بن داود ومنطق كل دابة في بر وبحر.

٤٠ ـ في جوامع الجامع (إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) وعن الصادق عليه‌السلام يعنى الملك والنبوة ، ويروى انه خرج من بيت المقدس مع ستمائة الف كرسي عن يمينه وشماله وامر الطير فأظلتهم ، وامر الريح فحملتهم حتى وردت بهم المدائن ، ثم رجع

__________________

(١) الصلصل ـ بضم الاول والثالث ـ : طائر أو الفاختة.

٨١

فبات في إصطخر ، فقال بعضهم لبعض : هل رأيتم ملكا قط أعظم من هذا أو سمعتم؟ قالوا : لا ، فنادى ملك من السماء : لثواب تسبيحة واحدة في الله أعظم مما رأيتم.

٤١ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) فانه قعد على كرسيه وحملته الريح فمرت به على وادي النمل وهو واد ينبت فيه الذهب والفضة وقد وكل به النمل ، وهو قول الصادق عليه‌السلام : ان لله واديا ينبت الذهب والفضة وقد حماه الله بأضعف خلقه وهو النمل ، لو رامته البخاتي (١) ما قدرت عليه.

٤٢ ـ وفي رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل : (فَهُمْ يُوزَعُونَ) قال : يحبس أولهم على آخرهم.

٤٣ ـ في بصائر الدرجات احمد بن محمد عن على بن الحكم عن شعيب العقرقوفي عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : كان سليمان عنده اسم الله الأكبر الذي إذا سئل به اعطى ، وإذا دعا به أجاب ، ولو كان اليوم احتاج إلينا.

٤٤ ـ في عيون الاخبار باسناده الى داود بن سليمان الغازي قال : سمعت على بن موسى الرضا عليه‌السلام يقول عن أبيه موسى بن جعفر عليهم‌السلام في قوله : (فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ) : لما قالت النملة : (يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ) حملت الريح صوت النملة الى سليمان عليه‌السلام وهو مار في الهواء فالريح قد حملته فوقف وقال : على بالنملة ، فلما أتى بها قال سليمان : يا أيتها النملة اما علمت انى نبي الله وانى لا أظلم أحدا؟ قالت النملة : بلى قال سليمان : فلم تحذرينهم ظلمي وقلت : (يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ)؟ قالت النملة : خشيت ان ينظروا الى زينتك فيقيسوا بها فيبعدون عن الله عزوجل ، ثم قالت النملة : أنت أكبر أم أبوك داود؟ قال سليمان : بل أبى داود ، قالت النملة : فلم يزيد في حروف اسمك حرف على حروف اسم أبيك داود؟ قال سليمان : ما لي بهذا علم ، قالت النملة لان أباك داود داوى جرحه بود

__________________

(١) البخاتي جمع البخت : الإبل الخراسانية.

٨٢

فسمى داود ، وأنت يا سليمان أرجو أن تلحق بأبيك ، ثم قالت النملة : هل تدري لم سخرت لك الريح من بين ساير المملكة؟ قال سليمان عليه‌السلام : ما لي بهذا علم ، قالت النملة : يعنى عزوجل بذلك لو سخرت لك جميع المملكة كما سخرت لك هذه الريح لكان زوالها من يديك كزوال الريح ، فحينئذ تبسم ضاحكا من قولها.

٤٥ ـ في مجمع البيان وروى ان نمل سليمان هذا كان كأمثال الذئاب والكلاب.

٤٦ ـ في بصائر الدرجات محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبى الحسن الاول عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك أخبرنى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ورث النبيين كلهم؟ قال لي : نعم ، قلت : من لدن آدم الى ان انتهى الى نفسه؟ قال : ما بعث الله نبيا الا ومحمد أعلم منه قال : قلت : ان عيسى بن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله؟ قال: صدقت قلت : وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير هل كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقدر على هذه المنازل؟ قال : فقال : ان سليمان قال للهدهد حين تفقده وشك في أمره قال : (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ) فغضب عليه فقال : (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) وانما غضب عليه لأنه كان يدله على الماء ، فهذا وهو طير قد اعطى ما لم يعط سليمان ، وقد كانت الريح والنمل والجن والانس والشياطين المردة له طائعين ، ولم يكن يعرف ما تحت الهواء ، وان في كتاب الله لآيات ما يراد بها امر الآن الى أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه للماضين ، جعله الله لنا في أم الكتاب ، ان الله يقول في كتابه : (ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) ثم قال : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) فنحن الذين اصطفانا الله فورثنا هذا الذي فيه كل شيء.

٤٧ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبى زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبى الحسن الاول عليه‌السلام قال : قلت له: جعلت فداك أخبرنى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ورث النبيين كلهم؟ قال : نعم قلت :

٨٣

من لدن آدم حتى انتهى الى نفسه؟ قال : ما بعث الله نبيا الا ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أعلم منه ، قال: قلت : ان عيسى بن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله؟ قال : صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقدر على هذه المنازل؟ قال : فقال : ان سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره فقال : (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ) حين فقد وغضب عليه فقال : (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) وانما غضب لأنه كان يدله على الماء فهذا وهو طائر قد اعطى ما لم يعط سليمان ، وقد كانت الريح والنمل والجن والانس والشياطين المردة له طائعين ، ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء ، وكان الطير يعرفه ، وان الله يقول في كتابه : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى) وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان وتحيى به الموتى ، ونحن نعرف الماء تحت الهواء وان في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر الا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون جعله الله لنا في أم الكتاب ، ان الله يقول : (وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) ثم قال : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) فنحن الذين اصطفانا الله عزوجل وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شيء.

٤٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم قال الصادق عليه‌السلام قال آصف بن برخيا وزير سليمان لسليمان عليه‌السلام أخبرنى عنك يا سليمان صرت تحب الهدهد وهو أخس الطير منبتا وأنتنه ريحا؟ قال : انه يبصر الماء وراء الصفا الأصم ، فقال : وكيف يبصر الماء من وراء الصفا وانما يوارى عنه الفخ بكف من تراب حتى يؤخذ بعنقه؟ فقال سليمان : قف باوقاف انه إذا جاء القدر حال دون البصر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٩ ـ وفيه كان سليمان عليه‌السلام إذا قعد على كرسيه جاءت جميع الطير التي سخرها الله عزوجل لسليمان عليه‌السلام فنظل الكرسي والبساط بجميع من عليه عن الشمس ، فغاب عنه الهدهد من بين الطير فوقع الشمس من موضعه في حجر سليمان؟ فرفع رأسه وقال : كما حكى الله عزوجل.

٨٤

٥٠ ـ في مجمع البيان وروى العياشي بالإسناد قال : قال أبو حنيفة لأبي عبد الله عليه‌السلام : كيف تفقد سليمان الهدهد من بين الطير؟ قال : لان الهدهد يرى الماء في بطن الأرض كما يرى أحدكم الدهن في القارورة ، فنظر أبو حنيفة الى أصحابه وضحك قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ما يضحك؟ قال : ظفرت بك جعلت فداك قال : وكيف ذلك؟ قال : الذي يرى الماء في بطن الأرض لا يرى الفخ في التراب حتى يؤخذ بعنقه؟ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا نعمان أما علمت انه إذا نزل القدر أغشى البصر.

٥١ ـ في عيون الاخبار باسناده الى سليمان بن جعفر عن الرضا عليه‌السلام قال : حدثني أبى عن جدي عن آبائه عن على بن أبى طالب عليهم‌السلام قال : في جناح كل هدهد خلقه الله عزوجل مكتوب بالسريانية آل محمد خير البرية.

٥٢ ـ في كتاب الخصال عن داود بن كثير الرقى قال : بينما نحن قعود عند أبى عبد الله عليه‌السلام إذ مر رجل بيده خطاب مذبوح ، فوثب اليه أبو عبد الله عليه‌السلام حتى أخذه من يده ، ثم دحى به الأرض ثم قال : أعالمكم أمركم بهذا أم فقيهكم؟ لقد أخبرنى أبى عن جديعليهما‌السلام قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن قتل ستة : النملة والنحلة والضفدع والصرد والهدهد والخطاف الى أن قال عليه‌السلام : واما الهدهد فانه كان دليل سليمان عليه‌السلام الى ملك بلقيس.

٥٣ ـ في مجمع البيان وروى علقمة بن وعلت عن ابن عباس قال : سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن سبأ فقال : هو رجل ولد له عشرة من العرب ، تيامن منهم ستة وتشأم أربعة ، فالذين تشأموا : اللخم والجذام وغسان وعاملة ، والذين تيامنوا كندة والأشعرون والأزد ومذحج وحمير وأنمار ، ومن الأنمار خثعم وبجيلة.

٥٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم ثم قال سليمان عليه‌السلام : (سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ) الى قوله تعالى : ماذا يرجعون فقال الهدهد انما في حصن منيع في عرش عظيم اى سرير ، قال سليمان عليه‌السلام : ألق كتابي على قبتها فجاء الهدهد فألقى الكتاب في حجرها فارتاعت من ذلك وجمعت جنودها ، وقالت الهم كما حكى الله عزوجل :

٨٥

(يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ) اى مختوم.

٥٥ ـ في جوامع الجامع «كتاب كريم» وصفته بالكرم لأنه من عند ملك كريم أو مختوم لقوله عليه‌السلام كرم الكتاب ختمه.

٥٦ ـ في عيون الاخبار باسناده الى الرضا عن آبائه عن على عليهم‌السلام انه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ان الله تبارك وتعالى قال لي : يا محمد (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) فأفرد على الامتنان بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن العظيم ، وان فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ، وان الله عزوجل خص محمدا وشرفه بها ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان عليه‌السلام فانه أعطاه منها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) يحكى عن بلقيس حين قالت : (إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى أبى بصير عن أبى ـ عبد اللهعليه‌السلام انه قال عن القائم عليه‌السلام : ما يخرج الا في اولى قوة ، وما يكون أولوا قوة الا عشرة آلاف.

٥٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم فقالت لهم : (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً) فقال الله عزوجل : وكذلك يفعلون.

٥٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل وفيه يقول عليه‌السلام : والناظرة في بعض اللغة هي المنتظرة ألم تسمع الى قوله : (فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ).

٦٠ ـ في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : الهدية على ثلاثة أوجه : هدية مكافاة ، وهدية مصانعة ، وهدية لله عزوجل.

٦١ ـ في تفسير على بن إبراهيم متصل بما سبق قريبا من قوله : «وكذلك يفعلون» ثم قالت : ان كان نبيا من عند الله كما يدعى فلا طاقة لنا به فان الله عزوجل لا يغلب ، و

٨٦

لكن سأبعث اليه بهدية فان كان ملكا يميل الى الدنيا قبلها وعلمت انه لا يقدر علينا ، فبعثت حقة فيها جوهرة عظيمة وقالت للرسول : قل له يثقب هذه الجوهرة بلا حديد ولا نار ، فأتاه الرسول بذلك فأمر سليمان عليه‌السلام ببعض جنوده من الديدان فأخذ خيطا في فمه ثم ثقبها وأخذ الخيط من الجانب الاخر ، قال سليمان عليه‌السلام لرسولها : ما آتاني (اللهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها) اى لا طاقة (لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ) فرجع إليها الرسول فأخبروها بذلك ، وتفوه سليمان فعلمت انه لا محيص لها فخرجت وارتحلت نحو سليمان.

٦٢ ـ في جوامع الجامع يروى انها أمرت عند خروجها الى سليمان فجعل عرشها في آخر سبعة أبواب ، ووكلت به حرسا يحفظونه ، فأراد سليمان أن يريها بعض ما يخصه الله به من المعجزات الشاهدة لنبوته.

٦٣ ـ وعن الباقر عليه‌السلام قال عفريت من عفاريت الجن وروى ان آصف بن برخيا قال لسليمان عليه‌السلام : مد عينيك حتى ينتهى طرفك ، فمد عينيه فنظر نحو اليمن ، ودعا آصف فغار العرش في مكانه بمأرب ثم نبع عند مجلس سليمان بالشام بقدرة الله قبل أن يرد طرفه.

٦٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم متصل بآخر ما سبق عنه قريبا أعنى قوله : وارتحلت نحو سليمان فلما علم سليمان بإقبالها نحوه قال للجن والشياطين : (أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ قالَ) سليمان : أريد أسرع من ذلك ، فقال آصف بن برخيا : (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) فدعا الله عزوجل باسمه الأعظم فخرج السرير من تحت كرسي سليمان.

٦٥ ـ حدثني أبى عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم

٨٧

الذي عنده علم الكتاب؟ فقال : ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب الا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : الا ان العلم الذي هبط به آدم من السماء الى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون الى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين.

٦٦ ـ في روضة الواعظين للمفيد رحمه‌الله قال أبو سعيد الخدري : سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قول الله جل ثناؤه : (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) قال : ذاك وصى أخى سليمان بن داود.

٦٧ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن محمد بن الفضيل قال : أخبرنى ضريس الكناسي عن جابر عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : ان اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا ، وانما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس ، ثم تناول السرير بيده ، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ، وعندنا نحن من الاسم اثنان وسبعون حرفا ، وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.

٦٨ ـ محمد بن عيسى بن على بن الحكم عن محمد بن الفضيل عن ضريس الوابشي عن جابر عن أبى جعفر عليه‌السلام قال قلت له : جعلت فداك قول العالم : (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) فقال : يا جابر ان الله جعل اسمه الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا ، فكان عند العالم منها حرف فاخسفت الأرض ما بينه وبين السرير التفت القطعتان وحول من هذه على هذه ، وعندنا اسم الله الأعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف في علم الغيب عنده المكنون.

٦٩ ـ أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن محمد بن الفضيل عن سعدان عن عمر الحلال عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ان اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وانما كان عند آصف منها حرف فتكلم به فخسف بالأرض بينه وما بين سرير بلقيس ، ثم تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ، وعندنا نحن من الاسم

٨٨

اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده.

٧٠ ـ في عيون الاخبار باسناده الى عمر بن واقد قال : ان هارون الرشيد لما ضاق صدره مما كان يظهر له من فضل موسى بن جعفر عليه‌السلام وما كان يبلغه عنه من قول الشيعة بإمامته واختلافهم في السير اليه بالليل والنهار ، خشيه على نفسه وملكه ، ففكر في قتله بالسم الى أن قال : ثم ان سيدنا موسى عليه‌السلام دعا بالمسيب وذلك قبل وفاته بثلاثة أيام وكان موكلا به ، فقال له : يا مسيب! قال : لبيك يا مولاي ، قال : انى ظاعن في هذه الليلة الى المدينة مدينة جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأعهد الى إبني على ما عهده الى أبى وأجعله وصيي وخليفتي وآمره أمرى ، قال المسيب : فقلت : يا مولاي كيف تأمرنى ان أفتح لك الأبواب وأقفالها والحرس معى على الأبواب؟ فقال : يا مسيب ضعف يقينك بالله عزوجل وفينا؟ قلت : لا يا سيدي قال : فمه؟ قلت : يا سيدي ادع ان يثبتني فقال : اللهم ثبته ، ثم قال: انى أدعو الله عزوجل باسمه العظيم الذي دعا به آصف حتى جاء بسرير بلقيس ووضعه بين يدي سليمان عليه‌السلام قبل ارتداد طرفه اليه حتى يجمع بيني وبين إبني على بالمدينة ، قال المسيب : فسمعته عليه‌السلام يدعو ففقدته عن مصلاه فلم أزل قائما على قدمي حتى رأيته قد عاد الى مكانه وأعاد الحديد الى رجله فخررت لله ساجدا لوجهي شكرا على ما أنعم به على من معرفته ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧١ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبى زاهر عن الخشاب عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) قال : ففرج أبو عبد الله عليه‌السلام بين أصابعه فوضعها في صدره ، ثم قال : وعندنا والله علم الكتاب كله.

٧٢ ـ محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن محمد بن الفضيل قال : أخبرنى شريس الوابشي عن جابر عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : ان اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا ، وانما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف

٨٩

بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ، وعندنا نحن من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله تبارك وتعالى استأثر به في علم الغيب عنده ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.

٧٣ ـ الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن على بن محمد النوفلي عن أبى الحسن صاحب العسكر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا ، كان عند آصف حرف فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبأ ، فتناول عرش بلقيس حتى صيره الى سليمان ، ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفة عين وعندنا منه اثنان وسبعون حرفا ، وحرف عند الله مستأثر به في علم الغيب.

٧٤ ـ أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : يا سدير ألم تقرأ القرآن؟ قلت : بلى قال : فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزوجل (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) قال : قلت : جعلت فداك قد قرأته قال : فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟ قال : قلت : أخبرنى به ، قال : قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر ، فما يكون ذلك من علم ، قال : قلت : جعلت فداك ما أقل هذا!

٧٥ ـ على بن إبراهيم وأحمد بن مهران جميعا عن محمد بن على عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر قال : كنت عند أبى إبراهيم عليه‌السلام وأتاه رجل من أهل نجران اليمن من الرهبان ومعه راهبة فاستأذن لهما الفضل بن سوار ، فقال له : إذا كان غدا فائت بهما عند بئر أم خير قال : فوافينا من الغد فوجدنا القوم قد وافوا ، فامر بخصفة بواري (١) ثم جلس وجلسوا فبدأت الراهبة بالمسائل فسألت عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبها وسألها أبو إبراهيم عليه‌السلام عن أشياء لم يكن عندها فيه شيء ، ثم أسلمت ثم اقبل الراهب يسأله فكان يجيبه في كل ما يسأله ، فقال الراهب : قد كنت قويا على ديني وما خلفت

__________________

(١) الخصف : البواري والجلة تعمل من خوص النخل.

٩٠

أحدا من النصارى في الأرض يبلغ مبلغي في العلم ، ولقد سمعت برجل في الهند إذا شاء حج بيت المقدس في يوم وليلة ثم يرجع الى منزله بأرض الهند ، فسألت عنه بأى ارض هو؟ فقيل لي : أنه بسيدان (١) وسألت الذي أخبرنى فقال : هو علم الاسم الذي ظفر به آصف صاحب سليمان لما أتى بعرش سبأ وهو الذي ذكره الله لكم في كتابكم ، ولنا معشر الأديان في كتبنا. فقال له أبو إبراهيم عليه‌السلام : فكم لله من اسم لا يرد؟ (٢) فقال الراهب الأسماء كثيرة فاما المختوم منها الذي لا يرد سائله فسبعة ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٦ ـ في مجمع البيان (قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) ذكر في ذلك وجوه الى قوله : الخامس ان الأرض طويت له وهو المروي عن أبى عبد الله عليه‌السلام.

٧٧ ـ وروى العياشي في تفسيره بالإسناد قال التقى موسى بن محمد بن على بن موسى ويحيى بن أكثم فسأله قال : فدخلت على أخى على بن محمد عليهما‌السلام إذ دار بيني وبينه من المواعظ حتى انتهيت الى طاعته ، فقلت له : جعلت فداك ان ابن أكثم سألنى عن مسائل أفتيه فيها ، فضحك ثم قال : هل أفتيه فيها؟ قلت : لا قال : ولم؟ قلت : لم أعرفها ، قال هو ما هي؟ قلت قال أخبرنى عن سليمان أكان محتاجا الى علم آصف بن برخيا؟ ثم ذكرت المسائل قال : اكتب يا أخى بسم الله الرحمن الرحيم سألت عن قول الله تعالى في كتابه : (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) فهو آصف بن برخيا ولم يعجز سليمان عن معونة ما عرف آصف ، لكنه صلوات الله عليه أحب أن يعرف من الجن والانس انه الحجة من بعده ، وذلك من علم سليمان أودعه آصف بأمر الله ففهمه الله ذلك لئلا يختلف في إمامته ودلالته كما فهم سليمان في حيوة داود ، ولتعرف إمامته ونبوته من بعده لتأكيد الحجة على الخلق.

٧٨ ـ في الخرائج والجرائح روى ان خارجيا اختصم مع آخر الى على عليه‌السلام فحكم بينهما بحكم الله ورسوله ، فقال الخارجي : لاعدلت في القضية! فقال عليه‌السلام : اخسأ يا

__________________

(١) كذا في النسخ ، وفي المصدر «بسبذان» وفي الوافي «بسندان».

(٢) اى لا يرد سائله كما قاله المحدث الكاشاني (ره)

٩١

عدو الله فاستحال كلبا وطارت ثيابه في الهواء ، فجعل يبصبص وقد دمعت عيناه ، فرق له عليه‌السلام فدعا الله فأعاده الى حال الانسانية وتراجعت اليه ثيابه من الهواء ، فقال : آصف وصى سليمان قص الله عنه بقوله : (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) أيهما أكبر على الله نبيكم أم سليمان؟ فقيل : ما حاجتك الى قتال معاوية الى الأنصار؟ قال : انما أدعو على هؤلاء بثبوت الحجة وكمال المحنة ولو أذن لي في الدعاء لما تأخر.

٧٩ ـ وباسناده الى أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله أوحى الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليم النبيين بأسره وعلمه الله ما لم يعلمهم ، وأسر ذلك الى أمير المؤمنين عليه‌السلام فيكون على أعلم أو بعض الأنبياء؟ وتلا (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) ثم فرق بين أصابعه ووضعها على صدره وقال : وعندنا والله علم الكتاب.

٨٠ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : الوجه الثالث من الكفر كفر النعم وذلك قوله تعالى يحكى قول سليمان : (هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨١ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقول سليمان عليه‌السلام (لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ) لما آتاني من الملك (أَمْ أَكْفُرُ) إذا رأيت من هو دون منى أفضل منى علما ، فعزم الله له على الشكر.

٨٢ ـ في مهج الدعوات في دعاء العلوي المصري : الهى وأسئلك باسمك الذي دعاك به آصف بن برخيا على عرش ملكة سبأ فكان أقل من لحظ الطرف حتى كان مصورا بين يديه فلما رأته قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو.

٨٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم وكان سليمان عليه‌السلام قد أمر أن يتخذ لها بيتا من قوارير ووضعه على الماء ثم قيل لها ادخلى الصرح وظنت انه ماء فرفعت ثوبها وأبدت ساقيها فاذا عليها شعر كثير ، فقيل لها (إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ

٩٢

نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فتزوجها سليمان وهي بلقيس بنت الشرح الحميرية ، وقال سليمان عليه‌السلام للشياطين : اتخذوا لها شيئا يذهب هذا الشعر عنها فعملوا لها الحمامات وطبخوا النورة ، فالحمامات والنورة ، فالحمامات والنورة اتخذته الشياطين لبلقيس ، وكذا الارحية التي تدور على الماء.

٨٤ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن على بن محمد القاساني عمن ذكره عن عبد الله بن القاسم عن أبى عبد الله عن أبيه عبد الله عن جدهعليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو الى أن قال عليه‌السلام : وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان عليه‌السلام.

٨٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ) يقول مصدق ومكذب قال الكافرون منهم : (أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ) قال المؤمنون : انا بالذي أرسل به مؤمنون قال الكافرون منهم انا بالذي آمنتم به كافرون واما قوله عزوجل : (لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ) فإنهم سألوه قبل ان تأتيهم الناقة أن يأتيهم بعذاب اليم ، فأرادوا بذلك امتحانه فقال : (يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ) يقول : بالعذاب قبل الرحمة ، واما قوله عزوجل : (اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ) فإنهم أصابهم جوع شديد قالوا هذا من شؤمك وشؤم من معك أصابنا هذا القحط وهي الطيرة (قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ) يقول : خيركم وشركم من عند الله (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ) يقول : تبتلون بالاختبار.

٨٦ ـ في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قام رجل الى أمير المؤمنينعليه‌السلام في الجامع بالكوفة فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنى عن يوم الأربعاء والتطير منه وثقله وأى أربعاء هو؟ فقال عليه‌السلام : آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق وفيه قتل قابيل هابيل أخاه ، ويوم الأربعاء القى إبراهيم عليه‌السلام في النار. ويوم الأربعاء قال الله : (أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. وفي عيون الاخبار مثله.

٩٣

٨٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا) قال: لا تكون الخلافة في آل فلان ولا آل فلان ولا آل فلان ولا آل طلحة ولا الزبير.

٨٨ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن عمرو ابن عثمان عن رجل عن أبى الحسن عليه‌السلام قال : حق على الله عزوجل ان لا يعصى في دار الا أضحاها للشمس حتى تطهرها.

٨٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقال على بن إبراهيم رحمه‌الله في قوله تعالى : (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللهُ خَيْرٌ) قال : هم آل محمد صلوات الله عليهم.

٩٠ ـ في جوامع الجامع وعنهم عليهم‌السلام ان الذين اصطفى محمد وآله عليه وعليهم‌السلام.

٩١ ـ في تهذيب الأحكام في الموثق عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : الرجل إذا قرأ «آلله خير أم ما يشركون» ان يقول : الله خيرا [الله خيرا] الله أكبر قلت : فان لم يقل الرجل شيئا من هذا إذا قرأ؟ قال : ليس عليه شيء ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٢ ـ في جوامع الجامع الصادق عليه‌السلام يقول إذا قرأها : الله خير ثلاث مرات.

٩٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم (بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) قال : عن الحق وقوله عزوجل (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ) فانه حدثني أبى عن الحسن بن على بن فضال عن صالح بن عقبة عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : نزلت في القائم من آل محمد عليهم‌السلام ، هو والله المضطر إذا صلى في المقام ركعتين ودعا الى الله عزوجل ، فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفة في الأرض.

٩٤ ـ حدثني أبى عن ابن أبى عمير عن منصور بن يونس عن ابى خالد الكابلي قال: قال أبو جعفر عليه‌السلام والله لكأنى انظر الى القائم عليه‌السلام وقد أسند ظهره الى الحجر ثم ينشد الله حقه الى ان قال عليه‌السلام : هو والله المضطر في كتاب الله في قوله : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ) فيكون أول من يبايعه جبرئيل

٩٤

عليه‌السلام ثم الثلاثمأة والثلاثة عشر رجلا ، فمن كان ابتلى بالمسير وافى ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه ، وهو قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : هم المفقودون عن فرشهم ، وذلك قول الله : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) قال : الخيرات الولاية.

٩٥ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى عمران بن الحصين قال : كنت انا وعمر بن الخطاب جالسين عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى جالس الى جنبه إذ قرء رسول الله : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) قال : فانتفض على عليه‌السلام انتفاض العصفور فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما شأنك تجزع؟ فقال : وما لي لا أجزع والله يقول انه يجعلنا خلفاء الأرض؟ فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تجزع والله لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق.

قال عزمن قائل : (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ)

٩٦ ـ في نهج البلاغة كلام يؤمي به عليه‌السلام الى وصف الأتراك : كأنى أراهم قوما كأن وجوههم المجان المطرقة (١) يلبسون السرق والديباج ويعتقبون الخيل العتاق (٢) ويكون هناك استحرار قتل حتى يمشى المجروح على المقتول ويكون المفلت أقل من المأسور (٣) فقال له بعض أصحابه : لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب؟

__________________

(١) المجان ـ بالفتح ـ جمع مجن بسكر الميم وهو الترس. والمطرقة بفتح الراء والتخفيف ـ التي تطبق وتخصف كطبقات النعل وريش طباق : إذا كان بعضه فوق بعض.

(٢) السرق ، شقق الحرير. واحدتها سرقة. قال ابو عبيده في المحكي عنه. هي البيض منها وهو فارسي معرب أصله سره اى جيد كالاستبرق الغليظ من الديباج ، ويعتقبون الخيل اى يجنبنونها لينتقلوا من غيرها إليها.

(٣) استحرار القتل : شدته. والفلت : الهارب قال الشارح المعتزلي : واعلم ان هذا الغيب الذي أخبر (ع) عنه قد رأيناه نحن عيانا ووقع في زماننا وكان الناس ينتظرونه من أول الإسلام حتى ساقه القضا والقدر الى عصرنا وهم التتار الذين خرجوا من أقاصي المشرق ـ

٩٥

فضحك؟ وقال للرجل وكان كلبيا : يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب ، وانما هو تعلم من ذي علم ، وانما علم الغيب علم الساعة وما عدده الله سبحانه بقوله : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) الآية فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى ، وقبيح أو جميل ، وسخي أو بخيل ، وشقي أو سعيد. ومن يكون للنار حطبا ، وفي الجنان للنبيين مرافقا ، فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه الا الله ، وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله فعلمنيه ، ودعا لي أن يعيه صدري وتضطم عليه جوارحي.

٩٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم : (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ) يقول : علموا ما كانوا جهلوا في الدنيا.

٩٨ ـ في كتاب الخصال وسئل الصادق عليه‌السلام عن قول الله تعالى : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) قال : معناه أو لم ينظروا في القرآن؟.

٩٩ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبى زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبى الحسن الاول عليه‌السلام انه قال : وقد أورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان ويحيى به الموتى ، ونحن نعرف الماء تحت الهواء ، وان في الكتاب لآيات ما يراد بها امر الا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون ، جعله الله لنا في أم الكتاب ، ان الله يقول : (وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) ثم قال : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) فنحن الذين اصطفانا الله عزوجل ، وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شيء ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٠ ـ في كتاب الغيبة الشيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى على بن مهزيار حديث طويل يذكر فيه دخوله على صاحب الأمر عليه‌السلام وسؤاله إياه ، وفيه فقلت : يا سيدي

__________________

ـ حتى وردت خيلهم العراق والشام وفعلوا بملوك الخطا وقفجاق وببلاد ما وراء النهر وبخراسان وما والاها من بلاد العجم ما لم تحتو التواريخ منذ خلق الله تعالى آدم الى عصرنا هذا على مثله ثم ذكر طرفا من أخبارهم وابتداء ظهورهم فراجع ان شئت شرح ابن ابى الحديد ج ٢ : ٣٦٣ ط مصر.

٩٦

متى يكون هذا الأمر؟ فقال : إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة واجتمع الشمس والقمر واستدان بهما الكواكب والنجوم ، فقلت : متى يا ابن رسول الله؟ فقال لي : في سنة كذا وكذا تخرج دابة الأرض من بين الصفا والمروة ، ومعه عصا موسى وخاتم سليمان يسوق الناس الى المحشر.

١٠١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى النزال بن سيارة عن أمير المؤمنين حديث طويل قال فيه عليه‌السلام بعد أن ذكر الدجال ومن يقتله واين يقتل : ألا ان بعد ذلك الطامة الكبرى ، قلنا : وما ذلك يا أمير المؤمنين قال : عليه‌السلام خروج دابة الأرض من عند الصفا معها خاتم سليمان وعصى موسى عليهما‌السلام ، تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه : هذا مؤمن حقا ، وتضعه على وجه كل كافر فيكتب هذا كافر حقا ، حتى ان المؤمن لينادي : الويل لك حقا يا كافر ، وان الكافر ينادى : طوبى لك يا مؤمن ، وددت انى كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما ، ترفع الدابة رأسها من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها ، فعند ذلك ترفع التوبة فلا تقبل توبة ولا عمل يرفع (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً) ثم قال عليه‌السلام : لا تسألونى عما يكون بعد هذا فانه عهد الى حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الا أخبر به غير عترتي.

١٠٢ ـ في كتاب علل الشرائع بإسناد الى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : انا قسيم الله بين الجنة والنار وانا الفاروق الأكبر ، وانا صاحب العصا والميسم.

١٠٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى وأحمد بن محمد جميعا عن محمد بن الحسن عن على بن حسان قال : حدثني أبو عبد الله الرياحي عن أبى الصامت الحلواني عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ولقد أعطيت الست علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب ، وانى لصاحب الكرات ودولة الدول ، وانى لصاحب العصا والميسم والدابة التي تكلم الناس.

٩٧

١٠٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم واما قوله : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً) الى قوله : (بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) فانه حدثني أبى عن ابن أبى عمير عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : انتهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الى أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو قائم في المسجد قد جمع رملا ووضع رأسه عليه فحركه برجله ثم قال : قم يا دابة الأرض فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله أيسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم؟ فقال : لا والله ما هو الا له خاصة ، وهو الدابة الذي ذكره الله في كتابه فقال عزوجل : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) ثم قال : يا على إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعدائك ، فقال رجل لأبي عبد الله عليه‌السلام : ان العامة يقولون : ان هذه الآية انما تكلمهم؟ فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : كلمهم الله في نار جهنم انما هو تكلمهم من الكلام.

١٠٥ ـ وفيه قال أبو عبد الله عليه‌السلام : قال رجل لعمار بن ياسر : يا أبا اليقظان ان آية في كتاب الله أفسدت قلبي وشككتني؟ قال : وأية آية هي؟ قال : قوله عزوجل : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) فأية دابة هذه؟ قال عمار : والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتى أريكها ، فجاء عمار مع الرجل الى أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو يأكل تمرا وزبدا ، فقال عليه‌السلام : يا أبا اليقظان هلم ، فأقبل عمار وجلس يأكل معه ، فتعجب الرجل منه فلما قام قال الرجل : سبحان الله انك حلفت ان لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتى تريني الدابة! قال : أريتكها ان كنت تعقل.

١٠٦ ـ في مجمع البيان بعد أن نقل هذا الحديث الأخير وروى العياشي هذه القصة بعينها عن أبى ذر أيضا ، وروى محمد بن كعب القرطي قال سئل على عليه‌السلام عن الدابة؟ فقال : أما والله ما لها ذنب وان لها اللحية.

١٠٧ ـ وعن حذيفة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : دابة الأرض طولها ستون ذراعا لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب. فتسم المؤمن بين عينيه ويكتب بين عينيه مؤمن ، وتسم الكافر

٩٨

بين عينيه وتكتب بين عينيه كافر ، ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتجلو وجه المؤمن بالعصا ، وتحطم أنف الكافر بالخاتم حتى يقال : يا مؤمن ويا كافر.

١٠٨ ـ وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه يكون للدابة ثلاث خرجات من الدهر ، فتخرج خروجا بأقصى المدينة فيفشو ذكرها في البادية ، ولا يدخل ذكرها القرية يعنى مكة ثم تمكث زمانا طويلا ثم تخرج خرجة اخرى قريبا من مكة فيفشو ذكرها في البادية ، ولا يدخل ذكرها القرية يعنى مكة ، ثم سار النار في أعظم المساجد على الله عزوجل حرمة وأكرمها على الله المسجد الحرام ، لم ترعهم الا وهي في ناحية المسجد وتدنو كذا ما بين الركن الأسود الى باب بنى مخزوم عن يمين الخارج في وسط من ذلك ، فيرفض الناس عنها ويثبت لها عصابة عرفوا انهم لن يعجزوا الله فخرجت عليهم ينفض رأسها عن التراب ، فمرت بهم فحلت عن وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب حتى ان الرجل ليقوم فيتعوذ منها في الصلوة فتأتيه من خلفه فيقول : يا فلان الآن تصلى فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه فيتجاور الناس في ديارهم ويصطحبون في أسفارهم ، ويشتركون في الأموال يعرف الكافر من المؤمن فيقال للمؤمن يا مؤمن وللكافر : يا كافر.

١٠٩ ـ في جوامع الجامع وروى : فتضرب المؤمن فيما بين عينيه بعصا موسى ، فتنكت نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة في وجهه حتى يضيء لها وجهه ، وتكتب بين أيديه: مؤمن ، وتنكت الكافر بالخاتم فتفشو تلك النكتة حتى يسود لها وجهه وتكتب بين عينيه كافر.

١١٠ ـ وعن الباقر عليه‌السلام كلم الله من قرأ يكلمهم ولكن تكلمهم بالتشديد.

١١١ ـ في تفسير على بن إبراهيم متصل بقوله سابقا انما هو يكلمهم من الكلام والدليل على ان هذا في الرجعة قوله : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) قال : الآيات أمير المؤمنين والائمة عليهم‌السلام ، فقال الرجل لأبي

٩٩

عبد الله عليه‌السلام : ان العامة تزعم ان قوله عزوجل : (يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) عنى في يوم القيامة فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : فيحشر الله عزوجل يوم القيامة من كل امة فوجا ويدع الباقين؟ لا ولكنه في الرجعة واما آية القيامة فهو : (وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً).

١١٢ ـ حدثني أبى عن ابن أبى عمير عن حماد عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ما يقول الناس في هذه الآية : (يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً)؟ قلت : يقولون انها في القيامة قال: ليس كما يقولون انها في الرجعة ، أيحشر الله في القيامة من كل فوجا ويدع الباقين؟ انما آية القيامة : (وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً)

١١٣ ـ حدثني أبى عن ابن أبى عمير عن المفضل عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قولهعزوجل : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) قال : ليس أحد من المؤمنين قتل الا ويرجع حتى يموت ، ولا يرجع الا من محض الايمان محضا ومن محض الكفر محضا.

١١٤ ـ في مجمع البيان واستدل بهذه الآية على صحة الرجعة من ذهب الى ذلك من الامامية ، بان قال : ان دخول من في الكلام يوجب التبعيض فدل ذلك على أن اليوم المشار اليه في الآية يحشر فيه قوم دون قوم ، وليس ذلك من صفة يوم القيامة الذي يقول فيه سبحانه : (وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) وقد تظاهرت الاخبار عن أئمة الهدى من آل محمد عليهم‌السلام في ان الله تعالى سيعيد عند قيام المهدي قوما ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ، ويبتهجون بظهور دولته ، ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم فيهم وينالوا بعض ما يستحقونه من العقاب في القتل على أيدى شيعته أو الذل والخزي بما يشاهدون من علو كلمته ، ولا يشك عاقل ان هذا مقدور لله تعالى غير مستحيل في نفسه ، وقد فعل الله في الأمم الخالية ، ونطق القرآن بذلك في عدة مواضع مثل قصة عزير وغيره على ما فسرناه في موضعه ، وصح عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله : سيكون في أمتي كل ما كان في بنى إسرائيل حذوا لنعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه ، على ان جماعة من الامامية تأولوا ما ورد من

١٠٠