تفسير نور الثقلين - ج ٤

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٤

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٥٢

٦٢ ـ وباسناده الى الفضل بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه قال : يا فضل لا تزهدوا في فقراء شيعتنا ، فان الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر ، ثم قال : يا فضل انما سمى المؤمن مؤمنا لأنه يؤمن على الله فيجبر ايمانه ، ثم قال : أما سمعت الله تعالى يقول في أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ).

٦٣ ـ في مصباح شيخ الطائفة قدس‌سره في دعاء يوم المباهلة المروي عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه‌السلام اللهم انا قد تمسكنا بكتابك وبعترة نبيك محمد صلواتك عليه وعليهم الذين أقمتهم لنا دليلا وعلما أمرتنا باتباعهم ، اللهم فانا قد تمسكنا بهم فارزقنا شفاعتهم حين يقول الخائبون : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ).

٦٤ ـ في محاسن البرقي عنه عن عمر بن عبد العزيز عن مفضل أو غيره عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) قال : الشافعون الائمة والصديق من المؤمنين.

٦٥ ـ في مجمع البيان وفي الخبر المأثور عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ان الرجل يقول في الجنة : ما فعل صديقي فلان وصديقه في الجحيم؟ فيقول الله: أخرجوا له صديقه الى الجنة فيقول من بقي في النار : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ).

٦٦ ـ وروى بالإسناد عن حمران بن أعين عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : والله لنشفعن لشيعتنا ثلاث مرات حتى يقول الناس : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) الى قوله (فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).

٦٧ ـ وفي رواية اخرى حتى يقول عدونا.

٦٨ ـ وعن أبان بن تغلب قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان المؤمن ليشفع يوم القيامة لأهل بيته فيشفع فيهم حتى يبقى خادمه ، فيقول ويرفع سبابتيه : خويدمي كان يقيني الحر والبرد فيشفع فيه.

٦٩ ـ وفي خبر آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ان المؤمن ليشفع لجاره وماله

٦١

حسنة فيقول : يا رب جاري كان يكف عنى الأذى فيشفع فيه وان أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنسانا.

٧٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) قال : من المهتدين قال : لان الايمان قد لزمهم بالإقرار.

٧١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن على عليهما‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : فمكث نوح ألف سنة الا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته أحد ، ولكنه قدم على قوم مكذبين للأنبياء الذين كانوا بينه وبين آدم وذلك قوله عزوجل : (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) يعنى من كان بينه وبين آدم عليهما‌السلام الى ان انتهى الى قوله : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) وقال فيه أيضا : فكان بين آدم وبين نوح عليهما‌السلام عشرة آباء كلهم أنبياء في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله.

٧٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عزوجل : (قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) قال : الفقراء. وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : الفلك المشحون المجهز الذي قد فرغ منه ولم يبق الا دفعة.

٧٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن على الباقر عليهما‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : وقال نوح : ان الله تبارك وتعالى باعث نبيا يقال له : هود ، وانه يدعو قومه الى الله عزوجل فيكذبونه وان الله عزوجل يهلكهم بالريح فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه فان الله تبارك وتعالى ينجيه من عذاب الريح ، وأمر نوح ابنه سام ان يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة ويكون يوم عيد لهم فيتعاهدون فيه بعث هود ، وزمانه الذي يخرج فيه ، فلما بعث الله تبارك وتعالى هودا نظروا فيما عندهم من العلم والايمان وميراث العلم والإسلام الأكبر وآثار علم النبوة فوجدوا

٦٢

هودا نبيا ، وقد بشرهم أبوهم نوح به ، فآمنوا به وصدقوه واتبعوه ، فنجوا من عذاب الريح وهو قول الله عزوجل : (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً) وقوله : (كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ).

في روضة الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله.

٧٤ ـ في مجمع البيان ـ آية تعبثون اى ما لا تحتاجون اليه لسكناكم وانما تريدون العبث بذلك واللعب واللهو كأنه جعل بناهم ما يستغنون عنه عبثا منهم عن ابن عباس في رواية عطاء ويؤيده الخبر المأثور عن انس بن مالك ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج فرأى قبة فقال : ما هذه؟ فقالوا له أصحابه : هذا الرجل من الأنصار فمكث حتى إذا جاء صاحبها فسلم في الناس أعرض عنه وصنع ذلك مرارا حتى عرف الرجل الغضب به والاعراض عنه ، فشكا ذلك الى أصحابه وقال : والله إني لا أنكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما أدرى ما حدث في وما صنعت؟ قالوا : خرج رسول الله فرأى قبتك فقال : لمن هذه؟ فأخبرناه فرجع الى قبته فسواها بالأرض ، فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم فلم ير القبة فقال : ما فعلت القبة التي كانت هاهنا؟ قالوا : شكى إلينا صاحبها اعراضك عنه فأخبرناه فهدمها ، فقال : ان كل ما بيني وبال على صاحبه يوم القيامة الا ما لا بد منه.

٧٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله بكل ريع قال الامام أبو جعفر عليه‌السلام يعنى لكل طريق آية والآية على عليه‌السلام وقوله عزوجل : (وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) قال : تقتلون بالغضب من غير استحقاق.

٧٦ ـ في مجمع البيان ـ روى عن أمير المؤمنين على عليه‌السلام انه قال : انه أول عين نبعت في الأرض هي التي فجرها الله عزوجل لصالح فقال : (لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ).

٧٧ ـ في نهج البلاغة قال عليه‌السلام : ايها الناس انما يجمع الناس الرضا لسخط ،

٦٣

وانما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا ، فقال سبحانه : (فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ) فما كان الا أن خارت أرضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في الأرض الخوارة (١).

٧٨ ـ في جوامع الجامع ـ (كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ) وفي الحديث ان شعيبا أخا مدين أرسل إليهم والى أصحاب الايكة.

٧٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ) قال : الخلق الأولين وقوله عزوجل : «فكذبوه» قال قوم شعيب (فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ) قال : يوم حر وسمائم.

٨٠ ـ وفيه واما قوله عزوجل (عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) فبلغنا والله أعلم أنه أصابهم حر وهم في بيوتهم ، فخرجوا يلتمسون الروح من قبل السحابة التي بعث الله عزوجل فيها العذاب ، فلما غشيهم أخذتهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين وهم قوم شعيب.

٨١ ـ في بصائر الدرجات محمد بن أحمد عن العباس بن معروف عن الحسن بن محبوب عن حنان بن سدير عن سالم عن أبي محمد قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : أخبرنى عن الولاية نزل بها جبرئيل من عند رب العالمين يوم الغدير؟ فقال : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ) قال : هي الولاية لأمير المؤمنين.

٨٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن جابر عن أبي عبد الله عليه‌السلام

__________________

(١) قال الشارح المعتزلي : خارت أرضهم اى صوتت كما يخور الثور وشبه عليه‌السلام ذلك بصوت السكة المحماة في الأرض الخوارة وهي اللينة ، وانما جعلها محما لتكون أبلغ في ذهابها في الأرض ، ومن كلامه (ع) يوم خيبر بقوله لرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله) وقد بعثه بالراية : أكون في أمرك كالسكة المحماة في الأرض الى آخر ما ذكره وقد أعقب كلامه بعلة طبيعية لذلك فراجع ان شئت ج ٢ ص ٥٨٩ مصر.

٦٤

في قوله عزوجل : (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) قال : الولاية التي نزلت لأمير المؤمنين صلوات الله عليه يوم الغدير.

٨٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن حنان بن سدير عن سالم الحناط قال : قلت : لأبي جعفر عليه‌السلام : أخبرنى عن قول الله تبارك وتعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) قال : هي الولاية لأمير المؤمنين عليه‌السلام.

٨٤ ـ علي بن محمد بن صالح بن أبي حماد عن الحجال عمن ذكره عن أحدهماعليهما‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) قال : يبين الألسن ولا تبينه الألسن.

٨٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى مسلم بن خالد المكي عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما‌السلام قال : ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا الا بالعربية فكان يقع في مسامع الأنبياء عليهم‌السلام بألسنة قومهم ، وكان يقع في مسامع نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله بالعربية ، فاذا كلم به قومه كلمهم بالعربية فيقع في مسامعهم بلسانهم فكان أحد لا يخاطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأى لسان خاطبه الا وقع في مسامعه بالعربية ، كل ذلك يترجم جبرئيل عنه تشريفا من الله عزوجل له صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٨٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ) قال الصادق عليه‌السلام : لو نزلنا القرآن على العجم ما آمنت به العرب وقد نزل على العرب فآمنت به العجم فهذه فضيلة العجم.

٨٧ ـ في الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحسين عن محمد بن الوليد ومحمد بن أحمد عن يونس بن يعقوب عن علي بن عيسى القماط عن عمه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال: أرى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه بنى امية يصعدون على منبره من بعده ويضلون الناس عن الصراط القهقرى ، فأصبح كئيبا حزينا قال : فهبط جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا رسول الله ما لي أراك كئيبا حزينا قال : يا جبرئيل انى رأيت بنى امية

٦٥

في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي يضلون الناس عن الصراط القهقرى فقال : والذي بعثك بالحق نبيا انى ما اطلعت عليه. فعرج الى السماء فلم يلبث ان نزل عليه بآي من القرآن يونسه بها قال : (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ) وانزل عليه : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) جعل الله عزوجل ليلة القدر لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله خيرا من الف شهر ملك بنى امية.

٨٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عزوجل : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال : نزلت : «ورهطك منهم المخلصين» قال : نزلت بمكة فجمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بنى هاشم وهم أربعون رجلا كل واحد منهم يأكل الجذع ويشرب القرية (١) فاتخذ لهم طعاما يسيرا بحسب ما أمكن ، فأكلوا حتى شبعوا فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من يكون وصيي ووزيري وخليفتي؟ فقال أبو لهب : جزما (٢) سحركم محمد ، فتفرقوا فلما كان اليوم الثاني أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ففعل بهم مثل ذلك ، ثم سقاهم اللبن حتى رووا فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيكم يكون وصيي ووزيري وينجز عداتي ويقضى ديني؟ فقام على صلوات الله عليه وكان أصغرهم سنا وأحمشهم (٣) ساقا وأقلهم مالا فقال : أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت هو.

٨٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عبد الله بن الحارث بن نوفل عن على

__________________

(١) الجذع محركة ـ : من البهائم : ما قبل الثني : والقربة : الوطب يستقى به الماء. وبالفارسية «مشك».

(٢) وفي نسخة البحار كما سيأتى عن مجمع البيان «هذا ما سحركم .. اه» وكذا فيما يأتى.

(٣) حمشت الساق : دقت.

٦٦

ابن أبي طالب عليهما‌السلام قال : لما نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) اى رهطك المخلصين دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بنى عبد المطلب وهم إذا ذاك أربعون رجلا يزيدون رجلا وينقصون رجلا ، فقال : أيكم يكون أخى ووارثي ووزيري ووصيي وخليفتي فيكم بعدي؟ فعرض عليهم ذلك رجلا رجلا كلهم يأبى ذلك حتى أتى على فقلت : أنا يا رسول الله فقال : يا بنى عبد المطلب هذا وارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي ، فقام القوم يضحك بعضهم الى بعض ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام.

٩٠ ـ في مجمع البيان (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) وفي الخبر المأثور عن براء بن عازب انه قال : لما نزلت هذه الآية جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بنى عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس (١) فامر عليا عليه‌السلام برجل شاة فأدمها (٢) ثم قال : ادنوا بسم الله فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب (٣) من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم : اشربوا بسم الله ، فشربوا حتى رووا فبدرهم أبو لهب فقال : هذا ما سحركم به الرجل ، فسكت صلى‌الله‌عليه‌وآله يومئذ لم يتكلم ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثم أنذرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا بنى عبد المطلب انى أنا النذير إليكم من الله عزوجل فأسلموا وأطيعونى تهتدوا ، ثم قال : من يؤاخيني ويوازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلى ويقضى ديني؟ فسكت القوم فأعادها ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ويقول على : أنا ، فقال في المرة الثالثة أنت ، فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب : أطع ابنك فقد امر عليك. أورده الثعلبي في تفسيره ، وروى عن أبي رافع هذه القصة وانه جمعهم في الشعب فصنع لهم رجل شاة فأكلوا حتى تضلعوا وسقاهم (٤)

__________________

(١) المسنة من أولاد المعز : ما بلغ أربعة أشهر وصل عن امه وأخذ في الرعي. والعس : لقدح الكبير.

(٢) أدم الخبز : خلطه بالإدام.

(٣) القعب : القدح الضخم الغليظ.

(٤) تضلع الرجل : امتلأ شبعا وربا.

٦٧

عسا فشربوا كلهم حتى رووا ، ثم قال : ان الله أمرنى ان أنذر عشيرتي ورهطي وان الله لم يبعث نبيا الا جعل له من أهله أخا ووزيرا ووراثا ووصيا وخليفة في أهله ، فأيكم يقوم فيبايعني على انه أخى ووارثي ووزيري ووصيي ويكون منى بمنزلة هارون من موسى؟ فقال على : أنا فقال : ادن منى ففتح فاه ومج في فيه من ريقه وتفل بين كتفيه وثدييه فقال ابو لهب : بئس ما حبوت به (١) ابن عمك أن أجابك فملأ فاه ووجهه بزاقا؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ملاءته حكمة وعلما.

٩١ ـ وعن ابن عباس قال : لما نزلت الآية صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على الصفا فقال يا صباحاه (٢) فاجتمعت اليه قريش فقالوا له : ما لك؟ فقال : أرأيتكم ان أخبرتكم ان العدو مصبحكم ، أو ممسيكم ما كنتم تصدقوني؟ قالوا : بلى ، قال : فانى نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، قال ابو لهب : تبا لك ألهذا دعوتنا جميعا؟ فأنزل الله عزوجل : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) الى آخر السورة.

٩٢ ـ وفي قراءة عبد الله كعب (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) ورهطك منهم المخلصين» وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٩٣ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء : فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه‌السلام : فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موضعا ، فأول ذلك قوله عزوجل : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) ورهطك المخلصين» هكذا في قراءة أبي بن كعب ، وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود و

__________________

(١) اى أعطيت به.

(٢) قال ابن منظور في اللسان : والعرب تقول إذ نذرت الغارة من الخيل تفجؤهم صباحا : يا صباحاه! ينذرون الحي أجمع بالنداء العالي وفي الحديث : لما نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) صعد على الصفا وقال : يا صباحاه! هذه كلمة تقولها العرب إذا صاحوا للغارة لأنهم أكثر ما يغيرون عند الصباح ويسمون يوم الغارة يوم الصباح.

٦٨

هذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عزوجل بذلك الآل ، فذكرهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهذه واحدة وفي الأمالي مثله سواء.

٩٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : «ورهطك منهم المخلصون» قال على ابن أبي طالب صلوات الله عليه وحمزة وجعفر والحسن والحسين والائمة من آل محمد صلوات الله عليه.

٩٥ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليه‌السلام : وقد أمر الله أعز خلقه وسيد بريته محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله بالتواضع فقال عزوجل : (وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) والتواضع مزرعة الخشوع والخشية والحياء ، وانهم لا تتبين الا منها وفيها ، ولا يسلم الشرف التام الحقيقي الا للمتواضع في ذات الله تعالى ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال : (وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) فان عصوك يعنى من بعدك في ولاية على والائمة صلوات الله عليهم (فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) ومعصية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو ميت كمعصيته وهو حي.

٩٧ ـ قوله عزوجل : (الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) قال : حدثني محمد بن الوليد عن محمد بن الفرات عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : (الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ) في النبوة (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) قال : في أصلاب النبيين صلوات الله عليهم.

٩٧ ـ في مجمع البيان وقيل : معناه : (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) الموحدين من نبي الى نبي حتى أخرجك نبيا عن ابن عباس في رواية عطا وعكرمة ، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام قالا : في أصلاب النبيين نبي بعد نبي حتى أخرجه من صلب أبيه عن نكاح غير سفاح من لدن آدم.

٩٩ ـ وروى جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا ترفعوا قبلي ولا تضعوا قبلي ، فانى أراكم من خلفي كما أراكم من امامى ثم تلا هذه الآية.

٦٩

١٠٠ ـ في كتاب الخصال عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ ، تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) قال : هم سبعة : المغيرة وبنان وصائد وحمزة بن عمارة البربري والحارث الشامي وعبد الله بن الحارث وأبو الخطاب.

١٠١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عزوجل : (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) قال نزلت في الذين غير وادين الله وخالفوا أمر الله عزوجل هل شاعرا قط يتبعه أحد؟ انما عنى بذلك الذين وضعوا دينهم بآرائهم فيتبعهم الناس على ذلك.

١٠٢ ـ في أصول الكافي عن أبي جعفر عليه‌السلام حديث طويل وفيه يقول عليه‌السلام : انه ليس من يوم وليلة الا وجميع الجن والشياطين تزور أئمة الضلال ، ويزور امام الهدى عددهم من الملئكة ، حتى إذا أتت ليلة القدر فهبط فيها من الملائكة الى ولى الأمر خلق الله ، أو قال قبض الله ، عزوجل من الشياطين بعددهم ثم زارو اولى الضلالة فأتوه بالإفك والكذب حتى لعله يصبح ، فيقول : رأيت كذا وكذا فلو سأل ولى الأمر عن ذلك لقال : رأيت شيطانا أخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيرا ، ويعلمه الضلالة التي هو عليها.

١٠٣ ـ في كتاب معاني الاخبار أبي رحمه‌الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن حماد بن عيسى عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) قال : هل رأيت شاعرا يتبعه أحد؟ انما هم قوم تفقهوا لغير الدين فضلوا وأضلوا.

١٠٤ ـ في مجمع البيان (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) وروى العياشي بالإسناد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : هم قوم تعلموا أو تفقهوا بغير علم فضلوا أو أضلوا.

١٠٥ ـ وفي الحديث عن الزهري قال : حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك ان كعب بن مالك قال : يا رسول الله ماذا تقول في الشعراء؟ قال : ان المؤمن مجاهد بسيفه ولسانه ، والذي نفسي بيده لكأنما ينضحونهم بالنبل. (١)

__________________

(١) نضح فلانا بالنبل : رماه به.

٧٠

١٠٦ ـ وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لحسان بن ثابت : اهجهم أو هاجهم وروح القدس معك رواه البخاري ومسلم في الصحيحين.

١٠٧ ـ في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه‌الله وسئل الصادق عليه‌السلام عن قول اللهعزوجل: (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) قال : هم القصاص.

١٠٨ ـ في جوامع الجامع قال عليه‌السلام لكعب بن مالك : اهجهم فو الذي نفسي بيده لهو أشد عليهم من النبل.

١٠٩ ـ وقال لحسان بن ثابت : قل وروح القدس معك.

١١٠ ـ في كتاب تلخيص الأقوال في أحوال الرجال روى الكشي من طريق ضعيف عن الصادق عليه‌السلام انه قال : علموا أولادكم شعر العبدي يشير الى الشيعة.

١١١ ـ وفي كتاب الكشي في حديث آخر باسناده الى سماعة قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا معشر الشيعة علموا أولادكم شعر العبدي فانه على دين الله.

١١٢ ـ وباسناده الى محمد بن مروان قال : كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه‌السلام ومعروف بن خربوذ ، فكان ينشدني الشعر وأنشده ويسألني وأسئله وأبو عبد الله يسمع فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لان يمتلى جوف الرجل قيحا خير له من أن يمتلى شعرا ، فقال معروف : انما يعنى بذلك الذي يقول الشعر؟ فقال : ويحك أو ويلك ، قد قال ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١١٣ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى إبراهيم الكرخي قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ان صاحبتي هلكت فكانت لي موافقة وقد هممت ان أتزوج ، فقال : انظر اين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك وأمانتك ، فان كنت لا بد فاعلا فبكر أتنسب الى الخير والى حسن الخلق

واعلم ان النساء خلقن شتى

فمنهن الغنيمة والغرام

ومنهن الهلال إذا تجلى

لصاحبه ومنهن الظلام

فمن يظفر بصالحهن يسعد

ومن يغبن فليس له انتقام

٧١

١١٤ ـ في الكافي بعض أصحابنا عن على بن الحسين عن على بن حسان عن عبد ـ الرحمن بن كثير عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : لما أراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ان يتزوج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش الى أن قال عليه‌السلام : ودخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأهله ، وقال رجل من قريش يقال له عبد الله بن غنم :

هنيئا مريئا يا خديجة قد جرت

لك الطير فيما كان منك بأسعد

تزوجت من خير البرية كلها

ومن ذا الذي في الناس مثل محمد

وبشر به البران عيسى بن مريم

وموسى بن عمران فيا قرب موعد

أقرت به الكتاب قدما بأنه

رسول من البطحاء هاد ومهتد

١١٥ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن أبى الأصبغ عن بندار بن عاصم رفعه عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال قال : ما توسل الى أحد ، بوسيلة ولا تذرع بذريعة أقرب له الى ما يريده منى ، من رجل سلف اليه منى يدا تبعتها أختها ، وأحسنت ربها ، فانى رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل ، ولا سخت نفسي برد بكر الحوائج (١) وقد قال الشاعر :

وإذا بليت ببذل وجهك سائلا

فابذله للمتكرم المفضال

ان الجواد إذا حباك بموعد

أعطاكه سلسا بغير مطال

وإذا السؤال مع النوال وزنته

رجح السؤال وخف كل نوال

١١٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم متصل بقوله : فيتبعهم الناس على ذلك آخر ما نقلناه عنه سابقا : ويؤكد قوله جل ذكره : (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ) يعنى يناظرون بالأباطيل ويجادلون بالحجج المضلين وفي كل مذهب يذهبون (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ) قال : يعظون الناس ولا يتعظون (وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) ولا ينتهون ، ويأمرون

__________________

(١) اليد : النعمة. والبكر : الابتداء قال الفيض (ره) في الوافي : واضافة المنع والشكر الى الأواخر والأوائل اضافة الى المفعول ، والمعنى ان أحسن الوسائل الى السؤال تقدم العهد بالسؤال فان المسئول ثانيا لا يرد السائل الاول لئلا يقطع شكره على الاول.

٧٢

بالمعروف ولا يعملون ، وهم الذين قال الله عزوجل فيهم : (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ) اى في كل مذهب يذهبون (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ) وهم الذين غصبوا آل محمد صلوات الله عليهم حقهم ثم ذكر آل محمد صلوات الله عليهم وشيعتهم المهتدين ، فقال جل ذكره : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا).

١١٧ ـ في كتاب معاني الاخبار وقد روى في خبر آخر عن الصادق عليه‌السلام انه يقول قول الله عزوجل : (وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً) ما هذا الذكر الكثير؟ قال : من سبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها‌السلام فقد ذكر الله الذكر الكثير.

١١٨ ـ في أصول الكافي على عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبيدة عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من أشد ما فرض الله على خلقه ذكر الله كثيرا ، ثم قال: لا أعنى سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر وان كان منه ، ولكن ذكر الله عند ما أحل وحرم ، فان كان طاعة عمل بها وان كان معصية تركها.

١١٩ ـ ابن محبوب عن ابى اسامة قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ما ابتلى المؤمن بشيء أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها ، قيل وما هن؟ قال : المواساة في ذات يده ، والإنصاف من نفسه ، وذكر الله كثيرا ، أما انى لا أقول سبحان الله والحمد لله ولكن ذكر الله عند ما أحل له وذكر الله عند ما حرم عليه.

١٢٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن سليمان بن عمرو عن أبى المغرا الخصاف رفعه قال : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : من ذكر الله عزوجل في السر فقد ذكر الله كثيرا ، ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر فقال الله عزوجل : (يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً)

١٢١ ـ في جوامع الجامع وقرء الصادق عليه‌السلام : وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم.

١٢٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم ثم ذكر أعداءهم ومن ظلمهم فقال جل ذكره :

٧٣

«وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم اى منقلب منقلبون» هكذا والله نزلت.

١٢٣ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وفي أثر : انهم لما صلبوا رأس الحسينعليه‌السلام على الشجرة سمع منه : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ سور الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة كان من أولياء الله وفي جواره وكنفه ، ولم يصبه في الدنيا بؤس أبدا وأعطى في الاخرة من الجنة حتى يرضى وفوق رضاه ، وزوجه الله مأة زوجة من الحور العين.

٢ ـ في مجمع البيان وروى أبو بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : من قرء الطواسين الثلاث وذكر مثله وزاد في آخره وأسكنه الله في جنة عدن وسط الجنة مع النبيين والمرسلين والوصيين الراشدين.

٣ ـ أبى ابن كعب قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ومن قرأ طس سليمان كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق سليمان وكذب به وهود وشعيب وصالح وإبراهيم ويخرج من قبره وهو ينادى : لا اله الا الله.

٤ ـ وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى.

٥ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : واما طس فمعناه : انا الطالب السميع.

٦ ـ وباسناده الى خلف بن حماد عن رجل عن أبى عبد الله عليه‌السلام انه قال : ان الله تبارك وتعالى قال لموسى عليه‌السلام : (أَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) قال : من غير برص والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٤

٧ ـ في مجمع البيان ـ (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً) وقرء على بن الحسينعليهما‌السلام مبصرة بفتح الميم والصاد.

٨ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : أخبرنى عن وجوه الكفر في كتاب الله عزوجل : قال : الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه : فمنها كفر الجحود على وجهين ، الى قوله : واما الوجه الاخر من الجحود على معرفة وهو أن يجحد الجاحد وهو يعلم انه حق قد استقر عنده ، وقد قال الله عزوجل : (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وروى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائهعليهم‌السلام انه لما اجمع أبو بكر على منع فاطمة فدك وبلغها ذلك جاءت اليه وقالت له : يا ابن أبى قحافة أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث ابى لقد جئت شيئا فريا أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ، إذ يقول : (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وذكر مسلم بن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة وفي حديث الليث بن سعد عن عقيل عن ابن عروة عن عائشة في خبر طويل تذكر فيه ان فاطمة أرسلت الى أبى بكر تسأل ميراثها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله القصة قال : فهجرته ولم تكلمه حتى توفيت ولم يؤذن بها أبا بكر يصلى عليها.

١١ ـ في بصائر الدرجات سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن القاسم عن زرعة عن المفضل قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان داود ورث سليمان وانا ورثنا محمدا.

١٢ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن سيف عن بعض أصحابنا عن أبى جعفر الثاني عليه‌السلام قال قلت له : انهم يقولون في حداثة سنك؟ فقال:ان الله تعالى أوحى الى داود ان يستخلف سليمان وهو صبي يرعى الغنم ، فأنكر ذلك عباد

٧٥

بنى إسرائيل وعلماؤهم فأوحى الله الى داود : ان خذ عصى المتكلمين وعصى سليمان واجعلها في بيت ، واختم عليهما بخواتيم القوم فاذا كان من الغد فمن كانت عصاه قد أورقت وأثمرت فهو الخليفة ، فأخبرهم داود عليه‌السلام فقالوا : قد رضينا وسلمنا.

١٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن أبى زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد ابن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبى الحسن الاول عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك أخبرنى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ورث النبيين كلهم؟ قال : نعم قلت : من لدن آدم حتى انتهى الى نفسه؟ قال : ما بعث الله نبيا الا ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أعلم منه ، قال : قلت : ان عيسى بن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله ، قال : صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقدر على هذه المنازل.

١٤ ـ وباسناده الى أبى بصير عن أبى الحسن عليه‌السلام قال : قال لي : يا با محمد ان الامام لا يخفي عليه كلام أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولا شيء فيه الروح فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ وباسناده الى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبى الحسن عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : انما قلنا لطيف للخلق اللطيف ، أو لا ترى وفقك الله وثبتك الى أثر صنعه في النبات اللطيف وغير اللطيف ومن الخلق اللطيف ومن الحيوان الصغار ومن البعوض والجرجس وما هو أصغر منها ، مما لا تكاد تستبينه العيون ، بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الأنثى ، والحديث المولود من القديم ، فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد (١) والهرب من الموت والجمع لما يصلحه ، وما في لجج البحار وما في لحاء الأشجار (٢) والمفاوز والقفار ، وإفهام بعضها عن بعض منطقها ، وما يفهم به أولادها عنها الى قوله : علمنا ان خالق هذا الخلق الطيف.

١٦ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن على

__________________

(١) السفاد : نزو الذكر على الأنثى.

(٢) اللحاء : قشر الشجر أو ما على العود من قشره.

٧٦

عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : كنت عنده يوما إذ وقع زوج ورشان على الحائط وهدلا هديلهما (١) فرد ابو جعفر عليهما كلامهما ساعة ثم نهضا فلما طارا على الحائط هدل الذكر على الأنثى ساعة ثم نهضا ، فقلت : جعلت فداك ما هذا الطير؟ قال : يا ابن مسلم كل شيء خلقه الله من طير أو بهيمة أو شيء فيه روح فهو اسمع لنا وأطوع من ابن آدم ، ان هذا الورشان ظن بامرأته فحلفت له ما فعلت فقالت : ترضى بمحمد بن على فرضيا بى ، فأخبرته ان لها ظالم فصدقها.

١٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقال الصادق عليه‌السلام : اعطى سليمان بن داود مع علمه معرفة المنطق بكل لسان ومعرفة اللغات ومنطق الطير والبهائم والسباع وكان إذا شاهد الحروب تكلم بالفارسية ، وإذا قعد لعماله وجنوده وأهل مملكته تكلم بالرومية ، وإذا خلا بنسائه تكلم بالسريانية والنبطية ، وإذا قام في محرابه لمناجاة ربه تكلم بالعربية ، وإذا جلس للوفود والخصماء تكلم بالعبرانية.

١٨ ـ وفيه قال : اعطى داود وسليمان عليهما‌السلام ما لم يعط أحد من أنبياء الله من الآيات ، علمهما منطق الطير. وألان لهما الحديد والصفر من غير نار وجعلت الجبال يسبحن مع داود عليه‌السلام.

١٩ ـ في مجمع البيان وروى الواحدي بالإسناد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما‌السلام قال : اعطى سليمان بن داود ملك مشارق الأرض ومغاربها ، فملك سبعمائة سنة وستة أشهر ، ملك أهل الدنيا كلهم من الجن والانس والشياطين والدواب والطير والسباع ، وأعطى علم كل شيء ومنطق كل شيء وفي زمانه صنعت الصنائع العجيبة التي سمع بها الناس ، وذلك قوله : (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ).

٢٠ ـ في الخرائج والجرائح قال بدر مولى الرضا عليه‌السلام : ان اسحق بن عمار دخل على موسى عليه‌السلام فجلس عنده واستأذن عليه رجل من خراسان فكلمه بكلام

__________________

(١) الهديل صوت الحمام وأضرابه.

٧٧

لم أسمع بمثله كأنه كلام الطير. قال إسحاق : فأجابه موسى عليه‌السلام : بمثله وبلغته الى أن قضى ووطره من مسائلته فخرج من عنده ، فقلت : ما سمعت بمثل هذا الكلام فقال : هذا كلام قوم من أهل الصين وليس كل كلام أهل الصين مثله ، ثم قال : أتعجب من كلامي بلغته؟ فقلت : هو موضع العجب! قال عليه‌السلام : أخبرك بما هو أعجب منه : ان الامام يعلم منطق الطير ، ونطق كل ذي روح خلقها الله تعالى وما يخفي على الامام شيء.

٢١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب تفسير الثعلبي قال الصادق عليه‌السلام : قال الحسين بن على صلوات الله عليهما : إذا صاح النسر قال : ابن آدم! عش ما شئت آخره الموت ، وإذا صاح الغراب قال : ان في البعد عن الناس أنسا ، وإذا صاح القنبر قال : اللهم العن مبغضي آل محمد ، وإذا صاح الخطاف قرء الحمد لله رب العالمين ويمد الضالين كما يمدها القارى.

٢٢ ـ وفيه في مناقب أبى جعفر الباقر عليه‌السلام وسمع عصافير تصحن ، قال : تدري يا با حمزة ما يقلن؟ قلت : لا ، قال : يسبحن ربي عزوجل ويسألن قوت يومهن.

٢٣ ـ محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ).

٢٤ ـ في بصائر الدرجات يعقوب بن يزيد عن الحسن بن على الوشا عمن رواه عن الميثمي عن منصور عن الثمالي قال : كنت مع على بن الحسين عليهما‌السلام في داره وفيها شجرة فيها عصافير وهن يصحن فقال لي : أتدري ما يقلن هؤلاء؟ قلت : لا أدرى قال : يسبحن ربهن ويطلبن رزقهن.

٢٥ ـ محمد بن إسماعيل عن على بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبى حمزة الثمالي قال : كنت عند على بن الحسين عليهما‌السلام فانتشرت العصافير وصوتت ، فقال : يا با حمزة أتدري ما تقول؟ قلت : لا قال : تقدس ربها وتسأله قوت يومها ، ثم قال : يا با حمزة (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ)

٧٨

٢٦ ـ أحمد بن محمد بن خالد عن بعض رجاله عن أبى عبد الله عليه‌السلام : وتلا رجل عنده هذه الآية (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : ليس فيها «من» انما هي «وأوتينا كل شيء»

٢٧ ـ محمد بن محمد عن احمد بن يوسف عن داود الحداد عن فضيل بن يسار عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : كنت عنده إذ نظرت الى زوج حمام فهدر الذكر (١) على الأنثى فقال لي : أتدري ما يقول؟ قلت : لا قال : يقول : يا سكنى وعرسي ما خلق الله أحب الى منك الا أن يكون مولاي جعفر بن محمد.

٢٨ ـ على بن اسمعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن أبيه عن الفيض بن المختار قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ان سليمان بن داود قال : (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) وقد والله علمنا منطق الطير وعلم كل شيء.

٢٩ ـ أحمد بن موسى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عمر بن خليفة عن شيبة بن الفيض عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : (يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ).

٣٠ ـ أحمد بن موسى عن محمد بن أحمد المعروف بغزال عن محمد بن الحسين عن سليمان من ولد جعفر بن أبى طالب قال : كنت مع أبى الحسن الرضا عليه‌السلام في حائط له إذ جاء عصفور فوقع بين يديه وأخذ يصيح ويكثر الصياح ويضطرب ، فقال لي : يا فلان تدري ما يقول هذا العصفور؟ قال : قلت : الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، قال : انها تقول ان حية تريد أن تأكل فراخي في البيت فخذ معك العصا وادخل البيت واقتل الحية ، قال : فأخذت النبعة ـ وهي العصا ـ ودخلت الى البيت وإذا حية تجول في البيت فقتلتها.

٣١ ـ أحمد بن محمد عن الحسن بن على بن فضال عن ثعلبة عن سالم مولى أبان بياع الزطي قال : كنا في حائط لأبي عبد الله عليه‌السلام معه ونفر معى ، قال : فصاحت العصافير

__________________

(١) هدر الحمام : قرقر وكرر صوته في حنجرته.

٧٩

فقال : أتدري ما تقول هذه؟ فقلنا : جعلنا الله فداك لا ندري ما تقول ، قال : تقول : اللهم انا خلق من خلقك ولا بد لنا من رزقك فأطعمنا واسقنا.

٣٢ ـ احمد بن محمد عن الحسين بن السعيد والبرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن عبد الله بن فرقد قال : خرجنا مع أبى عبد الله عليه‌السلام متوجهين الى مكة حتى إذا كنا بسرف (١) استقبله غراب ينعق في وجهه (٢) فقال : مت جوعا ما تعلم شيئا الا ونحن نعلمه الا انا أعلم بالله منك ، فقلنا : هل كان في وجهه شيء؟ قال : نعم سقطت ناقة بعرفات.

٣٣ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن أبى احمد عن شعيب بن الحسن قال : كنت عند أبى جعفر عليه‌السلام جالسا فسمع صوت فاختى ، فقال : أتدرون ما تقول هذه؟ فقلنا : والله ما ندري ، فقال : تقول: فقدتكم فافقدوها قبل أن تفقدكم.

٣٤ ـ محمد بن عبد الجبار عن الحسين بن الحسن اللؤلؤى عن أحمد بن الحسن الميثمي عن محمد بن الحسن بن زياد الميثمي عن مليح عن أبى حمزة قال : كنت عند على بن الحسين عليه‌السلام وعصافير على الحائط يصحن ، فقال : يا با حمزة أتدري ما يقلن؟ قال : يتحدثن انهن في وقت يشكون قوتهن.

٣٥ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد والبرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن داود بن فرقد عن على بن سنان قال : كنا عند أبى عبد الله عليه‌السلام فسمع صوت فاختى في الدار فقال : أين هذه التي أسمع صوتها؟ قلنا : هي في الدار أهديت لبعضهم ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : اما لنفقدنك قبل أن تفقدنا ، قال : ثم أمر بها فأخرجت من الدار.

٣٦ ـ أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن محمد بن أبى حمزة عن عمر بن

__________________

(١) سرف ـ ككتف ـ : موضع على ستة أميال من مكة.

(٢) نعق الغراب : صاح.

٨٠