تفسير نور الثقلين - ج ٤

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ٤

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٥٢

يبدل الله سيئات شيعتنا حسنات ، ويبدل الله حسنات أعدائنا سيئات ، وجلال الله ووجه الله ان هذا لمن عدله وانصافه لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو السميع العليم ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٢٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وحدثني أبى عن جعفر وإبراهيم عن أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال : إذا كان يوم القيامة أوقف الله عزوجل المؤمن بين يديه وعرض عليه عمله فينظر في صحيفته ، فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه وترتعد فرائصه ، ثم تعرض عليه حسناته فتفرح لذلك نفسه فيقول الله عزوجل : بدلوا سيئاتهم (١) حسنات وأظهروها للناس ، فيبدل الله لهم فيقول الناس : اما كان لهؤلاء سيئة واحدة؟ وهو قوله تعالى: (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) الى قوله : (فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً) يقول : لا يعود الى شيء من ذلك بإخلاص ونية صادقة.

١٢٧ ـ وقوله عزوجل (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) قال : الغناء ومجالسة أهل اللهو.

١٢٨ ـ في الكافي ابو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن أبى أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم عن أبي الصباح عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل : (لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) قال : الغنا.

١٢٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم وأبى الصباح الكناني عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله الله عزوجل : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) قال : الغنا.

١٣٠ ـ في جوامع الجامع (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) اي مجالس الفساق ولا يحضرون الباطل وقيل : هو الغنا وروى ذلك عن السيدين الباقر والصادق عليهما‌السلام. وفي مواعظ عيسى بن مريم عليه‌السلام : إياكم ومجالس الخطائين.

١٣١ ـ في مجمع البيان (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) وقيل : هو الغنا وهو المروي عن أبى جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام.

__________________

(١) وفي بعض النسخ «سيئاته».

٤١

١٣٢ ـ في محاسن البرقي عنه عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبيه عن سليمان ابن خالد قال : كنت في محملي اقرأ إذ نادانى ابو عبد الله عليه‌السلام : اقرء يا سليمان فانا في هذه الآيات التي في آخر تبارك الى قوله : قال : ثم : قرأت حتى انتهيت الى قوله : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) فقال : هذه فينا.

١٣٣ ـ في مجمع البيان (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) وقيل : هم الذين إذا أرادوا ذكر الفرج كنوا عنه عن أبى جعفر عليه‌السلام.

١٣٤ ـ في الكافي سهل بن زياد عن سعيد بن جناح عن حماد عن أبي أيوب الخزاز قال : نزلنا المدينة فأتينا أبا عبد الله عليه‌السلام فقال لنا : اين نزلتم؟ قلنا على فلان صاحب القيان (١) فقال : كونوا كراما فو الله ما علمنا ما أراد به وظننا انه يقول : تفضلوا عليه ، فعدنا اليه فقلنا : انا لا ندري ما أردت بقولك : كونوا كراما ، فقال : اما سمعتم قول اللهعزوجل في كتابه : (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً)

١٣٥ ـ في عيون الاخبار باسناده الى محمد بن أبي عباد وكان مشتهرا بالسماع ويشرب النبيذ ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن السماع فقال : لأهل الحجاز رأى فيه وهو في حيز الباطل واللهو أما سمعت الله عزوجل يقول : (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً).

١٣٦ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال : حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام: وفرض الله على السمع ان يتنزه عن الاستماع الى ما حرم الله وأن يعرض عما لا يحل له مما نهى الله عزوجل عنه ، والإصغاء الى ما أسخط الله فقال في ذلك. (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ) الى أن قال عليه‌السلام : وقال : (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) فهذا ما فرض على السمع من الايمان أن لا يصغي الى ما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان.

١٣٧ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن محمد بن زياد

__________________

(١) القيان جمع القينة : الجارية المغنية.

٤٢

عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً) قال مستبصرين ليسوا بشكاك.

١٣٨ ـ في محاسن البرقي عنه عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبيه عن سليمان بن خالد قال : كنت في محملي اقرأ إذ نادانى ابو عبد الله عليه‌السلام اقرأ يا سليمان فانا في هذه الآيات التي في آخر تبارك الى قوله : ثم قرأت : (وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً) فقال : هذه فيكم إذا ذكرتم فضلنا لم تشكوا ، ثم قرأت : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ ، رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) الى آخر السورة. فقال : هذه فينا.

١٣٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال : وقرئ عند أبي عبد الله عليه‌السلام : «والذين يقولون : (هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) فقال : قد سألوا الله عظيما ان يجعلهم للمتقين أئمة ، فقيل له : كيف هذا يا ابن رسول الله؟ قال : انما انزل الله: «الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرت أعين واجعل لنا المتقين إماما.

١٤٠ ـ حدثنا محمد بن أحمد قال : حدثنا الحسن بن محمد عن حماد عن أبان ابن تغلب قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) قال : نحن هم أهل البيت.

١٤١ ـ وروى غيره ان «أزواجنا» خديجة «وذرياتنا» فاطمة و «قرة أعين» الحسن والحسين (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) علي بن أبي طالب والائمة صلوات الله عليهم. انتهى.

١٤٢ ـ في جوامع الجامع وعن الصادق عليه‌السلام في قوله : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) فقال عليه‌السلام : إيانا عنى.

١٤٣ ـ وروى عنه عليه‌السلام انه قال : هذه فينا.

١٤٤ ـ وعن أبي بصير قال : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) فقال عليه‌السلام : سألت

٤٣

ربك عظيما انما هي واجعل لنا من المتقين له إماما.

١٤٥ ـ في روضة الواعظين للمفيد رحمه‌الله قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات ، قال الله تعالى لداود عليه‌السلام : حرام على كل قلب عالم محب للشهوات ان اجعله إماما للمتقين.

١٤٦ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ابو الفضل بن دكين عن سفيان عن الأعمش عن مسلم بن البطين عن سعيد بن جبير في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا) الآية قال : هذه الآية والله خاصة في أمير المؤمنين على عليه‌السلام ، كان أكثر دعائه يقول : (رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا) يعنى فاطمة «وذرياتنا» الحسن والحسين «قرة أعين» قال أمير المؤمنين والله ما سألت ربي ولدا نضير الوجه ولا سألته ولدا حسن القامة ، ولكن سألت ربي ولدا مطيعين لله خائفين وجلين منه ، حتى إذا نظرت اليه وهو مطيع لله قرت به عيني قال : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) قال : نقتدي بمن قبلنا من المتقين فيقتدى المتقون بنا من بعدنا ، وقال : (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا) يعنى علي بن أبي طالب والحسن والحسين وفاطمة (وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً).

١٤٧ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى جعفر بن محمد عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام انه قال : أربع للمرء لا عليه الى قوله : والدعاء فانه قال : قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم.

١٤٨ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن بريد بن معاوية العجلي قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : كثرة القرائة أفضل أو كثرة الدعاء؟ قال كثرة الدعاء أفضل وقرء هذه الآية.

١٤٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل : «قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم» يقول : ما يفعل ربي بكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما.

٤٤

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ سور الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة كان من أولياء الله وفي جواره وكنفه ، ولم يصبه في الدنيا بؤس أبدا واعطى في الاخرة من الجنة حتى يرضى وفوق رضاه ، وزوجه الله مأة زوجة من الحور العين.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ سورة الشعراء كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل من صدق بنوح وكذب به ، وهود وشعيب وصالح وإبراهيم ، وبعدد كل من كذب بعيسى وصدق بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٣ ـ وروى ابو بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة وذكر مثل ما نقلنا.

٤ ـ عن كتاب ثواب الأعمال وزاد بعد قوله من الحور العين وأسكنه الله في جنة عدن وسط الجنة مع النبيين والمرسلين والوصيين الراشدين وعن ابن عباس قال : قال رسول الله وذكر حديثا طويلا وفيه : وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى.

٥ ـ وروى عن ابن الحنفية عن على عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما نزلت طسم قال : الطاء طور سيناء والسين الاسكندرية والميم مكة وقال : الطاء شجرة طوبى والسين سدرة المنتهى والميم محمد المصطفي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم (طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) قال : طسم هو حروف من حروف اسم الله الأعظم.

٧ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : واما طسم فمعناه انا الطالب السميع المبدئ المعيد.

٤٥

٨ ـ في إرشاد المفيد رحمه‌الله وهب بن حفص عن أبي بصير قال : سمعت أباجعفرعليه‌السلام يقول في قوله تعالى : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) قال : سيفعل الله ذلك بهم قلت : من هم قال : بنو امية وشيعتهم ، قلت : وما الآية؟ قال : ركود الشمس ما بين زوال الشمس الى وقت العصر ، وخروج صدر ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه ، وذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه.

٩ ـ في الكافي وروى ان أمير المؤمنين عليه‌السلام قال في خطبة له : ولو أراد الله جل ثناؤه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان ومعادن البلدان ومغارس الجنان ، وأن يحشر طير السماء ووحش الأرض معهم لفعل ، ولو فعل لسقط البلاء وبطل الجزاء واضمحل الابتلاء ، ولما وجب للقائلين أجور المبتلين ، ولا لحق المؤمنين ثواب المحسنين ولا لزمت الأسماء أهاليها على معنى مبين ، ولذلك لو انزل الله (مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) ، ولو فعل لسقط البلوى عن الناس أجمعين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على ابن الحكم عن أبي أيوب الخزاز عن عمر بن حنظلة قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : خمس علامات قبل قيام القائم : الصيحة والسفياني والخسفة وقتل النفس الزكية واليماني ، فقلت : جعلت فداك ان خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟ قال : لا فلما كان من الغد تلوت هذه الآية : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) فقلت له : أهى الصيحة فقال : أما لو كانت خضعت أعناق أعداء الله عزوجل.

١١ ـ في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة رحمه‌الله باسناده الى الحسن بن زياد الصيقل قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما‌السلام يقول : ان القائم لا يقوم حتى ينادى مناد من السماء يسمع الفتاة في خدرها ويسمع أهل المشرق والمغرب ،

٤٦

وفيه نزلت هذه الآية : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ)

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) فانه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال: تخضع رقابهم يعنى بنى امية ، وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر صلوات الله عليه.

١٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين ابن خالد قال : قال علي بن موسى الرضا عليه‌السلام لا دين لمن لا ورع له ، ولا أمان لمن لا تقية له ، وان أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية. فقيل له : يا بن رسول الله الى متى؟ قال : (إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) وهو يوم خروج قائمنا ، فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا فقيل له : يا ابن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت؟ قال : الرابع من ولدي ابن سيدة الإماء يطهر والله به الأرض من كل جور ، ويقدسها من كل ظلم ، وهو الذي يشك الناس في ولادته وهو صاحب الغيبة قبل خروجه فاذا خرج أشرقت الأرض بنوره ووضع ميزان العدل بين الناس ، فلا يظلم أحد أحدا ، وهو الذي تطوى له الأرض ولا يكون له ظل ، وهو الذي ينادى مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء اليه يقول : الا ان حجة الله قد ظهرت عند بيت الله فاتبعوه ، فان الحق معه وفيه ، وهو قول الله عزوجل : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ).

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عزوجل : (وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) فانه حدثني أبي عن الحسن بن علي بن فضال عن أبان بن عثمان عن أبي ـ عبد الله عليه‌السلام قال : لما بعث الله عزوجل موسى عليه‌السلام الى فرعون فأتى بابه فاستأذن عليه فلم يؤذن له ، فضرب بعصاه الباب فاصطكت الأبواب ففتحت ، ثم دخل على فرعون فأخبره انه رسول الله وسأله أن يرسل معه بنى إسرائيل فقال له فرعون كما حكى الله عزوجل : (أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً) الى آخره.

١٥ ـ في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : فلما رجع موسى الى

٤٧

امرأته قالت : من أين جئت؟ قال : من عند رب تلك النار ، قال : فغدا الى فرعون فو الله لكأنى انظر اليه طويل الباع (١) ذو شعر أدم ، عليه جبة من صوفف عصاه في كفه مربوط حقوه بشريط (٢) نعله من جلد حمار شراكها من ليف ، فقيل لفرعون : ان على الباب فتى يزعم انه رسول رب العالمين فقال فرعون لصاحب الأسد : خل سلاسلها وكان إذا غضب على رجل خلاها فقطعته ، فخلاها فقرع موسى الباب الاول وكانت تسعة أبواب فلما قرع الباب الاول انفتحت له الأبواب التسعة ، فلما دخل جعلن يبصبصن تحت رجليه كأنهن جراء (٣) فقال فرعون لجلسائه : رأيتم مثل هذا قط؟ فلما أقبل اليه قال : ألم نريك فينا وليدا الى قوله : (وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) فقال فرعون لرجل من أصحابه : قم فخذ بيده وقال للآخر : اضرب عنقه ، فضرب جبرئيل السيف حتى قتل ستة من أصحابه فقال : خلوا عنه ، قال : فأخرج يده فاذا هي بيضاء قد حال شعاعها بينه وبين وجهه والقى العصا فاذا هي حية فالتقمت الأبواب بلحييها ، فدعاه ان يا موسى : أقلني الى غد ثم كان من أمره ما كان.

١٦ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم‌السلام باسناده الى علي بن محمد بن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضاعليه‌السلام فقال له المأمون : يا ابن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون قال : بلى قال : فما معنى قول الله عزوجل الى ان قال : فما معنى قول موسى لفرعون : (فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ)؟ قال الرضا عليه‌السلام : ان فرعون قال لموسى لما أتاه : (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) قال موسى فعلتها و (أَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) عن الطريق بوقوعي الى مدينة من مدائنك (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً) وجعلنى من المرسلين وقد قال الله تعالى لنبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً

__________________

(١) فلان طويل الباع اى كريم واسع الخلق.

(٢) الحقو : موضع الإزار وهو الحفر. والشريط : الخوص المفتول يشرط به.

(٣) بصبص الكلب : تحرك ذنبه والجراء جمع الجرو : أولاد السباع.

٤٨

فَآوى) يقول : ألم يجدك وحيدا فآوى إليك الناس (وَوَجَدَكَ ضَالًّا) يعنى عند قومك «فهدى» اي فهداهم الى معرفتك (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) يقول : أغناك بان جعل دعاك مستجابا قال المأمون : بارك الله فيك يا ابن رسول الله.

١٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله بجعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام عن أبيه محمد قال : إذا قام القائم قال : (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً) وجعلنى من المرسلين.

١٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى ابن مسعود قال : احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا : ما بال أمير المؤمنين عليه‌السلام لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعائشة ومعاوية؟ فبلغ ذلك عليا عليه‌السلام فامر أن ينادي الصلوة الجامعة ، فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : معاشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا؟ قالوا : صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك ، قال : ان لي بسنة الأنبياء أسوة فيما فعلت ، قال الله تعالى في محكم كتابه : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) قالوا : ومن هم يا أمير ـ المؤمنين؟ قال : أولهم إبراهيم عليه‌السلام الى أن قال : ولى بموسى عليه‌السلام أسوة إذا قال : (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ) فان قلتم ان موسى فر من قومه بلا خوف كان له منهم فقد كفرتم ، وان قلتم : ان موسى خاف منهم فالوصى أعذر.

قال عز من قائل : (قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) الى قوله : (إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ).

١٩ ـ في أصول الكافي في باب جوامع التوحيد خطبة لأمير المؤمنين وفيها يقولعليه‌السلام : الذي سئلت الأنبياء عنه فلم تصفه بحد ولا ببعض ، بل وصفته بفعاله ودلت عليه بآياته

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال موسى : (أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ قالَ) فرعون (فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) فلم يبق أحد من جلساء فرعون الا هرب ، ودخل فرعون من الرعب ما لم يملك نفسه ، فقال فرعون : يا موسى أنشدك بالله وبالرضاع الا ما كففتها عنى ثم (نَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ) فلما أخذ موسى عليه‌السلام العصا رجعت الى فرعون نفسه وهم بتصديقه فقام اليه هامان فقال

٤٩

له : بينما أنت اله تعبد إذ صرت تابعا لعبد.

قال مؤلف هذا الكتاب عفي عنه : قد سبق قريبا فيما نقلنا من مجمع البيان عن أبي جعفر عليه‌السلام بيان لقوله عزوجل (فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ).

٢١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم‌السلام قال : ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلى عليه‌السلام : فان موسى قد اعطى اليد البيضاء فهل فعل لمحمد شيء من هذا؟ قال له على عليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى ما هو أفضل من هذا ، ان نورا كان يضيء عن يمينه حيثما جلس وعن يساره أينما جلس ، وكان يراه الناس كلهم ، قال له اليهودي : فان هذا موسى بن عمران قد أعطى العصا وكانت تحول ثعبانا؟ قال له على عليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى ما هو أفضل من هذا ، ان رجلا كان يطالب أبا جهل بن هشام بدين ثمن جزور (١) قد اشتراه فاشتغل عنه وجلس يشرب ، فيطلبه الرجل فلم يقدر عليه فقال له بعض المستهزئين : من تطلب؟ قال : عمرو بن هشام يعنى أبا جهل لي عليه دين ، قال فأدلك على من يستخرج الحقوق؟ قال : نعم فدله على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان أبو جهل يقول : ليت لمحمد الى حاجة فأسخر به وأرده؟ فأتى الرجل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : يا محمد بلغني ان بينك وبين عمرو بن هشام حسن وانا (٢) استشفع بك اليه ، فقام معه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأتى به فقال له : قم يا أبا جهل فاذا الى الرجل حقه وانما كنى أبا جهل ذلك اليوم ، فقام مسرعا فأدى اليه حقه ، فلما رجع الى مجلسه قال له بعض أصحابه : فعلت ذلك فرقا من محمد؟ قال : ويحكم أعذرونى انه لما أقبل رأيت عن يمينه رجالا بأيديهم حراب تتلألأ ، وعن يساره ثعبانين تصطك بأسنانهما وتلمع النيران من أبصارهما ،

__________________

(١) الجزور : الناقة التي تنحر.

(٢) كذا في النسخ وكذا في البحار وفي المصدر «حسن صداقة» واستظهر في هامش البحار ان الأصل «خشن» بالشين.

٥٠

لو امتنعت لم آمن أن يبعجوا (١) بالحراب بطني ويقضمني الثعبانان ، هذا أكبر مما اعطى موسى ثعبان بثعبان موسى ، وزاد الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله ثعبانا وثمانية أملاك معهم الحرب.

٢٢ ـ في مجمع البيان (وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ) إليها اي اخرج من كمه أو جيبه عاما على ما روى.

٢٣ ـ في أصول الكافي احمد بن مهران رحمه‌الله عن محمد بن على عن الحسن بن منصور عن أخيه قال : دخلت على الرضا عليه‌السلام في بيت داخل في جوف بيت ليلا ، فرفع يده فكانت كأن في البيت عشرة مصابيح ، واستأذن عليه رجل فخلا يده ثم اذن له.

٢٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم : ثم قال فرعون (لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَما ذا تَأْمُرُونَ) الى قوله تعالى : (لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) فكان فرعون وهامان قد تعلما السحر ، وانما غلبا الناس بالسحر ، وادعى فرعون الربوبية بالسحر ، فلما أصبح بعث في المدائن حاشرين ، مدائن مصر كلها وجمعوا الف ساحر ، واختار من الف ، مأة ومن المأة ثمانين ، فقال السحرة لفرعون قد علمت انه ليس في الدنيا أسحر منا ، فان غلبنا موسى فما يكون لنا عندك؟ قال (إِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) عندي أشارككم في ملكي قالوا : فان غلبنا موسى وأبطل سحرنا علمنا ان ما جاء به ليس من قبل السحر ولا من قبل الحيلة آمنا به وصدقناه ، قال فرعون : ان غلبكم موسى صدقته انا أيضا معكم ، ولكن اجمعوا كيدكم اي حيلتكم قال : وكان موعدهم يوم عيد لهم ، فلما ارتفع النهار من ذلك اليوم وجمع فرعون الخلق والسحرة وكانت له قبة طولها في السماء ثمانون ذراعا ، وقد كانت لبست الحديد والفولاد المصقول. فكانت إذا وقعت الشمس عليها لم يقدر أحد أن ينظر إليها من لمع الحديد ووهج الشمس (٢) وجاء فرعون وهامان وقعدا عليها ينظران ، وأقبل موسى عليه‌السلام ينظر الى السماء فقالت السحرة لفرعون : انا نرى رجلا ينظر الى السماء ولن يبلغ سحرنا

__________________

(١) بعج بطنه بالسكين : شقه.

(٢) وهج الشمس : حرها.

٥١

الى السماء ، وضمنت السحرة من في الأرض ، فقالوا لموسى : (إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ* فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ) فأقبلت تضرب وسالت مثل الحيات وهاجت فقالوا (بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ).

٢٥ ـ في جوامع الجامع (وَقالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ) أقسموا بعزة فرعون وهي من أقسام الجاهلية ، وفي الإسلام لا يصح الحلف الا بالله تعالى أو بعض أسمائه وصفاته ، وفي الحديث : لا تحلفوا الا بالله ولا تحلفوا بالله الا وأنتم صادقون.

٢٦ ـ في أصول الكافي باسناده الى محمد بن زيد الطبري قال : كنت قائما على رأس الرضا عليه‌السلام بخراسان وعنده عدة من بنى هاشم وفيهم إسحاق بن موسى بن عيسى العباسي ، فقال : يا إسحاق بلغني ان الناس يقولون انا نزعم ان الناس عبيد لنا ، وقرابتي من رسول الله ما قلته قط ولا سمعته من أحد من آبائي قاله ، ولا بلغني أحد من آبائي قاله ولكني أقول : الناس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين ، فليبلغ الشاهد الغائب.

٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ، (فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ) فذابت في الأرض مثل الرصاص ، ثم طلع رأسها وفتحت فاها ووضعت شدقها (١) العليا على رأس قبة فرعون ثم دارت وأرخت شفقتها السفلى ، والتقمت عصى السحرة وحبالهم وغلب كلهم ، وانهزم الناس حين رأوها وعظمها وهولها مما لم تر العين ولا وصف الواصفون مثله ، قيل : فقتل في الهزيمة من وطء الناس بعضهم بعضا عشرة آلاف رجل وامرأة وصبي ، ودارت على قبة فرعون قال : فأحدث فرعون وهامان في ثيابهما وشاب رأسهما وغشي عليهما من الفزع ومر موسى عليه‌السلام في الهزيمة مع الناس فناداه الله عزوجل : (خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى) فرجع موسى عليه‌السلام ولف على يده عباء كانت عليه ثم أدخل يده في فمها فاذا هي عصا كما كانت ، فكان كما قال الله عزوجل : (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ) لما رأو ذلك (قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ رَبِّ مُوسى وَهارُونَ) فغضب فرعون عند ذلك غضبا شديدا و (قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ) يعنى موسى عليه‌السلام (الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ

__________________

(١) الشدق : جانب الغم.

٥٢

فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) فقالوا له كما حكى الله عزوجل : (لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) فحبس فرعون من آمن بموسى عليه‌السلام في السجن حتى انزل الله عزوجل (عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ) فأطلق عنهم ، فأوحى الله عزوجل الى موسى (أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) فخرج موسى ببني إسرائيل ليقطع بهم البحر وجمع فرعون أصحابه وبعث في المدائن حاشرين، وحشر الناس وقدم مقدمته في ستمائة ألف وركب هو في ألف ، الف ، وخرج كما حكى الله عزوجل.

٢٨ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل : لشرذمة قليلون يقول : عصبة قليلة.

٢٩ ـ في أصول الكافي باسناده الى أبي عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقولعليه‌السلام في آخره : ان الله خلق أقواما لجهنم والنار ، فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم واشمأز من ذلك ، ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به ، وقالوا : ساحر كذاب فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك ، ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق فهم ينطقون وقلوبهم منكرة ليكون ذلك دفعا عن أوليائه وأهل طاعته ولولا ذلك ما عبد الله في أرضه ، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه واستروا عمن امر الله بالستر والكتمان عنه ، قال : ثم رفع يده وبكى وقال : اللهم (إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) ، فاجعل محيانا محياهم. ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم ، فانك ان فجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك وصلى الله على محمد وآله وسلم.

٣٠ ـ في الخرائج والجرائح ان عليا عليه‌السلام قال : لما خرجنا الى خيبر فاذا نحن بواد ملان ماء فقدرناه فاذا هو اربعة عشر قامة فقال الناس : يا رسول الله العدو من ورائنا والوادي أمامنا فكان كما (قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) فنزل عليه‌السلام ثم قال اللهم انك جعلت لكل مرسل علامة فأرنا قدرتك ، ثم ركب وعبرت الخيل والإبل لا تندى حوافرها ولا أخفافها.

٥٣

٣١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم فلما قرب موسى عليه‌السلام من البحر وقرب فرعون من موسى (قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) قال موسى (كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) اى سينجين فدنا موسى عليه‌السلام من البحر فقال له ان افرق فقال البحر له : استكبرت يا موسى ان تقول لي ان انفرق لك ولم أعص الله عزوجل طرفة عين ، وقد كان فيكم العاصي ، فقال له موسى عليه‌السلام : فاحذر أن تعصى وقد علمت ان آدم عليه‌السلام اخرج من الجنة بمعصية وانما لعن إبليس بمعصيته ، فقال البحر : ربي عظيم مطاع أمره ولا ينبغي لشيء ان يعصيه ، فقام يوشع بن نون فقال لموسى عليهما‌السلام : يا نبي الله ما امر ربك قال : بعبور البحر فأقحم يوشع فرسه في الماء وأوحى الله عزوجل (إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ) الحجر فضربه (فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) اى كالجبل العظيم ، فضرب له في البحر اثنى عشر طريقا فأخذ كل سبط في طريق ، وكان الماء قد ارتفع على رؤسهم مثل الجبال ، فجزعت الفرقة التي كانت مع موسى عليه‌السلام في طريقه ، فقالوا يا موسى اين إخواننا؟ فقال لهم : معكم في البحر فلم يصدقوه ، فأمر الله عزوجل البحر فصار طاقات حتى كان ينظر بعضهم الى بعض ويتحدثون ، وأقبل فرعون وجنوده فلما انتهى الى البحر قال لأصحابه : الا تعلمون انى ربكم الأعلى قد فرج لي البحر فلم يجسر أحد أن يدخل البحر وامتنعت الخيل منه لهول الماء ، فتقدم فرعون حتى جاء الى ساحل البحر فقال له منجمه : لا تدخل البحر وعارضة فلم يقبل منه ، وأقبل على فرس حصان (١) فامتنع الحصان أن يدخل فعطف عليه جبرئيل عليه‌السلام وهو على ماديانة ، فتقدمه ودخل فنظر الفرس الى الرمكة (٢) فطلبها ودخل البحر واقتحم

__________________

(١) الحصان : الفرس العتيق ثم كثر حتى سمى به كل ذكر من الخيل.

(٢) الرمكة : الفرس والبرذونة تتخذ للنسل.

٥٤

أصحابه خلفه ، فلما دخلوا كلهم حتى كان آخر من دخل من أصحابه وآخر من خرج من أصحاب موسى عليه‌السلام ، أمر الله عزوجل الرياح فضربت البحر بعضه ببعض فأقبل الماء يقع عليهم مثل الجبال.

٣٢ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن محمد بن هشام عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ان قوما ممن آمن بموسى قالوا : لو أتينا عسكر فرعون وكنا فيه ونلنا من دنياه فاذا كان الذي نرجوه من ظهور موسى عليه‌السلام صرنا اليه ففعلوا ، فلما توجه موسى ومن معه هاربين من فرعون ركبوا دوابهم وأسرعوا في السير ليلحقوا بموسى وعسكره فيكونوا معهم ، فبعث الله عزوجل ملكا فضرب وجوه دوابهم فردهم الى عسكر فرعون فكانوا فيمن غرق مع فرعون.

٣٣ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب إبراهيم بن أدهم وفتح الموصلي قال (كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما) : كنت أسيح في البادية مع القافلة فعرضت لي حاجة فتنحيت عن القافلة وإذا انا بصبي يمشى ، فدنوت منه وسلمت عليه فرد على السلام فقلت له : الى أين؟ قال : أريد بيت ربي ، فقلت : حبيبي انك صغير ليس عليك فرض ولا سنة ، فقال يا شيخ ما رأيت من هو أصغر منى سنامات ، فقلت : اين الزاد والراحلة؟ فقال : زادي تقواي وراحلتي رجلاي وقصدي مولاي ، فقلت : ما أدرى معك شيئا من الطعام؟ فقال يا شيخ هل تستحسن ان يدعوك إنسان الى دعوة فتحمل من بيتك الطعام؟ قلت : لا قال : الذي دعاني الى بيته (هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ).

قال مؤلف هذا الكتاب عفي عنه : هذا الكلام طويل وقد ذكر في أواسطه ان الصبى كان علي بن الحسين عليهما‌السلام.

٣٤ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من ظهرت صحته على سقمه فتعالج بشيء فمات فانا الى الله منه برىء.

٣٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى عبد الله بن مسعود انه قال : بينا نحن عند

٥٥

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ تبسم فقلت له : مالك يا رسول الله؟ قال : عجبت من المؤمن وجزعه من السقم ، ولو يعلم ماله في السقم من الثواب لأحب الا يزال سقيما حتى يلقى ربه عزوجل.

٣٦ ـ في الكافي باسناده الى جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله عزوجل : من مرض ثلاثا فلم يشك الى أحد من عواده أبدلته لحما خيرا من لحمه ، ودما خيرا من دمه ، فان عافيته عافيته ولا ذنب له ، وان قبضته قبضته الى رحمتي.

٣٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال الله تبارك وتعالى : ما من عبد ابتليته ببلاء فلم يشك الى عواده الا أبدلته لحما خيرا من لحمه ، ودما خيرا من دمه ، فان قبضته قبضته الى رحمتي ، وان عاش عاش وليس له ذنب.

٣٨ ـ وباسناده عن بشير الدهان عن أبي عبد الله قال : قال الله عزوجل : أيما عبد ابتليته ببلية فكتم ذلك عواده ثلاثا أبدلته لحما خيرا من لحمه ، ودما خير من دمه وبشرا خيرا من بشره فان أبقيته أبقيته ولا ذنب له ، وان مات مات الى رحمتي.

٣٩ ـ وباسناده الى الحسن الميثمي عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من مرض ليلة فقبلها بقبولها كتب الله له عبادة ستين سنة ، قلت : ما معنى قبولها؟ قال : لا يشكوا ما أصابه فيها الى أحد.

٤٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن العرزمي عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وأدى الى الله شكرها كانت كعبادة ستين سنة ، قال أبي : فقلت له : ما قبولها؟ قال : يصبر عليها ولا يخبر بما كان فيها ، فاذا أصبح حمد الله على ما كان.

٤١ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : من مرض ثلاثة أيام فكتمه ولم يخبر به أحدا أبدل الله عزوجل له لحما

٥٦

خيرا من لحمه ، ودما خيرا من دمه ، وبشره خيرا من بشرته ، وشعرا خيرا من شعره ، قال : قلت : جعلت فداك وكيف يبدله؟ قال : يبدله لحما وشعرا ودما وبشرة لم يذنب فيها.

٤٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سئل عن حد الشكاة للمريض ، فقال : ان الرجل يقول : حممت اليوم وسهرت البارحة وقد صدق وليس هذا شكاة ، وانما الشكوى ان يقول : ابتليت بما لم يبتل به أحد ، ويقول : لقد أصابنى ما لم يصب أحدا وليس الشكوى ان يقول : سهرت البارحة وحممت اليوم ونحو هذا.

٤٣ ـ في نهج البلاغة قال عليه‌السلام : الا وان اللسان الصالح يجعله الله للمرء في الناس خير له من المال يورثه من لا يحمده.

٤٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم رحمه‌الله في قوله عزوجل (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) قال هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

٤٥ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى بن يحيى عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ولسان الصدق للمرء يجعله الله في الناس خيرا من المال يأكله ويورثه ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٦ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل في بيان ما جرى منه عليه‌السلام أيام تزويج فاطمة من على عليهما‌السلام وفيه : فسأل عليا كيف وجدت أهلك؟ قال : نعم العون على طاعة الله وسأل فاطمة؟ فقالت : خير بعل ، فقال : اللهم اجمع شملهما واجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم.

٤٧ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة قال : سألته عن قول الله عزوجل : (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) قال: السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه ، قال : وكل قلب فيه شرك أوشك فهو ساقط ،

٥٧

وانما أراد بالزهد في الدنيا لتفزع قلوبهم الى الاخرة.

٤٨ ـ وباسناده الى الحسن بن الجهم عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : قال : التواضع أن تعطى الناس ما تحب أن تعطاه.

٤٩ ـ وفي آخر قال : قلت : ما حد التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعا؟ فقال : التواضع درجات ، منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم لا يحب أن يأتى الى أحد الا مثل ما يؤتى اليه ، ان راى سيئة درأها بالحسنة ، كاظم الغيظ عاف عن الناس والله يحب المحسنين.

٥٠ ـ ـ في مجمع البيان وروى عن الصادق عليه‌السلام انه قال : هو القلب الذي سلم من حب الدنيا ، ويؤيده قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : حسب الدنيا رأس كل خطيئة.

٥١ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليه‌السلام صاحب النية الصادقة صاحب القلب السليم ، لان سلامة القلب من هواجس المذكورات. تخلص النية لله في الأمور كلها قال الله تعالى : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).

٥٢ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : وانزل في طسم (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ) جنود إبليس ذريته من الشياطين (وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ) يعنى المشركين الذين اقتدوا بهم هؤلاء فاتبعوهم على شركهم ، وهم قوم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ليس فيهم من اليهود والنصارى أحد ، وتصديق ذلك قول الله عزوجل : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ). (كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ). (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ) ليس هم اليهود الذين قالوا : (عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) ، ولا النصارى الذين قالوا (الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) ، سيدخل الله اليهود والنصارى النار ، ويدخل كل قوم بأعمالهم ، وقولهم : (وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ) إذ دعونا الى سبيلهم ذلك قول الله عزوجل فيهم حين جمعهم الى النار (قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً

٥٨

ضِعْفاً مِنَ النَّارِ) وقوله : (كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً) برىء بعضهم من بعض ، ولعن بعضهم بعضا يريد بعضهم أن يحج بعضا رجاء الفلج فيفلتوا جميعا من عظم ما نزل بهم ، وليس بأوان بلوى ولا اختبار ، ولا قبول معذرة ولا حين نجاة.

٥٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر ابن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي سعيد المكاري عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ) قال : هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه الى غيره.

٥٤ ـ محمد بن يحيى عن الحسين بن اسحق عن علي بن مهزيار عن عبد الله بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال في قول الله عزوجل : (فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ) قال : يا با بصير هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه الى غيره.

٥٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله : (فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ) قال الصادقعليه‌السلام : نزلت في قوم وصفوا عدلا ثم خالفوه الى غيره ، وفي خبر آخر قال : هم بنو امية والغاوون بنو العباس (١).

٥٦ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو ذر في خبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يا با ذر يؤتى بجاحد على أعمى أبكم يتكبكب في ظلمات يوم القيامة ، ينادى : يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وفي عنقه طوق من النار.

٥٧ ـ في محاسن البرقي وفي رواية عثمان بن عيسى وغيره عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ) قال : من وصف عدلا ثم خالفه الى غيره.

٥٨ ـ في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه‌السلام يقول فيها : ايها السائل اعلم ان من

__________________

(١) وفي بعض النسخ «بنو فلان».

٥٩

شبه ربنا الجليل بتباين أعضاء خلقه ، وبتلاحم أحقاق (١) مفاصله المحتجبة بتدبير حكمته ، انه لم يعقد غيب ضميره على معرفته ، ولم يشاهد قلبه اليقين بأنه لا ند له ، وكأنه لم يسمع بتبرى التابعين من المتبوعين وهم يقولون : (تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ) فمن ساوى ربنا بشيء فقد عدل به ، والعادل به كافر بما تنزلت به محكمات آياته ونطقت به شواهد حجج بيناته ، لأنه الله الذي لم يتناه في العقول فيكون في مهب فكرها مكيفا ، وفي حواصل هويات همم النفوس محدودا مصرفا ، المنشئ أصناف الأشياء بلا روية احتاج إليها ، ولا قريحة غريزة أضمر عليها ، ولا تجربة أفادها من موجودات الدهور ، ولا شريك أعانه على ابتداع عجائب الأمور.

٥٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي اسامة عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما‌السلام انهما قال : والله لنشفعن في المذنبين من شيعتنا حتى يقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ).

٦٠ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن عقبة عن عمر بن أبان عن عبد الحميد الوابشي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال في حديث طويل : وان الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب ، وان المؤمن ليشفع لجاره وماله حسنة ، فيقول : يا رب جاري كان يكف عنى الأذى فيشفع فيه ، فيقول الله تبارك وتعالى : انا ربك وانا أحق من كافي عنك فيدخله الله الجنة وما له من حسنة ، وان ادنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنسانا ، فعند ذلك يقول أهل النار : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ).

٦١ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده الى الحسن بن صالح بن حي قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : لقد عظمت منزلة الصديق حتى أهل النار ليستغيثون به ويدعون به في النار قبل القريب الحميم قال الله مخبرا عنهم : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ).

__________________

(١) الاحقاق جمع الحق ـ بالضم ـ : النقرة في رأس الكنف.

٦٠